كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ميرسى لن تصدقه ، فهى على معرفة بسجله الماضى ، وبآرائه حول الارتباط . سمعت الامر من فمه الكبير شخصيا !
انه بحاجة لان يبرهن لها حبه ، بحاجة الى بعض الوقت ليقنعها انه تغير . سوف ياخذ ما شاء من الوقت ... الى ما لانهاية لو اضطر الامر . سوف يعمل على اغوائها ومغازلتها مرارا وتكرارا ، الى ان تصدقه ... الى ان تقتنع انها لا تستطيع ان تحيا من دونه 0
شعر اندريو انه يتوهج من شدة الاحباط ، فاوى الى السرير ، مفكرا انه سينام باكرا حتى يعوض ما فاته من نوم ، كما قد يفعل اى رجل عقلانى . لكن المشكلة تكمن فى انه لم يكن يشعر بالعقلانية . يا الهى ! انه ليس معتادا على طول الصبر والآناة ، لذا عليه ان يتعلم الصبر الان ، وبسرعة 0
ضغط بابهامه على الزر الذى يطفئ الانارة ، ثم حدق فى العتمة 0
وراى وجه ميرسى ...
ذاك الوجه الجدى اللطيف الجميل ، المحاط بتلك الخصل المتموجة المجعدة الهائجة ، وهى تجبره على تناول فطور مناسب ، فيما جسدها مغطى بذاك الرداء الرمادى الضخم الخالى من الشكل ،
الذى اعتادت ارتداءه فى ارجاء المنزل . ذلك الرداء الذى تبدو فيه كحزمة كبيرة من الغسيل ، ولايعطى ادنى تلميح الى الاستدارات الرائعة المخبأة تحته 0
اما ابتسامة ميرسى الآسرة ، فلم تفشل ابدا فى جعل قلبه يزداد خفقانا ويسارع ضرباته ، الى ان يشعر كانه يغرق فى شعاعها المتوهج الساحر . ما زال اندريو يذكر الالم الذى ظهر فى عينيها المذهلتين بزرقتهما عندما اتهمته بانه يعتبرها سمينة وبشعة ، وهذا هو سبب استخدامها لتصوير الاعلان التليفزيونى 0
منتديات ليلاس
تذكر تلون وجنتيها بلون زهرى باهت ينم عن السرور ، حين فسر لها بانها ليست بشعة ، بل فى الواقع هى من ذلك الصنف من النساء الذى يفضله الرجل الحقيقى على اى عدد من النساء التافهات المختبئات خلف ملابس لماعة . يومها كان يعنى كل كلمة قالها من غير اى تحفظات ، على الرغم من انه لغبائه لم يتعرف الى مدلول ذاك الامر حينها 0
استلزم الامر صدمة رؤية ميرسى متغيرة المظهر حتى يرى ذلك . فى تلك اللحظة اراد ان ياخذها فورا بين ذراعيه . كما انه استغرق المزيد من الوقت حتى ... يا لغبائه الشديد ! حتى يفهم بانه يحتاج الى اكثر من ذلك . لاول مرة فى حياته وجد اندريو المرأة الوحيدة التى يمكنه ان يحبها ، والتى يمكنه ان يمضى بقية حياته برفقتها ، ويكون وفيا لها حتى النهاية 0
لكن هل ترغب ميرسى بما يرغب به هو ؟
لكم اندريو الوسادة حتى سقطت على الارض . نم ! كيف عساه يتوقع من نفسه ان ينام فى حين ان ذهنه مضطرب بشدة ؟
اطلق تنهيدة تنم عن المزاج السئ حقا ، وقال لنفسه ان من الطبيعى ان ترغب ميرسى بما يرغب به هو ، اى الارتباط التام . ما من داع لان يتعب نفسه بالتفكير ، اليس كذلك ؟ فمن الواضح انها تشعر بالانجذاب نحوه ، فقد تجاوبت بقوة مع عناقه لها .
منتديات ليلاس
ان ملاكه ميرسى ليست من صنف النساء اللواتى يسمحن للرجل بمغازلتهن ومعانقتهن من غير ان يتاثرن ابدا . انها ليست من النوع الذى يامل بالحصول على شئ منه ، ولا يشبه اولئك النسوة اللواتى مررن فى حياته فيما مضى من دون ان يذرفن اية دمعة 0
ميرسى هى ابنة قس ، وقد تلقت تربية صالحة حقا ، بحق السماء !
الم تطلب منه صباح ذلك اليوم المميت بان يتوقف ، قائلة له انها لا ترضى بعلاقة عابرة من غير ارتباط طويل الامد ؟ عوضا عن الشعور بالغضب والاحباط ، انتابت اندريو موجة ضخمة من الرقة والاحترام والتبجيل ، والسبب فى ذلك الاكتشاف الذى عرفه عن نفسه ، فهو ايضا يرغب بالارتباط الطويل الامد ، اكثر من رغبته باى شئ اخر فى الحياة . اراد يومها ان يطلع ميرسى على نواياه لولا وصول كلوديا مع اخبارها المزعجة ، ما اجل هذا الاعتراف حينها 0
لم يشعر اندريو طيلة حياته انه غير واثق من نفسه الى هذا الحد . انه يشعر كذلك الان ، ولا يعجبه الامر !
|