كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال هال:"ليس الآن مايك،ليس هذا وقت نكب الجراح القديمة،فضلا عن انه لم يقتل كيفين فعلا".
اجابه مايك:"ربما،لكنه تسبب في قتله،لقد قاد فصيلته الى فخ يفهمه اي احمق،وأزهق ارواحهم جميعا بأستثناءه وأنا،وبسبب جرحه اللعين لم يعاقب،هذا ماحدث،واجمل شيء اني لم أره الليله،والا لكنت هبطت من فوق المسرح و.."
قال هال محذرا:"كفى يامايك".
سلد المكان ثرثرات هامسة،ثم رفع احد صوته:"مايك اتتذكر عندما سرقنا تايك الحصان المفضل وربطناه في عربة اللبن؟".
هز مايك رأسه كأنه يمح جهامته ويستعيد جو المرح:"ياه،واتذكر عندما اوقعناك في ورطة مع ابيك وسرقنا مفاتيج سيارته واخفينا الكاديلاك الجديدة في جراج هال؟فعلا جعلناه يعتقد انك ذهبت بها الى يوفالو لمقابلة صديقتك".
عاد جو المرح ليعم المكان،لكن تيش عجزت عن التركيز ذهنها مشغول بطيف ذلك الغريب الرجل الجريح،والراين المتناقضين اللذين سمعتهما عن شخصيته،في النهاية انفردت بمايك لدقائق لتساله عن نجاحه،ثم غادرت الحفلة متعذرة بانها يجب ان تكتب الموضوع لتسلمه للصحيفة.
عند منتصف الليل غادرت تيش مكتبها الصغير في صحيفة ليك تاون هيرالد،لقد كتبت الصحفية عن مايك اوهارا بسلاسة وتدفق وسهوله على التها الكاتبة،كما لو كانت شيئا عابرا لم يتطلب الا قدرا ضئيلا من مهاراتها طيلة الوقت كان مستقرا في ذهنها شعور ضاغط بأن هناك قصة لخرى لماحدث،قصة نيكولاس مورجان.
ممتع ،هكذا قالت لنفسها وهي تقود سيارتها عبر شوارع المدينة المهجورة ،كيف لم تفكر كثيرا في نيكولاس مورجان في الاعوام الاخيرة،وعندما كانت تفكر فيه كان يدور في ذهنها الصورة النمطية لرجل ثري تعيس،نفسه تقطر بالمرارة،رجل اذهبت تجاربه السابقة عقله،لذا اصبح منعزلا،وتشبعت بالرأي العام الذي يرى انه لوكان عقله سليما لكان فعل شيئا لتجميل تلك الندبة في وجهه،يعبر الناس عادة عن ذلك بحزن واسى شديد،كان ولدا وسيما،طبعه كان دائما جميلا ممتليء بالمرح والحيوية،لم يتعالى ابدا على احد رغم ثراء عائلته ،دائما هذه الملاحظة يتلوها عادة استهجان وادانته لتركه تجربته في حرب فيتنام تدمر كل ذلك.
بعد كل شيء،واخرون اعتبروها تجربة سيئه ولايتركون لها فرصة تدميرهم،رغم عدم امتلاكهم مثل ثروة نيكولاس مورجان!!
واضح ان قصة مايك اوهارا عن جبن مورجان غير شائعة،هكذا فكرت تيش،ام انها سمعتها من قبل؟؟ومن خلال تحذير هال القلق والصمت الذي اطبق على الحفلة عند اشتعال غضب مايك ،هل هناك سرا بينه وبين صديقه السابق؟لماذا افصح عنه الآن؟مؤكد ان نيكولاس مورجان وحده الذي يعرفه جيدا،الآن لوتعرف الشائعات لانتشرت القصة وشاعت بسرعة البرق،فضلا عن تلك الندبة المحفورة في وجهه،اليس بمقدوره فعل شيء لتجميلها،اليست هذه دليلا لصالحه؟؟
همست تيش لنفسها:"يجب ان اتحدث مع نيكولاس مورجان".وهي توقف سيارتها في الممر الضيق تحت ظلال شجرة بجوار منزلهم ذي الطابق الواحد والمبنى من الحجر في جوار المعسكر الجامعي:"اتمنى ان يكون ابي هنا".
المنزل الذي تعيش فيه تيش هو فعليا منزل والدها،لكنه نادرا مايقيم فيه.
والدها الكولونيل في الجيش النظامي والذي تقاعد عن الخدمة عندما كانت طفلة،ليقيم في مقاطعة نيويورك في المدينة الصغيرة ليك تاون على مقربة من منطقة البحيرات،حيث ترعرعت تيش،والدها نيل هولمزورث هو الذي بعث الحياة في صحيفة ليك تاون هيرالد،لكن عندما توفيت زوجته بمجرد تخرج تيش من الكلية،سلم الصحيفه لها،وبدأ سفرياته ليشبع اهتمامه العميق في الثقافة القديمة لامريكا الهندية،واستحق تقدير وثناء اكاديمي على كتاباته في الموضوع،والدها الرجل الهاديء الصارم،الذي يفضل كتبه وابحاثه على مصاحبة الآخرين،ربما لديه بعض الافكار عن كيفيه اقترابها من نيكولاس مورجان وكيف اصبح على تلك الحالة،فتحت الباب الجانبي،وعلى الفور اندفعت القطة الضخمة قطعت السلم في خطوة واحدة وعبر المطبخ جاءت نحوها.
قالت للقطة:"ربما يمكنك ان تخبريني ياروكي كان القط واقفا كأنه يتأهب لدخول معركة"انت ابدا لم تدع جرحك يوقعك ويدمرك؟لكن اذن.."تناولت القط وداعبته"تعرف انني احبك،اليس كذلك؟"لكن هل نيكولاس مورجان يدري،تعجبت،في مكان ما هناك رجل يعتقد ام نيكولاس مورجان هو اشجع رجل عرفه؟؟او هل يعرف فقط القصة التي حكاها صديقه القديم مايك اوهارا الليله؟ام ان هناك شيء اخر اغرقه في بئر من المرارة؟كم هو وحيد،بلا اسرة تحبه،ولاشائعات عن قصص غرامية رومانسية،شعرت تيش ان عيونها قد اظلمت وغامت،لااحد بأمكانه مواجهة الحياة في عزلة ووحدة تامة،حتى لوكانت الحياة تمضي بشكل طيب،ليس امرا سهلا.
فاجئها الشعور بالتعاطف والوحدة،ونظرت في ساعة يدها،مازال الوقت قبل منتصف الليل في فونيكس اريزونا،حيث يقيم ابوها الآن،التقطت سماعة الهاتف وادارت القرص،عندمااجابها قالت:"ها ابي،كيف حالك؟"تبادلت معه التفاصيل عن حياته لدقائق حتى لمس ابوها المنطقة التي كانت تتمنى ان تتجنبها.
سالها:"كيف حالك انت ولاري؟"
"آه بخير".
"الم تحددوا موعد الزفاف بعد؟"
"لاتدفع لاري نحوي ابي،لست واثقة من انه الرجل المناسب لي".
"اممم"لم تعلق وبسرعة غيرت الموضوع:
"بابا ،اتذكر نيكولاس مورجان،الا تذكره؟رأيته البارحة في الحفل وسمعت رأيين متناقضين عن شخصيته،انا مندهشة ومتحيرة وان كان لديك ادنى فكرة عن كيف اقترب منه؟"
"لست واثقا من ان بامكانك الاقتراب منه تيش،لست مستريحا ابدا لشخصية رجل ينسحب من الحياة الاجتماعية كما فعل".
|