لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-11, 11:52 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الرياض

سيـارة سيف

12:10 ظهراً





عينيه على الطريق .. يديه قابضة على المقود .. وبين فينة واخرى يلتفت نصف التفاتة ليلقي نظرات سريعة على شقيقيه .. احدهما يجلس في المقعد المجاور له .. والاخر يجلس فيى المقعد الخلفي .. يستند بيديه على المقاعد الامامية .. ورأسه قابع بينهما ..



قال اصغرهم .. بحماس .. : ولعبنــا ريــاضة .. وانا ربحت السباق ..



ابتسم الاكبر .. : حمودي بطــل ..



تحدث الجالس في المقعد الامامي .. مغايضاً لـ * محمد * .. لعلمه بكره الاخير لأحد المواد الدراسية .. : وايش سويت في حصة الرياضيات ؟؟؟ ..



إشمئز محمد .. وظهر ذلك على ملامحه .. : اليوم ما كان فيه حصة رياضيات ..



ضحك الاكبر .. : فيصل .. لا تكدر مزاجه ..



ضحك فيصل .. وهو يوجه حديثه لشقيقه الاصغر .. : حمودي .. انت نظفت المدرسة اليوم والا غيرك ؟؟؟..



اجاب محمد ببراءة .. : لا .. انا ما انظف ..



قال فيصل .. : إلا .. انت اللي نظفت المدرسة ..



ابتسم * سيف * .. بينما احتقن وجه محمد .. : مب اناااا ..



سيف .. باستمتاع .. : فيصل خلااص ..



لم يستجيب لكلام اخيه .. واشار لملابس ذلك الصغير .. : طيب ايش اللي غير لون ثوبك ؟؟ ..



نظر لملابسه .. : ثوبي ابيض ..



ضحك سيف بقوة ..



اما فيصل .. : كحلي ..



قال بغضب .. : ابيــض ..



اجابه الاوسط .. : كحلي .. انت مسحت المدرسة كلها بثوبك ..



استنجد بالاكبر .. بصوت شبه باكي .. : سيــــــف ..



سيف .. بتمثيل .. : فيصل لو ما سكت اللحين .. بكفخك ..



دخل اسوار منزل والده .. وأوقف السيارة امام الباب الرئيسي ..



تحرك محمد بسرعة .. وترجل من السيارة .. وهو يتوعد الاخر .. : انا بقول لامي عليك ..



ضحك الاثنان .. وهما يدخلان المنزل .. توجه احدهما الى السلالم .. بينما مشى الاخر نحو المطبخ .. حيث صوت محمد يطغي على بقية الاصوات .. : السلام عليكم ..



ابتسمت .. : وعليــكم السلام ..



جلس على احد المقاعد .. : وشلونك ؟ ..



تلتف يداها حول كتف * محمد * : بخير الحمدلله .. انت اخبارك ؟ .. من زمان عنك ..



امتدت يده نحو احد اطباق الطعام .. : الحمدلله .. عبـ .. – انقطع حديثه بضربة على يده من زوجة والده .. قال برجاء - .. جوعاان ..



قال الصغير .. : انـا بعد ..



هنادي .. : تعبت من الصبح وانا احضر الاكل .. ما بتاكلون منه الا في بيت جدتكم ..



قال بتراجيديا .. : يا قسى قلبك يا هنادي ..



ضحكت .. ثم وجهت حديثها لـ * محمد * وهي تسير معه نحو الباب .. : تعال بناخذ شور .. – رفعت صوتها - .. سيف ما بنتأخر .. ربع ساعة ونكون جاهزين ..



اجابها .. بتهكم .. : قصدك ساعتين ..



لم يصل صوتها له .. نهض بسرعة وتوجه نحو احد الاطعمة .. ليسد جوعه ..



- الا ما قلت لي .. ليه صرت ما تـ .. – ركضت نحوه بغضب - .. ما قلتلك لا تاكل ..



احتقن وجهه بعد ان اختنق بالطعام .. ثم بدأ بالسعال ..



ضربت على ظهره برفق .. : بسم الله عليك .. – وقالت بتأنيب - .. شوي شوي .. الاكل مب طاير ..



التقط انفاسه .. ورد عليها بذهول .. : انا اللي شوي شوي .. ولا انتي ؟؟ ..



اشارت نحو الطبق .. الذي تشوه شكله بعد ان تناول منه .. : الحين ايش بقول لجدتك ؟؟ ..



اجابها بثقة .. : قولي سيف اكله ..



اطبقت باسنانها .. على شفتها السفلى بتوعد .. : ما عليه .. – ثم اردفت - .. ما قلت لي ليش ما صرت تنام هنا مثل زمان ؟؟ ..



رتب – غترته - .. : جدتي وعبدالله قالوا لي اروح اقعد عندهم في البيت .. لانهم طفشانين ..



ضحكت .. بتهكم .. : تكفى يا مهرج ..



بتمثيل كالعادة .. صرخ بغضب مصطنع .. : مين المهرج يا ام فيصل ؟؟ ..



خرجت من المطبخ على عجل .. : مب انت يابو عبدالعزيز ..



ابتسم وتوجه نحو الثلاجة .. للبحث عن ضالة جديدة لالتهامها ..





