- العجوز المجنون! تمتم اندريس و هو يهز رأسه غاضبا . ثم شربوا الشاي بسرعة , ووعد اندريس الوالدة بزيارتها مرة ثانية , وبعد أن استأذن منها , أمسك يد ايف التي أصبح و جهها شاحبا جدا و خرجا .
- أنا مسرور لأنه جاء وأنا هنا ..قال لها و هما يتجهان نحو السيارة ..لا أعتقد أنه خطير حقا و لكنه يسبب بلبلة .
- أتمنى أنك لا تكون فضلت البقاء في دانتنغ فقط لحمايتي من البوموه و قطاع الطرق ؟ سألته ايف بتأثر .
- ليس لهذا السبب فقط , اطمئني ..أجابها بابتسامته الساحرة ...و لكن ألا زلت مستعدة لمساعدتي بأبحاثي ؟
- أوه , بكل سرور!
- شكرا ايف ..أجابها بنظرة حارة أربكت أعماق كيانها و بدا لها أن شعورا أعمق بكثير من الصداقة بات يربط بينهما , وأنه لن يقطعه شيء أبدا . ما أن وصلا الى المستشفى حتى رن جرس الهاتف , فأسرع أندريس و رفع السماعة.
- دكتور كريغ , نعم ....أوه , نعم غدا إذا كان هذا يناسبك ادوارد.....
و غطى السماعة بيده , وقال لايف بصوت منخفض .انه القصر . من يكون ادوارد هذا ؟السلطان؟ اسم غريب لأمير ماليزي .
- ليزا ستسافر اليوم ,لن يبقى سوى ممرضة انكليزية ..أضاف اندريس ..نعم ,سأطلب منها اذا لم يكن لديها ارتباط آخر . و التفت نحوها متسائلا
- باستثناء عملي هنا , ليس لدي شيء آخر . أجابته بدهشة
- حسنا سنأتي معا لتناول الغداء في القصر , و ستتصل آنيا في حالة الضرورة .
كادت ايف تقفز من الفرح , دعوة!يا للحظ! و لقصر السلطان ! إنها دعوة مغرية ! كانت متحمسة جدا و لكنها لا تملك سوى هذه الملابس التي أعارتها إياها ليزا , إلا أن هذه المشكلة لن تفسد فرحها . على كل حال أليس هذا هو زيي البلد التقليدي ؟
شرب الجميع القهوة لآخر مرة قبل رحيل ليزا على الشرفة بانتظار وصول بليك على أمل بدون شك أن يؤخروا ساعة الفراق قدر الإمكان. كان الجو حارا رغم هطول المطر الذي لم يكن كافيا لترطيب الجو , المطر لم يكن يزعجهم لولا سفر ليزا إلى كوالا لومبور , فالطرقات تصبح موحلة و صعبة.
-
اعتقد أنني أسمع هدير سيارة سائقك , ليزا.....قال د.كريغ فجأة . انتفضت ليزا و أصغت جيدا.
- حقا ؟ أنت متأكد ؟
فنظر إليها بحده لم تفت على ايف , وعقد حاجبيه بعصبية , و كأنه يحاول السيطرة على غضبه فكرة أن يكون متعلقا جدا بليزا , كما كانت تعتقد في البداية , أرعبت ايف من جديد , ولكن هذا يثير العجب و الدهشة , فليزا التي تبدو مغرمة ببليك تنظر إلى اندريس بحنان و كأنها تقول له أنا أحبك أنت أيضا . بالنسبة لايف هذا يعتبر اعترافا , لقد أدركت أخيرا العلاقة المعقدة التي تجمعهما , حب ليزال بليك هو حب بدون أمل , كيف يمكن للشاب الوسيم المرح هذا لا يرمي نظراته عليها ؟ بهذه الظروف من الطبيعي أن تتعلق أيضا باندريس كريغ الذي يكن لها مشاعر عميقة و صادقة . لقد بات كل شيء واضحا , الغيرة التي يكنها اندريس نحو بليك التعقيد الذي يربطه بليزا ....أي مكان إذن تشغله ايف ؟ بالتأكيد ليس لها أي مكان باستثناء دور الممرضة الذي تلعبه في هذه الحلقة المفرغة.
- إذا إلى اللقاء ليزا ..قال لها أندريس وهو يشد على يديها بحرارة .....بلغي تحياتي لشقيقتك و ابنتها . ولا تنسي أن ترسلي لنا أخبارك ....ثم نهض و نظر نحو سيارة بليك التي تقترب بعين الغضب. رأت ايف الطبيب يدخل و انقبض قلبها , هذا المشهد قضى على وهم تولد عندما طبع اندريس قبلة خفيفة على شفتيها يوم أمس
- وصلت سيارة السيدة! قال بليك بمرح كعادته .
