كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أحضرت والدتها الشاي ووضعته قربها فوق المنضدة وجلست قائلة:
-هيا يا لين. تكلمي واخبريني القصة بحذافيرها.
-اعتقد يا أماه انني لن استطيع ان أخفي عنك أي شيء...
وببطء واختصار أخبرتها لين مقاطع متفرقة من القصة. اختلطت الحقيقة على والدتها لأنها سمعت أجزاء من الحقيقة ولم تسمع الحقيقة الكاملة. ولكنها لم تستفسر منها او تطلب المزيد من التفاصيل بل فضلت أن تتركها على هواها. حاولت ان تهدئ من روعها وأبدت بعض الشفقة على حالها والأمل في عودة المياه الى مجاريها بينها وبين المفتش. ولكن لين كانت تعرف حق المعرفة ان القصة بالنسبة لها انتهت وانطوت صفحتها الى الأبد.
شعرت لين بتحسن كبير في نفسيتها بعد أن افرغت جبعتها وألقت ببعض همومها على كتفي والدتها. ثم التفتت اليها وأخبرتها ان الجوع قد تمكن منها كثيراً. هللت والدتها فرحاً وأسرعت تطمئن صغيرتها قائلة:
-لا تحزني يا صغيرتي. ستنسين هذا الرجل مع الوقت. في المستقبل ستتساءلين لماذا أحببته؟ لقد آلمك كثيراً. لم يكن صريحاً معك، ولا يستاهل حبك ومن الأفضل ان تخرجي من حياته.
هزت لين رأسها موافقة وابتسمت لرأي والدتها.
نامت تلك الليلة ملء جفونها. كانت أحلامها كلها تقتصر على كريس. جرحها لا يزال ينزف ومع مرور الزمن ستشفى من جراحها. وربما ستبقى علامات ظاهرة لهذا الجرح، لكنه سيلتئم وستطوي الأيام ذكرى كريس كذلك.
|