كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بحلول يوم السبت ناليوم الذي وعدت لاري بالرد على عرضه واتخاذها القرار،كانت غير مستعدة كما كانت الاسبوع الماضي،استيقظت مبكرا وقررت ركوب الدراجة حتى وصولها احد خيارين اما الوصول لقرار نهائي او سقوطها مرهقة متعبة تماما،كان الصباح باردا فارتدت البلوفر البرتقالي،وعقصت شعرها وربطته للخلف،وقبل ان تنتطلق فتحت المظروف الذي به صور بيجي وتساءلت هل بامكانها الوصول الى قلعة بالدراجة والعودة ؟المسافة اكثر من عشرين ميلا،ان لم يكفي هذا المجهود على مساعدتها للوصول لقرار فلن يفلح معها شيء اخر.
سألت القطة"ماذا تفعلين ياروكي؟اعرف ستلعنيني ان لم ارجع في موعدي لأجهز لك الطعام"تناولت الصورة ووضعتها في جيبها وخرجت.
كانت بداية طريقها سهلة ،فالطريق منحدرفي معظمه لكن النصف الثاني كان صاعدا واحيانا غير ممهد،واضطرت مرارا النزول وسحب دراجتها،وعندما شاهدت الحائط الذي يحيط بالمنزل،قالت مؤكد ان عائلة مورجان تحب الخصوصية جدا،فالسور من الحجر وارتفاعه ثمانية اقدام،وعلى حافته العليا،قوائم مرتفعه ،وقفت امام الباب ونزلت بجوار الحجرة الصغيرة التي يقيم بها الحارس تيوسطرقت الباب بعد دقائق ظهر وقال مبتسما ومرحبا"حسنا،من هنا،منذ متى والصغيرة تركب الدراجة؟"
"منذ ان ذكرتني بيجي ويلسون بمتعة ركوبها"
اخرجت الصورة من جيبها وسلمتها له"هذه صورة التقطتها لها وهي تعبر خط النهاية،مستر مورجان طلب نسخة منها،وساتركها معك".
اومأ لها"ايمكنني رؤيتها؟"
اجابته"طبعا،اظنها جميلة"وتنهدت"كنت اتمنى ان يتيح لي مستر مورجان ان اسلمها له شخصيا،ولااعتقد بان هناك امل بان تدعني اقابله ثانية".
هز راسه"لن يكون حظي كالمرة السابقة،فضلا عن عدم وجوده بالممنزل الآن وهو يدرب خيوله".
عضت شفتها"آه،فهمت"شعرت بالاحباط"لااظن انه يسمح لاحد بمشاهدته اثناء ركوبه الخيل".
"لااظن ان هذه اجمل صورة لبيجي،تعرفين ان الحقل الذي يدرب فيه مستر مورجان الخيول على يمين السور او بعد ربع ميل"وهويشير لها"طبعا لايمكنني مساعدتك،لكن هناك شجرة صنوبر كبيرة على يمين السور،ليس صعبا صعودها،لكن يجب الا يجيء ذكري واني باعرف انك هناك"
"شكرا تيتوس،لاادري مدى قدرتي على التسلق الان،لكنني ساحاول".
شجرة الصنوبر التي ذكرها تيتوس لم يكن صعب الوصول اليها،لكن تسلقها هو المشكلة،الفروع القريبة منها كانت بعيدة عن متناول تيش،وفكرت في ايقاف دراجتها تحتها والوقوف على مقعدها،وهي تفكر في مغامرة صعود الشجرة وخوفها من سقوطها،سمعت صوت الخيل وصهيله،وصوت رجل يحثها،انه نيكولاس مورجان يقول"هيا الآن نجرب مرة اخرى"
تطلعت الى فرع الشجرة وقدرت المسافة التي تفصلها عنه،ليست بعيدة جدا،احنت ركبتها وقفزت بكل قدرتها وامسكت باطراف اصابعها الفرع،وتعلقت بققدميها بجذع الشجرة وزحفت لأعلى،بعد فترة كانت مستلقية فوق الفرع،ووصلت لفرع اعلى ،واصبحت الآن ترى ماخلف السور،مارأته جعلها تكتم انفاسها في اعجاب امتلك روحها،نيكولاس مورجان مرتديا جاكيت جلدي اسود يقود حصان اسود رائع،ينطلق بسرعة فائقة وهو يميل بصدره ورأسه للأمام ويقول:"هائل ،يارفيقي الجميل"خطا بالحصان لفترة وعاد به ليسرع من عدوه ثانية ،وهكذا.
