_ أسكن في شقة صغيرة بلندن.
استفسر الغجري وهو يتفحص أظافره الانيقة التي يحرص جداً على نظافتها:
_ تسكنين وحدك؟
_ نعم أسكن وحدي
_ أنتِ لستِ مخطوبة إلى أحد على ما أعدك وإلا لما جئت إلى هذه البلاد وحدك.
كانت فعلاً حمقاء عندما أطلعته على هذه الأشياء في الغابة. لكن رعبها كانة شديداً إلى درجة أفدتها السيطرة على لسانها.
تابع رادولف استجوابه:
( ماذا كنتش تعملين في الشركة.
أطلعته لين على التفاصيل وعيناها تراقبان ثيابه. لقد أبدلها بثياب جديدة ، كما أن شعره يبدو مغسولاً. أين أمضى النهار ومن أين أتى بالثياب؟ لربما كان يملك بيتاً في الغابة حيث التقته أو في أي مكان آخر.
_ سنحضر سيارتك إلى هنا عزيزتي فهي قد تفيدنا.
_ أيها اللص! لا شك في أنك سرقت الحصان أيضاً!
_ حذاري من اللعب بالنار! الزوجة الغجرية لاتكلم زوجها بهذه الطريقة لأنها تعتبره دائماً السيد المطاع.
_ أما أنا أيها الغجري الساقط فاعتبرك وقومك أناساً منحطين!
هب رادولف من مقعده كلمح البصر وأمسك بشعرها مسبباً لها ألماً فظيعاً. لقد أوقعها لسانها في ورطة جديدة كانت بغنى عنها. ومن حسن الحظ أن طلبه اقتصر على الاعتذار فكان له ما أراد. تمكنت بذلك من التخلص من الضرب.
فلم تجد سبيلاً لحبس دموعها وإيقاف إرتعاشها.
أخيراً ابتعد عنها الغجري ووقف الغجري في وسط العربة صامتاً. ساد الجو سكوت مطبق أنهاه رادولف قبل أن يقول بصوت رقيق:
_ لين ، لماذا تدفعينني إلى ممعاملتك بهذه الطريقة؟
ذهلت المرأة لهذا التبدل العجيب فأخذت تحدق في وجهه دون أن تفهم مراده. بعد ذلك عاد الرجل إلى طبيعته نادماً على ما بدر منه من رقة فأمرها:
_ حضري طعام العشاء!
جلسا يتناولان العشاء بصمت قبل أن يفجر رادولف قنبلته الجديدة.
_ ستكتبين غلى الشركة لتبلغي زملاءك أنكِ قررت الزواج...
قاطعته لين قائلة:
_ أكتب! هل تظن أنه بأمكانك إجباري على الكتابة هكذا بكل بساطة؟
_ تمالك نفسه رادولف وحذرها:
_ حاولي أن لاتقاطعينني يا امراة. ستكتبين الرسالة دون نقاش.
تناول الشوكة وتأكد من نظافتها قبل ان يستعملها ثم أضاف:
_ كما ستوجهين أيضاً رسائل غلى جميع اصدقائك لتعليمهم بالامر.
أسكتها باشارة من يده بعد إذ حاولت التعليق.
_ لا تحاولين الاعتراض ، ستنذفين أوامري بحذافيرها.
_ ليس بوسعك أن تجبرني على ذلك!
أدركت لين أن في صوتها ضعفاً ، لأنها كانت تعلم ان الطاعة هي السبيل الوحيد لتفادي العنف. وأن رادولف لا يقبل بأقل من الرضوخ والالستسلام. والدجليل على ذلك أنه ناولها بعض الاوراق وقلماً فجلست الزوجة تكتب كما أمرها زوجها والغصة في حلقها تكاد تخنقها.
منتديات ليلاس
سيستغرب أصدقاؤها وزملاؤها امر الزواج لكنهم لن يجدوا سبباً لعد تصديقه وسيكفون عن البحث عنها. بعد ان انتهت خرج رادولف ليبعث بالرسائل في البريد.
بعد خروجه سمعت طرقاً خفيفاص على النافذة. نظرت لترى من الطارق فوجئت لما رأت وجه كونيل وركضت لتفتح له.
_ قال الشاب بصوت لاهث:
_ أحضرت لكِ القلم يا سيدتي.
_ لا أعرف كيف أشكرك! عد عندما تستطيع لأسلمك الرسالة.
أقفلت لين النافذة بسرعة وخبأت القلم وهي تأمل أن يكون كونيل جاداص مخلصاً ، واخذت تصلي لئلا يكشف زوجها اللعبة.
غاب رادولف ساعتين قبل أن يعود حاملاً حقيبتها بعد أن جلب السيارة من الموقف كما وعد.
_ افتحي الحقيبة الكبيرة.
_ لماذا؟
_ لابد أن لديك ملابس جميلة.
رمقها بنظرته الخبيثة وأضاف باللهجة الحادة التي تكرهها لين:
_ افتحي الحقيبة!
أطاعت مرغمة وشرع رادولف في غربلة ملابسها إلى أن وقع اختياره على فستان قطني أحمر.
_ هذا ما سترتدينه الليلة.
ناولها الفستان لكنها رمته في وجهه فقال ساخراً:
_ سأعتبر عملم دعوة لألبسك إياه بنفسي.
ضحك الغجري طويلاً وهو يتفرج على زوجته تحمر خجلاً. لكن لين لم تجد هذه المرة في نظراته ما يخيف أو ينفر ، بل تنامى في داخلها شعور مبهم تجاه هذا الرجل القاسي المتلذذ بعذابها.