******





الرياض

فيــــلآ " ام عبدالرحمن "

1:00 ظهراً





المنزل مرتب بطريقة أنيقة .. عدا المطبخ الذي يقف على قدم وساق .. خصوصاً في مثل هذه الايام .. الايام المخصصة لقدوم الابناء جميعاً .. تجلس على الارض في صالة الاستقبال .. رغم كثرة الارائك الموزعة .. وبجوارها زوجة إبنها الاكبر .. وهن في خضم حديث هادئ ..



تحدثت اكبرهم سناً .. بحزن .. : ليــه ما جاءت ندى وسلمت علي .. يا منيرة .. ؟؟؟



طأطأت الاخرى رأسها .. : ايش اقول لك يا خالتي .. البنت خايفة منكم ..



اتسعت عيناها .. : خايفة منـــــا ؟؟؟ ..



حركت رأسها بعلامة الايجاب .. : من لما وصلت بالسلامة للبيت .. وعبدالرحمن ما يكلمها .. واكيد هي خايفة من مواجهتكم ..



قالت بهدوء .. : الظفر ما يطلع من اللحم .. وهي حفيدتي .. ما بزعل عليها ..



ابتسمت .. : الله يخليك لنا .. يا ريت لو يسمعك عبدالرحمن .. والله عجزت معاه ..



تهدج صوتها .. : حقه يا بنتي .. مهما يكون .. هي جرحته بتصرفها ..



قالت معارضة .. : بس هذي بنته ..



اجابتها مطمئنة .. : لا تخافين .. بيجي يوم يرضى عنها .. وينسى اللي صار ..



منيرة .. : ما اظن ..



ام عبدالرحمن .. : الله كريم ..



- جــــــــدتي .. عطيني الفين ريال ..



ابتسمت بحب .. وهي ترى تلك الشقية القادمة بصحبة زوجة حفيدها .. : وه بس .. ليه يا ساتر ؟؟ ..



جلست امام جدتها .. بينما جلست الاخرى على إحدى الارائك القريبة .. : حرام عليكم .. عطوني حقي .. من الصبح وانا اكرف في المطبخ ..



ضربتها على فخذها بخفة .. تحت انظار والدتها المبتسمة .. : تطلبين من جدتك فلوس .. عشانك اشتغلتي ساعة ؟؟؟؟ ..



ضحكت .. : افـــا بس .. ما تبين تعطيني ..



دفعتها والدتها الى الخلف .. : انطمي يالبزر ..



صرخــــت .. : افــــــــا .. الحين انا بزر ؟؟ .. سمعتيها يا ام عبدالرحمن .. الحين صارت فلوسي خمسة الاف ..



سمر .. : جدتي ايش بيخلصك منها ؟؟ ..



ضحكت ام عبدالرحمن .. : روحي خذيها من ابوك ..



قالت بغضب مفتعل .. : ما بيعـــ .. – بترت جملتها وصرخت – يـــــا هــــــــلا بحمـــــــــود ..



دخلت هنادي .. مع ابنها الصغير .. : الســلام عليكم ..



ردوا جميعاً .. : وعليكم السلام ..



تقدمت من * ام عبدالرحمن * .. وقبَلت رأسها .. : وشلونك خالتي ؟؟ ..



ابتسمت الاخرى .. : نحمد الله ..



اتجهت نحو * ام ناصر * .. وتصافحن بالايدي .. : شحالك يا منيرة ؟ ..



منيرة بلطف .. : الحمدلله .. وانتي ؟؟ ..



ابتسمت .. : تمام .. الحمد لله .. - نظرت نحو نادية و سمر – اخباركم بنات ؟ ..



تقدمت سمر .. وقبلتها باحترام كعادتها .. : الحمد لله ..



اما نادية .. فكانت مشغولة بالترحيب بـ * محمد * ..



عادوا للجلوس مرة اخرى .. ودخلوا في نقاشات عدة .. ومواضيع مختلفة ..

*

*

*

تنظر لبوابة هذا المنزل بحنين .. لقد كان فيما مضى من اهم الاماكن لديها .. تأتيه صباحاً ومساءاً .. دونما موعد مسبق .. تأتي لزيارة تلك الحبيبة .. التي احتضنتها لايام عديدة .. والان هي مرعوبة من فكرة الدخول اليه مرة اخرى .. ربما ستقابلها جدتها ببرود كما فعل ناصر .. وربما تتجاهلها كما فعل والدها .. وربما تتغاضى عن الماضي وتستقبلها بحب كما فعلت والدتها .. ولكن برأيها .. الحالة الاولى هي المرجحة .. لن تتجاهلها .. ولن تتقبلها .. بل ستعاملها ببرود ..



وماذا عن الباقين .. ما ردة فعل عمها عبدالعزيز ؟ .. وما هو شعور عبدالله الان .. في حال رؤيتها ؟ .. يكفيها الشعور بالذنب تجاه والدها وشقيقها .. لا تريد ان تتحمل عبئاً جديداً .. يكفيها ما في جعبتها .. يجب ان يشعروا بمعاناتها .. الامر صعباً عليها .. مثل ما هو صعب عليهم .. تتمنى من كل قلبها ان يمثلوا شخصياتهم في الماضي امامها .. تدعو من الله ان يتناسوا فعلتها لهذه السويعات القليلة التي ستقضيها هنا اليوم .. ربـــــاه .. ان قلبها يكاد يقفز من قفصها الصدري .. من شدة القلق ..