زحفت تيش على الفرع حيث يتدلى بالقرب من السور حتى يمكنها المشاهدة بشكل اوضح،وبحذر مدت ساقها حتى لامست السور ووقفت عليه"آووووه"ثم جلست وهي تدلي ساقيها فوق السور ،وتلفتت متسائلة كيف ستهبط من هذا العلو الشاهق،آه حسنا،عندما يحين الوقت ستجد الوسيلة،حتى ذلك،عليها ان تجلس بهدوء وتشاهد نيكولاس مورجان وهو يركب الخيل،الامر الذي لايتاح لكثيرين،هي واثقة من ذلك لو رآها..حسنا،يجب ان لاتستبق حدوثه بالقلق،ومع ذلك،يبدو انه مركز تماما مع الخيل.
تقافز نيكولاس بالخيل قفزات مدهشة لم ترها ابدا من قبل،كانت خطوات الحصان سلسة انسيابية وبدا وكأن الحصان وفارسه منحوتان من نفس المادة في غاية الاتساق والهارموني،لاي مدى شااهدته تيش لاتعلم ،هي غير متأكدة لاكنها لاتريد مغادرة مكانها رغم حقيقة كون السور بارد وصلب،كان ممتعا لها مشاهدة نيكولاس مورجان ،كان رأسه شامخا باعتزاز مثل الحصان الذي يركبه ينحني فقط عندما يهمس له بكلمات مشجعه او يلكز رأسه الحريرية بيد عطوفة حانية،فكرت تيش وقالت لنفسها،فقط لويستطيع ان يرى نفسه مثلما اراه انا الآن،ربما لن يحجب نفسه ابدا عن العالم!!
على الاقل بدا ان درس التدريب انتهى،وقاد نيكولاس الحصان بعيدا عن المضمار ومنطقة القفز،وبدا يتمشى بالحصان حول المضمار ،همست لنفسها"آه،سيراني الآن".
نظرت الى الشجرة خلفها والى الارض البعيدة جدا تحتها ،ولم تجد ان امامها طريق سهل للهبط وبسرعة،الا اذا غامرت بكسر بعض عظامها،اوتقف لتتعرض للأهانة مرة ثانية ،شاهدته حتى عاد بالحصان ناحيتها في مواجهتها،في اي لحظة لمحها نيكولاس مورجان هي غير واثقة،لكن فجأة لمحت الحصان يسرع ناحية السور بكل سرعته،وصاح نيكولاس مورجان"انزلي من فوق السور!"وهو يتمطى للأمام فوق سرج الحصان"انزلي والا اقسم ان اقذفك من فوقه".
فكرت بأسى"آه ياربي لم يتعرف علي بعد،بينما كان الحصان يقترب كالرعد مقتربا منها،ربما في ملابسها هذه تشبه احد صبية المزرعة المجاورة،ارتفع ذراع نيكولاس الان كما لوكان يريد الاطاحة بها،انبطحت تيش وهي تتخذ وضع القفز،خارج السور الارض صخرية،داخله ناعمة ممهدة،لكن قد يسحقها الحصان،هناك شيء واحد امامها،استلقت على حافة السور ويداها ممسكة بجانبه وفجأة شعرت بلسعة السوط على مؤخؤتها صاحت"اخ اخ!!توقف عن ذلك!!رفعت مؤخرتها واعتدلت نصف جالسة في نفس الوقت الذي كبح نيكولاس مورجان جماح حصانه واوقفه واستدار عائدا وصاح:"انزل ايها الصغي المسكين..آه ياالهي"وماتت الكلمات على شفتيه للحظة،وهو يقترب،وككانت ملامحه متجهمة،وتدريجيا بدا يشتعل غضبه،وقال بلهجة حزينة خجولة"حسنا !حسنا،الآنسة هولمزورث،ماسبب هذا التطفل؟"
وجلست تيش وقطبت جبينها وهي ترى صورتها على مرآة النظارة وتساءلت الن يعتذر لها عن ضربه لها بالصوط،امن المستحيل ان يقول انا آسف ويكتفي بالنظارة الملتصقة على وجهه دائما.
سألته بتلقائية"ماذا تريد ان تعرف؟"وهي تضع يديها حول خاصرتها وتنظر اليه غضبه،وبسرعة خلع نظارته وكأن نظراتها اتت ثمارها"آه،يامستر مورجان،كم هو لطيف ان اراك ثانية،ياله من ترحيب حار".
بدا وكأن نيكولاس مورجان قد غرق في بحر خجله"واضح ياآنسة هولمزوث انني لو كنت اعرف انه انت ماكنت ضربتك،انا اسف ان جرحتك،على اي حال لااذكر اني دعوتك،ولم اخطأ طالما انك تلبسين ملابس صبية".
نظرت اليه مشفقة:"اعرف انك لم تكن تعرفني،لكنك فعلا دعوتني،بطريقة ما،لقد ركبت دراجتي لأحضر لك صورة بيجي،لقد تركت الصورة مع تيتوس ثم جئت هنا،عندما سمعت صوتك وصهيل الحصان توقفت وتسلقت الشجرة،ولم استطع القفز عندما صحت انت،سأحاول".
"وربما تكسرين عنقك،منذ متى وانت هنا؟"
"منذ وقت طويل،انا اسفة ان كنت قد ازعجتك".
"لااعتقد انك فعلا اسفة"
"لا لست كذلك،ربما كنت استحق الوقوع من فوق السور".
"اشك في هذا"وتوقف لحظة كأنه يقيم الموقف"افترض يجب ان اساعدك"
وترجل من فوق حصانه وهو يقول له"قف ياتيتيان"ثم وضع اللجام فوق رأسه والتفت الى تيش"اقذفي بنفسك ببطء،سأتلقاك".
بينما يقف متأهبا كانت تيش تتأمل ملامحه،ياللخسارة،قالت لنفسها،ليس قبيحا فعلا،انه وجه الرجل الذي لايمكن تخيل انه جبان.
لم تضيع ثانية واحدة جلست على ركبتيها ودفعت نفسها فوق حافة السور،وشعرت بيدين قويتين تتلقاها من حصرها،وصوته العميق يقول"هيا قفي الآن،ماذا حدث؟".
"لن استطيع الصعود بالدراجة فوق التلال ،ولم اعتد السير كل تلك المسافة "عندما جذبتها يداه شعرت بسريان خدر في جسدها واستقر في ركبتها.
هز رأسه"كان يجب ان تفكري قبل ان تغامري بالسير كل تلك المسافة،سأوصلك لدراجتك..ارفعي ذراعك"
"لماذا؟"
"سأرفعك على ظهر الحصان حتى اعيده للأسطبل،ثم اوصلك لدراجتك"
لم تدري ماتقول وبطاعه عمياء رفعت ذراعيها وشعرت انها تطير في الهواء،لتستقر فوق سرج الحصان،وبسرعة قفز نيكولاس مورجان ليجلس خلفها وامرها"اهدئي"وهو يطوقها بذراعه ويمسك اللجام بالأخر.
لأن الامر كله حدث بسرعة،شعرت هي بشرود اقرب للغيبوبة،كل شيء حولها كأنه حلم من احلام الظهيرة وتمنت الا تصحو منه،كان نيكولاس صامتا وعندما اقتربوا من بوابة الاسطبل قال"هاهنا!هيا يافتى"وترجل عن الحصان ثم نظر اليها"ايمكنط النزول بنفسك؟".
قالت "بالتأكيد"نظرت لأسفل زلفت نفسها بينما يسندها نيكولاس بيده،وعلق"جيد جدا".
بعثت مجاملته الدفء في جسدها وسألها"اتركبين الخيل؟".
"قليلا ،ليس مثلك طبعا"وتلفتت حولها للمنظر الجميل للتلال التي تشكل خلفية طبيعية رائعه وللفناء حول الاسطبل،هنا مملكته،شيء ملائم لهذا الفارس المدهش.
سألته"كم حصانا لديك"
"عشرون الآن،في موسم الربيع سيكون هناك اكثر".
"عشرون لن اظن ان بأمكاني رؤيتهم؟"وهي تنظر اليه.
اجابها ببطء"اظن طالما انت هنا.."نظرت اليه بسرعة تريد ان تشكره لكنها وجدته يضع اصبعيه في فمه ويطلق صفارته"اين هذا السائس الشيطان؟".
وكان يتطلع ناحية الاسطبل,
جاء شاب نحيل مسرع ناحيتهم وعندما لمح تيش تجمدت نظراته.
قال نيكولاس"هذه الانسة تيش ،هي هنا لتكتب موضوعا عن عملية تدريب وتربية الخيول.."
"نعم ياسيد "وانحنى محييا وتناول اللجام وقاد الحصان الى الاسطبل.
سألها نيكولاس"اليس هذا ماتفكرين فيه؟"بينما هي تحدق فيه وعلى فمها اتساعة من الدهشة.
|