لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-11, 12:49 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



3-موسيقى وعاصفة

أسابيع قليلة تفصلهم عن موعد الاحتفالات المدرسية في التمثيل والموسيقى. ستقام الحفلات في قلعة البافيون. انها قاعة حديثة تمثل صرعة في البناء المتجدد. أعطي للمهندس الحرية المطلقة في بنائها. وتتكون القاعة من ثلاث طبقات شيدت فوق بقايا آثار قديمة على ضفة النهر. وتحيط بالبناء حدائق كثيفة تتخللها ممرات ضيقة وفسحات واسعة ونوافير المياه المتناثرة هنا وهناك. كان سكان المنطقة فخوروين بهذا الصرح الفني، لأن القاعة مركز أدبي وفني يعرض فيه التلاميذ مواهبهم الموسيقية وكفاءاتهم التمثيلية مما يساهم في رفع المستوى الثقافي والفني لبيئتهم.
اتفقت لين مع تلاميذ الصف المنتهي المتحمسين ان تلتقيهم يوم السبت بعد الظهر في المدرسة، لتساعدهم وتدربهم في اتمام برنامج الاحتفال. كانت تمثيلياتهم وأشعارهم ضمن برنامج صفها قبل ان تجبر على تغيير اسلوبها في التعليم وتعود الى الطرق التقليدية.
منتديات ليلاس
كانو بستعملون المسجلة في بادئ الأمر. يتلون الشعر مع خلفية موسيقية من تأليفهم، ويستمعون الى نتائج عملهم ويقيمونه، واذا كان مرضياً تدربوا عليه بأنفسهم. بعضهم يعزف الموسيقى وبعضهم يتلو الشعر.
كانت لين ترتدي بنطلوناً أحمر بلتصق بجسمها مع كنزة حمراء تناسبه. دخلت المدرسة ولاحقتها عيون فريق رجال التنظيفات النهمة باستحسان وهي تمر بهم في الممر. دخلت غرفة صفها وحملت المسجلة من الغرفة المجاورة فوضعتها فوق مكتبها بانتظار وصول فريق السباب لمساعدتها في حملها. دخل التلاميذ الشبان..... وهم في الثامنة عشرة من عمرهم تقريباً. التفو حولها يحدقون بها ويتفحصونها كما يفعل الرجال الكبار أمام المرأة الجميلة. وصفر أحدهم اعجاباً. وقال آخر:
-يا إلهي! كم يليق بك هذا البنطلون ياآنسة هيوليت!
ثم دار حولها باعجاب. ضحك الجميع وضحكت لين معهم بروح طيبة. سألها احدهم:
-هل ستقابلين صديقك بعد التمرين ياآنسة هيوليت؟
-لا. سأذهب لمقابلة صديقة.
-ولماذا تهدرين كل هذه الشياكة من أجل صديقة؟
تقبلت لين تعتقليقاتهم وعبارات الاعجاب بروح رياضية. شعرت ان مزاجهم برئ وشاركتهم ضحكاتهم بصدق. ثم التفتت اليهم بجدية وقالت:
-هيا بنا الى غرفة الموسيقى.
حمل الشباب مجموعة مختلفة من الآلات الموسيقية التي سيحتاجونها. الكمان، القيثارة، الجيتار، السيكلوفون (آلة موسيقية مؤلفة من صف من القضبان الخشبية يعزف عليها بالضرب على هذه القضبان بمطرقتين خشبيتين صغيرتين) والمندولين والفلوكنسييل (آلة موسيقية مؤلفة من قضبان حديدية متدلية تضرب بمطرقتين). كذلك حضر معهم شباب الكورس الذين سيرافقون بأصواتهم الشابة الآلات الموسيقية. كان الشباب يتدربون على قراءة اشعارهم الجديدة والمبتكرة مع خلفية موسيقية.
كان حماس الشباب كبيراً. بقيوا يتدربون ساعتين دون كلل. ونسيوا انفسهم في العمل مما اضطر عامل التنظيفات المكلف بإغلاق غرفة الموسيقى ان يذكرهم بالوقت الذي شارف على الانتهاء، لأن عليه ان يقفل المكان قبل ذهابه.
منتديات ليلاس
شجعتهم لين وشكرتهم على جهودهم. كان سرورها كبيراً بالنتائج. ما قام به هؤلاء الشبان من الصف المنتهي، وهم في طريقهم الى التعليع الجامعي، كان مدهشاً. الشعر الذي ألفوه مبتكر وعميق، وقد كان تأثير الموسيقى عليه كبيراً مما اضفى على العمل الخيالي شكلاً دراماتيكياً ومسرحياً.
رتبت لين غرفة المسيقى بعد ان غادرها الشباب. لبست سترتها وقررت ان تتمشى الى بيت صديقتها ماري بدلاً من ركوب الباص. الطقس بديع وقد تركت سيارتها في الموقف قرب منزلها. وسارت على طريق النهر. كان لديها بعض فتات الخبز تود ان تطعمه للبط والأوز الذي يعيش في النهر. مدت ذراعها وهي تمسك بفتات الخبز في كفها، تنتظر وصول البط.
سمعت لين وقع أقدام خلفها ثم سمعت رجلاً يقول:
-أليسو جياعاً؟
قفزت لان مستغربة. لو تتوقع ان تلتقيه..... انه كريس. قال كريس يورك مبتسماً:
-أهلاً يا لين.
شعرت بانقلاب تام في ضربات قلبها حين ناداها باسمها الأول دون مقدمات. ثم أكمل:
-لا أفهم لماذا لاتنجذب هذه المخلوقات....... لماذا لاتحضر لتأخذ الخبز.
احمرت وجنتا لين خجلاً وهي تلحظ انجذابه اليها ومراقبته المتفحصة.كان يتصرف معها كتصرف الشباب المراهقين بعد الظهر ساعة التدريب. نفس نظرة الاعجاب والرضى.
-هل ستقابلين صديقك؟
ضحكت لين وهي تخبره ان تلاميذها الشبان سألوها نفس الؤال منذ ساعتين.
قال جاداً:
-لن استغرب ذلك. انك ترتدين طقماً خلاباً.
ثم عاود سؤاله:
-هل انت ذاهبة؟
-تقصد انني ذاهبة لملاقاة كين؟
هزت رأسها نفياً.
-انه يذهب الى نادي الشباب كل سبت بعد الظهر ويدربهم على لعبة الكريكيت (لعبة من ألعاب كرة المضرب) وكرة القدم. انا ذاهبة لزيارة ماري. دعتني لتناول الشاي وسأساعدها في تصفيف شعرها.
-لنجلس قليلاً على هذا المقعد الشاغر. أريد ان أتحدث معك. أردت الاتصال بك هاتفياً الأسبوع الماضي ولكن عملي حال دون ذلك. اعطيني هذا الفتات.
أخذ فتات الخبز منها ورماه بعيداً في النهر.
جلست على المقعد تنتظر جلوسه قربها وقد غمرها شعور غريب. نفس الشعور الذي يخالجها كلما كانت بصحبته. شعور بالخوف من ان تكون قد اقترفت ذنباً دون ان تدري، وشعر بالشوق. تساءلت في نفسها: هل اقترفت أي ذنب الآن؟ جلس ببطء وبدأ حديثه قائلاً:
-سألت المسؤول الاداري اذا كان يعرف نادياً للموسيقى في المنطقة كي انضم اليه وأصبح عضواً فيه. استعلم وأخبرني ان هناك نادياً موجوداً وسكرتيرته هي الآنسة لين هيوليت وعنوانها: شقة 12 كرانلي هوس، 23 شارع فارنينغا.
رفع حاجبيه وسألها:
-هذه انت بالمصادفة!
