كاتب الموضوع :
همتي في إرتقائي
المنتدى :
الارشيف
الفصل الخامس...........إلى......................الفصل الأخير
كان سامي محظوظاً جداً لأنه سقط في عربة مكشوفه (أي مفتوحة من الخلف ،عربة تجرها الخيول)وكانت تحمل الثير من الأقمشة والأفرشة الناعمة والحرير و القطن وكانت (لتجارة)ولذا لم يتعرض لجروح كثيرة تؤدي إلى موته ولكن صاحب العربة الذي يسوقها سمع ذلك الصوت الصادر من إرتطام سامي بالعربة، فأوقفها وذهب خلف العربه ليرى سامي بأسوء حال مغمي عليه،فتقدم نحوه وتفقد حاله فوجد أنه ما يزال على قيد الحياه فقام بعلاجه قدر إستطاعته ، وكان ذلك الشخص عجوز كبير السن يطمع في الأموال فقال في نفسه:سوف أطعم هذا الغلام وأهتم به جيداً وعندما يتعافى أبيعه لرجال السفينه اللذين سأبيعهم هذه المفروشات.أصبح العجوز يعالج سامي ويطعمه وعندما تعافى جزئياً سأله العجوز عن إسمه فرد سامي:إسمي......ألا تعرف من أنا ؟أنا لا أعرف من أكون أين أنا..؟ما إسمي؟ تعجب العجوز وقال في نفسه:هل فقد هذا الفتى ذاكرته؟سأسئله.وقال لسامي:أحقاً لا تعلم من أنت؟ فهز سامي رأسه أي (نعم)فقال كاذباً:إسمك علاء وأنت ابن أخي المتوفاه أنسيت ياعلاء؟ فرد سامي:أحقاً نسيت ذلك آسف ياعمي.لم يخبر العجوز سامي الحقيقة لأنه خاف أن يهرب سامي منه إذا أخبره بالحقيقة.وهكذا مرت ثلاثة أيام وسامي يعتقد أن إسمه علاء وأن الرجل عمه ،ولم يكن يعلم شيء غير ذلك.
أسر جون باك أمل ووالدها طارق ،والقليل من الرجال وذهب بهم إلى قلعته التي كانت ورآء بحيره عميقة تفصل بين البلدين وعندما دخلوا القلعة أمسكت أمل سيفها وقتلت الجنود اللذين كانوا بقربها فأعجب جون باك بقوتها وطلب من جنوده أن يضعوها في غرفة خاصة بها وعتدما أراد جنوده أن يمسكوا بها وقعت قبعتها فظهر شعرها وحينها نظر القائد طارق إليها بدهشةوقال بصوت عالي:أمل!!!ماالذي أتى بك هنا ؟فقالت بتردد:أبي.....أأأبي أناآسفه ولكن لم أجد طريقه لإقناعك لذا فعلت هذا.وحينها ضحك جون باك وقال بسخرية:نِعم الأب لا يعلم أن هذه إبنته هيا خذوها وسجنوا أبوها وبقية الرجال في الزنزانه هيا إسرعوا أريد أن أرتاح.
حينما كان سامي والعجوز يسيران بالعربه في الطريق أوقف مسيرهما حصان واقع في وسط الطريق وقد أنهكه التعب فنزل العجوز من العربه واتجه نحو الحصان فخاف الحصان وارتعب ،تعجب سامي من وقوف العربة ولقد كان جالس في الخلف فذهب إلى الأمام ليرى ذلك الحصان المنهك فتقدم نحوه ولمس رأسه وقال بحنان :لا تخف ياعزيزي فأنا لن أؤذيك .(كان الحصان هو حصان سامي)ولذا لم يخف منه بل سعد بلقاءه ،حينها تبسم العجوز وقال:لسامي كيف فعلت ذلك كيف فأجاب سامي لا أدري ولكني أحسست أني أعرف هذا الحصان من زمن بعيد يا عمي ثم أطعم الحصان وهتم سامي به جيداً فطلب العجوز أن يحتفظ به هدية فوافق سامي وسعد بذالك و تابع مسيره وكان العجوز يقول في نفسه يال فرحتي غلام وحصان كم يساوي هذا ؟ حتى وصلا إلى المدينة التي كان العجوز يريد أن يبيع المفروشات وحصانه وسامي فيها.وكان سامي ينظر إلى مبانيهاوأشجارها بدهشة وأشد إعجابه مناظرها الخلابه .