كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السابع و الأخير
شكرته ايف , وانغمست معهم في نقاش ودود و بدا لها أنها تحلم , و كان العشاء لذيذا و لطيفا و الحديث مسلي , و كانت نظراتها دائما تقع على اندريس الذي ازداد سحرا بمرحه و خفته , الحمد لله أن ليزا ستعود , وإلا كم من الوقت ستصمد أكثر في إخفاء مشاعرها عنه؟ وبعد العشاء انتقلوا إلى الشرفة لشرب القهوة .
منتديات ليلاس
- أشعر بأن علاقتك باندريس تحسنت منذ المرة الأخيرة ...همست السلطانة بإذنها و هي تأخذها جانبا . احمر وجه الفتاة وأجابتها متلعثمة .
- نعم ....أعترف أنني كنت مخطئة بحقه.
- أنا متأكدة أنك تملكين تأثيرا قويا عليه , انه يتكلم عنك بحماس.
أحست الفتاة بالحزن , فهي وحدها تعلم أن هذا الحماس نابع عن مجرد الإعجاب لا أكثر .
- نعم , هذا صحيح , فنحن على علاقة جيدة ,لكن لا يمكنك أن تزعمي بأنه بحاجة لي فقلبه مشغول.
- هذا يدهشني , ايف نحن أقرب أصدقائه , ولم يكلمنا عن شيء كهذا .
- انه كتوم .
- هيا ايف أنا متأكدة أنه لايوجد شيء من هذا القبيل .
- لكن عندما يعمل المرء مع شخص لمدة سنوات عديدة تربطه به علاقة قوية جدا ..أخرجت هذه الكلمات من فمها رغما عنها .
- اعذريني , لا أريد إحراجك ..قالت السلطانة و هي تداعب خدها بلطف ...أتمنى أن تسامحيني .
- بالطبع ! أنت طيبة و لطيفة جدا , وأنا سعيدة جدا بهذه السهرة الرائعة برفقتك .
- أنا أيضا سعيدة يا عزيزتي , أتمنى أن تزوريني دائما .
- بالتأكيد ..أجابتها ايف مبتسمة .
- أعتقد أنه يجب أن نذهب ايف ..قال اندريس و هو ينضم اليهما .
- ماذا؟ بهذه السرعة ؟ سألته السلطانة ....يبدو أنك تهرب كي لا تخسر في لعبة البريدج أمامي .....
- أوه زامينا , أنت تعلمين أنني لست لاعبا ماهرا....
- هذا ما تزعمه , لكن يجب أن تعدني بأن تأتي يوما لأغلبك أمام ايف .
انحنى اندريس مبتسما و نظر بطرف عينه إلى ايف التي احمر وجهها من الخجل , أحست بأن السلطانة تحاول التقريب بينهما . ورغم دقات قلبها المتسارعة , قررت أن تبقى متحفظة معه , وتمنت أن لا يظن بأنها توسلت إلى السلطانة كي تقرب بينهما .
عادا إلى المستشفى بصمت ثقيل , وعندما توقف اندريس أمام مدخل المستشفى لم ينزل من سيارته . ماذا ينتظر ؟ تساءلت ايف بقلق ولم تجرؤ على النزول.
- اسبقيني , ايف سأصعد بعد قليل , لا أريد أن أفرض وجودي عليك أكثر .
ذهلت ايف بكلامه و قالت : هذا سخيف , اندريس ........أبدا أنا لم ....
- لا بالتأكيد ..قاطعها بصوت مرتجف ...انزلي بسرعة أرجوك.
نزلت ايف بعد تردد قصير , ماذا يخشى ؟ أيخاف أن تتعلق به أكثر ؟ وما أن دخلت وأشعلت النور حتى صرخت مرعوبة , انه هنا! عيونه الكبيرة و ابتسامته المرعبة ....البوموه! و صرخت من جديد و تراجعت ....فاصطدمت بالحائط.
- أوه لا , لا!
فجأة أحست بذراعين قويين يضمانها ...ايف! ماذا حصل لك؟ سألها اندريس بقلق ..لا تخافي أنا هنا معك .
رمت ايف نفسها على صدره و أجهشت بالبكاء , فداعب شعرها و هو يهمس بأذنها بكلمات عذبة إلى أن هدأت وتجرأت أخيرا على رفع نظرها , وكانت دهشتها كبيرة عندما وجدت أمامها جاكو العجوز , وليس البوموه الساحر .
- جاكو ! أهذا أنت ؟ اعذرني لأنني صرخت ...اعتقدت أنك البوموه ..قالت وهي تبتعد عن اندريس .
- لم أكن أريد إخافتك , جئت لأشكرك أنت و الطبيب لقد أنقذتما حياتي .
- أنا سعيدة بشفائك . جاكو و لكن الشكر يجب أن يكون لايف فقط , هل تناولت العشاء؟
- لقد قدمت لي آنيا الطعام . وعلمت منها أنكم بحاجة لعامل في الحديقة ...أنا .....إذا كنتم.....
- عد غدا جاكو . سنرتب لاحقا هذا الأمر . شكره العجوز و خرج فأقفل اندريس الباب وراءه .
- مرة أخرى .أنت كنت على حق , ايف .قال لها اندريس مبتسما .
- أنا شخصيا لم أكن أتخيل أن لديه أي أمل بالشفاء .
- وأنا أيضا , لكنني اعتقدت أنه يجب المحاولة على الأقل .
- تنقصني جرأتك ايف .قال و هو ينظر مباشرة إلى عيونها ..لقد تعلمت منك أشياء كثيرة بوقت قصير .
بجهد كبير, استطاعت الفتاة أن تبعد نظرها عنه , يجب أن تحافظ على مسافة بينهما حتى عودة ليزا
- تصبح على خير اندريس. قالت بهدوء , وصعدت إلى غرفتها .
|