ضحكت لين وقالت:
-نعم أنا هي ويسرّنا ان نرحب بك في النادي يا استاذ يورك. يسرنا دخول أعضاء جدد. نحن نجتمع شهرياً في منزل رئيس النادي. يملك أجهزة ستريو وسماع الموسيقى من خلالها ممتع.
أخرج مفكرته من جيبه وسألها:
-متى تجتمعون للمرة المقبلة؟
-الخميس القادم.
-انني أريد الحضور. كيف اذهب لهناك؟
-الأفضل ان تحضر الى منزلي وتوقف سيارتك ثم آخذك بسيارتي وأعرفك على الجميع. هل يناسبك هذا الترتيب؟
-نعم.
-أنا عادة اصطحب ماري معي. سنذهب ثلاثتنا سوية. كين يذهب أيضاً بسيارته.
ثم نظرت اليه بخبث وقالت

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 12:51 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

:
-أتمنى....

ترددت.
-ماذا تتمنين؟
-أتمنّى ان يعجبك نوع الموسيقى التي نسمع. معظمها كلاسيكي لبيتهوفن وموزارت وبراهمز. نحن لانحب الموسيقى الخفيفة.
نظر اليها كريس متعجباً من حديثها وقال:
-سأنتظر سماعها بفارغ الصبر. وان لم تعجبني استطيع ان اتوقف عن الحضور أليس كذلك؟
نظرت اليه لين مستغربة لهجته المتسائلة. كانت تعابير وجهه جدية. وران صمت ثقيل بعد ذلك. كانت لين تسمع خرير مياه النهر وخفيف أوراق الشجر التي كان النسيم يتلاعب بها وصياح الاولاد عن بعدوهم يلعبون قرب ضفة النهر. تأثير هذا الرجل وهو يجلس قربها عجيب. الهدوء يلفهما وهما صامتان. أدارت وجهها لتنظر اليه ولمحت تساؤله وهو يقول:
-هل ستذهبين مع كين غداً؟
-نعم. سنذهب في رحلة بحرية وسنتناول الشاي في استراحة النهر.
تساءلت لين في نفسها: لماذا يصب اهتمامه على كين؟
-أنت تحبين النهر. أليس كذلك؟ رأيتك هنا منذ اسبوع. كنت ترتدين بنطلوناً احمر وتستلقين في المركب. افترضت وجودك مع كين.
ضحكا سوياً ثم أكمل:
-سأتغيب عن البلد في عطلة نهاية الاسبوع وسأعود الاثنين صباحاً.
-هل ستذهب بعيداً؟
هز رأسه موافقاُ وقال:
-سأذهب الى لندن. سألتقي صديقة قديمة لي لم أرها منذ فترة طويلة. كلمتك عنها. سألتقي انجيلا كاستلا، المغنية.
-نعم. لقد اخبرتني عنها.
شعرت لين بطعنة في صدرها ولكنها تجاهلتها. كانت تعلم ان كريس سيلتقي انجيلا في المدينة. انه حر في تصرفاته. له حق الاجتماع بمن يريد وهذا الشأن لايعنيها ولا يمكنها ان تتدخل فيه. وقفت مودعة وقالت:
-سأراك فيما بعد يااستاذ يورك. الخميس المقبل حوالي السابعة والربع مساءً في منزلي. مساء الخير واتمنى لك عطلة ممتعة.
-شكراً. بالمناسبة يا لين اسمي كريس.
-مساء الخير يا كريس.
-هذا أفضل.