وعندما وصل العجوز إلى الميناء طلب من سامي أن يجلس في شجرة قريبة من الميناء ريثما يقوم ببيع المفروشات ،فجلس سامي برفقة حصانه تحت تلك الشجرة كما طلب العجوز منه وذهب العجوز إلى الميناء وباع المفروشات ثم قال لهم:لدي غلام قوي مقدام...علمت أنكم تحتاجون إلى من يساعدكم في السفينه فهل تبيعونه مني؟وأيضاً لدي حصان قوي البنيه جميل اللون أتريدونه؟فرفض الرجال في بداية الأمر ،وحينما ألح العجوز عليه اشتراهما ،بثمن زهيد وقليل ،إلا أن العجوز وافق على ذلك فطلب الرجل من العجوز أن يأتي بهما إلا أـن العجوز إعتذر عن ذلك ودله على مكان وجودهما ،فذهب الرجل برفقة رجلان قويا البنية لإحضار سامي وعندما وصلا إليه تراجع حصان سامي إلى الخلف لأنه أحس بالخوف منهما فأمسكا سامي وربطا الحصان نفنادى سامي:عمي ....عمي فضحكوا وقالوا:ألا تعلم عمك باعك لنا أصبحت خادم لنا فنظر سامي إلى عربة العجوز فرأه وهويركب العربة وينطلق بسعادة فحزن سامي وقال:مادام عمي يكرهني ويريد التخلص مني فخذوني إذن،وهكذا أخذ الرجلان سامي إلى السفينة وأدخلوه في غرفة مظلمة وأحكموا عليه القفل مع حصانه.فجلس سامي في الأرض ولم يبالي لما يحدث له من المصائب وانطلقت السفينه وأصبح سامي ينظف أرضية السفينه ويمسحها ويتلقى الكثير من الأعمال ومن سخرية الرجال والضرب الشديد عندما يتعب ،وفي إحدى الأيام رست السفينة على ميناء مدينة فنزل الرجال من السفبنة وبقي سامي وحصانه محبوسان في الغرفة مع بعض الرجال القلة وكان هنالك رجل طيب القلب وقد ساعد سامي في كثير من المواقف وكان يحضر له الطعام خلسة،وعندما رأى هذه الفرصة لإخراج سامي إتجه إلى الرجال وقال:هل تريدون أن أطهوا لكم طعام لذيذ فردوا كنعم (كان هذا الرجل طاهي)فأعد لهم طعام شهي ووضع فيه منوم وكان يحتفظ به لضرورة ثم قدم لهما الطعام ومن لذة طهيه لم يعرف أحد من الرجال أن الطعام فيه منوم ،فما أن شبعوا حتى غطوا في نوم عميق واستغل الرجل هذه الفرصة لأخذ المفتاح وإطلاق سراح سامي وحصانه فشكر سامي الرجل فطلب منه الرجل الإسراع بالهروب فقال سامي:وأنت ماذا ستفعل سوف يؤذوك إذا استيقظوا ،فقال الرجل:إذهب أستطيع تدبر أمري .فشكره سامي مرة أخرى ونزل من السفينه وأسرع بالهروب حتى لم يعد الرجل الطيب يراه. وفي طريقه رأى طفل صغير يبكي وأولاد كبار يضربونه بقوة فقال لهم:توقفوا إنه صغير فقالوا من أنت لتوقفنا ياهذا هيا إمنعنا إن استطعت فرد سامي لا أريد إيذائكم اتركوهفتقدموا نحوه وقاموا بضربه فضربهم سامي فقط ليدافع عن نفسه وكان في الجوار رجل قد رأى ما حدث وأعجب بشهامة سامي وقوته وعطفه على الصغير ،هرب الأولاد من سامي وهم يصرخون.فنظر الطفل لسامي وقال:شكراً لك أنت قوي أريد أن أصبج مثلك.فتبسم سامي وقال:ستصبح ياصغيري.فطلب الطفل من سامي أن يأتي معه إلى منزله لأنه رأى حاله يرثى لها إلا أن سامي رفض ذلك فطلب منه الطفل منه ذلك مجدداً وتكراراً حتى وافق سامي على الذهاب معه لأنه لا يعرف هذه المدينه ولا يعرف أحداً فيها.وفي منزل الطفل رحب به والداه ترحيب جيد فستحم ومن ثم أعدت له والدة الطفل طعام شهي فأكله وبعد ذلك طلب منه الوالدان أن يخبرهما بما جرى له فأخبرهما فتأثر الوالدان وطلبا منه العيش معهما وكأنه إبن لهما فوافق سامي على ذلك.وهكذا مرت الأيام والأسابيع والأشهر وسامي مع هذه العائلة حتى أصبح الطفل (وكان إسمه يامن ينادي سامي بكلمةأخي ،لأنه لم يكن له أخ)وذات مساء طلب والد يامن من سامي ويامن المجيء معه في عمله ،فوافقا على ذلك (كان والد يامن بائع خضروات)وبينما كان يبيع أتى لرؤيته صديقه فما إن رأه والد يامن حتى سلم عليه ورحب به ترحيب اً شديداً وأتى سامي ويامن وسلما عليه نظر الصديق إلى سامي وسأل والد يامن قائلاً:من هذا الفتى؟فقال والد يامن:إنه علاء وحكى له كيف أتى لهم.حينها قال الصديقلوالد يامن:أرغب في أن ألحقه بتلاميذي .فقال والد يامن:لا أظنه يجيد استخدام السيف؟فقال الصديق:القرار للفتى ...علاء أتجيد استخدام السيف؟فقال سامي:نعم ولكن قليلاً,فقال الصديق:رأيتك قبل ثلاث أشهر وأنت تساعد يامن من الشبان الذين كانوا يضربونه وأعجبت بقوتك وأريدك أن تنضم إلى تلاميذي اللذين أعلمهم استخدام السيف والمهارات الفروسية .ما رأيكـ؟ كان سامي يرغب كثيراً في الإنضمام إلا أنه خشيا أن لا يوافق والد يامن،نظر والد يامن إلى سامي وقال:أوافق على أن يذهب. علاء أتوافق؟فرح سامي وقال:نعم بالتأكيد أوافق.وذهب سامي مع الصديق وكان إسمه(كريم)حتى وصلا إلى مبنى عالي وما إن دخلا حتى رأى سامي الكثير من الفتيان وهم يتدربون.........وأصبح سامي يأتي إلى ذلك المبنى حتى يتدرب ومرت السنوات وفي ذاك الحين كان ىجون باك قد غزا بلاد سامي كلها وسيطر عليها ووصلت البلاد إلى أشد الحاجة لمن يساعدها.مرت أربع سنوات وسامي في غربة بعيد عن أهله يظن أن إسمه علاء ولا يدرك عن ماضيه شيء حتى قدرت له الأيام بأن يرجع أإلى دياره.فلقد رأى سامي في أحد الليالي ذلك الحلم الذي رأه وهوغلام وإمرأة تنادي بإسمه الحقيقي:سااامي....سااامي بني تعال بقربي ، فاستيقظ سامي والعرق يتصبب من جبينه وسائر جسده فرتعب وقال بدهشة:من هذه المرآءة لماذا تناديني ؟ماذا تريد؟من هو سامي؟من من؟أسئله كثيرة دارت في ذهن سامي .وفي اليوم التالي رأى نفس الحلم وأيضاً اليوم الذي يليه وحينها أحس بأن هذه المرأة يحاجة له،وفجأة رجعت به ذاكرته إلى الماضي وتذكر ماحدث له فقال بحزن عميق/هذه أمي
فخرج من المنزل وركب حصانه وذهب إلى معلمه وأخبره بما رأه في الليالي الماضيه وبأنه يريد الذهاب لوالدته فأخبره المعلم بأنه سيحاول قدر إستطاعته أن يجد له سفينه تذهب به إلى دياره ولكنه يجب أن يذهب إلى عائلة يامن وفي الصباح يأتيه ففرح سامي وعاد إلى عائلة يامن، وفي الصباح أخبر سامي والدا يامن بالحقيقه وبأن إسمه سامي وبأنه سيرجع إلى بلاده .ففرحا وفي نفس الوقت حزنا فطلب سامي منهما أن لا يحزنا ،نظر يامن إلى والديه ووالدته تمسح دموعها الخفيفة وسامي يجلس بالقرب منه ويقول بصوت عذب حنين:يامن...حبيبي سأذهب لأرى أمي وأعود فهل توافق؟فأجابه:كلا وأمسك بذراع سامي بقوة ، فضمه سامي وقال بحنان:يامن،أنت لديك أم وأب يحبانك ولكني لم أرى أمي؟فتردد يامن وقال:أمي هيَ أمك أيضاً.فقال وهو يضمه بقوة:أرجوك يا يامن أرجوك سأذهب وأعدك برجوع..... فتعاهدا على ذلك ثم ودع سامي الوالدان وشكرهما وركب حصانه وذهب لمعلمه الذي قد دبر كل شيء وحجز له في سفينه ستذهب إلى بلده،فشكره سامي وكانت لحظة فراق معلمه صعبة ولكن ما من خيار لما يقدره لك القدر.
وهكذا سارت السفينة في البحر لمدة يومين وسامي يكاد يموت شوقاً لرؤية والدته التي كادت تموت شوقاً لرؤية إبنها مجدداً وكان سامي يتذكر في شكلها وكيف ستكون ردة فعلها وفعل شقيقيه.ووصلت السفينه بحمد الله للبلاد فما إن وطأت قدماه أرضها حتى بكى فرحاً بذلك وما أن لبث حتى و ركب حصانه وعبر الطرقات دون أن يقف حتى وصل إلى قريته .وكانت مدمره ومحطمه وأشجارها قطعت ولم يسمع صوت بشر سـوى صوت الرياح الجافه القاسيه التي تدل على كآبة المكان فقال سامي في نفسه:هذه ليت قريتي؟أين الناس أين الأشجار؟وقرر أن يذهب إلى منزله ليلقي النظرة التي حرم من رؤيتها لسنوات ومع كل خطوة كان يخطوها نحو بيته يزيد خفقان قلبه حتى وصل عند الباب ليسمع أصوات البكاء والنحيب والصياح ففرح سامي لوجود أهله وفتح الباب (وهنا كانت المفاجئة الفاجعة)
نظر جميع من كان داخل البيت نحو الباب وهم يتساءلون ياترى من القادم؟وما أن دخل المنزل إلا والكثير من الناس ينظرون إليه وبدهشه وهو يبادلهم نفس الشعور ويقولون في أنفسهم من الآتي؟من الغريب؟(لم يعرف أحد أن هذا الغريب هو سامي فلقد أصبح شاباً ناضج مليح الوجه يختلف عن سامي في صباه)ثم سأل سامي رجلاً:أين هي سيدة هذا المنزل؟فأشار بيده على الداخل(حجرة والدا سامي)أحس سامي أن هناك فاجعه مصيبة كارثة كل هذه المعاني القاسية فأسرعت خطواته حتى وصل إلى الحجرة وفتح الباب ورأى إمرأة ممددة في الفراش ومن حولها الكثير من النساء والرجال تقدم ناحيتها وقلبه يخفق بشده يراها ويقول:لا لا هذه ليست أمي ، بلى بلى هذه أمي .كلامه تقطع مشيته تعثرت إقترب منها سقط على الأرض على ركبتيه أمسك بيدها وهو يقول:أمي..........أماه،أحست والدة سامي بأن هتيد اليدين الحنونتان الدافئتان هيَ يدا سامي.فأخذت تقول في حروف متقاطعه:س ا م ي !! إلتفتت إليه وهو يبكي بشده ويقول بحنان:نعم ، مسكت يداه بقوه وقالت بألم:سامي أهذا أنت؟سااااامي؟حبيبي نور عيني؟؟.سامي همس بحزن:نعم عدت يا أمي عدت بعد طول غياب سامحيني على التأخير سامحيني...........سامحيني أطلب
عفوك.........................عفوك .........................عفوك..................... .........عفوك................................عفوك
قالت والدة سامي وقد أتعبها المرض وقطع قلبها الحزن:سامي...........لا تقل هذا رؤيتك أعادت لي الحياة رؤيتك هي كل ما أريد قبل أن أموت...........قاطعها سامي قائل:كلا لن تموتي أمي تكمل قائله:لن يبقى لي الكثير أخوك مات صعق سامي وقال:أخي ...!فادي مااات ؟كييييف؟أكملت:سأرحل معهم.(سكت سامي ولم يجب لأن دموعه هي التي كانت تجيب)قالت بحزم:ساامي إسمعني يابني جون باك هو السبب لقد قتل كل الناس وأشعل النيران في هذه البلاد التي كانت تنعم بالأمان وأنا أطلب منك أن تنقذ هذه البلاد لا تهتم إذا مت أو مات أخوك فنحن دائماً بجوارك جاهد ولا تخشى شيئاً وأما لين فاهتم بها جيداً هذه وصيتي لك والآن سأموت وأنا مط........يضمها سامي ويقول:أمي لا تموتي لا لا لا لا يتحدث معها ولا تجيب لماذا ؟لماذا ؟؟؟لأنها (فارقت الحياة)
كل من في الحجرة يبكون وسامي تحجر وهو يضم أمه ثم وضعها في فراشها ومسح دموعه وقال في نفسه:أمي ستبقين في ذكراي مخلدة وقال قوله المعهود(وإن مت فسأموت وأنا أذكرك)لم تكن لين موجودة في الحجرة فلقد كانت تلعب مع صديقاتها الصغيرات في البر، غطى سامي والدته بردائه الذي كان يتغطى به ثم حملوها ليقوموا بدفنها والكل يبكي بشدة وأما سامي فقد أخفى حزنه ولكن في داخله كانت هذه اللحظه أشبه بلحظة قبض الروح من الجسد إلى السماء.إنتهت مراسم الدفن وذهب الكل إلى منازلهم إلا سامي فإن البيت لم يبقى له معنى من دون أمه وشقيقه ، وقرر أن يذهب إلى الشجرة التي كان يجلس فيها في صغره ليجدها محروقة لم يبقى منها إلا الجذع الذي بالأسفل فجلس وبكى حتى تشققت وجنتاه من شدة البكاء ، في ذاك الحين رجعت ليمن من البر وعادت إلى المنزل وكان الجميع ينظر لها وهي تدخل المنزل دون أن يخبروها بوفاة أمها ، فأخذت تنادي وتنادي:أمي .....زأمي أحضرت لك بعض الأزهار لتتحسني ثم دخلت الحجرة التي كانت ترقد فيها لتجد سامي جالساً في فراشها ، نظرت إليه بخوف وقالت:من أنت؟أين أمي؟(كانت تبلغ السابعة من عمرها)فأجاب:هل نسيتني يالين؟فردت:كيف عرفت إسمي؟؟وهل رأيتك من قبل حتى أنساك؟؟؟فتبسم وقال:أنا سااامي حينها تلعثمت لين في الكلام وقالت بفرح وتردد :ساااامي!! أخي! فقال سامي:نعم فركضت بتجاهه من فورها وقام هو بضمها ثم طلبت منه الإنتظار ريثما تبحث عن أمها وتخبرها ، فأمسك سامي يدها وقال لينسيها الحديث عن أمها:لين......كيف علمتي أني أخوك سامي ؟عندما غادرت أنا كان عمرك ثلاث سنوات!!!فقالت بثقة متناهية:لأن أمي في كل يوم لا تتوقف عن الحديث عنك..........وذكرك.فقال:هل تصدقيني يالين؟ فأجابت:نعم فأنت أخي.فقال:أمنا ذهبت إلى بلده أخرى لتعالج مرضها.فأخبرته بأنها كانت ترغب بتقديم هذه الزهور لها فقال سامي:حسناً سأرسلها لها وستتعافى بإذن الله فقالت بفرح:أحبك يا أخي فرد :وأنا أحبك أيضاً ثم طلب منها أن تذهب معه فسارا حتى وصلا عند ذلك الجزع المحروق وهناك توقفا فقالت لين بحيره:لماذا توقفت عند هذا الجزع؟فأجابها سامي:لم يكن هذا الجذع هكذا بل غيرت الأيام شكله فحسب ، كنت آتي لهذا الجزع في صغري عندما أكون حزين.فقالت لين:هل أنت حزين ؟؟؟فقال سامي:كلا لنذهب إلى المنزل .فسبقته لين إلى المنزل أما سامي فقد ذهب إلى قبر والدته وزرع تلك الزهور بالقرب منه وقال:رحمك الله يا أمي وعاد إلى المنزل.
ومر أسبوعان على هذه المصيبه وسامي يمر بحالة من الكآبة وكأنه في حفره عميقة مظلمة لا يمكن الخروج منها ولاحظ حاله جارهم فذهب إليه عند جزع الشجرة وكان سامي شارد الذهن يتأمل هذه الدنيا القاسيه فقال الرجل:آحمممم آحم(لينتبه سامي عليه)إلا أن سامي لم ينتبه فنادى الرجل بإسمه ولمس كتفه برقه قالتفت سامي إليه وقال:أهلاً.....مرحبا آسف لم أنتبه عليك فقال الرجل:لا تتأسف يا سامي وسلم عليه فرد سامي السلام ثم طلب الرجل من سامي بأسلوب طيب حسن أن يبعد تفكيره عن الماضي وأن يفكر بما هو آتي بادئاً بوصية والدته فأخبره سامي بأن حياته قد توقفت عند هذا الحد وأنه لن يستطيع المضي قدما،وبدا في وجه سامي اليأس فأمسك الرجل بكتف سامي وهزه بقوة قائلاً:أنت لست سامي ابن القائد رعد؟لقد خزلتنا وخزلت أمك.......ألم تعلم أن أمك كانت في كل يوم تقول:سااامي سيعود كان لها أمل بأنك سوف تحرر هذه البلاد كلنا ظنناك مت إلا هيَ لم تقول ذلك.وتركه.،كان سامي صامت ويتردد في ذهنه قول الرجل:لقد خزلتنا وخزلت أمك...........أمك............أمك.ثم رجع إلى بيته.>يتبع<
|