لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-11, 01:03 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقال لها:
" صوت من كنت تتمنين سماعه؟".
فترددت قليلا قبل أن تجيب قائلة:
" من عادة تيد أن يتجول في مثل هذه الساعة".
فقال ستيف:
" هو الآخر أيضا؟ يبدو أننا جميعا مصابون بالأرق ....... وعلى كل حال فخير لك أن تلبسي شملة من نوع ما أذا كنت تنوين التجول في الليالي أثناء أقامتك مع دون وديانا.... وإلا كنت عرضة للزكام".
فقالت:
" أعذرني أذا كنت أزعجتك".
وتعمّد ستيف أثارتها فقال:
" لم تفعلي شيئا ألا لأزعاجي منذ جئت الى هنا ...... والآن هل تتشوقين للسفر غدا الى نيروبي؟".
" لماذا لا ؟ خصوصا أذا كان سفري يوفّر عليك الأنزعاج !".
" لكننا سنلتقي ثانية ..... وحينذاك أرجو أن تكوني أقلعت عن كرهك الشديد لي!".
" من قال أنني أكرهك ؟ أنا لا أكرهك على الأطلاق.......".
" بلى , كان كرهك لي واضحا من تصرفاتك نحوي".
" أذا كان الأمر كذلك فأنت الذي حرضتني........".
تأمّلها ستيف قليلا ثم لاحت على شفتيه أبتسامة وهو يقول لها:
" أهكذا تظنين؟ قد تكونين على حق , فيك شيء يحرّض أي أنسان على أثبات شخصيته , فأنت تسرفين في أستقلاليتك , ولو تعلمت أن تعتمدي قليلا على الآخرين لتلت الكثير مما تتوقين اليه".
قالت له سارة:
" فات أوان الأعتماد عليك مع الأسف!".
فأجابها بشيء من العطف:
" كلا , لم يفت الأوان.......".
ثم أضاف بعد قليل من الصمت:
" أود أن تعاهديني على شيء يا سارة".
فقالت له:
" ما هو ؟".
" أن لا تدعي دون يقف بينك وبين جيل .... كانت العلاقة بينكما طيبة الى ليلة الأحد...... ولا أظن أن دون يستحق الأهتمام بهذا المقدار".
" هل أخبرت جيل بذلك أيضا؟".
" لا فائدة من أن أخبر جيل بأي شيء الآن , فهي مفتونة به ولا أظنها تقبل سماع أي كلام ضده".
وأسند ستيف ذراعيه على ركبتيه وقال لها:
" أنا بحاجة الى مساعدتك يا سارة".
فلزمت سارة الصمت طويلا ثم قالت:
" أنت تريدني أن أحاول أقناع جيل بأن دون لا خير فيه , فأعامله بأزدراء...".
فقال لها ستيف:
" نعم , شيء كهذا".
" لماذا لا تقول له أنت أن يتركها وشأنها ؟ أو ........ وهذا أسهل...... لم لا ترسلها الى مومباسا حيث لا يمكنه الوصول اليها؟".
" لأن الطريقتين غير نافعتين , أريد جيل أن تقتنع هي بنفسها أن دون ليس كما هو في الظاهر وبذلك تبتعد عنه".
" ولكن لنفترض أنه مغرم بها حقا , وهي كذلك , فهل تظل غير راض عنه؟".
" نعم , لأن الفرق في السن بينهما كبير ,وهذا سبب مهم".
" أنا لا أرى لهذا الفرق علاقة بالأمر".
" كيف تقولين أن لا علاقة له بالأمر ؟ على كل حال , فهذا الموضوع ليس واردا , كفاك مراوغة يا سارة ! فأنت ليلة الأحد أدركت من هو دون على حقيقته وفي مقدورك أن تفتحي عيني جيل على هذه الحقيقة".
أجابته سارة في آخر الأمر:
" سأحاول جهدي , لا تلمني أذا أخفقت فجيل تشبهك كثيرا , أنها لا تتقبل مداخلتي في شؤونها!".
