كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
استنشقت نفسا عميقا ، ثم عادت وتوجهت الى الطابق العلوى نحو غرفة اندريو ، وسارت متقدمة الى داخل الغرفة مباشرة . غاص قلبها الى اعماقها حين راته ممددا هناك على السرير مرتديا ملابسه باستثناء سترة البذلة . بدا تنفس اندريو بطيئا وثقيلا ، وتساءلت ان كان يجدر بها ان تتركه نائما حتى يصحو من تلقاء نفسه 0
اطلق اندريو انينا ثم استدار على ظهره ، فيما بقيت ذراعاه ممدودتين الى جانبيه . دنت ميرسى من السرير بحركة خفيفة ، ثم القت احدى يديها الباردتين على جبينه ، وسرعان ما ادركت بانه يعانى من ارتفاع شديد فى الحرارة . تخبطت معدتها بشكل مؤلم حين ادركت انه مريض 0
منتديات ليلاس
فتح اندريو عينيه المحرورتين ، وقال : كم الوقت الان ؟
-تجاوز الساعة الثامنة 0
راقبته ميرسى بقلق متزايد وهو يجاهد كى يجلس مستقيما ، عضت على شفتها فيما قال لها اندريو بصوت يشبه النقيق : يفترض بى ان اكون قد غادرت المنزل فى هذا الوقت . احضرى لى قهوة سوداء 0
دفعة رقيقة على كتفه كانت كافية لجعل اندريو ينهار مجددا ، ويستلقى الى الوراء على الوسائد . قالت له ميرسى بحزم : انت لست على ما يرام ، ولن تبرح الى اى مكان اليوم . ابق حيث انت . ساحضر لك مشروبا تتناوله 0
كانت اولويتها الان هى مكالمة طبيبه هاتفيا . حماسها الحاد وقلقها عليه ، جعلاها تبلغ المطبخ فى وقت قياسى . هناك تصفحت دفتر ملاحظات كانت قد ملأته مدبرة المنزل السابقة ، مدونة ارقاما مفيدة وهامة . ضغطت بقوة على رقم هاتف العيادة الخاصة بطبيب اندريو 0
تلقت التاكيد المطمئن من الطبيب آلينغهام بانه سيحضر خلال النصف الساعة القادمة ، فاستقرت دقات قلبها على نمط ابطأ 0
كان اندريو يجاهد للجلوس مستقيما من جديد ، فور دخولها الى غرفته مجددا ، حيث قال : ساصل متاخرا 0
منتديات ليلاس
بعد اقل من لحظة ، انهار اندريو مجددا على الوسادة فاقد القوى 0
خلعت ميرسى حذاءه من غير ان تسمح له بان يخمن او يقدر كم هى قلقة عليه ، وهى تقول : قلت لك للتو انك لن تعمل اليوم . اخبرنى فقط بمن على ان اتصل حتى اشرح له الوضع ، بعد ان يراك الطبيب 0
اطلق اندريو رفضه بحرارة لاذعة : لست بحاجة الى طبيب ، ايتها المرأة البائسة !
ثم اطبقت عيناه فجاة ، كانما ارهقه الاعتراض . فبدت رموشه الطويلة الكثيفة على شكل هلالين بلون الدخان ملتصقتين ببشرته الشاحبة 0
احست ميرسى بالذعر وتنبهت الى الخطر المحدق باندريو ، كارهة رؤيته على هذا الشكل . لطالما راته يتالق ممتلئا بالحيوية ، لذا جرت عدوا نحو الحمام . فملآت كاس ماء من الصنبور البارد ، ثم عادت ورتبت لنفسها فسحة على السرير الى جانبه . مررت ذراعها تحت كتفه ، ثم رفعت راسه وقالت برقة : اشرب هذا 0
بدا كانه يحترق من شدة الحرارة ، تساءلت ان كان هناك ما يكفى من الوقت لاقناعه بارتداء ملابس نظيفة مخصصة للنوم قبل وصول الطبيب . امسكت الكوب وقربته الى شفتيه ، محاولة تجاهل ومضة البرق التى ضربتها بقوة وصولا الى اعماقها ، فيما احتك وجه اندريو بجسمها 0
فتح اندريو احدى عينيه وقد شعر بالكوب البارد الملامس لشفتيه الحارقتين الجافتين . انها ترتدى قميصا قرمزية اللون اليوم . ارتشف مطيعا رشفة ماء ، ثم ادار راسه المتالم نحوها من جديد ، فاحس بشعور افضل الى حد كبير . تاثر جسده بقربها منه ، ولم يعد لديه شك بخصوص الجاذبية التى يشعر بها نحوها . القى براسه على كتفها متاوها . يا لهذا المرض ! لو لم يكن يشعر بهذا الوهن والضعف ، لرماها على السرير ، وراح يعانقها الى ان يشبع شوقه ولهفته اليها ، مهما كانت العواقب !
اخذت ميرسى نفسا شديد الاهتياج ، فيما جاش صدرها تحت القميص الحريرية ، ففاضت فى اعماقها الحرارة الملتهبة . ايمكنه ان يعلم ما الذى يحصل لها ؟ اتراه يدرك ما الذى يفعله بها ؟ اوه ، انها حقا تامل الايكون مدركا لتاثرها به .
|