- هذا لطف منك أن تقودني إلى المطار بليك....استقبلته ليزا بخجل و إشراق .
- يسعدني دائما مرافقة سيدة جميلة ...أجابها بليك بمكر . ضحكت ليزا , لأنه كان من الصعب مقاومة مزاح بليك الذي أسرع و حمل الحقيبة و مد ذراعه نحوها .
- هيا بنا إذا كنت تريدين السفر حقا , فبعد ساعة ستصبح الطريق أكثر صعوبة .
قبلت ليزا ايف ...إلى اللقاء ايف , أتمنى لك حظا موفقا .
- لا تقلقي , ليزا و لتكن إجازتك موفقة .....تمنت لها ايف ذلك بكل صدق .
عندما انطلقت السيارة , لرأت ايف ليزا تحرك يدها مودعة . فرفعت يدها على الفور لكنها أدركت بسرعة أن زميلتها كانت تنظر إلى شخص خلفها . فالتفت و رأت اندريس يقف أمام الباب يحدق بالسيارة التي تبتعد. بماذا يفكر ؟ هل بدأ يفتقدها ؟ لابد أنه يشعر بالتعاسة لأنها الآن مع بليك منافسه....
فجأة رن جرس الهاتف , فدخل اندريس قبلها , لابد أنها حالة طارئة ....فحاولت ايف أن تميز ما يقوله , لكنها من حيث هي لم تتمكن من فهم كلامه الذي كان يقطعه الصمت , وأخيرا أقفل السماعة و عاد إلى الشرفة . اتجهت ايف نحوه مستعدة لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر , لكن كلماتها ماتت في حنجرتها عندما لاحظت وجهه العابس و الغضب الذي يتطاير من عيونه .
- أنت طلبت فحص الدم للصغيرة ؟
- نعم....
- بماذا تتدخلين ؟ انفجر غاضبا ...لقد سبق و قلت لك ألف مرة أننا ر نجري تحاليل مخبريه إلا في حالات الضرورة القصوى , أتدرين كم يكلفنا ذلك؟ إذا تابعت على هذا الشكل , فنحن لن نملك فلسا واحدا لتشغيل هذه المستشفى .
- و لكن كان يجب أن نتأكد من التشخيص! لقد سبق لي أن رأيت طفلا يموت من مرض ابيضا في الدم....وهو بنفس العوارض...
- هذا ليس صحيحا , و إذا كان لديك أدنى شك , كان بإمكانك على الأقل أن تكلميني , إذا لا أريد أية مبادرات من هذا النوع , أرجوك ! يبدو أن حالة مات عبد الله أثرت عليك و جعلتك تتوهمين الكثير .
نظرت ايف إليه و هو يدخل بذهول , العلاقة التي ربطت بينهما لبعض الوقت اختفت تماما . و لم يبق أي أمل بفرصة ثانية لاستعادة محبة و ثقة الرجل الذي تحبه.
كانت ايف تجلس على الشرفة تكتب رسالة لخالتها مريان التي هي قريبتها الوحيدة و تفكر بخلافها مع الطبيب اندريس , وفجأة انتفضت عند سماعها كلمة ....مساء الخير ....فرفعت رأسها و ابتسمت له بخجل , ولاحظت أنه لا يزال غاضبا .
- أنا ....كنت أعتقد أنني أحسنت التصرف عندما طلبت هذا الفحص.
- يبدو أنني لم أكن واضحا, نحن لا نجري تحاليل إلا عندما ر يكون لدينا خيار آخر
- سأتذكر هذا....بالمناسبة , لقد وعدت ليلى بإعادتها هذا المساء إلى منزل ذويها , سأستغل الفرصة كي أضع هذه الرسالة في مركز البريد.
- انتظري حتى الغد , فالظلام حالك , و اعتقد أن المطر سيتساقط من جديد.
- أوه , الطفلة المسكينة ستشعر بالخيبة , كانت سعيدة جدا عندما قلت لها بأنها ستنام الليلة مع والدتها .
منتديات ليلاس
- حسنا بهذه الحالة , أنا من سيوصلها . هكذا أكون مطمئنا أكثر .
- لماذا ؟ لا أحتاج إلا لخمسة دقائق .
- هذا إذا لم تتعرضي لحادث ....أجابها و قد فقد صبره ...كما و أن البوموه قد يستغل الفرصة ليلعب دوره الحقير.
- أتعتقد أنه من الحذر أن أبقى هنا وحدي ؟ تخيل أن المجرمين جاؤوا !