كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وعلى الفور فكرت تريشا ان ميرسى ستؤدى الدور المطلوب بشكل جيد . انها فى الثانية والعشرين من عمرها ، ومع انها ليست فى متوسط العمر ، لكنها بسيطة المظهر وعادية جدا . قررت تريشا انها لا تشكل منافسة بالنسبة اليها ، فهى مهملة غير مهتمة بمظهرها 0
بدات تريشا نفسها تشعر ان علاقتها باندريو لم تعد ثابتة كالسابق ، لذا فهى لا ترغب بالحصول على تعقيدات اضافية ، كوجود منافسة لها على مدار الساعة . اندريو لم يفكر ابدا بالزواج ، وقد صرح لها قبل ان تبدا علاقتهما بانه لا يحبذ العلاقات الطويلة الامد . اما هى فقد جارت الامر حينها ، اذ بدا لها من الغباء ان تضع العصى فى الدواليب فى تلك المرحلة من علاقتهما . اما بعد ذلك فاصبح هدفها الوحيد هو حمله على تغيير رايه بالامر ، لكى يقرر الزواج منها ، ويسمح لها بالتالى بحياة من الرخاء ويدخلها الى عالم من الثراء الفاحش 0
منتديات ليلاس
آه ، كلا ! لم تولد بعد المرأة التى تظن ان من حقها الحصول على اندريو باسكالى ، ذى البنية القوية والجسد الطويل المتناسق والمظهر اللاتينى الجذاب . هذا من غير ان نذكر حسابه المصرفى المثير للاهتمام 0
قالت تريشا مناغية وهى تمرر اناملها من خلال شعره الاسود كالليل : يمكنك ان تقابلها ما دامت هنا . ما ادراك ؟ ربما تكون هذه المرأة ما نبحث نحن عنه تماما 0
لم يعجب اندريو بكلمة نحن التملكية ، كما لم يعجبه ذاك الانطباع بانه يتم استخدامه كهدف . ارجع راسه بخفة الى الوراء ، وتصلبت كتفاه العريضتان ، فيما عاد ليجلس من جديد خلف مكتبه . ظهر على وجهه عبوس كبير ، جعل حاجبيه يندفعان نزولا كما لو انهما قضيبان سوادوان مستويان 0
منتديات ليلاس
من المؤكد ان وقت تريشا قد انتهى . غدا صباحا سوف يطلب من احد موظفيه فى الشركة ان يختار قطعة مجوهرات مناسبة غالية الثمن ، ثم يقوم بايصالها الى شقة تريشا مع الملاحظة التى يدونها عادة ، والتى تقول : الوداع من غير ندم . فى تلك اللحظة قرر ان الوظيفة ستكون من حظ المتقدمة الرابعة الا اذا كانت تتجاوز الثمانين من عمرها او خرقاء كئيبة تماما . اما هو ، فلديه عمل اكثر اهمية يتطلب منه الابداع والتركيز ، ويجب ان يتولى امره 0
بدات ميرسى تشعر بغثيان رهيب حالما وجدت العنوان الذى كانت تبحث عنه . ان احد المبانى الواقعة فى احدى المناطق العصرية الى جانب نهر التايمز ، بالكاد يلائم فتاة قروية متواضعة مثلها 0
لطالما اغاظتها كارلى قائلة لها : عليك ان تتاقلمى مع حياة المدينة يا فتاة 0
وذلك حينما كانت ميرسى تعترف لها بفزعها وحيرتها ومخاوفها المتعلقة بالحياة المتسارعة فى هذه المدينة العالمية المتطورة 0
بالرغم من انها تعيش فى لندن منذ سنتين ، الا ان ميرسى ما تزال فتاة ريفية قديمة الطراز ، وتتوق الى الحياة البطيئة الخطى التى هى معتادة عليها 0
لكنها فتاة تتحلى بالعزم والتصميم ، لذا تقدمت صعودا نحو الباب الخشبى الاملس ، وهى تمسك بشدة حقيبة يدها الواسعة الرثة ، ثم ضغطت على زر الجرس . فاجاها الصوت القادم من علبة معدنية صغيرة ، فاطاعت التعليمات التى اعطيت لها ، فابلغت عن اسمها وعملها 0
فتح الباب فى نهاية الامر ، كما لو ان الامر تم بفعل السحر . وجدت ميرسى نفسها تدخل الى ردهة ضخمة جدا ، ذات سقف يرتفع حوالى الثلاثة طوابق ، وينتهى بمطلع درج محاط بسياج يلتف صعودا ، ويؤدى الى الطوابق العليا 0
قابلتها امرأة ذات شعر اشقر منفوش ، وجسد فاتن رشيق . ترتدى سروالا زهريا ، مع قميص تبهر الابصار بلونها اللامع ، تبدو ملتصقة تماما بجسدها 0
شعرت ميرسى على الفور انها اشبه بفارة رمادية صغيرة ثمينة ، حيث بدا لها كأن طولها البالغ خمسة اقدام وثلاثة انشات يتقلص الى مجرد انش او اثنين 0
اعلنت المرأة الشقراء بعد ان رجعت الى قائمة مثبتة بمشبك : لابد انك الانسة هاورد 0
اتبعت اعلانها هذا بابتسامة عريضة كشفت عن اسنان بيضاء ، وبعد دقيقة من الفحص والتدقيق فى بذلة ميرسى الرمادية غير المتكلفة وغير الجديرة بالاطراء ، والتى تشبه الصندوق ، ثم فى حذائها الكبير وفى حقيبة يدها القديمة الطراز ، قالت المراة الشقراء : انا صديقة السنيور باسكالى 0
|