فلاح الغضب على وجه ستسف وقال:
" ما هذا الكلام ؟ آه تعرفين كم تساهلت معك في الأسابيع الأخيرة!".
فقالت له بعصبية ظاهرة:
" أن كنت على قدر من النضج يخولني القيام بما أوكلت الي , فبالأحرى أن أكون أيضا على قدر من النضج يجعلك تعتبرني بلغت سن الرشد.... كفاك معاملتي كأنني فتاة قاصرة!".
ومالت متجهة نحو الباب فصدمت قصبة رجلها بحافة المقعد وصرخت من الألم.
أسرع اليها ستيف وحملها بذراعيه الى أحد الكراسي , ثم ركع أمامها وأخذ يفرك مكان الوجع برفق وبعد حين مال الى الوراء وأخذ يتأملها بأبتسامة باهتة وقال:
" هل خفّ الألم".
وكانت تشعر بالألم واللذة معا حين رأته راكعا أمامها بوداعة ولطف , حتى أنها كادت تمد يدها وتضع أناملها على شفتيه.
وقالت:
" الأفضل أن أعود الى فراشي..... فغدا سيكون يوما متعبا ".
فقال ستيف:
" فكرة جيدة ... ولا تنسي ما دار بيننا الآن من حديث ".
فوعدته خيرا وتمنّت له ليلة سعيدة......

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 01:42 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 187962
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشا.م عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشا.م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

امتى حتكمل يا جميل
تسلم ايديك واتمنى انها تكمل عن قريب

 
 

 

عرض البوم صور رشا.م   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 03:24 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- حب في المزرعة






كانت مزرعة آل ميلسون تبعد عن نيروبي مسافة عشرة أميال وتقع على سفح تلال نكوك , وكان المنزل على الطراز الأسباني في البناء ويثير الأعجاب.
ومن كان كسارة معتادا على المنزل المتواضع الذي تقيم به في كامبالا لا بد أن يجد ذلك المنزل رائعا بأثاثه ورياشه الفاخر وأرضه المفروشة بالبلاط النفيس , وكان واضحا أن آل ميلسون لم يكونوا يعتمدونفقط على دخل مزرعتهم , وألا فكيف كان في وسعهم أن ينفقوا على رحلات النزهة والأستجمام كالتي قاموا بها الى كامبالا؟
وتعرفت سارة الى باري سيمور مدير أعمال دون , الذي أوكل اليه المزرعة طوال الأسبوع الأخير , فلاحظت في الحال كيف كان يتبع حركات جيل وسكناتها على غير أنتباه منها.
وكانت نيروبي تغص بالسياح , والشارع الرئيسي الواسع يضيق بالسيارات , وأشترت سارة بمشورة ديانا فساتين من الكتان للأستعمال اليومي , وفستانا رابعا طويلا ملونا بظلال من الأزرق له فتحة عنق مقوّرة وأكمام أعتبرتها ديانا ضرورية أذا ما خطر للجماعة أن يزوروا نادي الريف في أثناء وجودها بينهم , وكان لدى سارة فضلا عما أشترته عدة سراويل في حالة ممتازة , مما جعلها تمتنع عن أنفاق المزيد من المال على ثياب قد لا تحتاج اليها بعد رجوعها الى كامبالا.
منتديات ليلاس
وتمكنت سارة من عيادة كيماني في المستشفى , فوجدته مستسلما للبقاء هناك مرغما لمدة أسبوع أو أسبوعين , فالكسر في ساقه لم يكن من السهل تطبيبه , حتى أنه شك في تمكنه من العودة الى مارا في الغد المنظور ,وتركته سارة بعد أن وعدته وعدا قاطعا أنها ستعود مرة ثانية في المستشفى قبل رجوعها.
