كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان اندريو مستندا الى الاعلى على مرفقه ، وهو يتحسس ازرار قميصه بضعف من غير ان يحقق اية نتيجة . اما عيناه السوداوين فكانتا تضيقان مناشدتان اياها لمد يد المساعدة اليه . فما عساها تفعل غير ذلك ؟
بذلت ميرسى مجهودا جبارا لدفع وزن جسده الثقيل كى يجلس باستقامة نوعا ما ، فيما خلعت عنه القميص المشبعة بالتعرق ، هذا الامر ارغمها على التواصل القريب مع اندريو ، وهو ما اقسمت على تجنبه كما تتجنب مرض الطاعون . لا يمكن ان يكون ذلك البريق الذى لمحته خلف رموشه السوداء الكثيفة المغمضة جزئيا بريقا ماكرا . لابد انها الحمى ! اما النبرة الابحة المخجلة التى بدت فى صوتها وهى تناوله كوب الماء مع حبة الدواء ، قائلة : تناول هذه ، فجاءت نتيجة المجهود الذى بذلته للتو . آه ، بالطبع ! لاعلاقة للبحة فى صوتها بتلك البشرة السمراء لكتفيه العريضتين ، ولا بعضلات جذعه المحددة 0
منتديات ليلاس
سالته وقلبها يتخبط بقوة : اين ثياب النوم ؟
صحيح انها تهتم بغسل ملابسه كجزء من عملها ، وهى تعلم انه لا يستخدم ثيابا للنوم . لكنه حتما يمتلك زوجا من الملابس المخصصة للنوم فى مكان ما ، ولولم يكن ذلك الا للحالات الطارئة 0
-انها فى الدرج السفلى 0
اخذ اندريو يدفع خصر سرواله ، فيما بدا على وجهه عبوس ينم عن التركيز . بعد ان احضرت ثياب النوم الخاصة به من ذلك الدرج ، انحنت بدافع منطقى لفعل الامر الذى لا مفر منه . احكمت اغماض عينيها وساعدته على التخلص من سرواله وارتداء سروال النوم . بدت محرجة وخجلة لوثوقها من ان وجهها قد تلون بلون احمر غامق رهيب 0
استرقت النظر من بين رموشها ، ذلك ان العمل بعينين مغمضتين بدا صعبا ، فوجدت ان المهمة قد انجزت بنجاح . بعدئذ البسته القميص المخصصة للنوم ، واصبح بامكانها ان تغطيه بحذق بواسطة اللحاف الذى كان قد رماه جانبا ، فاصبح الان مكوما عند اسفل السرير 0
منتديات ليلاس
تنفست ميرسى الصعداء محاولة سحب الهواء الى داخل رئتيها ، وراحت تساعده ليعود الى وضعيته المريحة على السرير 0
آه يا الهى ! يا لها من لحظات محرجة ! احست ان بشرتها تحترق ، فيما خارت قوى رجليها . اما اندريو فبدا مستمتعا بالامر على الرغم من مرضه ، اذ سالها بصوت ابح : الم تشاهدى رجلا عاريا من قبل ، هاورد ؟
ارادت ان تلف اصابعها حول رقبته فتخنقه لانه ما هو عليه ، لانه جعلها تحبه ، تشتاق اليه ، وتهتم لامره حقا الى حد كبير !
تمالكت نفسها ، ثم غطته باللحاف الخفيف الوزن ، وجمعت الملابس المرمية كى تعالجها لاحقا . ثم قالت له بارتجال واضح وكان الامر ليس بذى اهمية مطلقا : بالطبع شاهدت ... عدة مرات 0
لطالما ساعدت والدتها فى غسل شقيقها جيمس اثناء الاستحمام حين كان طفلا ، لذا فهى لم تكن تكذب ، اليس كذلك ؟
احست ميرسى بالرضى لانها تمالكت نفسها ، فحرمت اندريو من المتعة التى قد يكتسبها من استنتاج الحقيقة فى راسه الوسيم جدا . فى الواقع لم يكن لديها اى صديق حميم من قبل ، لكنها لم تكن تسمح لاندريو بمعرفة ذلك . انسحبت من الغرفة وهى تقول له : سوف احضر لك كوبا من العصير . بعدئذ عليك ان تحاول الخلود الى النوم 0
عندما عادت الى المطبخ وقفت ميرسى تحدق فى الفراغ ببساطة ، فيما قبضت باحدى يديها على كوب عصير الليمون الذى سكبته للتو . اقلقها ادراكها لحقيقة مشاعرها تجاه رب عملها الذى لا يحتمل ، لكنها بطريقة ما سوف تتدبر امرها للتغلب على هذه المشاعر المفرطة الحساسية 0
انها معروفة بقدرتها على ان تكون عقلانية ومنطقية ، اليست كذلك ؟ والان حان الوقت لتكون على قدر مستوى تلك السمعة الجيدة . سوف تتصرف بحزم فى وقت لاحق ، اما الان فمن غير المعقول ان تقدم استقالتها فيما الرجل يعانى من المرض . ضميرها لن يسمح لها بذلك 0
حالما يتعافى اندريو ، سوف تفعل ذلك الامر تماما ، آملة ان يوفقها الله بعمل اخر وبمكان اقامة بديل . بعدئذ يمكنها البدء بعملية الشفاء ، محاولة ان تنسى انها راته يوما فى حياتها ، وبانها وقعت فى غرامه راسا على عقب . انه التصرف العقلانى الوحيد الذى يمكنها ان تقوم به 0
راحت تتقدم فى طريقها ببطء شديد بسبب حاجتها الماسة الى التفكير العقلانى وهى فى طريقها للعودة الى الطابق العلوى .
|