- ويـــن وصلتي ؟ ..



هزت رأسها برفض .. ثم قالت بارتجاف واضح .. : معاك ..



ابتسم .. وهو يترجل من السيارة .. : يالله .. ادخلي الصالة .. بتلقينهم هناك .. انا بروح المجلس ..



ترجلت هي الاخرى .. واغلقت الباب بهدوء .. : طيــب ..



مشى عدة خطوات مبتعداً عنها .. لكن يبدو ان قلبها وعقلها قد تكاتفوا ضدها هذا اليوم .. فالافكار السيئة تتبختر في مخيلتها .. وصوت ضربات قلبها يرتفع شيئا فشيئا .. وبتردد عــــالي .. نادته بصوت مكتوم .. : خـــــــالد ..



يشعر بها .. ويعلم ان ما يخالج صدرها الان .. شيئاً لا يمكن وصفه .. تمهل في سيره .. لانه يعرف بأنها بحاجته .. وستناديه باقرب وقت .. ولم يخب ظنه .. عاد ادراجه نحوها .. بعد ان نحت ابتسامة مطمئنة على شفتيه .. : خيـــر د. ندى ؟؟ ..



تحاول ترتيب الاعوجاج الوهمي لحجابها .. : آآآ .. انـــت .. لــيه مـا تدخــل معاي ؟؟؟ ..



اشار بيده نحو احدى السيارات .. : سيارة سيف هنا .. يعني حرمة عمي عبدالعزيز داخل ..



نـــدى .. : اممممممممم ..



قال بحنان .. : تحتاجين شي ؟؟ ..



هزت رأسها بالنفي ..



تنهد بصوت مسموع .. : تبيــن ترجعين الفلة ؟؟ ..



لم تجبه .. لثواني .. لكن صوتها ارتفع باستنجاد .. : انـــــا خـــــايــفة ..



خـــالد .. بتشجيع .. : افـــا بس .. د. ندى تخاف ؟؟ ..



أحنت رأسها باستسلام لتلك الدموع ..



آلمه بكائها .. : نـــدوو .. لا تبكيـــن يا قلبي .. انتي تعرفين جدتي .. قلبها طيب .. وما بتردك والله ..



لم تتحدث .. لان الخوف .. اعتلى عرش قلبها الندي ..



أكمل حديثه بانفعال .. : واعمامي رضوا او لا بالطقاق .. عاد من زينهم ..



رغم يأسها ودموعها .. ضحكت .. : عيب خلود لا تقول هالكلام ..



ابتسم .. واحتضنها بحب .. : امسحي دموعك .. ودخلي .. ولو سمعتي كلمة شينة من هنا والا من هناك اتصلي علي .. وبرجعك البيت .. اتفقنا ؟؟ ..





رجعت الى الخلف .. : ان شالله ..



اتكئ على مقدمة سيارته .. واشار بيده نحو الباب .. : بروح بعد ما تدخلين ..



مشت بخطوات .. قد تبدو ثابتة لمن يراها .. لكنها في الحقيقة خطوات مهزوزة .. مكسورة .. باكية .. دخلت الى المنزل .. لتلفحها رائحة البخور .. نفس الرائحة التي كانت تحوم في الاجواء فيما مضى .. رفعت خمارها .. وبدأت تنظر لمعالم هذا المنزل .. الذي كان وما يزال على نفس الشاكلة .. جذبتها اصوات قادمة من مكان اجتماعهم .. خلعت عباءتها .. ووضعتها في المكان المخصص للعباءات .. واكملت طريقها بصلابة هشة .. : الســــلام عليكم ..



أجاب الجميع .. او ربما جزءاً من الجميع .. : وعليــــكم السلام ..



سارت متجهة نحو تلك المرأة الكبيرة .. والتي تتوسط جلستهم العائلية .. وأعين البقية في ترقب لما سيحدث .. جلست امامها مستندة على ركبتيها .. ثم قبلت رأسها .. وأطالت في تلك القبلة قدر الامكان .. لا تعلم لماذا .. ربما لتبين اسفها .. او لتوضيح شوقها .. وربما لتأجيل النظر في عينيها قدر الامكان .. قالت بصوت هامس .. : وشلونك يا جدتي ؟ ..



نظرت لوجهها الحسن .. وعينيها الممتلئة بالدموع .. أحقاً لم يؤثر ذلك في والدها ؟ .. رفعت يدها لتمسح تلك الدمعة المتمردة .. التي سقطت من عينيها الواسعة .. : الحمدلله .. وشلونك انتي وانا امك ؟؟؟ ..



ذُهلت .. بسبب حدوث ما لم تتوقعه .. : آآ .. بخيـــر .. – ثم أجهشت ببكاء موجع - .. مـــــــــاني بخيـــــر ..



سحبتها بقوة .. لتدفنها بين نواحي جسدها .. " أهكذا فعلت بابنتك يا فلذة كبدي .. ؟ " .. مسحت على ظهرها برفق .. والاخرى مستمرة بالبكاء .. لم تشأ ان تسألها عن السبب .. لانها لا تريد زيادة اوجاعها .. كان في نيتها ان تعاتبها على عدم الزيارة .. لكنها عدلت عن رأيها .. لن تسألها شيئاً .. : خلاص يماا .. قطعتي قلبي ..



