لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-11, 04:48 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لم تمر ثانية على سقوطها حتى كان رادولف إلى جانبها فحملها إلأى المنزل على جناح السرعة.

أحست بكل شيء أمامها يتراقص. وع ذلك لمحت في عيني زوجها مزيجاً من الغضب والأسى. لقد خدعته بعدما تأكد من أنها لن تحاول الفرار أثناء غيابه. توقعت العقاب على عملها لكن الغجري ضبط أعصابه واهتم بإسعافها.

_ إنها كدمة لا بأس بها على الإطلاق ، سأحضر شيئاً يريحك.

نظر إليها وأضاف:

_ لماذا فعلتِ ذلك؟

_ لا تعتقد أني كنت أنوي الفرار. على العكس...

لم ينتظر الغجري سماع المزيد فقاطعها حانقاً:

_ لاتكذبي! ماذا عن حقيبة اليد هذه؟

قالت بصوت ضعيف والألم في رأسها لا يكاد يطاق:

_ أعطني فرصة لأشرح لك ما حدث!

_ من الواضح أنكِ لست على استعداد للبقاء برفقة غجري من حثالة المجتمع.

أخذ رادولف يقول بشبه همس:

_ كان علي أن أعلم أن المسألة ستصل إلى طريق مسدود لا محالة.

_ ما الأمر يارادولف ، أخبرني.

أخفت نبرة التوسل في صوتها الحب الجارف الذي يكنه قلبها لهذا الرجل الغامض الواقف أمامها والمرارة تكاد تحطمه على رغم جبروته واستبداده.

_ مالفائدة من إطلاعك على الحقيقة ما دمت تحتقرينني وتصرين على أنني غير أهل لأن أكون زوجاً لك؟

أين التعالي الذي قابلها به في السابق؟ لأين الغطرسة والكبرياء؟ لقد تحول غضبه إلى ذل وصلبه ومهانة. ولما حاولت لين ، مدفوعة بشعور الذنب ، تطييب خاطره أسكنها بإشارة من يده.

_ لا تحاولي إصلاح ما فسد. سأعرض عليكِ إقتراحاً أرجو أن توافقي عليه بعد أن تتناولي هذه الحبوب وتنامي قليلاً.

نهضت لين وأسرعة إلى غرفة النوم حانقة وهي ترغب برمي زوجها الغامض بأحد التماثيل لعله يخرج عن صمته المطبق.

_ مابك يا لين؟

_ بالله عليك! أطلعني على الحقيقة فهذا من حقي.

_ أي حق هذا؟

_ أنا زوجتك... ولي الحق في معرفة كل شيء.

قاطعها بضحكة ساخرة تخالطها اللوعة.

_ لا أستطيع إطلاعكِ على أسراري مادمت لا تعتبرين نفسك زوجتي.

_ ولكنك كنت على وشك البوح بالأمس.

_ كنت أفعل لأني خدعت فيك.

توقف فجأة وناولها الدواء قائلاً:

_ دعينا من هذا الموضوع وتناولي الدواء ليخف الألم.

_ لا تخف علي فلن أموت.

_ هيا إلى السرير فأنتِ تعبة.

_ لا أريد أن أنام!

هددها بلهجة آمرة:

_ لا تجبريني على حملك إليه بقوة!

تناولت الدواء وتوجهت إلى سريرها وقبل أن يخرج من الغرفة سألته:

_ لماذا لن تبوح لي بكل شيء؟

_ لأن نظرتك إلي لم تتغير مع الأسف. والدليل على ذلك أنكِ حاولتِ الفرار. فلنكن صريحين ونعترف بأنني لست مؤهلاً لأكون زوجاً لك ، وإن كنت أرى أنكِ معجبة بي.

لم ترض لين بهذه الحقيقة فصاحت معترضة:

_ معجبة بك؟ يالك من مغرور!

فوجئت المرأة بأن زوجها لم يغضب بل قال لها بهدوء جعلها تخجل من كذبها:

_ أؤكد لك أنك معجبة بي وترتاحين لوجودك معي. ولكنك غي قادرة على التأقلم مع حياتي ، وعلى التخلص من عقدة التفوق.

_ حسناً ، أ‘ترف أني أشعر نحوك بالتفوق إذا كان هذا يرضيك.

_ إعتراف غير مقنع تماماً. سنجد فرصة أخرى للتصارح أما الآن فإلى النوم!

جاء بقفل أغلق به النافذة بطريقة لم يعد ممكناً معها فتحها.

_ آسف يا حلوتي ولكني مضطر إلى فعل ذلك.

أمن العدل أن تجعلني سجينة هذه الغرفة؟

تابعت متوسلة:

_ أعدك بأنني لن أهرب.

_ لن أرجع عن قراري فالتجارب السابقة معك لا تشجعني على الثقة بك.

خرج رادولف من الغرفة وترك زوجته وحيدة في سريرها تنتظر المجهول. ولكن الألم والتعب تحاملا عليها فأغمضت عينيها ونامت.

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:49 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


9- الوحش الضاري

أفاقت لين مذعورة على صرير باب غرفتها يفتح ورأت رادولف يطل برأسه فسارعت إلى القول:

_ ادخل فأنا بخير ولم أعد بحاجة إلى النوم. كم السعاعة الآن؟

_ الواحدة ظهراً. كيف تشعرين؟

استنتجت لين من ملامح وجهه أن بوريل لم يأت بعد.

_ صرت أحسن بكثير فالصداع اختفى والحمد لله.

_ أتستطيعين تناول الطعام؟

_ أعتقد أن فكرة الأكل صائبةةجداً. ماذا لدينا اليوم؟

_ لدينا بعض السمك المشوي.

_ هل تعد قائمة بما تستعمله لتسدد ثمنه لصديقك؟

أجاب ال7غجري مبتسماً:

_ لا ، فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه.

