كاتب الموضوع :
أكرهك
المنتدى :
الارشيف
الرياض
سيـارة سيف
12:10 ظهراً
عينيه على الطريق .. يديه قابضة على المقود .. وبين فينة واخرى يلتفت نصف التفاتة ليلقي نظرات سريعة على شقيقيه .. احدهما يجلس في المقعد المجاور له .. والاخر يجلس فيى المقعد الخلفي .. يستند بيديه على المقاعد الامامية .. ورأسه قابع بينهما ..
قال اصغرهم .. بحماس .. : ولعبنــا ريــاضة .. وانا ربحت السباق ..
ابتسم الاكبر .. : حمودي بطــل ..
تحدث الجالس في المقعد الامامي .. مغايضاً لـ * محمد * .. لعلمه بكره الاخير لأحد المواد الدراسية .. : وايش سويت في حصة الرياضيات ؟؟؟ ..
إشمئز محمد .. وظهر ذلك على ملامحه .. : اليوم ما كان فيه حصة رياضيات ..
ضحك الاكبر .. : فيصل .. لا تكدر مزاجه ..
ضحك فيصل .. وهو يوجه حديثه لشقيقه الاصغر .. : حمودي .. انت نظفت المدرسة اليوم والا غيرك ؟؟؟..
اجاب محمد ببراءة .. : لا .. انا ما انظف ..
قال فيصل .. : إلا .. انت اللي نظفت المدرسة ..
ابتسم * سيف * .. بينما احتقن وجه محمد .. : مب اناااا ..
سيف .. باستمتاع .. : فيصل خلااص ..
لم يستجيب لكلام اخيه .. واشار لملابس ذلك الصغير .. : طيب ايش اللي غير لون ثوبك ؟؟ ..
نظر لملابسه .. : ثوبي ابيض ..
ضحك سيف بقوة ..
اما فيصل .. : كحلي ..
قال بغضب .. : ابيــض ..
اجابه الاوسط .. : كحلي .. انت مسحت المدرسة كلها بثوبك ..
استنجد بالاكبر .. بصوت شبه باكي .. : سيــــــف ..
سيف .. بتمثيل .. : فيصل لو ما سكت اللحين .. بكفخك ..
دخل اسوار منزل والده .. وأوقف السيارة امام الباب الرئيسي ..
تحرك محمد بسرعة .. وترجل من السيارة .. وهو يتوعد الاخر .. : انا بقول لامي عليك ..
ضحك الاثنان .. وهما يدخلان المنزل .. توجه احدهما الى السلالم .. بينما مشى الاخر نحو المطبخ .. حيث صوت محمد يطغي على بقية الاصوات .. : السلام عليكم ..
ابتسمت .. : وعليــكم السلام ..
جلس على احد المقاعد .. : وشلونك ؟ ..
تلتف يداها حول كتف * محمد * : بخير الحمدلله .. انت اخبارك ؟ .. من زمان عنك ..
امتدت يده نحو احد اطباق الطعام .. : الحمدلله .. عبـ .. – انقطع حديثه بضربة على يده من زوجة والده .. قال برجاء - .. جوعاان ..
قال الصغير .. : انـا بعد ..
هنادي .. : تعبت من الصبح وانا احضر الاكل .. ما بتاكلون منه الا في بيت جدتكم ..
قال بتراجيديا .. : يا قسى قلبك يا هنادي ..
ضحكت .. ثم وجهت حديثها لـ * محمد * وهي تسير معه نحو الباب .. : تعال بناخذ شور .. – رفعت صوتها - .. سيف ما بنتأخر .. ربع ساعة ونكون جاهزين ..
اجابها .. بتهكم .. : قصدك ساعتين ..
لم يصل صوتها له .. نهض بسرعة وتوجه نحو احد الاطعمة .. ليسد جوعه ..
- الا ما قلت لي .. ليه صرت ما تـ .. – ركضت نحوه بغضب - .. ما قلتلك لا تاكل ..
احتقن وجهه بعد ان اختنق بالطعام .. ثم بدأ بالسعال ..
ضربت على ظهره برفق .. : بسم الله عليك .. – وقالت بتأنيب - .. شوي شوي .. الاكل مب طاير ..
التقط انفاسه .. ورد عليها بذهول .. : انا اللي شوي شوي .. ولا انتي ؟؟ ..
اشارت نحو الطبق .. الذي تشوه شكله بعد ان تناول منه .. : الحين ايش بقول لجدتك ؟؟ ..
اجابها بثقة .. : قولي سيف اكله ..
اطبقت باسنانها .. على شفتها السفلى بتوعد .. : ما عليه .. – ثم اردفت - .. ما قلت لي ليش ما صرت تنام هنا مثل زمان ؟؟ ..
رتب – غترته - .. : جدتي وعبدالله قالوا لي اروح اقعد عندهم في البيت .. لانهم طفشانين ..
ضحكت .. بتهكم .. : تكفى يا مهرج ..
بتمثيل كالعادة .. صرخ بغضب مصطنع .. : مين المهرج يا ام فيصل ؟؟ ..
خرجت من المطبخ على عجل .. : مب انت يابو عبدالعزيز ..
ابتسم وتوجه نحو الثلاجة .. للبحث عن ضالة جديدة لالتهامها ..
******
الرياض
فيــــلآ " ام عبدالرحمن "
1:00 ظهراً
المنزل مرتب بطريقة أنيقة .. عدا المطبخ الذي يقف على قدم وساق .. خصوصاً في مثل هذه الايام .. الايام المخصصة لقدوم الابناء جميعاً .. تجلس على الارض في صالة الاستقبال .. رغم كثرة الارائك الموزعة .. وبجوارها زوجة إبنها الاكبر .. وهن في خضم حديث هادئ ..
تحدثت اكبرهم سناً .. بحزن .. : ليــه ما جاءت ندى وسلمت علي .. يا منيرة .. ؟؟؟
طأطأت الاخرى رأسها .. : ايش اقول لك يا خالتي .. البنت خايفة منكم ..
اتسعت عيناها .. : خايفة منـــــا ؟؟؟ ..
حركت رأسها بعلامة الايجاب .. : من لما وصلت بالسلامة للبيت .. وعبدالرحمن ما يكلمها .. واكيد هي خايفة من مواجهتكم ..
قالت بهدوء .. : الظفر ما يطلع من اللحم .. وهي حفيدتي .. ما بزعل عليها ..
ابتسمت .. : الله يخليك لنا .. يا ريت لو يسمعك عبدالرحمن .. والله عجزت معاه ..
تهدج صوتها .. : حقه يا بنتي .. مهما يكون .. هي جرحته بتصرفها ..
قالت معارضة .. : بس هذي بنته ..
اجابتها مطمئنة .. : لا تخافين .. بيجي يوم يرضى عنها .. وينسى اللي صار ..
منيرة .. : ما اظن ..
ام عبدالرحمن .. : الله كريم ..
- جــــــــدتي .. عطيني الفين ريال ..
ابتسمت بحب .. وهي ترى تلك الشقية القادمة بصحبة زوجة حفيدها .. : وه بس .. ليه يا ساتر ؟؟ ..
جلست امام جدتها .. بينما جلست الاخرى على إحدى الارائك القريبة .. : حرام عليكم .. عطوني حقي .. من الصبح وانا اكرف في المطبخ ..
ضربتها على فخذها بخفة .. تحت انظار والدتها المبتسمة .. : تطلبين من جدتك فلوس .. عشانك اشتغلتي ساعة ؟؟؟؟ ..
ضحكت .. : افـــا بس .. ما تبين تعطيني ..
دفعتها والدتها الى الخلف .. : انطمي يالبزر ..
صرخــــت .. : افــــــــا .. الحين انا بزر ؟؟ .. سمعتيها يا ام عبدالرحمن .. الحين صارت فلوسي خمسة الاف ..
سمر .. : جدتي ايش بيخلصك منها ؟؟ ..
ضحكت ام عبدالرحمن .. : روحي خذيها من ابوك ..
