كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نكمل يالغوالي
الفصل الرابع
اجابته"لا"كانت على وشك الاعلان عن انكار اقوى،ثم تراجعت،ايظن ان هذا السبب لتسلقها السور،ام انه يقنع نفسه بذلك بعد معرفته بانها لايمكن ان يكون لديها اهتمام بريء به وبخيوله؟لوقالت له الحقيقة،انها هنا لتحادثه مرة ثانية لن يصدقها اويسيء تفسير دوافعها ،هو حساس جدا من مظهرها لذا سيفترض انها مجرد شفقة او فضول،لذا الافضل ان تقول شيئا مراوغا وتحاول في نفس الوقت الاستفادة من فرصة غير متوقعه اتاحها لها،ايا ماكان السبب فقالت"اقصد ان هذا ليس مااريده عندماغادرت منزلي،لم اقصد فعلا"ثم دست يديها في جيوبها الفارغة"لم احضر ورقا اوقلما معي"
"يمكنك التصرف في ذلك
ولم يبدو انه كان قد صدقها ام لا"هيا"وقادها الى بوابة الاسطبل وتوقف لالتقاط سماعة التليفون المعلق بالحائط وقال"ارسل لي ورقا وقلما"ثم نظر الى تيش "ستكون جاهزة خلال دقيقة،اتريدين تناول شيء؟"
"انا..بالتأكيد"مازالت مندهشة من تحول مجرى الأحداث بهذه السرعة،اتبعته الى واجهة الاسطبل ودخلت خلفه ماظنته استراحه،كانت غرفة صغيرة فخمة الأثاث،بها اريكة تستعمل سريرا،ومائدة حولها مقعدينـومطبخ صغير،شرح لها"اعيش هنا،عندما تكون المهرات حبلى،وهذا يريحني من العودة الى المنزل لتناول الطعام عندما اكون مشغولا"احضر لها اطباق ورقيه ومناشف ناصعة ثم فتح الثلاجة واخرج انواع عديدة من لحم اللانشون والجبن وخبز "ليس جميلا ،لكنه يعني اخدمي نفسك".
"شكر"اجابته تيش وبدت تشعر بعصبيتها المفاجئة فلقد اصبحت قريبة من نيكولاس مورجان فيما يشبه شيء من فعل الجان الحامل خاتم سليمان!!ولكي تخفي مشاعرها الحميمة انشغلت بعمل ساندويتش ونشبت دماغها لأستخراج الاسئلة التي يمكن طرحها عليه،وعندما احضر لها الاوراق والقلم قدمها نيكولاس ثانية للخادم الذي احضرهم،كما لوكان يخشى اساءة تفسير وجودها معه،هكذا ظنت هي،وعلقت "تعرفني،وكأن اسمي بالكامل الانسة تيش هولمزورث من تيك تاون هيرالد"ورمقته بنظرة جانبية"اسمي ليتيتا برودينس هولمزورث"ويمكنك ان تناديني تيش"
لمعت عيونه الصافيه بالمرح،مما ملأ نفسها بالدفء والسرور واجابها"اشكرك ياتيش يمكنك ان تناديني نيكولاس"
وهي تبتسم"نيكولاس اظن يمكنك ان تخبرني بمناداتك يامستر مورجان".
"ربما يجب ان اطلب ذلك،انا لااريد افساد صورتي،كما هي"ثم عادت له جديته"ارجو ان تفهمي بوضوح ان موضوعك الصحفي عن الخيول وليس عني،الاعندما اشرح شيئا"
رفعت راسها وتفحصته،هكذا ماتوقعته منه،"سأبذل قصارى جهدي،ربما ستقرأ الموضوع قبل نشره ان كان يرضيك".
"ليس معنى هذا انني لااثق بك،فقط لمراجعته والتأكد من دقة وصحة المعلومات"
بمجرد انتهاءها من تناول الساندويشات اخذها الى الاسطبل وشعرت على الفور انها تتعلم كل شيء عن خيوله،وتعلمت شيئا هاما عن نيكولاس مورجان،تلاشى الوجوم ،وصورة الرجل المنطوي المنعزل،وكل شيء تخيلته عنه،وبدلا منه وجدته رجلا ودودا مؤثرا،عندما بدا يعرفها على خيوله،بدأ يصف مواهبها الفذة وسلالتها وعندما تحدث عن صفاتها الشاذة كان عن ولعها بحب امهاتها،وجعلها تشاهد تسجيلاته لأداء الخيول وبرنامج التغذية لكل نوع منها،كتبت ملاحاظاته وهي تعيد التأكد منه حول كل شيء،في النهاية اخذها للمضمار خلف الاسطبل،حيث كانت هناك اربع مهرات وقالت"هذه المهرات ستكون حوامل في الربيع القادم"
وعندما جاءت مهرة ناحيتهم قال"هذه هي السيدة دوامة الريح"وهو يربت على منخار المهرة ويقدم لها قطعة جزر صغيرة"اتوقع الكثير من حملها".
سألته"هل تيتان هو الوالد؟"
قطب جبينه وصحح لها"المهر،نعم،احفادهما سيكونوا ابطال لم يكن لهم مثيل من قبل"وابتسم للمهرة وهي تخمش ذراعه،كأنها تطلب جزرة اخرى وابتسم وقالت تيش لنفسها،عندما يكون سعيدا لايتوقف عن الابتسام،وتساءلت ايمكنها كتابة قصة صحفية عن خيوله بدون ذكر اي شيء مؤثر عنه وكيف يعاملهم بحب شديد؟
كانت على وشك ان تسأله،ثم تمهلت ،وستكتب القصة كما تشعر بأنها افضل طريقة لكتابتها وتترك له القراءة والتعليق،وعلى الاقل لقد حصلت على ماتتمناه،وستحتاج وقتا لكتابتها ،هناك الكثير تريد معرفته قبل بدء الكتابة لو سمح لها بالمجيء مرة ثانية فهي تريد معرفة:تاريح اسطبلات عائلة مورجان،عملية التدريب ،الجوائز التي فازت بها الخيول،واعترفت لنفسها بأنها تريد لقاء نيكولاس مورجان مرة اخرى،فلقد لمس شيئا في اعماقها جعلها تشاركه حماسه،وترى وجهه بلاتلك المراره وبدلا من الشخص المنطوي تراه هكذا مرحا سعيدا في عالمه ليس هناك منطقة وسطى او لونا رماديا،هو نقيض لاري جونسون!!
"آه،تأخرت!"
خرجت الكلمات من دون قصد،وعضت تيش شفتيها من الأسى عندما التفتت الى نيكولاس ونظر اليها متسائلا وتحيرت هي لماذا تذكرت موعدها السابق مع لاري لتفسد هذه الظهيرة المكتملة؟نظرت في ساعتها وهي الآن الرابعة تماما،الان يمكنها ان تفسر له قلقها،وتسأله ان كان يمكنها المحيء مرة اخرى"لقد تذكرت موعد هذا المساء،الافضل ان اذهب حتى اصل في موعدي"شعرت بارتجافة تسري في جسدها مرة اخرى عندما تتجه اليها نظراته،يبدو انه يقيم ماقالته،وقال لها"ارتباط بموعد؟"ورفع حاجبه حتى ادركت ان هذا لازمة تعبيرية له وتحيرت ان كان يظنها ترمز لموعد غرامي،حسنا هو تحديدا ليس كذلك فهي تعرف الآن ان امسيتها مع لاري جونسون ستكون غير سارة ،ستخبره برفضها الزواج منه.
ردت"ارتباط"مؤكدة له.
"يمكننا وضع دراجتك على ظهر الجرار واوصلك الى المدينة ،هذا يتيح لنا وقت لتشربي فنجان قهوة او شاي قبل ان ترحلي".
اجابته بحماس:"احب ذلك!"وهي مندهشة لدعوته،وتلاشت كآبة الموعد المسائي بسحر ابتسامته ودفئها.
عادوا الى الاستراحة الصغيرة ،مازالت تيش قلقة من السماح لها بالمجيء مرة اخرى،وهكذا،بينما يعد القهوة تصفحت مذكراتها مرة ثانية،وطرحت بعض اسئلة لتوضيح الاطار العام للقصة الصحفية.
وهو يقدم لها القهوة ويجلس بجوارها امام المائدة الصغيرة"لقد استوعبت الموضوع بسرعة"
"يجب ان اكون هكذا خصوصا عندما اكتب عن موضوع لست ملمة به كثيرا،اكره الصحافة السطحية،صحافة القص واللزق"وهي ترمقه"اتساءل ان كان يمكنني المجيء ثانية،اريد معرفة الكثير من تاريخ الاسطبل،ربما لديك صورة قديمة واريد معرفة كيف تدرب خيولك"
مرة اخرى كانت تحت نظرات فاحصة،وشعرت وكأن الوقت قد توقف في انتظار اجابته،في النهاية اومأ موافقا"اظن يمكنك ترتيب ذلك،متى يلائمك؟غدا؟ ام لديك..ارتباط اخر؟".
كانت هناك مسحة مرح ساخرة كما لوكان غير مصدق لما قالته عن ارتباطها هذا المساء.
اجابته"فقط لتنظيف الشقة واصلاح الغسالة"وهي تبتسم له بسعادة "ويسعدني ان الغي هذا ،غدا ملائم"
وعضت شفتيها متعجبة ان كان سيحالفها الحظ ويلازمها طويلا"افترض ،يمكنني مشاهدتك تركب الخيل مرة اخرى؟"
"طبعا تعالي مبكرا وسأستعرض بعض المهارات واساليب التدريب لك الان الافضل ان اوصلك لمنزلك،لااريد تاخيرك عن ارتباطك".
هذه المرة كانت لهجته مداعبة ورمقته بنظرة عارفة!!
وقالت له"اعرف ماتفكر فيه،لكنك مخطيء ،انه ارتباط وكنت على وشك الغائه".
ابتسك نيكولاس وهو يعلق ويقود الجوار ليوصلها للمدينة،تحدث عن الطقس والوان الخريف،سألته تيش عدة اسئلة عن محصول العنب هذا العام ،هذا ماخطر على بالها،انه بالرغم من ترحيب نيكولاس بالحديث عن خيوله،الا انه قد ينهي هذه الصداقة في بداية عهدها ومازالت في المهد،لوسألته اسئلة شخصية ،عندما توقف امام مدخل جراج منزلها رفع دراجتها من الجرار وتناولتها"اشكرك فعلا استمتعت بوقتي معك"امسك بيدها لفترة"وانا كذلك"
لوحت له بيدها وهو يبتعد ثم التفتت الى دراجتها بسرعة،وادخلتها الجراج،كان قلبها يتراقص مرحا ويضيئه شعور غير واضح ومحدد،ثم تنهدت وهي تخطو ناحية الباب المفتوح،الآن اصبح واضحا اماها كيف ستواجه موقفها.
اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها بسرعة وهي تحاول تحليل لماذا اصبحت فجأة متأكدة من رفضها الزواج من لاري حتى تصبح قادرة على التفسير وتقديم مبرراتها له بعناية،لكن جهودها فشلت تماما،فالسبب كامن تماما في اليوم الذي قضته مع نيكولاس مورجان والاحساس المثير الممتع الذي تواصل بينهما،هذا سبب لن يفهمه لاري ولن يتقبله،هي ايجابيه ولذا يجب ان تلزم نفسها بان يكون شريك حياتها شخصا تعشقه وتقتنع به ،تحبه،وهي واثقة ان الحب يتكون من عناصر الاثارة والوجد الذي احسته تجاه نيكولاس مورجان وافتقدته في علاقتها مع لاري،يجب ان تشرح له ببساطة انها تحبه كصديق لكن ليس بمقدورها ان تصبح زوجته.
في تمام السابعة طرقت تيش باب منزله وهي تتهيأ ،فتح لها الباب:
"ادخلي"
سألته "اهناك شيء غير سار؟"بينما يتناول معطفها صامتا ويعلقه على الشماعة،ثم التفتت"خطأ؟"كان صوته مشحونا بالغضب "تسألين عن الخطأ؟على الاقل عشرات من الناس شاهدوا نيكولاس مورجان يوصلك لمنزلك اليوم بعد الظهر".
آ÷ ،متعة الحياة في مدينة صغيرة كهذه شردت افكارها وهي واجمة ثم هبت فيه"وثم ماذا؟انه رجل طيب وافق على السماح لي بكتابة قصة عن خيوله بعد ان ارتكبت حماقة بتسلقي السور لمشاهدته وهو يركب الخيل،ولو عدت بدراجتي لتأخرت كثيرا،ولذا اوصلني الى المنزل،مالخطأ في هذا؟".
رد مظهرا شعوره بالنصر"اذن تعرفين انك ركبت الدراجة لتذهبين لمشاهدته!!"
صاحت"لم اعترف بهذا!ذهبت لتسليم صورة بيجي لتيتوس الرجل الذي اخبرتك عنه،وقال يمكنني مشاهدته لو تسلقت السور".
"آه،اذن هو نيكولاس الآن،اليس كذلك؟بالتأكيد تعملين بسرعة بالغة"
حدقت تيش غير مصدقة،كان غضبه مشتعلا بشكل لم تراه من قبل،وصار شخصا وقحا جدا،دائما كان غيورا،كزت اسنانها محاولة كبح انفلات اعصابها وحتى لاتتهمه بالحماقة الكاملة،ثم تذكرت ثقتها بان هذه هي المرة الاخيرة التي تراه فلن يهمها شيء.
اجابته بهدوء"نعم يالاري،انه نييكولاس وساقابله غدا واحصل على المزيد،ولاادري ان كنت سأراه بعد ذلك،لكنني اتمنى ذلك لانني معجبة به،لكن هذا ليس من شأنك لأنني جئت لأحبرك بأنني رغم اعجابي بك ايضا،لن اتزوجك،الان اعد الي معطفي،انا عائدة لمنزلي".
شحب وجهه"الآن،انتظري دقيقة ياتيش لم اقصد ان اتهمك بارتكاب خطأ،واعتقد انه شيء رائع ان تحصلي على موضوع صحفي منه،لكن لاتتعجلي في قرارك لمجرد اني انفعلت وغضبت"
قاطعته"ليس تعجلا لقد فكرت وقلبت الامر جيدا وتمد يدها "معطفي"
|