كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-نعم . انه تشخيص جيد ، لكن تبقى هنالك دوما نسبة من الخطر 0
هداته ميرسى قائلة : حسنا ! حاول ان تفكر بايجابية 0
عض اندريو شفته بشدة ، فيما رفع راسه بحدة الى الاعلى ، وتوهجت عيناه بازدراء مفاجئ ، وعلق قائلا : لكننى لست مثلك ، اليس كذلك ؟ انا لست شعاعا صغيرا من الشمس ، لست مثاليا ايضا ! اراهن على انك كنت مفخرة فى عينى والديك ، فلم تسببى لهما اية لحظة من القلق !
منتديات ليلاس
استلقى اندريو الى الوراء على وسائد الاريكة ، فيما اطبق عينيه كما لو ان انفعاله جردة من طاقته كلها ، ثم قال : انت لا تعلمين عما تتكلمين 0
عقد العبوس حاجبى ميرسى الناعمين ، فمن الواضح ان اندريو متضايق ومنزعج جدا . لم يكن بمقدورها تصور سبب ذاك الانفعال الذى يظهر عليه ، فقالت له : نورنى اذا 0
صمت اندريو مجددا ، ومرر انامله فى شعره الاشعث ، ثم صر باسنانه فى انفجار من الاحباط الوحشى ، فقال : ذلك سيتطلب بعض الوقت !
تحولت عينا اندريو الضيقتان على عينيها المتسعتين البريئتين ، وعلى الانحناء الرقيق لشفتيها الجميلتين . ثم زم فمه ، ورمى كلامه قائلا : ايعقل ان تفهمى كيف يشعر المرء حين يكون مصدر خيبة امل لوالديه منذ اللحظة التى تعلم فيها المشى ؟ توفى والدى قبل ان اكتسب رضاه على اى شئ يتعلق بى ، واشعر الان بالصدمة لمعرفتى ان الامر قد يتكرر مع والدتى التى احبها حبا جما . اراضية انت ؟
قالت ميرسى بغير ثبات : انا لا افهم 0
غطت تلقائيا يديه بيديها لانه يتالم ، ثم تابعت : لم قد يشعر احدهم ان ظنه خاب بك انت ؟ لو انك كنت ابنى انا ، لكنت فخورة جدا بك 0
اكتسبت ميرسى ابتسامة بطيئة غير متوقعة من قبله ، بالاضافة الى رد اندريو المبهم : لو كنت ابنك انت لشعرت باننى مخدوع 0
منتديات ليلاس
تحركت الان يد اندريو التى كانت تقبع هادئة تحت يدها ، فشبك انامله باناملها ، وترك ميرسى فى حالة من عدم الشك بما يقصده . احست ان قلبها ينقلب فى مكانه ، اما ذهنها فهوى فى سقطة حرة ،
بعد ان فشل فى التحكم بالتغيير المفاجئ فى مزاج اندريو . لم عاد الى التقرب منها ومغازلتها ؟ فبعد ان صدته هذا الصباح ، لا يبدو الامر منطقيا بالنسبة اليها 0
حدق اندريو فى عينى ميرسى المدهوشتين ، فاعترف لها بصوت متقطع مجروح : انا اسف . لا يحق لى ان القى همومى عليك 0
اشتدت انامله الممسكة باناملها ، فيما اخبر ميرسى : كان والدى محاميا ذا سمعة عظيمة ، فقد انحدر من عائلة من المحامين المرموقين . كان رصينا ، كادحا ، وجافا . ارادنى والداى ان اسير على الخطى الجليلة الشهيرة لاسلافى المحترمين ، اما انا فكانت لدى افكار مختلفة عنهم 0
ثم هز ر كتفيه وتابع : عرفت ما الذى ارغب بفعله ، فسرت فيه قدما ...
طمأنته ميرسى : حققت نجاحا كبيرا فى ذلك 0
فيما بذلت مجهودا لتمالك نفسها ، تساءلت كيف يستطيع اى والد او والدة ان يتحكما الى هذا الحد بابنهما ، فلا يشعران بالسرور لقيامه بملاحقة ما يهواه 0
تابعت تطمئنه : لابد انهما استطاعا رؤية ذلك ؟
هز اندريو راسه نفيا ، فقال : جل ما لاحظه كل منهما هو اسلوب حياتى . كنت اقود السيارات السريعة واواعد النساء غير المناسبات ، واخترت مهنة اعتبراها مبتذلة ومصدر ضجة وخداع . كان يجدر بى ان امارس مهنة صعبة ... مملة ... وان استقر وانشئ عائلة ! حفظت تعاليمهما عن ظهر قلب ، وذلك هو السبب الذى دفعنى الى تقليل عدد زياراتى لهما اكثر فاكثر على مر السنين 0
ضاقت ملامح اندريو مظهرة الندم المرير ، وتابع : كان بوسعى ان احاول اكثر جعلهما يفهمان الواقع ، فلا يعتقدان اننى ارفضهما كاشخاص 0
احست ميرسى فى داخلها بالحنق والغضب تجاه والدى اندريو، اللذين حملاه هذا الذنب غير الضرورى ، لكن رغبتها وحاجتها لان تهدئه كانت اقوى من اى رغبة اخرى 0
|