وكانت جيل هي التي أقترحت على سارة أن تغير زينة شعرها , وقالت أن له لونا غير عادي فحرام أن لا يعطى له الشكل اللائق به ما دامت الفرصة سانحة , فقبلت سارة هذا الأقتراح بالروح الودية التي قدمته جيل بها , ورافقتها الى المزين , وحين خرجت بعد ساعة كان لشعرها شكل جديد أحدث تغييرا في تكوين هيئة وجهها , مما أثار أعجاب دون حين رأها , وقال لها:
" هذا مثال على ما يمكن أن يفعله قليل من التجميل.... والآن صار علينا أن نهيء ليلة ساهرة".
فقالت له أخته:
"ما رأيك في سهرة بالنادي؟ زارته جيل مرة فشعرت أن جوّه ودّي للغاية , وبأمكانك أن ترافق جيل وسارة , فيما أنا أبقى هنا في نهاية الأسبوع لتصريف بعض الأعمال".
فسارعت سارة الى القول:
" لماذا لا نطلب من باري أن يكون رابعنا؟".
ففوجىء دون بهذا الأقتراح وصاح:
" باري؟".
قالت له ديانا :
" نعم , باري , ولماذا لا ؟".
ورمقته بنظرة ساخرة وأضافت :
" أنه يحمل عنك ثقل فتاتين!".
فقال دون :
" لا مانع عندي..... سأدعوه اليوم بعد الظهر , ألا أذا شاءت جيل أن تدعوه عني".
فأجابت جيل:
" هذا ليس من شأني.......".
وأرتجفت نبرة صوتها قليلا , ثم تابعت قائلة:
" سأستريح قليلا قبل الغداء...... كان الحر شديدا في السيارة ".
وساد الصمت بعد أن غادرت جيل الغرفة , وكانت ديانا أول من تفوهت بكلمة , فقالت:
" وأنا أيضا عندي ما أعمله".
وخرجت تاركة سارة ودون وحدهما .
فقال لها دون:
" لماذا باري؟".
فنظرت اليه سارة وجها الى وجه وقالت:
" ولماذا لا ؟ لا أحسب ألا أنه رجل حلو المعشر".
قال دون:
" أنه معجب بجيل".
وحين قالت سارة أن لها علما بالأمر أبتسم دون وفاجأها بالقول:
" يا لك من فتاة ماهرة في تقريب القلوب وجمع العشاق..... ما الذي حملك على الأعتقاد أن عملك هذا يغيّر شعور جيل نحوي؟".
فبادرته الى القول:
" من يدري؟ قد يميز الفرق بينك وبينه ... باري , على الأقل, لا يحاول أن يضحك عليها!".
فأجابها والأهتمام باد على وجهه:
" وهل أنا أضحك عليها ؟ يبدو لي أنك تراقبين الأمور عن كثب , أهذا هو كل ما توصلت الى معرفته؟".
فقالت له:
" لم أتوصل الى معرفة شيء عنك لا تعرفه أنت نفسك , فأنت تشجع جيل على الوقوع في غرامك لتشبع ذاتك المتعطشة الى العظمة , ثم تضجر منها حين تبدأ بأظهار عاطفتها نحوك".
" هل هذا رأيك أم رأيها؟".
" رأيي طبعا , جيل لم تحدثني عنك ولا مرة ...... ألا حين أخبرتني أنك كنت متزوجا ".
" أذن يجب أن تحصلي على الوقائع كما هي , جيل فتاة حسناء , وكم سرّني أن أكون برفقتها طيلة الأسابيع التي كان ستيف غائبا فيها عن نيروبي , على أنني لم أوفر لها أي سبب للظن بأنني قد آخذها على محمل الجد!".
v " ألم تغازلها؟".
" طبعا , وقد توقعت ذلك , بل طلبته ...... أسوة بفتاة أخرى يمكنني ذكر أسمها!".
فأحمرّ وجه سارة حياء وقالت:
" هنالك فرق بين حالي وحالها!".
قال دون بدهاء:
"هذا صحيح , فأنت كنت تستعملينني لأثارة غيرة ستيف , أتظنين أنني لم ألاحظ ذلك ؟ والآن لا أعلم أين بلغت علاقتكما قبل أن نذهب الى كامبالا ونكون سببا في قطعها , غير أنني أدركت منذ البداية عاطفتك نحوه , وكما أستعملتني , فكذلك أستعملتك , فحسبت أنني أذا أظهرت ميلا اليك , فقد تميل اليّ جيل , لكن المشكلة أنني وجدت نفسي أغرق شيئا فشيئا في حبك ... فأنت فتاة رائعة يا سارة!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 03:26 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أوقعها كلامه في حيرة , فلم تعرف أذا كانت تصدقه أم لا , على أنها شعرت أن كل ما قاله كان ينضج بالصدق وأنما رأي ستيف فيه هو الذي جعلها تغيّر رأيها الأصلي وتتخوّف مقاصده ونواياه.
فسألت دون:
" وماذا تفعل الآن؟".
أجابها:
" الأمر لك , أما رأيي أنا , فهو أن تستمري على ما أنت عليه ".
فنظرت اليه نظرة حائرة وقالت:
" هل تعني بذلك أن نتظاهر بالحب حتى تتركك جيل وشأنك؟".
" نعم , ولكن لن يكون هذا فيما يخصني تظاهرا , فأنا أريدك حقا , ولكن لا تقلقي , فأنا لن أستغل الفرصة لصالحي".
وأدركت أن هذا الحل يناقض ما طلبه ستيف منها , وهو أن لا تجعل دون يقف بينها وبين جيل , فقالت لدون:
" لا أريد أن أخاصم جيل".
" لا أظن أن ذلك سيحدث ..... جيل فتاة طيبة القلب , وهي لن تنقم عليك لأنني مغرم بك , قد ينجرح شعورها في البدء , ولكن ذلك لن يدوم طويلا , فهي كانت مستعدة للوقوع في غرام أحد ما حين وصلت الى هنا , وصادف أنني كنت هذا الواحد".
فنظرت اليه سارة متسائلة وقالت:
" هل أنت تحاول أن تقول لي شيئا؟".
" ما أريد أن أقوله لك هو أن عاطفتك نحو ستيف هي على الأرجح مثل عاطفة جيل نحوي , ويا ليتني أعرف كيف يعالج ستيف أمره معك , وعلى كل حال , أنت الآن بعيدة عنه , والفرصة سانحة لك للتغلب بسرعة على عاطفتك نحوه , خصوصا بعد أن أدركت كيف تطورت العلاقة بينه وبين ديانا".
وفكرت سارة أن دون يصدقها أذا أنكرت وجود أية علاقة حب بينها وبين ستيف , ولكن ذلك لا يغير شيئا في الوضع كما هو , فهو على حق في قوله أن في البعد جفاء , وقالت له:
" يخيل ألي أنك شجعت جيل على الوقوع في غرامك أكثر مما أعترفت أنك فعلت .... ولكن لا معنى لهذا الآن ..... هل ستخبر ديانا بما أتفقنا عليه؟".
فقال لها:
" ما الفائدة . فهي لا تهتم ألا بأمورها الخاصة , والأفضل أن يبقى أتفاقنا سرا بيننا".
ورأت سارة أن بقاءه سرا بينهما هو لصالح دون , وشعرت أنها ستندم يوما ما على قبولها بذلك , ولكنها لم تستطع أن تعرف لماذا.
وكان الأسبوع التالي مليئا بالسهرات والحفلات , ولما لم تكن سارة معتادة على حياة كهذه فقد وجدت نفسها مرهقة لكثرة ما قابلت من الناس وحضرت من مآدب وولائم , ولكنها في الوقت نفسه تمتعت بذلك كله لأنه صرف تفكيرها عن الأمور الأخرى , وسرّها أن ترى جيل تميل أكثر فأكثر الى باري كلما أدركت أنها لن تستطيع الفوز بدون , وكانت تخفي ألمها بأفتعال المرح والسرور , فلا ينكشف ألا حين لم يكن يراقبها أحد...... وكانت سارة تشفق عليها لأنها وقعت في غرام رجل رأت فيه مثال الرجولة الكاملة , فأذا به لا يعدو كونه تمثالا من طين.
أما فيما يتعلّق بها فأن دون تصرف بلياقة أدهشتها وأزعجتها في الوقت نفسه , لأنه كان تصرفا غير أعتيادي أقرّ بميل متزايد نحوها . كانا يذهبان معا الى كل مكان , مع جيل وباري أحيانا , ووحدهما أغلب الأحيان , فلم يحاول مرة واحدة أن يغازلها....
ومع أن سارة لم تكن تريد أن يغازلها , ألا أنها شعرت بحاجة الى معرفة شعوره نحوها , هل هو لا يزال يجدها جذابة وفاتنة وحلوة المعشر ؟ وأقرّت سارة لنفسها بخجل وحياء أنها لهذا السبب أشترت ثوبا جديدا , وأظهر الثوب مفاتنها , أذ كشف كتفيها وجعل خصرها نحيلا تحت نسيجه الحريري الناعم ولونه العنبري الغامق , وتمنت أن يراها ستيف وهي ترتديه , فلا يعود يعتبرها فتاة صغيرة كما تعوّد أن يفعل......
وأعتذرت ديانا , مرة أخرى عن الذهاب الى النادي في نهاية ذلك الأسبوع ,فأزدحم الأربعة في سيارة دون وساروا الى هناك , وكانت سارة قد ألتقت معظم أعضاء النادي وأعتادت على جوّه , حين أتجهت هذه المرة نحو مائدة الطعام يرافقها دون ويتبعهما باري وجيل , وكانت سارة تشعر أن ثوبها يحظى بأعجاب الرجال والنساء جميعا , مما بعث فيها الثقة بالنفس......
وحان وقت الرقص , فدعاها دون الى الحلبة ثم قال لها:
" هل أنت سعيدة؟".
" جدا , كلهم هنا لطافة وظرف".
" بمن فيهم أنا؟".
فنظرت اليه من تحت جفونها وقالت:
" طبعا".
قال لها دون:
" أذن حان لي أن أغيّر الصورة التي لك عني , فحين تقول فتاة لرجل وجها لوجه أنه لطيف ظريف , فهذا أمر خطير!".
سألته قائلة:
" هل أنا جميلة؟".
" أنت دائما جميلة , وأما الآن فأنت أكثر جمالا!".
" لماذا؟".
" لأنك أصبحت تدركين أمكاناتك , فتغيرت كثيرا في الأسبوعين الأخيرين يا سارة , ولا أريد أن أدّعي أن لي فضلا على هذا التغير".
فأبتسمت أبتسامة مثيرة وقالت:
" ليس هذا أدّعاء منك , بل هو الحقيقة , فلولاك ولولا ديانا , لكنت الآن في كامبالا........".
فقال لها دون:
" دعينا الآن نخرج الى الشرفة".
سارت الى جانبه من غير تردد وهي تشعر كأنها تسير على غيمة , كن الطقس باردا في الخارج , فأخذت ترتجف قليلا حين وقفا معا ينظران الى أضواء المدينة المنتشرة في الأرجاء , وجذبها دون نحوه , وضمّها بين ذراعيه وقال:
" لم أعد أطيق الصبر".
وأستولى على سارة شيء من البرودة والهدوء , على الرغم منها , فقد كانت تريد أن تقع في غرام دون كما وقعت في غرام ستيف , أي على نحو مثير وموجع حقا , ولكن ماذا تعرف عن الحب ؟ هل يكون كما خبرته حتى الآن , وهو أن تعجب برجل ثم تنعم برفقته ومغازلته , وفي آخر الأمر تسرف في حبه حتى الرغبة الجامحة في أمتلاكه؟ فأذا كان الأمر كذلك فما شعرت به نحو ستيف لم يكن حبا , بل شعور فتاة مرتهقة عادية , والدليل هو أنها تغلبت على شعورها هذا بسهولة وسرعة.
ولما طال شرود ذهنها صاح بها دون :
" ما هذا؟ هل تشعرين نحوي بخيبة أمل؟".
فأجابت مبتسمة:
" كلا , كيف يمكن لفتاة أن يخيب أملها فيك يا دون؟ فأنت الرجل الذي تحلم به كل فتاة!".
فرمقها بنظرة غير أعتيادية وقال:
" أتسخرين بي؟".
أجابته قائلة :
" كلا , وأنا أريد أن أسألك عما تهدف اليه يا دون؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 03:28 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت يده حارة على كتفيها وهو ينحني ليلامس شعرها , فقال:
" هو في الزواج بك يا سارة, ولكن ليس الآن , فأنا غير متأكد أنني صرت قادرا على الوثوق بأمرأة مرة ثانية , ولذلك فخير لنا أن نترك الأمور كما هي عليه الآن , حتى أشعار آخر , ألا توافقين؟".
فأجابت سارة:
" نعم , وأشكرك على صدقك , وفي ظني أن التأجيل في صالحنا معا".
" أذن , أتفقنا".
قالت سارة :
" والدي سيعود من أنكلترا بعد نحو أسبوع , وعلي أن أعود معه الى كامبالا".
فأجابها دون:
" سنتحدث عن ذلك في حينه , فكثير من الأمور تحدث في أسبوع , لا تنسي , أنك تغلبت على عاطفتك نحو ستيف في أقل من هذه المدة".
صمتت قليلا ثم أضافت:
" نعم , ولكن أريد أن تعرف أنه لم يكن بيني وبين ستيف أي حب ...... ألا من جهته هو ".
" ألم يغازلك مرة؟".
" نعم , ولكن.........".
" أذن لم يكن الأمر من جهته هو وحده ....... لا ألومه , فأنا لم أستطع أن أقاوم مغازلتك ".
وطوّقها دون بذراعه وقال:
" أنت ترتجفين من البرد , فهيا بنا الآن الى الداخل".
ودخلا الغرفة فأذا بهما وجها لوجه أمام رجل مديد القامة يرتدي سترة بيضاء , وعلى وجهه أمارات القساوة , وشعرت بدون الى جانبها يتصلب ثم يتراخى , وسمعت صوته يقول:
" يا لها من مفاجأة يا ستيف , لم نكن نتوقع مجيئك ألا بعد أسبوع ".
فقال ستيف بلهجة جافة:
" بروس مادن قرّر أعفائي من العمل , فهو يظن أن الطقس هناك يفيد صحته بعد الحادث الذي تعرض له".
" ومتى جئت؟".
فأجابت عنه ديانا قائلة:
" منذ نحو ساعة ...... ثم عزمنا أن نحضر السهرة هنا , فهذه أول فرصة تتاح لستيف ليرى شيئا من حياة المدينة بعد أسابيع من الأنقطاع.......".
فقال لها دون:
" كنت تعتبرين هذا المكان باردا كالقبر, فماذا غيّر رأيك بهذه السرعة؟".
أجابته قائلة:
" الناس هم الذين يصنعون المكان يا عزيزي".
ومالت نحو ستيف وتابعت قائلة:
" كنا نتساءل أين ذهبت أنت وسارة!".
فقالت سارة:
" خرجنا الى الشرفة للترويح عن النفس قليلا .....".
قال لها ستيف:
" بدون شملة على كتفيك المكشوفتين؟".
وألتفت الى دون قائلا:
" كان عليك أن تنبهها يا دون!".
فأجابه دون:
" الحق معك.... لم أفطن الى ذلك ألا منذ حين".
ونظر الى سارة وقال لها:
" ما رأيك بفنجان من الشاي الساخن يا عزيزتي؟".
فأجابته قائلة:
" فكرة جيدة , هيا نحتفي كلنا بمجيء ستيف الى العالم المتمدن!".
وأزدحموا هم الستة حول مائدة واحدة وأخذوا يتحدثون , وكان ستيف ينظر الى سارة نظرات لا تخلو من المعاني , فتضايقت من ذلك , وحين أقترح على الجميع النزول الى حلبة الرقص , رحبت بالفكرة وهي تعلم ما كان ينتظرها حين ينفرد بها وحده.
وقال لها ستيف وهو يراقصها:
" يا لك من فتاة عجيبة! أتتحولين من فرخ بطة الى أوزّة في أسبوع......؟".
فتمتمت سارة قائلة:
" هي عشرة أيام بالضبط".
وشعرت بأصابعه تغرز في ظهرها.
وقال لها ستيف:
" لا تبالغي في أستفزازي ...... وما أشعر به الآن يدفعني الى القيام نحوك بعمل عنيف!".
فأبتسمت ببراءة وقالت:
" وهل يروق لي ذلك؟".
وأدرك ستيف أنها تتحداه فقال غاضبا:
" كفى..... ربما تعلمت الكثير في أثناء أقامتك مع آل ميلسون , لكن هذا الثوب الذي ترتدينه لا يجعلك بمأمن من التأديب !".
فواصلت تحديها له غير مبالية بشيء قالت:
" لعل تأديبك لي الآن يكون مشهدا أستعراضيا رائعا في حلبة الرقص هذه........".

وتوقفت الموسيقى , فأمسكها ستيف من كتفيها بشدة ودفعها أمامه وسط بقية الراقصين بأتجاه البهو , ومن هناك الى الباب الذي دخلت منه مع دون منذ حين, وكانت الشرفة خالية , فأغلق ستيف الباب وراءه ونظر الى سارة وقال:
" الآن في وسعك أن تمزحي!".
وفكرت سارة , وهي تتذكر آخر مرة عاملها هكذا , أنها لم تكن يوما أقل ميلا الى المزاح منها اليوم...... لم تكن خائفة منه , ولكنها لم تستطع أن تحدد نوع الشعور الذي كان يختلج في صدرها تلك اللحظة , كا ما كانت تعرفه هو أن لا شيء تبدّل منذ رأته لآخر مرة , وأنه لا يزال ينظر اليها نظرته الى فتاة مراهقة يستطيع أن يستبد بها ساعة يحلو له.
وقالت له ببرودة:
" أنا لا أزال بغير شملة على كتفي!".
فنزع سترته وألقاها على كتفيها , ثم أجبرها على النظر اليه وقال:
" أخبريني .... ماذا بينك وبين دون؟".
" لماذا لا توجه اليه هذا السؤال؟".
" أريد أن أوجهه اليك أنت!".
" هل تصدقني أذا قلت لك أن لا شيء بيننا على الأطلاق؟".
" كيف لي ذلك؟".
" أذن لن أقول لك شيئا .... ولكن مهما يكن هذا الذي بيني وبين دون , فهو من شأننا نحن الأثنين.....".
" ليس عندما يكون للأمر صلة بجيل . هل يسرّك أن تريها كيف تنتزعين دون بسهولة منها؟".
" كلا , لا يسرني ذلك على الأطلاق... ولكن ماذا أقدر أن أفعل أذا كان دون يفضلني على أختك؟".
" تقدرين أن تفعلي شيئا مهما , وهو أن لا تشجعيه على التعلّق بك!".
" يمكنك أن تحكم على الظاهر , ولكنك بعيد كل البعد عن معرفة الحقيقة الخفية... فهل يخطر ببالك للحظة أنني ربما أكون مغرمة بدون!".
وساد الصمت طويلا قبل أن يجيب ستيف على كلامها هذا , وحين أجابها كان في صوته نبرة غير أعتيادية , قال:
" كلا , لا يمكن أن يخطر ذلك ببالي , وكذلك لا يخطر ببالي أنك أصبحت تعرفين ما هو الحب , أنت في الواقع تمرين مع دون بالتجربة ذاتها التي مررت بها معي !".
فحدقت اليه وصاحت:
" معك أنت؟".
فأبتسم أبتسامة جافة وأجاب:
" نعم , معي , فأنا أول رجل , عدا مستخدمي المركز , ألتقيته منذ مايزيد عن سنة , وقبل ذلك كنت بدأت تشعرين بالحاجة الى أكثر مما يمكن للمركز أن يوفّره لك .. وكم راقك أن تشاكسيني يا سارة , بل كم كان يروق لك أن تخسري الى حد ما في مشاكستك لي , وما ذلك ألا لأنني أمثّل لك الشيء الوحيد الذي تفتقرين اليه في علاقتك بوالدك وتيد , وهو الأثارة الحسية..... ولا غرابة في ذلك ولا عار , وأنما يجب أن لا تعتبري الأثارة والحب شيئا واحدا!".
منتديات ليلاس
وأدركت سارة أنها تقاوم الآن لأنقاذ كبريائها أو ما تبقى منها , فقالت:
" أنا لا أعتبرها كذلك ....... أنت تقول أنني مغرمة بدون لا لشيء ألا لأنه أمتداد لما أجده فيك... قد يكون هذا صحيحا , ألا أنني تغيّرت كثيرا في شعوري نحوك منذ ذلك الحين , فلدوم فضيلة ليست من فضائلك , وهي النزاهة , فهو لم يغازلني مرة رغم أرادتي!".
فبدرها ستيف الى القول حانقا:
" ولا أنا فعلت ذلك رغم أرادتك... بل أنت التي دفعتني اليه بتصرفاتك".
وأمسك ستيف يدها التي رفعتها دون عمد , وضمّها بين يديه وقال:
" هذا شيء بسيط لا يستحق كل هذا الأهتمام , كل ما أردته هو أن أجعلك تدركين أن مبادئي اللقية خاصة بي , سواء أعجبك ذلك أم لا".
وأفلتت منه وهي ترتجف , ثم قالت:
" شيء واحد أدركته تماما , وهو أنك أكثر تكبرا وعجرفة من أي أنسان عرفته في حياتي".
وصاحت في وجهه قائلة:
" دون يساوي ثلاثة رجال من أمثالك!".
فأنتفض غاضبا وقال:
" هل هو هكذا حقا؟ أذن , لا شيء لي أخسره!".
وأمسكها بيدين قاسيتين وضمّها الى صدره طوي , وحين أفلتها بادرته بالقول:
" أنني أكرهك!".
وصمت ستيف قبل أن يجيب قائلا:
" يوما من الأيام ستجبرينني على جرح شعورك كثيرا يا سارة , وعندئذ ستكون الخسارة عليك وعليّ معا... تحملت منك فوق طاقتي , وأذا كان دون هو الذي تريدينه , فبارك الله لك فيه".
وألتقط سترته التي كانت وقعت على الأرض وقال لها:
" لندخل!".
وكان الآخرون لا يزالون في صالون النادي , فرمقتهما ديانا بنظرة أستياء فيما لم يظهر من سواها أية بادرة.
وتمكنت سارة من قضاء السهرة بسلام , فرقصت مرة مع دون , ومرة أخرى مع باري , وتجنبت حتى تبادل النظرات مع ستيف , وكان ستيف أكتفى بتسجيل موقفه منها , وهذا كل ما كان يبالي به في ذلك الحين , وبذلت سارة هي الأخرى جهدا للتظاهر بأن الأمر لم يعد يعنيها , فكانت تمرح وتقهقه كأن لا شيء يقلقها على الأطلاق , على أنها حين آوت الى فراشها وأخذت تفكر في نفسها أقرت بأن ستيف كان على حق في شيء واحد , وهو أنا لم تكن تعرف ما هو الحب , وهي الآن بدأت تتعلمه بألم ما بعده ألم.....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
kay thorpe, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the man at kambala, عبير, في مجاهل الرغبة, كاي ثورب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية