لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-11, 12:44 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


الرياض
قصر فاروق الساهر
2:00 ظهراً


تجلس احداهما على المقعد الفاخر بأناقة .. وهي تتابع بنظراتها طريقة رسم الاطفال بمساعدة الاخرى .. الجالسة على الارض .. واقلام الالوان مبعثرة هنا وهناك ..

- انـــا جوعااانة ..

ضحكت الاولى وهي تقول بابتسامة .. : ارسمي ارسمي يا ماما .. الحين البزران ساكتين وما قالو شي وانتي اللي جوعانة ؟ ..

نهضت ببطئ .. وهي توجه حديثها للاطفال .. : انتو ارسموا بقية اللوحة ..

قالت الاخرى باستهزاء .. : لـــوحة ؟ .. تكفين يا بيكاسو ..

جلست بجوار شقيقتها .. دون ان تعير الكلام الذي قيل من قبل الاخرى اي اهتمام .. وذلك بسبب جوعها .. : والله انا جوعانة .. ايش هذا ؟ .. انا لو كنت ادري انه بيتأخر كذا .. ما جيت ..

ارجعت خصلة من شعرها خلف اذنها .. : احمدي ربك انه قال بيجي .. ويبينا ننتظره .. كل مرة لما اكون انا لوحدي هنا .. يتصل ويقول عندي شغل وما بتغدى في البيت .. ويخليني اتغدا لوحدي ..

قالت برقة .. : انا ما اتحمل .. – ثم صرخت - جوعااااااانة ..

قالت بغضب .. : فقعتي اذوني .. يالسفيهة ..

ضربت اختها الكبرى بخفة .. وهي تقول مازحة .. : لا تسبيني قدام بنتي .. ابي احافظ على برستيجي ..

ضحكت .. : ما بتتغيرين يا هدى ..

اتاهما صوت ابنة * هدى * .. : ماما .. ايش رايك ؟

قالت هدى بفخر .. : ووووه فديت بنتي .. طالعة على امها رسامة ..

قال ابن الاخرى .. : ووووع مو حلوو ..

صرخت .. : هنــــــادي .. شوفي ابنك .. بيحطم طموح سارونة ..

هنادي .. بضحك .. : ما بتتحطم لا تخافين .. طالعة على امها ..

انشغل الاطفال مرة اخرى بالرسم .. بينما قالت هدى .. : عمي يسأل عنك .. ويقول ليه ما تجي عندنا ..

هنادي .. : قولي له انا مشغولة كثير هالفترة .. عبدالعزيز عنده مشاكل في الشركة .. وصاير عود كبريت .. اخاف اقول له اني ابي اروح مكان لانه بيعصب علي ..

هدى .. باستنكار .. : عبدالعزيز طول عمره معصب .. ما جبتي شي جديد ..

نظرت لابنها .. : الجديد يا هدى انه صاير ما يطيق وجهي .. لدرجة اني قمت انام مع حمودي فغرفته ..

صرخت بغضب .. : قولي لفاروق .. والله انه بيسنعه لك ..

وضعت كفها على فم الاخرى .. خوفاً من قدوم فاروق فجأة وسماعه لحديثهم .. : انطمي .. فضحتيني ..

ابعدت يد * هنادي * .. : والله لو كنت فمكانك كنت وريته نجوم الليل فعز الظهر ..

ابتسمت هنادي بأسى .. وهي تحاول تغيير مجرى حديثهم .. : وانتي ايش اخبارك مع سطامووه ؟ ..

هدى .. بحب .. : يا لبيه بس .. عسسل .. وربي انه عسل ..

هنادي .. : دووم ان شالله .. الا ما قلتي لي .. – وضعت يدها اليمنى على بطن * هدى * المنتفخ - ايش بتسمين البيبي اللي جاي ؟ ..

هدى .. : اممممممم بما انه رجال .. فكنت ابي اسميه فاروق .. وسطام موافق ..

ضحكت هنادي بقوة .. : يالغبية .. – وهي تقلدها – بما انه رجاال .. – رجعت الى صوتها الطبيعي وهي ما زالت تضحك – رجااال ؟ .. الطفل بيجي نتفة .. وهي تقول رجاال ..

قالت هدى بغضب مصطنع .. : ايـــــه رجاال .. وشيخ الرجاجيل بعد .. وووه يا بعدي يا ولدي فاروق ..

- السلام عليكم ..

اتسعت ابتسامة هنادي .. : وعليكم السلام .. يا هـــلا فاروق .. – نهضت وهي تقبل وجنتيه بحب - .. من زمان عنك ..

فاروق وهو يضع بعض الاوراق على الطاولة القريبة منه .. : هلا فيك .. وشلونك ؟ ..

هنادي .. : بخير بشوفتك .. – سارت باتجاه المطبخ – بروح اخليهم يجهزون السفرة ..

نهضت هدى ببطئ كالعادة .. وهي تصرخ بمرح .. : انزل .. انزل شوي ابي ابوسك ..

ضحك وهو ينحني لها وقبلته كما فعلت هنادي .. : حشى بتذليني .. – نظر نحو الاطفال المنهمكين في الرسم - .. ايش يعني لهذي الدرجة مندمجين ؟ ..

ابتسمت وهي تجلس مرة اخرى .. : سارونة .. حمووودي .. قوموا سلموا على خالكم ..

تقدم * محمد * منه اولا .. ومد يده ليصافح خاله .. بطريقة رجولية .. : كيفك خالي ؟

مد يده .. وهو يصافح ابن اخته .. وما زال مبتسم : الحمدلله .. وانت كيفك ؟ ..

اجابه بخجل .. : بخير ..

دفعته الاخرى .. وهي تقول .. : وخرر ابي اسلم ..

ابتعد محمد المنزعج من تصرفها .. وتقدمت هي بخجل لتسلم على خالها .. بطريقتها الخاصة .. حيث انها رفعت يديها كما جناح الطير .. بمعنى " احملني " ..

رفعها فاروق وهو يقبل وجنتيها .. : داهيـــة سارة ..

ضحكت هدى .. : رومانسية من يومها ..

ابتسم وهو يعيدها على الارض .. و يخرج حافظة نقوده .. وهاتفه المحمول .. وعلبة سجائره بالاضافة الى القداحة ووضعهم بجوار الاوراق ..

هنادي وهي تدخل الصالة مرة اخرى .. : فاروق روح غير ملابسك ..

رفع – غترته - .. : ايــه ..
*
*
*
يجلسون في غرفة المعيشة بعد انتهائهم من تناول الغداء .. وهم يشربون الشاي .. نظراً لكون * فاروق * يفضل شربه بعد تناول وجباته الرئيسية .. نهض حينما انشغلن شقيقاته بالحديث عن حفلة زفاف شخص ما .. وتوجه نحو الصالة التي وضع فيها حاجياته .. ثم عاد وهو يحمل مغلفين صغيرين .. قدم احدهما لـ * هنادي * .. : هنــــادي ..

اخذته منه .. دون ان تعرف محتواه .. ونفس الشئ حدث مع * هدى * .. التي قالت : ايش هذا ؟ ..

لم يجيبها .. بل استمر بشرب الشاي دون اكتراث ..

قامت هنادي بفتحه .. واخراج الشيك الذي يحمل مبلغاً خيالياً منه .. نظرت بضيق نحو هدى .. وهما تستعدان لخوض نقاش عقيم مع هذا العنيد .. : فاروق حنا قلنا لك .. ما نبغي فلوس الشركة ..

قال ببرود .. : هذي فلوسكم .. ما هي من جيبي ..

هدى .. مؤيدة لكلام شقيقتها .. : بس حنا من البداية اتفقنا اننا متنازلين لك عن ورثنا فيها ..

فاروق بحدة .. : وانا ما ابي ورثكم ..

هنادي .. وهي تبتلع ريقها خوفاً من ردة فعله على حديثها .. : عبدالعزيز وسطام ما مقصرين فحقنا .. عشان ناخذ فلوس من اخونا ..

اغمض عينيه في محاولة لتهدئة نفسه .. : تلاحظون اني متحمل كلامكم التافه هذا .. كل شهر ؟؟؟ ..

هدى .. : طيب .. حنا اخذنا ورثنا بعد وفاة ابوي .. هذا كافي ..

نهض وهو متوجه الى السلالم .. لانهاء هذا الجدال الذي لم يحتد بعد .. : انا قلت اللي عندي .. روحوا اعطوها للفقراء .. تبرعوا فيها للايتام .. انا ما يهمني .. هذا حلالكم ..

نظرت هنادي لشقيقتها بحيرة .. وهي تفكر في ردة فعل * عبدالعزيز * اذا علم بأمر هذه النقود .. سوف يجز عنقها بالتأكيد ..


******


الرياض
فيلآ " عبدالرحمن "
4:30 عصراً


يتأفأف وهو يتبع خطوات زوجته باتجاه مكتبه .. هناك امر مهم كانت تريد ان تقوله منذ يومين .. ولكنه كان مطموراً بين اوراق عمله .. وهم اخيه .. لدرجة نسيانه للموضوع المهم بالنسبة لـهذه المرأة .. جلس على مقعده الجلدي المريح .. وهو يقول بتذمر .. : ايش موضوعك يا منيرة ؟ .. بتأخر عن شغلي .. والسبب انتي ..

قالت بأريحية .. : العمر يخلص .. والشغل ما بيخلص .. يابو ناصر ..

اجابها وهو يتكأ على سطح المكتب .. : صادقــــــة ..

ابتسمت بفرح .. : تعرف اخو سمر .. – واكملت بتوضيح اكثر - .. الدكتور ؟ ..

عقد حاجبيه وهو يحاول ان يتذكر اسم ذلك الرجل .. : اممممممم .. قصدك بدر ؟

ردت .. بسرعة .. : عليك نوور .. هو طبعاً يشتغل في مستشفى ال ****** ..

وكأن اسم ذلك المشفى قد ضرب وتراً حساساً في عقله .. : طيـــــب ؟ ..

اكملت بسرور .. : سمر كلمته عشان ندى .. وقال انها تقدر تشتغل معاه .. – وختمت حديثها بفخر - ايش رايك ؟ ..

رفع حاجبيه باستنكار .. : والمطلــــوب ؟ ..

استنكرت هي الاخرى .. رده الغير مبالي .. : ايش يعني المطلوب ؟ .. طبعا البنت تبي موافقتك .. انت ولي امــــرها ..

الان ؟ .. الان يا * ندى * تعلمين بانه ولي أمركِ ؟ .. لماذا لم تفهم هذه الكلمة آنذاك ؟ .. لماذا ضربت بكل اقواله عرض الحائط .. ونسيت بأنه ولي أمرها قبل ثلاث سنين ؟ .. انه يستصعب الامر حقاً .. : القــــــاتل ما يســـأل القتيــــل عن مـــكان دفنـــــه يا منيــــرة ..

قابلته بصمت طال لمدة دقيقتين .. ثم قالت بصوت هامس .. : ما ودك تنسى .. ؟

جرحه لم يكن يسيراً ابداً .. : ودي .. لكن ما اقــــــدر ..

نظرت لوجهه الحزين .. : تراها بنتـــك ..

قال بشرود .. : كـــانت .. كانت بنتي .. بس الحين ما لها أب ..

قالت مترجية .. : تراها الحين ندمـــانة ..

نهض وهو يتوجه نحو باب مكتبه .. : قولي لها .. الحين مــــا لهــــا أب ..
*
*
*
تضع يديها على فمها .. في محاولة لكتم شهقاتها المتمردة .. وهي تركض باتجاه غرفتها .. لماذا يصعبون الامر عليها ؟ .. لماذا لا يفهمون معاناتها ؟ .. انها الطرف الخاسر في كل ما حدث .. لقد خسرت الكثير في بداية حياتها .. وما زالت الخسائر تؤخذ منها عنوة .. دخلت الى غرفتها .. واغلقت الباب .. لكنها لم تستطيع البقاء صامدة .. سقطت على ركبتيها واجهشت ببكاء مؤلم ..

ابتــــــاه .. هل اصبحت انا قاتلة .. وانتَ ضحيتي ؟ ..
هل تخليت عن دمك الذي يجري في عروقي ؟ ..
ابتــــــــاه .. هل انا ميتة بالنسبة لك ؟ ..
هل شيعت جثماني .. واوريتني تراب ذاكرتك ؟ ..
انني اتألم يا أبي .. اقسم لك بمن رفع السموات السبع بأنني اتألم .. وبشدة ..
هل اصبح قلبك قاسياً لهذه الدرجة ؟ ..
انا إبنتك .. التي كانت فيما مضى تتسلق كتفيك وانتَ مبتسم ..
لماذا اخترت نسياني بإرادتك ؟ ..
لماذا لا تشعر بالهم الذي تسلق كتفاي ؟ ..
لماذا لم تعلم بأن ما فعلته كان من اجلك ؟ ..
من اجلك فقط ! ..

نهضت .. ودخلت دورة المياه .. بللت وجهها مرة .. ومرتين .. وثلاث .. لكن حرقة قلبها لن تنطفئ ببضع قطرات من الماء .. رفعت ساقها ودخلت الى حوض الاستحمام .. فتحت الماء البارد .. وبقيت واقفة .. لم تهمها برودة الماء .. رغم برودة الجو من حولها .. بكت .. وبكت .. حتى شعرت بجفاف حلقها .. لماذا حدث لها ذلك ؟ .. لماذا هي ؟ .. لماذا لم تكن غيرها ؟ .. رفعت كفيها تحت الماء .. : يا رب .. خذني لك .. يا رب ..

سمعت صوت طرقات على باب غرفة الاستحمام .. قالت بصوت حاولت ان يكون طبيعياً .. : ثـــواني بس ..

اغلقت صنبور الماء .. وهي ترتجف من شدة البرد .. ولكن داخلها تشتعل نيران .. يعجز عن اطفائها أحد .. خلعت ملابسها ولفت جسدها بفوطة كبيرة نسبياً .. واخرى لفت بها شعرها .. فتحت الباب وأطلت برأسها وهي ترى * نادية * تجلس على سريرها .. حاولت ان تبتسم .. لكنها غير قادرة .. خرجت ببطئ وتوجهت نحو دولاب ملابسها ..

قالت الاخرى بذهول .. : يا غبيــــــــة .. كيف تطلعين كذا .. برررد ..

اخرجت بنطلون .. مع كنزة ثقيلة .. : نسيت ادخل ملابسي معاي ..

قالت * نادية * بفرح عارم .. : عندي لك خبر بمليووون ريال ..

ترتدي ملابسها على عجل .. : ايش هو ؟؟ ..

ضحكت الاخرى وهي تهب واقفة .. : كم تعطيني ..

اجابتها بآلية .. : نادية ماني رايقة لك ..

عقدتحاجبيها بعدم فهم .. : ايش فيك ؟؟ ..

تنهدت بصوت مسموع .. ووقفت امام المرآة وهي تمشط شعرها .. : ما فيني شي .. قولي الخبر السعيد اللي جاية عشانه ..

ضحكت مرة اخرى .. : ابـــــــــووي وافق على شغلك ..

لو كان بوسعها الضحك .. لضحكت حتى تخور قواها .. انها تعلم يا * نادية * .. ابتسمت .. وهي تتخيل .. لو انها سمعته من شقيقتها الان .. ولأول مرة .. لكانت سعيدة جداً .. وبالتأكيد ستفكر بوالدها .. على انه قابل للسماح .. و راضي مبدئياً عما فعلت .. لكنها وللأسف .. سمعته .. وسمعت اعترافه بنبذها .. وسمعت اتهامها بقتله .. مثلت الضحكة والتفتت نحو شقيقتها .. : جـــــد ؟ ..

تقدمت منها .. : ايــــــــه .. تعالي بنروح السوق .. عشان نشتري لك ملابس ..

رفعت شعرها على شكل كعكة .. : لا ما ابغى ..

قالت بإصرار .. : لا تبغين .. بنروح .. لكن .. امممممممممممممم

رفعت حاجبها الايسر .. وهي مندهشة .. : امممممممم ؟؟؟؟ ..

ضحكت * نادية * .. : امي بتروح مع جدتي لعزا .. وابوي وناصر راحوا الشركة .. وسمور في بيت اهلها .. وما في الا خالد .. لو بقول له وديني السوق بيشوتني ..

ابتسمت وهي تفكر بـ * خالد * .. انه الوحيد الذي وقف بصفها .. انه الوحيد المستعد لخسارة كل شئ من أجلها .. قالت بحماس بعيد عن شخصيتها المعتادة .. : انا بـــروح اقوله ..

خرجت من غرفتها بخطوات هادئة .. طرقت باب غرفة * خالد * مرة .. ولكن لا مجيب .. فتحتها ببطئ لتُفاجأ بطريقة نومه الغريبة .. وبدون غطاء .. تحركت بسرعة نحو احد الاغطية .. لكنها بهتت حال رؤيتها لبقع الدم على ملابسه .. بالاضافى الى انفه المتورم .. حركته ببطئ .. : خالد .. خــــالد ..

تحرك بانزعاج .. وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة .. نادته مره اخرى .. : خـــــــالد ..

فتح عينيه بقوة .. نظر لوجهها لثواني .. ثم تدارك نفسه وجلس على الفراش .. : خير يا ندى ؟؟ ..

نظرت له مطولاً .. ثم قالت بقلق .. وهي تشير نحو بقع الدم .. : ايش هذا ؟؟ ..

لم يجيبها .. بل بقي ساكناً بغرابة ..

صاغت سؤالها بطريقة ثانية .. : متضارب مع احد اليوم .. ؟ .. – سكوت من الطرف الاخر - .. رد علـــــــي ..

حرك رأسه بالايجاب .. ثم قال بخوف .. : لا تقولين لامي ..

زفرت بغضب .. : الغدا وقدرت تقول انك تغديت في الجامعة .. وعفا عنك ابوي .. والعشا كيف بتهرب منه ؟؟ ..

قال بابتسامة ذابلة .. : اختي .. بتعزمني على العشا براا ..

قالت دون ان تهتم لكلامه .. : ايش السبب اللي خلاك تتضارب ..؟؟

سكت مرة اخرى .. انتظرت اجابته لعدة ثواني .. لكنه مصر على السكوت .. تقدمت منه .. وقبلته بمحبة فائضة .. ثم نهضت وهي تقول بابتسامة .. : خذ لك شور .. وتجهز لأني عازمتك على العشا ..


******


الامارات العربية المتحدة
رأس الخيمة
5:15 عصراً


نظر لها وهي تجلس بجانبه .. ويبدو عليها الانزعاج الشديد .. لكنه لم يتحدث واستمر بالنظر الى شاشة حاسبه الالي .. لتدقيق بعض الحسابات الخاصة بالشركة .. انتظرها عدة دقائق .. لتنفس عن غضبها بوابل من الكلمات .. لكنها استمرت بالصمت .. ابتسم وهو يقول في داخله " الهدوء الذي يسبق العاصفة " ..

دخلت زوجته الى الصالة .. وهي تتذمر بصوت غاضب .. : حمـــــد .. بنتك هذي بتجلطني ..

رفع بصره .. وهو يدعي عدم الفهم .. : خير يا حصة ؟؟ ..

قالت زوجته بحنق .. : ما تبي تروح معاي لعرس ميثا ..

ابتسم .. بسبب طباع ابنته الحادة التي قالت بغضب يوازي غضب زوجته .. : ما بــــروح لو تنطبـــــق الســــما على الارض ..

قال هو في محاولة لتهدأة الوضع .. : دانة .. لا ترفعين صوتك ..

عقدت ذراعيها .. وهي تنظر الى الجهة المعاكسة .. بينما صرخت الاخرى .. : انا ابي افهم .. انتي حرمة ولا ريال ؟؟ .. البنت لما تكون فعمرك تتمنى تروح لحفلات الاعراس عشان تبرز نفســ ..

قاطعتها بغضب .. : لاااا مب عشان تبرز نفسها .. عشاااان تشوفها وحدة من الحريم وتخطبها لولدهاا ..

قالت الاخرى .. : وايش يعني ؟ .. لو بتمين جذي .. ما بتتزوجين طول عمرج ..

سارت متجهة لغرفتها المشتركة مع شقيقتها .. : يكــــــــون احسسسن ..

تأفأفت بضجر .. وهي تنظر لزوجها بحدة .. : وبعدين يا حمد .. ما بتشوفلك صرفة معاها ..

قال بهدوء .. : خليها على راحتها ..

حركت يديها بعشوائية .. : البنــــت بيصير عمرها 22 سنة .. وانت للحين تبي تخليها على راحتها ؟؟ ..

قال بضيق .. : انا مب عاجز عنها .. تبي تروح او لا .. ما بمنعها ..

قالت بحدة .. : يــــا حمد افهمنييي .. العائلة هذي .. عائلة محترمة .. انا ابيهم يشوفوها ..

قال بصوت مرتفع نسبياً .. : حصــــــة .. بنتي ما اعرضها للناس بالطريقة هذي .. – حينما لم يجد رداً منها .. قال مازحاً للتخفيف من حدة الوضع - .. وبعدين انا ما بزوجها اماراتي ..

صرخت بغضب مرة اخرى .. وهي تضع كف يدها اليمنى على خصرها .. : وشفيهم الاماراتيين ؟؟؟ ..

اغمض عينيه .. وهو يحاول ان يجد لنفسه مخرجاً من هذا الموضوع .. : رجال والنعم منهم .. لكن بنتي ما اعطيها الا لسعودي .. عشان ما اظلمها ..

زفرت بغضب .. ثم مضت في طريقها لغرفة نومهم .. : باخذ فطووم .. فديتها .. احسن من دانووه ..

ابتسم .. ثم تحولت ابتسامته لضحكات مكتومة .. فهذا وضع زوجته وابنته .. منذ عدة سنوات .. إحداهما محبة للمظاهر والحفلات .. والاخرى لا تطيق شئ فيه اختلاط بالاخرين ..


******


يتبـــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 20-09-11, 12:46 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الرياض
7:30 مساءاً
بيت " أبو محمد "


تطوف على الجالسين .. وتقدم القهوة المرة كحياتها .. امرأة تلو الاخرى .. وهي تشعر بأعياء يفتك بكل عضلة .. بل بكل خلية في جسدها .. فجميع اهالي الحي .. جاءوا اليوم ليقدموا تعازيهم بوفاة شقيقها .. تحدث نفسها بين دقيقة واخرى .. وهي تتمنى أن تستيقظ غداً وتجد ان ما حدث طوال الاسبوعين الماضيين ما كان إلا كابوس .. تنساه مع الايام .. لكن هل الكابوس طويل الامد هكذا ؟ .. كيف لكابوس ان يستمر لمدة اسبوعين ؟ .. انه مستمر .. والوجع المتلبد في قلبها مستمر أيضاً .. مشت بهدوء نحو المطبخ .. وبدأت بصنع قهوة جديدة ..

محمـــــد ..
يا نبضات القلب ..
هل سيخبو بريق اسمك شيئاً فشيئاً ؟ ..
هل سننساك مع مضي الايام ؟ ..
هل ستكون صفحة وانطوت في كتاب ذاكرتنا ؟ ..
ليت الذي حدث لك .. لم يحدث ..
ليت البكاء قادر على استرجاعك ..
آه .. لو تعلم عدد الجروح التي اصابت القلب بعد رحيلك ! ..
جروحنا اصبحت غائرة ..
فبعدك سوط .. يجلدنا به الزمن ..
محمـــد ..
عسى ان يرحمك الله ..
ويدخلك جنة .. تستريح فيها بعد تعب دنياك ..

مسحت دموعها .. وهي تنظر للقهوة امامها .. اخذتها .. وذهبت في جولة أخرى حول النساء المتبقيات في منزلهم .. ثم دخلت الى غرفة نومهم .. ونظرت لشقيقتيها المنكبتين على دفاترهما .. لاستذكار الدروس .. اغلقت الباب .. وخرجت الى الباحة الامامية لمنزلهم .. غداً .. ستذهبان للمدرسة .. وستجلس هي ووالدتها في المنزل .. حتى يحين موعد الغداء .. تعودان من المدرسة .. يتناولون طعامهم .. ثم يأخذون قيلولة بسيطة حتى العصر .. ثم ينهضون .. تستذكر دروس شقيقتيها كما اعتادت .. وتجلس والدتها لتقرأ القرآن .. يعدون العشاء .. ويتناولونه .. ثم ينامون ..

أين محمـــــد من كل هـــــذا ؟ ..

اصبح ذكرى .. طواها الزمان .. رحل وكإنه لم يُخلق .. رحل ولن ينتظرونه مرة أخرى لتناول الغداء .. رحل ولن تيقضه عصراً لذهابه للمقهى .. رحل ولن تغضب حينما يترك ملابسه مبعثرة .. رحل وكأن والدتها انجبت ثلاث فتيات فقط ..

ستمضي الايام .. وينسونه .. ليس برغبة منهم .. وإنما بأمر من الحياة .. وما يزعجها في الامر .. انها ورغم اعتيادها على المفاجآت التي خطها الزمن .. لكنها تتألم وكأن فقدانها يحدث لأول مرة .. وكأنها تفقد قطعة من قلبها لأول مرة .. نست فقدانها لوالدها فيما سبق .. وستنسى فقدانها لشقيقها ايضاً .. لكنها لا تريـــــد نسيانهم .. لا تريــــــــد ..

- البقاء لله يا بنتي ..

نظرت للمرأة العجوز امامها بوجع .. للحظات .. ثم استدركت محيطها .. وهي تقول : تفضلوا .. تفضلوا داخل ..

مشت المرأة التي كانت بجوار العجوز باتجاه الباب الداخلي .. وهي تقول : يالله خالتي .. دخلي ..

تبعت خطواتهم .. حتى دخلوا .. وبدأوا بتعزية والدتها .. مضت نحو المطبخ وهي تعد المزيد من القهوة .. ثم عادت وقدمتها لهم .. واتجهت نحو الغرفة التي تحتضن شقيقتيها مرة اخرى ..

جلست على المقعد القابع في الزاوية .. بعد إن رفعت الكيس المتواجد عليه .. فتحته .. ونظرت لما موجود في داخله .. مدت يدها .. واستخرجت .. " محفظة نقود " و " قلم ازرق اللون اعتاد محمد على حمله " .. هل هذا فقط ما تبقى من اخيها ؟ .. هل هذه الاغراض بقيت للتنفس الهواء .. وهو دُفن تحت التراب ؟ .. وضعت القلم بجوارها .. وفتحت حافظة النقود ..

عدة اوراق نقدية ..
هويته الشخصية ..
ورقة تثبت بأنه موظف لدى إحدى الشركات ..

ما فائدة هذه الاغراض بدونه ؟ .. ما الفائــــدة منها ؟ ..


******


الرياض
8:10 مساءاً
شركة العالي


- يبــــــــاا .. قولي ايش صاير معاك .. لا تبقى كذا ..

يجلس بهدوء .. ويستمع لولده ظاهرياً .. بينما في اعماقه .. هو معها .. غير آبه بأحد ..

قال بنفاذ صبر .. : الشركة بخير الحمدلله .. والبيت ما فيه اي مشكلة .. وجدتي بخير .. ايش اللي مضايقك ؟ ..

الطرف الاخر مستمر بالسكوت .. لا يُسمع منه شئ سوى انتظام انفاسه الملتهبة ..

يعلم ان والده لم يستمع لأي كلمة قالها .. فرفع صوته قليلاً .. : يبــــااا ..

نظر لإبنه بحدة .. : سيــــف .. انا مو رايـــــــق .. قلتلك مية مررة .. ما فيني شي ..

سيف .. بضجر .. : اربع وعشرين ساعة في الشركة .. ولو رجعت البيت تنام بدون لا تتكلم .. اكل ما تاكل .. وعصبيتك فول .. وفوق كل هذا صحتك متدهورة .. يباا واللي يسلمك .. وين اللي ما فيه شي ؟؟ ..

صرخ بغضب .. : ولـــــــــد .. لا تتدخل فشي ما يخصك .. اطلـــــع برا ..

تنهد بصوت مسموع .. وهو متجه نحو الباب : يباا تراني ولدك .. تقدر تقاسمني همومك ..

زفر الاخر بغضب .. دليل على فقدانه لصبره .. ثم عادت الذكريات لتفرض سطوتها على اركان عقله ..
*
*
*

& مــــــــــــــــــاضي &
~ ذكريــــــــــات عبدالعــزيـــز ~

يجلس على الفراش .. يده اليمنى تحيط بكتفها .. والاخرى تتلمس بطنها المنتفخ .. وهو يقول بحب .. : يا حياتي .. انا ابي ولد عشان يرفع اسمي ..

قالت هي بامتعاض .. : ايش يعني البنت ما بتحافظ على اسم ابوهاا ؟؟..

ابتسم وهو يسايرها .. : يا بنت الحلال .. الولد لا كبر وتزوج اطفاله كلهم بيرفعون اسم عائلتنا .. بس البنت بتتزوج واطفالها بيكونون تابعين لعائلة زوجها ..

حركت رأسها بإيجاب .. وهي تحرك خصلات شعرها بغنج .. : صــــــادق .. – ثم قالت بلهفة – ايش بنسميه ؟؟ ..

قبَلَ قمة رأسها .. واستنشق عبير شعرها بهيام .. : امممممممم .. ايش رايك في ناصر .؟؟ ..

رفعت جسدها .. وابتعدت عنه بصعوبة .. لتجلس مواجهة له .. : لاااا .. ناصر اسم ولد عبد الرحمن .. اسم ابني لازم يكون فريد ..

ضحك بقوة .. : فــــريد ؟؟؟؟

قالت بزعل واضح .. : لااااا مو كذا .. قصدي اسم ما في منه في العائلة .. مثلاً امممممممم .. فيصـــــل ..

ما زالت الابتسامة متربعة على عرش ثغره .. قال ممازحاً .. : وشلونك يابو فيصل ؟؟ .. – حرك رأسه بعلامة الرفض – ابو فيصل ؟ .. لالالا ما عجبني ..

سحبت ذراعه نحوها .. برجاء .. : لا عزيز .. تراه اسم حلو مررة ..

جذبها نحوه بحركة لطيفة .. لتستند مرة أُخرى على صدره .. : لا ما عجبني .. ايش رايك فأسم سيف ..

قالت في محاولة لمحاكاة اسلوبه .. : امممممممم و شلونك يا ام سيف ؟؟ .. ام سيف ؟؟ .. لالالا ما عجبني ..

ضحك بسعادة .. وهو يقول .. : اسم سيف حلو ..

تلعب بأصابع يديه .. : وإسم فيصل حلو ..

قبَلَ وجنتها .. : اول طفل سيف ..

قالت بأسف .. : امممممممم ماشي يا عزوز .. بتنازل المرة هذي .. لكن الثاني اسميه فيصل ..

طوقها بذراعيه .. : حاااضر ..


******
عودة الى الحاضـــر
******


قطع سيل ذكرياته صوت رنين الهاتف المحمول .. رفعه و نظر لإسم * البيت * الذي يتوسط الشاشة .. ضغط على الزر الاخضر .. وبقي ساكتاً ..

- احــم .. السلام عليكم ..

أجاب ببرود .. : وعليكم السلام .. خيـــر ؟ ..

سكوت على الطرف الثاني .. دام لثواني معدودة .. ثم أتاه الصوت مرة أُخرى .. : انـــا بارجع البيت مع فـــ .. فارووق ..

صرخ بغضب .. : لا .. ما ابغاه يدخل بيتي .. فاااهمة ؟؟ ..

قالت بصوت كسير .. : طيب ما فيه احد بيرجعني البيت غيره ..

زفر بغضب .. وهو يشعر بناراً تلف احشاءه .. وأغلق الهاتف دون أن يرد عليها .. وضع هاتفه المحمول في جيبه .. ثم أخذ مفاتيح السيارة .. وخرج بهدوء .. رغم الفوضى الموجودة في داخله .. يكره سيرة ذلك الوغد .. والان بات يشعر باحتمالية وجود بذرة كره نحو زوجته الثانية .. إنهم السبب في كل ما يحدث له الان ..


******


الرياض
9:50 مساءاً
فيلآ " ام عبدالرحمن "


جففت دموعها بحجابها .. وهي تقول : ما هانت علي .. يا شين الفقد والله ..

يجلس كلاً من * عبدالله وسيف * امامها بحزن .. وهما متأثرين بشدة لحالة تلك العائلة .. قال سيف بمواساة لجدته .. : يماا .. كلنا على هذا الطريق ..

بينما تقدم عبدالله وطبع قبلة على يدها .. : راح عند اللي احسن منهم ..

بكت مرة أُخرى وهي تردد .. : ما عندهم احد .. بس البنات الثلاثة وامهم .. كيف بيعيشون ؟ ..

رد عبدالله بقوة .. : وانا وين رحت يماا ؟ .. اهل صاحبي بحسبة اهلي ..

لم تجيبه .. بل استمرت بالبكاء ..

سيف .. بحزن .. : طيب ما عندهم خال .. عم ؟؟ ..

أجابه الاخر .. وصورة ذلك الرجل الانيق .. ذو الملامح القاسية تعود لذاكرته .. : عندهم عم واحد .. لكن علاقته معاهم سطحية ..

قالت ام عبدالرحمن باستنكار .. وغضب .. : تراهم لحمه ودمه .. كيف يتركهم كذا ؟؟..

عبدالله .. : محمد الله يرحمه كان يقولي .. انه عمه ما يزورهم ابد .. رغم انه انسان غني .. ولا فكر يعرض عليهم المساعدة بعد وفاة ابوه ..

سيف .. : على كلام جدتي .. حالهم يبكي الصخر .. معقولة ما تأثر ؟؟ ..

حرك عبدالله رأسه بإيجاب .. واستمر بالصمت .. لقد كان صاحبه يعمل بدوامين .. ففي الصباح يعمل في شركتهم الخاصة .. كأحد الموظفين العاديين .. وفي المساء يعمل في ذلك المكان المشؤوم .. المكان الذي لقي حتفه فيه ..

قال سيف .. : طيب وما عرفتوا مين اللي قتله ؟؟

اجابه عبدالله .. وعينيه تنظر لوالدته الباكية .. : لا .. المفروض اروح المخفر بكرا او بعده .. عشان افهم وين وصلوا فالتحقيق ..

ام عبدالرحمن .. : عسى ربي يوفقهم ويمسكوه ..

سيف .. بصدق .. : آمين ..

نظرت لولدها الصامت .. تعلم بأنه حزين لفقدان صاحبه .. لكنها ستقول له الان بشأن تلك الفتاة .. : عبدالله ..

اجابها بهدوء .. : لبيـــه ..

قالت برجاء .. : اخته لازم تلقى وظيفة .. عشان يقدرون يعيشون ..

عقد حاجبيه بعدم فهم .. : اخت مين ؟؟ ..

ردت عليه .. بصوت متهدج .. : اخت محمد ..

وكأنه لم يستوعب الامر .. : طيـــــب ؟

شرحت له الوضع .. : الحين ما عندهم دخل ثابت يعتمدون عليه .. وعشان كذا ام محمد طلبت مني اني اقول لكم تشغلون بنتها عندك .. مكان محمد ..

صمت لفترة تعدت الدقيقتين .. وهو يعيد حساب الموضوع في رأسه .. " لا تريد شفقة منك " .. من بين مئات الافكار .. قفزت هذه الفكرة في رأسه .. انها لا تريد ان يشفق عليها .. إذاً لماذا طلبت منه ان تعمل تحت إمرته .. نظر لوالدته .. : يماا .. انا بدور لها وظيفة تناسبها .. لكن مو فشركتنا ..

اجابته والدته .. بتأنيب .. : كيف تخليها في مكان غريب .. تراها بحسبة اختك ..

تدخل سيف .. : في شركتنا او في غيرها .. ايش تفرق ؟؟ ..

قال عبدالله في محاولة للشرح .. : عشان ما تحس اننا نتصدق عليهم ..

سيف .. بتصحيح للوضع .. : تراها كذا ولا كذا بتاخذ مرتب لانها بتشتغل .. ما بتجلس رجل على رجل ..

سكت وهو يفكر .. يا لهذه الامانة التي وقعت على عاتقه ! ..


******
" اليوم التالي "
******


الرياض
مستشفى ال ******
9:30 صباحاً


ازدردت ريقها بصعوبة .. وهي واقفة امام مكتب الاستعلامات في المشفى .. ماذا لو كانت كفاءتها ليست بالمستوى المطلوب ؟ .. ماذا سيحدث لو فشلت في الوصول لأحلامها ؟ .. ليس لها مستقبل في حياتها الاجتماعية .. لذلك .. لا بد من بناء مستقبل زاهر في حياتها العملية .. عسى ان يوفقها الله فيما اقدمت عليه ..

- دكتورة .. د. بدر ينتظرك في الطابق الثاني .. في مكتبه ..

حركت رأسها بالايجاب .. ومشت متجهة نحو المصاعد .. انتظرت عدة ثواني حتى فُتحت بابه .. دخلت وبجوارها ثلاث اشخاص .. لم تعرهم اي اهتمام .. ففي دماغها الان هدفاً واحداً تسعى لتحقيقه .. وهو اثبات هويتها .. ورفع اسم والدها عالياً .. علّها ترد بعضاً من كرامته التي أهدرتها بيديها ..

خرجت من المصعد بخطوات متهادية .. ومشت حتى وصلت لغرفة كُتب عليها .. " د. بدر الراسي " .. ذكرت اسم الله .. وطرقت الباب ..

- تفضــــــــل ..

دخلت بهدوء .. : السلام عليكم ..

أجابها بآلية .. : وعليكم السلام .. تفضلي ..

مشت حتى وصلت لأحد المقاعد .. جلست .. : انــ .. انــآ ندى عبدالرحمن ..

ابتسم .. مما زاد وجهه جاذبية .. : أعرف .. سمر فهمتني ..

ابتسمت تحت غطاءها .. وشاب صفاء وجهها بعض الحمرة ..

قال بصوت هادئ .. : بتنضمين .. ان شالله .. للكادر الطبي في الطوارئ ..

حركت رأسها بإيجاب ..

حرك قلمه بحركة سريعة ورتيبة .. اعتادها .. : انتي أكيد عندك علم مسبق بطريقة العمل في الطوارئ ..

ازدردت ريقها .. : ايــه .. لكن ما اشتغلت على كيسات لوحدي ..

" كيسات جمع case واللي معناها حالة مرضية .. كلمة يستخدمها الاطباء فيما بينهم "

قال مطمئناً .. : الاطباء الموجودين ما بيتركوك لوحدك ان شالله ..

قالت بارتياح .. : طيب ..

أكمل كلامه على نفس الوتيرة .. : اتمنى انك تكونين قد الثقة اللي باعطيكياها ..

قالت بصوت مرتجف .. : ما بخذلك ان شالله ..

ضغط على زر بجانبه .. فدخلت ممرضة .. سعودية .. بعد عدة دقائق .. : نعم د. بدر ..

قال وهو يشير لـ * ندى * .. : هذي د. ندى .. ابيك تعطيها نبذة عن اروقة المستشفى .. وتدليها على مكان استراحة الطبيبات ..

قالت باحترام .. : حاضر .. تفضلي معاي د. ندى ..

نهضت وسارت مع تلك الممرضة .. التي كانت ودودة بعض الشئ .. تعرفت على الاماكن المهمة حالياً .. وقضت بقية الوقت في الاطلاع على حالة بعض المرضى ..

مضت ساعتين .. شعرت فيها باستقلالها .. وبقدرها .. وبالذات مع الاحترام المقدم لها من المرضى .. والممرضين .. وحتى الاطباء .. رأت جانباً جديداً من شخصيتها .. لم تعرفه فيما سبق .. وهذا الجانب هو " ندى قوية الشخصية " ..

ما هــــــــذا ؟ ..

نظرت لوالدها المقبل باتجاهها .. هل اتى للإطمئنان عليها ؟ .. هل أتى لانه علم بسماعها لكلماته المؤلمة ؟.. هل اتى ليساندها في اول يوم ؟ .. هل ....... ؟

تجاوزها .. ومشى بخطوات ثابتة نحو احدى الغرف .. دخلها واغلق الباب خلفه ..

من هذا يا ترى ؟


******




انتــــــــــــــهى


الكاتبة ..

صمت اللهيب

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 20-09-11, 09:19 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بسسم الله

اولا : اعتذر لـ الكاتبه صمت اللهيب على الخطأ الغير مقصصوود .

وثانيا : اتمنى من احد المشرفات اضافة هذه الجزئية في المقدمة , لأن ما اقدر اعدل على الرد او اسسوي شي .


((بســــــــــــــــم الله الرحمــــــــــــن الرحيـــــــــــــــــــــم





الخطايا السبع





كثرت خطايا الانسان في الاونة الاخيرة بشكل غريب .. ابتداءاً بالقتل ... وانتهاءاً بالغيبة والنميمة ... ازدادت الخطايا وازداد تكرارها من حولنا .. دون ان نشعر .. واذا شعرنا بها .. لن نفعل شئ .. لاننا فقط في عصر من الممكن ان تكون الكفة المرجحة فيه للشر .. لكن .. هل فكرنا بضحايا هذه الخطايا ؟ .. هل فكرنا بمصيرهم ؟ .. بعذابهم ؟ .. بآلامهم ؟ .. والاهم .. هل فكرنا بنهايتهم ؟ .. ربما نكون قد فكرنا بالفاعل .. ومصيره .. لكن المفعول به .. يكون في اخر قائمة الاولويات دائما ..

في الحقيقة ان ما حل به قد يؤثر عليه .. ربما لشهر .. لسنة .. او طوال الحياة .. حينها فقط سيتمنى لو ان شخص ما يستطيع ان يقف بجانبه .. ينسيه همه .. ينسيه ما قد تم فعله به .. فشعور الضحية شعور يصعب التكهن به .. ربما حقد مطموغ بوصمة الم .. او وجع مغلف بحزن .. او ضعف مبطن بغضب .. او كل هذه المشاعر المختلفة مجتمعة فيه .. هنا يأتي دوري ودوركم لنقف بصف كل ضحايا هذه الخطايا .. نشد أزرهم وندفعهم لاستكمال حياتهم بتخطيهم لأي مأساة حدثت .. نقف معهم وقفة اخ لاخيه .. وقفة تجعلهم يدركون ان الخير ما زال يتربع على عرش هذه الارض .. بل ما يزال يتربع على عرش قلوب البشر بمختلف بقاع الارض ..

اعلم انني قد اطلت الحديث .. لكنها روايتي الاولى واريد ان تكون لها مقدمة تليق بها .. اعذروني ..

هذه الرواية نتاج ما كنت احلم به لمدة تزيد عن الاربع سنوات .. ولأصدقكم القول انها ربما كانت احلام يقظة لفتاة في عمر المراهقة .. لكن اليوم وبعد ان تجاوزت هذه الفترة من عمري استجمعت شجاعتي وعزمي لأشارك الاخرين بأفكاري .. اريهم روايتي .. والتي ربما ستعجبهم وربما لا .. لكنني آمل ان تجد لها مكاناً في قسم " الروايات المفضلة " لأعضاء اي منتدى كُتبت اسطرها فيه ..

روايتي " الخطايا السبع " تتحدث عن سبع زلات للانسان .. اخترت هذه الخطايا لانها وكما يقال .. هي الخطايا السبع المميتة .. كونوا معي ومع ابطالي .. ترقبوا احداث حياتهم .. وشاركوني بأفكاركم وارآئكم .. فعسى ان يوفقني الله لاكملها وأياكم على خير ..

اما بالنسبة لموعد الاجزاء .. فأود القول بأنني لا اريد ان يكون هناك وقت محدد .. فحينما انتهي من كتابة اي جزء .. سيكون بين ايديكم مباشرة ..









الخطيئة الاولى

من الحاضر

" القتـــــــــــــــل "



صوت تكسر زجاجة الخمر تحت اقدامهم .. وضحكاتهم المتعالية التي تردد صداها في الارجاء .. خصوصا في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل .. وفي مثل هذا الحي السكني الفقير الذي تعود سكانه على النوم مبكرا .. يمشي وهو يترنح ويتمتم بألحان غربية .. زجاجة من الخمر في يده اليسرى .. يشرب منها بين دقيقة واخرى .. سمع احد رفقته يقول ..

- هناك .. هناك في كافيه .. تعالوا بنروح ..

شرب مرة اخرى بشراهة .. لدرجة ان المشروب قد بدأ يسيل من زوايا فمه .. ويبلل ملابسه .. التقط انفاسه ورد على رفيقه وهو ييتكلم بلسان ثقيل ..

- ايـــه .. بنــروح .. هههه ..

اجاب آخر

- والسيارة ؟

لم يجب عليه واخذ بالسير نحو الاضواء المشتعلة للمقهى المطلوب .. وهو يشرب من الزجاجة كلما سنحت له الفرصة .. لم يتبقى سوى خطوات معدودة على وصولهم للمكان المنشود ..

حتى استنكر احدهم الفعلة وهو يقول

- راشـــــد خلص .. يكفي شرب ..

تكلم راشد بثقل وهو يرمي الزجاجة على الارض ويجلس بجانبها وكلامه ما زال على نفس الوتيرة ..

- ياخي فكنا .. الحين .. انا جايبك عشان نستانــــــس .. وانت بـــــــــــس .. تنغص .. علينا .. – رفعها مرة اخرى وشرب ما تبقى فيها دفعة واحدة – هههه .. هههه .. يا حـــــلوها ..

التفت الاول بضيق للجهة المعاكسة لهم .. بينما انحنى واحد من الاثنين الواقفين بقرب راشد ليساعده على الوقوف .. وهو ما زال معتز بزجاجة الخمر .. ليكملوا مسيرتهم ويدخلون المقهى الذي يغلب عليه الطابع القروي البسيط .. استقبلهم شاب في منتصف العشرينات وهو يقول بسرعة

- اسمحولي شباب .. بس حنا بنقفل .. – ثم نظر للساعة والمكان الخالي من اي شخص وهو يكمل – ساعة 11:30 .. انا باسكر الـ ..

قاطعه راشد بعنف

- لاااا .. انا .. باســـهر .. هــــنا .. الـــــــــيووم ..

قال الشاب محاولاً تهدئته

- ما يصير يالاخو .. صاحب المكان ما بيرضــ ..

دفعة من راشد ارجعته للخلف .. دون ان يكمل كلامه ..

- بنســـهر يعـــــني بنسهر ..

قال الشاب الذي قد بدأ صبره بالنفاذ مهدداً ...

- باتصل فالشرطة .. وهم بيتصرفون معاكم ..

قال صديق راشد الذي يبدو انه ما زال يعي ويفهم ما يدور حوله ولم يتناول الخمر

- راشد يالله بنروح .. ما نبغي مشاكل ..

لكن راشد لم يأبه بكلام رفيقه وقال متحدياً ...

- شوفني كيف بتتصل بالشـ .. ـرطة ..

اتجه الشاب - لتخويفهم فقط – نحو الهاتف رافعا السماعة .. لكن وقبل ان يضغط على اي زر من ازرار الهاتف .. سقطت السماعة من يده وتهاوى على الارض بعنف .. والدم اخذ يرسم لوحته على الارض .. فزجاجة الخمر التي كان يشربها راشد .. رماها على هذا الشاب الذي لم يرى من حياته الشئ الكثير ..

هنا .. اخذ الزمن يكتب اسطر الخطيئة الاولى .. شرب بشراهة .. فقتل بعنف .. مخلفا وراءه ضحايا لعمله الشنيع ..



******



الخطيئة الثانية

من الماضي

" الشهـــــــــــوة "



قطرات العرق تنزلق بأريحية على جبهته .. وعينيه تتابع بأهتمام الفلم الاباحي على شاشة التلفزيون امامه .. هنالك ذرات بيضاء متناثرة اسفل فتحتي انفه .. والباقي منها منثور على الطاولة امامه .. تفكيره مشوش .. وشكله يدل على عدم الاتزان ..

تسلل الى مسامعه صوت انين .. خارج غرفته .. تحول هذا الانين الى شهقات بكاء بصوت منخفض .. تقدم بصعوبة خطوتين نحو الباب .. ثم عاد بخطوات متعثرة نحو التلفزيون ليطفئه .. ويعود ادراجه نحو الباب .. خرج من غرفته ليجد تلك الطفلة ذات العشر اعوام جالسة على الارض .. بجانب درجات السلم .. ويديها تدلكان ساقها الايمن .. ووجهها مغرق بالدموع .. تقدم نحوها .. والشيطان يرسم له طريق الخطيئة .. يرسم له متعة الدنيا .. دون تفكير بالاخرة .. دون تفكير بالعذاب ... قال بهمس ...

- تأذيتي ؟ ..

ترد وهي تمسح دموعها بيدها اليمنى ...

- شوي ..

مد يده ليدلك لها ركبتها بهدوء .. ومن ثم قال ...

- تعالي لغرفتي .. عندي مرهم بحطه لك ..

طوقت ذراعه بذراعيها لتستند عليه .. وهي تسير معه نحو الغرفة التي ستصبح مسرح لقتل طفولتها .. مسرح لقتل برائتها .. مسرح للخطيئة الثانية ..

اغلق الباب خلفه .. فسطر الزمن كلمات البداية لرحلة الالم والشقاء .. بداية خطة حرمها الله .. و رسمها الشيطان .. ونفذها شخص فقد دينه ..





******



الخطيئة الثالثة

من الماضي

" الجشــــــع "



صرخ بغضب ...

- ليييييه سوويت فيني كذا ؟ ... ليييييه ... ما شفعلي عندك الدم اللي يربطنا ؟ ... قووول ... حـــ ...

قاطعه الاخر الذي يجلس خلف مكتبه بجبروت ..

- انا ما سويت كذا الا علشان ابني مستقبل لعيالي ...

رد بهمس ودموعه قد تجمعت لتشوش مسار رؤيته ...

- وعيالي انا ... ؟ .. وعيالي ... انا لو متت مين بيوقف معهم ؟ ... وانــ ...

قاطعه للمرة الثانية على التوالي ...

- سلطان قلت لك انا مجبور اسوي كذا ...

تكلم سلطان وهو يشعر بعظمة الحاجة والفقر ...

- تهقى ابوي اللي ترك لنا هالورث بيكون راضي عليك ... ؟ ... – ثم اردف بألم – ياخوي ...

لم يجد ما يرد به على اخيه الاصغر غيــر ثلاث كلمات قطعت كل حبال الاخوة والقرابة والدم ...

- تفضل اطلع برا ...

تكلم سلطان بوجع ... فجرح اخيه الاكبر – الذي كان حريا به ان يسهر على راحة اخيه الاصغر – كان غائراً وعميقاً ...

- انا بروح يا سلمان ... لكن ما بقول غير حسبي الله ونعم الوكيل ...

نعم فـ " حسبي الله ونعم الوكيل " هي الكلمات الاجدر في مثل هذه المواقف ... فليس هنالك احد غير الله سبحانه وتعالى هو من يستطيع ان يقف بوجه ظالم مثل " سلمان " الذي استطاع ان يزور بعض الاوراق ليسيطر على املاكه واملاك اخيه ... دون اكتراث لما سيحل بهم في الحاضر والمستقبل ... فهذا هو الطمع او كما يقال " الجشع " والذي حصل على المرتبة الثالثة في قائمة الخطايا السبع المميتة ...





******



الخطيئة الرابعة

من الماضي

" الحقد "

يديه تحتضن جسد تلك الحبيبة الملفوف بالقماش الابيض .. يحتضنها لاخر مرة .. ويراها لاخر مرة .. ويقبل جبينها لاخر مرة .. فهو سيضعها تحت التراب .. وسيرسلها لمثواها الاخير بيديه .. تساقطت دموعه التي حاول جاهداً لحبسها .. رفع بصره نحو والده وهو يهز رأسه بضعف بعلامة النفي .. لا يستطيع استكمال هذا الامر .. لا يستـــــطيع .. كيف سيدفنها ؟ .. وهو من شهد ولادتها .. وطفولتها .. وشبابها .. كيــــــــــــف سيواريها تحت التراب وهو من اشرف على زفافها ؟ .. كيــــــــــــف سيفعل ذلك وهو من شهد فرحتها بولادة طفلها الاول ؟ .. كيف سيغطيها بالتراب ويعود للمنزل بدونهـــــــا .. ؟ كيــــــــــــــف ..؟

خرج من الحفرة التي ستصبح فراشاً لتلك الطاهرة .. ونزل والده - الذي اصبح حاله اسوأ بكثير من حال ولده - بدلاً عنه .. استند بركبتيه على الارض منكساً رأسه .. واجهش ببكاء عميـــــق .. بكاء لا يليق بأي رجــل .. ضرب بقبضة يده الارض .. توفـــت .. ولم يحقق لها مطلبها الوحيد .. توفــت .. والشوق يملئ حنايا روحها .. توفــــــت ولم تسمع صوت طفلها .. طفلها الذي حُرمت منه .. توفــــــت وهو عاجز حتى عن رد اعتبارها .. لمـــــــــــاذا ؟؟ .. بسبب ضعفها ؟؟ .. بسبب برائتها ؟؟ بسبب طيبة قلبها ؟؟ لمـــــــــــــــاذا ؟ .. تسلل الى مسامعه صوت احتكاك المكيال الذي يحمل التراب بالارض .. ومن ثم تناثر بضع ذرات التراب في الهواء .. سجد على الارض وعبراته قد شكلت طوقاً من حديد اخذ يعتصر رقبته ويمنع دخول الهواء الى رئته .. لم يعد يحتمل الم قلبه .. لا يحتمــــــل ذلك الالم ..

- " يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخــلي جنتي " ..

يعــلم ان بكاءه سيعذبها .. لكنه لا يقوى على فراقها .. لا يقــــــــــــــوى .. همس بضعف ..

- رحمتــــــــــــــــــــــــــــك يـــــــــــا رب ..

شعر بيد والده تلمس كتفه لحثه على النهوض .. رفع رأسه ومن ثم جسده بالكامل .. نهض وعينيه الحمراوين قد اصبحت واضحة للعيان .. سيعذبـــه .. كما شهد عذابها .. سيبكيـــــــه دماً بدل الدموع التي تساقطت من عينيها .. سيذيقه المرارة .. التي سرت في عروق جسدها .. سيجعله يتوسل فقط ليرتاح من العذاب الذي سيلفه كما لُفت هي بالابيض .. سيـــــــريه الشقــــاء .. والعناء .. كما عانــــت وتوفت وهي في ريعان شبابها .. سيــــــــــرى .. سيـــــــرى ..

قد يظن البعض ان الحقد الذي رُسم في قلب هذا الرجل من حقـــه .. ولكـــن الحقد بحد ذاته خطيئة .. حيث ان الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام – حثنا على التسامح .. فعقاب من تسبب بأذيتنا سنشهده في يوم لا ريب فيه .. يوم الحساب .. هناك فقط سنرى عذاب من عذبنا وعذب احبتنا .. فلا داعي للحقد والانتقام في الدنيا .. لانها وببساطة زائـــلة .. فهنا خطت حكاية الحقد والانتقام .. هنا كتبت حكاية الخطيئة الرابعة ..





******



الخطيئة الخامسة

من الماضي

" الكذب "



- انــ ... انا فاعلة خير ... اتـ .. صلت .. فيك علشان تعرف ... تعرف اللي يصير من ورا ظهرك ...

عقد حاجبيه باستغراب ... حاول ان يتعرف على صاحبة الصوت ... لكن ذاكرته لم تسعفه هذه المرة ... قال بهدوء ...

- اختي ... واضح انك غلطانة بالرقم ... تــ ...

قاطعته بإصرار ... وكما يبدو ان ارتباكها الذي كان واضحا في البداية تبخر في لحظات الى ثقة عمياء بصحة الذي تقوله ...

- لا ... انا متأكدة ... زوجتك ... تخونك وانت يا غافلين لكم الله ... روح البيت وتأكد ...

ما زال لم يستوعب ما قالته ... ويبدو بأنه لن يستوعب ... كل ما ادركه في هذه اللحظات هو الصوت المتقطع الذي يدل على اغلاق الهاتف من الجهة الاخرى ... لم تمر سوى ثواني حتى بادر بالنهوض ... متوجها لمنزله ... انه يثق بزوجته ... لكن ثقة الاخرى بكلامها زرع الشك في قلبه ... سيذهب ليتأكد ... يتأكد من اخلاص زوجته ووفائها ...

رسمت كذبة ... وقذفت امرأة ... ولم تبالي بالعواقب ... لم تهتم لمصير كذبتها ... او لمصير من تم الكذب عليهم ...





******



الخطيئة السادسة

من المستقبل

" الغدر "



يستمع بأنصات لوصايا الرجل الجالس امامه ... حسناً ... هو انصات ضاهري ... ففي باطن عقله يفكر بطريقة ليكسر بها هذه الشروط ... كيف سيتمكن من اخذها والعودة بها الى السعودية ؟ ...

- سمعتني طال عمرك ... انا ادري ان طلبي صعب ... بس يابوك انا ابي بنتي تكون قدام عيني ...

ارتفعت زاوية فمه اليسرى بابتسامة ... فهمها الاخر على انها ابتسامة مطمئنة ... بعكس مغزاها الحقيقي ...

- تطمن ... بتكون قريبة منك ... وحتى البيت بيكون باسمها ...

ابتسم الرجل صاحب الشعر الملئ بالشيب وهو يقول بسعادة ...

- تسلم طال عمرك ... ان شاء الله يكون زواجك من بنتي خيرة ...

لو كان بأمكانه الان ان يتخلى عن قناعه ... لانتزعه بعنف ورماه بوجه هذا العجوز الاحمق ... لكنه سيواصل للنهاية ... اعطى وعدا لذلك الوغد ولا بد ان ينفذه ليحصل على مبتغاه ... قال ببرود ...

- آمين ...

اكمل وهو يرسم خطته ويحكمها من كل النواحي ...

- يعني بكرة بملك عليها ان شاء الله ؟ ...

قال والد العروس المرتقبة ...

- اكيد ... بعد المغرب باذن الله ...

نهض وهو ينهي هذه المقابلة المنهكة بالنسبة له ... فليس المكان من مستواه ... ولا الاشخاص ... ولا حتى الكلام الذي قيل ... و قال باشمئزاز غير ضاهر ...

- مع السلامة ... عمي ...

خرج من الباب بعد ان وضع اساس غدره برجل وثق فيه ... رجل اعطاه شيئا ثمينا ... وبحسن نية ... ليكون وسيلة تعذيب لعدوه اللدود ...





******



الخطيئة السابعة

من الماضي

" الغضب "



وضعت يدها اليمنى على خدها المحمر ... والدموع قد اخذت تتطافر من محجري عينيها ... منكسة رأسها امام قوته وجبروته وتسلطه ... انتفضت للمرة الثانية بسبب صراخه الغاضب ... وهي تغمض عينيها بشدة ...

- قـــــــــــــولي ... الرجال اللي كان في بيتي ميييييييييين ...؟ - ارتفعت يده لتصفع خدها الايسر - ... مييييييييين ؟ ...

قالت وجسدها يرتعش من شدة الخوف ...

- قــسـ ... قسم بالــ ... بالله ... – شهقت بجزع – انا مدري عن ايش تتكلــ ...

صفعها للمرة الثالثة ... لم تعد تتحمل ... تشعر ان ساقيها لن يقويا على حملها ... فتهاوت على الارض ... وصوت بكائها اخذ يعلو ... شيئاً فشيئاً ... حتى تحول الى نحيب وهي تردد ...

- والله انا مدري ... عن اي شي ... مدررررري ...

قال بغضب وكفه يطبق على خصلات شعرها الطويل بقوة ... وهو يرفعها لتواجهه ...

- لابســــة هذا ... وهو طالع من البيت وفي هالوقـــــــــــــــت ... وتقولين انك ما تدريـــــــــن ... ماااا تدريييين ؟؟؟

هنا ... وبعد هذه الاتهامات ... بعد هذا التلفيق ... جاء دورها لتصرخ ... تصرخ دفاعاً عن شرفها وسمعتها ...

- لبستـــــــــــــــه لك ... لبسته لك وربي اللي خلقني ... حراااام عليك تتهمني فشي انا ما سويته ...

دفعها بقوة نحو الخلف لتسقط على احد الكراسي المصفوفة خلفها ...

- بـــــــــس يا ×××× ... ولا كلمة ما ابي اسمعلك حس ... بنت ال ×××× ... ما ينفع الطيب معاك ...

- لا تســـــب اهلي ... هم اشرف منك ومــ ...

صفعة اخرى انهت جملتها ... بكت ... بكت بقوة ... لم يعد بيدها حيلة ... تشعر بعجزها ... نعم فهي الان عاجزة امام اتهاماته الباطلة ... عاجـــــــزة ... لا تقوى على الدفاع عن نفسها ... اغمضت عينيها بصدمة حين سمعت جملته الاخيرة ... جملته اللتي هدمت كل ما بنوه خلال فترة زواجهما ... انهـــــت كل احلامها ... وبنت لها طريق اخر نحو التعاسة الابــدية ...

- انــــــــــتي طـــــــــالـــــــــــــق ...

في حالة الغضب هذه ... حالة الغضب التي منعته عن التفكير بمنطقية ... واغلقت اذنيه عن سماع قسمها وتبريرها له ... واقفلت عينيه عن ما سيخلفه هذا الطلاق ... عليه ... وعليها ... وعلى اخريـــــن لم يعرفوا مآسي الدنيا بعد ... كان لا بد ان تسطر كلمات الخطيئة الاخيرة في صفحات روايتي ...



******

*

*

*

*

*

******



روايـــتي ستكون اهداء الى من ..



" فقد عزيزاً .. اعتمد عليه طوال الحياة "



" فقد شيئاً بغير ذنب .. لتصبح اصابع الاتهام موجهة ضده "



" خسر مصدر عيشه .. لصالح اناس كان من المفترض ان يكونوا هم الزاد له "



" رأى عزيزاً عليه يتلوى من شدة الالم امامه .. ولم يستطع ان يحرك ساكن من اجله "



" انطلت عليه خدعة .. جعلته يبُعد احبابه عنه قسراً "



" انغرس في ظهره سكين حاد .. أودى بحياة مستقبله ومستقبل من يحب "



" أفلت زمام الامور .. واخذ غضبه يحركه يميناً ويساراً بلا مقاومة منه "





.. الكاتبة ..

.. صمت اللهيب .. ))

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
قديم 20-09-11, 09:40 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




تم التعديل ..
ويعطيك الف عافية عالنقل المميز ..
سمعت بهالرواية ومدحوها لي كثير ^^ ..

لي عودة بعد ما اقراها للتعليق ..


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫  
قديم 24-09-11, 11:50 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165538
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أكرهك عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أكرهك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أكرهك المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

/4/















الرياض

مستشفى ال ****** الخاص

8:17 صباحاً





توقفت السيارة امام البوابة الرئيسية للمشفى .. همت بفتح الباب الجانبي .. لكن صوت اخيها الهادئ أجبرها على العدول عن قرارها ..



- نـــــدى .. انتي بتبقين لابسة اللثمة بس ؟؟ ..



ابتسمت بهدوء .. وهي ترد عليه بثقة .. : ايـــه ..



قال بشئ من التذمر .. : وما تقدرين تلبسين الخمار ؟؟ ..



اجابته بسرعة .. : ما اقدر يا خالد .. لأني ما بشوف .. طبيعة الشغل هنا يجبرني اني اكشف عن عيوني ..



زفر بغضب .. ثم اشار بيده نحو الباب .. بما معناه " ترجلي " .. فتحت الباب .. وخرجت بهدوء رغم تعكر صفو صباحها .. اغلقت باب السيارة بعد ان قالت .. : الله معك ..



بقيت واقفة لمدة لا تزيد عن الدقيقة .. وهي تتابع حركة السيارة التي أقلتها .. ثم سارت بخطا شبه مهرولة .. وهي تحمل بيدها اليمنى .. الرداء الابيض الخاص بالاطباء .. لوحت بالبطاقة التي تحملها في يدها الاخرى امام اعين احدى موظفات الاستقبال .. والتي بدورها حركت رأسها بتحية بسيطة .. للطبيبة الجديدة ..



دخلت حُجرة استراحة الطبيبات .. خلعت عباءتها لتكشف عن - تنورة – طويلة و سوداء اللون .. وكنزة ذات لون رمادي .. وارتدت فوقهم رداءها الابيض الفضفاض .. دون ان تخفي الحذاء الرياضي ذو اللون الابيض .. ثبتت بطاقة اسمها على صدر ثوبها الايسر .. وضعت السماعة الخاصة بفحص المرضى بجيبها الايمن .. ثم ثبتت قلماً ازرق اللون على حافة الرداء الابيض الخاص بالكادر الطبي .. واخيراً ثبتت حجابها و – لثمتها - .. وخرجت متوجهة نحو قسم الطوارئ ..



القت التحية الصباحية على بعض الممرضات .. ثم جلست على احد المقاعد القريبة .. يبدو بأن صباحهم سيكون هادئ جداً مقارنة بصباحات الايام الماضية .. قفزت الى مخيلتها صورة والدها حينما تجاوزها هنا في المشفى قبل بضعة ايام .. وعادت موجة الوجع لتغلفها مرة اخرى .. حزينة هي الساعات التي تقضيها في المنزل .. وتأتي الى هنا ليزداد وجعها برؤية ذلك الرجل الذي كان في يوم من الايام محباً لها .. وشعورها بالتعاسة يتفاقم مع مضي الايام .. فهي تهرب من تجاهلهم لها ضمن اسوار المنزل .. وتدفن نفسها هنا .. ليأتي التجاهل متبختراً ومتفاخراً بتتبعه لها .. وما سيزيد جراحها هو اجتماع العائلة اليوم في منزل جدتها .. تنهدت بصوت مسموع .. وهي ترى عدة رجال قد جلبوا فتى لا يتجاوز عمره ال 18 عاماً .. وهو يتلوى بألم ..



تقدمت منهم شبه راكضة .. وهي ترى احد افراد الكادر الطبي .. والذي انضمت له مؤخراً .. يتقدم بسرعة ويجري فحصاً سريرياً سريعاً .. ويحاور المريض بصوت لم يصل الى مسامعها .. ضغط على الجهة اليمنى من اسفل بطن المريض بخفة .. ليصرخ الاخير بألم .. اغمضت عينيها بخوف .. وتراجعت عدة خطوات .. حتى ارتفع صوت الطبيب .. : احتمال التهاب حاد للزائدة .. – نظر لإحدى الممرضات - .. سوي تحليل للدم والبول بسرعة .. – نظر اليها وهي مشدوهة بسبب سرعة الموقف والحركة المحيطة حولها - .. د. ندى .. اطلبي من د. حسام يجهز غرفة السونار ..



لم تستوعب ما طُلب منها .. بل بقيت ساكنة وبصرها معلق بذلك الفتى الذي يتلوى بوجع .. صرخ الطبيب مرة اخرى بغضب .. : تحركـــــي ..



ركضت باتجاه حُجرة التصوير بالاشعة فوق الصوتية .. وتم تجهيز غرفة العمليات بعد التأكد من الحالة المرضية للفتى ..



- د. ندى .. تعالي ساعديني ..



نظرت لوجه د. بدر بوجل .. : هااا ؟؟ ..



رد عليها وهو يتوجه نحو حجرة التعقيم .. بشئ من السخرية .. : خــايفة ؟؟؟ ..



قالت بتلعثم .. : لا .. ابد ..



هرولت خلفه .. وارتدت الملابس الخضراء الخاصة بالعمليات الجراحية .. خلعت – لثمتها - .. واستبدلتها بـ " كمامة " .. عقمت يديها .. ودخلت اول عملية جراحية مباشرة .. في حياتها .. حيث ستعمل بكل ما فيها لانقاذ حياة شخص ما ..

*

*

*

تسير بخطا بطيئة متمهلة بعد اتمام العملية بنجاح .. ولكن رغم سهولتها .. ورغم مشاركتها البسيطة .. إلا انها تشعر بالفخر والاعتزاز بنفسها .. لا تعلم لما راودها هذا الشعور .. كل ما تعرفه .. انها اصبحت جزءاً حقيقياً من عالم واسع .. عالم لا يدخله سوى المصابون .. ابتسمت بارتياح بالغ ..



ارتفع حاجبها بملل من المشهد اليومي المتكرر .. اما والدها .. او عمها .. يدخلان ويخرجان من تلك الحُجرة .. واليوم على ما يبدو .. انه دور عمها في القدوم الى هنا .. ساقتها خطواتها نحو تلك الغرفة .. من هناك يا ترى ؟ .. بالتأكيد انه احد اصدقائهم .. ولكن الغريب بالامر .. لا احد يزور ساكن تلك الغرفة سواهما .. وصلت .. ودخلت بدون استئذان .. بحجة انها " طبيبة " .. القت نظرة سريعة على محتويات الغرفة .. : السلام عليكم ..



اجابها ذلك المستلقي على الفراش .. بهدوء .. : وعليكم السلام ..



تقدمت عدة خطوات .. واخذت الملف الخاص بحالته .. والمعلق على الطرف السفلي للسرير ..



قال بنبرة خافتة .. : وين د. عمر ؟؟؟ ..



اتسعت عيناها بذهول .. " سرطان في الدماغ " .. يا للهول .. بالتأكيد انه في حالة يرثى لها ..



ارتفعت نبرة صوته .. : ما سمعتـي ؟؟؟ ..



وضعت الملف في مكانه .. ولا تعلم كيف استطاعت صياغة الكذبة بسرعة كافية .. : آآآ .. إلا .. بس د. عمر .. مشغول ..



ارجع رأسه للخلف .. وقال بشك .. : اممممممم .. انتي بنت عبدالرحمن .. صح كلامي ؟؟



تلفتت حولها ببطئ .. مستغربة معرفته بها شخصياً .. لم تلبث الا ثواني معدودة حتى تبادر لذهنها وجود البطاقة التعريفية معلقة على صدر ثوبها .. : آآآ .. ايــه ..



ابتسم .. : انتي اللي نزلتي راس ابوك فالارض ..



ارتفع صوتها في محاولة لثنيه عن التنكيل بشرفها .. : لو سمحت لا تتجاوز ..



قال ببرود .. : ماني متجاوز عليك .. انا اقول الصدق ..



رتبت – لثمتها - .. : ابوي راسه فوق .. وبيظل مرفوع ..



اغمض عينيه بتعب .. : يمكن ..



انتفضت حواسها .. حينما حاولت ربط كلامه عن والدها بهذه الطريقة .. مع استمرارية وجود الاخير هنا .. : ليش ابوي وعمي يتواجدون هنا يوميا ؟؟



ما زال مغمضاً عينيه .. : عندهم شي يبغون ياخذونه مني ..



اعتراها الفضول .. : اللي هو ؟؟ ..



قال بنحول .. : اسألي ابوك .. او الافضل تسألين عمك .. لكن الشي الاكيد ان اللي سويتيه لهم كان عقاب واضح من رب العالمين ..



عقدت حاجبيها بعدم فهم .. : ايـش ؟؟ ..



اكمل كلامه غير مبالياً .. : لانهم ما كانوا مع الحق ..



ارتفع صوتها .. : انت ايش تقول ؟؟ ..



ابتسم .. وفتح عينيه ببطئ .. : تفضلي اطلعي برا .. لاني تعبان ..



زفرت بضيق .. خرجت من الحجرة .. وعلامات الغضب مرتسمة على ملامحها .. لقد فعلت شيئاً عظيماً في حق والدها .. شيئاً لم يستطع الاخرون نسيانه .. حتى وبعد مضي ثلاث سنوات .. انها نادمة وحزينة .. لكن .. بذات الوقت .. انها فخورة بما انجزت .. كيف لهذا ان يحدث ؟ .. لا تعلم ..





******





الرياض

بيت " ابو محمد "

10:30 صباحاً





تنظر الى السقف بشرود .. وهي ما زالت متمددة على فراشها .. استيقظت منذ هنيهة .. ولكنها تريد العودة لعالم احلامها .. لا تود البقاء على ارض الواقع .. تريد ان تفقد وعيها في غمرة الوجوه المبهمة التي تطوف عليها اثناء نومها .. كم هو مؤلم .. شعورها .. حينما تستيقظ صباحاً .. وتعلم انها لن تراه اليوم .. كم هو مُدمي لعروقها .. حينما تمر الساعات تلو بعضها .. وهي لم تسمع عزف نبرة صوته .. وما يجعلها عاجزة فعلاً .. هو عدم قدرتها على البكاء بعد الان .. هل جفت غددها الدمعية ؟ .. هل أُغلقت منافذها ؟ .. أم .. هل نست شقيقها بالفعل ؟ .. كـلا .. لم تنساه .. لكنها وببساطة .. تتناسى غيابه .. تتناسى رحيله .. وبالاصح .. تتناسى موتــه ..



- نجــود ..



أغمضت عينيها .. لا تريد الاستيقاظ .. ورؤية وجه والدتها الشاحب .. لا تريد سماع أي صوت .. سوى صوته .. صوته الذي حاولت .. وما زالت تحاول .. الحفاظ عليه .. ضمن لفائف دماغها .. فُتحت باب الغرفة .. واقترب صوت والدتها ..



- نجــود .. نجود .. اصحــي ..



رفعت رأسها ببطئ .. لا جدوى من اصطناع النوم .. لا جدوى من الهرب .. ولا جدوى من الحزن .. فمن غادر اسوار هذا المنزل .. ورحل مرتدياً البياض .. لــن يعود .. : نعـم يماا ..



اجابتها الاخرى بنحول .. : قومي اجلسي معاي ..



هبت واقفة .. وهمت بترتيب الفراش .. : ان شالله ..



انهت ترتيب الحجرة .. ورفعت شعرها على هيئة ذيل الفرس .. دخلت دورة المياه .. بللت وجهها .. ثم خرجت لتجلس بجوار والدتها في الغرفة الاخرى .. غرفة المعيشة المتواضعة ..



قالت ام محمد بحنان .. : ليه ما فطرتي ؟؟ ..



تشعر بالضيق .. فلا يوجد في دواخلها رغبة لتناول الطعام .. : ما ودي ..



مسحت على ظهر ابنتها برفق .. : ما بيتغير شي وانا امك ..



متعجبة هي .. من تكيف والدتها السريع .. : ادري ..



زفرت بهدوء .. : تعرفين .. انا لما كنت فعمر هند ونجد .. توفى ابوي .. بقيت مع امي في بيت خالي .. الى ان كبرت وصار عمري 15 سنة .. يومها ..



نظرت لوالدتها التي سكتت فجأة .. وعينيها قد بدأت بالغرق في بحيرة من الدموع ..



تريد ان تخفف وجع ابنتها .. : يومها .. توفت امي .. وبقيت لوحدي مع خالي وحرمته .. وعيالهم .. صحيح انهم ما قصروا معاي .. بس انا كنت مستسلمة للحزن .. بقيت اعيش معاهم في خيالي .. وبنفس الوقت اشوف الدنيا حولي تمشي .. ولا كأنه في شخص ترك الحياة ..



قالت برجاء .. بعد ان رأت دموع والدتها المنسكبة .. : يماا خلاص ..



لكنها استمرت بسرد الحكاية .. : الى ان جا ابوك وخطبني .. وقتها كنت رافضة .. وشلون افرح .. وابوي وامي تحت الثرى .. لكن خالي خاف .. – ابتسمت بخجل - .. خاف لا اكون جنيت .. فوافق بدون لا ياخذ رايي .. وتزوجت ابوك .. وطلعت من حزني .. لكن ما نسيتهم .. ابد .. فرحت لما انولد محمد .. وبعده انولدتي .. وفرحت اكثر لما انولدوا هند ونجد .. ولما توفى ابوك .. طلعت الدنيا من عيني .. ما كان ودي اعيش .. لكن وجودكم عطاني القوة .. والحين لما راح محمد .. وجودك انتي وخواتك .. بيصبرني ..



مسحت الدموع المنسابة بحرية .. وقلبها ما زال يومض بحنين دفاق .. شوقاً لأخيها ..



نظرت لإبنتها بحب .. رغم الدموع التي حجبت عنها الرؤيا : وانتي بعد .. اصبري .. بنلقاه في الجنة ان شالله ..



ارتمت بحضن والدتها .. وبكت .. كلتاهما مشتاقتان له .. لكن ما باليد حيلة ..



مسحت على شعرها .. : انا ما قلت الكلام هذا عشان نبكي .. انا باعتمد عليك بعد الله يا نجود ..



رفعت نفسها .. ونظرت لعينا والدتها .. : طيب ؟ ..



نظرت الى الامام بحيرة .. مما ستقول .. : تعرفين ان محمد الله يرحمه كان يشتغل ليل ونهار عشان يجيب لنا اللي نبغيه ..



حركت رأسها بإيجاب .. مؤيدة لكلام الاخرى ..



اكملت حديثها .. : واللحين .. مافي احد بيقدر يسندنا غيرك ..



فتحت فمها بذهول .. : هاا ؟ ..



ابتسمت والدتها مطمئنة .. : انتي كبيرة .. وفاهمة .. عشان كذا انا متأكدة انك بتكونين قد المسؤولية اللي بعطيكياها ..



اعتدلت بطريقة جلوسها .. : ايش يعني .. ؟



تحدثت بخفوت .. : كلمت ام عبدالله .. عشان تقول لولدها انه يخليك تشتغلين فشركتهم في مكان محمد ..



هبت واقفة بغضب .. : يماا .. ايش هالكلام ؟ ..



تعلق بصرها بتلك الغاضبة .. : نجود انتي تعرفين .. حنا مالنا احد بعد محمد ..



صرخت بتأييد .. : ايـه ادري .. وعشان كذا انا كنت بدور على وظيفة تناسبني ..



حاولت تهدأتها .. : طيب .. وهذي فرصتك ..



انها مستعدة لاحتمال اي شئ .. عدا الذل .. : بس ما كان في داعي .. انك تطلبين هذا الشي من ام عبدالله .. يما حنا مبحاجة شفقة منهم ..



ارتفعت نبرة صوتها .. : كيف ماله داعي .. انتي ما كملتي تعليمك .. مين بيرضى يشغلك معاه ؟؟ .. – بدأت دموعها تسقط مرة اخرى - .. مين ؟؟ ..



بكت هي الاخرى .. : بشتغل اي شي .. حتى لو اشتغلت منظفة .. لكن ما ابي اي شخص يدري بحالتنا ويتصدق علينا من ماله ..



انها تعترف بذلك .. انهم بحاجة لهذه الصدقات .. : حتى لو لقيتي وظيفة ثانية .. تظنين انا برضى وبكون مطمنة عليك .. ما اقدر اتركك تشتغلين مع ناس اغراب .. على الاقل عبدالله صديق محمد .. وبيحسبك مثل اخته ..



جلست امام والدتها بيأس .. : طيـب خلاص .. لا تبكين .. لو وافقوا علي بروح واسد مكان محمد .. لا تبكين ..



مسحت دموعها بطرف حجابها .. : انا ادري اني ضغطت عليك .. بس انا مالي احد اعتمد عليه غيرك ..



قبلت رأس والدتها .. : اللي تبيه يصير .. وحقك علي ..



تشعر بالندم .. لمجرد معرفتها برفض ابنتها للموضوع .. لكنها مجبرة .. مجبرة على فعل هذا ..



نهضت ببرود .. : انا بروح المطبخ ..



خرجت قبل ان تسمع رد والدتها .. وتوجهت نحو دورة المياه اولا .. لتُخرج تلك الدموع الجديدة .. اصعب شعور قد يمر على الانسان .. هو شعوره بالذل .. يصعب عليها ان ترى الشفقة بنظرات الاخرين .. حتى ولو استحقتها بالفعل .. لا تريد تلك الصدقات منهم .. لا تريد من يربت على كتفها في محاولة لتخفيف مصابها .. لقد كرهت هذه الحاجة .. كرهت هذا الفقر .. الذي صاحبهم منذ الطفولة .. استغفرت ربها .. وهمت بصنع الغداء ..





******





الرياض

مخفر الشرطة

11:35 صباحاً





يمشي بخطوات ثابتة .. وعينيه تجول بوجوه من حوله .. عناصر شرطة .. رجال بانتظار ابنائهم المتهمين .. مجرمين مكبلين بالاصفاد .. دعى في سره بـ " يا رب ابعدنا عن المشاكل " .. سأل احد الرجال عن مكان المحقق " هادي السالم " .. ليدله على احد الابواب الخشبية والتي نُحت عليها اسم ذلك الرجل .. والذي . كما يقال .. مسؤول عن التحقيق في جريمة قتل صاحبه .. طرق الباب مرتين .. ثم دخل بعد ان سُمح له .. : السلام عليكم ..



اجابه الاخر .. برسمية تامة .. : وعليكم السلام ..



قال الاول محاولا التعريف بإسمه .. : انـا عبدالله العالي .. اتصلت فيك قبل يومين ..



لاح شبح ابتسامة على وجه الاخر .. : يا هلا فيك اخوي ..



جلس على احد المقاعد القريبة من مكتب المحقق .. : وفيك زود .. – سكت لثواني قليلة ثم ابتدأحديثه - .. انا جيت هنا عشان افهم مجرى التحقيق بقضية قتل محمد سلطان الماجد ..



عقد حاجبيه وقال بشئ من الشك .. : ايش هي صلة القرابة بينك وبين المجني عليه ؟ ..



اجابه بتلعثم .. : آآآ .. انا ولد خــالــ .. – قطع جملته .. فما فائدة الكذب - .. انا صاحبه .. من زمان ..



ارتفع حاجبه الايسر .. باستنكار .. : وحتى لو كنت صاحبه .. ايش يخليني اعطيك معلومات عن سير التحقيق ؟ .. وبعدين .. المفروض يجي واحد من اهله .. ابوه .. اخوه .. عمــ ..



قاطعه عبدالله بضيق .. وهو يضع بطاقة هويته امام المحقق .. : هنا المشكلة .. ما في احد غير امه المريضة وخواته الصغار .. وانا صاحبه من سنين .. عشان كذا انا بقوم مقام اخوه ..



أُعجب برده .. وتصرفه : طيب اخوي .. كل اللي اقدر اقوله لك .. حنا لحد الحين ما عندنا اي دليل ..



تنهد بصوت مسموع .. : طيب كيف عرفتوا بالاعتداء عليه يوم الحادث ؟ ..



استند بكوعيه على المكتب .. : جاءنا اتصال من المستشفى اللي استقبلته يوم الحادث .. وأكدوا لنا بان اللي صار في محمد هو محاولة قتل ..



قال الاخر بنفاذ صبر .. : قصدي المستشفى كيف عرفوا بوجود مصاب .. في الكافيه الموجود بالمنطقة البعيدة عنهم ؟ ..



ابتسم .. : تعرف ان اسألتك هذي بتخليك ضمن دائرة المشتبه فيهم ..



حرك رأسه بعلامة الايجاب .. : ما عليه .. المهم اعرف الموضوع ..



رجع الى الخلف باسترخاء .. : اتصل فيهم رجال .. وطلب منهم الحضور للكافيه .. يعني قال لهم انها حالة طارئة ..



عبدالله .. بسرعة .. : طيب وما تتبعتوا الاتصال ..



المحقق .. : ايـه طبعا .. لكن ما في فائدة .. لان الرقم اللي اتصل منه كان رقم تلفون ارضي .. لبقالة ..



اجابه .. بخيبة امل .. : وطبعا صاحب البقالة ما قدر يميز الرجال ..



حرك رأسه بايجاب ..



عبدالله بشرود .. : طيب وبعدين ..؟ .. ما في طريقة تقدرون تعرفون المجرم فيها ..؟؟؟ ..



المحقق .. : اغلب القضايا اللي مثل هذي .. تُسجل ضد مجهول .. وتُغلق ..



عبدالله وهو ينهض .. : طيب اخوي .. تعبتك معاي .. – اخرج من جيب ثوبه بطاقة تحمل رقم هاتفه - .. لكن لو صار اي تغيير .. اتمنى انك تتصل علي .. وتبلغني ..



اخذ البطاقة .. وارجع له بطاقة هويته .. : ان شالله ..



ساق خطاه نحو مكان سيارته .. وهو شارد الذهن .. هل فعلا سيبقى قاتله طليقاً ؟ .. كيف لهذا ان يحدث ؟ .. لا بد من ايجاد ذلك الوغد .. ماذا سيقول لوالدته ؟ .. " عُذرا .. ولكن دماء ابنك ذهبت سدى " .. يا لهذا العبئ الثقيل .. ليست له جرأة على اخبارها ..



استوى جالساً خلف المقود .. وصورة تلك الصغيرة تلوح امام عينيه .. صراخها .. وبكائها .. كان من الصعب عليه رؤيتها بذلك المنظر .. يشعر بالشفقة على حالهم .. فابواب الحياة موصدة بوجههم في كل مكان .. ليت الامر بيده .. لقد وافق الجميع على وجودها ضمن موظفي الشركة .. لكنه ما زال رافضاً للفكرة .. يستطيع ان يخصص مرتباً ثابتاً لهم .. دون عملها .. لكنها بالتأكيد ستقتله .. ان فكر .. مجرد تفكير .. باعطائهم المال كصدقة ..



أدار محرك السيارة .. وانطلق نحو منزلهم .. سيجتمع الجميع اليوم .. سيتحتم عليه رؤية ابنة اخيه الاكبر المنفية .. وسيحاول فهم سبب توتر حالة اخيه الثاني منذ فترة ليست بقصيرة .. وبالتأكيد سيحاول ان يرضى بفكرة عمل تلك الفتاة في شركتهم ..





******








يتبــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور أكرهك  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم العام للروايات, الكاتبة صمت اللهيب, اقسام الروايات, روايات صمت اللهيب, روايات كاملة, رواية مميزة, رواية الخطايا, رواية الخطايا السبع, رواية الخطايا السبع كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:09 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية