]السلام على الجميع سامحوني على التاخير وعلى قصر البارت
بس هذا البارت كذا ولا كذا قصير
الفصل الثامن
لم ترو من جانبي السيء
سوى الحسن منه
اقسم اني
ينظر الى اخيه بحقد
ستندموووووون
بعد شهر من الاحداث
يفتح عينه الوحيده لينظر لسقف من الطين
يتمتم
(اصبحنا واصبح الملك لله
ولا اله الاهو العزيز القدير
الحي القيوم)
قالها وهو يتمطط ويتوجه خارج غرفته
خرج لينظر للسماء ونسمات الفجر تقشعر جسده بقشعريره
تعجبه
يلف جسده بمشلحه الصغير
ويتكتف وهو منكمش قليلا من اثر الهواء البارد
ينظر حوله الى اشجار النخيل يتقدم متجاوزا النخيل
يسير متجاوزا صياح الديك
اصوات الغنم
الدجاج
والان وقد ابتعد قليلا عن حضائر الحيوانات
اغمض عينه
وهو يستمع لاصوات العصافير تسبح لله
(سبحان الله)
وقف بالقرب من بركة الماء
فتح عينه وهم للوضوء رأى والده قادم من البعيد
بمزاجه المتعكر الجديد
يبتسم له
مناقضا ما بداخله من عدم رضى
يعلم ان هناك شيء ما بينه وبين والدته
فهي لا تكف عن البكاء
وهو لا يكف عن
(لا اله الا الله)
تخرج منه بضيق
اقترب منه والده
ناصر الصغير:صبحك الله بالخير يوبه
خليفه بتعب:صباحك اخير يابوك
هاااه توضيت
ناصر الصغير :ايه يوبه
ابروح افتح الماء على النخل لين تخلص امتوضي
ونروح للمسجد
زين يابوك
انتهى الاثنان وها هما يتوجهان الى المسجد عندما دخلوا هموا بالسلام
ثم صليا تحية المسجد
ثم سبحا وذكرا الله
تلفت ناصر الصغير حوله
واخذ ينظر الى الموجودين دار بعينه على الجميع
اغلق عينه وهو يتنهد
لم يأتي اليوم أيضا
(الله يصلحه ويهديه)
صليا الفجر
وعادا ليجدا منيره(ام ناصر)قد جهزت الافطار
بالمجلس الخارجي
دخل ناصر ووقعت عينه مباشره على فراشه
الفراش الذي اتخذه بعيدا عن غرفة والديه
منذ ان اصبحت اصوات والديه تعلوا بالنقاشات ليلا
ابتعد
فضل ان يكون بعيدا
وان لا يتدخل
والشيء ذاته بالنسبه لشقيقتيه
فقد فضلت والدته نقل غرفتهم لاخرى بعيده
كي لا تتسلل حدتهم اليهما
ينظر الى ابيه الذي لم يتوقف عن التنهد
شرب الحليب وقبل راس والده
ناصر:تامر بشء يوبه
خليفه ينظر اليه ويقول بهدوء:بتروح للمدرسه
ناصر:ايه
واكمل بابتسامه :بس كانك تبين بشيء
مهوب لازم اروح ترا لي شهر وانا اروح كل يوم
خليفه يبتسم بتعب:انت اصلا تبيه من الله
لا يابوك رح الله يوفقك ويسهل دربك
ولامنك رجعت هكا الساعه ابكرفك
ناصر ابتسم:انت تامر يابو ناصر
توجه لمجموعة الكتب المربوطه بركن المجلس
اخذها وتوجه للباب
ولكن
انه ناصر
كيف لا يتدخل
ان لم يفعل فهو ليس
بناصر
التفت على ابيه
ينظر الى ملامحه
يبدوا مرهق
لا يتوقف عن ذكر الاله
خرجت منه تنهيده توازي تنهيدة والده
وادار بجسمه نحو ابيه
الذي لايزال منكس الرأس
ومغمض عينيه
نظر اليه بضيق
ناصر :يوبه
رفع خليفه راسه بهدوء
لينظر اليه باهتمام
بعد ان قرأ الجديه بملامح ابنه
ناصر :يوبه
موضي وبدريه امس كانن يصيحن بالليل
عقد خليفه حاجبيه باستغراب من هذه المعلومه
خليفه :وراهن
وشبهن
عسا مابهن شيء
خلن اقوم اشوفهن
قالها وهو يهم بالنهوض
ناصر:استريح يوبه
مابهن شيء
بس كانن خايفات
خليفه باستغراب :ومن وشي يخافن