_ ألن تستطيع التخلي عن عادة السخرية هذه؟

_ ألن تتخلي أنت عن عادة طرح الأسئلة مادمت تعرفين طريقة إجابتي عليها؟

_ يالك من لغز محير! اكتشفت أنك ذو شخصية مزدوجة.
_ بلله عليكِ أخبريني عن هذا الإكتشاف العظيم!
_ أنت مثلاً تتحول من حمل وديع إلى وحش مفترس!
_تحسس الجرح الذي لا تزال آثاره ظاهرة في وجنته وقال:
_ وحش مفترس! لقد قدتني بتصرفاتك الخرقاء إلى أفعال ما كنت أتصور أني سارتكبها يوماً.
ارتبكت لين لانها لا تستطيع كتم شعورها بالذنب كلما رأت ذلك الجرح في وجه رادولف ، وأن يكون ذلك الشعور لا يعني أن الغجري لا يستحق الضرب... لا بل يستحق أكثر!
_ أتريد مناقشة الإقتراح الذي تكلمت عنه؟
لم يجب على الفور بل نظر إلى ساعة الحائط من تأخر بوريل في الوصول.
_ سنبحثها بعد ذلك بعد أن تستقر أوضاعنا.
أيقنت لين أن لا جدوى من متابعة الموضوع ماذام رادولف لا يرغب في إطلاعها على شيء. ماذا عنى بإستقرار أوضاعنا؟ تنهدت معلنة فشلها في حل ولو جزء صغير من اللغز الكبير الذي يحيط بالغجري ذي الشخصية الغريبة.
_ أحياناً عندما تتكلم ، لا أراك غجري يا رادلوف!
_ ومع ذلك أنا غجري ابن غجري.
تفحصت لين عينيه السوداوين التين تعلمت قراءة ما فيهما من أحاسيس: الغضب والحنان ، الندم ، الأسف والحزن العميق أما في هذه اللحظات بالذات فتقرأ فيهما تحدياً كأن رادولف ينتظر منها أن تحاول انكار كونه غجرياً. انه يعلم ما يدور في فكرها من أسئلة محيرة ، لكنها تجاوزت التحدي وقالت:
_ ما سبب بقاءنا هنا ليلة أخرى؟
كانت تعلم أن السبب هو رغبة رادولف بلقاء بوريل ، وبالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما أجاب:
_ أنا أنتظر شخصاً هنا.
تظاهرت لين بعدم معرفتها ذلك فتعجبت وقالت:
_ تنتظر رجلاً أو امرأة؟
_ أنتظر رجلاً.
_ عجبت حقاً أنك تستضيف زواراً في هذا المكان!
قالت لين ذلك وعيناها تنظران إلى الأرض مخافة أن تفضحاها.
_ لا يفاجئني ذلك يا عزيزتي فهناك الكثير من الأمور التي تعتبرينها غامضة. وأعدك بأنها ستتوضح عندما أطلعك على خطتي.
ماذا حدث لصوت رادولف الآمر؟ لماذا هذا الإرتجاف الذي يخفي خوفاً من أن ترفض لين اقتراحه.
_ ما تفعله مجرد تسكين للألم وتأجيل للمشكلة ن فأنا ضقت ذرعاً بهذه الأسرار!
_ الخطأ خطأك... لو لم تعتبريني حثالة المجتمع لما حصل كل ذلك.
لم تعرف لين كل هذه المرارة والحزن في صوته قبل الآن ، ولم تر شفتيه مرتعشتين ويديه ترتجفان. ثقته الكبيرة بنفسه لم تفلح في إخفاء توتره وانفعاله وكأن مستقبله معلق على ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة.
- من جهتها حافظت لين على هدوئها وتكلمت يدفعها الحب المسيطر على جميع تصرفاتها وأقوالها:
- _ ألم يخطر ببالك أني غيرت رأي فيك؟ لقد قلت ذلك تحت تأثير الصدمة والهلع! أي انسان يقول أشياء ثم يندم ، كما يفعل أشياء ثم يندم.
كانت تشير بكلامها إلى غلطتها المشتركة ، غلطتها في وصفها له بحثالة المجتمع ، وغلطته في ضربها وارعابها. لا ريب في أن رادولف نادم على استعماله العنف أنه لن ينسى ما فعلت يداه بسهولة.
_ راجعت ضميري مراراً بشأنك. أقر بأن عندك ازدواجية في الشخصية وأن فيك جانباً سيئاً ذكرته مرة ولكنك تملك تملك جانباً حسناً لا أنكر إعجابي به.
منتديات ليلاس
تبع ذلك سكوت تام ، سكوت دهشة بحث خلاله رادولف عن عيني زوجته ليفهم أكثر . ولكنها هربت من نظراته لا تكاد تصدق ما تفوهت به. كانت على وشك الإعتراف بحبها لا بل هي فعلت بطريقة غير مباشرة . إذ لا مفر من كون رادولف فهم ذلك من قولها هذا وتصرفاتها في المدة الأخيرة. أحست لين بالإنكسار لأنها لم تستطع مقاومة الحب الذي نما في داخلها تجاه هذا الرجل. رغم أن لقاءها به حفل بالذعر والخوف. ورغم أنها تأبى فكرة العيش زوجة لغجري. جماله البدائي وطبيعته العفوية المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم. ولم تنجح في الإفلات من قبضتهما ونزعتهما الإستحواذية.
عندما نظرت إليه أخيراً شعرت أن الأمر قد فصل ، وأنها مستعدة للمضي حتى النهاية ولتسليمه الدفة ليقودها حيث يشاء. قبلت بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف ومهما فعل. وأدركت ارتباطها به ليس مءقتاً كما تصورت. بل نهائياً.
أخذ الغجري يهز رأسه غير مصدق ماسمعت أذناه.
_ إذا صح ماتقولين يا لين فهناك أمل كبير لنا!
ظهر للين عبئاً كبيراً نزل على كاهله لما تكلم ، وأن آفاقاً جديدة فتحت اماما عينيه. أيحبها رادولف؟ أيمكن أن يتخلى عن مجتمعه الغجري وأهله من أجلها؟ أمن الممكن أن يعيشا حياة طبيعية في منزل صغير ويتخذ رادولف مهنة شريفة يرتزق منها ويربي أولادهما تربية صالحة؟
_ لين ، أتعنين ما قلتِ حقاً؟ ألن تحاولي الفرار والرحيل عني؟
لم يدم ترددها طويلاً وسرعان ما منت عليه بأحلى ابتسامة وقالت بصوتها الحنون:
_ أعني كل حرف خرج من فمي. لن أتركك أبداً.
توقف الكلام عند هذا الحد. وأظهر الزوجان ارتياحاً بعد أن لا حت بشائر الأمل بحياة سعيدة و مديدة وأن يكن الأمر بحاجة إلى التفاصيل البسيطة...
كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف. ترك رادولف الرسائل التي كاهن يكتبها وأسرع ليجيب على المكالمة.
رأت المرأة زوجها ينفعل ، يتجهم ، ويمتلىء غضباً عارماً. ثم يقول بصوت مخنوق:
_ هل ماتت؟ لم تمت ولكنها بحالة خطيرة؟ يجب أن أعثر عليه قبل رجال الشرطة. يا إلهي لماذا لم يأت هذا الغبي إلى هنا كما كان ينوي!
تملكها خوف شديد لا تعلم سببه وهي تراقب زوجها يستمع إلى محدثه بقلق عميقز وعلمت ما سيقوله بعد أن أقفل الخط.
_ علي الخروج لبضع ساعت يا عزيزتي. أرجوك لا تطرحي علي أسئلة لن الوقت ليس لصالحي. لا خوف عليك من البقاء هنا وإذا شءتش أرسل لكِ السيدة وايت لتعتني بك في غيابي.
_ أأستطيع مرافقتك؟
_ لا يا لين فأنا لا أريد اقتحامك في هذه المشكلة.
قالت له أنها ستكون بخير وبإنتظار عودته على أحر من الجمر.
_ أرجو أن أتمكن من العودة خلال الليل. وعلى كل حال سأكون هنا صباح الغد كحد أقصى.
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأضاف:
_ سيكون كل شيء على ما يرام بيننا قرباً يا ملاكي.
بعد ثوان انطلق بالسيارة بسرعة فنهبت الأرض نبهاً مرسلة سحابة من الغبار إلأى الفضاء.
جلست لين وحيدة تحدق في البحر الأزرق الهادىء المتلألىء تجت قرص البحر الأحمر وليس لديها سوى أفكارها وتساؤلاتها تؤنس وحدتها. من يكون بوريل هذا؟ لا ريب في أنه شخص مهم بالنسبة إلى رادولف وأنه ارتكب عملاً خطيراً يعرضه لمطاردة العدالة.
_ تنهدت بعد أن تعبت من التفكير وقالت بصوت عال:
_ لماذا أتعب راسي بهذه الأمور مادمت لا أعرف خيوط الحقيقة؟
تدريجياً بدأ الغسق يلف الدنيا ملوناً البحر بستار رمادي. والجبال بوشاح قرمزي ناعم. قررت لين أن تقوم بنزهة بعد العشاء الخفيف الذي تناولته. وبعد عودتها تمددت على كرسي مريح في غرفة الجلوس المضاءة بنور شاحب يضفي عليها جواً شاعرياً يحتاج إلى وجود رادولف ليكتمل! تمنت أن يكون لها يوماً بيت كهذا تعيش فيه مع من تحب ، ولربما تحققت أمنيتها متى عثر رادولف على وظيفة محترمة.
شغلت المرأة نفسها بقراءة بعض المجلات حتى لا تشعر ببطء الوقت وثقل الوحدة. كما استمعت إلى موسيقى ناعمة تبث بواسطة مكبرات للصوت منتشبرة في جميع غرف المنزل.
في حوالي العاشرة أوت إلى فراشها بعد أن استبعدت عودة رادولف وما لبثت أن غفت على صوت حفيف الأوراق تتصادم بفعل النسيم العليل.
أفاقت لين من غفوتها مرتعدة على ضجة خفيفة فجلست في سريرها صامته ، تاركة النور مطفأ. ولما تكرر الضجة خفت من جديد ولكن لدقائق قليلة فقت إذ سرعان ما فتحت على صوت الباب يفتح. ربما عاد رادولف ولم يشأ إزعاجها فدخل لينام في غرفة أخرى. همت لين بالنهوض لملاقاة زوجها ولكنها عدلت كي لا تزعجه إذ لا شك في أنه مرهق جداً ، ومحتاج للوحدة لإستجماع أفكاره ولتقاط أنفاسه. بامكانها إنتظار طلوع النهار حتى تعرف منه الحقيقة التي وعد بكشفها حالما ينتهي من مهمة العثور على بوريل.
أضائت لين المصباح الكهربائي الموضوع قرب سريرها ونظرت إلى الساعة: الثالثة فجراً. لو كان معها كتاب تطالعه لأضاعت الوقت حتى تبدأ الشمس بالشروق وتطرد ظلام الليل الطويل. أتذهب إلى غرفة الجلوس وتحضر كتاباً من الكتب المرصوصة على امتداد الجدران؟ تخلت لين عن هذ الفكرة مخافة إزعاج زوجها ، فأطفأت النور وعادت إلى النوم.
استيقظت لين في الخامسة وقررت الانتظار ساعة حتى تنهض لأن رادولف أوى إلى سريره متأخراً. فلا ضرورة لإيقاذه في هذا الوقت الباكر. وأمضت وقتاً طويلاً تحت الماء الساخن تنعش جسمها. جلست أمام المرآة تتزين استعداداً للقاء رادولف على أمل أن تكون مهمته انتهت على خير وتبدأ صفحة جديدة في حياتهما. بعد أن تأملت وجهه جيداً في المرآة وجدته مرضياً برنسا أبيض وخرجت إلى المشي تبحث عن الغرفة التي يحتلها رادولف.
في تلك اللحظة فتح إحدى الغرف فاستدارت لين مبتسمة... ولكن الإبتسامة لم تطل لما رأت المرأة وجه الغجري.
ماذا حل به؟ عادت إلى وجهه إمارات القسوة والوحشية التي طالعها بها في ذلك اليوم الذي لا ينسى حين حاول الإعتداء عليها...
همست لين في ذهول:
_ رادولف...ماذا...
منتديات ليلاس
صدمت عندما رأت القميص مفتوحاً عن صدره يغطيه شعر أسود كثيف. أكثف مما عهدته فيه! رفعت عينيها إلى وجهه ووضعت يدها على فمها لهول المفاجئة: من أين أتى بهذه النظرات الرهيبة ظهرت أمامه خيالات اسطورية!
_ رادولف أنت تخيفني...
كان مظهره كمجنون خطر وظنت لين أن الجانب الشرير طغى مرة أخرى على شخصيته المزدوجة وأن رادولف الذي تعرفه... ولكنها ما لبثت ان ابتعدت أكثر من ذلك وأدركت أن هذا الرجل ليس زوجها!
توضحت الصورة أمام عيني المرأة بسرعة البرق. فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث عنه رادولف ، وهو لالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها حيث أغفل أن يذكرها لها أنهما توأمان!
تكلم الرجل أخيراً:
_ مالذي أتى بكً إلى هنا؟
تراجعت لين خائفة تبحث عن بابا غرفتها لتقفل على نفسها هرباً من هذا الغجري الشرير. وكان هلعها شديداً فانعقد لسانها ولم تستطع التفوه ولو بكلمة واحدة. كرر الرجل سؤاله وهو يقترب منها ببطء لسوء حظها وجدت نفسها تصدم بالجدار بدل أن تقودها قدماها المرتجفتان إلى الغرفة. فجحظت عيناها وفغرت فاها في فزع رهيب عاجزة عن الحراك.
_ رادولف... يبحث عنك...
ارتسم على شفتي الرجل ما ظننته لين ابتسامة وقال بخبث:
_ سمعتى أن أخي تزوج ، فأنت ولا شك الزوجة المحظوظة.
_ أصبت.
_ يال للصدفة! وأنا كدت أنال منكِ في الغابة لولا تدخل ماندا لإنقاذك!
أطلق بوريل ضحكة شريرة وأضاف.
_ يالسخرية القدر كدت أعتدي على زوجتة أخي!
مرر أنامله الطويلة في شعره الأسود الكثيف فزاد شكله غرابة واقتراباص من الجنون.
_ لكن ماندا لن تستطيع انقاظك الآن سأصيب عصفورين بحجر واحد. ألهو قليلاً وأنتقم من أخي المحترم بعد كل الذي فعله معي.
بدأ بوريل مستعداً للإنقضاض على فريسته الضعيفة ولين عاجزة عن الحركة بعد أن خانتها شجاعتها ولم تعد تقوى على الصراخ. مرت في مخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريباً كل ماحدث. حدقت في وجه الغجري جيداً وأيقنت أن الرجل الذي هاجمها عندما تعطلت سيارتها ليس نفسه لذى قابلته في الغابة على الجواد! لا سيما وأن بوريل يحمل أثر جرح عميق في مفرق شعره ظهر واضحاً عندما مرر يده فيه. آه لو أنها انتبهت لهذا الجرح لكانت وفرت على نفسها وزجها الكثير من الآلام والأحزان! وفهمت إلى الآن لماذا يشير رادولف إلى الحادثة الثانية لما كانت تكلمه عن الأولى! فكيف له أن يتذكر الأولى وهو لم يكن طرفاً فيها!
أمر رادولف بلهجة مفزعة:
_ اقتربي مني يا امرأة! تعالي لأرى هذا الجمال عن قرب. لا بد أن شقيقي المليونير يقدم لكِ ما ترغبين من الثياب ، أما أنا فلا أملك سوى نفسي أقدمها!
تبع ذلك ضحكة هستيرية ملأت أرجاء المنزل وأشعرت لين أن أذنيها ستنفجران.
_ لنأمل يا حلوتي أن يطول غياب رادولف حتى أتمكن من اللعب معكِ على مهل.
مد يده السمراء نحو لين فصارت المرأة على حافة الإغماء. ولما انقض عليها بدأت بمقاومته بكل ما أوتيت من قوة . كان لبوريل قوة ثور هائج ، لكن يأس لين دفعها إلى الصمود وهي تنتظر وقوع معجزة ومجيء زوجها لينتشلها من براثن شقيقه المتوحش. ولكن زمن المعجزات ولى وشيئاً فشيئاً بدأت قواها تخور وعزمها على المقاومة يضعف إلى أن هدأت تماماً وتمددت خائرة القوى على الأرض. حملها بوري إلى كنبة في غرفة الجلوس ، دبت فيها قوزة مفاجئة فركلته على معدته وسقط على الأرض مغشياً عليه بعد أن ارتطم رأسه بحافة المقود. كان هذا آخر مشهد تذكرته قبلما تفقد الوعي بعد ذلك...

