كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد اندريو معاكسا باسلوب ناعم حريرى ، فيما ارتسمت ابتسامة مغيظة على فمه العنيد ، فقال : انت لن تضجرينى ابدا ، اما فيما يخص احترامك لجسدك ، فعليك ان تفعلى ذلك . ان تحترمى ما يمليه عليك .... انا وانت خلقنا لبعضنا البعض 0
وضع يده تحت ذقنها وراح يمرر اصابعه برفق ونعومة حول وجهها ثم تابع : انسى دور مدبرة المنزل ... اخرجيه من راسك !
فى تلك اللحظة بالذات شعر اندريو بالصدمة لدى ادراكه امرا جديدا : هو لم يعد يرغب بان تكون ميرسى فى موضع التابعة له او الموظفة لديه ، لذا نقى حلقه وتابع بصوت خشن : سوف اوظف عشرات عاملات التنظيف حتى يتبعن تعليماتك ، ما يسمح لك بان تكونى امراتى ، فتعملين على اطعامى وجبات ملائمة ، وتملأين غرف منزلى بالازهار ، وتعلقين صورا ماخوذة من علب الشوكولا على جدران غرفة الطعام 0
عضت ميرسى على لسانها ، فهى تتمتع بحس جيد ينبئها متى ينبغى عليها ان تلزم الصمت . كانت قد شعرت بالدهشة فى داخلها لصمت اندريو الملحوظ حينما علقت صورة مطبوعة بين مجموعة لوحات الفن المعاصر المعلقة فى منزله وهى صورة كوخ مسقوف بالقش ، ومحاط بملايين الازهار .
ذكرها المنظر بقريتها حيث عاشت طفولتها . من جهة اخرى هى لم تتمكن يوما من فهم ما يفترض ان تمثله لوحات اندريو تلك . تمكنت من استعادة بعضا من سلامة العقل لديها حتى تتطرق – ولو بصوت ابح مخجل – الى الموضوع الاهم : انا بحاجة الى كسب قوتى ، اذا كنت قد نسيت الامر 0
رفع اندريو احد حاجبيه السوداوين بتكاسل ، فيما ظهر على فمه استمتاعه الشديد وهو يرد : انت لن تحتاجى الى اى شئ يا ملاكى . سوف تحصلين على ما ترغبين به من الملابس الفاخرة ، والياقوت الازرق الرائع ليناسب عينيك الجميلتين ، والماس الملائم لنقاء قلبك الملائكى ، والياقوت الاحمر لخصوصية لحظاتنا الحميمة 0
اطبقت ميرسى اسنانها باحكام ، وابتلعت فقاعة من الهستيريا . ان فكرة امرأة يحتفظ بها اندريو ، ويغمرها بالجواهر لا تتلائم مع ما تفكر به عن نفسها مطلقا ، كما انه لا يجدر بها ان تفسح المجال فى راسها لتلك الصورة الحقيرة المذلة . عليها ان تقول له فى الحال : شكرا ، لكن لا ! شكرا على عرضك 0
سوف تقوم باعمال التدبير المنزلى لصالحه ، اذ لا خيار اخر لديها ان كانت ما تزال تنوى مساعدة شقيقها فعلا ، لكن عليه ان ينسى موضوع محاولة اغوائها ، لان كل الجواهر الموجودة فى العالم لا تقدر على شفاء جروح قلب مفطور 0
دخلت ميرسى فى معركة ضاربة مع احاسيسها ، فحاولت ايجاد الكلام المناسب لاقناعه بانها ليست ذاك الصنف المبتذل من النساء . اولئك النساء اللواتى اعتاد ان ياخذهن الى سريره ، ثم يهرع بسرعة خارجا من العلاقة حالما يشعر بالملل ، او حينما يدخل فى مرأى نظره جسد امرأة اشد اغراء 0
*****
انتهى الفصل الثامن 0
|