كاتب الموضوع :
القشراء
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
اشكر كل من تفاعل معي ولو كان لا يزال خلف الكواليس واعتذر عن تاخري ولكن لكل الناس ضروفهم وعندما حددت اوقات التنزيل كنت اضن باني ساتمكن من الوفاء بالوعد ولكن يؤسفني اني لن اقدر على الك لذلك انا بنفسي لا اعرف موعد نزول البارتات القادمه ولكن ساحاول ان لا اكون قشرااااااء معكم وانزل بفترات متقاربه وساحاول ان انزل في كل اسبوع بارت ولو كان قصيرا
احببت ان اوضح امرا في بداية الروايه ذكرت انها حدثت قبل 43 سنه
وعمر منيره الصغيره 8 سنوات
وناصر ومزنه اكملوا 15 سنه من زواجهم
وكان عمر ناصر يوم زواجه 20
وزنه 10
اي انه في بداية الروايه يكوم عمره 35 وعمر مزنه 25
اللي حبيت اوضحه انه ناصر غير متعلم ففي ذالك الوقت لم تتواجد المدارس هو امي ولكنه بحكم عمله مع الاجانب واختلاطه وعلاقاته المحرمه تعلم لغتهم وتعلم اشياء اخرى ولكنه لم يتلقى تعليما اكاديميا فهو يعرف كيف يتحدث ولكنه لا يقراء ولا يكتب سواء بالعربي او الاجنبي
حبيت اقولكم على شيء اللهجه اللي اكتب فيها احاول اني اكتبها مثل ماكانوا يتكلمونها يعني لهجة اجدادنا ولاني ما عندي جدان من اي طرف فهي صعبه علي واتمنى تسامحوني لاني ما اتقنته زين
بس راح تتغير اللهجات مع تغير الشخصيات وظهور الابطال وتقدم الزمن
ديزي فيكتم...............
نورتي والعنوان اللي اقترحتيه احسه انسب من اللي حطيتهم وانشالله اذا خلصت الروايه وما جاني اسم انسب راح يكون عنوان روايتي مع جزيل الشكر............
فتكون الروايه بالشكل التالي............
كتابة العنوان ديزي فيكتم
كتابة الروايه القشراء
(لا تحاسبني على غلطة ابوي)
اشكر تفاعلك
الفصل الثاني الجزء الاول.............
يرفع راسه الى مزنه ...ويهتف بثقة وحزم ...
ناصر:يالله اركبوا توكلنا على الله ...
تدخل السياره المتأرجحه بفعل الطريق الغير مستوي لتلك المنطقه الزراعيه....
كانت تنظر لزوجها مستغربه.... لما ترتسم هذه الابتسامه على وجهه كم هو غريب.... في حين توقعت منه الاسوء كل ما فعله هو رسم ابتسامة شقاوه واستمتاع على وجهه....
تقرر تجاهل الامر في الوقت الحالي ....فمهما طال الوقت فالليل قريب.... وهو يعشق الليل.... خاصه اذا كان قد استمر طوال نهاره باتخطيط لليلة تعرف تماما انها لن تنساها....
ولكن السؤال الان هل ليلتي ستكون حمراء؟ او سوداء؟
يارب رحمتك.....
كل هذا علشانتس بترجعين للديره غريبه احسبس تتصيرين متشفقتن عليهم مع انتس ماشفتيهم من كنت بنت ام عشر سنين ...
تنظر اليه بغيض مكتوم... قهر من نبرة السخريه بكلامه لم تنتبه الى يارب وهي تتعدى حدود شفتيها لتصل الى عمق اذنه وهي تهزه وتشعل بداخله مشاعر القلق والخوف....
انها لاتعلم حتى الان ....لا تعلم ....لتنطفئ ابتسامته تلك وتتحول الى الجمود....
هل يمكن ان يحدث ما اخشاه؟ تتحرك عينيه باتجاهها متبعه خظا مستقيم افقيا من الطريق الى قمت راسها لينزل لعينها لبرهه وهو يسترق النظر لها....
يراها وهي تمسك العباءه من فوق ركبتيها وهي تضغط عليها... لتكبر مساحات القلق التي اخذت تستحوذ على قلبه
لايمكن... كيف ستعرف؟ هل يعقل؟ لا... لا... لن اسمح بذالك مطلقا... هي لي ولن تفكر بان تكون لغيري... لن تجرئ ...لن اسمح لاحد غيري بان يكون بتفكيرها... هذا ما ينقصني ان تفكر بغيري ....ساقتلها اقسم بذالك....
تشتد اسنانه على شفتيه لا يمكنه ان يتخيل الامر... لا يمكن ان يسمح بهذا... العوده الى هذه القريه الزراعيه.... تعني عودة ماضي لم تعرف عنه قط.... لا تعرف كيف مات والداها ...لاتعرف السبب الذي ماتا لاجله.... لا تعرف ماالذي حل بما بقي لها من عائلتها ....
هو ليس خائف....
مطلقا غير خائف....
يعرف بانه يحكم قبضته على قلبها ....
ولكن القلق الذي يستحوذ عليه لا يقدر ان يحكمه...
لا يمكن ...ان علمت ان سبب موت والديها هو رغبتهم بالقدوم لزيارتها بعد ان رفض رفضا قاطعا ان يعود بها معللا ذالك بانه مشغول....
ورغم انها جزء من الحقيقه الا ان السبب الحقيقي هو وجود ذالك الاخ....
فهو يعرف تماما عشقه لها....وكان واثقا من تاثيره الكبير الذي يوازي السحر بمفعوله على والدي زوجته... وقد ربط رغبت والدها لرؤية ابنته بمعرفة خفايا زواجه من قبل اخيه ...
فهو لم يعلم بقدومه الا بعد مضي ثلاثة ايام قضاها بالعسل مع احدى الشقراوات في منزلها ولم يعد مطلقا الى منزله بل لم يبرر لمزنة الطفله شيء وهو يمسكها مع يدها وياخذها الى منزل جارتهم العجوز باتريشيا ....
وتللك الجاره لم تهتم بالسؤال فعاداتهم تختلف كل الاختلاف عن عاداتنا... وهي لاتهتم مطلقا اذ ان وجود الصغيره يعوضها فقدان ابنائها... بسبب انشغالهم الدائم عن زيارتها في احدى بلدان العالم الثالث كما يقولون... ولكن من كان يفهم ما يحدث هي ..
....(فتو)....
تلك الحبشيه المقيمه من بقايا الحجاج كما يقال.... كانت تلاحظ كل شيء ولم تتوانى بنقل الصوره كامله الى اخيه الاصغر...ولم تكن تلك الصوره خاليه من تعريف الزواج بمنظورها... ليعلم انها لم تمس بعد... ليستيقظ لديه امل ما بان تكون ارادة رب العالمين ان تعود اليه عذراء لم تكتب لسواه ......
ظغط على يديه الممسكه بالمقود وهو يفركها قليلا الى الامام لا يصدق بانه قضى ثلاثة ايام معها....
يلاعبها ....
ويضحكها.....
ربما امسك بشعرها كما يفعل عندما لايطيق صبرا عنها.....
وربما قرص خدهها....
او قد يكون وضع سبابته على شفتيها ليسكت ضحكة شقيه خرجت رغما عنها....
لينحرف بقوه في الطريق اثر منحى امامه وتنزلق مزنه من مكانها لتسقط في حظنه... فينفضها بغضب وقرف العالم كله ....
ناصر:عما الله يعمي العدو ماتشوفييييين يالبايهه... ليرفع يده اليمين ويضرب الهواء بجوارها وهو يقول...
ناصر: قسما بالله اني لا اصكتس كف يديرهامتس ..خلنا ناصل بس ...
ليندم بسرعه على ما قال وهو يتمتم... استغفر الله العظيم... ليجدد سببا اخر يغضبه....
لما لا تدافع عن نفسها... لما لم تقل بانه خطئوه هو... فهو من باغتها بالتفافته السريعه...
ليطلق تنهيدة استسلام...
فهي لن تنطق... لن تنطق...
يكفي احلاما ...يجبب ان يركز الان على شيئ واحد....
.... الاخ العاشق....
رغم انه قد تزوج ورزق من الابناء والبنات... ولكنه يظن ان حبا كحب ذالك الاخ لا يمكن ان يكون لفتره... بل سيستمر العمر كله....
.... يظن ذلك...
وكم من مرة ظن وخاب ظنه... فهو لا يعلم ان ابنت عمتهم قد استولت على قلب اخيه منذ سنين مضت... وقد حاول هذا الاخ ان يصفي الاجواء بينهم... بعد اخر لقائين... وفي كلا اللقائين احتد الشجار بينهم لحد الضرب...
فكلاهما لا يرضى ...
الاول لا يرضى على محبوبته ان تكون لغيره حتى لو كان اخيه....
والاخر يرفض التنازل عنها عنادا لهذا الطفل الذي وقف في وجهه....
ورغم قدوم اخيه الاصغر مره اخرى لمنزله المطل على الشاطئ... مصاحبا زوجته التي اصبحت كل حياته... وكانت السبب الاول والاخير في قدومه الى هذا المتعجرف ليطلب السماح... ويوضح انه لا يريد قطع الارحام... وان ماحدث بالماضي ماهو الا طيش شباب... والان يعتبر مزنه كاخت له... واهتمامه بها هو محض واجب عليه ...
لااكثر... ولا اقل...
ولكن هيهات ان يفهم ناصر بلغت العاقلين ....
هيهات ان يبدل رايه ويغير موقفه بسهوله....
لذلك اكتفى بقوله ...
... يصير خير....
وعندها رد عليه اخيه خليفه: يعني خلاص ما بيننا شيء ياخوي....طاح الحطب....
ليهتف ناصر بسخريه: يجيب الله مطر...
يعرف تماما قيمة ما يملك... يعرف تماما من هي... وما صفتها...
جوهره
ماسه
دانه
وربما كلها مجتمعه يعرف هذا تماما ...لاكن يستحيل ان يعترف لها... لن يخبرها قدر نفسها حتى لا تخرج من سيطرته ....فطالما انها تشعر بضئالتها فستبقى معي.... ولي وحدي ....لي انا ...لن اسمح لها بالخروج عن قوقعتي.... تريد ان تعود لترى عائلتها....
ليكن لها ماتريد... لترى انه لم يتبقى لها سواي... وان الجميع قد نسوها...
تتعدى السياره منطقة المزارع المحاوطه لبيوت السكان ...وهاهو يدخل ازقة القريه... ليرى علامات التعجب على كل من تقع عينيه على صندوقه الحديدي المتحرك...
فهناك مجموعة من الصبيان بثيابهم المصفره القصيره يلعبون سويا... فيلمح احد الصبيه الجالسين كومة الحديد تلك فيقف مستغربا... ويتبعه البقيه كرد فعل طبيعي... ليروا ماالذي شد انتباه صديقهم ...
ويتبعهم مجموعه من كبار السن الذين كانوا في المقهى المقابل لمكان لعب احفادهم... ليروا ماالذي شد انتباه الصبيان لاول الشارع...
فتتسلط انظارهم على السياره المتحركه وهي تتعداهم ....
وتمر ببعض النسوه الاتي كانوا يسيرون بجوار جدران البيوت.... وما ان لمحوا هذه المركبه الغريبه حتى الصقوا ضهورهم بجدران البيوت... لتتحرك رقابهم مع مرور السياره ....
ويتبعوها النظر الى ان توقفت امام منزل ذلك الشيخ او ما كان شيخا.... واصبح الان ممن يطلب لهم الرحمه....
نزل ناصر من سيارته وهو ينظر لهم بابتسامه ترضي غروره...
تقدم بخطوات واثقه ليطرق على الباب الخشبي وهو يرى مزنه تنزل وتنزل معها منيره ممسكه بيد امها... وكل واحده منهما تمسك بالاخرى بكل قوتها محاوله نقل احساسها المتوتر للاخرى... لتزداد دقات قلبيهما وهما يريان الباب الذي فتح....
ليظهر من خلفه خليفه لتتسع ابتسامة مزنه من تحت الغطاء...
اما منيره فبقيت على خوفها ممسكه بعبائة والدتها...
نظر اليها كيف استرخت عندما فتح الباب... ليلتفت الى الوراء ويرى شيقيقه يبتسم لها.... وعندما نظر له ازدادت ابتسامته...
وزفر بقوه وهو يقول بتعب
خليفه: ناصر هذا انت ياخوي...؟ وينك ياخوي؟.... وينك ....؟......توقعت تاصل قبل هالوقت.... ليش تاخرت....؟
يندفع اليه خليفه ويضمه ويقلب مع ضمه له مكانهما ...فاصبح كل واحد منهما يقف مكان الاخر... ويربت على ضهره... ليبتعد عنه ويرمقه بنظرات الشوق ....
بمقابل البرود الصقيعي الذي قابله به ناصر...
ينظر اليها من فوق كتف خليفه ليرى الامر بوضوح..........
يشعر بالغيض ....الكثير من الغيض.... وهو يرى كيف ترتجف قدمها بلهفه...
لا يعلم انها متلهفه لزوجة اخيه....
يغمض عينيه بصمت بارد... وهو يقول لاخيه ...
ناصر: وراكم صار شين جديد... انا اول ما وصلن مرض الوالد جيت... هو وينه... جيت علشان اسلم عليه واشوفه...
لتشد انتباهه نظره الحزن والالم التي اعتلت وجه خليفه... فيعقد حاجبيه وهو يقول بحذر
ناصر: خليفه ابوي وينه... ابسلم عليه ...خذلي درب...
ليزيح خليفه وجهه وهو يقول :ابوي يطلبك الحل ...الله يرحمه ويغفرله...
لتعتلي نظرات الصدمه وجه ناصر... وبعدها بلحظات حرك عينيه الى مزنه التي التقطت اذنيها ما قاله خليفه...
لتتقدم خطوه ...وانفاسها مخطوفه...
تعلم جيدا نوع العلاقه التي تجمع زوجها بابيه ...وتعلم مدى التوتر بينهما ...منذ اخر زياره لمنزلهما ...منذ سنوات مضت...
ولكنها كذالك متاكده بانه شعور قاسي....
ان يموت والدك دون ان تراه...
وتودعه...
دون ان تطمئن ان كان راضيا عليك ام لا....
دون ان ترى مالذي فعله الزمن بوجهه من طول غيابك عنه...
هل حفرت خطوط جديده غير تلك التي يعرفها؟
اصبح قلبها ينبض بقوه وسرعه وصوت مسموع وهي ترى النظره التي وجهها ناصر لها... وكانه يقول...
الان فقط فهمت ....
لقد عرفت...
اذاقتني الحياة مااذاقتك...
لقد فقدته ... لقد ذهب ...
هل مااشعر به الان عقابي من الله على ما فعلته بك... منعتك من رؤية والديك ليموتى سويا دون ان تتمكني من توديعهما...
هل ما اشعر به الان ويكاد يعتصر قلبي هو ما شعرتي به؟
هل هذا ما حدث لك؟
يحرك نظره عائدا الى اخيه وهو يسئله بصوت مبحوح...
ناصر: من متى ؟
خليفه: له اسبوع هالحين...
لتفتح عينيه... لا يصدق
ويهتف ناصر : خلص العزاء ...خلص عزاء ابوي... انا اكبر عياله ما حضرته ...ما غسلته...
ليعلي صوته بجزع ....
ما غسلته ..ولا كفنته.. ولا صليت عليه.. ولا.. ولا.. ولا....
ليمسكه خليفه مع كتفيه بصرامه يتخللها الشفقه: صل على النبي ياخوي... صل على النبي ...انا لله وانا اليه راجعون.... لا حول ولا قوة الا بالله... خلنا ندخل داخل....
ليلتفت الى مزنه ويقول خليفه: الاهل داخل.. تفضلوا..
لتهتف مزنه بصوت خافت تتخلله بعض الشهقات :عظم الله اجرك ..و احسن الله عزاك ..يابو ناصر...
ليجيبها خليفه باحترام: اجرنا واجرتس يام منيره... تفضلوا ام ناصر داخل...
لتتقدم وهو يبتعد عن الباب لتدخل الى داخل المنزل...
كان ينظر اليهما وكانه ينظر الى مشهد مسرحي... ينظر اليه كيف يكلم زوجته ويطلبها ان تدخل...
كيف يحترمها...
كيف تحترمه...
لقد واسته قبله هو...
هو زوجها وواسة اخاه قبله هو...
هو من كان مع ابي باخر ايامه... هو من انطقه الشهادتين... هو من غسله ...هو من كفنه... صلى عليه... قام بعزائه ...
كانت افكاره تغوص به بسوداويه اشعرته بانه بحفره عميقه... لم يشعر باخيه الذي مل من محاولة جذب انتباهه... ليقوده الى المجلس... ويجلسه... ولا تزال افكاره تزداد سوداويه ...
دخلت مزنه للصاله النسائيه الداخليه لترى وجهها لطالما اشتاقت اليه ... لطالما امتدت صبرها منه... لقد كانت هي النور الذي بعث الامل بقلبها ذات يوم ...انها من غيرت لها حياتها... من جعل لحياتها حياتان...
احداها سريه ...
والاخرى واضحه ...
اجتمعت الدموع بعيني مزنه وهي ترى ...
مثلها الاعلى
امها الاخرى
لتنحني لصغيرتها المتشبثه بثيابها بشده وتهمس لها بخنقه: يمه منيره ...هذي سميتس يمه... روحي سلمي عليه... وحبي راسه...
لكن الصغيره الخائفه تهز راسها بشده رافضه مجرد التفكير بالامر... لتبتسم الام على جهل وخوف صغيرتها وترفع نفسها...
لترى تلك الغائبه ...
ترسل لها بلغة العيون بما معناه
( لقد اطلتي غيابك عني ....فانا لم اعرف أما سواك...اشتقت اليك .......فهل اشتقتي لي؟؟)
لتنطلق منيره (ام ناصر )وتحضنها وهي تقول: وش فيتس سبهتي يامزنه.. لاتقولين انتس ماعرفتين للحين ..والله لا اذبحتس..
لتضحك مزنه من بين بكائها بطريقه هستيريه ...وثم تعود للبكاء...
فما عادت للكلمات معنى ...وما عادت تطيق جهدا اكثر من هذا...
شعرت مزنه بالخدر بقدميها لتهمس لام ناصر: منووور رجليني مهيب شايلتن ..تكفين خلينا نقعد ..
ام ناصر بشهقه: بسم الله علييتس.. وتهتف باهتمام وخوف: تعالي.. تعالي..
فتتقدم معها مزنه وهي تبتسم.. كم اشتاقت اليها.. الى اهتمامها.. تشعر وكانها طفله تعود لاحضان امها..
تنظر لها وهي تتقدم بسرعتها المتهوره.. وبيدها كاس ماء.. وتتسع ابتسامتها وهي ترى كيف انها بكل خطوه تخطوها ينسكب الماء من الكاس.. يمينا ويسارا..
ام ناصر: سمي بالله ..وبلي ريقتس..
لتجيبها مزنه والابتسامه مرسومه على وجهها: يابعد اهلي انت.. والله انه ودي.. بس ماضنتي انه بقى مويه بالكاس..
تنظر اليها ام ناصر وهي ترمش باستغراب ...وتنظر الى داخل الكاس وهي تسمع ضحكت مزنه التي فجرت الهدوء... لتنفجر هي الاخرى...
وتقف وهي تقول ابروح للمطبخ اجيبلك ثاني... واجهز التمر لرجال... لتنظر اليها لبرهه وهي تهمس: مانيب مطوله علييتس ..غمضي عين وفتحي عين وانا عندتس..
تحرك عينها الى تلك الطفله الراجفه وابتسامتها تتسع لتقول بكل غرووور ام ناصر : يا حيا الله انا.. وشخبارتس يا ام ناصر..
كانت منيره تنظر اليها بتحفز فهي ما عادت تفهم...
فافي البدايه الرجل امام الباب الذي لم تره قط...
لم تفهم كيف ببضع كلمات ...جعل والدها بتلك الحاله الهستيريه من الفزع ...
لم ترى والدها بحاله كهذه من قبل... وبعدها هذه المراءة التي ابكت امها واضحكتها بالوقت ذاته.... وتلك اللهجه التي تكلمت معها امها به.... وهذه المراءه تكلمها بنفس اللهجه التي يصعب عليها فهمها....
فهي لا تسمع هذه الهجه من امها الا اذا غضبت منها ...ولكن ان تستمر بالتحدث بهذه اللهجه.... فالامر متعب لمنيره الصغيره ....
فتعقد حاجبيها الصغيرين وهي تحاول فهم ماتقوله ام ناصر التي تنحني امامها... وتقول لها :قومي يميمتي... قومي ..لا تستحين.. قومي وروحي لبناتي بغرفهن... والعبي معهن ...
تنظر مزنه الى منيره بتمعن... ترى كيف انها لم تفهم ام ناصر... تعلم ان التواجد بعيد عن اجواء سكن الخواجات غريب بالنسبه لها ...والاغرب هو ما ستراه لاحقا... ولكن عليها ان تواجه كل شيء... يجب ان تكون قويه... لن اسمح بان تلقى صغيرتي مصيري نفسه...
لتبتسم مزنه لمنيره وهي تقول بلهجه حجازيه تحت انظار ام ناصر المستغربه: مزنه اشبك يابنتي.. ليه ماتروحي تلعبي مع البزوره في الساحه ..روحي يا حبيبتي والعبي ...هيا... فزي ورحي فرجيهم العابك ...والعوبي معاهم...
ليشرق وجه منيره بابتسامه وكانها تقول
( واخيرا امي التي اعرفها قد عادت واخيرا استطعت ان افهم شيئا )
فتجيب امها: ايوه يا ماما ...
وتقفز بخفه وهي توجه كلامها لام ناصر التي لا تزال علامات التعجب بوجهها...
منيره: فينهم البزوره ياخاله ...
ام ناصر وهي تضحك: تعالي اوديتس غرفتهن ...
لتتبعها منيره وهي تقفز بين الخطوه والاخرى...
لتبقى مزنه وحيده في الصاله تؤنسها افكارها التي اخذتها الذكرى لذالك اليوم الذي زارهم فيه خليفه....و للمره الاولى شعرت بالسعاده لانه العبها... واخذها ليفسحها ...ويشتري لها مالذ وطاب من الحلوى... اعتبرته ابا ...وربما اخا...
تذكر جيدا انها قضت اجمل ثلاث ايام برفقته.... ايام لم يذقها ناصر بمثل حلاوتها... تذكر تماما كيف كان موقف ناصر عندما عاد من مكانه المجهول لها انذاك ولكنها الان اصبحت تعرف اين كان يذهب ...لا تذكر الكلمات... ولا تذكر على ماذا تشاجرا... ولكنها تذكر صراخهما على بعض... تعود بذكراها للوراء وهي تتنهد وتغمض عينيها ...
يطرق ناصر منزل باتريشيا وهو يصفر.. ويغني.. ويتنهد.. وبين كل تنهيده واخرى يتذكر ليالي العسل التي قضاها مع شقرائه.. لتتسع ابتسامته... جاهلا ما حدث خلال هذه الايام الثلاث من خيانه له... وطعنة في القلب قبل الظهر من قبل شقيقه... لتخرج له باتريشيا وهي تقول:( هلو مستر ناصر.. هاو اريو؟ دد يو هاف انايس ترب؟)
(مرحبا سيد ...ناصر كيف حالك ؟هل كانت رحلتك جيده؟)
لتتسع ابتسامت ناصر وهو يقول: اههههه بس على هالتريب... بلاك ماتدرين وين كانت فيه ...ههههه....
لتبتسم باتريشيا له ببلاهه فهي لم تفهم شيء...
ناصر:( وير ار ماي مزنه ؟)
(اين مزنتي)؟
لترتسم علامات الاستغراب وجه باتريشيا وهي تقول:( شيز قون ثري ديز اقواا...)
(لقد غادرت قبل ثلاث ايام)
فيفتح ناصر عينيه.. دهشه ..خوف ..رعب.. قلق.. مما لا يدري...
ليصرخ بها:( هاو؟ وين؟ واي دد يو لت هر قوو؟ شيز جست اشايلد.. شي ول بي لوست...)
(كيف؟ متى؟ لماذا تركتها تذهب ؟انها مجرد طفله... ستضيع...)
لتمد العجوز يدها اليه وتمسك ذراعه في محاوله منها لتهدئته.. وهي تقول:( دونت بي وري... شيز قون وذ يور برذر...)
(لا تقلق لقد ذهبت مع اخيك...)
كانت تضن انها بهذه الكلمات ستطمئنه... لم تعلم مقدار الغيره التي نهشت قلبه العاشق ...
لا يصدق.... هل فعلها؟....... هل جاء الى هنا؟...... هل تبعها؟.......
ليبتعد عن منزل تلك العجوز وسط دهشتها... يحاول الاسراع بخطواته ...ليتحول بعد دقائق الى ركض مرثوني ...وهو يتخطى الماره ليصل الى منزله وهو يلهث ...
سيقتله اذا لم يجدهما ...لا يعقل..... لن يملك الجرئه على اخذها منه........ لن يتمكن من فعل ذالك....
يفتح باب منزله ويجده مفتوحا... فيدخل على صوت ضحكاتهم... وعندما وصل اليهما.... اشتعلت عينيه
... نارا ..
..غضبا....
لم يفكر يوما انه قد يمتلكه هذا القدر من الغضب.... وهو ينظر الى اخيه الذي يعشق زوجته... وهو يساعدها بحمل بعض الصناديق...
ينظر الى مشهد مثالي لما يجب ان تكون عليه الحياة المثاليه بين الزوج والزوجه.... ينظر الى اخيه الاصغر كيف تمكن من اخذ مكانه ببراعه....
ليزداد صداع راسه من الغيض....
... هذا مكانه...
.... ما يفعله اخيه الاصغر لم يفعله هو...
... هذه زوجته ....
....تلك التي كانت تبتسم له....
وانطفئت ابتسامتها حالما وقعت عينيها عليه..........
شعر بالرعب...... لانه راى انها تستحقه هو....... شعر بالغضب باللحضه التي اعترف بها لنفسه........
( بان مزنه تستحق من هو مثل اخيه)
لينفض راسه ويتوجهه نحو اخيه المنحني ويقفز فوقه وهو يقول: يالدثوووي ...انا اللي ابربيك يالرخمه........ ان ما سيحت دمك....... وش جايبك انت........؟؟ ليش لاحقنا .......انت ما تفهم؟؟؟ اجل ما علمتك اني ان شفتك ابدفنك بارضك....... يالدثوي ......يالرخمه............ مزنه مرتي.......... انت تفهم وش يعني مرتي؟؟........ مرت اخوك يالهيس.......... تقعد معه ثلاثة ايام بلياليه يالهيس....... وش سويتوا ..؟؟اهرج...؟؟
ليجيبه خليفه الذي دهش بالبدايه من هجومه وهو يستمع لكلامه.... ليتعرف سبب هذا الهجوم ...وهو يبتسم بسخريه وخبث......
ويهتف من بين اسنانه وهو يلهث من عراكهما : هالحين انا الدثوي والهيس والرخمه....... واللي تارك مرته عند الغرب ثلاثة ايام وش تسميه .......؟؟هاه....... ولا المكان اللي انت جاي منه ياخوي .....؟ثلاثة ايام وانت تعصي ربك وحلالك عندك ما بعد لمسته.........؟؟
(لتتسع عيني ناصر بعد ما سمعه.... تبا كيف؟ من اخبره؟ هل باتريشيا؟ لالا....)
ليكمل خليفه بخبث: خاف ربك ياخي........
لتتحول نبرته الى الجديه واللوم : ليش....؟ وش ناقصه عنهن..........؟ ليش يومني اقولك هكا الايام اني ابيه..... ليش رحت واخذته وانت بتظلمه معك......... ليش ما تتركه......؟ ياخي اعتقه لوجه الله......
وتبدا عيني ناصر بالارتجاف من شدة الغيض وهو يسمعه.... ليتفل بوجهه ....وهو يقول بصرخه: مابقى الا هي ....تدخل بامور فراشي انا ومرتي.....
ليضحك خليفه بسخريه وهو يقول: مرتك...؟ اي مره....؟ اهاا...... قصدك هالبزر اللي ما تدري وين الله حاطه.........
ليهمس :الله ارسلي من ينور طريقي...... الحبشيه اللي عند جارتك علمتن كل شي.....
ليبتسم بعدها بخبث وحالميه.... وهو يقول: بس تدري ياخوي......... كنه ربي رايده لي........ بيرجعه لي ماانلمست........... زي ما اخذته بترجعه............و هالحين يوم انك جيت تطمنت عليه .........ابرجع لديره........... وابعلم ابوه بكل شيء........ واخليه ياخذه غصب عن فركن خشمك منك .......ويرجعه لي.........
ليجيبه ناصر بلكمه على وجهه ........ ويسقط خليفه بالارض المتربه دون ان يعطيه ناصر فرصه لسحب انفاسه...... ينقظ عليه .....فيمسكه خليفه ويقلبه.......... ويجلس فوقه .........
وهو يقول من بين لهثاته: قلتلك يوم انك تاخذه مرده لي....... يعني لي ........
لتستمر بينهما مشادات كلاميه وعراك جسدي ارعب مزنه الواقفه......... وبعد ان استوعبت ........
حاولت القفز بينهما لتوقفهما ..........
فتقف مواجهه لناصر وهي تقول له : ناصر ذا اخوك خليفه.... هاووووووو ماعرفته......... صل على النبي مايصر........ وراكم على بعض........
ينظر اليها كيف تقف بوجهه لتحمي اخيه ......الصداع يزيد عليه...... وهو يرى النظره العاشقه التي يوجهها اخيه لها وهي تقف امامه موليه اياه ظهرها.........
ليشتعل غضبا وهو يرى ما يففعله خليفه .........
خليفه وهو يضع يديه على كتفيها ويهمس لها بابتسامه هادئه :مزنه .....بعدي...... خلينا .......لا نعورتس بدون لا ندري .........
ليقفز اليها ناصر وهو يشد شعرها ويسحبها وهو يصرخ :انقلعي جوا يا بنت التسلب...... ويرميها باتجاه باب الصاله......
ليثور عليه خليفه وهو يقول: ما كلب غيرك .....يالخسيس .....ما عرفت تصون الامانه.......... وهذا وهي بنت عمك وقدام عيني تسويبه كذا....... والله العالم ان الخافي اعظم..........
ليقذف الاثنان بعضهما..........
ناصر :انقلع...... انقلع....... لا بارك الله فيك من اخو......... لا عاد اشوفك ..........والله ان شفتك اني لا ادفنك بمحلك...........
ليجيبه خليفه بانفعال: والله ماخليه لك ........والله مااعدي الموضوع على خير يالهيس........ تشوف......... ابرجع لديره وابجيب عمي واهله...... واخليه يطلقه منك ........ويعطيني اياه ... انت اصلا ما تستاهله من الاول....... ما تستاهل.......
ليلتفت خليفه الى مزنه التي تبكي على عتبة الباب ويقول لها برقه: راجع لتس........ راجع لتس...........
ناصر ينظر اليه وهو يكاد ينفجر من وقاحته .......يتلفت حوله وهو يتمتم لينزل ويلتقط نعاله...... ويرميه بها....... ولكنه تفاداها وخرج...... ليتبعه ويغلق الباب خلفه وهو ياخذ نفسا عميقا....... فيتوجه بخطوات هادئه صامته الى من حذها منذ قليل....... ليجدها مكانها وهي تبكي برعب .........وعندما احست بوجوده زاد انينها........... وهي تتكوم على نفسها ليرفسها بقدمه وهو يقول ببكل برود :انقلعي غرفتس.........
ينظر الى اخيه الاصغر وهو يصب له القهوه بالفنجال....... هذا مجلس والده...... وهو ابنه الاكبر ........من المفترض ان يكون لي من بعده .......كان يجب ان اكون انا جواره في ايامه الاخيره.......... كان يجب ان القنه الشهاده......... كان يجب ان اغسله ......واكفنه.......واصلي عليه......... واقوم بعزاءه.......... ولكنه فعل كل هذا........... اخذ مكاني بكل شيء.............. كل شيء...................
تبا ......................
تنتفض بخفه عندما حركتها ام ناصر من كتفها وهي تقول: بسم الله عليتس....... فرشتلكم داخل ........انت وابو منيره....... ومنيره بتنام مع البنات........... قومي ارتاحي هالحين.......... شكلك تعبانه.......... قومي تريحي...........
لتبتسم لها مزنه بتعب وتقف وهي تقول (يالله)
تنظر الى باب الغرفه التي تقع بالدور الارضي...... وهي تفكر........ ثم تقطع تفكيرها............ لتقرر مواجهته.......... فلا مهرب........
فالليل قد جاء........ ولنرى اي لون قد اختار هذه المره لليلتي........
تفتح الباب للتفاجئ بما تراه.........
لا يعقل ..........هل ما تراه حقيقه......؟ لن اصدق.........
تنقل نظرها بين ارجاء الغرفه لتعيدها اليه ........ تضيق عينيها....... وضربات قلبها تناقضها تماما......... لتصبح ساكنه هادئه...... لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تدخل الغرفه بهدوء وتغلق الباب بهدوء مماثل......... تقف بمكانها وهي تنظر اليه ...........
ياالهي هل ما اراه يحدث حقا ............
ناااااصر يبكي ..............
انه يبكي .................
لتتسع ابتسامتها اكثر واكثر...........
القاكم بخير ولله دركم.........................
التعديل الأخير تم بواسطة القشراء ; 21-10-11 الساعة 11:10 PM
|