كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نظرت اليه لين مستغربة وقاطعته قائلة:
-لم اكن اعلم انك تلتقيها....
-التقيتها بعد المدرسة صدفة وتناولنا الشاي سوية. لقد اخبرتني انها خائفة لأجلك وتشعر انك لست على ما يرام. هل هذا صحيح؟
-ربما لأنني كنت محتاجة الى عطلة.
حاولت ان تغير مجرى الحديث فقالت:
-هل تعرف يا كريس ان ماري تمر في حالة حب جديدة؟
نظر كريس الى اظافره يتلهى وقال ببطء:
-نعم انني اعرف ذلك. واعرف ايضاً انها تحاول ان تحصل على حريتها بالطلاق من زوجها الأول الذي كبلها بالزواج المبكر لسنوات عديدة خلت. لقد التقت شخصاً آخر احبته كما احبها وتعاهدا على الزواج فور حصولها على الطلاق.
-وهل تعرفه انت؟
-نعم اعرفه. لقد كنت صدفة في مكان ما والتقيا كلاهما هناك. لقد اقسمت ان احتفظ بالسر. ولذلك لا استطيع يا عزيزتي ان افشي سراً ائتمنت عليه حتى ولا الى صديقتها الوفية ( ابتسم لها ابتسامة عريضة ثم اكمل) انا آسف يا عزيزتي.
-لا عليك. اخبرني (قالت بصوت منخفض جداً) هل من الممكن ان تكون انت الشخص؟
ابتسم بتمهل وحذر واشار اليها بالنفي قبل ان يتكلم:
-لا. لا، لست الشخص سعيد الحظ. اهتمامي يكمن عند فتاة اخرى.
فكرت لين في نفسها: كين كان على صواب حين تكهن ان ماري تحب شخصاً اخر غير كريس. وما الفرق عندها الآن؟ ان كريس يحب انجيلا على ما يبدو....
حضر الطعام ولكن شهية لين هربت منها بعد هذا التفكير.
شاركت بالأكل لياقة. واراد كريس ان يطلب لهما المزيد ولكنها اعترضت قائلة:
-عزيزي ان ميزانيتي لا تحتمل المزيد من المصاريف.
-ولكنني سأتحمل بنفسي مصاريف هذه الرحلة. اتفقنا!
وبعد ان تناولا القهوة اللذيذة سألته لين:
-هل رأيت صورتنا في جريدة الناشونال، والتي اخذت في مطعم الغرين غوبلت بعد الحفلة الموسيقية؟
-نعم. ماذا بشأنها؟
تلفتت حولها في حذر ثم ضحكت بصوت عال وهي تقول:
-اتوقع ان يقترب منك في كل لحظة مراسل ليطلب حديثاً صحفياً، يا استاذ يورك او يا ماركوس الدرمان، ليسألك: هل تستطيع ان تؤكد لنا صحة خطوبتك للمغنية الشهيرة...
قال بهدوء وحزم:
-اصمتي ارجوك.
احست لين ان الجو قد تكهرب وتوتر بينهما من جديد. نظرت اليه ورأت الجليد قد تجمع في عينيه. احست كأنها صربت رأسها بصخرة جامدة، قالت:
-آسفة. لم اقصد الازعاج.
لماذا هو حساس للغاية بصدد موضوع انجيلا؟ لماذا لا يحتمل الحديث عنها؟
ضحكت قليلاً ثم قالت:
-نسيت للحظة ان علينا ان نفقد الذاكرة ونطمس الماضي ولو للحظات.
بقي كريس دقائق يحاول ان يستجمع غضبه ويطويه، ان يسيطر على توازنه ويستعيد رباطة جأشه. فجأة وقف ومد لها يده قائلاً:
-دعينا نرقص يا لين.
خرجا الى القاعة الكبرى في الفندق حيث يوجد المرقص. ودار بها على الفور في حلبة الرقص بخفة ومرح وقال:
-هذه المرة لن اسألك ان تشاركيني الرقص بل سأجعلك ترقصين معي رغماً عنك.
ضمها الى صدره بقسوة وبقي لفترة طويلة لا يتحرك في وسط حلبة الرقص. ثم قال مازحاً:
-هل تعرفين يا لين انك بدون مخالب جذابة لا تقاومين؟ لقد تحققت الآن من ذلك.
ابتسمت له شاكرة غزله البريء. كان لا يزال يراقصها وعيناه في عينيها تخبران قصة حب كانت تتمنى لو تسمعها بالكلمات... ولكنها كانت واثقة أنها لن تسمعها. قالت في نفسها: سأعيش الليلة حلماً. وغداً ينتهي واعود الى دنيايا من جديد. ضحكت وقالت:
-عندما اخبرت كين انني سأرافقك انزعج وبدا عليه القلق.
-لماذا؟ هل يظن انني سأغويك؟
احمرت لين خجلاً وتراجعت قليلاً. لقد عاد الى سخريته وقساوته. حاولت ان تلطف الجو. مدت يدها بلطف ولامست ذراعه وقالت بدلال:
-كريس. انس الماضي.
|