كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
انتفضت ايف و دق قلبها , والتفتت نحوه و فاجأتها نظراته الساحرة التي تخترقها .
- اقتربي ايف . و مد يده نحوها . رغبت ايف بالهرب فجأة , لكنها تقدمت نحوه , وما أن اقتربت منه حتى ضمها بهدوء و كأنها أغلى شيء في الوجود . و داعبت أصابعه شعرها , و كتفيها بينما أسند خده على خدها , فتمنت أن تذوب فيه و تنسى كل شيء بين ذراعيه القويتين! لكن هناك ليزا! وخافت أن ترى في عيونه نفس اللامبالاة للتي قرأتها في عيون مايكل عندما وصلت إلى كوالا لومبور ...
- دعني , أرجوك ........توسلت إليه بصوت مرتجف . فنظر إليها بعمق ثم ابتعد عنها , كانت أنفاسه متسارعة , ولاحظت ايف الخيبة في صوته عندما قال ..اعذريني...ماذا يحاول ؟ أيشعر بحاجة لامرأة بقربه كي ينسى معها حبه الأول ؟
- خذي اشربي كأسك . قال لها بسخرية آلمت قلبها . فحملت كأسها و نظرت إليه طويلا . كيف يجرؤ على اتهامها بالوفاء لمايكل ؟ أهو وفي مع ليزا ؟ شعرت بالإهانة و لم يعد بإمكانها التحمل أكثر , فوضعت الكأس من يدها و ركضت إلى غرفتها و أقسمت أن تطرد اندريس كريغ من أفكارها .
في اليوم التالي , كان المطر قد توقف و ظهرت أشعة الشمس بين الغيوم الرمادية , يبدو أن النهار سيكون جيدا , فانيا عادت و جاء عامل لإصلاح خط الهاتف . لكن اندريس نزل متأخرا من غرفته , و كانت الفتاة لا تعرف كيف ستواجهه بعد مشهد الأمس .
بعد تناول الفطور , كشفت ايف على المرضى كعادتها كل يوم , وسجلت الملاحظات في الملف الخاص , و كان اندريس قد ذهب إلى القرية و لم يعد إلا في المساء. كانت ايف تنتظره على الشرفة , و تتساءل كيف ستتناول الطعام معه على نفس الطاولة , ولكن يجب عليها أن تعتاد على ذلك طالما أنهما سيبقيان معا حتى عودة ليزا . و عندما وصل , قررت أن تصعد لتنام بدون عشاء , لكنه اقترب منها بهدوء وقال .
- ايف . أيمكنك التصرف وحدك ليوم أو يومين ؟
- نعم .
- يجب أن أمر على مستوصفات المنطقة , وسأستغل الفرصة لأسجل ملاحظاتي حول مختلف حالات فقر الدم في كيانونغ.
- تبدو هذه فكرة ممتازة ..و شعرت بالراحة لأنه لم يلمح إلى تلك اللحظات الحميمة التي جمعتهما معا بالأمس .
- ماذا تشبه كيانونغ؟
- إنها بلدة كبيرة يرأسها إقطاعيون , وحالة الزارعين فيها أكثر بؤسا من هنا .
واتخذ الحديث جانبا لم تكن ايف تجرؤ على تخيله , وها هما يثرثران حول مواضيع عامة تخص الحياة في ماليزيا . صعدت إلى غرفتها لتنام بعد أن حيت اندريس تحية المساء بشكل أخوي , أخوي! هذه الكلمة الصحيحة التي تحدد علاقتهما . قد يكون أخيرا فهم رغبة الفتاة بالمحافظة على علاقة متحفظة معه .
خلعت ثوبها الذي طالما أنّبها انريس على ارتدائه , الآن , يبدو و كأنه لم يعد يلاحظه , وجلست على السرير للحظات و نظراتها تائهة في الفراغ , و عادت من أحلامها على وقع خطواته في الممر . فعادت صورة شفاهه وهي تقترب من شفاهها إلى ذاكرتها , وأحست بارتعاشه و هي تتذكر دفء ذراعيه ...تعالي... و كأنها سمعت همس هذه الكلمة تأتي من خلف الباب و ظلت تردد في ذهنها و هي تقاوم رغبة قوية و حاجة لرؤيته. فنهضت كالمسحورة و اتجهت نحو الممر , انه ينتظرها هي متأكدة من ذلك , ولكن للأسف لم يكن هناك أحد , فالطبيب دخل غرفته , يالها من حمقاء ! ماذا تخيلت ؟ هذا سخيف ! فدخلت غرفتها و أغلقت الباب بعنف تردد في الصمت و استلقت على سريرها غاضبة من نفسها أكثر من غضبها من أندريس. فجأة سمعت طرقات على بابها , فدق قلبها بسرعة .
- من ؟
فتح الباب و ظهر اندريس و كان قد خلع قميصه و لايزال يرتدي بنطلونه .
- ماذا هنالك ؟ اعتقدت أنني سمعت ضجة ..سألها بقلق .
منتديات ليلاس
- لا....لا شيء .أجابته متلعثمة ..أؤكد لك , بإمكانك أن تعود بدون........و قطعت كلامها و لاحظت فجأة أن أزرار قميص نومها مفتوحة على صدرها .
- تصبحين على خير . قال بسرعة و ظهر عليه الارتباك , واختفى قبل أن تتمكن من الإجابة .
على الأقل هذا أفضل! ماذا كانت تأمل ؟ لا شيء ممكن بينهما , فأحست بالوحدة و تقلبت في سريرها طويلا .
|