كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
مرت لحظات طويلة مزعجة ،ظنت خلالها انه لن يتلطف ويتنازل ليجيب عن سؤالها فاذا به يبتسم ابتسامة خفيفة مقيتة جعلت قلبها ينقبض في صدرها وقال:
-لطالما اعتقدت ان الزواج لم يخلق لي انا،لكنك كدت تحمليني على تبديل رأيي،فمنذ ان التقيت بك عزيزتي كنت متأكدا من شيء واحد هو اني اريدك الى حد الجنون،ومازلت اريدك فمازال هذا السحر الذي يجمعنا موجودا.
تحطمت لحظة التفاهم والوئام الهشة التي دمرتها نبرة صوته وصراحته اللا مبالية في كلامه."السحر!"
رددت اينديا بتهكم تلك الكلمة واضافت:
-هذا مبالغ فيه.
تشدق قائلا بتكاسل:"مامن داع للمبالغة،فذاكرتي صافية كل الصفاء،وصدقيني ان قلت انها لاتحتاج الى تجميل وتزين،ممايجعل من عيشنا سويا اكثر اهمية".
-لكنك لن تحصل على شيء سوى الذكريات.
ولاحظت بعد برهة انه لايزال يمسك بيديها،فانتزعتهما منه بفظاظة،وقالت:
-لن نعيش معا!لأننا لم نتوصل الى اي حل..
قال بهدوء:"مامن شيء يتوجب حله،لقد سبق ان اعترفت بانكم لا تستطيعون تحمل نفقات الانتقال،وكلانا يعرف ان والدتك لاتستطيع تحمل المزيد ممن التوتر".
-ستقول لها؟
-فقط ان اجبرتني على ذلك؟
جاء جوابه بسيطا لكنه احتوى نبرة شريرة ومهددة.
-وان كنت لاتفكرين فيها،فماذا عن والدك؟سألت في المستشفى هذا الصباح وقالوا انه يظهر علامات تدل على استيقاظه من الغيبوبة،فالأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة.
-سألت...لكنهم لن يدلو بهذا النوع من المعلومات لأي كان!
-ادلوا بها حين شرحت لهم انني خطيبك.
استدار ببطء وراقب وجه اينديا الساخط بتسامح هاديء،ثم اضاف:
-وهذا ماأنوي ان اكونه في الاسابيع القليله القادمة.
-مستحيل!
تجاهل غضبها واجاب:
-انا آسف ايتها الاميرة،لكن ههذ النقطة ليست مطروحة للنقاش،في مقابل تكرمي عليكم بالسماح لكم بالبقاء هنا،علي الانتقال الى المنزل والعيش فيه كجزء من العائلة.
-لا..انه طلب مبالغ فيه.
-آ÷ ..بلى ياجميلتي.لن تجري الامور الاعلى هذا النحو،يجب ان تظن والدتك اننا تصالحنا..وان الامور عادت بيننا الى سابق عهدها..والا فانها سترتاب بشيء ما.
-لااستطيع!
تابع كما لوانها لم تقل شيئا:"يجب ان تقنعي الجميع اننا معا من جديد..لن تجدي صعوبة في لعب دور الخطيبة المحبة".
لم تكن قادرة على فعل ذلك!لكن ان ل تفعل سيضعها ايدان هي ووالدتها وشقيقها في الخارج،كان قادرا على تنفيذ تهديده،وكانت تعرف ذلك.
صرخت:"لن اشاركك السرير نفسه".
رأت حاجبه يرتفع في اجابة متهكمة ساخرة ثم قال بسخرية مبهمة:
-اقترح عليك الانتظار حتى يطلب منك ذلك؟مهما يكن ظنك بي حبيبتي ،لم اضطر يوما للأنحطاط الى مستوى شراء النساء واجبارهن ،فلدي من الكبرياء مايفوق ذلك.
واضاف بأبتسامة جمدت الدم في عروقها:
-ليس اني لااعتبر ذلك ممكنا،في رأيي ان السؤال هو "متى"وليس "اذا"وكل ماعليك القبام به هو الانتظار.
انفجرت اينديا غضبا قائلة:
-اذن ستنتظر حتى تتجمد نار الجحيم,
كانت عيناها تقدحان شررا وارتفع ذقنها في نفور ساخط امام ثقته بنفسه وشعوره بالرضا والظفر الخبيث،واضافت:
-يستحيل ان...
قاطعها محذرا:"تعلمين مايقولون ان مامن شيء مستحيل،حاذري ايتها الاميرة فقد تندمين على ذلك.
ثم اضاف:
-اما الان وقد سويت المسألة فسأذهب لأحضار حقائبي من السيارة ثم،بامكانك ان ترشديني الى غرفتي.
-احضرت حقائبك معك!
-نعم بالتأكيد.
واتجه ايدان نحو الممر حيث ركن سيارته ،لكنه توقف واستدار الى الخلف،وكانت ابتسامته تتسع شيئا فشيئا بتألق وروعة.
-لقد غادرت الفندق هذا الصباح.
-كنت واثقا من نفسك الى هذه الدرجة؟
بدأ جسدها يتوتر لمجرد التفكير بذلك.
-آه لا ياعزيزتي اينديا.
كان صوته منخفضا ولطيفا بشكل مفاجيء يدعو للقلق وتابع قائلا:
"لم اكن واثقا من نفسي حبيبتي،بل منك انت،تعلمين عزيزتي،انا على عكس والدك،لااراهن ابدا الا بحذر شديد،ولااضع اموالي قط على شيء الا ان كان رابحا بلا شك,وفي هذه الحالة ،عرفت اني رابح بلا ريب!؟.
|