كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
واشار بيده نحو الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس.
-ان كان ذلك ضروريا!
دفعت الباب وفتحته فتبعها الى الغرفة الفسيحة المشمسه واتجه فورا نحو النافذة لينظر منها الى حديقة الزهور الخلابة التي تقع تحتها مباشرة.
وقال بلطف مفاجيء:
-لطالما وافقت والدتك الرأي بأن هذه الغرفة هي الأجمل في المنزل كله.
سينفطر قلبها اذا اظطرت للمغادرة ،اعترفي بذلك ايتها الاميرة ،ان اخر ماتحتاجه والدتك هو المزيد من الكآبة والتوتر،فلديها الآن مايكفي.
-لن تستطيع بالطبع الاحتمال ان علمت انك تطارد والدي..
-لا!
اجفلت اينديا وتراجعت الى الوراء في ذعر حين لفظ ايدان هذه الكلمة الوحيدة ،ارتدت مسرعة بضع خطوات الى الوراء وقد بدا عليها التوتر ،ابتعدت عنه لكنه سعى وراءها واقترب منها كثيرا في خطوات ثلاث رشيقة رافعا يده ليبقبض بها على معصمها بشدة ويحتجزها،وقال:
-لم اطارد والدك ايتها الأميرةنلوفعلت ذلك،لعلمت مكان تواجده ولعرفت بمرضه،اعطيته ستة اشهر ليأتي الي بالمال،واثناء ذلك الوقت انتظرته ليأتي الي!اللعنة!الى هنا الى حين تخلف هو عن النجيء،وذلك لكي اطلع على الاسباب.
-اراهن انك استمتعت بشعورك بالقوة والسلطة،وبوضعه تحت رحمتك،لابد انك تلذذت بالانتقام.
قاطعها ايدان بحدة:
-الانتقام مماذا؟من الطريقة التي حاول بها منعي من الزواج بك؟ولماذا انتقم من شيء قررت منذ البدء اني لم ارده يوما؟.
الان حتى بعدما التأمت الجراح على مر الاثنتي عشر شهرا،عادت مشاعرها لتنسلخ من جديد حين احست بقلة اكتراثه،فانفطر قلبها وتمزق بشكل مؤلم،بعدما كاد ان يتماثل للشفاء.
وبحركة عكست صدى افكارها انتزعت نفسها من يده،ووضعت بسرعة بينها وبينه كرسيا مطرزا باللون الاحمر الباهت.
-سيخيب املك ان ظننت الامر كذلك حبيبتي،لقد ورط والدك نفسه بهذا الماأزق.
-كان هذا ناديك انت.
-وافترض اني ارغمت والدك على الذهاب اليه؟
تناهى اليها صوت ايدان من الخلف بنبرة ساخرة وتابع قائلا:
-وضعت مسدسا في رأسسه واجبرته على المقامرة بكل املاكه؟
"لا"اجبرت اينديا نفسها على مواجهته بنفور وعلى مضض،لكن النظر الى العينين البنيتين القاسيتين كان امرا يصعب عليها تحمله واضافت:
-لكنك كنت قادرا على رفض اي رهان اضافي.
-كنت قادرا.
كان صوته اشبه بالصوت اللاذع الذي يصفع الجلد على ظهرها واضاف:
-لكني اخترت هذه المرة الا افعل،فربما اعتقدت انه ان الآوان ليلقنه احد درسا.
منتديات ليلاس
-تعني انك متلهفا لايقاعه في براثنك وبالتأكيد ما ان مكنت من ذلك حتى حصلت على الفرصة المثالية للأستيلاء على المنزل الريفي-دون ان تكون مضطرا للزواج بأبنته؟.
رفس ايدن الكرسي بعيدا وعاد يجرها خلفه وهو يتكلم فاخرجها من الغرفة ومر عبر الردهة ليصل بها خارجا الى الحديقة،وغم محاولاتها للتشبث بالأرض ومقاومته،لم يكن لدى اينديا خيار اخر غير ان تتبعه عاجزة عن منازعة ذراعيه القويتين.
-حان الوقت كي تري الاشياء على حقيقتها!
وبهزة عنيفة من ذراعه ادارها ايدان لتواجه المنزل وامرها بقسوة:
-انظري اليه!حقا انظري،عليك اللعن!
لم تكن بحاجة الى ان تنظر فهي تعرف حق المعرفة ان المنزل كان مهملا وتعي جيدا القرميج المتداعي ،واطارات النوافذ المهترئة،ان لم يتم العمل بجد في اصلاحه فسينهار المنزل الجميل القديم الذي لطالما احبته كثيرا وسيتحول الى خراب ودمار.
-اتعتقدين فعلا ان هذا المكان يعد استثمارا ناجحا؟الحديقة باتت كالأدغال وانابيب المياه قديمة،وكل نافذة في المكان بحاجة الى تبديل.
تذمرت اينديا قائلة:
-لم نكن قادرين على تحمل كلفته.
"اراهن على ذلك"كانت نبرته مشبعة بالسخرية الخالصة،الممزوجة بشيء اخر،شيء لم تتمكن اينديا من فهمه واضاف:
-سينهار هذا المنزل من حولكم ان لم نقم بشيء في اسرع وقت ،اما زال السطح يرشح بشكل مريع؟
اومأت برأسها بصمت،وكان اهتمام ايدن لايزال منصبا على المنزل وعيوبه:
-وشبكة الاسلاك خارج المبنى،سأحضر من يهتم بها فورا.
علمت اينديا ان هذا ماسيفعله،فحين يقول ايدان وولف ان عملا سينفذ،فأنه ينجز دون ادنى تأخير.
-وقد ظننت حقا اني سأرهق نغسي في حيك المؤامرات وتدبير المكائد بغية الاستيلا على هذا؟
ولو ح بيده بتعجرف وغطرسة مشيرا الى المنزل باستخاف كبيركأنه كومة من الخردة العديمة القيمة.
-هذا منزلي الذي نتحدث عنه!
كان صوتها مرتفعا ومتوترا،يعكس مزيجا مريرا من الاحتجاج والالم.
-منزل من اينديا؟
كان صوته رقيقا لكن تخللته نبرة ساخرة وشريرة.
-لست مضطرا لتكرار ذلك بشكل متواصل ايها القذر!
تملكها الغضب فاندفعت نحو وجهه بقوة لتصفعه لكنها اخطأت وجنته،كان ايدان قد تنحى جانبا ببراعة ولف الذراع التي يمسك بها حتى سحبها بأحكام بين ذراعيه.
-اينديا..
تجاهلت ايدنيا الهدوء الذي لفظ به اسمها،وعاجلته برفسه على ساقه،وشعرت برضا شرس حين سمعت صرخة الألم التي سببتها ضربة رجلها على كاحله.
-اينديا،انا آسف.
كان الصوت الذي تسلل اخيرا الى ذهنها رقيقا..وتراخت اليدان اللتان كانتا تقبضان عليها باحكام.
-كان هذا قاسيا!
"اناآسف!"
اضطرب ذهن اينديا منكرا ماسمعته ،هل فعلا قال بنفسه هذه الكلمات؟هل اعتذر حقا عن تصرفه؟
-انا اعلم كم يعني لك هذا المكان،وانا اعدك بالاهتمام به.
"انا اعدك"كانت هاتان الكلمتان كافيتين لأخماد الثورة والغضب في داخلها ،خلال فترة توددهما الوجيزة ،كانت لهذه الجملة قيمة تراهن حياتها عليها،فحين يعد ايدان بشيء يفي دائما بوعده..الا في مناسبة واحدة هامة.
لكنه بالطبع لم يقطع وعدا بالفعل،ولم يمكث في الجوار ليعدها بحبه واحترامه واخلاصه لها حتى الموت.
-انا اريد فقط ان اصلحه،لا ان اباشر بعملية تجديد فظيعه،انت تصدقين هذا اليس كذلك؟
-اجل..انا اصدقك..انا..اثق بك فيما يتعلق بالمنزل.
سمعت صوتا اشبه بتنهدة صادقة صادرة من القلب بلغت من الرقة ماجعلها ترتاب في ان تكون من نسج خيالها فحسب.
قال ايدن بقسوة:
-اشكرك على ذلك،كنت اظن اني في نظرك شخصا لاسبيل الى اصلاحه.
رفعت رأسها بدهشة واذا بها ترى تغيرا مفاجئا خلف عينيه وبريقا لعاطفة خالصة بدت شبيهة بعاطفتها هي،لكن سرعان مازالت وتلاشت في لحظة،غير انها اعطتها دفعا لتطرح السؤال الذي لايفارق ذهنها:
-هل اردت يوما الزواج بي؟
سألته بحدة باحثة في وجهه عن اجابة هامة،واضافت:
-ام ان كل ماحدث ماكان الا خداعا منذ البداية؟.
|