تصافحا مودعين ثم افترقا.بعد ظهر يوم الاحد ذهبت لين برفقة كين في نزهة نهرية على مركب صغير. ربطا المركب الى شجرة قرب ضفة النهر وصعدا الى الضفة ليرتاحا في ظل شجرة وارفة منعزلة. وبعد ان تناولا الشاي، تمدّدا فوق العشب الاخضر باسترخاء. اغمضت لين عينيها وبدت كأنها تنعم بسبات هادئ. جلس كين قربها يدخن سيكارته ويراقب بكسل حركة المراكب في النهر، وينظر من وقت لآخر الى فتاته الشابة النشيطة المفعمة بالحيوية والمستلقية قربه. كان يفكر فيها بحنان بينما كانت هي تسرح بتفكيرها الى لندن حيث ذهب كريس. كانت تتساءل بامتعاض اذا كان يستمتع بزيارته لانجيلا. هل دعاها للعشاء والرقص؟ وماذا يفعل الآن؟
هل من الممكن ان تكون انجيلا حبيبته الجميلة قد خسرت شيئاً من جمالها بمرور الزمن؟ هل ذبلت؟ هل هما خطيبان؟ اذا كانا كذلك فلماذا لم يتزوجا بعد؟ ما العلاقة التي تربطه بها خلال هذه السنوات؟
انتهى كين من سيكارته. اطفأها و|أشعل سيكارة على الفور. انه لايدمن التدخين المفرط ولكنه بدا منفعلاً في تلك الامسية. قال بلطف فائق:
-لين؟
فتحت لين عينيها وحدقت به وقالت:
-نعم يا كين؟
-كيف انتهى نقاشك مع المدير والمفتش؟ من ربح؟
-هما. بالطبع.
-هل تقصدين انك رضخت لمشيئتهما؟ هذا ليس من طبعك. ان عملك غير اعتيادي.
-كانا اثنين ضد واحدة. كنت واحدة ضد الجميع..... أو هكذا فهمت من نقاشهم.
جلست لين ونظرت جادة الى كين وسألته:
-كين! هل تعرف احداً من افراد الهيئة التعليمية يتذمر من طريقتي في التعليم؟ هل ماري من ضمن هذه الفئة؟
-أنا لاأعرف احداً منهم يا لين. ولكنني واثق ان ماري ليست منهم. اسمع الكثير من اللغط في غرفة الاساتذة حول هذا الموضوع. الاحاديث تتناول طريقة تدريسك. كبار المعلمين لايرحبون بالطرق الحديثة في التربية. لقد اعتادوا الطرق التقليدية ويشعرون بالراحة في تطبيقها.
-التقليديون، كبار السن، يخافون التغيير. انهم يرون فيه تهديداً سافراً لنجاحهم في عملهم المعتاد.
-اعتقد ذلك. هذا صحيح.
استلقت لين فوق العشب الأخضر من جديد وأدارت وجهها بعيداً عنه، وأكملت حديثها قائلة:
-كان عليك ان تسمع بعض الاتهامات التي واجهني بها المفتش..... لقد انضم الى جانب المدير في رأيه. لن أسامحه ابداً على مافعله بي في ذلك اليوم. لقد جردني من ثقتي بنفسي واحترامي لذاتي. لن أنسى فعلته الشنيعة طول حياتي.
أنهى كين سيكارتهواطفأ عقبها ثم انحنى فوقها يخاطبها برقة:
-لننس هذا الموضوع يالين. لننس العمل ومشاكله. لننس المدير والمفتش ولنتكلم عن انفسنا.
أمسك بذقنها بين اصابعه وادار وجهها اليه بحنان ورقة. عانقها بلطف وقال:
-لين انا احبك واريدك. هل تتزوجيني؟ تتركين التعليم وهؤلاء الناس لشأنهم. قال كين كلامه هذا بتصميم اكيد والحاح. كان مضطرباً وهو يعاود عناقها بقوة.
أرادت لين مبادلته عناقه ولكن صورة المفتش الوسيم المتعجرف مرّت بذهنها. ارتعدت فرائصها. كان المفتش ينظر اليها بعينيه الرماديتين الرائعتين نظرة غريبة لم تفهمها، ولكنها تلقائياً وجدت نفسها تدفع كين بعيداً عنها وهي ترفض عناقه، وتبعد وجهها عنه بحركة عفوية. نظر كين اليها مستغرباً تصرفها وهو يقول:
-ماذا حصل؟ لماذا ترفضين عناقي؟
-آسفة ياكين! ولكن لامزاج لي الآن.
كانت تتنفس بصعوبة وتتكلم ببطء:
-لااستطيع ان اعطيك الآن جوابي بشأن الزواج. عليك ان تصبر قليلاً.
-الصبر؟ ولكنني لست ملاكاً. انني انسان له ميول وشعور واحتياجات. وانا معك يا لين لااستطيع ان اتحلّى بالصبر. انت تفهمين قصدي جيداً.
وقفت لين. ورتبت شعرها بيديها. كانت لاتزال ترتجف خوفاً من صورة كريس التي مرت في مخيلتها وقالت بحزم:
-لنذهب يا كين!
مشيا سوياً الى رصيف الميناء. وبدا كين ساكتاً وحزيناً.مدت لين يدها وأمسكت بيده. وعلى الفور استعاد كين مرحه السابق الذي لايفارقه. توقفا قرب بائع البوظة وهما يتكلمان ويتضاحكان كأن شيئاً لم يطرأ على علاقتهما.
حاولت لين جاهدة ان تبعد صورة المفتش الوسيم من مخيلتها ولكنها لم تفلح. بقيت صورته تلاحقها رغماً عنها.
صباح يوم الثلاثاء بدت غرفة الاساتذة تضج بالثرثرة. بل وارنر استاذ الللغة الانكليزية قال:
-انظري يالين الى صورة المفتش في الجريدة. دعيها تراه ياماري.
نظرت لين على الفور الى الجريدة. كانت صورة كريس يتمشى مع سيدة جميلة تتعلق بذراعه فوق رصيف شارع النهر في جنوب لندن. قرأت ماري بصوت مرتفع تعليق الجريدة تحت الصورة: الآنسة انجيلا كاستللا المغنية المشهورة مع صديق من لندن، الاستاذ كريستوفر يورك. سئلت اذا كانا خطيبين. اجابت الآنسة كاستللا ضاحكة: نحن صديقان حميمان تربطنا صداقة قديمة.
أخذ أحد الاساتذة يغني الأغنية الشهيرة: القصة قديمة جداً جداً.
أخبرني القصة.......!
ضحك الجميع وطوت ماري الجريدة بتأنً ووضعتها على مكتبها. شاركت لين الجميع ضحكهم وأدارت وجهها عنهم تخفي عواطفها المرهقة المبعثرة وهي ترتجف. شعرت ببعض الألم ينتابها. لاتزال تجهل أسباب انزعاجها من علاقة كريس بانجيلا. كانت تود لو تسطيع ان تنساه او حتى ان تطرده من مخيلتها.......وتخرجه من حياتها وكيانها.
مرّ الاسبوع. لم تستطع لين ان تطرد الشعور بالانقباض الذي كان يكبلها. كانت ماري هي الوحيدة التي أبدت تفهماً لوضعها. ماري صديقة حميمة قاست الكثير من الألم. لقد أسرت الى لين بقصة زواجها الفاشل يوم كانت في السابعة عشرة من عمرها، وتزوجت من رجل يكبرها قليلاً. وبعد شهرين من الزواج تركها ورحل الى الأبد. قال انه سيرحل ويتركها لتكبر وتنضج قبل ان يعود اليها. ولكنه لم يعد.....عاشت منذ ذلك الوقت كالفتاة العزباء وعادت لاستعمال اسمها كما كان قبل الزواج.
كانت لين تتمنى صادقة ان يعود زوج ماري يوماً اليها. وكانت حالياً ترى وجه ماري يشع بالأمل، وتتساءل ان كانت عودة الزوج قد تحققت أخيراً، ولكنهالم تجرؤ على مفاتحتها بالموضوع. كانت تنتظر من ماري ان تخبرها بنفسها عن أسباب سعادتها الظاهرة.
وجدت لين نفسها منهمكة في حل مشاكلها الخاصة. كانت تجد صعوبة في اتباع طرق التعليم التقليدية ولكنها كانت مجبرة على ذلك ولن تستطيع التراجع. كان حبها للتغيير يتعارض مع واجبها في الوظيفة. هذا الصراع النفسي اثرّ كثيراً عللى عملها وعلى مفاهيمها العامة للحياة. ثم هناك الصراع الداخلي في عواطفها نحو الرجل الذي تسبب لها في كل مشاكلها العملية. رفضها له لايزال يزداد حجمه، وكذلك رغبتها القوية في ان تجرحه. كانت تعتقد انها نسيته، ولكنها على العكس لم تستطع ان تبعد صورته عن مخيلتها ولا لحظة. كان عليها ان تضبط شعورها نحوه وتحقنه بكل قواها.
حان موعد اجتماع النادي الموسيقي. وجدت لين نفسها متشنجة الأعصاب تنتظر لقاء كريس. وقررت ان ترتدي ثوباً جديداً للمناسبة. انتقت فستاناً زهرياً له قبة عالية واكمام طويلة. كان ضيقاً يلفها بأناقة. قالت ماري وهي تنتظرها لتنتهي من ارتداء ثيابها:

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 12:53 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


-لون الفستان بديع ويناسب لون شعرك الأسود. اللون الزهري يناسبك كثيراً. عليك به دائماً. تأخر الوقت. وتساءلت لين في نفسها اذا كان كريس قد نسي هذا الموعد. نزلتا السلالم وحين وصلتا الى المدخل الأمامي كان كربس يصعد للقائهما. كان سعيداً وهو يحييهما بابتسامة عريضة ويقول:
-آسف لتأخري. تأخرت في عملي وتناولت الشاي مسرعاً. هيا بنا لنذهب.
مشى قرب لين الى السيارة. وحاولت هي جاهدة ان تضبط ضربات قلبها المسرعة. نظر اليها قائلاً:
-كيف حالك يالين؟ انا مسرور لرؤيتك من جديد.
ثم نظر الى وجهها وعبس قليلاً وسألها:
-هل تجهدين نفسك؟
وقبل ان تجيبه لين عن احوالها اخبرته ماري عن صورته في الجريدة مع المغنية الجميلة. ضحك كريس قليلاً كأن ما قالته كان شيئاَ تافهاً وقال:
-لاتصدقي كل ماتقرأين في الجرائد.
ثم انهى الموضوع برمته قائلاً:
-لقد امضيت نهاية اسبوع ممتعة.
دخلوا الى فيلا حديثة لها مدخل كبير بعيداً عن الأبنية المجاورة. تحيط بها الحدائق والأشجار الباسقة تخفيها وتمنع رؤيتها عن الطريق العام.
قال كريس معلقاً:
-من الواضح ان مالك الفيلا غني. ماذا يعمل؟
-انه يدير محلاً لبيع الآلات الموسيقية الحديثة في وسط المدينة. اسمه ميشال ويليز.
استقبلتهم زوجة ميشال على الباب بالترحاب وادخلتهم الى غرفة فخمة كبيرة مفروشة بالطنافس والسجاد. اثاثها مزخرف وفي وسطها مدفأة مبنية من القرميد. وفوق احد رفوفها تمثال نصفي للموسيقار بيتهوفن. الأبواب واسعة تطل على الحديقة.
-حضرت لين ياميشال.
حضر ميشال ويليز واستقبلهم. ثم سحبها من يدها من وسط رفاقها. نظرت لين الى ماري وقالت:
-ماري ارجوك ان تعرّفي كريس الى المجموعة.
مشى ميشال معها الى صديق وقال ضاحكاً:
-هذا عضو جديد يود الالتحاق بالنادي الموسيقي يالين. دعيه يدفع رسوم التسجيل قبل ان يغير رأيه.
-اهلاً يالين. ارجو ان لايكون لديك مانع على استعمال اسمك الأول دون تكليف.
-اسمي طوني ارنولد انا مراسل جريدة الغازليت ميلدنهد. لست في مهمة رسمية اليوم انا هنا حباً بالموسيقى. واريد الانضمام الى عضوية النادي.
-بكل سرور ياطوني.
ابتسمت لين وقبلت انتسابه للنادي. نظرت اليه لين باعجاب وهي تلاحظ عينيه الزرقاوين وقامته الفارعة ووسامته الظاهرة. ورد اليها نظرتها وامتلأت الغرفة بسرعة. دخل كين برفقة ديردر كارسون ورحبت لين بها قائلة:
-اهلاً ديردر. يسرني وجودك معنا الليلة. هل تحبين سماع الموسيقى الكلاسيكية؟
قال كين مجيباً عنها:
-انها تريد ان تجرب. اقنعتها بذلك ومررت عليها واصطحبتها:
بدا كين كأنه مذنب امامها. احمر وجهه قليلاً وهو ينظر اليها ولكن لين لم تتأثر ابداً بتصرفاته.
تشبثت ديردر بذراع كين وقالت:
-لنفتش عن مكان لنا قبل فوات الأوان.
عبست لين قليلاً ولكنها رفضت ان تدع الوساوس تنتابها لوجود كين وديردر معاً. ثم التفتت الى صدبقها الجديد قالت:
-اجلس يا طوني. علي ان افتتح الحفل فأنا العريفة.
منتديات ليلاس
مشت الى الأمام ووقفت في مواجهة جمهور المستمعين.ىكانو يلتفون حولها على شكل نصف دائرة. انتظرت قليلاً حتى عم السكون. ولاحظت من مكانها ماري وكريس يتحدثان بعمق وسلاسة وتفاهم ظاهر. وبعد ان هدأ الجميع قرأت لين برنامج الحفلة الموسيقية ثم أضافت:
-ستقدم القهوة والمرطبات في فترة الاستراحة التي ستدوم ربع ساعة.
جلست لين في مكانها قرب طوني بينما بقي ميشال واقفاً كالحارس الأمين بالقرب من الأجهزة الموسيقية المعقدة. كانت هناك اجهزة مكبرة للصوت في كل زاوية من زوايا الغرفة.
دارت الاسطوانة وانسابت الموسيقى عبر آلة التسجيل. وصمت المستمعون. كانت موسيقى بيتهوفن.....الموسيقار المفضل لدى لين قد ملأت الغرفة. تراجعت لين الى عالمها الخاص وتركت للموسيقى ان تملأ كيانها وبدأت ترتاح وتسترخي وتتحرر من التوتر الذي انتابها منذ اسابيع. اغمضت عينيها....وانحلت جميع مشاكلها. ظهرت لها حلول متفوقة ومناسبة لكل شئ.
بدأت الاصوات الموسيقية تصل نهايتها ومعها علا التصفيق. عادت لين الى واقعها. كانت تشعر كأنها مخدرة. نهضت متثاقلة وطلبت المتطوعين لتوزيع المرطبات والحلوى.
كان طوني قربها يشاغلها ويطلب انتباهها. نظرت الى كين فرأته يراقبها منزعجاً. رقص قلبها لأن في انزعاجه بعض الغيرة عليها وهي دليل الحب. ان ذلك يعني ان ديردر لا تستحوذ على كل اهتمامه.
اعتذرت لين من طوني وتركته فذهبت عبر الازدحام ناحبة ماري وكريس. نظرت الى كريس وسألته:
-هل انت مسرور ياكريس؟
اجابها بلهجة اللامبالاة،
-نعم. شكراً.

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 12:55 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


-آسفة. ربما ضجرت. لقد ذكرت لك سابقاً ان نوع الموسيقى التي نسمعها ربما لاتعجبك. على كل حال نستطيع ان نرتب موسيقى خفيفة لنرضي اذواق الناس الآخرين مثلك. ربما موسيقى جيلبيرت وسليفان او ماشابه.
ضحك كريس ثم ادار وجهه ولم يجب. تركته لين وقد شعرت بالاهانة من طريقته في تجاهل اقتراحها. قررت هي ايضاً ان تتجاهله. التفتت الى ماري واخبرتها ان مراسلاً صحفياً انضم الى عضوية النادي ثم عادت الى مكانها قرب طوني.
بدا طوني متحمساً في حديثه معها. وشعت ببعض السرور. ربما سيوفر اهتمامه الراحة النفسية التي افتقدتها باهمال كريس لها وعدم مبالاته بحديثها.
نظر طوني الى مجموعة المستمعين خلفه نظرة الخبير المتسائل وقال:
-اخبرني شيئاً عن الحاضرين. مثلاً من هو مالك هذا المنزل الفخم ذي الهندسة الرفيعة؟
-انه ميشال ويليز. لقد قابلته في بداية السهرة. انه ذو الوجه الأحمر الكبير الذي يدير المسجلات والآلات الموسيقية وهو مالكها. انه رئيس النادي الموسيقي ويملك محلاً كبيراً لبيع الآلات الموسيقية الحديثة في وسط المدينة. انا سكرتيرة النادي. انني معلمة لغة انكليزية.
-انت معلمة! اكيد انك تمزحين. يمكنك ان تعملي عارضة ازياء وانت بهذا الجمال.
-مديحك يرفع من معنوياتي.
نظر اليها شاكراً ومعجباً. فاحمر وجهها خجلاً.
-اكملي. من هو ذلك الشاب الجالس في المؤخرة؟ شعره بني وشخصيته اخاذة وهو يتكلم مع تلك المرأة باهتمام.
قفز قلب لين من مكانه وازدادت ضرباته سرعة. التفتت مسرعة الى الأمام قبل ان تجيبه قائلة:
-انه كريس يورك. مفتش اللغة الانكليزية في وزارة التربية.
-هل يعمل الآن مفتشاً في الوزارة؟ لقد رأيت وجهه في مكان آخر. نسيت اين. لكنني سأتذكره ان فكرت بجدية.
انقطع الحديث بينهما لان صوت الموسيقى عاد يملأ الغرفة الواسعة ويستولي على المستمعين. بعد ان ماتت الموسيقى تماماً، صفق الحاضرون بحماس ولفترة طويلة مما يدل على سرورهم وانشراحهم. خرج كين برفقة ديردر وقال مخاطباً لين:
-سأوصل ديردر الى منزلها واعود لزيارتك.
-فكرة جيدة.
نظرت لين اليه وهو يسرع بالخروج وسط ثرثرة الحضور. وحضرت ماري بعد ذلك فربتت على كتفها وقالت:
-آسفة لازعاجك ولكن الوقت حان لنعود.
اعتذرت لين من طوني وسألت ماري:
-اين كريس؟
كان كريس يتكلم مع ميشال بصداقة مفعمة بالحيوية. كان ميشال يشرح له بحماس تفاصيل وخبايا الآلات الثمينة القيمة. اخبره انه لايدع اي شخص اخر سواه يستعملها، حتى زوجته.
قال كريس موافقاً:
-انا لا اعجب من تصرفك. الآلات ممتازة وثمنها باهظ.
ضحك ميشال راضياً ثم تصافحا وافترقا.
قالت لين تخاطب ماري الجالسة في المقعد الخلفي للسيارة:
-سأوصلك اولاً يا ماري.
وحين وصلوا الى بداية الشارع الذي تسكنه ماري طلبت اليها الوقوف. نزلت من السيارة مسرعة واختفت وسط العتمة التي بدأت تزحف الى الشارع وهي تقول مودعة:
-مساء الخير.
كان الصمت يخيم داخل السيارة. وبعد دقائق قليلة سألها كريس:

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 12:56 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فداني الكون0 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فديتك حبيبتي
يعطيكي العافية يا رب
مجهود استثنائي

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليليان بيك, lilian peake, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, this moment in time, عبير, كيف ينتهي الحلم
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t166582.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 18-08-15 12:45 AM


الساعة الآن 03:38 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية