لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-11, 04:34 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تجمد الدم في عروقها لما رأت الغجري أمامها...كيف إستطاع الوصول إلى هنا من مخيمه البعيد بهذه السرعة؟ لايعقل أن يكون جاء على حصانه لأن المسافة بعيدة إلى حد يجعل ذلك مستحيلاً لابد أنه استعمل وسيلة أخرى. ثم , من أين أتى بهذا الحصان الأصيل الذي لا يمكن أن يملكه غجري فقير؟
منتديات ليلاس
رفعت عينيها إلى وجهه , لاحظت أشياء لم تلحظها فيه عندما حاول الاعتداء عليها بعد تعطل سيارتها قرب المخيم. رأت إلى جانب وسامته مسحة أرستقراطية نبيلة وشيئاً من اللباقة والاستعلاء. يده الممسكة باللجام بدت أنعم ,تدل على أنه لم يقم بعمل يدوي في حياته.حتى ثيابه تبدلت , لم يتخل عن قميصه الاسود لكن الشال الأحمر الوسخ إختفى ليحل محله شال آخر نظيف. السروال الممزق تغير ليصبح سروالاً أنيقاً... لاشك أنه سرق الحصان والثياب , ولكن كيف تبدت يداه من يدي متشرد إلى يدي أرستقراطي نبيل؟ وقف الغجري يحدق فيها باستغراب وكأنه فوجىء بوجودها.

حطم جدار الصمت أخيراً بقوله:

_صباح الخير.

أخذت لين تحسب فرص الهرب وجسمها الرقيق يرتعش خوفاً وغضباً نظرت صوب الممر القريب الذي يوصلها إلى مدرسة الفروسية وبخفة لم تعهدها في نفسها من قبل قفزت إلى الحصان والسوط في يدها. انطلقت بسرعة وكي تعاقب الغجري على فعلته وتؤخره عن اللحاق بها ضربته بالسوط على وجهه. وضع الرجل يده على خده الدامي وقد ارتسم على وجهه ذهول كبير.

_تستحق أكثر من ذلك أيها الغجري المتشرد! كيف تجرؤ على التحدث إلي؟ عد إلى قومك ولاتتحرش بالناس المتمدنين!

قالت لين كلماتها هذه وهي منطلقة على حصانها تحثه بضربات خفيفة من قدميها على الاسراع في العدو.أخذت تخترق الغابة بسرعة عمياء وخوفها يتعاظم مع اقتراب صوت حوافر جواده منها. إذا تمكن من اللحاق بها سيقتلها ويرميها في الغابة! إزداد هلعها لهذه الفكرة ولم تعد تدري ما تفعل لتخرج من الورطة المميته. أخذ الحصان يقترب منها أكثر فأكثر وصاح فيها الرجل

_توقفي!

استمرت لين في العدو بأسرع ما يمكنها.لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديد ولم تجد ممر الخروج من الغابة. فصارت تصرخ بأعلى صوتها:

_النجدة! النجدة!

دب التعب في حصانها فخفت سرعته في حين أن حصان الغجري الجبار ما أنفك يدنو منها.

_توقفي وإلا أوقعتك عن الفرس!

تجاهلت الفتاة أوامره باحثة دون جدوى عن وسيلة للإفلات.

_دعني وشأني! أرحل عني. سأبلغ رجال الشرطة...

توسلات وتهديدات لن تجدي نفعاً مع هذا الرجل الشرير.أخيراً صار الغجري بمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق حصانها المرهق.مال الرجل وخطف من يدها اللجام أجبر الفرس على التوقف. ثم نزل عن حصانه وأنزل لين عن حصانها.شعرت الفتاة أنها سجينة نظراته الغاضبة ووقفت عاجزة عن الحراك.

رفع الغجري يده إلى خده الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببته ضربة السوط.

_هل هو حصانك؟

_لا , إستأجرته من مدرسة الفروسية.

هز الرجل رأسه وكأنه يعرف المدرسة. ثم أخذ يحدق في الفتاة لثوان مرت ثقيلة كأنها الدهر قبل أن يقول:

_لا خوف على الحصان. إنه يعرف طريق العودة إلى الاسطبل.

وضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدأ بالعدو حتى إختفى عن نظر لين بعد قليل.

_من أين أنت؟

أنا إنجليزية وجئت إلى أيرلندا لأمضي إجازتي السنوية... أنزل في مزرعة قريبة من هنا.

هز الرجل رأسه كأنه يعرف المزرعة كذلك.

_تماماً , أنا أجوب البلاد بسيارتي التي تركتها في موقف قريب من الاسطبل

واصل طرح الأسئلة , وواصلت لين الاجابة دون أن تدري مدى الخطأ في إعطائه معلومات يجب أن لاتطلعه عليها. ولم تع ذلك إلا عندما سمعته يقول:

_أنتً وحدكِ هنا...

وعندما سألها لماذا ضربته بالسوط أجابت لين وفي صوتها نبرة الازدراء:

_لأنك وجنسك حثالة المجتمع ورعاع القوم!

سرعان ماندمت لتهورها وطيشها إذ رأت في عيني الرجل عاصفة من الغضب ونية على ارتكاب عمل شرير. اقترب منها وزمجر:

_حثالة المجتمع ورعاع القوم؟ ستدفعين ثمن كلماتك غالياً.

وبسرعة حملها في قوة ورمى بها على ظهر الحصان , ثم قفز خلفها وانطلق مسرعاً نحو عمق الغابة.

تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها لاكنها لم تفلح في تصوير مصيرها يعزز ذلك غضب أقرب إلى الجنون سيسيطر على خاطفها.
منتديات ليلاس
إزداد الحصان توغلاً في الغابة ولين تكاد تصاب الاغماء , والرجل ملتصق بها تحس بنفسه يلفح عنقها وهو يقود الحصان بسرعة كبيرة. أخذت ترتعد كورقة خريفية وهي تسأل نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء. أخيراً قرر الرجل التنازل عن صمته فأعلن:

_نحن ذاهبان إلى المخيم.

_المخيم.. أي مخيم هذا؟

قهقه الغجري عالياً يتلذذ بخوفها وأجاب:

_ألا تعلمين أن الغجر يعيشون في مخيمات؟

_ستندم أيها الحقير على عملك لأن رجال الشرطة سوف يرمون بك في السجن!

كانت تعلم في قرارة نفسها أن كلامها لا يرهب الرجل , فالغجر"محترفون" في الخروج عن القانون. ولايهابون السلطة. القانون الوحيد الذي يحترمونه هو أن الغاية تبرر الوسيلة.وأن مصلحة القبيلة يجب أن تكون الأهم بغض النظر عن أي إعتبار.واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنجح في العثور على نقطة ضعف في الغجري:

_تكون أحمق إذا اعتقدت أن بامكانك الافلات من قبضة العدالة.
الاختطاف جرينة يعاقب عليها القانون بشدة!

لم يعلق الرجل بشيء وظلا صامتين حتى وصلا إلى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة.نظرت لين إلى الوجوه التي تنظر إليها فلم تتعرف أحد من الذين رأتهم عندما تعطلت سيارتها. كما لم تجد تلك الفتاة التي أنقظتها يومها من الغجري لعلها تعيد الكرة الآن.

تعالت صيحات الترحيب بالغجري:

_أهلاً بك يا رادولف!

_ماهذه الغيبة الطويلة؟

_أخيراً عدت إلينا

نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لاينتمي إلى مخيم معين. وتأكدت من أن هذا المكان ليس المكان نفسه الذي شاهدته.

تقدم من الغجري رجل كهل وقال:

_رادولف , ليس من عادتك...

اسكته باشارة من يده, ولكن الكهل تابع:

_ماذا حدث لوجهك؟الدماء تسيل منه بغزارة!

عندما رأت لين الجميع يلتفون حول رادولف وعلامات التعجب بادية على وجوههم. سمعت بعض الكلمات الانجليزية لكن معظم الكلام كان باللغة الغجرية التي تجهلها. أوضح رادولف الامر لقومه بلغتهم ونظراته المليئة بالحقد تصب نارها على الفتاة المصابة بذهول مطبق.أمسك بخصرها وأنزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها, وكأن القوم يستعدون لمرح ولإثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها...

زادت الدماء المتجمدة على وجه رادولف من رهبة شكله, وجعلته يبدو مجرماً أكثر وأكثر. أيمكن أن تتوقع رحمة من إنسان كهذا لايهتم إلا بإرضاء غرائزه, لايعرف المثل والمبادىء التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة؟ حاولت الفتاة ألا تفكر بما ينتظرها, لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنة. تمنت لو أنها تموت! فالموت أرحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة... تمنت لو أن يدي رادولف الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض وتعصران منه آخر قطرة حياة...

انصرف رادولف إلى حديث طويل مع الرجل الكهل. سمعتهما لين يتلفظان ببعض الاسماء:أولاف,بوريل وغيرهما. ولكنها لاتعلم ما إذا كانبوريل اسماً لأمرأة أور لرجل. حدقت الفتاة في وجه رادولف لتجد الاضطراب والقلق الشديدين بادين عليه. في حين كان أولاف يتنهد من وقت إلى آخر ويزم شفتيه بامتعاض. ماهو الحديث المهم الدائر بين الرجلين؟سؤال لا يمكنها أن تجيب عليه عليه قبل أن تفهم هؤلاء القوم.

