كاتب الموضوع :
القشراء
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
السلام عليكم حبايبي......
رجعت بجزء اطول من السابق... وانا عارفه اني قلت الجمعه.... واعتذر على عدم التزامي... بس مااعتقد انه راح تتضايقون اذا قدمت الموعد بعكس اذا اخرته ...واتمنى يوضح هذا الجزء من خلال احداثه عن بعض التساؤلات... ويبعد الغموض عن العلاقة الزوجيه التي تجمع ناصر بمزنه من كل النواحي...
واشدد على ضرورة التركيز بكل الاحداث ...فكما ذكرت سابقا ان روايتي تعتمد على تاثير اخطاء الاباء في حياة ابنائهم واحفادهم....
وبالنسبه لاسم الرواية لم تصلني حتى الان اي اقتراح لعنوانها ....
وتقديرا لاقتراح زارا ساضع بعض الاسماء لترشحوا افضلها ...وهذا لا يمنع من سماع اقتراحاتكم والعناوين هي:
اجيال ورا اجيال 1-
اخطاء الكبار 2-
كنوزي الثمانيه3-
-----------------------------------------------
اتمنى ان يحوز على استحسانكم.....
ولله دركم.................
تابع الفصل الاول................ الجزء الثاني
تصرخ بقوه ليختفي صوتها في نهاية كلماتها
ناصر ليش تسوي بي تسذا... انا وش انا مسويتن لك... كد قصرت عليك
بشين انت تبيه... ليش تسويبي تسذا... ليش؟؟؟)
ليلتفت هو اليها بكامل جسده وهو يضيق عينيه عليها ....
يقيمها من الاعلى للاسفل... ترتجف امامه كورقه...
فترتسم على محياه ابتسامة سخريه وهو يقول لنفسه... (صدق انها بزرن ماتدري وين الله حاطه....مهب قد الشي وتسويه)...
ليرفع راسه قليلا وعينيه ما تزال مسلطة عليها... فيرتفع صوته قائلا..
ناصر:امس يوم رجعت للبيت مالقيت عشاتس خالص..ليــــش؟؟
...تفاجأت برده... لم تتوقع ان تلاقي جواب على سؤالها بسؤال... واي سؤال هذا ...انه ما تخشاه تماما... انه قد يعرف سرها ...لتبدأ رحلة مليئه بالتوترت وبنفسها..(يالله يارب انك تستره معي... شكله درى>>>(علم...عرف) عن ياويليه ....ياويليه وش ابسوي الحين)...
لتجيب بتلعثم يفضح توترها ولا يخفيه...
مزنه:ا ا ا لـ ـ ـ الله يـ يـ يهديك بس يااا ناااصر... مااااخلصـ ـ ـته بـ بـ بدري لاني ماااااركبته بدري... كـ كـ كااان عـ عـ عندي شغلن واجد اليوم... خميت >>>>(نظفت )الحوش والسطح... ووووغسلت المواعين والملابس ووو)
ليقاطعها قائلا بنفس النبره التي تتحدث بها مع بعض السخريه
ناصر:ايه صادقه والله شغلن واجد... وتروحين تسيرين بعد لبيت فلااان وبيت علان...
لتبدا نبرة صوته بالتغير الى القسوه ...
وهذا وانا منبه عليتس انتس ماتطلعين من البيت... وين انت رايحه اهرجي ...
ينظر اليها كما يفعل كل مرة تعصاه... يريد معاقبتها... ضربها ربما ...وربما شدها مع شعرها الطويل الحريري...
يعلم جيدا انه ما ان يبدا بشد شعرها حتى تنتشر رائحته... رائحة حنا يعشقها...
ويتسائل دوما لما لا تضهر هذه الرائحه الا عندما يكون غاضبا منها ...ليبدا انفه بلتقاط اولى الذبذبات ... لتعلن بانتشار رائحة الحنى ...
يحرك عينيه الى عينيها ...فهي اكثر ما تقتله عيناها... فبرغم من لون عينيه العسليتين التي اعطته وسامة مميزه...
ولكنه اذا نظر الى عينيها يشعر بجاذبيتها... ليزيد مستوى الغضب لديه...
وهو يراها تنظر للاسفل...
لقد تكلمت للتو....
ناقشت...
اعترضت...
فلماذا هذه النظره المنكسره ....
ارفعيها اريد ان ارها ... يركز نظراته على رموشها الطويله والكثيفه... حالكة السواد... وتشكل سدا منيعا بينه وبين عينيها السوداوين...
ليتنبه لها وهي تعقد حاجبيها ...
معلنه استيائها ...
غضبها بادى وواضح من حمرة انفها ووجنتيها...
فيعض على شفته السفلى ويغمض عينيه بالم ويرفع راسه قليلا... (لماذا تبدو شهيه هكذا؟؟.. لماذا لا اراها بهذه اللذه في كل وقت؟؟.. لما يجب علي ان اغضب منها؟؟...
لتنفجر مع غضبي رغبتي...
بضمها...
وعصرها...
اريد ان اتناول قضمة من خديها وعنقها...
اريد ان اتذوق شفتيها ...
اريد اشتمام شعرها ...
لتصدمه بطريقتها لافاقته من غفلته... وهي تصرخ بجزع مكسورمن بين شهقاتها...
مزنه:والله العظيم ماعاد اسويه... والله العظيم اني عمري مااسويه مرتن ثانيه... الله يخليك لاتزعل... لينخفض صوتها وهي تنهار على الارض ...تكفى ياناصر لا تخلين انا مالي غيرك... مالي احد... والله مااعيده ..والله مااعيده)...
ليغلق عينيه التي كانت تبرق بقوة رغبته بها... ويهتز حاجبيه دليلا على غيضه المكتوم... (لماذا؟؟ لما هذا الضعف؟؟
يالها من تافهه... هل كل هذا الخوف من اجل ابسط حقوقها...
لما لم تدافع عن نفسها... لما لم تصرخ ...
وتقول بان لها الحق بان ترى الناس كما أراهم...
بان لها الحق بعد ان ابعدها عن اهلها ..
ان تحاول تعويضهم ..
لما لا تقول بانها قد ملت الجلوس لوحدها طوال الوقت... وانه يحق لها ان تتسلى...
لما لا ترفض... لما لا تتحايل... لما لا تقاوم..
لماذا كان يجب ان اكون لها ابا اكثر من زوج؟؟
ابا قاسيا لا يعرف الرحمه...
لو انها بررت...
لو كذبت...
لو هربت...
لو صمتت...
لو ارسلت اليه نضراتها الناريه تلك...
تلك التي رايتها وهي تطلقها لي عندما اتمت الرابعه عشر... تللك الليله التي رايتها بها ولاول مره كزوجه...
ولكنها اختفت في الصباح ...ولم تعد للظهور... مع اني احاول استفزازها بالموضوع نفسه الذي اطلق تمردها في تللك الليله...
فموت والديها كان دائما موضوعا حساسا بالنسبه لها)...
ليفتح عينيه وقد ذهب بريقها... ليسكن مكانها الاشي.. لاشيء مطلقا.. وينزل نظره الى القابعه تحت قدميه... فهي اقرب الى السجود منه الى الجلوس ...
ليفكر( ترى ان طلبت منها تقبيل قدمي هل ستفعل... وان امرتها ان تسجد لي هل تفعلها... تكفر بخالقها لاجلي...
ليسغفر الله بعدها...
بالتاكيد لن افعل... لن اسمح للشيطان بالتلاع بي... فيكفيني مااشعر به من ضيق يسكن صدري ...وكان احدهم يعتصر قلبي...عندما اراها ذليله)...
ليتنهد وهو يشعر بالضيق اكثر بعد تنهيدته... ويرفع قدمه ويرفسها من جنبها...
مطلقا صرخته المدويه...
بكل ما تحمل من قهر... الم... رحمه... قرف...
جميع متناقضات المشاعر اجتمعت وهو يصرخ بها...
ناصر:اقول قومي اذلفي عن وجهي ...قومي... اقلبي خشتك وانقلعي ...لا بارك الله فيتس من ... استغفر الله العضيم...
ليتعداها وهو يصتدم بابنته ذات السبع سنوات...
يخرج ويتركها وهو يتذكر ليلة سيعيش عمره كله ينتظر ان تعاد... ان تاتي ليلة مشابهه لها قليلا فقط... دون ان تفسدها تلك الحمقاء الكسيره... يقف امام الباب الخاجي للمنزل... ويضع كفه على قبضته الدائريه ...
ليعود به الزمن للوراء... لليلته بذكراها الخالده...
فبعد تلقيه خبر وفاة والدي زوجته ...وهما عمه وزوجته...شعر بالضيق العميق... الان ليست لديه اي فرصه لاعادتها ...لايقدر ان يخرجها من حياته...
قهره يتضاعف...
قرر اخبارها بالامر بسرعه ...لينتهي منها فهي لن تتاثر لانها...(بزرن ما تدري وين الله حاطه)...
دخل عليها في المساء ليراها وهي ترتب نفسها وتمشط شعرها الطويل... ليتذكر...
كيف كان شكلها وهي بين يدين والدتها... وكيف اصبحت الان ...الفرق شاسع... خاصة عندما شعرت به والتفت... لتكافئ عبوسه الدائم بابتسامه اسره... وهو يتذكر تلك الفجوه التي كانت بين اسنانها...
دخل وهو يلقي الغتره على الارض... فهو لا يكلف نفسه باظهار لو القليل والمتعارف عليه من الاحترام... فهي لا تستحق... ليلقي جسده على السرير ويغلق عينيه وهو يتنهد بتعب... قفزت متوجه له وتقول بصوتها الطفولي المبحوح
مزنه:ناصر وش بك ؟عسى ماشر شي؟تانس>>>(تشعر) شي؟؟
ليلتفت اليها ببط ..وهو يلقي قنبلته التي فجرت قلبها دون ان يهتم...
ناصر:ترى امتس وابوتس يطلبون الحل ...
ليعيد راسه ويوجه عينيه الى السقف..
ويتكلم بنبره مليئه بالنعاس وهو يتثائب :الله يرحمهم ..ترحمي عليهم.. توه وصلني الخبر.. ويقولون لهم اسبوع الله يرحمهم بواسع رحمته ...
ليصمت لثواني وهو لا يزال يغمض عينيه...
ينتظر منها...
ان تصرخ...
ان تبكي...
ان تضرب وجنتيها...
وسيكون سعيدا اذا قامت بتنتيف شعرها...
ولكن لا شي.. لا شيء مطلقا ..
تملكه القلق بثواني قليله ...اقل من تلك المده التي اخبر بها زوجته خبر يتميها...
ليميل برأسه الى جانبه ...ويفتح عين واحده... بكل ثقل وكسل.. وهو يجبر عينه على التوجه الى الاعلى ...ليراها ...
ولكن ما ان وصل الى عينيها...
حتى قفز مفجوعا وهو يفتح عينيه الى اقصاها متزامنا مع فتحه لفاهه...
اخذ بضع ثواني يتاملها...
كم كانت فاتنه...
وهي ترفع راسها بشموخ... وعينيها تتلالئان من كثرة الدموع ...انفها المحمر... ووجنتيها الصارختان كالنار المشتعله...
وهي تنفخ صدرها للامام ...ليتضح مااغفله طوال هذه السنوات...
لقد اصبحت انثى مكتمله ...هاهي معالم انوثتها تبرز امامي... كما لو ابعد عن عيني ستارا لاراها ...
يرفع عينيه الى شفتيها وهي تقول...
مزنه:كذاب
ناصر بدهشه:نعم؟
مزنه من بين اسنانها:انت كذوب تكذب علي ..ياللي ماتستحي على وجهك... هالحين علشاني قلتلك ودني اشوف اهلي تقوم تفاول عليهم... اهلي ذولا... قل مانب موديتس وبس... وشوله يوم انك تكذب علي... بزر انا عندك.. بزر..
يجيبها ناصر وهو يقفز من السرير بغيظ:انت انهبلتي؟... الا بالله انهبلتي ...انا تقوليلي كذوب؟ ...انا ؟؟؟
تقاطعه مزنه صارخه:ايه انت كذوب ...اجل من الكذوب؟.... انا؟؟؟
ليشتد غيضه منها ويمسك بشعرها المسرح ويقرب وجهها من وجهه وهو يصر باسنانه ويقول:لا الظاهر اني ماعرفت اربيتس صح بس مهيب مشكله نربيتس من جديد
ويعلو دوي صرختها وهو يرميها على السرير فتقفز لتجلس عليه بسرعه وهي تصرخ :ياحيوان ودني لهلي ...اهلي ذولا... ودني لهم ...ابشوفهم ...والله لاشكيك لابوي ياللي ماتستحي...
ينظر اليها وهي تصرخ... ودموعها تجاهد للتعلق برموشها ...ووجهها المحمر... وشعرها المنثور حولها وعلى السرير... ليقول بقلت صبر وهو يضيق عينيه :انتي ماتفهمين... اقولتس اهلك ماتوا... فطسوا ...لهم اسبوع ...والعزا ابوي سواه ببيته... وانا توي ادري...
لتتحول نبرته الى السخريهوهو يقول...
ايه وتراهم ماتو ماتركولتس شين يسوى ...فيعني لا اتعبين نفستس بالروحه ....
تفتح عينيها بصدمه ... ماذا يقول هذا الاحمق... هل ما فهمته من كلامه صحيح ... ياالهي هل اصبحت وحيده ....كلماته تؤذيها... (وتراهم ماتو ماتركولتس شين يسوى فيعني لا تعبين نفستس بالروحه)
هل هذا يعني انه لم يعد لي سواه... هل كتب علي ان اعيش طوال عمري معه... لا اريد ...اريد امي...
تنظر اليه وهو يتوجه الى الباب ويغلقه... يحرك قدميه عائدا وهو يخلع ثوبه ...
لقفز خارج السرير بفزع ...وتصرخ...
مزنه :مالك دخل انت ....خلولي احد ولا ماخلولي احد... منب مقطوعتن من شجره... يالكذوب... عندي اهل كانك ناسي... اذا انت ما تبي اهلك فاول عليهم... اهلي انا لاتطريهم يالكذوب ....
تنظر اليه وهو يمرر نظره عليها... يتاملها من الاعلى للاسفل... بنظرات لا تعرف تفسيرها ...
فتصرخ من شدة قهرها ناصر انت وشبك وش تشوف اول مره تشوفن ...
يجيبها ناصر بنبره تملئها الخبث والرغبه :وانا اشهد انها المره الاولى اللي اشوفتس به... بس ميخالف ....
ليهدا صوته ويتحول لصوت قريب من حفيف الافعى وهو يعيد....
ميخالف....ميخالف....
ويقترب منها اكثر... يضع كفه على وجهها الصغير... ويمسح وجهها برقه .... يتحسس ملمسه الناعم ....
وهو يقول ناصر :ما شالله... ماشالله... كبرتي يامزنه ....كبرتي....
ويبتسم ابتسامة رضى... وهو يرى وجهها المحمر خجلا تناقض بها عينيها المعقودتين غضبا... وتتكلم بخفوت خجول غاضب...
مزنه :مانتب صاحي اليوم انا اشهد انك منتب صاحي من يوم كذبت كذبتك ياالكذوب وانا ادري انه في شيء صاكن راسك وخلاك تنهبل علي ...
حتى الان لم تستوعب...
ترفض التفكير بالامر...
لاتصدقه...
بل لاتريد ان تصدقه...
وهو لم يساعدها على استيعاب الخبر ...فهو لم يخبرها بالامر وهو جاد... لم بفهمها الحقيقه... لم يشرح لها الوضع... لم ترتسم على وجهه علامات الاسف والمواساة....
اذا فهو كاذب كبير... يحاول التلاعب بها كيفما يشاء... يريد ان يمنعها من رؤية والديها... يريد ان يمتلكها... لذلك اخبرها ان والديها قد توفيا ...
هذا ماخطر ببالها وهي تراه يقترب اكثر ويستنشق من رائحة شعرها... وهو يتنهد ويقول...
ناصر: وينتس عني من زمان ويــــــــــــنتس؟؟
لم تستطع ان تفكر... الكثير من المواضيع المتزاحمه تتقاتل داخل رأسها... وكل موضوع منها يحاول ان يثبت بان له الاولوية بالتفكير...
رغبتها برؤية والديها...
طريقته باخبارها خبر وفاة والديها...
عدم تصديقها للامر....
ربطه بطلبها للذهاب لزيارة والديها...
واخيرا ما يفعله الان .....
ياالهي ماالذي يفعله... لتتسع عينيها وهي تستيقظ من غفلتها على قبلاته التي تلتهم عنقها ووجهها ... لتبعده بفزع وتتراجع بسرعه مصتدمه بالسرير وتصرخ وهي تسقط عليه ... وترتجف شفتيها وهي تقول...
مزنه :قسما بالله انك انهبلت... انت وش تسويبي... انت وش تسوي...
لكنه لم يهتم بفزعها...
وخوفها ...
وخجلها ...
وعدم فهما للامور...
لم يراعي مشاعرها...
ولم يعرف بان ما سيفعله سيقتلها ويقتله من بعدها... استولت عليه الرغبه... لم يعد يستوعب كلامها...
يفهمه نعم...
يسمعه نعم...
لكن يستوعبه لا...
ليهجم عليها كما تفعل الاسود بالغزلان ...لينهش لحمها ويقطع قلبها ...وهو يسمعها...
تصرخ...
تقاوم ...
تبكي ...
تترجاه من بين شهقاتها...
لم يتوقف .. بل استمر.. زادت رغبته بانهاء الامر... لينهيه وينهيها معه...
والان هاهي تنظر اليه وهو ينظر لابنتها بشرود... تخشى ان يكتشف سرها... لا تريده ان يعلم بامرهما ...وما يفعلانه كل يوم وهما يتوجهان الى منزل تلك الخواجه>>>>(الاجنبيه سواء من الاتراك او الغرب )...
لتبتسم بحنان وهي توجه نظرها لابنتها القابعه عند صناديقها على الشاطىء... تتذكر كلمات والدتها لها...
(لو وش يصير اصبري واحتسبي.. وجيبي عيال والتهي فيهم .. الدنيا كلها تراه ماتسوى... خلاص يماما..)...
ماقدرت يايمه ...ماقدرت... كل اللي عاشلي هالبنت... انا على الله ثم عليه...
تغمض عينيها .. لتسقط دموع الرثاء على وجنتيها ...
رثاء لنفسها ...
رثاء على ابنتها...
ورثاء على اطفالها الثمان ...
تفتح عينيها على صوت ضحكات صغيرتها مع والدها... وهي تنظر لها ...
9 سنوات وهي تتحمل عناء الحمل والولاده... ليبقى صغيرها لمدة اقصاها اسبوعين... ويقطع طريقه متوجه لرب العباد... كم من ابن وابنه ... ذهبوا وهي في ريعان شبابها...
8 ذهبوا ولم يتبقى لها سوى واحده... تبتسم لنفسها برثاء ساخر...
لقد تحملت الحمل والولاده ... سنه تتلو السنه... وهي تاخذ نصيبها الكامل لتسعة اشهر... ليكافئها بخيانتها ...والسخرية من جسدها الذي ارهقته السنوات... واضافة اليه سنوات... بسبب حملها المتكرر كل سنه...
فعندما تكون حامل يتقزز منها... ومن انتفاخ بطنها... ومن العلامات الصاحبه لكل حامل ...من اسوداد للعنق ...وانتفاخ الارجل... وثقل في الحركه...
وعندما تلد يترفع عن التوجد معها... فرائحة ادوية النفااس تكتم نفسه...
وبعد فترة نفاسها ...لا يتونى عن السخرية منها... من شكلها... وجسدها... بل حتى من وفاة ابنائها... متناسيا انهم ابنائه هو ايضا ...
تنتفض بخفه وهي تسمعه يوجه حديثه بنبرة البارده لها
ناصر:وراتس واقفه هناك... اقربي شوي... ولا اقول... روحي جيبي ماعون كبيرتكفي لصناديق منيره ...علشان تودونه عند بتريشيا...
ليكمل وهو يرى علامات الصدمة عليها ...ويصرخ كما لو انه يكلم شخصا لا يسمع... او شخصا بغير لغته...
شعرت كما لو انها بهيمه لا تفهم... وهو يحرك يديه امامها قليلا ويشير الى منزل جارتهم العجوز... ويقول...
ناصر: باتريشيا... العجيز ام جورج... الطخمه ...الشقراء...
ليتنهد وهو يقول: لا حول ولا قوة الا بالله ..وش يفمتس عاد انتي...
لتجيبه وابتسامه بلهاء على وجهها...
مزنه: ايه عرفته... خلاص الحين اجيبه..
وتوجه كلامها الى ابنتها وتقول بحنان مصفى...
مزنه: يالله يامنيره روحي جيبي قشك ...علشان نوديه للخاله ام جورج...
لتجيبها صغيرتها بابتسامه واسعه... وهي تقول...
منيره: (انت باتي )>>>(خالتي باتي)
يلتفت اليها ناصر وهو يحاول التركيز في ما سمع... بينما تقاطع تركيزه مزنه وهي تسحب صغيرتها بقوه من يدها ...وتقول بتلعثم محاوله انقاذ الموقف...
مزنه: ايه ايه بابا باقي مايروح ههه هههه ههههه )...
لتنطلق الصغيره راكضه وهي تحضر صناديقها ...ويسلط ناصر نظره عليها ...فهولديه من الذكاء مايجعله يشك...يشك اكثر من قبل بان هناك امرا لا يعرفه يحدث... لا بد من ذلك... والدليل توتر مزنه الواضح...
ليفاجئ مزنه بسؤاله المباشر... فهي كانت تشعر بالراحه... ظنا منها ان الموضوع مر بسلام ...واذ به يسألها بنبره حازمه ...
ناصر:وش قالت منيره تو يا مزنه؟؟
لتلتفت اليه وهي ماخوذه على حين غره...
تحاول سحب الهواء حولها ...ولكن لم تقدر...
تحرك شفتيها قليلا في محاوله فاشله لاخراج الكلمات... لتزفر بقوه... وهي تقول بضحكه... محاوله الهائه عن الموضوع...
مزنه: ووش بتقول يعني ا ا ا لـ ـ ـ الله يـ يـ يهديك بس يااا ناااصر...
عندها اتسعت ابتسامته...
وكانها اعترفت ...
وكانها اخبرته ...
اخبرته بان هناك ما تخفيه عنه... فعندما تقول
(الله يهديك ياناصر)
وخاصتا بهذه النبره...
فهو اعلان عن ظهور تلك المزنه... وتتسع ابتسامته اكثر... وشعور بالاستمتاع يغلب عليه...
وهي تكمل بتوتر...
مزنه: البنت تقول.. انت باقي.. الله يصلحه اخذت لهجة اهل الحجاز من المدرسه.. هه ... ههههه ... ههههههه...
ينظر اليها بنصف عين وهو يقول بنبرة عدم التصديق...
ناصر: طيب ... يالله وش تحترين ... جيبي الماعون ...
لم تصدق ان امرها بذلك... فهي تريد الهروب... وهاهو يعطيها الاذن ...بل والسبب... بدون عناء... لتنطلق مخلفه ورائها خطا من الغبار المتطاير...
وهو يبتسم بتلاعب... اخيرا طلعتي...
ليحول نظره الى جارتهم الشابه صاحبة الجيب ...وهي تخرج من منزلها متوجهه لسيارتها
>>>>>(في جده وفي ذالك الوقت كان يسمح للنساء الاجنبيات بقيادة السياره وهم كانو بسكن خاص بشركة النفط )...
ويعيد نظره الى مكان مزنه غير مهتم بها ... ليطلق ضحكة استمتاع وسخريه... فهو قبل قليل كاد لعابه يسيل فقط لرؤيتها ... والان لا يهتم مطلقا...
فلقد عادت...
ظهرت من جديد ...
انها مزنه المتمرده...
ليطلق ااااااااه مسموعه وهو يرفع راسه للاعلى... ينظر الى تفاصيل الغيوم... يعلم جيدا انها تخفي شيئا ...يعلم تماما انها ترتكب خطاء بنظرها...
ولكنه مستمتع... وغير مستعجل لكشف هذا السر...
ربما ببقاء هذا السر سرا مدة اطول... ربما بهذه الطريقه ستطيل مزنه المتمرده بالبقاء... يلتفت اليهما وهو مستغرب من نفسه...
فقد كانا يطرقان باب جارتهم... ليزيد استغرابه متى عادت ...ومتى اخذت ابنتها وذهبت... بل كيف لم اشعر بهما وهما يبتعدان ...لا باس... لاباس... سنرى هذه المره كم ستصمدين يامزنه... يتوجه الى سيارتهم ...ولا تزال الابتسامه مرسومه على وجهه...
اليوم سيعودون الى القريه ... يكاد يجزم بانه سيفاجئهم بنجاحه... بل سيصعقون بمايملك... ويريد ان يرى وجوه اولئك الذين شككوا بقدرته على النجاح ...
يمسح على كبوت السياره ...وهو يكاد يجزم بانه الوحيد الذي يملك سياره من بين اهل القريه جميعا... بل والوحيد الذي سمح لا بنته بدخول المدرسه ...ستكون اكثرهم تحضرا وثقافه...
اؤلئك الفلاحين البسطاء...
ليعقد نظره بعزم... لن يسمح بان تلقى صغيرته مصير امها... لن اسمح لاحد ما بان يعذبها... يراهما يعودان اليه ... ويتوجهان نحو السياره مباشره... ومنيره تلعب بيد والدتها ... ترفعها.. وتنزلها.. تمسكها لتميل للوراء.. تغني... تقفز... ولا تزال ممسكه بيدها...
يتذكر والدتها عندما كانت بالعاشره... تشبهها كثيرا... بل هي اجمل بكثير... فقد جمعت بين افضل ما يميزهما... بلون عينينه المائله للعسليه لم تكن فاتحه كعينيه ولكنها تعتبر عسلية اللون... وجاذبية والدتها المتمثل بشعرها الرائع...
ذو الرائحه المميزه...
يغمض عينيه وهو يستنشق الهواء حوله... لينبئه بمرورها من جواره... فرائحتها تنبعث حتى من تحت الغطاء... لتتوقف وهي تلتفت وتقول...
مزنه: خلاص ..سلمنا على العجيز.. وعطيناها صناديق منيره ..ماتبينا نمشي هالحين .. ترانا تاخرنا..
ينزل نظره الى صغيرته وينظر لها بحنان... كم تشبيهينها يا صغيرتي... فحبي لك لانك ابنتي شيء...
وتعلقي بك بسبب شبهك الكبير بها شيء اخر...
هو بياضها ...
هي شفتيها...
الرموش ورسمة الحاجبين...
بل حتى في اماكن وجود الشامات...
كما لوعاد الزمن الى الوراء تشبيهينها ...
وحتى ذالك الفراغ بين اسنانك...
كم تشبيهينها ...وكم انا خائف من هذا الشبه... لا اريدك ان تلاقي مصير والدتك... لا اريدك ان تحيي وانت لا تعريفين الحياة ...
اريدك قويه... اريد ان امنحك كل ما افتقدته والدتك... اريدك مميزه...
مميزه اكثر من كونك شبيهتها... لن اسمح لاحد باذيتك...
يرفع راسه الى مزنه ...ويهتف بثقة وحزم ...
ناصر:يالله اركبوا توكلنا على الله ...
الى هنا احبتي اتوقف لالقاكم في يوم الجمعة ليس القادم ولكن الذي بعده
وسيكون الموعد المحدد باذن الله كل جمعه ..........
راجيه من الله اعانتي على الالتزام بالموعد............
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 06-09-11 الساعة 04:52 PM
سبب آخر: تنسيق البارت
|