الفصل الرابع
ظلا صامتين للحظات طويلة و هي تسند رأسها إلى كتفه , كم تمنت لو تطول هذه اللحظات ! و لكن هناك ليزا التي تحاول أن تنسى مع اندريس حبها الميؤس من بليك , وهناك اندريس أيضا من يحب ؟ مساعدته أم ألم ذكرى تلك الجرّّّّاحة اللامعة ؟
- كيف حال السلطانة؟ سألته فجأة
- إنها بخير, اطمئني فهم يجرون لها الفحوصات اللازمة..ثم جلس عاى الكنبة و مد رجليه أمامه
- فهمت أخيرا أنني أملك جوهرة في فريقي , للحقيقة كنت أشك بمقدرتك في البداية , كنت مخطئا , وأقدم لك الآن كل اعتذاري , فأنت ممرضة ماهرة , وفتاة شجاعة.
- أشعر بالجوع.........
- أنا أيضا , ولكن أين آنيا ؟
- يبدو أنها هربت عندما اكتشفت أن المريض هو البوموه نفسه.
- لا بأس , سأعد العشاء بنفسي ...قال اندريس بمرح.
ضحكت ايف , ولم تتخيل كيف سيكون منظر الطبيب في المطبخ , وتبعته إلى المطبخ تساعده .
- مايكل ذلك الشاب ...أهو مهم بالنسبة لك ؟ سألها فجأة .
انتفضت ايف , إذا هو سمعها و هي تتحدث على الهاتف , و ها هو الآن يطلب تفسيرا
- مايكل ؟ و كيف تعرف بوجوده , لابد أنك سمعتني أكلمه ..أجابته بارتباك .
فنظر إليها طويلا , ولاحظت القلق في عيونه . يجب أن تتصرف .
- أنا....جئت إلى ماليزيا .....لأتزوجه.
ساد صمت طويل , وتابع اندريس تقطيع الخضار , إن عدم مبالاته تجرحها , ولكن هذا أمر طبيعي ...فهو مغرم بليزا ! فحاولت أن تغير الموضوع .
- يبدو أنك طاه ماهر .
- يسرني أنك اعترفت بأن لي فائدة في هذه المستشفى . قال ممازحا .
- اعذرني , لم أكن أفكر بخلق متاعب لك.
- انسي كل هذا , وتذوقي هذه السلطة .
- أوه .إنها لذيذة حقا.
- عندما يكون لدينا وقت , سأعلمك إعداد بعض أنواع السلطات الشهية , هذا إذا لم يكن صديقك مايكل لم يعلمك من قبل .منتديات ليلاس
رغبت ايف فجأة بأن تصرخ و تقول له إنها لا تحب مايكل , ولكن لا...الأفضل أن تسكت , وأن تحافظ على مسافة بينها و بين اندريس
- أنت لم تجيبي ؟ يبدو أنك لا ترغبين بالكلام مع غريب عن مايكل هذا .
تناولا العشاء بصمت , ثم قرر اندريس الكلام أخيرا.
- يبدو أن بليك معجب بك ايف , فرغم المطر الشديد , جاء ليسأل إذا كنت تحتاجين شيئا.
- حقا؟
- احذري منه , فهو ليس أهلا للثقة .
- أنت لست عادلا , بليك شاب خدوم , ويمكن الاعتماد عليه .
- أنا لا انوي أن أوطد علاقتي معه..أجابها و نظر طويلا في عيونها . ارتبكت ايف تحت نظراته العميقة و كلامه العدائي , فنهضت لترفع المائدة , لماذا يدق قلبها بهذه السرعة ؟ لم تكن تشك بأن اندريس يكره غريمه لهذه الدرجة , وبنفس الوقت هو يحب ليزا كثيرا , و تأخرت في المطبخ قصدا , وعندما عادت كان اندريس يجلس على الكنبة و كأنه ينتظرها .
- تعالي و اجلسي قليلا ايف . وملأ لها كأسها
- لا شكرا , لا أريد . وجلست على الكنبة المواجهة له .
- كان نهارك شاقا . القليل من هذا الشراب سيشعرك بالتحسن .
قبلت ايف الكأس و عادت لمكانها .
- ايف , سأصعد إلى غرفتي , و لكن قبلا , أريد أ ن أقول لك....بدون شك , أنا كنت فظا معك في البداية . ولكن نشاطك........
- أنا أقوم بواجبي , ليس أكثر .
- بلى , كما و أنك كنت رائعة اليوم , أي شخص مكانك كان لينهار .
هذا الإطراء الصادق جعلها تشعر بالراحة ,أيدرك أية مشاعر تتخبط بداخلها ؟ أربكتها هذه الفكرة , فنهضت ووقفت أمام النافذة لماذا لا يتركها بسلام ؟ ألا يفهم أنها بحاجة للوحدة لتستعيد توازنها ؟
- ايف انظري إلي.