بكت كثيراً .. وهي تشعر بوجود كميات هائلة من الدموع التي لم تستنزف بعد .. مشتاقة هي .. وربما شوقها لوالدها قد اشتعل ناراً موقودة في داخلها .. حال رؤيتها لوالدته .. : اشتقت لك ..



ابتسمت الاخرى .. : وانا بعــد .. اشتقت لك .. يا بنت الغالي ..



ابنة الغالي ؟ .. لقد استغنى عنها .. لم تعد ابنته .. وهذا ما قاله .. لم يعد لها اباً .. ولم تعد له ابنة .. هل سيأتي يوماً .. تعود فيه المياه لمجاريها الطبيعية ؟ .. لا تظن .. لا تظن ..

*

*

مـــرت ساعتان .. تناولوا اثناءها الغداء ..

*

*

- يــــــــــــا ولــــــد ..



ارتدت كلاً من * هنادي * و * منيرة * و * سمر * .. اغطيتهن .. وبقيت نادية الجالسة على الاريكة القابعة خلف جدتها .. وندى الجالسة بجوار جدتها على الارض .. بدون حجاب ..



ارتفع صوت الجدة .. : ادخـــــــلوا يمــــا ..



دخل * عبدالرحمن * اولا .. ثم * عبدالعزيز * .. ثم * عبدالله * .. قبلوا رأس والدتهم تباعاً .. ثم القوا سلاماً سريعاً على كل من * ام ناصر * و * ام فيصل * ..



نهضت نادية قبل جلوسهم .. وقبلت رأس والدها .. ثم اعمامها الواحد تلو الاخر .. : وشلونك عمي عبدالعزيز ؟؟ ..



حرك رأسه بآلية .. : الحمدلله ..



اضافت بمرح وهي ترى اختها تتجه نحو والدها .. : وانت عبدالله ؟ ..



ضرب رأسها بخفة .. : عمك يا حمارة ..



لم تجيبه .. على غير عادتها .. لانها رأت ما لم تود ان تراه ..

*

*

*

حينما نهضت اختها لتلقي التحية المعتادة على اعمامها .. كان لا بد من نهوضها هي ايضاً .. رغم انها لم تشأ ان تنهار مجدداً .. امام أعين الكثير .. توجهت اولا نحو والدها .. كما فعلت * نادية * .. لكن الصدمة الجمتها ..



رآها وهي تتقدم نحوه .. لم يستطيع ان يتقبلها كما الماضي .. لقد غرست سكين حاد ومسموم في قلبه .. لم يستطيع ان يغفر لها .. لم يستطع ذلك .. ولن يفعل .. هي من جنت على نفسها .. فحينما همت بتقبيل رأسه .. مشى متجاهلاً اياها .. وكأنما لم يراها مطلقاً ..



سرت قشعريرة على طول ظهرها .. وهي تشعر بألم .. وحرج .. وخجل من الموقف .. " لا يا ابتاه .. افعل ما تشاء ضمن اسوار منزلنا .. لكن لا تهين كرامتي بهذا الشكل .. لا تفعل ذلك .. ارجوك " .. ابتلعت غصة .. كادت ان تخنقها .. ومضت وكأن ما حدث لم يحدث .. متجهة نحو عمها * عبدالعزيز * .. ان فعل هذا الاخر شيئاً كفعلة والدها .. ستفقد صلابتها بالتأكيد .. ستموت دونما شك ..



رآها تتجه نحوه .. لم يفعل شئ .. أحنى رأسه امامها لتستطيع تقبيله .. نظراً لقصر قامتها .. ولكنها لم تسأل عن حاله .. ولا يلومها .. فرغم ما فعلته .. ورغم ما عانوه بسببها .. لا يجوز ان يتصرف اخاه بهذه الطريقة ..



اتجهت بعد ذلك نحو عمها الاصغر .. وفعلت ما فعلته مع الثاني .. دون ان تنبس ببنت شفة .. لان دموعها عانقت الكلام .. فسيصعب خروج احدهما دون الاخر .. ان نطقت بحرف .. سيسقط قناع البرود الذي ارتدته منذ برهة .. وستسقط صريعة المها .. ووجعها .. امام البقية ..





******










يتبـــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 24-09-11, 11:54 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الريـــاض

قصــر سالم الساهر

4:00 عصراً





- يماا .. والله انا تعبان .. امور الشركة شاغلتني .. أجلي عتابك لوقت ثاني ..



قالت مؤنبة .. وهي تعدل وضعية نظارتها الطبية .. : طالت وشمخت يا ولد احمد .. انا جدتك تسوي فيني كذا ؟؟ ..



قبل كفها بحب .. : ما عليه يالغلا .. سامحي ولد احمد ..



ابتسم عمه .. وهو يقول .. : ايــــه يا فاروق .. ما في احد يقدر عليك غير جدتك ..



فاروق .. : هذا من غلاها يا عمي ..



قالت وهي تحاول ان تكمل عتابها .. : ما بتغير رايي بكلمتين ..



ابتسم .. : طيـــب .. حقك علي يا ام سالم .. استمري بعتابك .. ما بقاطعك ..



قالت بحنق .. : قلت بزورك الاسبوع اللي مر .. وانتظرتك .. وفالاخير ما جيت .. واليوم قلت انا ساعة وحدة الظهر اكون عندك .. وفالاخير ما وصلت الا الحين .. تكذب علي انت ؟؟؟ ..



قال بجدية .. : افــــا بس .. الحين انا كذاب ؟؟ ..



قالت بمحاولة لمراضاته .. بطريقة غير مباشرة طبعاً .. : تركت كل الكلام اللي قلته وفهمت الكلمة ذي بس ؟؟ ..



عادت الابتسامة لثغره .. : طيب .. اسمعي عذري بالاول ..



ام احمد .. بمحبة مخفية .. : قول .. ابسمعك ..



فاروق .. : انا كل يوم اطلع ساعة سبعة الصبح .. وارجع الظهر ع الساعة اثنين او ثلاثة .. اتغدى .. وانام ساعة .. واروح الشركة مرة ثانية .. وارجع البيت ع العشرة او اكثر فالليل .. وكل هذا والشغل متراكم .. ايش رايك يا عمي ؟؟ ..



ابتسم عمه .. : يماا حقه .. انتي تشوفيني كيف اتعب كل يوم فالشركة ..



قالت بتهكم .. : افضى عشاني ساعة ولا ساعتين زورني فيهم .. ولا تروح تنام احسن ..



قبل يدها للمرة الثانية .. : واهون عليك اتعب واقضي اليوم كله صاحي ؟؟ ..



قالت بابتسامة .. : صدق لا قالوا من خلف ما مات .. ابوك الله يرحمه كان يشتغل طول اليوم .. يا يماا العمر بيخلص والشغل ما يخلص ..



ابتسم وهو يرى شقيقته .. تدخل ببطئ ..



- السلام عليكم ..



أجابها مع كلا من جدته و عمه .. : وعليكم السلام ..



تقدمت منه .. وقبلت رأسه .. : وشلونك يالغالي ؟ ..



ينظر لها وهي تجلس بجانبه .. : بخير .. وانتي اخبارك ؟ ..



اشارت نحو بطنها باشمئزاز واضح .. : لا تغيير ..



قالت ام محمد .. : واختك الثانية وينها فيه ؟؟ .. ما نشوفها الا في الاعياد ..



اجابتها هدى .. بسرعة .. : يماا تعرفيها مشغولة مع عيالها ..



بللت شفتيها .. : ايــــــــــه .. الكل لاهي بدنياه .. وعياله .. واخوك ذا بيدخل الاربعين وهو للحين ما تزوج ..



مالت نحو اخيها .. وقالت بصوت هامس .. : لو كنت تبي تبقى عزابي .. اطلع بأسرع وقت من هنا..



نظر لجدته .. : يما الحين انا جوعان .. بعدين نكمل موضوعنا ..



نهضت هدى .. بسرعة .. : بروح اجهز لك الغدا ..



قالت ام احمد .. : شوي شوي .. لا تركضين .. – ثم نظرت لابنها * سالم * - .. البنت هذي بتجلطني .. تركض ولا كأن في روح فبطنها ..



سالم .. : بسم الله عليك بالغالية .. ما عليها خلاف ان شالله ..



فاروق .. : اخبار الشغل معاك يا عمي ؟ ..



سالم بهدوء .. : الحمدلله .. سمعت عن ............



وانخرطوا في حديث ممل للشركات ..





******





الرياض

فيلآ " عبدالعزيز "

6:30 مساءاً





جلست على سرير * محمد * .. وهي تكمل حديثها مع شقيقتها على الهاتف المحمول .. : و ايش قال لجدتي لما قالت له عن الزواج ؟؟؟ ..



- قال انا جوعان .. وغير الموضوع .. اخوك ذا داهية ..



ابتسمت .. : والله اتمنى ان جدتي تضغط عليه عشان يتزوج ..



- صادقة .. عايش لحاله .. لا ولد ولا تلد .. وعمره بيطق ال 35 ..



تنهدت .. : ايـــه والله .. انا .. ان شالله لا رحت لبيت عمي .. بكلم جدتي في الموضوع وبقول لها تلقى له بنت ..



- على الاقل بيلقى له سبب عشان يرجع القصر .. دافن نفسه فالشركة ..



وقفت امام المرآة .. : ما بنأجل الموضوع .. ان شالله بنخطب له بأقرب فرصة .. – سكتت لثواني .. ثم عادت لتغير دفة الحديث - .. ايش قال سطام عن الشيك اللي عطاك اياه ؟؟؟ ..



- في البداية قال برجعه لفاروق .. بس لما قلت له ان الموضوع عند اخوي غير قابل للنقاش .. سكت وما عاد فتح الموضوع .. وايش كانت ردة فعل عبدالعزيز ؟؟؟ ..



عادت لتجلس على السرير .. : ما عرف بالموضوع للحين .. لكن اكيد بيعصب ان عرف ..



- وانتي ليه خايفة ؟؟؟ .. رضى والا انرضى لازم يقبل بالفلوس هذي لانها ورثك من فلوس ابوي ..



