كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد ان هدأ التصفيق نهض عريف المؤتمر وأعلن انتهاء المؤتمر التربوي وتمنى ان يكون الجميع قد استفادوا بطريقة او بأخرى من ايام المؤتمر الخمسة الماضية.
تركت لين مقعدها وخرجت مع الآخرين. وأخبرت جون الذي كان يمشي خلفها أنها ستأخذ القطار على الفور. خاب أمله كثيراً لأنها لن تتناول طعام الغذاء برفقته كما كان يتمنى.
-اعطيني عنوانك يا لين. ربما نلتقي في يوم من الايام مع انني اعتقد انك ستتزوجين في القريب العاجل. ومن الواضح الآن ان خطيبك يوافقك الرأي في كل افكارك بصدد التعليم.
صعقتها كلماته وشعرت ببعض التشنج والانفعال. اخيراً... تتوافق آراؤها مع آرائه في وسائل وطرق التعليم الحديثة. ضحكت ضحكة هستيرية وقالت:
-أوه. لا أعرف... ولكنني سأعطيك عنواني.
زكتبت له عنوانها في كنت على غلاف برنامج المؤتمر.
صافحته مودعة وحملت حقيبتها من غرفة المعاطف الى سيارة الاجرة التي كانت تنتظرها في الخارج، بعد أن سلمت مفتاح غرفتها والرسالة التي كتبتها لكريس الى السكرتيرة. ورجتها ان تسلمها له بعد الغداء. نظرت حولها تتأكد من أن كريس لم يرها. ثم دخلت السيارة وأعطت السائق وجهة سيرها وارتمت فوق المقعد مجهدة...
جلست لين في القطار شاردة ساهمة وهو يسرع باتجاه الجنوب. كانت كريشة في مهب الريح تتقاذفها شتى الافكار. تذكرت كلمات الاغنية التي كتبها الشاعر الهندي طاغور والتي تقول:
-لا تذهبي يا حبيبتي دون ان تخبريني....
رددت كلمات الاغنية في عقلها وامتلأت مآقيها بالدموع. لقد ذهبت دون ان تخبره...
كانت عواطفها كالبحر الهائج تتصارع في داخلها، وفي عقلها اسئلة متعددة لا تجد لها أجوبة: لماذا لم يخبرها بخبر خطوبته لانجيلا؟ لماذا كان يتهرب من الاجابة عن اي سؤال حول علاقته بها؟ لماذا نفى حقيقة خاتم الخطوبة الذي كان في اصبعه؟
كانت لين تحدق عبر النافذة ولكنها لا ترى شيئاً. وكان الركاب يمرون بها دون ان تلحظهم.
كان تفكيرها ينصب على كريس: ربما يكون قد انتهى من تناول غدائه، وهو ينتظرها الآن في المدخل الرئيسي. كيف سيكون شعوره عندما لا يجدها؟ هل سيغضب او يثور؟ هل سيفقد رباطة جأشه؟ هل سيسر لأنه لن يتكبد مشقة احتمال رفقتها لساعات عديدة ولمسافات طويلة؟
|