كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3- الشوق الدفين
اين هو ابوك العزيز؟.
بعث الانفعال في صوته القلق في نفسها..واستترت خلف كلماته نبرة مهددة عند سماعه شعرت بارتعاشة تتسلل الى عمودها الفقري مما نبه غريزتها الدفاعية،فسألته بحذر:
-لماذا تريد ان تعرف؟
-لقد اتيت لرؤية ابيك ،لدي بعض االاعمال لأناقشها معه.
كانت اينديا قد شعرت بالخوف القلق قبل ذلك،لكن هذه الملاحظة المبهمة زادت خوفها عشرة اضعاف.
كان ايدان ووالدها قبل يوم زفافهما على وشك الاقتتال،وهي تشك الآن ان يكون قد ساهم في تخفيف حدة الازمة ،فقالت:
-لااعتقد انه يرغب في التعاطي معك.
-آه،سيراني حبيبتي،اعدك بانه سيرغب كثيرا بالتحدث معي،وان كان حكيما وعاقلا سيرتب لنا اجتماعا عما قريب،لذا فمتى سيعود.
-ماذا يفترض ان يعني هذا؟
اجابها:
-اريد رؤيته وسيكون من الافضل ان اراه قريبا لذا متى تتوقعين عودته للمنزل؟.
-لست ادري.
استطيع ان رغبت ان انقل له رساله.
انهارت محاولتها لاظهار الهدوء والثقة بالنفس حين ادركت فجأة انه كان يقف حائلا بينها وبين الباب وقالت في نفسها انها لو ارادت الدخول فعليها المرور عبره واربكتها الفكرة،وتنبهت في الواقع الى ان غرفة غاري موجودة في الجزء الخلفي من المنزل بعيدا عن مرمى السمع وقالت:
-ليتك تخبرني مالذي تود قوله.
فكر ايدان مطولا قبل ان يجيبها وهو يهز رأسه بتصميم وعناد قائلا:
-لاانه امر بيننا نحن الاثنين,اخبريه اني جئت ابحث عنه.
سالته اينديا:"اهذا كل مافي الامر؟".
تلقت نظرة اخرى من تلك النظرات الساخرة التي زادت من حدة مشاعرها وقال:
-اكنت تبحثين عن المزيد؟
-ليس في حياتك!
وتملكها الاضطراب والقلق حين تنبهت لمدى قربه منها فقد اصبح فجأة على بعد بضعة انشات منها لاغير،وقال:"هذا مؤسف".
كانت همسته منخفضة ودافئة فجذبت انتباهها رغم ارادتها جذبتها واوقفتها كما لو انها تم تخديرها واضاف:
-لأني فكرت اني لااستطيع تركك دون معانقتك اكراما للمودة القديمة.
دمدمت اينديا:"اكراما..!".
منتديات ليلاس
تملكها شعور بالذعر امسك بها من حنجرتتها وخنق فيها الكلمات حين دنا رأسه اكثر فاكثر،وانخفض ليحجب عنها ضوء القمر.
كان قريبا الى حد انها تمكنت من سماع صوت انفاسه والتقاط عبير عطر خاص،فترنج قلبها في ايقاع عنيف متقطع ،وهذا ماجعل الدم يصعد الى ا1نيها.
ثم قالت بصوت مرتفع حاد:
-اياك ان تجرؤ!
وتوقف رأسه فجأة..كررت لكن بنجاح اقل هذه المرة:
-اياك ان تجرؤ...
لكن الارتعاشة التي عجزت عن قمعها كليا جردت كلماتها من القوة التي سع اليها:
ارتسمت ابتسامة شريرة على شفتيه فكشفت عن اسنان ناصعة البياض:
-تشدق بلطف قائلا:
-آه انا اجرؤ لكن السؤال هل تجرؤين انت؟ففي الواقع لن اكتفي بقبلة خاطفة على الوجنة فقط وكلمة شكر لاهثة كتلك التي اعطيتها لجيم البلغ اللطف.
-لكنك..
همس ايثان وهي تحاول البحث عن الكلمات لترميه بها:"لكنني ماذا؟".
تكمن المشكلة في قرب هذا الراس منها فقربه هذا ذكرها بقوة الاحاسيس التي كانت تغمرها وهي تمرر يدها في شعره الحريري الداكن..
كرر ايدن سؤاله بنغمة مختلفة كليا نغمة دافئة الى حد الجنون،نغمة سحب بها روحها من جسدها:
-لقد رفضتك،نبذتك ..اهذا مافي الامر؟
لم تجد اينديا اي اجابة لان لسانها تجمد في فمها فتابع قائلا:
-آه لكنك نسيت امرا واحدا حبيبتي انديا ربما هربت من تقيد نفسي برباط الزوجية ،لكني لا ارفض دعوة ابدا من فتاه رائعة مثلك فلطالما عجزت عن مقاومتك ،وبعد اثنتي عشر شهرا مازلت معجبا بك اكثر من اي وقت مضى.
انفجرت اينديا وقد علارأسها بحدة:
-دعوة انا لاادعو لشيء،صدقني ليس لدي اطلاقا مااقدمه لك بعد اليوم!وان ظننت العكس فاعلم انك اخطأت قراءة الاشارات.
-ربما لكن اينديا حبيبتي..
-كما اني لست حبيبتك او اي شيء اخر !كيف يحدث ان تتمكن حتى من التوهم اني قد اريد اي صلة بك بعد الاسلوب الذي عاملتني بهز
-افهم جيدا ايها العنيد انا لست متوفرة لك فكما رايت فأنا اخرج مع جيم الآن.
فهو الرجل الوحيد في حياتي ،والوحيد الذي اريد.
ردت فعل ايدان الغير متوقعة دمرت مالنلنته من رباطة جأشها.
قال غير آبه:"حسنا".
ثم هز كتفيه العريضين في حركة تعكس عدم اكتراثه على الاطلاق واضاف:
-اذا كان هذا ماتريدينه.
كانت لامبالاته الباعث الحقيقي على الالم والاسى،ووجدت نفسها وقد تجمدت عاجزة عن فعل اي شيء اخر سوى النظر اليه وهو يبتعد متوجها الى السيارة المتوقفة بجانب المنزل وقد اختفت تقريبا عن الانظار في عتمة الظلام.
لو انه كن لها اي مشاعر في يوم من الايام مهما كانت ضئيلة لاظهر بالتأكيد بعضا من ردة فعل،ولعكست ملامح وجهه حتما ذرة من خيبة الامل او الغضب او على الاقل نوعا من الغيرة غير ان ادراكها بعدم اكتراثه لم يمنع قلبها من الانتفاض بشدة موجعه في صدرها ،لكن ايدن توقف فجأة واستدار نحوها قائلا:
-ابلغي ابيك اني كنت هنا.
واضاف:
-ان لدينا امورا هامة نناقشها معا.
حاولت اينديا الاجابة :"ماذا..؟" غير اان محاولتها الواهنة باءت بالفشل حين اصدمت عيناها بوجهه القاسي فقال:
-فقط قولي له اني عائد..فان كان حكيما سيبقى هنا ليراني.
رغم حرارة المساء سرت بفعل كلماته رعشة باردة اعلى عمودها الفقري ،لايمكن ان تكون مخطئة في قراءة التهديد الكامن في كلماته.
-لكن ،ماذا.."
لكن ايدن اختفى فاجتاج اينديا فجأة شعور مخيف بالوحدة وبالرعب لعدم حصولها على تفسير منطققي لمايجري،واختفت السيارة الداكنة الانيقة اسفل الطريق وانعطفت لتغيب عن الانظار
**************
|