كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
اما اندريو ... فهى ببساطة لم ترغب بان تفكر به ، او بعرضه المهن لها . لو انه حقا مغرم بها ، لما اعتبرت ان هذا العرض مهين لها ، بل لاعتبرته اروع شئ فى الكون باسره 0
حلق قلب ميرسى المسكين لمدة جزء من المليون من الثانية على اجنحة من النشوة العارمة ، حين قال لها اندريو تلك الكلمات السحرية ، ثم عاد فسقط مرتطما بالارض ، كما لو انه بالون من الرصاص ، عندما عاد التفكير العقلانى ليسيطر على ذهنها 0
اندريو لا يحبها ، وهى تعلم ذلك . كما انها تتمتع باحترام كبير لنفسها ، لا يسمح لها بان تخدع نفسها فى تصديق العكس . اراد اندريو اقامة علاقة معها ، وعندما قاومته ادرك ان ذلك ليس ممكنا من دون الارتباط بها 0
سوف تكون ببساطة مجرد انثى فى سرير اندريو ، لا شئ اكثر . وحالما تزول الرغبة المستجدة ، سيقول لها الوداع . وداع حازم جدا ...
فهذا هو الاسلوب الذى اعتاد ان يعامل عشيقاته به ، ولتكن السماء بعون اى امرأة تحاول التعلق به . الم تكن شاهدة على مناسبة كهذه بنفسها ؟
الم يقل لها اندريو بنفسه ان لا نية لديه بالزواج وبربط نفسه باى امرأة خلال المستقبل المنظور ؟ الم يصارحها بانه سوف يعض على الجرح ويتزوج فى وقت ما من المستقبل المبهم والبعيد جدا ، من امرأة تمتلك ثروتها الخاصة المريحة ، اى المرأة التى ستنجب له الورثة ؟ الم يقل ان تلك المرأة ستغض النظر عن خيانته لها فى بعض المناسبات ، وان ذلك امر معروف حتما ؟
ثم تغير كل شئ ... صعق اندريو بشدة لدى سماعة الاخبار المختصة بحالة والدته الصحية المتدهورة وقلبها الضعيف . توفى والده وهو ما يزال غير راض عن اسلوبه فى الحياة وعن المهنة التى اختارها والنساء اللواتى يواعدهن ، اى كل ما يتعلق به . انه عمليا قد تبرا من الابن الذى رفض ان ينصاع لاوامره ، وذلك الامر سبب الحزن العميق لاندريو 0
خشى اندريو ان يخسر والدته ايضا من دون ان يحظى بموافقتها ورضاها عليه ، ما اوقعه فى حفرة عميقة من الجزع والقلق الكئيبين . نزف قلب ميرسى الما وتعاطفا مع اندريو ، فبناء على نصيحتها له لابد انه استغل اخر ليلة له مع كلوديا ليحدثها ويفتح لها قلبه .
لابد انه جعلها ترى انه بالرغم من رفضه الحازم جدا للمهنة ولاسلوب الحياة اللذين ارادهما له كل من والديه ، فقد كان محقا فى اتباع نجمه اللامع المبدع الخاص به ، فها هو قد اصبح شخصا ذا مكانة مرموقة يمكن لكلوديا ان تفخر به .
كما ذهب اندريو الى ابعد من ذلك ، فاراح بال والدته باخبارها ان المرأة التى كانت برفقته فى الفيلا ، ليست واحدة من اولئك العشيقات العاديات . قال لها بان ميرسى هى عروسه العتيدة ، ومن هنا جاء عرضه المفاجئ لها بالزواج 0
فكرت ميرسى انه من غير المستعبد ان يفعل اندريو امرا كهذا ! فهو مندفع ، وعنيد ايضا ومتصلب فى رايه . لابد انه اراد بياس ان يريح بال كلوديا قبل اجرائها للعملية ، ولم يجد افضل من هذه الطريقة ، وهى طمانتها بانه على وشك ان يستقر وينشئ عائلة 0
يجب الا تتدخل مشاعرها الخاصة تجاهه فى الامر . اذا ما وافقت على الزواج به ، لا شك انها ستعيش فى احضان الرفاهية ، لكنها ستبقى منسية فى مكان بعيد ، حيث يتركها اندريو لتربى اولاده ، من غير ان تعلم اين هو ، وبرفقة من يمضى اوقاته !
سالت على خد ميرسى دمعة مزعجة من الشفقة على نفسها ، فمسحتها بكم ثوبها القديم وتجهمت . انها تنتظر انتهاء النهار بنفاذ الصبر ، الى درجة انها قد استحمت وارتدت ملابس نومها فى وقت مبكر جدا ، وكأن ذلك سوف يسرع بمجئ الصباح 0
مشت ميرسى وحاشية ردائها تنجر خلفها . اجبرت نفسها على ابعاد تفكيرها عن اندريو باسكالى الجذاب المتلاعب الذى لا يطاق ، وذهبت لكى تتفحص مقلاة الدجاج مع الفطر الذى كانت اعدته 0
على العكس منها ، يبدو جيمس طويلا ونحيلا ، حتى انه يبدو كانه يعانى من الجوع .
|