عاد المطر يتساقط بغزارة , و أصبحت القيادة أكثر صعوبة , ولكن ايف ركزت كل اهتمامها على الطريق , و تمكنت من الوصول إلى المستشفى بأسرع وقت ممكن .
- آنيا ! لقد وصلت . نادت ايف بأعلى صوتها , لكنها لم تسمع أي جواب , فدخلت فورا الى غرفة المرضى و هي تتساءل ماذا ستفعل إذا كان هذا المريض يعاني من التهاب في الزائدة , ستضطر عندئذ لاصطحابه الى المستشفى
تفاجأت كثيرا هندما رأت الغرفة غارقة في الظلام , يبدو أن العاصفة قطعت التيار الكهربائي , فضغطت على زر الكهرباء , فأضيء النور بشكل طبيعي , هذا أمر غريب ! آنيا لا تطفئ النور بهذا الوقت المبكر .
وجدت مريضها ممدا على أحد الأسرة و عيونه مغمضة دو نائما , على الأقل هو لا يتألم كثيرا ز
- مساء الخير , أنا الآنسة كارول , ما الذي يؤلمك ؟ رفع المريض حاجبيه و حدق بايف بنظرات مخيفة , , فحبست الفتاة صرختها , هذا الرجل لا يبدو مريضا . ما معنى كل هذا ؟ و اجتاحها خوف كبير عندما رأت ابتسامة الرجل الساخرة .
- آنيا! صرخت ايف بأعلى صوتها , ولكنه لم تسمع جوابا ,شيء غير طبيعي يحصل هنا , فهربت إلى المطبخ , لا أحد , لماذا آنيا ليست موجودة ؟ قد يكون أصابها مكروه !
تقطعت أنفاسها و ظلت بدون حراك للحظات , إنها وحدها في هذا المكان المعزول مع غريب مخيف , و اندريس لم يعد بعد !
فجأة سمعت خطوات جعلتها تنتفض , انه يبحث عنها , ماذا سيحل بها إذا وجدها , وأخذت ترتعش , يجب أن لا تستسلم للخوف و ان تواجه مهاجمها . عندما ظهر على العتبة أمامها , تنفست بعمق , البوموه! كيف لم تتعرف عليه ؟ لم يكن يضع قناعه و عقده , فتحدته بنظراتها للحظات طويلة .
- ماذا تفعل هنا ؟ سألته بصوت قوي .
لأنها كلمته أولا , فقد كل توازنه بسرعة , يبدو أنه كان جبانا و لن يحاول شيئا معها .
فجأة , ضحك ضحكة شيطانية , و سحب من جيبه سكينا لوح به تحت أنف الفتاة , ولكن لم تكن قروية ساذجة , فتابعت النظر إليه بتحد دون أن ترمش , فصرخ كالوحش الكاسر و قفز و هرب راكضا , فتبعته إلى الخارج و رأت خياله يبتعد....
هذا المشهد أصابها بتوتر شديد . فعادت إلى المطبخ , وسكبت لنفسها كوبا من الماء , وشيئا فشيئا , عادت دقات قلبها للانتظام فصعدت إلى غرفتها واغتسلت .
عندما عادت إلى الصالون شعرت بأن المكان أكثر فراغا , يا الهي كم تحتاج لاندريس ! فجأة تجمد الدم في عروقها , لمحت على أحد الأسرة لعبة من القماش صفراء , مغروزة بالدبابيس ,البوموه هو أيضا !لقد وقع حكما بالموت عليها , فأجهشت ايف بالبكاء , وأخذت ترتجف , لا, لا يجب أن تنهار , فجمعت كل شجاعته و رمت اللعبة على الأرض , وبنفس الوقت سمعت هدير سيارة بالخارج , فاختبأت و استعدت لمواجهة أي طارئ , بعد لحظات دخل اندريس ووجدها تقف خلف أحد الأسرة .
- ايف ! ماذا حصل؟
- أوه اندريس! هذا أنت !الحمد لله....
ضمها الطبيب بين ذراعيه كما يضم طفلا صغيرا .
- هيا ايف لا تخافي , أنا هنا الآن . و فجأة لمح اللعبة مرمية على الأرض .
- البوموه ! آه فهمت كل شيء .........قال غاضبا
- كم أنا سعيدة برؤيتك , اندريس
- هل تعرض لك ذلك ال.........
- دعنا منه الآن ....أنا متأكد أنه لن يزعجني بعد الآن.
- أنت فضولية .ايف! قال لها فجأة .
- لا أبدا ...و لكنني أرغب بالثرثرة قليلا ....لا بد أنني أفتقد ليزا ..أضافت و هي تراقب ردة فعل الطبيب .منتديات ليلاس
- إنها بحاجة للراحة , للحقيقة أعترف أنني اعتدت على تنشق رائحة شايها الأخضر وأنا أشرب قهوتي في المساء ..أجابها مبتسما . يبدو أنه قادر دائما على إخفاء مشاعره تحت ظل المزاح ساد صمت قليل بينهما , وانهمر المطر بغزارة على زجاج الشرفة.