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 19-08-11, 04:52 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 227789
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: HATONE عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
HATONE غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- امرأة في قبضته


عادت لين إلى وعيها سريعاً ، وفوجئت بأن بوريل ما يزال ممدداً على الارض والدماء تنزف من رأسه.


_ ماذا فعلت؟ هل قتلته؟

منتديات ليلاس
تغلبت المرأة على خوفها واقتربت تنصت إلى قلبه تتحسس فيه الحياة. كم كان ارتياحها كبيراً عندما رأت أن قلبه لم يتوقف عن الخفقان. وعلى الفور أخذت تفتش عن رقم طبيب تتصل به هاتفياً ليأتي ويعتني ببوريل. ولكنها ترددت بعد أن تساءلت عن رغبة زوجها بإحضار طبيب ليعالج أخاه الهارب من وجه العدالة.


أسرعت إلى المطبخ وأحضرت حبلاً أوثقت به يدي الغجري لتأمن شره إذا أفاق. ثم تفحصت الجرح في رأسه ورأت أنه سطحي ولا يشكل أي خطر على حياته.


فتح الرجل عينيه فجأة وحدق فيها باستغراب:


_ من أنتِ؟ أين أنا؟


شعرت لين نحوه بالشفقة بالرغم ما سببه لها من مصائب وويلات.


_ أنا زوجة أخيك يابوريل.


تخبط الرجل محاولاً فك قيد يديه ثم صاح:


_ أين رادولف؟


_ إنه يبحث عنك كما أبلغتك سابقاً.


قال بصوت قلق:


_ لا يجب أن يجدني هنا بأي ثمن ، فكي وثاقي وإلا...


حاول بوريل النهوض لكنه تعثر ووقع على وجهه:


_ أرجوكِ حلي وثاقي!


كادت لين أن تذعن لتوسله ولكن عقلها سيطر على انفعالات قلبها الرقيق. فجلست على المقعد تحدق فيه وتنتظر مجيء زوجها.


ما أكثر الفوارق بين رادولف وبوريل ، هذه الفوارق لم تلاحظها لين في السابق. الأول يهتم بأناقته ونظافته أم الثاني قذر لا يعرف للنظافة معنى. كان يكفيها أن تنظر لأظافر بوريل حتى تفرقه عن أخيه ، ولكنها لا تلام لأنها كانت تتصرف مدفوعة بالخوف والرعب.


_ رادولف يريد أن يتحدث إليك في أمور هامة.


_ ماذا يريد مني هذا الوغد ألا يكفيه أنه سلبني أموالي ونال التركة بكاملها على رغم كوني أكبر منه؟ كان محظوظاً عندما تعهد جدانا في تربيته وتعليمه في حين بقيت شريداً في الطرقات. تصوري أنهما منحاه إسم العائلة الكريمة!


سالته لين إذا كان يريد دواء مسكناً فرفض وتابع كلامه:


_ لقد نزعاه من مخيم الغجر عندما كان في السادسة عشرة وترعرع كارستقراطي توفرت أمامه سبل العيش الواسعة! ولماذا حدث ذلك؟ لأن جدي العزيزين شعرا بتأنيب الضمير لما لقيته أمنا من ذل وهوان على أيديهما بعد أن نبذاها، لأنها فرت مع رجل غجري وقعت في غرامه. ولم يكفيهما طردها بل اعتبراها ميتة ورفعا علماً أسود على قبة القصر للدلالة على ذلك. وبعد موتها أرادا التكفير عن غلطتهما تجاهها فاستفاد من كل ذلك أخي العزيز.


تمتمت لين بعد أن سمعت القصة وعرفت حقيقة زوجها:


_ رفعا علماً أسود... عن أي قصر تتكلم؟


_ عن قصر آل دوغي بالطبع! لست بحاجة لان أخبركِ بانكِ متزوجة من سيد أحد أكبر القصور ورأس احدى أنبل العائلات في أيرلندا! وهذا المركر من حقي لا من حق رادولف!


_ اهدأ ياوريل.


نصحت لين بالهدوء وهي ترتعد بدورها غير قادرة على استيعاب الحقيقة الساعقة. اللوحة إذن التي رأيتها في قصر دوغي كانت لوالدة رادولف. رادولف هو السيد دوغي صاحب القصر وسيد الأراضي! وهو أعاد الإعتبار إلى أمه المنبوذة وأعاد تعليق اللوحة في القصر. ولكن لماذا اختاره جداه دون أخيه بوريل الذي بقي مشررداً في المخيمات؟


تكلم بعد قليل بصوت منخفض وحزين:


_ علي الذهاب قبل مجيء رادولف فأنا تحاشيته مدة طويلة ولا أرغب في لقائه الآن! تعمدت أن أسبب له الكثير من المشاكل والعار ، وحاولت قتل ماندا ولكن اللعينة لا تموت! آه كم أرت أن ألصق برادولف شقيق القاتل الغجري الخطير بوريل!


توقف بوريل فجأة بينما هبت لين من مقعدها ، بعد أن سمعت صوت متور السيارة ، لتلاقي زوجها.


_ عزيزي رادولف ، بوريل هنا!


_ بوريل؟ أين هو؟


وعلى الفور سمع صوت بوريل يصيح من الداخل:


_ أهلاً يا شقيقي المحترم! ماذا في جعبتك الآن وقد أمسكت بي؟ قل ما عندك ودعني أرحل لأني لا أرغب في البقاء معك ثانية واحدة!


_ من حقك أن تبقى هنا وأن تبقى في القصر متى شئت.


توقف رادولف فجأة عندما إلى الغرفة ورأى أخاه ممدداً على الأرض.


_ ماذا حل برأسك وبيديك؟


وقفت لين تنتظر ماذا سيقول بوريل الذي أخذ يضحك كالمجنون.


_ لقد أرعبت عروسك الناعمة يا شقيقي العزيز ، ولو لم يخني الحظ لكنت تمتعت معها بوقت جميل.


رأت المرأة زوجها يمتلىء غضباً:


_ ماذا حدث يا لين؟ هل أصابكِ بوريل بأي أذى ؟


لم يدع بوريل لين تجيب على السؤال فتولى المهمة عنها:


_ لا تخف فالوقت لم يسمح لي بالذهاب معها حتى النهاية. أضعت الفرصة عندما ركلتني وطرحتني أرضاً!


وثب رادولف على أخيه والشرر يتطاير من عينيه فخشيت ابلمرأة أن يقع فيما لا تحمد عقباه. وهرعت تمسك بيد زوجها متوسلة:


_ أرجوك يا رادولف ، أخوك يحتاج إلى الشفقة الآن لا إلى العقاب.


هدأ رادولف لكلام زوجته بعد أن نظر إلى عينيها المليئتين بالرأفة والرحمة. واكتفى بالقول:


_ لنشكر الله يا لين على أنكِ لم تصابي بأذى رغم أنه ولابد سبب لك بعض الفزع.


نظر رادولف إلى أخيه وأكمل بحدة:


_ ماندا مصابة بجروح بليغة!


_ كنت آمل في موتها عندما جئت هنا هرباً من الشرطة.


_ أبلغني أولاف أنك آت. متى وصلت؟


لما ذكر بوريل ساعة حضوره نظر رادولف إلى زوجته مستفهماً.


_ سمعت جلبة في الليل ولكني ظننت أنك وصلت ولم أشأ ازعاجك يا عزيزي


هز رادولف رأسه متفهماً وقال:


- ولا شك أنكِ اعتقدت أني شغلت غرفة أخرى للسبب نفسه.

_ تماماً.


بعدما اقنع بوريل شقيقه بحل وثاقه ، تكفل بسرد كل ماحدث له. في تلك الأثناء كانت لين تراقب زوجها ينفعل ضاغطاً على أسنانه ضابطاً نفسه حتى لا يهجم على بوريل ويسحقه.


بعد أن استمع إلى سرد أخيه التفت رادولف إلى زوجته وقال:


_ كونتِ فكرة صغير عني الآن ، أليس كذلك؟


ساهم الشعور بالذنب ودقة الموقف في دفع الدماء إلى وجهها ، فاصطبغت وجنتاها بحمرة زادتها سحراً.


_ اعذرني يا رادولف فتصرفاتي كانت معك طائشة.


القت لين نظرة خاطفة على الجرح في وجه زوجها وقالت:


ساذهب إلى المطبخ لإعداد طعام فلابد أن لديكما الكثير لتقولانه.


_ إبق ياعزيزتي فوجودك يوفر على الكثير من الشرح والكلام.


_ ولكنها مسألة خاصة لا علاقة لي بها.


_ أنتِ زوجتي ، ومن حقك الإطلاع على الحقيقة.


امتلأ وجه لين بالسعادة لثقة زوجها بها ، في حين كان بوريل مطأطأ الرأس منكسر النفس ، تخفي عينيه دموع الندم والأسف.


جلست لين على كنبة قرب النافذة تستمع إلى" محضر الجلسة " بين التوأمين الغجريين.


بدأ رادولف الكلام بصوته الراقي ونبرته المتعالية:


_ حسناً يا بوريل! زرعت البلاد طولاً وعرضاً بحثاً عنك ، ولكن لتنسى الماضي ولا أطلب منك الآن سوى قبول نصف التركة.


_ لا! لن آخذ شيئاً فقد سرقتني!


لم يستطع بوريل هذه المرة كبت دموعه ففاضت من عينيه بغزارة أدمت قلب لين. توجه رادولف إلى لين شارحاً كيف ورث وحده ثروة عائلة دوغي كلها: هربت والدته ، وهي صبية يا فعة بعد ، مع شاب غجري وسيم كان بمخيم مع عشيرته في مكان قريب من القصر. وهكذا نبذها أهلها ولم يلتفوا إليها رغم رسائلها المتكررة والتي أبلغتهم في إحداها أنا حامل. ولم تكن تعلم بالطبع أن في أحشائها طفلين!


أسند رادولف ظهره إلى حائط الموقد وأكمل سرد الحاية المحزنة:


_ ماتت أمي خلال الوضع ومع الأسف الشديد عهد بتريتنا إلى عائلتين مختلفتين فافترقنا ونحن طفلان.


تمتمت لين والدموع تقطر من عينيها لهذه المأساة المحزنة:


_ آه ما أقسى القدر!


علق بوريل على كلامها بحدة:


_ ما أقساه تجاهي لا تجاهه! فقد وضعت في عهد رجل وامرأة شريرين لم يكلفا نفسيهما مشقة تربيتي. بينما قاد رادولف الحظ إلى امرأة طيبة رعته أحسن رعاية وأطلقت عليه اسم رادولف تيمناً بنبلاء البلاد. ولم تكتف المرأة بذلك بل أخذت تدعي وتشيع أنه ولد قبلي مع أن العكس هو صحيح!


_ لم يستطع أحد إثبات من هو الأكبر. وعلى أي حال ، الفرق بين ولادة توأم وولادة آخر لا تتعدى الثواني أو الدقائق.


_ لا تحاول إخفاء الحقيقة يا سيد رادولف. والزوجان اللذان ربياني ، تريزا وأوستن ، أكدا لي أنني أكبر منك.


_ لا أستطيع مناقشة قولك يا بوريل لأني لم أكن واعياً ومدركاً عندها!


لم يقتنع بوريل بل أصر على قوله:


_ أنا أكبر منك!


تجاهل رادولف كلمات أخيه وأكمل يسرد القصة قائلاً أن أولاف كان يعلم منذ البدء حقيقة أم الطفلين الحقيقية ، لكنه لم يطلع أحداً على ذلك سوى من تعهد بتربيتهما. وذلك لإقتناعه بأن الجدين لن يلتفتا إليهما بسبب العار الذي سببته الإبنة للعائلة.


هنا تدخل بوريل مقاطعاً:


_ سمعت أن أولاف عاد عن رأيه واتصل بجدينا ليخبرهما أن رادولف هو حفيدهما مهملاً إياي. وسبب ذلك إعتقاده أن رادولف يحمل من طباع ونبل والدته الكثير ليرحمه من حياة المخيمات الغجرية القاسية.


أكمل رادولف مصححاً إدعاءات أخيه:


_ لم يتصل أولاف بجدي لأنه لم يشأ أن يسبب أي مشاكل للسيدة التي ربتني ، وأنا سعيد لأنه فعل ذلك.


أعجبت لين بشهامة زوجها الذي يهتم بمشاعر سيدة غجرية أكثر من التنعم بالجاه والثروة ، كما تذكرت كلماته لأولاف والتي قال فيها أنه لكان فعل الشيء نفسه لو كان في مكانه.


أكمل الرجل:


_ لو تركتها باكراً لصارت حياتها فارغة. وأنا أحببتها فعلاً لأنها كانت امرأة طيبة علمتني القراءة والكتابة ، زودتني بالكتب لأنال ثقافة معقولة. أنفقت المال الوفير لتؤمن لي العيش الكريم.


توقف رادولف قليلاً وزاد بكل جدية:


_ لكن حياة الغجر وبيئتهم أثرتا في شخصيتي بالطبع فلم أكن ذلك الشاب المحترم وأقعتني طباعي الشرسة التي ورثتها عن والدي في مشاكل لا حصر لها.


مررت لين ملاحظة ملطفة:


_ ولكنك ورثت الطيبة والنبل عن والدتك.


تدخل بوريل محدقاً في الزوجين:


_ كيف تعرفتما إلى بعضكما وتزوجتما بمثل هذه السرعة؟ أنت لم تقابلي رادولف قبل لقائنا في المخيم لما تعطلت سيارتك ، أليس كذلك؟


نظر رادولف إلى زوجته مستغرباً:


_ تعطلت سيارتك؟ عما يتكلم بوريل؟


أطلق بوريل ضحكة عالية وقال:


_ ألا تعلم أني كدت... في المرة الأولى!


لم تكن لين راغبة في سماع بوريل يتكلم عن الموضوع ويضع الخطة في قالبه الخاص فأمرته بالسكوت:


_ اصمت! دعني أفهمك ما حدث يا رادولف.


_ تفضلي لأن القضية أصبحت معفدة فأنت لم تذكري لي شيئاً عن لقائك ببوريل.


أطلعته لين عن كل ماحدث دون أن تهمل شيئاً. ولما انتعهت كانت علامات الغضب بادية في عيني رادولف الناظر إلى أخيه بكره.


_ أيها الشرير! علي أن أخنقك بيدي لا أن أعرض عليك المساعدة!


كان من الطبيعي أن يتعقد الأمر ويتراجع رادولف عن مساعدة أخيه بعد اطلاعه على ما حدث. لكن لين تدخلت راجية زوجها أن ينسى الموضوع ويساعد أخاه وعفا الله عما سلف!


وبعد معاندة طويلة رضخ رادولف لمشيئة زوجته وأعرب عن استعداده لمعاونة بوريل ليحظى بحياة شريفة.


وبدلاً من أن يظهر بوريل الإمتنان لأخيه قال ساخراً:


_ لكنك لن تسمحني بالطبع.


_ كيف أسامحك بعد ما حدث بيني وبين لين من مصائب بسببك!


هز بوريل كتفيه علامة عدم الإكتراث قائلاً:


_ لا يهمني ماحصل بينكما ولكن كيف لم تستطع زوجتك التفرقة بيني وبينك إلا هذا الصباح!


ضحك بوريل وأكمل:


_ آه لو أنها لم تتعرف إلي وسمحت لي...


لم يدعه رادولف يكمل إذ قفز عليه وهم بضربه لولا تدخل لين في اللحظة الأخيرة وفصلها بين الرجلين.


ترقرقت الدموع في عينيها ورمقت زوجها بنظرة رقيقة:


_ بوريل يبقى شقيقك الوحيد على رغم تفريق القدر بينكما. عليك أن تشركه في مصيرك ، فإما أن تكونا ثريين أو تكونا فقيرين.


ارتسمت علامات الدهشة ةالتعجب على وجهيهما.


_ أتستطيعين مسامحة أخي يا لين؟


قال رادولف ذلك بينما تمتم شقيقه:


_ إنها امرأة... مختلقة لم أر في حياتي مثل هذا التسامح. يا ليتني قابلت واحدة مثلها ، لا مثل أماندا المفترسة...


طمأنته لين بصوتها الحنون:


_ ستجد من يعتني بك ويحبك يا بوريل فلكل رجل امرأة تناسبه.


عنت لين ما تقول لان بوريل ليس شريراً بطبيعته. بل هو عاش في بيئة غير صالحة وترعرع في محيط يؤمن بالقوة وبالخروج على القانون وسيلة للتفوق والفوز.


تكلمت لين محاولة تخفيف وطأة التوتر السائدة بين الرجلين:


_ أكمل القصة يا رادولف. كنت تخبرنا عن المرأة التي ربتك وثقفتك.

منتديات ليلاس
بعد موت مربية رادولف مورين ، بعث أولاف برسالة إلى الجدين يطلعهما على الوضع ، ويرجوهما تربية رادولف وقبوله للعيش معهما في القصر. رحب العجوزان الثريان بالفكرة لأنهما كانا وحيدين لا وريث لهما سوى قريب بعيد يعيش في أمريكا.


قاطع بوريل شقيقه معترضاً:


_ أنت تهمل جزءاً مهماً من القصة وهو أن أولاف لم يكلف نفسه مشقة البحث عني.


_ ربما لا تعرف يا بوريل أن أولاف سمع أن العربة التي كنت تعيش فيها مع الزوجين احترقت ومات جميع من فيها.


_ كان عليه التأكد من ذلك لا تصديق الأخبار بسرعة ، فأنا نجوت من الحريق ولم أصب إلا ببعض الحروق البسيطة.


أزاح بوريل الشعرات السود وأراهما أثر الجرح في رأسه ثم تابع:


_ لنفترض أن أولاف لم يعرف بوجودي حياً إلا منذ سنتين ، فلماذا انتظر أسابيع عدة ليطلعك على الأمر؟ ربما خشي من معرفتك أن لك أخاً شريراً...


_ لا أدري ما الذي شغله عن إخباري على وجودك.


_ لم يرد إفساد حياة رجل محترم باقحام أخ شرير ومتشرد فيها. فأنت نشأت في أحسن البيوت وأرقاها بينما اضطررت لشق طريقي وحيداً منذ أن كنت في العشرة. والله يعلم كم واجهت من الصعوبات لكي أستطيع الصمود.


ارتجفت شفتا بوريل فظنت أنه سيعود إلى البكاء ، لا سيما وأنها لم تكن بحاجة إلى تشجيع لتنهمر دموعها. حاول رادولف تبرير موقفه وتصحيحه:


_ دعوتك مرات ومرات لتأتي وتعيش في القصر حيث تبدأ بتحصيل العلم والثقافة وتعاشر من يجب أن تعاشرهم من الناس. رفضت ذلك مع أنه من حقك أخذ نصف الأموال.


أكمل رادولف بكل أسى:


_ اعتقدت أن الأمر كان تصدقاً ولكنك مخطىء. لأنني لم أعرض عليك إلا حقك ، وكن على ثقة أني ما زلت عند عرضي ومستعد لنصبح صديقين نتعاون في مواجهة مشاق الحياة وقساوتها.


تساءلت لين عما يمكن أن يكون أكثر عدالة من هذا العرض ، وحبها لزوجها يتضاعف لما خبرته فيه من نبل وشهامة. نظرت إليه مبتسمة فرد الإبتسامة بأنعم منها وقلبها يخفق طرباً بالحب الكبير.


فكر بوريل ملياً ثم أعلن:


_ رفضت دعواتك السابقة لأني كنت على قانعة أني أكبر منك سناً ، وأني خدعت وحرمت من المال والتربية. أردت وأريد أن أصبح رجلاً محتوماً ولكن تغيري صعب وقد بلغت الثلاثين. كنت محظوظاً يارادولف لأنك تركت حياة الغجر منذ الصغر ، أما أن تبدأ عملية تنقلك من ضفة إلى ضفة وأنت في الثلاثين فرابع المستحيلات.


تفهم رادولف رأي أخيه معترفاً أنه ، عندما كان في السادسة عشرة ، صعوبة قصوى من التخلص من عاداته الغجرية والتأقلم في نمط الحياة الإستقراطية المعقدة.


_ لا مجال للمقارنة يا لين بين تعقيدات وتشكيلات حياة القصور وحرية وفلتان حياة الغجر. ولا أنكر أني صممت مراراً على الفرار والعودة إلى المخيم لأعيش بين قومي وأصحابي.


قدرت لين لما سمعت ذلك مدى شجاعة زوجها وقوة إرادته اللتين جعلتاه يصمد ويبقى في القصر مع جدين مستبدين ، ولا عجب في كونهما كذلك ، شأن كل أصحاب الثروات والألقاب النبيلة. لا ريب أن رادولف بذل مجهوداً جباراً ليعتاد على متطلبات حياة القصور ويتخلى عن الا مبالاة التي طبع عليها في حياته الغجرية.


علق بوريل على كلام أخيه:


_ لو أنك كنت هربت من القصر لربما كنت أنا مكانك الآن.


_ ربما.


قضبت لين حاجبيها غير قادرة على تصور بوريل المتشرد قي ملابس أرستقراطي عريق ، أعاد رادولف سؤاله:


_ ما أريد أن أعرف منك يا بوريل هل تقبل بعرضي طارداً من ذهنك فكرة التصدق والحسنة؟


_ أتعرض علي السكن في القصر؟


_ أعتذر إذا قلت أن هذا مستحيل لأنك أرعبت زوجتي مرتين وهي ستنزعج من وجودك فيه.


_ هذا يعني أنك غير مؤمن بامكانية عودتي إلى الطريق الصواب.


أضاف بوريل قبل أن يتمكن أخوه من التعليق:


_ لن أستطيع يا رادولف معرفة سبب إنشغالك بي وبحثك الدائم عني. جبت مخيمات البلاد كلها مرتدياً ثياب لا تليق بمقامك حتى لا تشعر الغجر بأي نقيصة ، شاغلاً عربات قذرة لا تصلح لأن تكون مكاناً لرمي النفايات في قصرك... والله لو كنت مكانك لتخليت عن البحث مرسلاً إياك إلى الجحيم!


اكتفى رادولف بابتسامة خفيفة بينما أكمل بوريل:


_ أتعجب لماذا أنبأك أولاف بوجودي مع أن سلوكي كان يسبب له القرف! أنا لص ، محتال ، قاطع طريق... حت الغجر لا يرضون بوجودي بينهم... لا حل لي إلا بالإختفاء بعيداً عن أنظار الناس!


نظرت لين إلى زوجها فرأته يفكر بعمق عن حل لمشكلة بوريل ، وأرادت أن تتكلم لكن زوجها سبقها:


_ لا أحد يكرهك يا بوريل فأنت عدو نفسك المبين. لماذا لا تطوي صفحة الماضي وتبدأ حياة جديدة؟ أخبرني أولاف مرة أنك بحاجة إلى رأس مال صغير للذهاب إلى أستراليا وتؤسس مصنعاً للخشب مع صديق لك ، فهل ما يزال المشروع قائماً؟



- لا أعلم... فالرجل سافر إلى أستراليا وسمعت أنه.. يجد صعوبة في تسيير العمل بسبب ضائقة مالية.

_ المال ليست مشكلة فمتى قررت العمل سأمدك بما يلزم.


_ أنا مصمم على العمل ومستعد للسفر إلى أستراليا يا رادولف.


تنفس رادولف الصعداء وقال:


_ وهل تقبل بنصف أموال التركة؟


_ ولكن المال جاء بالوصية أنه لك؟


_ أموال عائلة دوغي يا بوري ، حق مشترك علينا تقسيمه بالتساوي.


_ لا اجرؤ على أخذ نصف الأموال في الوقت الحاضر ، لأنني لا اجد نفس قادراً على إدارتها. أعطني ما يلزم لإنشاء المصنع واحفظ الباقي ، فإن احتجت إلى شيء أرسل إليك.


_ كما تريد يا بوريل. ساعمل على مدك بالمال اللازم في أي وقت... قاطعه رنين الهاتف لكنه ما لبث أن انفجرت أساريره وأبلغ زوجته وشقيقه:


- ماندا بحالة جيدة ولن تتقدم بشكوى إلى النيابة.

اكتفى بوريل بالقول:


_ يسرني سماع ذلك.


_ تعلم يا بوريل إن كونيل أوقع نفسه في مشاكل عديدة وهو خائف ويريد السفر ليسوي أوضاعه ويبني مستقبله. ما رايك باصطحابه إلى أستراليا فأنا وعدته بالمساعدة.


نظر رادولف إلى زوجته وقال ضاحكاً:


_ لا تظني أن كونيل كان ينوي مساعدتك على الفرار فقد اعترف لي بكل شيء. ألست مسرورة يا عزيزتي لأنه لم يساعدك؟


_ نحن لم نعد إلى المخيم لأعرف حقيقة ماحدث.


صحيح يا لين ولكنه كان موجوداً في أحد المخيمات التي مررنا بها.


استوضح بوريل شقيقه:


_ ماذا عن كونيل والهرب؟


لم يجب رادولف بل وعد


سنطلعك على ما حدث في المستقبل عندما يأتي لزيارتنا.


وافق بوريل مدركاً في قرارة نفسه أنه متى غادر هذا المكان لن يعود أبداً.


_ لنعد إلى موضوع كونيل يا بوريل. إنه شاب ذكي ويستحق أن يتمتع بأكثر مما تقدمه حياة الغجر. واعتقد بأنه سيكون لك عوناً كبيراً في أعمالك.


_ لا مانع عندي في اصطحابه.


_ أتمنى لك وله كل التوفيق وآمل بأن تتوصل إلى تحقيق طومحاتك بالعزم وقوة الإرادة.


وقف بوريل على قدمين مرتجفتين باحثاً عن الكلمات المناسبة ليعتذر عما بدر منه ، لكن شقيقه لم يود احراجه فسارع إلى القول:


_ يجب أن تستريح الآن يا بوريل وتتناول حبوباً مزيلة للصداع.


_ فكرة حسنة. أريد ان أسألك شيئاً آخر يا رادولف ، هل تهتم بالترتيبات القانونية لسفري؟


_ لا تشغل فكرك لهذه الأمور وثق بي. أما اللآن فادخل إلى غرفة النوم وخذ قسطاً من الراحة.


جلس الزوجان وحيدين على الشرفة يتأملان زرقة البحر الهادىء.


_ أخيراً يا حبيبتي الغالية لم يعد ما يعكر صفو حياتنا.


_ أشكر الله على ذلك.


أخذ يداعب شعرها بحنان وأضاف:


_ كنتِ شهمة جداً تجاهه يا حلوتي على رغم ما فعله معك. آه كم سبب كلامك على اللقاء الأول لباساً وغموضاً ، ولهذا كنت أستغرب موقفكِ مني.


_ لوتحدثت مرة عن تعطل سيارتي...


_ لقد أصبحت هذه الأمور جزءاً من الماضي بالنسبة إلي.


_ وهو عندي كذلك.


_ كنا ضحية ظروف معاكسة ولكنا خرجنا سالمين.


فكر رادولف قليلاً قبل أن يزيد:


_ أتؤمنين بالحب من أو نظرة؟


_ ربما... وأنت؟


_ منذ أن رأيتك في الغابة علمت أنك الفتاة التي أبحث عنها. غرقت في غرامك حتى أذني وتعذبت كثيرتاً لإحتقارك إياي.


_ ألم تتسائل يوماً لماذا ضربتك بالسوط؟ أظننت أني فعلت ذلك بدون سبب؟


_ حدث كل شيء بسرعة لم تدع لي مجالاً للتفكير وانجررنا بعد ذلك وراء المولقف الإنفعالية والرغبة بالإنتقام. أعترف لكِ أني أعاني من مركب نقص كوني غجرياً ، لإانا أخاف من ان تكون بعض تصرفاتي نابعة من الماضي الذي يطاردني و من انتمائي الإجتماعي. وأنتِ زت الطين بلة عندما صنفتني غجرياً متشرداً حقيراً.


_ أنت مخطىء يا حبيبي ، كل ما في الأمر أني كنت مذعورة من اعتدائك علي دون أن يخطر لي أن الشخصين مختلفا. لا تتصور كم كانت المفاجأة كبيرة عندما رأيتك في الغابة فظننت أنك لحقت بي من المخيم حيث تعطلت السيارة حتى تكمل ما بدأته هناك.


_ من عاجئب الصدف حقاً أن تلتقي بوريل ثم بي في الغابة ، ولكن القدر لعب لعبته لجمعنا.


رمقته بنظرة حنان ووضعت يدها على الجرح ثم همست:


_ أعتقد أ، أثره سيزول؟


_ بالطبع.


_ إن لم يحدث ذلك لن أغفر لنفسي أبداً.


ضحك رادولف وقبلها بحنان على جبينها:


_ سنذهب غداً إلى بيتنا حيث نبدأ برسم طريق حياتنا الصحيح


_ فكرة رائعة يا حبيبي.


كانت فرحة لين إلى درجة لا توصف ، فالأمور تطورت بشكل مثير في الأسابيع الأخيرة ، ووجدت نفسها في عالم آخر لم تكن تحلم أنها ستصبح جزءاً ، بعدما كانت تدفن أوقاتها وراء مكتبها وبين جدران شقتها الموحشة.


_ أصحيح أنك امضيت سنتين في البحث عن بوريل؟


_ نعم ، ولكن ذلك لم يمنعني من الإهتمام بإدارة أعمالي. تنقلت بين المخيمات بسيارتي. إلا عندما التقيتك فقد كنت ذاهباً إلى المخيم على الحصان لأنه قريب نسبياً من القصر.


_ ولماذا تظاهرت بكونك غجرياً فظاً؟


_ ألم تنتهي من الإستجواب؟ حسناً لأنك جرحت شعوري ، وأردت أن أرد لك الكيل كيلين. كدت ، في مرات عديدة ، أعترف لك بالحقيقة ولكن عنادي كان يمنعني.


دفنت لين رأسها في صدره وهمست:


_ بذلك تعلمت أن أحبك لذاتك دون النظر إلى انتمائك ، وانا سعيدة لأنك تعرف أني أحبك من قبل إطلاعي على شخصيتك الحقيقية.


_ أظن أني اكتشفت حقيقة مشاعري نحوك يوم كنا في السيارة.


_ هذا صحيح يا رادولف. وإن حاولت مقاومة هذا الحب لأن الحياة لا يمكن أن تروق لي.


_ لكن ماوتك كانت فاشلة!


_ أعترف بذلك أني مستعدة لمتابعة الرحلة معك حتى النهاية.


_ تريدين الإطلاع على الإقتراح الذي تحدثنا عنه؟


_ _ بالطبع.


_ لم أكن أستطيع تصور نفسي أعيش بدونك يا لين. ففكرت أن أشتري لكِ بيتاً خاصاً تعيشين فيه بكل حرية ، مقابل سماحك لي برأيتك مرة أو مرتين يومياً. وبذلك تتخلين عن فكرة الفرار.


_ أتريد أن تعرف رأي الحقيقي في إقتراحك يا رادولف؟


_ نعم.


_ إنه أغبى إقتراح سمعته في حياتي!


_ ولماذا؟


_ لأنك تعلم أنك لن تستطيع التقيد به وأنك ستجبرني بعد مدة على... على...


احمر وجهها خجلاً فيما يطلق رادولف ضحكة عالية تعبر عن الإرتياح والسعادة.


_ بلله عليكِ يا لين أجيبي بصراحة: هل كنت ستتقيدين ببنود الإتفاق على الإقتراح؟


ترددت لين في الإجابة وعيناها هاربتان من نظراته الطاغية.


_ كنت... كنت سأنهار وأقوم بإغرائك لتطرح كل ما خططت له جانباً!

منتديات ليلاس
ضحك الزوجان راضيين بالسعادة التي طالما بحثا عنها حتى وجداها بعد عذاب وشقاء. طوق رادولف خصر زوجته وقاما يتنزهان في الحديقة حيث بدت الأأزهار أكثر تفتحاً إحتفاء بالحب الكبير.


_ سنأتي إلى هذا المنزل مرتين أو ثلاثاً في السنة لقضاء العطلة.


_ إن لهذا المكان آثار حلوة يا حبيبي لأننا وجدنا فيه كنز السعادة الثمين.


لا حظ رادولف إنزعاجاً على وجه زوجته فسألها:


_ ما بك؟


_ ÷ل يعتبر زواجنا شرعياً؟


_ يعتبر كذلك طبقاً لشريعة الغجر.


_ وهل تعترف به السلطات الإيرلندية؟


_ لا أظن ولكننا سنصحح الوضع حالما نصل إلى البيت.


استرجعت لين كل ما حدث منذ لحظة إختطافها حتى الساعة ، كيف أرغمت على الزواج وعفلى كتابة الرسائل إلى أصدقائها... كيف بقيت سجينة العربة يترصدها الغجر... وتذكرت يوم أشبعها رادولف ضرباً... صارت هذه الأحداث ذكريات يمحوها حب رادولف والأمل الكبير المشرق بحياة سعيدة


_ هل ستجيبين على رسائل أصدقائك؟ فبعضها وصل بالفعل إلى القصر رداً على رسائلك.


_ بكل تأكيد.


_ وماذا ستقولين لهم؟


_ ساقول أني متزوجة من أروع واطيب رجل على سطح الأرض.


_ أتعنين حقاً ما تقولين؟


اكتفت لين بالنظر إليه والحب يملأ عينيها ، فاستوثق الغجري أنها ستكون في " قبضته " إلى الأأبد.


" تمت بحمد الله "

 
 

 

عرض البوم صور HATONE   رد مع اقتباس
قديم 23-08-11, 01:10 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
278d9719d7 شكراً

 

يعطيكي العافية حبيبتي على المجهود
أكيد رح تابع كل جديد بتقدمي

 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
قديم 24-08-11, 05:17 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : HATONE المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

برافو برافو برافو برافو تسلمين اختيار مرررررررررررررررررررررره جنان وممتاز وشكراعلى مجهودك وننتظر جديدك:friends:

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, اريد سجنك, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سجينة الغجر, pagan lover, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية