لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-11, 10:10 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- إذا وقعت في الحب.......




وجدت سارة أن الحياة في كامبالا بوجود جيل وديانا ودون ميلسون تختلف عما كانت عليه من قبل , حتى تيد تحمّس إلى حد بعيد , فأصبح يعقد ربطة عنق وقت تناول طعام العشاء , بدل الظهور كالمعتاد بقمصانه الريحة المفتوحة الياقة , وسارة نفسها التي لم تذهب في هندامها العادي إلى أبعد من النظر بتردد مرة أو مرتين إ‘لى خزانة ثيابها , أقرّت لنفسها مكرهة بأنها تشتهي الثياب المرحة التي كانت جيل ترتديها كل مساء , وأدركت كذلك أن قليلا من الثياب نفسها لم تكن تقاس من حيث الجودة بثياب جيل.
وكان الجميع يذهبون كل يوم بسيارة واحدة تاركين تيد يهتم بأمر المركز , وكان ستيف ماهرا في العثور على الطرائد , فيشير إلى وجود ثعالب هناك إلى اليمين ,أو أسود هنالك إلى اليسار قبل أن يلاحظ وجودها أحد , وكانوا يقطعون الغابات والسهول , حتى أنهم غالبا ما إجتازوا مساحات من الأعشاب التي كادت لطولها تغطي السيارة , وفي ثاني يوم خرجوا فيه صرفوا ساعة كاملة في مراقبة قطيع كبير من الزرافات عند حافة الغابة , وكانت الزرافات تراقبهم هي الأخرى بعيون واسعة مستطلعة , إلى أن بدرت من ديانا حركة تنم عن نفاد صبرها , فولّت الزرافات هائمة على وجوهها من دون أنتظام.
منتديات ليلاس
وكان أجمل الأوقات بالنسبة إلى ديانا وقت الظهر الذي كانت تقضيه في اللودج , حيث يتاح لها أن تظهر محاسنها بطريقتها الخاصة بها , فهي بخلاف أخيها دون وجدت الحياة في البراري باعثة للضجر والملل, على الرغم من أنها تحمّلت وطأتها بسعة صدر مدهشة , وكانت سارة ترى وهي تعاينها في ثوب الأستحمام الجذاب , أنها تفرض الأعجاب الشديد رغم عيوبها , وكذلك كانت سارة على أستعداد لبذل الكثير في سبيل الحصول على ما كانت تتحلى به ديانا من ثقة أكيدة بالنفس , في ظروف أبعد ما تكون عن نمط حياتها العادي.
وخرج دون من البركة فأستلقى على العشب بجانب سارة وقال لها:
" أنا على غير ما يرام.. وإلا لماذا ينهكني التعب بعد الشوطين الأخيرين من السباحة؟ وأنت , هل تنوين النزول ثانية الى البركة؟".
" لا أظن أنني سأفعل".
وكانت عينا سارة تنظران الى ستيف وهو واقف في الطرف الأبعد إلى جانب ديانا , يضجك من نكتة قيلت بينهما , فرأت جسمه النحاسيّ اللون , المكتنز العضلات , الخالي من اللحم الزائد , وفجأة أنتقلت بنظرها الى دون وقالت له :
" حسبت أن جيل برفقتك".
فأجابها:
" كانت برفقتي إلى أن جاء ذلك الفرنسي وأنتزعها مني , وهما الآن ينحادثان وجها إلى وجه على الشرفة ويشربان القهوة ..... ولا أظن لإلا أن معرفتي باللغة الفرنسية لا تتعدى معرفتي بها يوم كنت على مقاعد الدراسة.... هل تحملين معك سكاير؟".
فضحكت سارة وقالت:
" هل أبدو كمن يحمل معه سكاير .... حتى لو كنت أدخن؟".
فتأمّلها بعين مدرّبة وقال:
" كلا , لا أظن ذلك , فما تلبسينه الآن لا يتسع لعلبة سكاير... ليتني في التاسعة عشرة الآن , حين تكون كل الحياة أمامي!".
فقالت له:
" وهل تعتقد أن الأشياء عندئذ تكون غير ما هي عليه الآن ؟".
" قد تكون وقد لا تكون , وفي كلا الخالتين لو ألتقيت واحدة مثلك لتضاعف حظي بالفوز بها..... يخيّل ألي أنك أذا وقعت في الحب فلن تخرجي منه رغم أي تأثير خارجي".
وتعمّد دون متابعة كلامه بخفة , فقال:
" هل تعتبرين سن الثلاثين متأخرة , فلا تصلح للبدء من جديد ؟".
" نادرا ما يكون الأمر كذلك!".
" كم يشجعني رأيك هذا".
ونهض دون ومدّ يده إليها ليجذبها الى جانبه وهو يقول:
" دعينا نبدّل ثيابنا ونتناول كأسا قبل أن نعود أدراجنا الى البيت".
وكانت الساعة جاوزت الرابعة بعد الظهر حين وصل الجميع إلى كامبالا , فذهبت ديانا الى غرفتها لتستحم وتبدّل ثيابها , وأما جيل فغرقت في كرسي على الشرفة وأخذت تتذمّر لأخيها عن حسن نية , فقال لها:
" أنت تتذمرين من الحياة هنا لأنني أنتزعتك أنتزاعا من صديقك الجديد الذي ألتقيته في اللودج ... كان يراودك عن نفسك وأنا أقترب منكما ... يا له من صيّاد نساء ماهر!".
فقهقهت ضاحكة وقالت:
" يبدو أن لغتك الفرنسية أفضل من لغتي ..... فأنا لم أفهم ربع الكلام الذي كان يكلمني به!".
" لست بحاجة إلى معرفة عميقة بالللغة لتفهمي ما كان يريد أن يعبّر لك عنه ....ومهما يكن , فهل من عادتك أن تفسحي في المجال دائما لكل راغب؟".
" لا , ليس دائما , وأنما حين أعرف أن حامي حماي على مقربة مني , وهو متأهب لأنقاذي مما هو أشد وأدهى من الموت , وعلى كل حال , فهنري عازم على مغادرة المكان غدا صباحا , هذا ما أستطعت أن أفهمه منه , ويبدو لي أن القادمين إلى هذه الأنحاء يستعجلون العودة .... ألا تظن ذلك؟".
فأبتسم وقال :
" هكذا يبدو.. وما عليك إلا أن تنتظري حظك من القادمين الجدد!".
فألتفتت جيل الى سارة وقالت لها:
" ما رأيك يا سارة؟ تعالي معي...... فأن نعمل معا أسلم عاقبة من أن أكون وحدي ومن يدري , فليس ما يمنع أن نصبح بقليل من الجهد ملكتي جمال الأدغال!".
فقال لها ستيف:
" سارة لا يهمها المراهقون!".
" وأنا كذلك لا يهمونني....... لا أحد يهمني تحت الثالثة والعشرين!".
وهنا قال لها دون :
" وإلى أي سن يهمونك فوق الثالثة والعشرين؟".
فرمقته جيل بنظرة عاجلة وقالت:
" لم أفكر في الأمر.... فهل من الضروري أن أفعل؟".
" نعم.... لتستقيم الحال!".
وصعد تيد على السلالم وأقبل للأنضمام اليهم ثم قال:
" كيف كان نهركم؟".
فأجابه ستيف:
" لا بأس به , هل حدث في غيابنا ما يستحق الذكر؟".
فقال تيد وهو يهم للدخول الى البيت ليجلب لنفسه كأسا:
" جرح ثور برّي أحد الحراس في ساقه , وفي أستطاعتنا أن نعالج الجرح هنا , وعدا ذلك , فكل شيء على ما يرام.... ثم أن مغاري أرسل يدعونا جميعا الى السهرة الليلة".
فسارعت سارة الى القول :
" لأية مناسبة!".
" لم يقل , ولكن ليس من الضرورة أن يكون عندهم سبب خاص لأحياء سهرة ...... أنت تعرفين ذلك.... وقد يكون أن مغاري يريد تكريم ضيوفنا ........ وسنرى حين نصل الى هناك!".
وظهر الأهتمام على ملامح جيل ودون , قال دون لستيف :
" ليتنا نشاهد رقصة قبائلية ..... هل تظن أنهم يسمحون لنا بتصوير بعض المشاهد؟".
فأجابه ستيف:
" علينا أن نستأذنهم أولا ... فسهرات كهذه شأن خاص جدا , وأنه لشرف عظيم أن ندعى الى هذه السهرة".
وألتفت الى سارة وتابع كلامه قائلا لها:
" أنت تعرفين مغاري أكثر مني.... فكيف تكون في نظرك ردة فعله على التصوير؟".
فأجابته قائلة:
" هذا يتوقف على المناسبة التي بها يحتفلون.........".
ثم قالت بعد صمت:
" أنا لم أكن أعرف أنك ألتقيت مغاري!".
" قمت بزيارته منذ نحو أسبوع لأعرّفه بنفسي , فأستقبلني بترحاب , كان حريصا على الأطمئنان عنك , مما يدل على أنك نلت حظوة عنده .....".
فأبتسمت قليلا وقالت:
" أنه رجل مرهف الذوق , ويقدّر والدي كل التقدير..... وحفلة الليلة ليست أول حفلة أحضرها هناك مع أنها قد تكون الأخيرة.... فكيماني أخبرني أن القبيلة سترحل عما قريب".
" كيماني على حق , فهم مضطرون أن يأخذوا المواشي بعيدا كل يوم للعثور على مرعى جيد".
قال ستيف ذلك وأضاف:
" علي أن أتم بعض المهام قبل أن أنهي عملي هذا النهار".
ثم نزل درجات السلم وسار بقامته النحيلة وقميصه الرياضي وسرواله تحت الشمس المائلة الى المغيب.
وقطع دون الصمت الذي أعقب ذهاب ستيف بقوله:
" متى يجب أن نذهب الى هذه السهرة ؟".
" ربما عند الساعة التاسعة بعدما نكون تناولنا طعام العشاء ..... إلا أذا أردت أن تتعشى دم البقر وحليبه!".
فظهر الأشمئزاز على وجه جيل وقالت:
" أرجو أن يكون كلامك مزاحا".
" لا أمزح , قبيلة مازاي عادة لا يأكلون اللحم..... وما يأكلونه لا بأس به على الأطلاق".
" هل ذقته؟".
" مرة فقط , حين نزلت القبيلة بهذا المكان , وكان ذلك من قبيل اللياقة , كما قال والدي ".
" وهل يتوقعون منا أن نذوقه نحن أيضا.... في سبيل اللياقة!".
فأجابتها سارة قائلة:
" أذا قدّموا لك شيئا منه , فمن قلة التهذيب أن ترفضيه!".
فقالت جيل:
" أذن , لن أذهب الى الحفلة!".
وقال دون:
" أنها تمازحك , فلا تصدقي كلامها".
فألتفتت جيل الى سارة وسألتها قائلة:
" هل أنت تمزحين حقا؟".
أجابتها سارة:
" قليلا...... مغاري يعرف أن الأوروبيين لا يستسيغون نوع الطعام الذي يأكله أفراد قبيلته , ولذلك فلا داع للقلق الشديد , وكل ما عليك أن تفعليه هو أن تجلسي هناك وتشاهدي الرقص وتظهري أنك تتمتعين بمشاهدته جدا.......".
وبعد توقف أضافت قائلة:
" من منكم يخبر ديانا أن ترتدي سروالا , لأننا سنقعد هناك على الحصيرة على الأرض , والمكان لا بد أن يكون مليئا بالنمل ...".
فنهضت جيل وهي تقول:
" أنا ذاهبة لأخبرها , فهي عادة لا تغير ثيابها بعد العشاء!".
وكان تيد واقفا في الباب يتسمّع وعلى وجهه أبتسامة عريضة , فحاد عن الطريق ليدع جيل تمر , ثم جلس في الكرسي الذي تركته فارغا , كأنما كان من الصعب عليه أن يخطو بضعة خطوات للجلوس في كرسي آخر.
وقال تيد:
" على ذكر النمل , هل أخبركم عن تلك المرة التي نصبنا فيها خيامنا قبالة طريق مرات مرت فيها فرقة من نمل العسكر؟".
ولم ينتظر الجواب , بل تابع قائلا:
" في الثانية صباحا بدأ النمل يقبل نحونا , وحوالي الخامسة أقترب قبل أن يمر بنا , ومثل المد الأسود أجتاح خيمة بعد أخرى , وأنا مضطجع هناك على فراشي أراقبه راجيا أن لا تفكر واحدة منه أن تتسلق ساقي!".
فقال دون:
" كنت أحسب أن نمل العسكر يأكل كل شيء في طريقه , من ذلك ما قرأت في قصة أن النمل جرد رجلا نائما من لحمه وتركه هيكلا عظميا".
فأجابه تيد:
" لا بد أنه كان مقيدا أو غائبا عن الوعي , فأنت لا تستلقي مستسلما للنمل وهو يزحف عليك , والمهرب الوحيد هو أن تخلع ثيابك وتسرع الى النهر , ولكن حذار الكركدن والتمساح!".
وقالت له سارة:
" يستحيل علي أن أدرك كيف تخرج من كل تلك المخاطر سالما ,فهلا أخبرت دون عن صراعك مع الأسد؟".
فابتسم تيد وقال:
" أحتفظ برواية هذه الحادثة للمراهقين القادمين لتوهم من المدينة ......".
ورمته سارة بمخدة فوضعها خلف رأسه وقال لها:
" نسيت أن أخبرك أن في غرفتك رسالة من والدك".
فقفزت سارة واقفة والأبتسامة تعلو شفتيها وهرعت نحو الغرفة وهي تقول:
" لم أتوقع أن أتلقى رسالة منه بمثل هذه السرعة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 10:11 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت الرسالة من بنستون حيث كان والدها ينزل ضيفا على صديقين قديمين ذكرهما لها في رسالة سابقة , وفي هذه الرسالة تكلم بحماسة عن أنه وجد كل شيء في المدينة على حاله...... الكنيسة والأكواخ التي على شاطىء النهر , بل حتى الأوز لا يزال هناك , لا شيء على الأطلاق تغيّر , وكرر ديف ذلك مرارا كأنما لم يكن يصدق نفسه , وكان الصديقان اللذان أقام عندهما أخا وأختا من مجايليه هناك في بنستون, ولم تكن سارة تذكرهما , لأنها كانت حديثة السن حين كانت تلتقيهما , وكانت مولي أرملة آنذاك مات زوجها لست سنوات خات , فعادت الى البيت لتعتني بأمر أخيها لذي كان مزارعا , وأثنى دايف على مولي في رسالته تلك الى سارة , فقال أنها دائما متفانية في سبيل الآخرين .... ولذلك فهي تستحق من الحياة أكثر مما نالت حتى الآن , ثم قال : ( ستحبينها يا سارة).
وكرّرت سارة قراءة هذا الكلام والعبوس يعلو جبينها , وتذكرت أن تيد قال لها مرارا أنه كان على دايف أن يتزوج مرة ثانية , فهل يمكن أنه يتبيّن دونها حاجته هذه إلى الزواج؟ كانت هي ودايف سعيدين معا في السنوات الثلاث الأخيرة , ألا أن الأبنة غير الزوجة كرفيقة , وماذا عن الطريقة التي يتحدث بها في رسالته هذه عن أمرأة عرفها منذ الصبا؟ فأذا تزوج مرة أخرى , فماذا عساها هي أن تفعل في حياتها ووالدها لا يبقى محتاجا إليها؟ وشعرت سارة بكآبة شديدة حين خطرت ببالها هذه الفكرة.
وكانت السهرة في أوجهها عندما وصل الجميع الى مساكن القبيلة , فأستقبلهم مغاري أستقبالا حارا وأجلسهم على الحصر بجواره وجوار شيوخ القرية , وكانت سارة على يمينه وستيف على شماله , وأستمر الرقص من دون أنقطاع , فما أن يتعب فريق حتى يستبدل بفريق آخر من الرجال والنساء , وكانتحيوية الراقصين والراقصات مدهشة حقا , وكانوا ينحنون بين الفينة والفينة ويلتقطون حفنة من التراب ويدعونها تتسرب من بين أصابعهم الى الأرض في حركة تشبه الغربلة.
وألتفت دون الى سارة وسألها بصوت خافت:
" ما معنى هذه الرقصة ؟ وإلى متى تطول؟".
فأجابته سارة بصوت خافت أيضا:
"يطلبون الخصب للأرض ومرعى لمواشيهم في الموسم المقبل , وقد يطول الرقص ولكننا لسنا مضطرين للبقاء الى النهاية , كل ما أردناه من مجيئنا هذه الليلة هو تلبية الدعوة عملا بأصول اللياقة".
فقال لها دون:
" أذن علي أن أسارع الى أخذ بعض الصور...... فهل لك أن تستأذني عني شيخ القبيلة؟".
وترددت سارة قليلا قبل الألتفات الى مغاري لأستئذانه , وحين فعلت تردد مغاري هو الآخر في الجواب , حتى أن سارة أيقنت أنه سيرفض طلبها , غير أنه أجاب بالأيجاب آخر الأمر بعد أن أستشار الذين حوله من زعماء القبيلة.
وكان دون قد أعد الكاميرا للتصوير ليلا , فبدأ في الحال يطوف حول الراقصين ويصورهم على ضوء النار المشتعلة , وبعد بضع دقائق عاد الى مكانه مسرورا فرحا , ولم ينس أن يقدم الشكر لمغاري.
ثم قام الضيوف مودعين فشيّعهم مغاري الى المدخل , وحين هموا بركوب السيارة جلست ديانا بقرب ستيف في المقعد الأمامي فيما الآخرون تكوّموا , بعضهم فوق بعض , في المقعد الخلفي , وحاولت سارة أن لا تنتبه الى ما يجري بين ستيف وديانا , ولا أن تصغي الى ما يتحدثان به.
وكانت سارة آخر من نزل من السيارة عند وصولها الى المركز , وهناك تأخرت عن قصد في دخول البيت الى ما بعد دخول جيل وتيد , ثم أعلنت أنها ستتفقد كيكي قبل أن تأوي الى فراشها , وحرصت على أن يراها ستيف وسمعها وهي تطلب من دون مرافقتها وتقول:
" قد أحتاج الى حماية!".
فقال لها دون مبتسما:
" هذه هي المرة الأولى التي أدعى فيها لألعب دورا كهذا ". ومشى مع سارة نحو الزريبة مبتهجا راضيا , ثم سألها قائلا:
" لماذا تضعين القرد في قفص؟".
فأجابته قائلة:
" لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنعه من دخول البيت طيلة أقامة أختك ديانا هنا".
وأفلتت ذراعه بعد أن أبتعدا عن الشرفة , ثم أكملت كلامها بالقول:
" هذا مع العلم أن القرد لا يحب أن يغلق عليه".
فقال دون :
" لن تطول أقامتنا هنا , وديانا لا تستطيع أن تغير موقفها من القرود".
فقالت سارة:
" أعرف ذلك... وكيكي لن يتأذى من بقائه في القفص لبضعة أيام , وما قلته بخصوص ديانا لم يكن إلا من قبيل الخبث .... وأنا أعتذر".
فضحك دون وقال:
" ما أصرحك وأبعدك عن النفاق يا سارة مكدونالد....... أنا لم ألتق من قبل شبيها بك".
فنظرت اليه بطرف عينيها وقالت:
" هذا ما سمعته من أحدهم يوما ليس ببعيد".
" أحدهم؟".
" نعم , فتى طيب القلب ....... دعاني لزيارته في الولايات المتحدة الأميركية ".
" وهل ستلبين الدعوة؟".
" قد أفعل يوما من الأيام , ويوما من الأيام قد أفعل كثيرا من الأمور..... ففي رأي بعض الناس أنني خسرت الكثير بأقامتي في هذه الأدغال طيلة السنوات الثلاث الأخيرة.... فهل تظن يا دون أنني فتاة متخلفة؟".
" أنا أظن أنك ساحرة تمنين بالآمال الخادعة ".
قال ذلك وأمسكها بكتفيها وأدارها نحوه وهو يبتسم في وجهها عبر الظلام , ثم تابع كلامه قائلا:
" في وسع القرد أن ينتظر دقيقة أو دقيقتين.... ألا توافقين؟".
فقالت له سارة:
" نعم , أذا أقتضى الأمر".
ثم تابعت بعد تردد:
" أفضل أن لا تفعل شيئا يا دون ....... فأنا لا أشعر بميل الى المغازلة الآن.... ولا أقول ذلك عن حياء أو خجل ,بل لأنني......".
فقاطعها دون قائلا:
" بل لأنك غير متأكدة من حبك لي الى حد المغازلة ... لا بأس , لن أصر على ذلك , يبقى أن أنبّهك الى شيء , وهو أنه يجب أن لا تبدأي بالمداعبة أذا كنت لا تريدين أن تكملي الطريق الى النهاية ..... فقد لا تجدينني في المرة التالية في مزاج سلبي كما أنا الآن !".
فوعدته سارة بأنها ستفعل بنصيحته , ثم أمتدحته لطيبة قلبه ولياقته وهما يسيران نحو الزريبة , وبعد أن قاما بواجبهما نحو كيكي قفلا عائدين الى البيت.
وكان ستيف ينتظرهما في أعلى درجات السلم المؤدي الى الشرفة , فوجه سؤاله الى سارة قائلا:
" هل كل شيء على ما يرام؟".
فحدّقت اليه بحدة وقالت:
" نعم..... ولم يكن من واجبك أن تنتظر رجوعنا".
فأجابها:
الحق معك , وعلي الآن أن أكتب تقريرا قبل النوم ..... أرجو لكما ليلة هانئة".
وكانت يل لا تزال نائمة حين نهضت سارة من فراشها في السادسة صباحا , وما أن خرجت من الغرفة حتى وجدت ستيف منحنيا على حديد الشرفة , فحياها تحية الصباح وسألها أذا كانت جيل أستيقظت من نومها , فأجابته بالنفي وقالت له انها ذاهبة الى أعلى المنحدر , قال لها:
" أعرف ذلك..... فأنت تقضين كثيرا من وقتك هناك".
فأجابته:
" هذا صحيح".
بادرها بالقول:
" هل تمانعين أذا رافقتك؟".
فأجابت من دون أن تلتفت اليه لئلا يبوح له وجهها بأكثر مما تريد أن تبوح به:
" لا أظن أنني أقدر أن أمنعك.......".
ثم ندمت على خشونة جوابها , فأستدكت قائلة:
" في الواقع أنا لا أمانع , بل يسرني أن ترافقني".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-07-11, 10:12 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت سارة تشعر بقامته المديدة وهو يسير بجانبها في الطريق الى سفح المنحدر , وسرّها أنه لم يمد يده لمساعدتها على التسلق كما فعل ترافس من قبل , كان وراءها تماما حين وصلا الى المكان المعهود , فألقى نظرة على الأرجاء البعيدة وهو يتناول علبة السكاير , قالت له سارة:
" أنت تكثر من التدخين".
فرمقها بنظرة وقال:
" هكذا تقول لي جيل , فهل تهمك صحتي؟".
أجابته قائلة:
نعم , أذا كان أهتمامي في محله".
ثم أشارت بيدها الى المسافات الشاسعة المحيطة بهما وقالت:
" ما رأيك؟".
فأجاب قائلا:
" يا له من مطل رائع .... لا عجب أنك تحبين المجيء الى هنا , خصوصا في مثل هذا الوقت من النهار".
وتوقف قليلا , ثم تابع كلامه قائلا:
" ستفتقدين هذا كله عندما تغادرين هذه الأنحاء يوما ما , ألا تظنين ذلك؟".
" نعم , سأفتقده".
" هذه حال الدنيا , ففي يوم من الأيام لا بد أن تلتقي أحدا تتزوجينه ولا يكون بالضرورة راغبا في الأقامة هنا".
" لماذا يطلب دائما من المرأة أن تضحي؟".
" لأن الرجل هو المعيل , وهو لذلك له الحق في أن يختار أين تعيش ويرتزق".
" حتى لو كانت زوجته غير سعيدة في المكان الذي يختاره؟".
" أذا كانت تحبه كفاية فلا فرق عندها , فالمرأة يجب أن تكون على أستعداد لأن تتبع زوجها الى أقاصي الأرض عند الأقتضاء".
وهنا تساءلت سارة أذا كان يفكر بديانا, أيكون أنها أفهمته بصراحة أن الأقامة لبضعة أيام في الأدغال هي كل م تستطيع أن تتحمله من الحياة؟ ولعل فكرة شراء المزرعة القريبة من مزرعتها لم تكن إلا من قبيل التسوية كوسيلة للحصول على المرأة التي يريدها , مع الأحتفاظ بشيء من الأستقلال في طريقة الحياة , على أن سارة لم تكن تعتقد أن ستيف من الناس الذين يقبلون بالتسوية مهما تكن الظروف , ولكن قد يكون أعتقادها هذا نابعا من عدم رغبتها في أن تراه يتصرف غير ذلك التصرف.
وساد الصمت بينهما لبضع دقائق , وأكمل ستيف تدخين سيكارته وأطفأ ما تبقى منها , ثم أستند الى الصخرة وقال لسارة:
" أظن أنك سمعت بما يشاع عن زوجة دون".
فقالت له:
" نعم , سمعت أنه كان متزوجا".
" هل تميلين اليه؟".
" هو رجل جذاب... ولي من الخبرة ما يكفي لمعرفة ذلك على الأقل".
"لن أجادلك في هذا الأمر , ولكن لو كنت مكانك لما أكترثت بأي شيء يقوله لي.... هو لا بأس به , سوى أنه لا يأبه بالشعور المرهف".
" تريد أن تقول أنه غير موثوق به , فهل تعرفه كل هذه المعرفة؟".
" أعرفه أكثر منك على كل حال.... وأنا أحاول أن أكون لبقا في التحدث اليك عن هذا الموضوع , فلا تتسرعي بأبداء آرائك قبل أن أنهي كلامي ... دون يلقي اللوم كله على زوجته لفشل زواجهما , ومع أنه قد لا يكون مقتنعا كل الأقتناع بأتهامه هذا , إلا أنه مصمم على أشراك كل أمرأة أخرى في اللوم...... وأنا لا أريد أن يصيبك أي أذى".
فرفعت رأسها وقالت:
" لن يصيبني أذى من أي مخلوق .... وقد تستغرب قولي لك أن مغازلة شخص لا تعني لي شيئا".
فقال بحدة:
" أذن , فقد غازلك!".
فعضّت سارة على شفتها , ولكن كبرياءها أبى عليها أن تتراجع , فقالت:
" لماذا لا ؟ فأنت غازلتني أيضا".
فكظم ستيف غيظه وقال:
" لم أنس ذلك , ولكن هناك فرقا بين نيتي ونيته".
أجابته قائلة:
" لا حاجة بك أن تخبرني بذلك .... هناك فرق شاسع بينك وبين دون , ولو أنت عرفت السبب الحقيقي لترك زوجته له , لوفرت عليك توزيع الشكوك هنا وهناك!".
فحدّق اليها والتصلب باد على قسمات وجهه , وقال:
" هيا , أخبريني!".
فقالت له:
" ليس لي أنا أن أخبرك ... اسأل من هو أقرب اليه مني!".
" تعنين ديانا؟ وهل تظنين أن لها علاقة بما حدث لدون وزوجته؟".
فنهضت سارة فجأة بعدما رأت أن الحديث عن هذا الموضوع تجاوز حده , وقالت:
" أنا نازلة من هنا".
فقال لها بلهجة التحدي:
" لا أسمح لك بالنزول الى أن تخبريني بقصدك من وراء هذا التصرف كله , فأنا لم أعرف في حياتي أحدا يشاكس مثلك حبا بالمشاكسة , ولعله من حسن الطالع أن أقامة دون وأخته هنا لن تطول أكثر من بضعة أيام أخرى , فمن شيمك أن تعمدي الى تشجيع دون على التعلق بك لمجرد رغبتك في الأقتصاص مني!".
فقالت له وقد نجحت في كظم غيظها :
" لا تمدح نفسك , أن كنت أشجع دون فلأنني لأول مرة أجد من يعزو أليّ بعض الذكاء .... فأنت منذ وصلت الى كامبالا أخذت تتصرف كأن لا أحد سواك يعرف شيئا عن مهام وظيفتك , بمن فيهم والدي , ومنذ اليوم الأول لوصولك بدأت تلقي ثقلك هنا وهناك , ولم تتوقف عن ذلك بعد , حتى أنك عمدت الى تدمير هذا المكان لأجلي".
وبعد صمت قصير قال لها ستيف:
" دعينا نتصارح بصدق , أنا لا أعرف والدك شخصيا , ولكن من يسافر الى أنكلترا ويترك أبنته وحدها في مكان ناء كهذا لا يبرهن في نظري عن أي شعور بالمسؤولية".
فسارعت سارة الى القول:
" لم يتركني وحدي , فهنا تيد وكيماني".
" صحيح , ولكن لا أحد منهما على ما يبدو في وضع يمكنه من فرض أية رقابة على تحركاتك".
" كلامك هذا يخالف ما قلته لتيد يوم أنكسر معي محور دواليب السيارة".
" نعم , لم أقل ذلك لتيد , لأنني في تلك الساعة كنت مستعدا أن أنقض على أي كان من دون تردد........ أنا أرسلت الى هنا للقيام بمهمة معينة , لا لأتوقى تربية أولاد الآخرين , فلو كنت متعقلة منذ البدء لجرى كل شيء بينا على ما يرام... والآن أريد أن أعرف متى تدركين الفرق بين الفضول وحسن السلوك".
وهنا تساءلت سارة بينها وبين نفسها ما دخل حسن السلوك في هذا الصدد , ثم قالت لستيف:
" هل أنت متأكد أنك تعرف الفرق؟ قد يكون من الخير لي أن أقع في غرام دون , وأن لم يعلمني غير ذلك الدرس الذي تعتقد على ما يبدو أنني أحتاج اليه , ومن جهة ثانية فقد أكون في آخر الأمر تلك الفتاة التي يحتاج هو اليها!".
" هذا لا شك فيه , فبعض الرجال يسرهم أن يعلموا الصغار البريئين حقائق الحياة ! ولكن مع الأسف لن يكون لدون الوقت الكافي لذلك , وأذا أضطررت فسأتحدث اليه عن هذا الأمر بنفسي".
فأحمر خدّاها من الغضب وقالت:
" لا يحق لك أن تفعل , فهذا الأمر لا علاقة له بوظيفتك في المركز هنا , وعلى كل حال , ماذا يجعلك تعتقد أن دون يبالي بما تقوله له؟".
" أذا لم يبال فسيعود الى حيث أتى في مدة أقصر مما يتوقع , والخيار خيارك , فأما أن تثنيه أنت من محاولة أكتسابك , وأما أن أفعل ذلك بنفسي......".
وهنا تشعّب الموضوع كثيرا في نظر سارة , ولم يكن الوقت وقت جدل في ذلك , فلا شك أن لستيف كل القدرة على أن يفعل ما يقول , غير أنه لو فعل لحمل دون على الأعتقاد أنها أخذت ما جرى بينهما بكثير من الجد حتى طلب مشورة ستيف.
فقالت ردا على كلامه:
" هذا ليس خيارا , بل أنذارا!".
فأجابها بنبرة لامبالية:
" أفهميه كما تشائين".
تزايد غضبها ولكنها حاولت كبته وهي تقول له:
" دع دون جانبا في العلاقة بيني وبينك , وأنا لن أسمح له بأن يقترب أليّ بعد ايوم.... والآن هل لي أن أعود الى البيت؟".
فأجابها قائلا:
" با نعود معا".
وكان نجورجي يرتب مائدة الطعام على الشرفة حين وصلا الى البيت , فحيّاهما وهو يقوم بعمله , وغاب ستيف في مؤخرة الشرفة , فيما جلست سارة في كرسيها تتمنى فجأة لو أنها رافقت والدها الى أنكلترا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 01:32 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي


بسم الله ماشاءالله عليكى ربنا يحميكى
أنت بجد يـــــا
نيو فراولةجوهرة ليلاس أيه الأبداع ده كله بصراحة أنت أثريتى المنتدى بأهم الرويات وثروة من الروايات القديمة بأرك الله فيكى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 01:01 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6 -الألم واللذة معا





كانت نهاية الأسبوع هادئة : فبعد يومين من التجول المضني في اللاندروفر قنع دون وديانا وجيل بقضاء الوقت على الشرفة وحول البيت في حالة أستجمام , وما عدا جولة قصيرة يوم الأحد صباحا , لزم ستيف مقر المركز أيضا , كأنما أراد أن يوحي لسارة بالأنزعاج وقررت أن لا سبيل ألى راحة البال ألا برحيل دون وديانا ميلسون.
وهبّت عاصفة مساء الأحد أستمرت الى ما بعد أن تناولوا طعام العشاء , ثم أعقبها نسيم بارد حال دون جلوسهم على الشرفة لتناول القهوة , فتفرقوا هنا وهناك في غرفة الجلوس.
وجلست سارة على السجادة بقرب كرسي تيد , وأسندت ظهرها الى جانب الكرسي وهي تحاول أن لا تلاحظ كم كانت ديانا ملتصقة بستيف في جلوسها قربه على المقعد المزدوج , وكيف كانت أنامل يدها اليسرى تلامس ذراعه بغنج وهي تنحني لتضع بيدها اليمنى فنجان القهوة على الطاولة القريبة من ركبته , وفكرت سارة أن كل شيء تفعله ديانا كان مدروسا ومتعمدا.
منتديات ليلاس
وبدا القلق على جيل بعد أن مرت العاصفة , فأخذت تتنقل من نافذة الى أخرى , وعندما نفد صبرها , وضعت أسطوانة في الفونوغراف ووقفت تتسمع قبل أن تلتفت الى دون بإبتسامة مفاجئة لتقول:
" تعال نرقص , سأجن أذا طال قعودي على هذه الحال!".
فابتسم دون ردا على إبتسامتها , ثم نهض ليلبي طلبها , فسار بها الى وسط الغرفة بقامته المديدة ومظهره الوسيم , وكانت جيل الى جانبه تشع حيوية وفتونا , وهي التي لم تعرف دون معرفة خارجية أكثر من ثلاثة أسابيع.
وحين رأتهما سارة عادت بالذاكرة الى أول ليلة بعد وصول جيل برفقة دون وديانا الى المركز , ففي تلك الليلة قال لها دون أن جيل لا تطيق حياة الهدوء في المركز , وتبيّن لها الآن أنه كان على حق , رمقت ستيف بنظرة خاطفة , فأذا هو أيضا يراقب جيل ودون , من غير أن تبدو على وجهه امارات القلق , مما يدل على أنه لم يكن يرى أي خطر على جيل من معاشرة دون , ولعل ذلك مردّه الى ثقته بحسن تقديرها للأمور , وتساءلت سارة كيف سيعالج ستيف هذا الوضع المستجد , هل سيعامل جيل بشأن علاقتها مع دون كما عاملها هي في صباح يوم أمس؟
وتوقفت الموسيقى فأبتعدت جيل عن دون لتذهب وتضع أسطوانة أخرى , فأسرع دون نحو سارة وأنهضها من مكانها , غير مبال بأحتجاجها , وقادها الى وسط الغرفة وأخذ يراقصها وعيون الجميع شاخصة اليهما , وكم سرّها أن يطرأ عطل على الأسطوانة لتعود فتجلس مكانها , فقالت لها ديانا:
" لا بأس برقصتك كناشئة , وبقليل من التمرين تصبحين راقصة بارعة , ومن الأسف أن تكوني بعيدة جدا عن أي نوع من اللهو والتسلية هنا . ليتك تأيين وتقيمين معنا بعض الوقت فنريك كيف يعيش بقية الناس في هذا العالم".
وخطرت ببالها فكرة فتوقفت عن الكلام , ثم تابعت قائلة لها:
" بل لماذا لا تأتين معنا حين نعود يوم الثلاثاء المقبل ؟ فوالدك سينتهي من عمله هنا ويعود هو الآخر بعد ثلاثة أسابيع , أليس هذا صحيحا؟".
أجابتها سارة بالأيجاب , فقالت ديانا:
" وهكذا تكونين في نيروبي لملاقاته في المطار , والى أن يحين الوقت تصرفين وقتا ممتعا , وأنا متأكدة أن جيل ترحب برفيقة مثلك في البيت لمدة أسبوع أو أسبوعين , الى أن يعود ستيف لأكمال عطلته".
فساد الصمت قليلا , وأحمر وجه جيل , أما ستيف فأنتصب في جلسته وحدّق الى أخته قائلا:
" جيل؟".
فتطلعت ديانا من واحد الى آخر وقالت لجيل:
" ألم تخبري ستيف بعد؟".
فسألها ستيف بصوت حاد النبرة:
" تخبرني ماذا؟".
وألتفت الى جيل قائلا لها:
" كنت أحسب أنك ستبقين هنا أسبوعا أو أسبوعين آخريت يا جيل!".
فأجابته بتردد:
" هكذا كنت أنوي ....ولكنني لم أكن أدرك كم هي الحياة مضجرة مملّة هنا ... سارة أعتادت عليها , وأما أنا فأفقد صوابي أذا أضطررت لقضاء كل نهار وكل ليلة على وتيرة واحدة , يؤسفني ذلك يا ستيف ...... فأنت تعرف كم أحب أن أكون معك".
فأجابها ستيف قائلا:
" ولكن ليس على حساب متعتك الخاصة! على كل حل , لك ما تشائين , أنني أتفهم موقفك ....... كان عليّ أن أفطن الى ذلك من قبل".
ثم نظر الى سارة قائلا:
" وأنت , ما رأيك؟".
ولم تعرف سارة ماذا تجيب , فأذا كان لستيف بعض التحفظ حول علاقتها هي بدون هنا في كامبالا , فأن تحفّظه حول علاقة جيل به يشتد ولا ريب وهو بعيد في نيروبي , وأذا كان دون يلعب لعبة ضرب الواحدة بالأخرى , كما أتضح لسارة تلك الليلة , فوجودها في بيت دون وديانا لا يعزز صداقة جيل لها , ولكن أذا لم تذهب الى هناك فقد يستغل دون ميل جيل الواضح اليه أكثر مما ينبغي , فهي حين رأت جيل تلتمس ألتماسا من دون أن ينتبه الى وجودها , لم تعد متأكدة من أنها كانت مدركة فهمية كما ظنت لأول وهلة.
وفيما يتعلق بدون فأن رأيها فيه تبدّل فجأة حين تعمّد أن يترك جيل واقفة الى جانب الفونوغراف ليراقص فتاة أخرى , فهل كان ستيف على حق في قوله أن دون يحب أن يؤذي؟
منتديات ليلاس
وكان الجميع ينتظرون جواب سارة على سؤال ستيف لها بخصوص ذهابها الى نيروبي , فقالت ببطء:
" لا أملك الثياب الضرورية لزيارة كهذه , ولذلك يؤسفني أن لا ألبّي الدعوة".
فقال لها تيد:
" بأمكانك أن تشتري لك ثيابا هناك , فأنت لم تصرفي شيئا من المال الذي تركه لك ديف في البنك عندما كنت آخر مرة في نيروبي, ثم أن ذهابك الى هناك يتيح لك زيارة كيماني في المستشفى".
وبدا لام تيد مقنعا , فما كان من سارة ألا أن ألتفتت الى ديانا وقبلت دعوتها شاكرة لها حسن ضيافتها , فأعربت ديانا عن سرورها وقالت لها:
" عليك أن تسمحي لي بأن أريك أجمل مخازن الثياب في نيروبي , فتشتري ما يلزمك هناك وهنا كذلك".
ثم نظرت الى ستيف بدلال وقالت موجهة الكلام اليه:
" نأمل أن نراك أنت أيضا في المدينة بعد ثلاثة أسابيع".
فأجابها قائلا:
" سأكون هناك".
وما أن أطل الأثنين حتى كانت سارة ندمت على قبولها الدعوة , غير أن ندمها جاء متأخرا .
أيكون سبب ندمها أسفها لفراق ستيف أكثر من أسفها لمغادرة كامبالا ولو الى حين؟
كانت علاقتهما قصيرة تتصف بالهيجان وأحيانا بأثارة الغضب , ولكن حياتها تغيرت منذ قدومه مع أنه لا يزال ينظر اليها نظرته الى فتاة مرتهقة مزعجة , فالمرأة التي يريدها هي ديانا..... ديانا التي يريدها كل رجل.
وكانت سارة لا تزال مستيقظة في الساعة الثالثة ليلا , عندما سمعت باب ستيف ينفتح وينغلق بهدوء , ومن دون أي تفكير أنسلت من فراشها وفتحت باب غرفتها ووقفت تصغي , فأذا بها تسمع صوتا آتيا من غرفة الجلوس على الرغم من أنها كانت مظلمة , فتقدمت نحو الغرفة بهدوء وفتحت الباب على مهل , ولما لم تبصر أحدا دخلت فسمعت ستيف يقول لها:
" أمستيقظة أنت أم نائمة؟".
وكان ستيف جالسا في كرسيّه بعيدا عن الباب , وشعرت سارة أنه كان يتوقع مجيئها ولذلك جلس هناك ينتظرها , وسرّها وجود العتمة في تلك اللحظة , فلا هي أستطاعت أن تراه بوضوح ولا هو كذلك .
فقالت له:
" سمعت صوتا ولم أعلم أنه صوتك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
kay thorpe, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the man at kambala, عبير, في مجاهل الرغبة, كاي ثورب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية