كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
نكمل يالغوالي...
"عائد"
"مضى يومان ..وفي هذين اليومين ظلت كلمات ايدن تتردد في راس اينديا وباتت نبرته المضمرة المزعجة تنذر كل مرة بالسوء اكثر فاكثر.
لم يكن هناك من احد يشاركها قلقها فوالدتها تعاني مايكفيها من التوتر بحيث يتعذر عليها تناول الطعام كماينبغي،كما ان غاري لايزال فتيا جدا ويعاني كذلك من القلق على والده.
"انا عائد"
منتديات ليلاس
لم تشك في انه يعي مايقول،فقد وجدت حتى الآن ثلاث رسائل من ايدان على المجيب الصوتي الخاص بوالدها,
وكانت الاثنتان الاخيرتان اقل تهذيبا من الاولى.
والبارحة ايضا تمكنت من الهرب في اخر لحظة حين جاء يقف على الباب.
استجابت اينديا تلقائيا لنداء جرس الباب ،لكنها لحسن الحظ تمهلت لحظة لتلقي نظرة الى الخارج من الطابق العلوي قبل ان تهبط الاردهة.
والعر وبر عنقها في تأهب وحذر غريزي حين رأت سيارة الجاغوار الرصاصية واقفة في الممر،فتجمدت في موقعها لاتحرك ساكنا.
ثم بدا لها بعد لحظة رأس ايدان وكتفيه القويتين ولكن ايدان تحرك باستياء ونفاد صبر حين لم يلق ردا،فدفعتها غريزتها الى الارتداد الى الوراء والتصقت بالحائط مختبأة بستارة مخملية سميكة،وذلك قبل ثوان فقط من نظره الى الاعلى بعينيه الداكنتين راصدا النوافذ بحدة ارتجف معها جسد اينديا.
بدا على علم بوجودها كأنه احس بحضورهت كما يشتم الذئب فريسته.
فالتصقت بالحائط مذعورة ولبثت في مكانها حتى اخبرها هدير السيارة برحيله.ومع ذلك تطلب الامر منها بضع دقائق قبل ان تجرؤ على الحراك.
لكن الممر كان خاليا اليوم على الاقل،لاحظت اينديا ذلك بامتنان وهي تصل الى البيت بعد ان احضرت بعض الخضار التي وضعتها على مقعد السيارة الخلفي،لم تدل اي اشارة على وجود احد ما،ولم تر اي سيارة غريبة متوقفة في الباحة الامامية.فاطمأن قلبها ودندنت بارتياح وهي تفتح الصندوق لتحمل كيسي الخضار الثقيلين.
-مهلا دعيني اساعدك!
-آه..انا..
كاد الكيس يسقط من قبضتها،وتجنبت ارتطام راسها بباب السيارة الخلفي المفتوح في اخر لحظة.
هدئها ايدان قائلا:"انتبهي ".
بدا في صوته وملامحه اهتمام مزعوم لم تصدقه للحظظة،واضاف:"دعيني احمل هذا عنك".
-استطيع تدبر الامر جيدا.
تملكت افكارها الصدمة مما زاد في حدة صوتها.
قالت:"من اين تأتي ؟".
اجابها:
-من ويستبوري "واضاف:
-كنت مقيما هناك لبضعة ايام.
-لكن سيارتك..؟
-آ÷ تركتها في اسفل المنحدر،وصعدت مشيا على الاقدام.
-لم ارها.
فات الاوان وشعرت انها فضحت نفسها فسيعلم ايدان الان انها كانت تبحث عن اشارات تدل على وجوده خوفا من ان يكون في الجوار.
-لااظن انك فعلت.
منتديات ليلاس
وارتسمت ابتسامة ببطء على شفتيه ،ابتسامة نابضة بسخرية كسولة وتلألأت عيناه ببريق شرير وهو يتابع قائلا:
-لكني بالطبع لم اتركها ظاهرة للعيان فالحذر الشديد ضروري في هذه الايام،وحولنا العديد من اللصوص .ولم ارد تحذيرك من قبل اوتزويد بالسلاح مسبقا كما حصل حين قرعت الباب في ذلك اليوم.
-لقد علمت؟
-بالطبع علمت انت تنسين ياعزيزتي اني اعرف هذا المنزل منذ زمن بعيد وانا اعلم جيدا اي الغرف هي غرفة نومك.
تكلم ايدن بنبرة منخفضة مثيرة،فعلا الاحمرار وجه اينديا.
-والان فلندخل هذه الاغراض.
اينديا؟
سرى الاحمرار على وجهها سريعا حين سمعت صوته المنخفض يناديها واتسعت ابتسامته الشريرة وتأجج بريق عينيه مرسلا ومضات شيطانيه.
-ان لم تدخل هذا الطعام الى المنزل فستتلف بعض الاغراض المجلدة في هذه الحرارة واريد ..
-ان والدي ليس في المنزل!
كان هذا كل ماستطاعت قوله،فكرة ان يطأ ايدان منولها بعثت في ظهرها رجفة اشمئزاز وشعرت بالدم وقد تلاشى من وجهها.
اجابها ايدان ببساطة:"آه اعرف ذلك لهذا السبب بقيت منتظرا،لكن علي الاعتراف بأنني فوجئت حين ظهرت انت،فقد توقعت ان تكوني في العمل طوال اليوم".
-ليس لدي عمل.
-بالتأكيد لا.
عكست نبرة صوته نوعا من الحدة وتابع يقول:"اذن انت فتاة حرة طوال النهار".
-اجل،لكن انت..
قاطعها ايدان مستبقا محاولتها الثانية لاقناعه بالرحيل:
-لدي وقت العالم كله،انا في عطلة.
اجابت بحدة:
-لم اكن اعرف انك تأخذ العطل،اعني انك كنت دائما مدمنا على العمل حين كنا..
تابع ايدان بلطف حين ادرك ان ماحولت قوله منع لسانها من النطق:
-حين كنا معا؟حسنا ستجدين ان بعض الامور قد تغيرت منذ ذلك الحين،والآن هل ستفتحين هذا الباب؟".
قبلت الهزيمة ففتحت الباب.
-وبالمناسبة،لم اتي لرؤية والدك فقط.
اجابته بفظاظة:"حسنا لاتقل انك اتيت لأعادة احياء صداقتنا".
"صداقة؟".وارتفع حاجبه الداكن في تساؤل صريح مشكك واستقرت خلف صوته نبرة عجزت عن تفسيرها وقال:
-الا تعتقدين ان ذلك يقلل من شأن ماكان بيننا؟.
-ماكان بيننا هو كذبة منذ البدايه وحتى النهاية،وقد انتهى الامر الان الى الابد،مات وتم دفنه.
-هل هذه هي الحقيقة؟.
-انها الحقيقة الوحيدة التي اعرفها!.
تلاشى اي اثر لدعابته الساخرة وعلت وجهه برودة عدائية وقال:
-انت لاتدعين باني حطمت قلبك؟ربما اكون خيبت املك في المستقبل بعض الشيء؟.
-حطمت قلبي؟كررت ذلك في محاولة لضبط النفس واللتأكد من عدم تسرب اي ظل للحقيقة منها.
-لا لست ادعي ذلك ابدا.في الواقع كما سبق واخبرتك في الليلة السابقة انا ممتنة لك،فلو انك لم تتخلى عني كما فعلت،لكنت علقت في زواج طائش متهور وغير مناسب على الاطلاق،ولكنا بعد فترة قصيرة ادركنا خطأنا لكن ذلك كان سيزج بنا في اجراءات الطلاف المزعجة للخروج من المأزق.
|