ناصر:يقولن انك انت وامي بتطلقون
وانك بتاخذ ام حسين وتصير امهن
خليفه اغمض عينيه بقهر
فهو لا يريد ذالك
ان تؤثر مشاكله مع زوجته على ابنائه
ناصر :يوبه
نظر خليفه اليه ولا تزال ملامحه تحمل الكثير من القهر
ناصر:يوبه ترى حتى امي تصيح كل ليله
وكل يوم اذا رجعنا من الصلاة القى وجهه احمر من الصياح
انا ماودي اتدخل
بس يوبه تكفى
طلبتك
ارفق على امي شوي
ترى قلبه يعوره من ماتت مرة عمي مزنه
وانت الله يهديك قاعد تزيده
تكفى يوبه طلبتك لا تردن
خليفه تنهد بحسره:يصير خير يابوك
يصير خير
ابتسم ناصر لابيه
ثم خرج متوجها لمدرسته بينما خليفه تبعه ثم افترق عنه متوجها لغرفته
توقف امام باب غرفته
وهو ينظر الى النور الخارج منه
مواجهته اليوم معها ستحسم كل شيء
اما يستمرا كزوجين
او يفترقا محتفظين بما تبقى بينهما من احترام
توقف عند هذه الفكره
ورجفة بسيطه تسيطر على حاجبيه
هل يمكن ان يحدث هذا
ان يفقدها
ان تكون اليوم امامه
وغدا في مكان اخر
وربما في حضن شخص اخر
وانا
هل ساتمكن من احتمال فراقها
اتسائل ان كنت سادخل يوما
واجد امراءه غيرها
لا اتصور ذالك
دخل بهدوء ليجدها تجلس على الارض بطريقتها المميزه ابتسم وهو يراها
تجلس كجلوسها في السجود الا ان قدميها متباعدتان
بحيث يلامس جسدها الارضيه
وساقيها بجانب وركيها
هذه الطريقه الطفوليه لا تناسب من هم في سنها
عادة
الا انه لا يتخيلها تجلس الا بطفوليتها البريئه
ابتسم بحنان عندما لاحظ ارتجاف يديها وهي تثني الملابس على الارض
يبدو انها لاحظت وجودي
أتكون متحفزه لجوله جديده من الشجار؟
اقترب منها وجلس على ركبته خلفها بهدوء
ليضللها بعرض كتفيه
مد يديه ليحتويها
عصر اضلاعها
وافلتها
لتمتد يديه الى كومة الملابس المرتبه
وهو يهمس :خلين اعاونتس
ليأخذها ويقف مستقيما
ويضعها في الصندوق الخشبي
تحت نظراتها القلقه
فهي لم تشعر بدخوله للغرفة
تفكر كيف ساءت علاقتهما منذ وفاة مزنه
مر على ذالك اكثر من شهرين
وعلاقتهما من سيء لاسوء
يهددها بالزواج عليها
لتهدده بدورها بتركه
يهددها بانه سيعتبرها اخته
ولكنها لا تتوقف عن تذكيره ببداية زواجهما بقولها
(يا اخوي)
تنظر الى فنيلته
وعينيها تغرقان بالدموع
كانت تريد ان تضمها
لكنها تفاجئت به
وهو يضمها من الخلف
اغمضت عينيها بألم
عندما عصرها
الا ان قلبها انتعش
بعد سماعها لهمسه
ولكن
(لحظه)
عقدت حاجبيها بقلق
التفتت عليه لتراه وهو يجه الى الصندوق ادارت بجسدها قليلا لتتبعه ولا تزال حاجبيها معقودان
ماالذي تغير من الامس الى اليوم
بل من قبل ساعات الى الان
اقلقها كثيرا وداعته ولطفه
ايعقل
ابعدت نظرها عنه بسرعه حالما ابتسمت عيناه لها
اعادت جلستها الى ماكانت عليه
وهي تشعر باختناق بحلقها
تفتح فمها وتتنفس بصعوبه
وهي عاقده حاجبيها بخوف
رفعت يدها المرتجفه والباردة الاطراف
رفعتها ببطئ
واحاطت بها عنقها
بمحاوله منها لتحسين تنفسها
اخذت تسحب جلد رقبتها الى الامام بحركات متسارعه ومتوتره
وكل ما تفكر فيه
(اكيد جاين هالحين بيقولي انه خلاص بيعرس
اكيييد
ولا ماكان قلب تسذا مرتن وحده
وصار وش حليلوه
تتذكر عندما استقبلت النساء
بعد عودتها مباشره من الحجاز
وبما كانوا يتهامسون
(ماهنا شيء يخفى عن الحريم)
هذا ماجال ببالها
تتذكر تماما ام حسين
كيف كانت نظراتها
تتفحص البيت وتسأل عن كل شيء
لما بني الملحق هنا
لما لم تبنوا ملحق اخر
لما احواض النخيل بتلك الجهه
ولما بركة الماء هناك
وكانت اجاباتي كلها
ذا بيت اهل خليفه
وهو حالف مايغيربه شيء
لتتمتم وهي تلوي فمها بتحدي:
ايــه هين
تجيه اللي تسنعه ان شاء الله
ولا انت مهنا سنع
لترمقها بنظره حاده صدت على اثرها ام حسين
وعندما همت منيره للهجوم
ذكر اسم الله من بقية النسوه لتصمت احتراما لذكره عل جلاله
غرقت بافكرها وخوفها اكثر واكثر
لكنها فزت بخوف من النبره العاليه لخليفه وهو يناديها
خليفه:منوووووووووور
منيره فزت وردت دون شعور:عيونه
نظرت اليه لتجد ابتسامه نابعه من اعماق قلبه
لذالك راجعت ماقالته
ابعدت بؤبؤة عينيها للزاويه
وعندما استوعبت كلمتها
اتسعت عينيها
وصدت بوجهها المحمر وهي تربت على فمها بقهر باحدا يديها
ويدها الاخرى كانت ترتجف وهي تكرمش جلابيتها المنزليه وتشدها للاسفل بقهر وتوتر
لا تريد ان تفكر بردة فعله
هل سيسخر
ام سيتجاهل كلمتها
ولكن ماحدث انها وجدت نفسها في حضنه
بشكل جانبي وهو يقرب رأسها لرأسه ويقبلها برقه
كانت تجلس بسكينه ولاتزال تربت على شفتيها
وعندما احست بجسده يغطيها شهقت بصدمه لكنها تجمدت حتى يدها التي على فمها تجمدت
كانت عينيها متسعتان من الصدمه الا انها ارختها بحزن وندم عندما سمعته
خليفه:انا مابي عيونتس
ابي عقلتس
وين هو
وين راح
العقل اللي اخبره
عقل يسوى عقول اهل الديره كلها رجاله وحريمه
15 سنه يامنيره
عشرة عمر يام ناصر
وانا اخبر عقلتس كبير
تنهد وهو ينظر لها في حضنه
كانت تبدوا صغيره جدا
ومذنبه جدا
ينظر كيف انزلت يدها بجانبها
جلستها الجانبيه من اثر ضمته
وكيف ارتخت عضلاتها
انحناء ظهرها
انه انكسارها
راسها المنكوس للارض
وجسدها المرتخي المرتجف
كان خليفه يجلس على ركبته بجانبها وهو يضلها
ولكنه قرر ان يكون بمستواها
فتربع بجانبها
وانحنى الى الاما وهو يطل بوجهها
رفع وجهها بيده لتواجهه
وهو ينظر لعينيها
وهي تنظر للارض
ثم قال بموده:يام ناصر عقب كل هالعمر للحين ماتعرفين
انتس الغلا كله
يام ناصر تكفين رجيتس
وهذا وانتي الغلطانه بس ميخالف يالغاليه
ابعدت نظرها منيره بصد عاتب
خليفه عقد حاجبيه
وامسك بوجهها برقه واعاده لينظر لعينيها وهذه المره رفعت عينيها له
خليفه:منوووور وش جاتس
وش اللي قلبتس علي مرتن وحده
تنهد وهو ينظر لدموع منيره وشهقاتها
ابتعد قليلا وهو يغمض عينيه بتنهيده
وفتحها وهو عاقد حاجبيه عندما احس بحركتها
كانت تحاول الهرب
طريقة قفزتها تبين ذالك
رأسها الذي يسبق جسدها يحاول الافلات
ولكن هيهات ان يتركها
امسكها بيدها
وهو يغمض عينيه
وجرها بقوه
واعادها لحضنه ليضمها بخفه
وقال بحنان :ادري ان كل هاللي تسوينه من فجعتس بام مونيره
ميخالف طلعي كل حرتس بي
حلالتس
منيره وكأنها ارادة ان تسمع تلك الكلمات لتنفجر بالبكاء
ابتسم وهو يتذكر ذكاء ابنه
عندما اخبره عن سبب افعال امه الغريبه
(صدق انه جني
وش درا باللي بامه
وانا اللي معه بسرير
مغشي على عقلي)
ابعدها عنه برقه
وعندما فتحت فمها لتقول شيئا
رفع اصبعه بوجهها بتحذير حازم
خليفه:ياويلتس لو اسمعتس تقولين اخوي
قولي كل اللي بخاطرتس
الا اخوي
ان سمعته
ترى والله ثم والله ثم والله
لا اطلع من البيت بكبره ولا نيب راجع مرتن ثانيه
سكتت منيره بصدمه لتحاول استيعاب تهديده
وعندما استوعبته
وجدته يبتسم لها
خليفه:ايـــه ذي مرتي السنعه
ازدت غيظا
فعدلت جلستها لتواجهه
وانفجرت بوجهه وهي تصرخ بكل مخاوفها
وهو يستمع لشكواها منه
نظر اليها بحنان
وهو يسمع عن غيرتها الجنونيه
كانت تتكلم ووجهها مبلل
اخلط فيه اللعاب بالدموع والعرق
بدى عرق جبينها الايسر واضحا
وهي تتكلم بانفعال
ويديها يطيران بالهواء
وبين كل شكوى واخرى تضربه بخفه على صدره دون ان تنظر اليه حتى
ومع كل ضربه تزيد ملامحه باكتساء الحنان
وعندما فرغت من قول مخاوفها كلها
انكست رأسها بهدوء للارض وعادت يديها فوق ركبتيها
صمتت لفتره تريد ان تسمع رده
الا انها لم تسمع اي شيء
لذالك
توترت
وو
ندمت
عضت على شفتها السفليه المرتجفه من جهتها اليسرى
ورفعت راسها بالتدريج
نظرت الى صدره
كتفيه
ثم شفتيه
واستغربت وجود ابتسامه عليها
ثبتت راسها
الا انها حركت بؤبوة عينها مباشر لعينيه
ثم
سمعت ضحكته
خليفه:ههههههههه
حرام عليتس يامنوور
الحين من اخذتس ذا اللي بخاطرس علي
ميـر ياكبره عند الله
يومن المره كانت حيه وقدام عيوننا ما سويتي هالسوايا
وانا اللي كنت ابي اسعاله بالفكه من نويصر
ويوم ان ربي اخذه تسوين تسذا
صدق حريم
بس تصدقين عاد
والله اني كنت حاس
كل ماجا طاري للمرحومه اشوفتس تنحاسين
منيره بقهر:وانت مستانس يومن الضحكه بتشق حلقك
خليفه انفجر ضاحكا :لا والله يابنت الحلال
ثم هدأ واكمل :بس يامناير ترى اللي سويتيه ماهوب شوي
ومافيه واحدن بيتحمل اللي تحملته منتس
واحدن غيري
كان اعرس عليك مـــــــــــن زمــــــــــــان
منيره بغضب:احلف عاد
وش تحتري هاه
هذي ام حسين تحتريك
يعله ماتشوف يومن حسن
خليفه شعر بغضبها واراد انهاء اطول عتاب مر بحياتهما
ضمها الى صده وهو يقول بشوق
خليفه:وانا خبل اشوف وحدتن غيرتس
اقربي بس وانتي ساكته اهوه
تراي شفقان عليتس بالحيل
منيره استسلمت له وهي تشعر بارتياح كبيــــر
انتهاء الامر على خير
(الحمد لله)
كان يسير على الطريق الترابي الممهد بين بيوت اهالي القريه
ينظر الى قدميه وكلما صادف حجر كبير نوعا ما قذفه بخفه
يفكر بما حدث قبل شهر من الان
يتذكر ردة فعل عمه
عندما علم ببعض ما فعلته
قبل شهر من الان
نظر ال اخيه بحقد وغضب
ينقل نظره بين اخيه وابنه
وما يثير غيضه اكثر
نظرة الشفقه على وجهيهما
وبصعوبه كبيره استعاد رباطة جأشه
وقف بكل شموخ وكبرياء
يشير الى الاوراق بيد ناصر الصغير
وهو يقول :انت تعرف تقرأ اصلا
علشان تعرف وشبه هالاوراق
ناصر بهدوء :ايــــه ياعمي اعرف ولو تبي بعد رحنا لاحد انت تعرفه يقرى لنا
سكت للحظه وهو يرى كيف يضغط عمه على اسنانه من الغيض
يبدوا ان اجابته لم تعجب عمه
تنهد وقال بمحاوله لتهدئة عمه
ناصر الصغير :ياعمي
اذا منتب مصدقن ناد فاطمه(فتو) تقرا لنا
تراي ناديته قبل واكدت لي اللي قريته
كنت احسب اني اقرأ غلط
بس طلع كله صدق
ناصر برفعة حاجب وبتردد قال:وش قصدك
وو و وووش الللي ط طلع صدددد ق
ناصر الصغير نظر الى ابيه
وعندما رأى كيف يومئ برأسه دليل على رضاه بان يكمل اكمل
ناصر الصغير:ياعم هذي الارض ردته لك مزنه لانه هو مهره
اتسعت عيني ناصر بعد هذه الكلمه
واصبح يرتجف بقوه
ناصر:وراه رجعت مهره
ناصر الصغيربتردد:ردت لك المهر علشان رد المهر من شروط الخلع
ناصر هز راسه رافضا الفكره
اخبرته فتو من قبل الا انه رفض التصديق
قالت له
بان مزنه طلقته عند الشيخ
الا انه تجاهلها
احس حقا بشيء يكتم على صدره
بدأ يكح بقوه
احمر وجهه
ثم ازرق
انحنى وهو لا يزال يكح
ينظر الى رداة فعل اخيه وابنه لا يريد ان يضعف امامهما ليس الان
حاول ان يقاوم وكلما حاول اشتدة نوبة السعال
الى ان تحولت الى شيء اخر
استفرغ عصارة معدته
فتح ناصر الصغير عينه
لم يتوقع ان تكون ردة فعل عمه بهذه الحده
تراجع الى الوراء وهو يراه يستفرغ مافي معدته من عصاره
التفت الى ابيه الذي اسرع لمساندة اخيه
استمر بالتراجع الى ان وقع جالسا
الا انه استمر بالزحف الى الوراء وهو جالس
ينظر اليهما
خليفه يظرب ظهر ناصر بقوه متوسطه
وهو يقرأ عليه ويسمي
يصرخ عليه في لحظه ان يتماسك
ثم يردد ماحفظه من ادعيه وايات الذكر
اما ناصر فيبدوا انه قد استسلم لنوبة السعال
وبدألونه ينقلب الى البنفسجي المائل للاسود
يتسائل ماالذي يحدث لعمه لما ردة الفعل هذه
هذا وهو لا يعلم ببقية القصه
انتبه الى باب غرفته وهو يفتح بقوه وتخرج منه مونيره راكضه الا انها توقفت بعد ثلاث خطوات
وهي تنظر الى ابيها بفاجعه
ينظر الى ارتجافها
ثم ينظر الى ابيه وعمه
الا ان صوت ابيه ايقظه من ما كان فيه
خليفه بصرخه:قم عاونن خلنا ناخذه للصحيه
قم
قفز ناصر الصغير راكضا
ورغم العرق النابض بداخل عينه المنكوبه
الا انه ساعد ابيه بنقل عمه الذي خارت قواه الى السياره
فتح ناصر الصغير الباب الخلفي واركب عمه
وذهب من الجهه الاخرى ليركب
بينما خليفه
اخرج من جيب اخيه مفتاح السياره وركبها
وعندما شغل محرك السياره
انتبه ليد اخيه تضغط على كتفه
ولا تزال نوبة السعال تسيطر عليه
عندما نجح ناصر بلفت انتباه خليفه
اشر له بان يتوقف
فهم عليه خليفه
الا انه تجاهله وهو يعيد نظره الى الطريق
ويقول بجديه:ماتشوف لونك وشلونه اسود
لازم تروح للصحيه هالحين
ورغم الصعوبه البالغه الا ان ناصر نطق بــ:
اصـ بببرررر شـ شو ووي
نظر اليه خليفه عاقد حاجبيه
خليفه:وش عندك
في خاطرك شي ياخوي
نظر ناصر الى ناصر الصغير الذي يراقبهم بصمت
ناصر بصعوبه:و وو يـ ن الاو ووو راق
ناصر الصغير ولا يزال مرعوبا مما حدث
اشار الى المنزل:
جوا
واكمل بتسائل :تبين اروح اجيبهن
ناصر هز راسه بسرعه موافق لاقتراحه
وهو ينزل راسه على مرتبة السياره
بعد ان داهمته نوبة سعال حاده
فتح ناصر الصغير الباب بسرعه
وتوجه مسرعا الى الداخل
ليجد مونيره وهي تجلس وحيده كالارنب
وتخبئ وجهها بين ركبتيها
وتحيط قمت راسها بيديها
وتبكي وهي تهتز
وعندما احست بوجود احدهم
رفعت راسها
وعندما ميزته من بين دموعها
قفزت اليه وهي تقول:سيــدي ناصر
اشبه ابويا
فين حتاخدوه هو كمان
ناصر الصغير كان مستعجلا فقال لها بسرعه
:ابوتس تعبان شوي
بنوديه الصحيه
ولا تشافى رجع لتس
لا تخافين
كان يتكلم معها وهو يرفع الاوراق من على الارض
وباستعجال دون ان ينظر ناحيتها
وعندما جمعها
استدار وخرج بسرعه
تاركا مونيره الباكيه خلفه
في الوقت الحالي
يتذكر ناصر الصغير كل ذالك وهو ينظر الى مبنى المدرسه
تنهد بهدوء ودخل الى المدرسه وكان يسير بين الطلبه بسلام
الى ان وقعت عينه على علي
عقد حاجبيه
(الخبل وش جايبه وهو مفوت صلاة الفجر
عز الله انجلد)>>
في القديم في القرى القصيميه
عندما يتغيب الاولاد عن صلاة الفجر دون حجه
يجلدون
تنهد وهو يتجاهل الامر
دخل الى الصف بينما قام الاساتذه بجمع الطلبه المتغيبين عن صلاة الفجر
وجلدهم تحت نظر بقية الطلاب
الذين اخذوا يضحكون على تالم اصحابهم
وتقافزهم كلما لمست الخيزرانه جلودهم
جلس ناصر بمقعده بهدوء ونظر من الشباك المرتفع للمبنى الطيني
نظر الى السمااااء وهو يتذكر ردة فعل عمه بعد ذهابهم الى المحكمه واستفساره عن مزنه
كان هادئـا
كل ما قاله هو
ناصر يجلس بجانب اخيه بالسياره ترتجفان ينظر الى ركبتيه
ناصر بهدوء مخنوق:ماسوت تسذا الا لأنه مقهوره
انقهرت لاني اعرست عليه
كانت تمووووت بي
والله انه تموووت بي
خليفه حرك عينه الى ناصر للحظه
واعادها وهو يتنهد بحسره
على عقل اخيه الذي ضاع
خليفه بحسره:اذكر الله ياخوي
صمت ناصر الى ان عادوا الى المنزل
وعندما دخلوا وجدوا مونيره لا تزال تجلس
كالارانب وتبكي
وعندما رأتهم
تماسكت وهي تقترب الى ابيها وتقول
مونيره:ابويا اشبك انت تعبان؟
نظر اليها ناصر بجمود ثم ابعد نظره عنها بصد
وتحرك نحو الملحق الخارجي وعندما وصل للباب
التفت الى اخيه خليفه الذي نظر اليه بتوجس
ناصر :انا ابقيل الحين
بس والله ان قمت ولقيتتك انت ولا ذرك عندي ان تشوف شين ماشفته
خليفه تفاجاء بكلام اخيه اراد الاعتراض
لكنه نظر الى مونيره ثم اعاد نظره لناصر وهو يقول باستفسار:والبنيه
مين بيقعد عنده الا صرت انت نايم وانا رحت
ناصر رفع حاجبه بتحدي: مالك شغل
بنتي وانا ابخص به
تنهد خليفه
وقرر ان يتراجع قليلا الان
ليفكر بطريقه جديده ليقنع اخاه
نظر الى ناصر الصغير وقال
خليفه:رح قل لامك تضف عفشنا بنتيسر ان شاء الله الليله
ناصر الصغير نظر الى والده بضيق
ثم قال :سم
وذهب متوجها لامه
اخبرها ثم عاد الى الحوش ليجد مونيره وحدها تلعب بالرمال داخل المنزل
نظر اليها بحسره
ما الذي سيحدث لك
اقترب منها
ناصر الصغير بموده:منوووور
رفعت مونيره راسها كردة فعل طبيعيه على مناداتها
وعندما لاحظت ابتسامته ابتسمت هي ايضا
ناصر اكمل :ما ودتس نسوي قلايد بناتس
مونيره تقفز لتتعلق برقبة ناصر الصغير بفرحه:اييييييوه
ناصر ضحك وهم يتوجهون لغرفة ناصر
لصناعة قلائدها الثمينه
من كنوزها الثمانيه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد مضي عشر سنوات
ولا اقولكم نخليها للبارت الجاي
واتمنى توقعات تبرد الكبد
ولله در الجميع
وان