كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الأول
ارتعبت ايف كارول فجأة عندما أحست بان محرك سيارتها بدا يضعف على هذه الطريق التائهة في غابة ماليزيا.
ولم يكن من السهل السير على ارض موحلة من المطر و خاصة عندما تكون النباتات الشامخة تحجب آخر إشعاعات للشمس.و كانت الفتاة قد تأخرت في الوصول إلى دانتنغ, الله وحده يعل أية مخاطر يتعرض لها من يتوه في هذه الطبيعة الكثيفة 00
ففضلت الفتاة أن تخفف سرعتها كي توفر القليل من الوقود الذي بقي في خزان سيارتها ((ليس مهما أن اصل متأخرة في أول يوم لي))
فكرت الفتاة وهي تمسح بيدها العرق المتصبب على جبينها .إنها بحاجة لحمام بعد هذه الرحلة الطويلة,هذا إذا كانت المستشفى التي طلبتها للعمل فيها توفر قدرا من الراحة , و لكن ماذا يمكنها أن تأمل في الريف؟ لا شيء يقارن حتى الآن. وفجأة . لفت نظرها نور بعيد،أيمكن أن تكون قد وصات أخيرا إلى القرية؟ ولكن لا, ليس إلا نور مصابيح سيارة أخرى تنعكس في مرآتها ،إلا إذا كان..........وقفز قلبها من الخوف.
وتذكرت القصص المرعبة التي سمعتها من أصدقائها عن مجموعات إرهابية تقضي على كل ما يقع بين أيديها , فداست ايف على دواسة السرعة ,و خلفها,مصابيح السيارة الأخرى اقتربت بسرعة اكبر,ثم ارتفع صوت زمور مزق الصمت, فانتفضت الفتاة و أفسحت بعض المجال لسيارة رانج روفر(أنا شخصيا بفضل الهامر) كبيرة تخطتها و تسببت برش الماء الموحل على سيارتها . و على ضوء المصابيح القوية ,لاحظت ايف وجه ذلك السائق المتعالي الذي لم يعرها أية التفاتة.
((يا له من وغد !)) صرخت ايف وهي تراه يختفي أمامها في الظلام .
وتمكنت ايف من تجنب الأشجار الضخمة التي على جانبي الطريق ،لكنها للأسف لم تستطع تجنب حفرة غرزت فيها دواليب سيارتها الخلفية.
((اوه لا، لم يكن ينقص سوى هذا ))صرخت بيأس ثم جربت مرة و مرتين وثلاث مرات،لكن للأسف ،كانت الدواليب تدور بسرعة دون أن تتمكن من الإقلاع من الحفرة التي أصبحت سجينتها.
سحبت الفتاة مفاتيحها ،و أمسكت مصباح يدها و نزلت من السيارة لتتفحص الأضرار، لم يكن الوضع مناسبا في هذه الغابة المظلمة حيث حل ألاف الأصوات مكان صوت المحرك، أصوات الحيوانات ،حفيف الأوراق،صفير غريب ،فارتعشت رغم الحرارة الخانقة و عادت إلى خلف المقود و انطلقت بعد عدة محاولات،و ما هي إلا دقائق حتى تراءت لها أنوار القرية ، دانتنغ أخيرا!
وللأسف كانت خيبتها كبيرة عندما وجدت نفسها في وسط الغابة ومكان المنازل الأولى للقرية ،وجدت محطة قديمة للوقود على الأقل هذا يحل لها مشكلة الوقود،كي لا تتوقف سيارتها في مكان معزول.
عندما سمع وصولها ،نهض رجل كان يقرا صحيفة و تقدم نحوها ، لكن ابتسامته تحولت إلى دهشة عندما رأى الفتاة و كانت ترتدي بلوزة قطنية بللها العرق و بنطلون و صندل مليء بالوحل ، حييته ايف وطلبت منه أن يملا لها خزان الوقود.منتديات ليلاس
((انت انكليزية؟)) سألها الرجل بحذر ((اسف ليس لدينا وقود ،ارجعي غدا)).
|