كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وفتشت جيوبها واخرجت بطاقتها الصحفية .
"لا أدري ان كنت تتذكر.."
حدق في البطاقة ورفع احد حاجبيه وهو ينظر الى شعرها الأخضر الغريب.
ضحكت بعصبية ونزعت الباروكة وتخللت اصابعها خصلات شعرها البني"آه ،متنكرة،حتى استطيع التحدث مع المعجبين هنا"، لم يتفوه بحرف ،فقط رفع حاجبه الآخر،وواصلت حديثها :"انا مندهشة لرؤيتك هنا،ارجو ان تخبرني كيف جئت الى هنا،هل لأنك ومايك كنتما اصدقاء،ام لأنك تحب الموسيقى؟".
عادت النظرات الباردة الثابته ولاقت نظراتها وبعد فترة بدت لها كأنها عدة دقائق ،هز رأسه :"لاهذا ولاذاك،سأكون ممتنا لك لو لم تذكري اني كنت هنا".
شعرت تيش بالغضب للحظة،نحن في بلد حر،ويجب ان تذكر ان نيكولاس مورجان كان حاضرا حفل موسيقى الروك ولو أتتها الجرأة لذكرت انه كان مسرورا جدا،قطبت جبينها،وتطلعت الى تلك العيون الزرقاء الثلجية،كان تعبير نظراته مثيرا،كما لوكانت تنظر الى بحيرة لاقاع لها وبلا شطآن ومياهها صافية كالبللور.
وافقته فجأة "وهو كذلك"وهي غير واثقة من دافعها للموافقة!!.
"شكرا" لمعت عيناه ببريق ود :"لوسمحت لي ،يجب ان اذهب،طاب مساؤك ياآنسة".
"طاب مساؤك"وتابعته وهو يندفع وسط الجمهور المتبقي،واضعا يديه في جيوبه،خافضا رأسه ،فكرت تيش يالغرابته،هذا الرجل شجاعته تصرف وكأنه منبوذ!!
لم تفارقها صورته طيلة ليلتها،وشقت طريقها الى دهاليز خشبة المسرح مظهرة بطاقتها الصحفية لأحد الحراس،قال لها الحارس:"مايك ذهب الى الحفلة".
اجابته:"نعم،اعرف،عند هال جرير،سأذهب بنفسي خلال دقائق،فقط اريد ان القي نظرة ان لم يكن لديك مانع،احاول الحصول على معلومات اكثر لموضوعي".
قال الحارس:"تفضلي كوني ضيفتي".
تجولت تيش بين الآلات الموسيقية واجهزة الصوت،محاولة التقاط بعض الملاحظات ،لكن ذهنهت ليس مستغرقا تماما في مهمتها،فلقد هزها رؤية نيكولاس مورجان وفي اعماقه شعور بانها اهم من عودة مايك اوهارا منتصرا الى ليك تاون.
لكنها قالت لنفسها وهي توقف سيارة متجه الى الحفلة،ان هذا سذاجة منها،فلن يكون حديث الدنيا او الخبر الذي يزلزلها ان نيكولاس مورجان قد قرر في النهاية ترك عرينه واكتشاف مايفعله العالم.
رحبت بها مافيس:"ياألهيظننتك ضللت الطريق"في منزل جرير الخشبي الضخم المطل فوق هضبة بجوار كلية ليك تاون.
"توقفت لأتحدث مع بعض الجمهور،اين بطل الليلة؟لم اقل له مرحبا حتى الآن؟".
"هناك".واخذت ذراعها وقادتها عبر جموح اصدقاء قدامى جاءوا ليروا زميل دراستهم القديم.
"عند البار مع اصدقائهم القدامى".
حيا مايك تيش مرحبا بها:"ياالهي،لقد كبرت واصبحت سيدة باهرة الجمال،لوكنت من عمري،لما تركت المنزل ابدا،هل لك صديق دائم ام مازالت لي فرصة؟".
رد هال جرير:"لها صديق من احد عمداء الكلية الشبان مولعون بها،اين لاري الليلة؟نفتقد مرحه؟".
اجابته:"ليس من المعجبين بموسيقى الروك،فضلا عن عدم اهتمامه بالسهر في الخارج".
اعتذارها عن لاري جونسون ازعجها،فلقد حاولت دفعه لللمجيء لكنه عنيد.
قال مايك وهو يضع ذراعه حول كتف هال:"حسنا،مؤكد نحن نعرف بعضنا للأبد،اليس كذلك؟".
رد هال موافقا:"منذ يوم مولدنا،لنشرب نخب الصداقة القديمة الحقيقية،ليشاركنا الجميع".
رفع الجميع كؤوسهم وبدأت تتناثر الحكايات،والذكريات .
في لحظة صمت قال هال:"كلنا ،يجب ان اقول اننا مجمموعة محظوظة",
وافقه مايك :"آه،حظ سعيد"رغم ان مظهره كان واجما،وخمنت تيش انه يفكر بأخيه الذي لم يرجع من فيتنام.
تحدث رجل طويل لاتتذكره تيش:"لن تتوقع من الذي رأيته في الحفل،نيكولاس مورجان".
تحدث اخر:"لا؟".
تحدث ثالث:"اتعجب لماذا؟".
لكن تيش لم تنظر لأي منهم،كانت تراقب مايك اوهارا،الذي شحب وجهه،ثم تدريجيا تورد وجهه بالغضب:
"هذا النذل الذل"واتبع كلامه بتطويح يده كأنه يلطم شيئا في الهواء،واطبق الصمت فجأة على المجموعة حول البار والعيون كلها على مايك.وهو يلتفت الى تيش مقطبا جبينه الأسود:"آسف لكم،لكن ليس هناك كلمة اقوى لوصف ذلك الجبان الأصفر الأجوف،الذي قتل اخي وكنت اظنه افضل صديق"
كانت كلماته تقطر احتقارا.
|