كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثاني
في بداية اكتوبر ابتسم لها حظها،عندما التقطت تيش ملصق للأعلان عن سباق للعبة الكراسي المتحركة على عجلات والذي ترعاه الصحيفة،وستقدم جوائز للفائزين،لكن على كل مشارك ان يجد له راعيا يدفع له مبلغ معين على كل ميل يقطعه المتسابق ،وستخصص المبالغ لشراء اجهزة لمركز التأهيل المحلي.
شردت تيش وعلا صوتها وهي تتفحص الملصق"اتعجب ،هل يمكنني اقناع نيكولاس مورجان برعاية اي متسابق؟"فلقد ارسلت خطابات الى كل رجال الاعمال في المنطقة،فهل من الضروري القيام بزيارة خاصة للحصول على تعهد،فمصنع مورجان من المؤسسات التي لم ترد حتى الآن،فهل يمكنها اقتحام عرين الأسد؟لوكان في قلبه بقية من تعاطف مع الآخرين الذين يعانون العجز وسوء المصير،ربما لتحرك واستجاب.
عادت الى مكتبها بالصحيفة وتصفحت محمةعة الملصقات الموضوعة فوق مكتبها،ونادت جيف طالب الجامعة الذي يساعدها في غير اوقات دراسته"هل يمكنك نقل هذه الملصقات من هنا؟".
اجابها"بالتأكيد،ياآنسة هولمزورث،هل تريدين ان الصق بعضها امام الجامعة ايضا؟".
"طبعا ،هناك،مشاركون من الجامعة اخبروني هل تعرف هل وجدوا من يرعاهم؟".
"لااعرف لا اظن ان بيجي ويلسون وجدت احدا بعد،وهي مازالت تطلب من البعض رعاية سباقها؟".
"بيجي ويلسون،الفتاة الرقيقة الشقراء التي اصيبت في حادث سيارة فظيع منذ عامين اليست هي؟كيف حالها؟"
هز جيف شعره الاشعث "هي بخير لكنها مازالت تعيسة لاتبتسم كثيرا ،اخمن عندما تهتفين وتشجعينها سيسعدها هذا كثيرا"
"سأزورها الليلة،ربما اجد لها من يرعاها".
عندما اخبرت لاري بخطتها في التلفون قال لها:"اظنك تندفعين نحو حتفك،لن يسمح لك حتى بمقابلته،هل يضايقك لوجئت معك لزيارة بيجي؟لااريدك ان تعطيها امالا واهية".
"زهو كذلك،تعالي فوارا".
سألها:"ماذا عن تناول الغداء معي اولا؟".
"لا،ليس الآن،يجب ان انتهي من بعض المهام المؤجلة،تعالى نذهب الى بيجي الساعة السابعة،تمام؟".
"وهو كذلك"رغم موافقته شعرت باحباطه،وتنهدت لاري يفتخر بكونه رجل عملي،لكنها تشعر بسلبيته اكثر من نفعه،ربما،لوكان افضل من ذلك لانصاعت لعواطفها المتأججه،وربما لوافقت عن عرضه الحالي بالزواج،لكنها لن توافق.
في السابعة وصل لاري وذهبا معا الى منزل ويلسون ورغم تحذير لاري،لم تجد صعوبة كبيرة في اقناع بيجي ان المحاولة تستحق للحصول على موافقة نيكولاس مورجان لرعاية سباقها،خصوصا ان جعل رجل بمثل ثروته يهتم برعاية مركز التأهييل سيكون امرا مفيدا،ووعدت الفتاة"لولم تنجح،سنحاول مع احد اخر".
تدخل لاري:"لازلت لااحبذ ذهابكما وحدكما الى منزله،على الاقل اوصلكم هناك"
اجابته تيش:"تحديدا لا".
الح لاري:"مالذي يجعلك بهذا الاصرار؟".
اجابته:"هو صديق قديم لوالدي".
وتدخلت بيجي:"وانااعرفه جيدا،فلقد جاء هو وزوجته لمنزلنا لتناول الغداء مرات عديدة".
صاحت تيري فرحا،بينما لاري يقطب جبينه:"هائل!!اخيرا وصلنا لهدفنا،غدا السبت،هل سنذهب اليه بعد الغذاء؟".
وافقتها بيجي "وهو كذلك".
في اليوم التالي شعرت تيش بفقدانها قدر من ثقتها وهما في طريقهما الى منزله في الوادي في نهاية البحيرة على قمة التلال،شعرت بمغص في معدتها،وشعرت بعجزها عن التركيز في حوار بيجي،في النهاية سألتها بيجي:"انت عصبية؟".
اعترفت تيش:"اظن ذلك"كنت اتمنى رؤية نيكولاس مورجان ،ولم اكتفي بارسال خطاب لدعوته للسباق فقلقد كتبت هي وبيجي خطاب يشرح له حاجتها لرعايتها في السباق ووضعا داخله صورة بيجي.
قالت بيجي:"المنزل هنا"وهي تشير الى لوحة حديدية :"اعتدت المجيء هنا بدراجتي ولكن تيوس لم يسمح لي بالدخول".
قالت تيش:"لنأمل ان نقابله ونتحدث معه اليوم".
واوقفت سيارتها امام البوابة وانتظرت ظهور الحارس العجوز،وعندما ظهر،قالت وهي تطل من نافذة سيارتها"مرحبا تيوس نريد مقابلة السيد"
ونزلت من السيارة وانتحت به جانبا لتشرح له طلبها،وبدا العجوز عنيدا في البداية،لكن عندما قالت له ان بيجي فتاة تعيسة وان تشجيعها ضروري امتلأت عيونه بالدموع"هيا ادخلي،فقط اتمنى ان لااخسر وظيفتي بسببكم".
وعدته تيش:"لوحدث سأأنشر ذلك في مانشيت الصفحة الاولى ولن اتردد في اخبار السيد مورجان الان ايضا".
كان الطريق محفوفا باشجار الصنوبر وفي النهاية تقف القلعة الضخمة الباهرة،وقالت بيجي بصوت مؤثر:"آووه،تبدو وكأنها من ترتسلفانيا".
وافقتها تيش:"بالتأكيد"وتزايدت عصبيتها وتورتها وابتسمت لها ابتسامة خاطفة:"لكنها كبيرة وقديمة ،وتقليد امريكي،حسنا،لوكان لنا حظ لقابلنا السيد مورجان".
عند الباب الضخم ظلت لفترة حتى اكتشفت الجرس،تنفست بعمق ثم وضعت يدها على الزر،في ثوان معدودة،فتح الباب خادم بزيه الرسمي واجاب:"نعم؟".
اجابته:"اريد مقابلة مستر مورجان،اخبره ان الآنسة هولمزورث هنا،من فضلك".
اجابها الخادم:"مستر مورجان لايقابل احدا".
دخلت تيش من الباب المفتوح:"اخبره انني هنا،على اية حال".
نظر الى التصميم الرسوم على وجهها وقال:"حسنا جدا،ادخلي لتقفي هنا".
تشابكت يديها في عصبية واضحة،وضربات قلبها تتسارع على الاقل فلقد انجزت عملا نافعا وشاهدت المنزل،وكأنه شيء مماثل في الاستوديوهات لافلام هوليود،بغموضه الرهيب،الارضية مغطاة برخام متعدد الالوان،والسلم والدهليو مغطى ايضا بالرخام حتى اخر درجة عند الممر،بالداخل هناك نحف كثيرة واثاث فخم،اتجه الخادم الى باب يفتح على غرفة اخرى واستطاعت سماع اصوات حوار خفيضة ثم سمعت صوتا عاليا صوت نيكولاس مورحان العميق يصيح :"اوصلها للخارج،لن اراها،ونادى تيوس للمجيء هنا فورا".
للحظة شعرت تيش بحرج واهانة عميقة وانهمرت الدموع من عيونها،لماذا لن يراها ماذا فعلت لتجعله يكرها،وتذكرت رسالتها واجتاحها الغضب ،ماذا حدث لهذا الرجل ؟الا يستطيع على الاقل التحدث معها؟عليها اللعنة لو تقبلت هذا النوع من التعامل مع اي شخص!!قبل ان يأتيها الخادم المسكيم برده،اندفعت وهي تجذب خطاب بيجي وتسلمه للخادم:"اعطي هذا لمستر مورجان"كان صوتها عاليا حتى يسمعها مورجان:"اخبره ان لم يرد ويوافق،سيصبح اشد البخلاء على قيد الحياة وسأنشر ذلك في الصفحة الاولى،ويمكنك ان تخبره ان حدث لتيتوس اي مشكلة او متاعب بسببه سأنشرها ايضا في الصفحة الاولى".
تسلم الخطاب ونظر في عيونها التي تقدح بالغضب وقالت بصوت مرتفع:"حسنا،اذهب اليه وسلمه له الآن،لن اذهب الا بعد ان اتأكد من استلامه الرساله وان يقرأها،الايستطيع؟".
|