هذه الكلمات كان لها وقع السحر , فنهض الطبيب دلاسنغام وأمر الصبي بأن يتمدد على السرير و بعد خمسة دقائق أدخل الصبي مات عبدا لله إلى غرفة العمليات ,بينما كانت ايف في المكتب تنتظر خروجه من غرفة العمليات ,الحمد لله أنها تدخلت قبل فوات الأوان . فجأة فتح الباب فانتفضت الفتاة التي كانت قد بدأت تغفو0
- دائما بملابس أنيقة , آنسة كارول؟
- دكتور كريغ!! صرخت ايف بدهشة 000لم أستطع تغيير ملابسي 000
فهز د0كريغ رأسه و جلس خلف مكتب د0لاسنغام . كم من الوقت بقيا صامتين ؟ دقيقة ؟ عشرة دقائق ؟ لم يكن يسمع في الغرفة سوى صوت عقارب ساعة الحائط الخشبية0
- أتريدين بعض الشاي ؟ سألها اخيرا0
-لا شكرا ,أرغب فقط بمعرفة أخبار مات قبل أن أعود إلى دانتنغ0
- كما تشائين , ولكن هذه المرة تحققي من الوقود قبل الذهاب0ولم يترك لها مجالا لإجابة لأنه خرج على الفور , فهزت ايف كتفيها , وكانت معجبة بقامة هذا الطبيب ووسامته , ولكنه للحقيقة يشبه دبا خرج للتو من الغابة ,وأسندت رأسها الى المكتب على ذراعيها , وغفت لبعض الوقت و لم تستيقظ إلا عندما أحست بيد تهز كتفها 0
- لقد أصبح مات بخير0000ففركت ايف عيونها ورأت أمامها الدكتور دلاسنغام يبتسم لها بمرح0
- برافو آنسة كارول , هذا الصبي يدين لك بحياته0
- يجب000أن أتصل بليزا في مستشفى دانتنغ و لكنني لا أعرف رقم الهاتف 00أجابته متلعثمة 0
- لا تقلقي , سأهتم أنا بالأمر 00و رفع السماعة على الفور
- ألو آنسة كاي ؟ هنا مستشفى جاهم لا تقلقي ستكلمك زميلتك 00و ناول ايف السماعة 0
- ليزا طمأني السيدة عبد الله بأن ابنها بخير 000نعم , كان ذلك بسبب انقطاع الشريان الطحالي متى يعود؟ و نظرت الى الطبيب متسائلة0
- بعد عشرة أيام على الأكثر 00قال الطبيب
- بعد عشرة أيام ليزا أنا , سأعود حالا
- لا مجال لذلك 00تدخل د0دلاسنغام 00لن أدعك ترحلين و معدتك خالية , ستتناولين العشاء عندنا , فزوجتي ستكون سعيدة جدا بالتعرف عليك
- هذا لطف منك . ولكن000أنا لست000و نظرت إلى ملابسها0
- هذا ليس مهما بإمكانك الاستحمام في المنزل 00ثم حل قناع الجراحة الذي كان لا يزال يتدلى من عنقه
- انتظريني في المدخل , سأوافيك بعد خمسة دقائق 0
و بعد عشرة دقائق ,أوقف الدكتور سيارته أمام منزل كبير تحيط به حديقة رائعة 0
- ها نحن قد وصلنا 000قال لها د0 دلاسنغام 0
- سيارتي !!!صرخت ايف بدهشة 000كيف وصلت إلى هنا؟
- تولى أحد أصدقائي أمرها , كما و أنه ملأ خزانها بالوقود 000أجابها الطبيب مبتسما 0
من فعل ذلك؟ و لماذا هذه الابتسامة المرحة ؟ و فهمت أخيرا عندما لمحت د0اندريس كريغ , الله وحده يعلم ماذا يصيبها من الارتباك و الاضطراب أمامه , وبصعوبة بالغة تمكنت من أن تحني رأسها قليلا بكل تهذيب 0
- شكرا لأنك اهتممت بسيارتي 0
- هذا ليس بالأمر الكبير 00أجابها مبتسما 000أنا من يشكرك لأنك منحتني فرصة تذوق طعام مضيفتنا الرائعة 00 ثم انحنى بلطف 0 بهذه اللحظة خرجت السيدة دلاسنغام لاستقبالها 0
- أنا سعيدة جدا بالتعرف عليك آنسة كارول و لكن بدون شك تفضلين الاستحمام قبل تناول الطعام000
- بكل سرور , لا بد أن منظري فظيع 000
- لا تبالغي , فأنت رائعة رغم هذه المغامرة التي قمت بها 0
و رافقتها إلى حمام واسع , فوقفت ايف أمام المرآة , ما الذي لا يعجب الدكتور كريغ في ملابسها , فهي جميلة و تناسبها جيدا؟ إلا أن شعرها ليس مرتبا , و حذاءها موحلا , وبعد هذا الحمام , شعرت ايف بالانتعاش و المرح , و انضمت إليهم في الصالون , وكانت الليلة مقمرة و الجو لطيف جدا فجلست قرب السيدة دلاسنغام و استمعت بانتباه إلى الحديث , ثم نهضت لمساعدة السيدة في إعداد المائدة , وكانت على الفور شعرت بلطف نحوها و أدركت أنهما ستصبحان صديقتين0
و بعد هذه السهرة اللطيفة , رافقها الدكتور دلاسنغام و زوجته حتى سيارتها و أرشداها على الطريق المؤدية إلى دانتنغ , بينما د0 كريغ ظل جالسا في الصالون , ولكن أي دليل على التهذيب و اللياقة كانت تنتظره منه ؟ على كل حال الطريق اليوم أفضل من الأمس , وخزان الوقود مليء 000بفضل الطبيب كربغ , هذا صحيح , لماذا ملا الخزان . أيسخر منها , أم يرغب حقا في مساعدتها 0
و في صباح اليوم الثاني , وجدت ايف الفطور جاهزا فتناولت طعامها و دخلت إلى غرفة المرضى وهي تتساءل أين ذهبت ليزا0
- كيف حالك اليوم؟ سألت الطفلة سوكي 0
- بخير , متى ستسمحين لي بالعودة الى المنزل ؟ سألتها الطفلة بتوسل 0
- يجب أن نسأل الآنسة كاي , يا عزيزتي 0
وللحقيقة كان اختفاء ليزا قد بدأ يقلقها , وكذلك الممرضة زينة و الطاهية آنيا ليستا موجودتين كيف يتركن المستشفى بهذا الشكل المفاجئ ثم خرجت و ألقت نظرة على الخارج فلم تجد أي أثر للمرضى من أهل القرية الذين كانوا ينتظرون كعادتهم أي لغز هذا ؟ هل تعرضت المستشفى لهجوم عصابات ؟ لا وإلا لكانت انتبهت , أهناك حالة طارئة استدعت وجود ليزا و زينة زانيا ؟ لا و إلا كانوا تركوا لها ملاحظة 0
منتديات ليلاس
بعد ساعة من القلق قررت أن تسال سكان القرية فانتعلت حذاء جلديا و توجهت إلى القرية و حملت معها حقيبة الطوارئ , في الأمس كانت القرية تعج بالحركة و بصراخ الأطفال فلماذا هي خالية اليوم؟ كما أنها لم تلتق بأحد في طريقها 0 و فجأة سمعت صوت رجل يتكلم بصوت مرتفع , فاتجهت نحو الصوت فرأت عددا كبيرا من الأهالي متجمعين حوله , و عندما اقتربت أكثر , رأت الرجل الذي يتكلم , يضع ريشا ملونا على رأسه و يعلق في عنقه ثلاثة جماجم لسعادين صغيرة و إذا هذا هو البوموه , ماذا يروي لهم , وفجأة لمحت ليزا كاي التي تستمع هي أيضا لأوامر الرجل , فتقدمت ايف باتجاهها لكن امرأة صرخت فجأة و أشارت نحوها و ارتفع الهمس بين الأهالي , واستطاعت ايف أن تميز اسمها من خلال تعليقاتهم الغير مفهومة 0