قالت بغضب مفتعل .. : ما بيعـــ .. – بترت جملتها وصرخت – يـــــا هــــــــلا بحمـــــــــود ..
دخلت هنادي .. مع ابنها الصغير .. : الســلام عليكم ..
ردوا جميعاً .. : وعليكم السلام ..
تقدمت من * ام عبدالرحمن * .. وقبَلت رأسها .. : وشلونك خالتي ؟؟ ..
ابتسمت الاخرى .. : نحمد الله ..
اتجهت نحو * ام ناصر * .. وتصافحن بالايدي .. : شحالك يا منيرة ؟ ..
منيرة بلطف .. : الحمدلله .. وانتي ؟؟ ..
ابتسمت .. : تمام .. الحمد لله .. - نظرت نحو نادية و سمر – اخباركم بنات ؟ ..
تقدمت سمر .. وقبلتها باحترام كعادتها .. : الحمد لله ..
اما نادية .. فكانت مشغولة بالترحيب بـ * محمد * ..
عادوا للجلوس مرة اخرى .. ودخلوا في نقاشات عدة .. ومواضيع مختلفة ..
*
*
*
تنظر لبوابة هذا المنزل بحنين .. لقد كان فيما مضى من اهم الاماكن لديها .. تأتيه صباحاً ومساءاً .. دونما موعد مسبق .. تأتي لزيارة تلك الحبيبة .. التي احتضنتها لايام عديدة .. والان هي مرعوبة من فكرة الدخول اليه مرة اخرى .. ربما ستقابلها جدتها ببرود كما فعل ناصر .. وربما تتجاهلها كما فعل والدها .. وربما تتغاضى عن الماضي وتستقبلها بحب كما فعلت والدتها .. ولكن برأيها .. الحالة الاولى هي المرجحة .. لن تتجاهلها .. ولن تتقبلها .. بل ستعاملها ببرود ..
وماذا عن الباقين .. ما ردة فعل عمها عبدالعزيز ؟ .. وما هو شعور عبدالله الان .. في حال رؤيتها ؟ .. يكفيها الشعور بالذنب تجاه والدها وشقيقها .. لا تريد ان تتحمل عبئاً جديداً .. يكفيها ما في جعبتها .. يجب ان يشعروا بمعاناتها .. الامر صعباً عليها .. مثل ما هو صعب عليهم .. تتمنى من كل قلبها ان يمثلوا شخصياتهم في الماضي امامها .. تدعو من الله ان يتناسوا فعلتها لهذه السويعات القليلة التي ستقضيها هنا اليوم .. ربـــــاه .. ان قلبها يكاد يقفز من قفصها الصدري .. من شدة القلق ..
- ويـــن وصلتي ؟ ..
هزت رأسها برفض .. ثم قالت بارتجاف واضح .. : معاك ..
ابتسم .. وهو يترجل من السيارة .. : يالله .. ادخلي الصالة .. بتلقينهم هناك .. انا بروح المجلس ..
ترجلت هي الاخرى .. واغلقت الباب بهدوء .. : طيــب ..
مشى عدة خطوات مبتعداً عنها .. لكن يبدو ان قلبها وعقلها قد تكاتفوا ضدها هذا اليوم .. فالافكار السيئة تتبختر في مخيلتها .. وصوت ضربات قلبها يرتفع شيئا فشيئا .. وبتردد عــــالي .. نادته بصوت مكتوم .. : خـــــــالد ..
يشعر بها .. ويعلم ان ما يخالج صدرها الان .. شيئاً لا يمكن وصفه .. تمهل في سيره .. لانه يعرف بأنها بحاجته .. وستناديه باقرب وقت .. ولم يخب ظنه .. عاد ادراجه نحوها .. بعد ان نحت ابتسامة مطمئنة على شفتيه .. : خيـــر د. ندى ؟؟ ..
تحاول ترتيب الاعوجاج الوهمي لحجابها .. : آآآ .. انـــت .. لــيه مـا تدخــل معاي ؟؟؟ ..
اشار بيده نحو احدى السيارات .. : سيارة سيف هنا .. يعني حرمة عمي عبدالعزيز داخل ..
نـــدى .. : اممممممممم ..
قال بحنان .. : تحتاجين شي ؟؟ ..
هزت رأسها بالنفي ..
تنهد بصوت مسموع .. : تبيــن ترجعين الفلة ؟؟ ..
لم تجبه .. لثواني .. لكن صوتها ارتفع باستنجاد .. : انـــــا خـــــايــفة ..
خـــالد .. بتشجيع .. : افـــا بس .. د. ندى تخاف ؟؟ ..
أحنت رأسها باستسلام لتلك الدموع ..
آلمه بكائها .. : نـــدوو .. لا تبكيـــن يا قلبي .. انتي تعرفين جدتي .. قلبها طيب .. وما بتردك والله ..
لم تتحدث .. لان الخوف .. اعتلى عرش قلبها الندي ..
أكمل حديثه بانفعال .. : واعمامي رضوا او لا بالطقاق .. عاد من زينهم ..
رغم يأسها ودموعها .. ضحكت .. : عيب خلود لا تقول هالكلام ..
ابتسم .. واحتضنها بحب .. : امسحي دموعك .. ودخلي .. ولو سمعتي كلمة شينة من هنا والا من هناك اتصلي علي .. وبرجعك البيت .. اتفقنا ؟؟ ..
رجعت الى الخلف .. : ان شالله ..
اتكئ على مقدمة سيارته .. واشار بيده نحو الباب .. : بروح بعد ما تدخلين ..
مشت بخطوات .. قد تبدو ثابتة لمن يراها .. لكنها في الحقيقة خطوات مهزوزة .. مكسورة .. باكية .. دخلت الى المنزل .. لتلفحها رائحة البخور .. نفس الرائحة التي كانت تحوم في الاجواء فيما مضى .. رفعت خمارها .. وبدأت تنظر لمعالم هذا المنزل .. الذي كان وما يزال على نفس الشاكلة .. جذبتها اصوات قادمة من مكان اجتماعهم .. خلعت عباءتها .. ووضعتها في المكان المخصص للعباءات .. واكملت طريقها بصلابة هشة .. : الســــلام عليكم ..
أجاب الجميع .. او ربما جزءاً من الجميع .. : وعليــــكم السلام ..
سارت متجهة نحو تلك المرأة الكبيرة .. والتي تتوسط جلستهم العائلية .. وأعين البقية في ترقب لما سيحدث .. جلست امامها مستندة على ركبتيها .. ثم قبلت رأسها .. وأطالت في تلك القبلة قدر الامكان .. لا تعلم لماذا .. ربما لتبين اسفها .. او لتوضيح شوقها .. وربما لتأجيل النظر في عينيها قدر الامكان .. قالت بصوت هامس .. : وشلونك يا جدتي ؟ ..
نظرت لوجهها الحسن .. وعينيها الممتلئة بالدموع .. أحقاً لم يؤثر ذلك في والدها ؟ .. رفعت يدها لتمسح تلك الدمعة المتمردة .. التي سقطت من عينيها الواسعة .. : الحمدلله .. وشلونك انتي وانا امك ؟؟؟ ..
ذُهلت .. بسبب حدوث ما لم تتوقعه .. : آآ .. بخيـــر .. – ثم أجهشت ببكاء موجع - .. مـــــــــاني بخيـــــر ..
سحبتها بقوة .. لتدفنها بين نواحي جسدها .. " أهكذا فعلت بابنتك يا فلذة كبدي .. ؟ " .. مسحت على ظهرها برفق .. والاخرى مستمرة بالبكاء .. لم تشأ ان تسألها عن السبب .. لانها لا تريد زيادة اوجاعها .. كان في نيتها ان تعاتبها على عدم الزيارة .. لكنها عدلت عن رأيها .. لن تسألها شيئاً .. : خلاص يماا .. قطعتي قلبي ..
بكت كثيراً .. وهي تشعر بوجود كميات هائلة من الدموع التي لم تستنزف بعد .. مشتاقة هي .. وربما شوقها لوالدها قد اشتعل ناراً موقودة في داخلها .. حال رؤيتها لوالدته .. : اشتقت لك ..
ابتسمت الاخرى .. : وانا بعــد .. اشتقت لك .. يا بنت الغالي ..
ابنة الغالي ؟ .. لقد استغنى عنها .. لم تعد ابنته .. وهذا ما قاله .. لم يعد لها اباً .. ولم تعد له ابنة .. هل سيأتي يوماً .. تعود فيه المياه لمجاريها الطبيعية ؟ .. لا تظن .. لا تظن ..
*
*
مـــرت ساعتان .. تناولوا اثناءها الغداء ..
*
*
- يــــــــــــا ولــــــد ..
ارتدت كلاً من * هنادي * و * منيرة * و * سمر * .. اغطيتهن .. وبقيت نادية الجالسة على الاريكة القابعة خلف جدتها .. وندى الجالسة بجوار جدتها على الارض .. بدون حجاب ..
ارتفع صوت الجدة .. : ادخـــــــلوا يمــــا ..
دخل * عبدالرحمن * اولا .. ثم * عبدالعزيز * .. ثم * عبدالله * .. قبلوا رأس والدتهم تباعاً .. ثم القوا سلاماً سريعاً على كل من * ام ناصر * و * ام فيصل * ..
نهضت نادية قبل جلوسهم .. وقبلت رأس والدها .. ثم اعمامها الواحد تلو الاخر .. : وشلونك عمي عبدالعزيز ؟؟ ..
حرك رأسه بآلية .. : الحمدلله ..
اضافت بمرح وهي ترى اختها تتجه نحو والدها .. : وانت عبدالله ؟ ..
ضرب رأسها بخفة .. : عمك يا حمارة ..
لم تجيبه .. على غير عادتها .. لانها رأت ما لم تود ان تراه ..
*
*
*
حينما نهضت اختها لتلقي التحية المعتادة على اعمامها .. كان لا بد من نهوضها هي ايضاً .. رغم انها لم تشأ ان تنهار مجدداً .. امام أعين الكثير .. توجهت اولا نحو والدها .. كما فعلت * نادية * .. لكن الصدمة الجمتها ..
رآها وهي تتقدم نحوه .. لم يستطيع ان يتقبلها كما الماضي .. لقد غرست سكين حاد ومسموم في قلبه .. لم يستطيع ان يغفر لها .. لم يستطع ذلك .. ولن يفعل .. هي من جنت على نفسها .. فحينما همت بتقبيل رأسه .. مشى متجاهلاً اياها .. وكأنما لم يراها مطلقاً ..
سرت قشعريرة على طول ظهرها .. وهي تشعر بألم .. وحرج .. وخجل من الموقف .. " لا يا ابتاه .. افعل ما تشاء ضمن اسوار منزلنا .. لكن لا تهين كرامتي بهذا الشكل .. لا تفعل ذلك .. ارجوك " .. ابتلعت غصة .. كادت ان تخنقها .. ومضت وكأن ما حدث لم يحدث .. متجهة نحو عمها * عبدالعزيز * .. ان فعل هذا الاخر شيئاً كفعلة والدها .. ستفقد صلابتها بالتأكيد .. ستموت دونما شك ..
رآها تتجه نحوه .. لم يفعل شئ .. أحنى رأسه امامها لتستطيع تقبيله .. نظراً لقصر قامتها .. ولكنها لم تسأل عن حاله .. ولا يلومها .. فرغم ما فعلته .. ورغم ما عانوه بسببها .. لا يجوز ان يتصرف اخاه بهذه الطريقة ..
اتجهت بعد ذلك نحو عمها الاصغر .. وفعلت ما فعلته مع الثاني .. دون ان تنبس ببنت شفة .. لان دموعها عانقت الكلام .. فسيصعب خروج احدهما دون الاخر .. ان نطقت بحرف .. سيسقط قناع البرود الذي ارتدته منذ برهة .. وستسقط صريعة المها .. ووجعها .. امام البقية ..
******
يتبـــــــــــع
|