كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت فيفى هناك خرجت لتحييهما ضاحكة ملوحة :
- ارجو ان تكونا جائعيين ......... لقد طهوت غداء يوم احد تقليدى
اغتسلت كولين بسرعة ومشطت شعرها ثم جلس الجميع لتناول لحم الخروف المقلى مع السلطة بالنعناع والبطاطا المشوية , واللوبياء الطازجة والجزر وفطيرة جبن , كانت فيفى فى مزاج رائق فراحت تتحدث بحماس عن تغلبها على قطعة خشب صعبة المراس , وتحويلها الى الشكل الذى خططته لها فكان ان مر عدم التواصل بين ناش وكولين دون ان تلحظه .
ووجدت انها امراة لطيفو وتساءلت عما اذا كانت تعرف الحالة الحقيقية لمستوى العلاقة بينها وبين ناش ؟ وتساءلت ايضا عما اذا اخبرها انه يوشك ان يتزوجها ؟ لابد انها تشعر بالفضول على الاقل , او ربما اعتادت على اصطحابه النساء الى هنا .
بعد الغداء اظهرت فيفى فضولها , كان ناش قد اختفى نحو الاسطبلات , وكانت كولين تساعدها بالتنظيف حين قالت لها :
- انتما ......... لم تتعارفا منذ وقت طويل ........ اليس كذلك ؟ آه لا تظنى اننى اتطفل
رفعت عينيها الى السماء ثم عبست وقالت بصدق :
- ربما انا متطفلة ...... فانا ....... اعرف ناش منذ زمن طويل
ترددت كولين :منتديات ليلاس
- لقد اخبرنى كل شئ عنك
تجمدت يدا فيفى عن العمل فى المغسلة قليلا ثم بدأت تمسحهما لتقول بهدوء :
- انا مسرورة لهذا الافضل ان تعرفى الآن بدل ان تكتشفيه فيما بعد ........ اذا كنت تتساءلين عما يعنيه لى الآن , اؤكد لك اننى ساحب ناش دائما بطريقة ما , انما ليس بتلك الطريقة
ظهر على وجهها الالم فجأة واردفت :
- فتلك الطريقة محفوظة لرجل لن استطيع الحصول عليه ........ ولهذا انا هنا ....... احاول جمع شتات نفسى ...... بتصور ناش اننى اديت له خدمة مرة , وهذه طريقته فى رد الجميل ..... ربما تجدين الموقف شاذا ...... وقد حاولت شرح هذا له حين اتصل ليخبرنى انه أت بصحبة امراة
صمتت بعجز ثم اردفت بهدوء شديد :
- انت الفتاة الاولى التى يصطحبها الى هنا , لذا فكرت ان الامر جاد حقا , وآخر ما اردت فعله هو التدخل
- لا انت لا تتدخلين ابدا , هذا الرجل ............ هل هو متزوج ؟
قالت فيفى بحذر:
- سيتزوج قريبا ..... لكنه من فترة غير بعيدة ......... كان زوجى
حبست كولين انفاسها , وتوقفت فيفى عن مسح يديها اخيرا , تبادلتا النظرات بتواصل فجائى لامراتين فى عذاب .
قالت فيفى مترددة :
- كولين
تمكنت كولين من الابتسام مرتجفة :
- انا ........ لست واثقة من نفسى احيانا فيفى ...... هذا كل شئ
- انا واثقة ان ناش ...... سيساعدك على التغلب على هذا , من الواضح اننى معجبة به ...... ولكن على اى حال .......... انا واثقة انه لا يحتاجنى للكلام عنه ...... اترغبين فى رؤية عملى ؟
- بل احب ان اراه ...... قد اتمكن من التعليق عليه , او قد اجد لك مشتريا اذا كان لديك شئ للبيع
وطفقت تشرح لها طبيعة عملها , فرمت فيفى قماشة المغسلة وقالت بطريق مرحة :
- سيدتى ......... قد تكونين الرد على دعواتى , تعالى قبل ان تغيرى رأيك
اشترت كولين ثلاثة من عمال فيفى فورا تمثالين وزوج من مساند الكتب المحفورة , ناقشتها فى طبيعة العمل الذى ستهتم فيفى باعداده فيما لو استطاعت كولين بيعه لها .
قالت كولين :
- مثلا , قد يبدو لك هذا تجاريا كثيرا , لكننا نقوم بديكور منزل جديد , والمالك يريد الواح خشب محفور عليها دلافين تسبح حول ......... الجاكوزى ........ أكان علىان ذكر لك هذا ؟
قاطعتها ضاحكة وقالت اخيرا :
- عزيزتى كولين ...... يفهم معظم الفنانين حقائق الحياة ........ ان استطعت ارسال بعض القياسات اكن مسرورة بالبدء بحفرها
غادرت كولين المشغل بعدما وضبتا بحذر المشتريات , وتركت فيفى تحبث فى كتبها عن صور للدلافين , لم يكن هناك اثر لناش , واستحمت كولين ثم غيرت ملابسها , وارتدت تى شيرت احمر وجينز نظيف ثم وضبت حقيبتها .
عندما لم يظهر ناش تجولت فى الطابق السفلى فترة ثم ارتقت باندفاع متهور الدرج متوجهة الى غرفته .
ترددت فى اعلى الدرج تنظر حولها , كان السرير الكبير مرتبا والغطاء الارجوانى ناعما , بدا سطح طاولة المكتب منظما , وحقيبته مفتوحة على كرسى فى انتظار التوضيب , وفى الغرفة مدفأة حجرية يحيط بها رفوف كتب فتقدمت نحوها تتفحص ذوقه الادبي الذي بدأ كلاسيكياً وكان هناك رف عليه كتب تعود الي ايام طفولته .
منتديات ليلاس
التقت كتاباً منها،وتصفحت صفحاته الصفراء ، فسمرتها الصور ورسوم الحيوانات .
ثم تقدمت الي احدي النوافذ البارزة فجلست علي معقد خشبي ورفعت قدميها اليه لتنعم بالمنظر امامها ، لم تدرك كم جلست ، راح الجو يظلم وتلبدت الغيوم في السماء كلقيه ظلالاً علي كل شئ .
ما إن هطلت اولي قطرات المطر علي احجار الشرفة حتي سمعت الباب الخارجي ينفتح ثم ينغلق.
لسبب ما لم تتحرك . . . وتساءلت عما إذا كان الذي دفعها الي هذا هو الاحساس بالتحدي .
أشاحت بصرها عن المنظر في الخارج أخيراً فرأت ناش في أعلي الدرج يتوقف إذ ادرك انها هناك .
ارتفع حاجبيه وقال :
- ظننتك مع فيفي
- كنت معها
حاولت الوقوف لكنه تقدم الى النافذة , كان المطر الآن ينهمر بغزارة واسوات البرق تشق الفضاء سالها وصوت الرعد يرجف المنزل :
- ألست خائفة ؟
هزت راسها :
- طالما احببت العواصف
- ابقى هنا اذن ........... من الافضل ان اوضب حقيبتى ....... سنغادر متى خفت العاصفة
ابتعد عنها ليضئ مصباحا بدد نوره الظلام من الغرفة , راقبت كولين العاصفة فترة , ثم ردت راسها الى الخلف تراقبه , رتب ملابسه بدقة , ثم اقفل الحقيبة ورفع راسه , فتلاقت نظراتها سألها :
- هل صعدت الى هنا لسبب محدد كولين ؟
هزت راسها :
- ليس فى الو اقع ...... بل كنت احاول فهم دوافعى للدخول الى هنا ؟
- ربما مجرد فضول ؟
- ربما تنظرين الى احيانا بطريقة غريبة
- صحيحا
جلس فى مقعده ثم مد ساقيه الطويلتين :
- هل لى ان اقترح شيئا ؟
- اذا كان الاقتراح حب بدل حرب ........... لا
ضحك ونظر الى الفراش الناعم
- هناك ميزة محددة للحب وسط عاصفة رعدية داوية ........ هل جربته يوما ؟
اشاحت بصرها عنه , وقد اجتاحت موجات من الحر ساد صمت حتى قالت :
- اظن ان الاسوأ انتهى الآن
- اسوأ ماذا ؟
وعرفت ان عينيه لم تفارقها لحظة , وهذا يعنى انه رأى خجلها الذى ظهر عليها
قالت بهدوء :
- لقد مرت العاصفة
لكنها كانت تفكر : ساكون معلونة لواعترفت بشئ
- فلنذهب اذن
نظرت اليه :
- ان اردت
|