كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وبشكل غير متوقع "وافق"ايدن على كلامها قائلا لغاري:
-سأكون هنا حين تنتهي من عملك.
اخذت اينديا عهدا على نفسها بالا تدع ذلك يحصل وما ان اغلق الباب وراء شقبقها حتى استدارت نحو ايدان بعينيها المتألقتين في تحد وقالت:
-اننا نقدر عرضك بالمساعدة.
واضافت:
-لكننا لسنا بحاجة ايه..لذا..
قاطعها بابتسامه بعثت فيها الارتعاش وهو يقول:
-لم يكن عرضا ايتها الاميرة،فالعروض تمنحك الفرصة للتفكير،بالقبول او الرفض،اما هذا فليس موضوعا قابلا للنقاش،اتيت الى هنا لأرى والدك،ومن الواضح انه ليس بصحة جيدة تمكنه من رؤيتي،لذا سأبقى في الجوار حتى يتمكن من ذلك.
-ان اقتراحك اذن بالمساعدة ماكان سوى تضليل لأبعاد غاري عن الحقيقة والذي عنيته بالفعل هو ان والدي مدين لك بالمال وانك لن تغادر دون استرجاعه!
قفز قلبها بشكل مؤلم حين وقف ايدان على رجليه مرة اخرى وعبر المطبخ ليغسل فنجانه بالماء.
ذكرتها هذه الحركة بشدة بما هو عليه هذا الرجل من حضور قوي.
-بكم يدين لك والدي على اي حال؟
اجابها بفظاظة ساخرة:
-بالكثير.
-كم هو المبلغ بالتحديد؟
تكلم ايدن بنبرة ساخرة متهكمة :
-اشك في قدرتك يوما على دفع مايكفي لتسديد هذه الفاتور،حتى ان كنت تفكرين بتسديدها بغير المال.
واشاح بعينيه الى الطاولة الخشبية.
-لايمكنك فعل ذلك!لن تفعل ذلك!
-جربيني.
كان صوته منخفضا وناعما بشكل يدعو للريبة بحبث يكاد يكون لطييفا،لكن التحدي الفظ في عينيه كان غاية في الوضوح.
-تظنني قد ابيع روحي..
اوقفتها ابتسامة ايدان المقيتة ومنعتها ممن متابعة الكلام.
-لااظن اننا نتطلم عن الروح الآن..ففي النهاية ،لم تكوني مكترثة جدا بالقضايا الروحية السنة الماضية،وكنت على استعداد تام حينها لبيع نفسك لقاء ثمن خاتم الزواج.
-لم يكن الامر كذلك!
منتديات ليلاس
-كيف كان اذا؟سبق ان عرفنا ان الزواج بالنسبة اليك يعني مستقبلا مريحا وتأمينا ماليا مدى الحياة..
-اتظن انني وافقت على الزواج منك لأستغلك؟
"استغلال؟"ارتفع حاجبه الاسود في تساؤل وللمرةالثانية اشاح بعينيه نحو الطاولة في تأمل.
لم تصدق اينديا حين رأت الدفء المثير للدهشة يغمر الابتسامة على فمه الجميل،وقد حلقت بذكريات لطيفة،،وتحول وجهها كليا بفعل ذلك..الى ان نظرت الى عينيه مرة اخرى ورأت ان الدفء قد غاب عنهما بعد ان عكس لونهما القاتم برودة قاسية.
-اردت استغلالي واردت استغلالك،لكني عدلت عن ذلك في اللحظة الاخيرة،مع انك اسأت كليا فهم امر واحد حبيبتي.
-وماهو؟
-لست غبية ايتها الاميرة.ولست عمياء ايضا.
مال نحوها ونظر بعمق في عينيها المدهوشتين نظرة شلت حركتها.
-تعلمين انك جميلة ومذهلة،انت امرأة مثيرة ورائعة،انت اجمل امرأة رأيتها في حياتي.
طالما احبت اينديا نبرة صوت ايدان ونغمته والان كان صوته لايقاوم وهو يتفوه بهذا الاطراء المتمادي.
لم تكن تستطع تركه يتابع ،كان عليها ان تتكلم لكي تهرب من السحر الذي نشره حولها،لكن لسانها عجز عن نطق اي كلمة حين ابتسم ابتسامة مدمرة.
-تعلمين اني لم اسأم منك ولن اسأم ابدا ،كان يكفي ان انظر لك لكي تستعر النيران وتتأجج في داخلي،ومازلت.
شعرت اينديا بالدم الحار يتدفق في عروقها.
-وانت تبادليني هذا الشعور ،انا اعلم بذلك.
اقترب ايدن منها ومرر اصابع يده بنعومة على وجنتها واتسعت ابتسامته حين رأى وجهها الممتقع واضاف:
-لقد اثبت ذلك للتو،مما يجعل من مشاركتك المنزل نفسه في الاسابيع القليلة المقبلة امرا هاما جدا.
خفق قلبها قبل ان تبلغ كلماته عققلها،وحين ادركت ماتعنيه تلك الكلمات كان وقعها اشبه بسهم برق صعق قلبها ،ودفعت يده بنفور عن وجنتها.
-ماذا قلت انك ستفعل في الاسابيع القليلة المقبلة؟
-انت في ورطة اينديا وتحتاجين للمساعدة.
-قد اكون بحاجة للمساعدة ولكن ليس منك انت!اني افضل الموت !لااريد شيء منك.
-لاتريدين حتى سقفا يظللك انت..وعائلتك؟.
اجفلت اينديا وتوقفت عن الحركة فجأة وقالت:
-عفوا ماذا قلت؟
مازاد في حيرتها ان ايدن بدا للحظة واحدة مضطربا حقا.
-حسنا بعدما عرفت بامر والدك لم اعد قادرا على العودة الى لندن ،على الاقل حتى يتعافى والدك بشكل يسمح له بمحادثتي،,وحتى هذا الوقت سأحتاج الى مكان لأقيم فيه.
-هناك العديد من الفنادق وفي النهاية انت الان تقيم في احدها.
-لكن هذا يعد خسارة فادحة،لان هذا المنزل به غرف شاغرة كثيرة.
-ان ايا منها ليست متوفرة لك.
ولايضاح قصدها تحركت نحو الباب وفتحته واسعا،لكن ايدان لم يحرك ساكنا للتجاوب مع تلميحها بالخروج.
-اريد البقاء هنا.
كانت نبرته قاسية وفظة كوجهه ايضا.
-وقلت انني افضل الموت على ان ادعك تفعل ذلك..انظر...
حاولت بصعوبة ان تهديء من روعها ثم تابعت قائلة:
-انت رجل ثري جدا وتستطيع الاقامة حيث تشاء.
-لكني لم اكن دائما ثريا،ومن اول الامور التي تعلمتها هي ان المرء لايجمع ثروة كبيرة ان كان يهدر المال الذي جمعه بالجهد والتعب،ان مجنونا فقط هو من يصرف المال على الفنادق في حين انه يملك منزلا فيه سبع غرف شاغرة للنوم.
قالت اينديا وهي ترتجف:"يملك؟".
-هذا المنزل ان اردت مزيدا من التحديد.
بلغ الباب بخطوتين ولكنه لم يفعل ذلك الا ليجذبه من قبضتها المستسلمة ويعيد اغلاقه باحكام.
-كنت افضل ان تعرفي الحقيقة بطريقة اخرى،لكني الان لااجد امامي خيارا اخر،،سأكون فظا في مااقول،فلقد اسأت اختيار الرجل الذي تجب مهاجمته،ان من يقع عليه اللوم كله هو والدك.
-حسنا،اليس هذا نموذجيا؟كنت اعرف انك تكرهه لكن ان توجه اللوم اليه الآن،وهو مريض وضعيف ولايمكنه الدفاع عن نفسه..!
-اينديا انها الحقيقة،هو الذي اوقع نفسه،وانت معه في هذا المأزق.
تذمرت اينديا قائلة:
-اي مأزق؟
-حين قلت ان والدك يدين لي بالمال لم اكن اتكلم فقط عن بضع مئات او بضع الاف،عليك ان تعلمي ان الوضع اسوا بكثير من ذلك،لطالما كان كذلك،حتى عندما كنا سويا،ان مقامرته..
0آه،اعلم انه كان يراهن على الخيول احيانا.
حاولت ان تخفف من شأن الامر،يبدو ان والدها كان جاهزا للرهان على كل مايتحرك.
-لكنه ماكان ليأتي طلبا للمساعدة !
-لا،ادرك ان ذلك يؤلمه لكنه لم يملك الخيار.
واجه ايدان اعتراضها بأن ربت بازدراء على يدها وتابع قائلا:
-كان ابوك يمضي الوقت في ناد للقمار في كارلتون-وقتا طويلا جدا-وكان يخسر بشكل مريعنلكن منذ نحو ستة اشهر،حالفه الحظ على نحو غير متوقع،لوكان رجل عاقل مدركا لأخذ ارباحه وهرب لكن بروس لم يفكر على هذا النحو،فقد ظن انه سيتمكن من استرجاع ثروة العائلة ومن جمع ارباح اضافيه علاوة على ذلك.هكذا ،راهن بكل الاموال التي ربحها وبأموال لم يربحها.
-هل ترغبين بالجلوس؟
لاحظ ايدان شحوب وجهها فأضاف:"قد تجدين من الأسهل..."
وسحب لها كرسيا من الطالولة لتجلس عليه،لكن اينديا رفضت النظر اليه حتى ودمدمت:
-آتني من الآخر.
-حسنا في النهاية خسر والدك كل شيء بالأاضافة الى ثروة صغيرة ايضا،ثم قام بالتوقيع على الاوراق الاعتراف بالديون كما لوكانت بطاقات معايدة في ليلة الميلاد ورهن كل املاكه تقريبا كضمان.-لكن كيف عرف انت كل تلك الامور؟.
اجابها ايدان بفظاظة:"انا املك ذلك النادي،وكل الاوراق التي وقعها والدك كانت موجهة لي انا".
-والضمان؟.
هل كان سؤالها ضروريا ؟فقد جاء صوت ايدان الجاف ليؤكد ماكانت تخشاه حين قال:
-لقد رهن هذا المنزل لقاء كل ديونه وحين اصيب بالخسارة امهلته سته اشهر منذ يومين،لذا فاني منذ الاحد الماضي املك هذا المنزل وكل مايحتويه.
**************************
|