هنادي .. : امممممممم والله مدري ايش اقولك .. انا لو بغيت اروح ازور فاروق .. تثور شياطين عبدالعزيز .. ايش تتوقعين بتكون ردة فعله لا عرف ان في شيك عطاني اياه فاروق ؟؟ ..



- عادي .. يصارخ شوي .. ويزعل يوم والا يومين .. وكان الله يحب المحسنين ..



ابتسمت بحب .. : طيب يا هدى .. انا بروح أجهز العشا ..



- عشــــــا ؟؟ .. من الحين ؟؟ ..



هنادي .. : قصدي .. افكر ايش بنتعشى يا فهيمة ..



- اهااا .. طيب .. اكلمك بكرا ان شالله ..



هنادي .. : اوكيه .. مع السلامة ..



- فمان الله ..



وضعت جهاز هاتفها المحمول بجوارها .. ونهضت وهي ترتب شعرها .. بطريقة سريعة .. تعلق بصرها بمن يقف .. عاقداً ذراعيه امام صدره .. ووجهه مسود من شدة الغضب .. : آآ .. خير يا عبدالعزيز ؟؟ ..



ارتفع احد حاجبيه .. بطريقة اعتادتها اثناء غضبه .. : الخير بوجهك .. ايش اللي تخططين له من ورا ظهري ؟؟؟ ..



ابتسمت بتلعثم .. عن ماذا يتحدث ؟ .. : ايـــش قصدك ؟ ..



ارتدت الى الخلف إثر صرخته .. : هنـــــــــــادي لا تلعبين معـــــــاي دور البريئــــــة ..



ازدردت ريقها .. وقالت برجاء .. : عبدالعزيز .. ماني فاهمة شي .. ايش تبغي ؟؟ ..



تقدم عدة خطوات منها .. مما دفعها للرجوع الى الخلف بسرعة .. : وينــــــــــه ؟؟ ..



اصطدمت بالجدار من خلفها .. : ايـــــ .. آآ .. ايـــش هو ؟؟ ..



امتدت يده اليمنى .. لتطبق على شعرها .. واخذ يحرك رأسها يميناً ويساراً .. : الشيــــك .. وينــــــــه ؟؟



لقد سمع حديثها .. لقد عرف بشأنه .. لم تشأ ان تكون هذه طريقة علمه بالامر .. وضعت يديها على كفه المطبقة على خصلات شعرها .. وهي تجاهد دموعاً أبت إلا الخروج .. : طيب .. طيب .. بعطيكياه .. بس اتركني ..



سحبها لتقف امامه .. وهو ما زال مطبقاً على شعرها .. ثم حررها بدفعة قاسية .. : بســـــــــــرعة .. عطينيــــــــــاه ..



يدها اليسرى تدلك فروة رأسها .. وبحثت بواسطة يدها اليمنى عن الشيك .. الذي خبئته في احد ادراج غرفة ابنها الاصغر ..



صرخ مرة اخرى بنفاذ صبر .. : انتــــــــي ايــــــــــش تسوين ؟؟؟ ..



قالت بتوتر .. وخوف .. : ادوره .. والله ادوره ..



واخيراً وجدت ضالتها .. سحبته بسرعة .. وقدمته لزوجها الثائر ..



سحبه منها بشدة .. ومزقه الى عدة قطع صغيرة .. وهو ينظر نحوها بعينين محمرتين من شدة الغضب .. : وقســــــم بالله يا هنـــادي .. لو سمعــــت ان في شــــي يخـــص اخــــــوك الزفت عنــــدي في بيـــــــــتي .. بتشـــــوفين شي ما يســــرك ..



حركت رأسها بعلامة الايجاب .. دون ان تنطق بأي كلمة ..



كرر تهديده بطريقة اخرى .. وهو يتجه نحو باب غرفة ابنهم الصغير .. : انتـــي تعرفيني زيــــــــن .. كلمتـــــي ما تتثنـــــى .. وانا عنـــــد وعدي ..



خرج بغضب عكس دخوله الهادئ .. واغلق الباب بعنف .. ليدوي صوت انغلاقه في المنزل بكامله ..





******





رأس الخيمة

بيت " حمد "

8:15 مساءاً





تجلس بجوار والدها .. وهي تجرب انواع طرق التضرع والتحبب له .. : يبـــاا بلييييز .. عشان خاطري ..



ينظر باتجاه حاسبه الالي .. : قلت لا ..



انخفضت نبرة صوتها .. برجاء .. : يبـــــا واللي يسلمك .. بس اكلمه .. والله انا اشتقت له ..



قال مسايراً لها .. : وانا بعد .. لكن لو هو كان فاضي بيتصل عشان يكلمك .. اكيد مشغول .. وانا ما ابي ازعجه ..



تدخلت زوجة والدها .. : حمد كلمه .. لو كان مشغول بيقول لك .. وبعدين دقيقة او دقيقتين ما بتأثر عليه ..



حمد .. بملل .. من الموضوع الذي اصبح حديث الساعة .. : يا دانة .. انتي تعرفين خالك .. لو كان فاضي .. بيركب اول طيارة لهنا .. وما بيأجل الموضوع .. لكنه اكيد مشغول وعشان كذا ما قدر يكلمك طول هالفترة ..



دانة .. بانفعال .. : وانا ايش ابي ؟؟ .. كل اللي ابغاه .. اني اكلمه .. لو ما سأل عني .. انا اسأل عنه ..



زفر بغضب .. وهو يرمي هاتفه النقال بوجه تلك اللحوحة .. : خــــذيه .. كلميـــه .. ولو رد عليك عطيني خبر ..



اخذت الهاتف .. وركضت باتجاه حجرتها المشتركة مع * فاطمة * .. : فطوم اطلعي برا شوي ..



قالت فاطمة بفضول .. : ليش ؟؟؟ ..



بحثت عن كذبة سريعة .. : بغيـــر ملابسي ..



خرجت الاخرى بانصياع .. واغلقت الاولى الباب .. بحثت بين الاسماء .. عن رقم هاتف خالها .. حتى وجدته .. وضغطت الزر الاخضر .. رن عدة مرات .. حتى انقطع الخط .. أعادت الاتصال مرة اخرى ..



- الوو ..



ابتسمت بسعادة .. : الوو .. كيفك خالي ؟؟ ..



- ميـــن ؟؟



عقدت حاجبيها بزعل .. : افــــا بس .. ما عرفتني ؟؟ .. انا دانــــــة ..



- هلا بحبيبة خالها .. شلونك ؟ ..



قالت بشوق .. : انا بخير بس مشتاقة لك .. قد السما ..



سمعت صوت ضحكاته ..



- وانا بعد اشتقتلك .. اخبار اهلك ؟؟



تحرك خيوط غطاءها .. : كلهم بخير .. ويوصلون لك سلامهم ..



- وعليهم السلام .. وصلي لهم سلامي ..



نهضت لتسير ذهاباً واياباً في الغرفة : ان شالله .. – سكتت لثواني .. تستمع فيها لانفاسه .. ثم اردفت - .. خالي متى تجي هنا ؟؟ ..



- وليه ما تجين انتي ؟؟ ..



على نفس وتيرة حركتها .. : انت تعرف ابوي .. ما بيرضى ..



- امممممممم .. انا بطلب منه .. يجيبك هنا ..



ابتسمت .. : خالي قول له باسرع وقت ..



- طيــــب ..



ما زالت الابتسامة تتربع على عرش ثغرها .. : طيب .. ما ابي اشغلك .. اهم شي اني تطمنت عليك ..



قابلها سكوت على الطرف الاخر ..



فقالت بشك .. : خالــــــــي ؟؟؟ ..



- امممممممممممم ..



جلست على سريرها .. : انت مشغول صح ؟؟ ..



- لا ..



دانة .. : انا بقول لابوي يتصل فيك بكرا او بعده ..



- ان شالله ..



انهت حديثها .. : يالله مع السلامة ..



- دانـــــــــة ؟؟؟ ..



اجابت بلهفة .. : نعم خالي ..



- خلي بالك على نفسك ..



ابتسمت بحب .. لهذه التوصيات .. : لا توصي حريص .. وانت بعد ..



- امممممممممم .. فمان الله ..



اجابته .. : الله معك ..



ضغطت الزر الاحمر .. وجلست لعدة ثواني .. تفكر فيما قيل .. يبدو بأن خالها متعب .. لا بد من الذهاب للسعودية بأقرب فرصة .. خرجت وهي تبتسم .. واعطت الهاتف لوالدها وهي تحدثه عن رغبتها بالذهاب الى هناك ..





******








يتبــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 24-09-11, 11:55 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



الرياض

شركة العــــــالي / مكتب مدير العام

10:30 مساءاً





دخل كأعصار مدمر .. لم يجد مكاناً يفرغ غضبه فيه .. سوى هذه الملكية .. توجه نحو المكتب .. ورمى بكل ما موجود على سطحه على الارض .. رفع احد المقاعد ورماه بجهة اخرى من الحجرة .. لا يعرف ماذا يفعل .. فكأنما كل اعداءه تكالبوا عليه فجأة .. لقد امضى فترة تزيد عن الشهر وهو يتوجع .. دون ان يعلم احد .. عادل من جهة .. وفاروق من جهة اخرى .. ومشاكله مع زوجته .. وذكرياته مع معشوقته .. وابناءه الذين اهملهم منذ فترة طويلة .. وابنة من صلبه لا يعلم عنها شيئاً .. يشعر بنيران تغلي في داخله .. فلو كان الغضب ناراً .. لكان هو نار جهنم بحد ذاتها .. يود لو يقتل كل من يقف امامه ..



رفع تحفة عريقة .. كانت متواجدة منذ زمن والده .. ورماها على الباب .. لتتفتت الى قطع دقيقة .. والغضب ما زال يجول في جسده .. كدماء عروقه .. صرخ بألم .. : يـــــــــــا ربـــــــــــــــــ ..



رمى – غترته – بجانب الاوراق المهمة .. والتي اصبح مكانها الارض .. يسير عليها ذهاباً واياباً .. كأسد ضاري .. لم يجد فريسته .. تخللت اصابع يداه في شعره الكث .. نادم هو على ما فعله بـ * هنادي * .. لكنه يمر بأزمة قوية .. قد تودي بحياته ..



انه يُعاقب .. على ما فعل .. وبالطبع فهو يستحق هذا العذاب وبجدارة .. لكنه يشعر بالانهاك .. فرأسه مليئ بالافكار التي عجز عن إخراجها .. مليئ بالشكوك التي عجز عن اثباتها .. مليئ بالاقاويل التي عجز عن ردعها .. يشعر بأن قدرته على الاحتمال قد نفدت ..



قاسي هو .. لكن وضعه اقسى .. وضيعة تصرفاته .. لكنه مُجبر .. لمَ لا يخففون عنه العذاب .. لم يشأ ان تكون تلك السافلة بوجهه .. ولم يشأ ان تكون * هنادي * في طريقه .. لم يشأ اي شئ .. لقد كان مُسالم .. هم من حولوه الى وحش كاسر لا يرأف بأحد .. والان .. قُلبت الطاولة .. واصبح كل شئ ضده .. كل شئ ..



ارتفع رنين هاتفه النقال ..



اخرجه من جيبه .. وكان يود ان يرميه عرض الحائط لينفس عن غضبه اللا محدود .. لكن رقم المتصل جعله يعيد التفكير مرة ثانية .. ضغط الزر الاخضر .. : نعــــــم ..



- السلام عليكم ..



زفر بهدوء .. : وعليكم السلام ..



- اخوي .. انت مؤمن بقضاء الله .. وتدري ان البقاء لله .. وما فيه احد دايم في هالدنيا ..



قال بقلق .. : ونعم بالله .. اختصر لو سمحت ..



- عظم الله اجرك في عادل الفياض ..



اتسعت عيناه بصدمة .. هل سيُفرج همه ؟ .. : ايـــــــش ؟ ..



- خلي ايمانك بالله قوي .. والبقاء لله .. اتمنى تجي عشان تستلم الجثة ..



اغلق الهاتف .. وسجد على الارض .. لقد شعر بفرح رُغم ان للموت هالة خاصة من الحزن حتى ولو كان لشخص غريب .. : الحمد لله .. الحمد لله ..



نهض .. واخذ يتحرك يميناً ويساراً دون هدف .. فُرجت .. الحمد لله .. لقد فُرجت .. قفزت لمخيلته .. صورة عادل هذا الصباح .. فتمتم .. : الى رحمة الله .. الله يرحمه ..



بحث عن رقم هاتف شقيقه .. في قائمة الاسماء .. لكي يبدأوا بإجراءات الدفن ..





******

*

*

*

******





& مــــــاضي &





دخــــل الى المشفى .. بخطوات مثقلة بالهموم .. رحلت .. وأخذت معها سعادته .. رحلت وتركته يتخبط في ما لديه .. مشى نحو الحجرة الخاصة بالاطفال حديثي الولادة .. ولاح له من بعيد صديق طفولته .. يقف وينظر الى الاطفال بحب .. اتكئ على الجدار قريباً منه .. وهو ينظر للهفة المتوسدة في عيني صاحبه ..

ألا تدري يا هذا .. بقدوم واحد من هؤلاء .. رحلت هي ..



نبهته حواسه بوجود شخص اخر قريب منه .. نظر نحوه بصدمة .. : عــــــــــــادل .. ايش اللي صار لك ؟؟؟ ..



تساقطت دموعه .. دون قيود .. : راحــــــــــــــت ..



وضع يده على كتف صاحبه .. : ميـــــــــن ؟؟؟ ..



إتخذ وضعية القرفصاء .. على الارض .. : نجلا راحت يا .. حمــــــــــــد .. راحت .. اختي ماتت ..



جلس بجواره .. : إذكر الله ياخوك .. إدعــــــــي لها .. ما يجوز تسوي كذا ..



ضرب بقبضة يده على صدره .. : ما وفيـــــــــت بوعدي لها .. انا جبـــــــــــان .. ماني قد كلمتي ..



قال مؤازراً .. : راحت عند اللي أحسن منك ومني ..



بكى كطفل فقد والدته .. : ماتــــــــــت وهي مظلوومة ..



قال مؤكداً .. : في الجنة ان شالله ..



ما زال يصارع ألمه .. والغلبة للاخير دائماً .. : كيف بيعيــــــــــــش .. وهي تحت الثرى .. كيف ؟؟؟؟؟؟ ..



ربت على ظهره مواسياً ..



عـــــادل .. : كيف بتعيش بنتها بعدها ؟؟ ..



اجابه الاخر مطمئناً .. : بتعيش سعيدة ان شالله .. خلاص لا تبكي .. ادعي لها ..



حنى رأسه واسنده على كتف صاحبه .. وما زال يشهق ببكاء مؤلم .. فشعوره اليوم .. كان قاسياً .. فلقد أورى جسد طفلته التراب .. وتركها وحيدة في ظلمة قبرها .. كم تمنى لو دُفن مكانها .. وعاشت هي .. لتسقي طفلتها .. وترى بكرها .. وتعيش سعيدة ..





******

نهاية مشهــــــــد من مشـــــاهد الماضي

******











إنتهــــــــــــــى





الكاتبة .. صمت اللهيب



 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 18-07-12, 08:35 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




تغلق لـ حين عودة الكاتبة لـ اكمال القصة ..


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم العام للروايات, الكاتبة صمت اللهيب, اقسام الروايات, روايات صمت اللهيب, روايات كاملة, رواية مميزة, رواية الخطايا, رواية الخطايا السبع, رواية الخطايا السبع كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية