المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
26 - سجينة الغجر - آن هامبسون - دار الكتاب العربي ( كاملة )
الملخص
"لايأتي الحب على أجنحة من حرير.. بل يجيء كدفق صاخب يجتاح القلب ويأسره .. وفي شباك ألاسر قلما يفكر المحبوب في الخلاص من قيود أقوى من الفولاذ .
وعندما قامت (لين) برحلتها إلى أيرلندا .. لتنفض إرهاقات العمل الطويل بين الربوع والبحيرات والجبال , لم تكن لتصدق أن رحلتها ستتحول إلى كابوس مرعب .. وسجن حقيقي مؤلم .
منتديات ليلاس
فقد تصادف أن تعطلت سيارتها بقرب مخيم للغجر .. وأفلتت بمعجزة من الغجري المتشرد القذر .. لكنه طاردها في الغابة وسجنها داخل عربة حقيرة .. وأجبرها على الزواج على طريقة الغجر .. وباتت الفتاة الرقيقة الجميلة أسيرة السجن والمعاناة والالم .
لكن الحب تسلل إلى قلبها المحزون .. ولم تفلح في مقاومته ... !!
- الاختطاف
كانت السيارة تسير على مهل في الطريق الساحلي,تجلس خلف مقودها فتاة جميلة تتأمل روعة المشهد الطبيعي.هضاب خضراء تمتزج أطرافها برمال الخليج الصفراء الذهبية وتحجب قسماً منها أشجار عالية مورقة.
كانت لين سدلن تنوي قضاء العطلة في إيرلندا الجنوبية برفقة صديقة لها, لكن صديقتها اعتذرت عن المجيء فقررت لين المضي في رحلتها وحدها. انتقلت من إنجلترا إلى أيرلندا بحراً وشحنت سيارتها على الباخرة نفسها.
أمضت الفتاة إلى الآن عشرة أيام رائعة تتنقل في أرجاء أيرلندا الخضراء الساحرة.جمال الطبيعة أنساها وحدتها فلم تكن تتذكر ذلك إلا عند رجوعها في المساء إلى الفندق لتخلد للنوم. وبعدها أمضت لين يومها في مدينة دونيغال استعدت للعودة إلى الفندق الواقع في أطراف المدينة, لتتوجه في الصباح الباكر جنوباً نحو دانيلري, حيث ستستقل الباخرة بعد أيام عائدة إلى انجلترا.
أوقفت السيارة إلى جانب الطريق وأخرجت من حقيبتها خريطة المنطقة. عيناها تحدقان في الخريطة, في حين أن فكرها شارد في أمور أخرى وخاصة في عرض الزواج الذي تلقته قبل أسبوعين من زميلها في العمل توماس. إنه شاب لطيف ومهذف لكنه لا يتمتع بأي جاذبية لا بل هو, كما وصفته إحدى زميلاتها, بليد ومثير للضجر. وعدته لين بالتفكير جدياً في الامر لأنها بدأت تشعر بالملل من العيش وحيدة فلا بأس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب ورقيق لبناء عائلة جديدة.
إلى جانب ذلك, هناك سبب آخر يجعل لين تأخذ في الاعتبار عرض الزواج.وهو شعورها بالاسف نحو توماس الذي فجع بخيانة زوجته له وانفصالهما بالطلاق. وجدت الفتاة في معاناته قواسم مشتركة مع ماتعرضت له حياتها العائلية. تمتعت لين بطفولة سعيدة بين والدين محبين وفي منزل وافر الامان ,لك والديها انفصلا وهي لم تتجاوز بعد السبعة عشر ربيعاً بعدما وجدا أن طريق كل منهما يختلف عن طريق الآخر. وخلال ثلاثة أعوام تزوجت أمها من رجل أمريكي وهاجرت معه إلى أمريكا.كما أن والدها تزوج من سيدة أقنعته بالهجرة إلى أستراليا. وهكذا أصبحت لين وحيدة وهي في العشرين, تعيش دون عائلة. لذالك قررت أن تجد الرجل الذي ينتشلها من عذابها ويقاسمها حياة هنيئة.
أيكون هذا الرجل توماس؟ سؤال لم تجد له بعد جواباً شافية. تنهدت وهي تقود السيارة في طريق فرعي ضيق محاط بأشجار عالية. بعد أن توغلت بضعة كيلو متراتوصلت إلى غابة كثيفة تقع وسطها بحيرة جميلة يقوم قربها مخيم للغجر. وجود جماعات الغجر في أيرلندا أمر مألوف أكثر من وجودهم في انجلترا .غريب أمر هؤلاء القوم يتنقلون من مكان إلى آخر .لايحبون الاستقرار كبقية الالبشر. يبحثون عما لايجدون فيستمرون في التجوال.
فجأة,إذ تجاوزت السيارة أولى عربات الغجر ,أصدر المحرك صوتاً قوياً ثم توقف. ترجلت من السيارة عابسة والتف حولها عدد من الاطفال الفضولين. ثم تقدمت منها غجريتان فيما هي منهمكة بالنظر إلى المحرك تحاول عبثاً معرفة سبب العطل, وبرز من بين الجميع شاب أسمر اللون عارضاً المساعدة.رفعت لين عينيها لترى شاباً طويلا مفتول العضلات, أسود العينين,أجعد الشعر.نظراته الثاقبة أرعبتها فبلعت ريقها من الخوف.
قالت له أخيراً:
_تعطل محرك سيارتي.
_هل نفذ منها الوقود؟
أومأت لين بالنفي وأجابت:
_الوقود فيها أكثر كاف.
وجدت الفتاة نفسها تحدق . لاحظت تعالياً وغطرسة في هذه الملامح يجعلانه مختلفاً عن بقية قومه . فالغجر عادة أناس بسطاء متواضعون, علمهم الفقر أن الخضوع هو الوسيلة الوحيدة لكسب أرزاقهم.
_بما أن الوقود متوافر لا أعلم سبب الداء. نحن نستعمل الجياد لا السيارات , لذا خبرتي في المحركات ضعيفة جداً . كل ما يمكنني فعله هو ارسال أحد إلى المدينة ليحضر ميكانيكياً.
كانت تدرك أنه كاذب من خلال نظراته الشغوفة و الفاحصة .ولأنها لمحت شاباً يتوجه على حصانه نحو المدينة ليحضر الميكانيكي.
شعرت بالحرج وهي واقفة بين هؤلاء الغجر. فبدأت تتمشى حتى ابتعدت عن المخيم في طريق موحش , تحيط بجانبيه خضرة عذراء, تبدو من خلالها مياه البحيرة مرآة تنعكس على صفحتها بفرح أشعة الشمس الذهبية.
وبينما هي تتأمل شاعرية المكان وسحر وجوه الغامض, سمعت وقع خطى تتقدم منها على مهل فارتعدت. إنه الغجري الاسمر. تراءت لها أشياء كثيرة مرعبة إذ رأته يقترب منها بكل ثقة . وخانتها شجاعتها حتى كادت تصاب بالاغماء.
تحدث الشاب بنبرة آمرة:
_أنتِ انجليزية, أليس كذلك؟ ظننت في البدء أنك أمريكية.
توقف عن الكلام واقترب أكثر من الفتاة. عضلاته القوية يبرزها قميصه الضيق و"غجريته" يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حول عنقه . لوأراد فنان رسم متشرد لوجد فيه النموذج الامثل. ارتجفت لين تراودها فكرة الفرار ولكن الغجري لم يدع لها الفرصة لتجد منفذاً . تقدم منها بغتة وأطبق على ذراعها دافعاً إياها إلى مكان كثيف بالاشجار خلال ثوان صارت بين ذراعيه القويتين
التعديل الأخير تم بواسطة Rehana ; 19-08-11 الساعة 05:08 PM
سبب آخر: اضافة الملخص
|