كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قام اندريو ببذل مجهود كبير لكى يهدا ويبرد اعصابه ، ثم اجبر كتفيه التصلبتين وعموده الفقرى على الاسترخاء 0
كيف يمكنه ان يفكر بهذا السوء حيال ملاكه العذب ؟ انها ليست من الصنف الذى ينتقل من سرير رجل الى سرير اخر ، ام تراها كذلك ؟ بالطبع لا ! فهو منذ اللحظة الاولى التى عرفها فيها ، وجد حسها الاخلاقى الصادق محببا مثيرا للاهتمام . جعلها ذلك تبدو مختلفة بشكل منعش عن اولئك النسوة اللواتى شاركنه حياته لوقت قصير ثم ذهبن فى النسيان 0
انها على الارجح تتوقع وصول صديقتها تلك . خطا اندريو خطوة باتجاه ميرسى ، فجعلتها ابتسامته الرقيقة المستميلة ترتجف 0
-لعل بامكانك الاتصال بصديقتك لكى تلغى زيارتها . قدمى لها اعتذاراتى ، فانا حقا ارغب بالتحدث اليك حول مستقبلنا يا عزيزتى الغالية 0
اضطربت ميرسى لظهور الرجل الذى تحبه الى حد شتت فكرها ، اما ذلك التتحبب وذكر امر المستقبل ، فجعلاها تشعر كانها تدور على عقبيها دورات متتتالية . حدقت اليه بعينين متسعتين جدا . حتما هو ليس على وشك ان يعيد على مسامعها ذلك العرض المؤلم . بدا من السهل الى حد ما ان تصرخ بوجهه لا عبر سماعة الهاتف ، لكن الامر مختلف تماما عندما يواجهها الرجل الذى يجسد كل احلامها بلحمه وعظمه مباشرة 0
ماذا لو اصر على الامر ؟ لكن هل تراه يفعل ذلك ؟ لابد ان الاسلوب الذى استخدمته لانهاء المكالمة بقوة قد ترك اثرا حادا على غروره الكبير . فبحسب معرفتها باندريو ، انه لن يتناسى او يسامح استخفافا من هذا النوع . لا يمكن لميرسى الا ان تشعر بالاندهاش لان اندريو لم يقم بتوجيه كلام ساخر لها بواسطة لسانه اللاذع ، ذلك لانها تهورت بشكل طائش الى حد دفعها الى رفض عرض كهذا ، اى ان تتزوج من احد اكثر الرجال العازبين شهرة فى لندن 0
اما اذا كان اندريو يائسا جدا ويرغب باسعاد كلوديا ، واكتساب رضاها لاول مرة فى حياته ، فهو بكل سهولة يستطيع ان يفرقع اصابعه مشيرا الى اية واحدة من عشيقاته السابقات ، حتى يحصل على ما يريد ، فلا شك ان كلا منهن متشوقة لان تكون عروسا له 0
بحثت ميرسى عن الجواب فى ملامح وجه اندريو التى يصعب نسيانها ، فيما المها حلقها لشدة التوتر . راحت الكلمات تتجمع فى حلقها الضيق ، لكنها بقيت غير منطوقة ، لانها فجاة ، علمت – او بالاحرى بدت واثقة الى حد بعيد – ان الكلمات بقيت مكانها 0
تريشا التى هجرها اندريو بغير اسف ولاندم هى مثال حى على نوع النساء اللواتى يختارهن ليكن عشيقاته لوقت قصير . اما ميرسى فهى على عكسهن تماما . وبحسب ما يفكر اندريو ، فانه لو رغب فى اسعاد والدته اخيرا ، وفى كسب رضاها عليه ، عليه ان يتزوج ويمنحها الاحفاد .
اذا من الافضل من ميرسى هاورد الصغيرة ؟ لابد انها ستكون بالنسبة اليه زوجة جيدة تستحق التقدير . لو انتشلها اندريو من العمل فى الخدمة المنزلية ، ستكون ممتنة له الى الابد .
فهى امرأة متواضعة وخاضعة ، وسوف ترضى بان تقبع بسلام فى خلفية حياته . ذلك يعنى ان اندريو حرا ليقيم علاقات غرامية سرية مع ذاك الصنف من النساء اللواتى يتوافقن تماما مع مواصفات المظهر الجميل والتميز الاجتماعى 0
لا ! ليس اذا كان فى مقدورها رفض ذلك !
اما كيفية رفضها لعرض اندريو بالزواج فجاء بقولها له : فات الاوان الان لالغاء الموعد . سوف يصل جيمس فى اية لحظة . ومهما كان الامر الذى ترغب بقوله ، يمكنه ان ينتظر 0
ضاق فم اندريو الواسع وغمق لون عينيه ، وامتلاتا بالغضب المقيت ، اما الكلام الذى قاله فطعنه كالوتد فى قلبه ايضا ، لكنه لم يتمالك نفسه من القول بخشونة مبالغ فيها : هل تقابلين رجلا اخر بعد ساعات فقط على مبادلتى العناق والمشاعر الجياشة ؟ يبدو جليا من ارتدائك للملابس المنزلية ان الطعام ليس الامر الوحيد على القائمة لديك !
ارادت ميرسى ان ترد عليه بالقول ان الفئران تسرح بحرية فى غياب الهر ، لكنها لم تنطق بذلك . هى تستطيع تحمل مزاجه المتاجج ،
لا مشكلة فى ذلك ، لكنها لا تستطيع ان تتحمل اشمئزازه منها ومقته لها .
|