بعد ذلك بدأ القوم يوجهون الاسئلة إلى رادولف فيجيب عليها باقتضاب, والأولاد الحفاة ذوي الثياب البالية يحملقون في ثيابه النظيفة والأنيقة بانبهار.

نظر رادولف إلى لين فعاد إلى عينيه لمعان الشر. وبلمح البصر حملها بين يديه وسط ضحكات الجميع إلى عربة أرشده أولاف. صاحت لين في الغجر:

_هذا الرجل خطفني! ستحاكمون جميعكم إن لم تساعدوني!

نظرت حولها تبحث عن أحدهم يتعاطف معها فلم تقع إلا على وجوه ضاحكة ونظرات ساخرة. لا أمل إذن بأن يساعدها أحدهم فالجميع وحدة متماسكة ولافراد يتعاونون حتى على أعمال الشر.

ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد أن أغلق الباب بعنف.في هذه العربة, لن يتدخل أحد لانقاذها. عليها أن تواجهه وحدها الرجل الذي يبدو زعيماً أو ملكاً على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش. اغرورقت عيناها بالدموع فساعة العقاب حلت. شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنها الصغير.مكان قذر فيه أريكة وطاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة. في الطرف الآخر سرير ضيق, وعلى الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك. كأن أحداً لم يشغل هذه العربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في أرضها وعلى محتوياتها لاتوصف.

في خلدها تدور أسئلة كثيرة. من هو رادولف بالحقيقة؟ من هو بوريل الذي تحدث رادولف وأولاف عنه بكثير من الجدية؟ لكن الؤال الاكثر أهمية والحاحاً يبقة: ماذا سيكون مصيرها؟

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 13-08-11, 04:36 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الغجري وأنا
دخلت لين إلى زاوية صغيرة في العربة يفترض أنها مطبخ. كانت فيه مغسلة قذرة وفرن صدىء قديم يعمل بالغاز. لم تتمكن الفتاة من تحمل الرائحة التي تدعو إلى الغثيان. ولما همت بالخروج سمعت أصواتاً قريبة في الخارج. أطلت من النافذة الضيقة فرأت رادولف وأولاف يتحدثان وحيدين بالانجليزية فربضت لين تحت النافذة من دون أن تدع رأسها يطل وأخذت تسترق السمع.

_ أعرف أن الامر يقلقك لكنه حر في اختيار طريق حياته.

_ لا تقنعني أنك محق في سلوك هذا الطريق!

_ أوافق معك والدليل أني بحثت عنه كثيراً كما طليت مني، لكنه مراوغ كبير ولايهدأ في مكان.

_ أعلم ذلك يا أولاف وإلا لما كنت رأيتني هنا، فقد أخبرني أيفور أنه في هذا المخيم.

_ كنت قادماً إلى هنا إذن عندما خطفت الفتاة؟

_ بالطبع، وإلا لما...

_ ماذا تنوي أن تفعل بها يارادولف؟

_ سأجعلها تدفع الثمن غالياً لضربي بالسوط ولوصفها إياي بالغجري المتشرد ، حثالة المجتمع.

_ أعذرها يارادولف ، فالناس يملكون أفكاراً خاطئة عن الغجر.

_ أنا لا أعذر أحداً يجرؤ على إهانتي!

_ لكنها تبدو فتاة طيبة فلا تحطم حياتها.

تكلم الغجري الشاب بكل تصميم وجدية:

_ اسمع ياصديقي ، أنا أنوي أن أنال منها التعويض المناسب عن إهانتي ، فإذا لم تتمكن من تحمل ذلك لن يكون ذنبي.

أدركت لين من لهجته القاسية أن الرجل ليس مستعداً للعودة عن قراره وأنه ينصاع لغرائزه ضارباً عرض الحائط كل العبارات. حاول أولاف من جديد أن يثنيه عن عزمه:

وأنت تعلم أن الاختطاف جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون بصرامة. عليك أن تفكر بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغنى عن المشاكل. ظننت أن الايام كانت كفيلة بتهدئة طباعك الحادة بعض الشيء وبتعليمك كيف تكبح جماح أعصابك:

تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجري الكهل. أيعني به أن رادولف "ملك" الغجر في أيرلندا؟ تفسير معقول قد يوضح كلمة الوضع الخاص والاحترام الذي أظهره هؤلاء القوم للرجل ، كما يوضح كذلك عدم استقراره في مخيم واحد وتنقله المستمر من منطقة إلى أخرى.

_أتعتقد أني خائف من العقاب يا أولاف؟ ألا تعلم أني لا أحسب حساب النتائج عندما أقرر الاقدام على خطوة أنا مقتنع بها؟

فهمت الفتاة من كلماته أنه معتاد على هذه الاعمال وأن خبرته فيها طويلة بحيث لا يخاف الوقوع في أيدي العدالة. لكن أولاف ما يزال قلقاً. ولم يشارك صديقه مرحه إذ قال بكل جدية:

_ أحس بنفسي مسؤلاً لأني كنت أعلم منذ البدء...

قاطعه رادولف مطيباً خاطره:

_ أشكر تفهمك يا عزيزي.

صمت الكهل قليلاً ثو واصل محاولاً اقناع صديقه الشاب:

_ ولكني آسف للفتاة المسكينة.

_ لا أدع للأسف لأنها أصلت نفسها إلى هنا بحماقتها!

_ هي انجليزية أليس كذلك؟

_ تماماً.

_ إذن لابد أن يكون أحد ما قد بدأ البحث عنها. عائلتها ربما...

_ غير ممكن يا أولاف فالفتاة وحيدة هنا.

_ من قال ذلك.

_قالت لي بأنها تمضي أجازتها في أيرلندا وتجوب البلاد وحيدة بسيارتها.

_ اسمع يا رادولف ، تبريراتك لا تقنعني بصحة عملك.

_ لن أتراجع عن خطوتي أبداً.

_ ولكنك ستوقع نفسك في مشكلة كبيررة.

_ لا تقلق ياصديقي. لن يبحث عنه أحد إذ يفترض أنها تركت الفندق الذي كانت تقيم فيه واتجهت إلى منطقة جديدة.

_ ولكن أين السيارة التي تكلمت عنها؟

أخبره رادولف بكل التفاصيل وبأن السيارة مفتوحة والمفاتيح ما تزال بداخلها. عندها فقط أدركت لين أنها أخطأت عندما صرحت للرجل بحماقة لامثيل لها بكل ما يسهل له اتمام جريمته.

إبتعد الرجلان قليلاً فلم تعد الفتاة تتمكن من سماع بقية الحديث ولكنها استطاعت التقاط جوهره.

_ عليك احضار سيارتها بأسرع ما يمكن يا أولاف كي لا تبدأ الشكوك تحوم حول وجودها في الموقف.

تلاشت الاصوات إذ ابتعدا كثيراً عن النافذة.ففشلت لين مرة جديدة في اكتشاف اللغز التي بدأت تشعر بوجوده في حياة هذا الغجري الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.

ماذا سيفعل الآن بالسيارة؟ لكم كانت غبية عندما أطلعته على كل شيء. لو لم تفعل لكان أحدهم لاحظ بقاؤها الطويل في الموقف ولأبلغ الشرطة بالامر. ولكن لايمكن أن تضيع آثار لين لمدة طويلة. فمن المحتم أن يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي أجازتها وتقتضي عودتها إلى العمل؟ كما سيفتقدها صاحب البيت عند استحقاق ايجار شقتها الشهري.سيأتي من ينقذها من قبضة الغجري عاجلاً أم آجلاً. لكن المقلق أن هذا الرجل يملك ثقة كبيرة بنفسه تجعلها تخاف من أن يتدبر الامر بشكل محكم ينجو فيه من أي عقاب على جريمته النكراء.

أين هو الآن؟ غيابه يزيد من قلقها وتوترها.كم يمارس هذا الرجل لعبة الحرب النفسية ببراعة!آه لويستطيع أولاف اقناعه بالافراج عنها!أمنية بددتها أصوات ثرثرة في الخارج باللغة الخجرية شعرت لين من دون أن تفهم شيئةاً أنها موجهة إليها.بدأ قلبها يخفق بقوة وأحست أن جسمها مشلول وعقلها لا يفكر.صار كل كيانها منصباً على اللحظات الزاحفة ببطء ، تحمل في كل ثانية جبالاً من القلق والخوف. متى سيأتي رادولف؟ وماذا سيفعل عندها؟ كم كانت متهورة عندما ضربته بالسوط !لكن الطريقة الهادئة التي حياها بها في الغابة وكأنه يراها للمرة الاولى أججت في صدرها نار الغضب. كيف استطاع مواجهتها بكل هذا الهدوء بعد الحادثة الاولى قرب المخيم؟ استحق الضرب وان تكن النتيجة وجودها هنا شجينة رجل شرير ينوي ايذائها ، وبين أناس لم يسمعوا بالشفقة ووخز الضمير. من سينقذها من المصير الذي أعده ويعده لها خاطفها؟

جن جنونها بعد تحليلها للموقف. فتح الباب ، ثم أخذت تدق بيديها عليه وهي تعلم أن عملها لن يجدي نفعاً. لكن اليأس دفعها إلى هذه المحاولة الفاشلة.انهارت وسقطت على الارض تجهش بابكاء في حين تعالت في الخارج قهقهات الغجر المتلذذين بعذابها ومعاناتها.

أخذت لين تدور في الغرفة ، تقيسها طولاً وعرضاً. تجلس على كنبة لترتمي على السرير... تسمرت السجينة في مكانها إذ سمعت وقع خطوات قريبة واستقرت عيناها على مقبض الباب تنتظر في هلع. أدير المفتاح في القفل ودخل رادولف. رماها بنظرة عدم اكتراث وأقفل الباب وراءه.

_ حسناً ياصغيرتي ، وصلنا إلى ختام المسرحية.

ابتسم هازئاً وتحسس الجرح في خده. ارتجفت لين عندما رأت عمق الجرح الذي سببته للرجل لأنها لم تأذي أحداً في حياتها من قبل. لكن وقاحة الغجري دفعتها إلى اللجوء إلى العنف معه.

أصبحت لهجة رادولف آمرة عندما تكلم من جديد:

_ تعالي إلى هنا لتفذي العقاب على وصفك لي بحثالة المجتمع.

وصاح فيها بعنف:

_تعالي إلى هنا!

زاد جرحه احمراراً بسبب الغضب ولم تجد لين بداً من الاذعان لمشيئته خوفاً من بطشه. أمسك بمعصمها وشدها إليه بقوة بالغة حتى كاد أن يحطم عظامها. لم تستلم الفتاة له بل أخذت بل أخذت تقاوم بكل ما أوتيت من قوة فيما هو يقهقه عالياً ساخراً من مقاومتها. صرخت لين من الألم عندما أطبق بيده الفولاذية على شعرها وأرغمها على رفع وجهها إلى عينيه الغامضتين. وبوحشية فائقة أخذ رادولف يهزها بقوة في غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولاً. حتى أنها عندما نظرت إليه رأت الصورة مشوشة كأنها أمام شبح لا أما إنسان من لحم ودم. وما زادها حيرة وتعجباً إخراجه منديلاً من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة وحنان!

_ لقد أصبحت الآن أكثر وداعية ولكن أقل إهانة ووحشية.

نظرت إلى الرجل بارتباك. وجه جامد كأنه محفور في الصخر. نظرات باردة لاتنم عن أية إحساس. ماذا يدور في خلده؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟

_ أعندك شيء تقولينه قبل أن أنفذ إنتقامي منكِ كاملاً؟ كنت أنوي أن أستعمل السلاح نفسه.

أشار رادولف إلى السوط المرمي على الارض وتابع:

_ لكن آثار الجروح تفسد جمال وجهك. لذلك طرحت فكرة جلدك جانباً واستعضت عنها بطريقة إنتقامية أخرى ممتعة.

رأت لين في إبتسامته سخرية لا متناهية وفي عينيه علامة الانتصار. وفي الوقت نفسه أدركت أنها أخطأت عندما أهانته وأنه لن يغفر لها ذلك. لقد وصفت الغجر بحثالة المجتمع ورعاع القوم ورادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غالياً.

كرر الغجري سؤاله:

_ أعندك شيء تقولينه قبل أن أنفذ إنتقامي منكِ كاملاً؟

وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:

_ أتريدني أن أطلب منك الرحمة؟

_ مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعاً لأني لست الشخص المتسامح.

ابتعدت لين إلى الوراء ونظرت من النافذة فرأت أولاف يبتعد على الحصان ومعه يتلاشى أملها في المساعدة...قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:

_ لن تنجو بفعلتك. عندما أخرج من هنا سأذهب فوراً إلى الشرطة.

علق رادولف وهو ينظر إلى وجهه المجروح في المرآة:

_ الحديث عن الخروج سابق لأوانه يا عزيزتي فأنتِ جميلة ولن أترككِ تفلتين.

تبسم هازئاً وأضاف:

_ ربما لن تخرجي من هنا أبداً.

لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة وتصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية حياتها...

_ ماذا... ماذا تنوي أن تفعل لي؟

رفع حاجبيه وأجاب:

_ لا تتظاهري بأنكِ لاتعلمين ما سأفعل بك!

علت الحمرة وجه الفتاة خجلاً فأوضحت:

_ أعني ماذا ستفعل بي بعد أن تنتقم مني كما تريد؟

توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم أضافت بهلع:

_ هل تنوي أن تقتلني؟

هز رادولف رأسه ضاحكاً:

_ أقتلك؟ خسارة أن يموت هذا الجمال. لا ، لن أقتلك لأني لا أريدك جثة هامدة بل إمرأة تضج بالحياة.

أنساها الغضب خوفاً فانفجرت:

_ اسمع يا حضرة الغجري. قد
أكون تحت رحمتك لكن لا تتوقع مني أي سكوت لأنك لاتستطيع أن تمتلك روحي!

_سنرى يا عزيزتي ، فلندع ذلك للوقت.

أخذ يداعب شعرها فانتفضت وأنشبت أظافرها في وجهه مسببة له نزفاً جديداً جداً من الجرح.

ولكنها ما لبثت أن ندمت على ذلك لأن الغضب أعماه فكاد يخنقها:

_ سأعلمك الآن كيف يعامل رعاع القوم نساءه أيتها السيدة الانجليزية المتحضرة.

توسلت إليه وهي تحاول لملمة قميصها الممزق:

_ أرجوك ارحمني! أعتذر.

أكمل رادولف على ما تبقى من قميصها ووقف يحدق فيها بعيني شقى شرير|

_الاعتذار لا ينفع يا حلوتي. أما الدرس الذي سألقنك إياه الآن فنافع جداً!

حملها بين يديه كدمية. حاولت لين أن توقظ فيه الرأفة فلم تجد إلا الرغبة في الانتقام.

رادولف المنتصر في هذه المعركة ، المنتقم الساخط الذي سيغلب على أية محاولة تبديها للمقاومة. أخذ يضحك البقية الباقية من ملابسها ، فحاولت ستر نفسها بغطاء السرير.

غشاها الخزي والعاروتمنت لو أن يد الموت تمتد لتنقذها من مرارة هذه اللحظات المشينة.

_مارأيك يا حلوتي بهذا التعذيب البطيء! أعتقد أنكِ لم تتوقعي ذلك أبداً عندما ضربتني بالسوط على وجهي ، أليس كذلك؟

_ أكرهك ، أكرهك... سأقتلك يوماً.

_ ستكرهينني أكثر يا حلوتي. ستكرهين الغجري المتشرد وسوف تستنجدين منه الرحمة!

استشفت لين من صوته مرارة إلى جانب الغضب. كأن الرجل يغار كثيراً على سمعة بني قومه ولا يتحمل أية إهانة توجه إليهم.

_آن الآن ياحلوتي ليبدأ الانتقام الممتع.

أغمضت لين عينيها وبكت بمرارة مستسلمة لقدرها المحتوم.

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 14-08-11, 12:34 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- بصيص أمل

تزايد الضجيج في الخارج وطرق أحدهم الباب فأفاقت لين من ذهولها ولاح لها أمل جديد.

وقبل أن يفتح الباب سمع الرجال في الخارج يرددون أغنية غجرية فانفجر ضاحكاً. تقدمت امرأتان من مدخل العربة فغرقت لين في أغطية السرير محاولة إخفاء نفسها والخجل يغمرها. تبادل رادولف بعد الكلمات مع المرأتين ورمى أحد الملتفين إلى لين فستاناً زاهياً. فوقف رادولف يفكر وينظر إلى الفستان بينما كانت الفتاة تحاول جاهدة فهم ما يجري. ماذا يخطط لها هؤلاء القوم؟

ألا يكفيها شر خاطفها وحده لتتحمل الآن شرور الآخرين؟

أخيراً نطق رادولف:

_ ولم لا؟

سألته الفتاة والخوف يعصر قلبها ويمحو بقية الامل الذي لمحته بعد أن سمعت الطرق على الباب:

_ ما الأمر؟

وأردفت بنبرة شبه هستيرية:

_ قل لي ما الأمر!

_ القوم يطالبوني بالزواج. أليس مضحكاً أن فرداً من حثالة المجتمع أن يتزوج فتاة من نخبة المجتمع! وجدت أنهم على حق فقد آن الأوان لأتخذ لنفسي امرأة.

ثم أضاف بعد أن نظر إلى الفستانك

- احضروا لكِ فستان العرس ، ارتديه!

امتقع وجه لين وصاحت في غضب باكية:

_لا! لايمكن لأحد أن يجبرني على الزواج

أمسكت بالفستان ورمته في وجه الواقفين على الباب ثم صرخت:

_ ارحلوا وخذو هذه القذارة معكم!

انحنى رادولف ليلتقط الفستان وباشارة واحدة من يده أبعد قومه الملتفين ونوايا الشر في أعينهم بعد أن أهانتهم العروس العنيدة. ثم أغلق الباب بعنف واقترب من السرير مهدداً متوعداً.

_ ارتدي الفستان

مررت لين لسانها على شفتيها الجافتين وشرعت في محاولة تضليل للتهرب من شرك الزواج.

_ ولو أنني كنت متزوجة؟

نظر إلى يدها اليسرى ليرى ما إذا كان في اصبعها خاتم زواج.

_لا أعتقد أنكِ متزوجة. ارتدي الفستان إلا إذا كنتِ تريدين أن أفعل ذلك بنفسي.

أخذ عقل الفتاة يعمل بسرغة فوجدت أن في الاذعان لمشيئته والخروج من هذه الغرفة فرصة للحصول على مساعدة أحد والخلاص من قبضة خاطفها. فقالت له وعلى جبينها علامة الرضوخ:

_ حسناً ، لاخيار لي إلا بقبول الزواج. وعلى كل حال يظل الزواج أفضل من ...

أكمل الغجري الجملة ضاحكاً:

_ أفضل انتقامي البشع؟

_هلا تفضلت بالخروج لأغير ملابسي؟

_ ولماذا تخجلين من زوجك؟

_ أنت لم تصبح زوجي.

كان عقلها مايزال يفتش عن وسيلة للخلاص. كم هي المسافة بين المخيم والطريق العام؟

وهل يسمعها أحد إذا صرخت مستغيثة؟

نفذ صبر رادولف من الانتظارفقال:

_ لقد نفذ صبري لاداع للخجل! انهضي من السرير وارتدي ثوب العرس.

نهض الرجل من كرسيه غاضباً فقالت له باذعان وخوف:

_ أرجوك عد إلى كرسيك سأنفذ مشيئتك.
منتديات ليلاس
جلس الغجري في حين أنها وجدت صعوبة بالغة في التحرك أمام هذا الرجل الخبيث ، الوقح ، الذي سبب لها إذلالاً ما بعده إذلال. وعلى الرغم من صعوبة الموقف لمحت الفتاة في عيني خاطفها بريقاً مختلفاً عن الشر والسوء ، رأت ما يشبه الاعجاب!

كان الفستان طويلاً ، ولحسن الحظ ، نظيفاً.
وقفت لين أمام رادولف الذي أمسك بيديها وقال:

مارأيك. أليس الفستان جميلاً؟

ثم انتبه إلى أمر تافه بالنسبة إليه فسألها:

_ على فكرة ما اسمك؟

وجدت لين في غرابة الموقف ما يضحك. العريس يسأل عن اسم عروسه قبل دقائق من الزواج!

_ اسمي...لين.

_اسم جميل. لين ماذا؟

_لين سلدون.

_ تعرفين اسمي على ما أعتقد.

_ لست بحاجة لأن أعرفه لأني لن أناديك على الاطلاق.

_أول أمر على المرأة الغجرية أن تعلمه هو الطاعة العمياء لزوجها ستعتادين على ذلك تدريجياً ، أما الآن فهيا لأن القوم بانتظارنا.

في الخارج ، نظرت لين إلى الطريق فتنفست الصعداء لأنه ليس بعيداً جداً عن المخيم. لربما تمكنت من الافلات أو لفت انتباه أحد يمر بسيارته فيأتي لانقاذها. لكن رادولف وقومه يعلمون نواياها ، لذلك وجدته يحيطون بها بشكل لايدع مجالاً لأية محاولة للفرار

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 14-08-11, 12:36 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بدأ الرجل المختص باتمام المراسم الشكلية الخاصة بالزواج عند الغجر ، والتي لم تفهم منها لين شيئاً. وقفت تراقب بصمت المشاهد الغريبة التي تمر أمامها كأنها مجرد متفرج لا علاقة له بما يجري.هل هذا الزواج شرعي؟ ولكن أمر الزواج لم يعد مهماً إزاء تصميمها النهائي على الفرار مهما كانت الصعاب ومهما كلفها ذلك من تضحيات. زادها تصميمها شجاعة وإيماناً بالخلاص.

_ صحت فجأة من شرودها على صوت زوجها الغجري رادولف:

_ تعالي يازوجتي ، سيصتحبنا المحتفلون الآن إلى عشنا الزوجي.

أخذ الرجل يضحك بينما كانت لين تبكي. وضعت يدها خلف ظهرها عندما حاول زوجها وضع يدها في يده مما أثار ضحك الجميع. لكن الغريب في الامر أن خوفها تحول إلى غضب بارد وتصميم على الانتقام .

أمسك رادولف بيدها وصفعها عليه بنعومة كأنه يمازحها. ثم رافقهما الجميع إلى العربة وكان البعض يرقصون ويغنون إحتفالاً "بالمناسبة السعيدة" فقد تخلى الزعيم أخيراً عن العزوبية.

أفاقت لين على أشعة الشمس المتسللة من بين الستائر تداعب عينيها. تدافعت الصور في مخيلتها ، صور الاهانة والاذلال.تمنت لو لم تقاوم بشراسة وتنعت زوجها بالغجري القذر. فلربما كان عاملها بشكل أقل شراسة مما فعل. لقد سببت بتصرفها الأخرق غضبه فكان عليها بالتالي تحمل النتائج.

كان رادولف مصمماً على إذلالها ، فلما حاولت إقافه وهي تعلم أن ماقامت به عقيم لايفيد مع هذا الشخص؟ لكن عدم إستسلمها أعطاها قدراً من الثقة بالنفس سوف يجعلها تصمد أمام ماينتظرها من صعوبات ومشاق.

جلست تنظر إلى الشخص النائم إلى جانبها. عيناه المغمضتان كعيني بريء ينام بين أحضان أمه. يلا تناقض وحشيته مع هذه القسمات الهادئة! رغبت لين بصفع لكونه يتمكن من النوم هكذا بعد كل ما سبب لها البارحة من إذلال. تحرك الرجل أخيراً وفتح عينيه يحدق حوله وكأنه لايعرف أين هو ومع من.

_ صباح الخير يازوجتي العزيزة. ارجو أن تكوني قد نمتِ جيداً.

لم تنتظر لين طويلاً حتى بادرته بالسؤال:

_ قل لي ماذا سنفعل الآن. هل ستبقيني هنا لأعيش مع هؤلاء القوم

_ وأين تريدين العيش؟ الزوجات يسكن عادة مع أزواجهن.

_لكني لن أجد شيئاً أفعله هنا.

_ في القت الحاضر ستهتمين بزوجك.

_ ماذا تعني بالوقت الحاضر؟

_ أعني حتى نبدأ بانجاب الاولاد. والغجر ينجبونهم بكثرة كما لاحظت.

امتقع وجه لين وهي تحلل الفكرة الجديدة التي إن تحققت ستتعقد أمور حياتها إلى الأبد.

_ أتمنى ألا أنجب أي ولد منك!

تكلم رادولف نبرة فاجأت زوجته لما غلفها من ألم وحسرة:

_ ستنجبين أولاداً لأني كباقي الرجال أرغب بوجود وريث لي.

_وريث؟ وماذا تملك لتعطي وريثك هذه العربة الحقيرة؟

_ دعيني أقدم لكِ نصيحة غالية يا لين . لاتغضبيني بعد الآن وإلا ندمتِ على ذلك حيث لا ينفع الندم. وأحذرك أ،كَ لم تري الاسوأ بعد!

تمتمت الزوجة البائسة:

_ كان الله في عوني...

رمقها الغجري بنظرة ثاقبة وقال:

_ تماماً. وخلافاً لما تعتقدين ، أنا أمتلك الكثير لأقدمه إلى وريثي.

_ طبعاً فأنت تمتلك هذه العربة القذرة ، وسمعتك السيئة...

لم تتمكن لين من التابعة إذ أخرسها الألم عندم أطبق رادولف بقبضته الحديدية على ذراعها.

_ لاتعتبري مسألة فقري مسلماً بها ولاتحاولي تخمين ممتلكاتي’

زاد من شدة قبضة يده وأضاف:

_ يبدو أن علي تأديبك يا امرأة...

تحررت لين من قبضته وقامت من السرير. لكن رادولف كان أسرع منها فشدها إليه بعنف وإستسلمت بعد مقاومة يائسة لإصراره بعد حوالي الساعة جلسا إلى الطاولة لتناول طعام الفطور. لم يكن رادولف مهتماً بالاكل بقدر ماصب إهتمامه على مراقبة زوجته متلذذاً بمعاناتها.

سألها ويهو يتحسس الجرح في خده.

_ هل ندمتِ على فعلتك هذه؟

_ استحقيت الضرب وأنت تعلم ذلك.

_ استحقيته؟

بدا رادولف مذهولاً فتساءلت لين ما إذاكان قد نسي أنه هاجمها عندما تعطلت سيارتها قرب المخيم.

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 14-08-11, 03:55 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,265
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم

اهلين فيك اختي .. قبل ما ان انقل الرواية بدي استفسر منك
- هذا الرواية من دار النشر ( مكتبة مدبولي الصغير )
- اذا كانت هي اعطيني رقم الرواية
-و اكتبي الملخص الرواية في اول مشاركة
بانتظار ردك لحتى اعمل اللازم

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سجينة الغجر, pagan lover, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:14 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية