كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
2-يـــخـــطــف روحــهـــــا
حين دخلت المنزل مساءا بعد يوم طويل استزف منها كل مشاعرها ،كانت الورود اول ماوقع عليه نظر اينديا،وحدثتها غريزتها يأنها تحمل المتاعب وهي التي عانت من المتاعب مايكفيها.
توهجت الورود بلونها الاصفر والذهبي تحت اشعة شمس المساء،انها حقا لرائعة ولايمكن وصفها بغير ذلك،فالنزر الىها كفيل بأدخال البهجة الى النفوس.
لكن هذه الباقة لم تكن ماستوقفها،بل شبهها بباقة ورد اخرى مطابقة لها استقرت على الارض عند قدميها منذ سنة تماما.
-لاتنتظري مني ان ابقى للمشاهدة.
تتردد في رأسها صدى الكلمات الاخيرة التي قالها ايدان فهزت ررأسها بحدة محاولة لأبعادها،لكن دون جدوى،لكأن السنة التي سمعت فيها تلك الكلمات لم تمر قط.
لن يعود ايدان،ادركت هذه الحقيقة حين نظرت الى وجهه ورأت نفوره البارد محفورا بقسوة في كل خط من خطوطه.
ان ايدان وولف رجل فقط شديد الاعتداد بنفسه،يعيش الحياة وفق قواعده الخاصة،متجاهلا القيود التي تفرضها عليه العادات والاعراف التقليدية.لقد صنع نفسه بنفسه فبدا من لاشيء واصبح الان رئيسا لشركة متعددة الاوجه.وهو رجل معروف بقوته وصلابته الشديدتين،رجل لايمكنه قط احتمال الاغبياء من الناس،غير انها كانت شبه متأكددة انه سيكون معهاا شخصا مختلفا تماما.
لكن ماهو في الواقع مدى معرفتها به؟الى اي حد يمكن لك ان تعرف شخصا التقيت به قبل ستة اسابيع فقط من يوم زفافك؟عادت الى ذاكرتها كلمات جاين في تلك الليلة..تلك الليلة عندما اعلنت انديا بذهول ان رجل احلامها قد دخل لتوه من الباب فقالت لها جاين:
-ياالهي اينديا،لا!
منتديات ليلاس
واضافت:
-ليس لون وولف نفسه!لااحد يعبث معه ويحيا بعد ذلك ليروي القصة.
فسألتها اينديا مشتتة الفكر:"لماذا؟"
-اهو محطم قلوب؟.
ارتجفت صديقتها مجيبة:"بل بالأحرى محطم نفوس".
وتابعت قائلة:"الأعمال والنساء سواء لديه،ياخذ مايرغب فيه ويبعد الباقي دون ان يخفق قلبه خفقة واحدة،تقول الشائعات انه لايمتلك قلبا فكيف بالحديث عن المشاعر..لذا احذرك".
لكن انديا علمت في قرارة نفسها انها لم تابه بمن يكون او ماذا يكون،غنيا كان ام فقيرا،ماآمنت قط من قبل بالحب من النظرة الاولى،اما الان،فقد علمت انها فقدت اتزانها كليا وحل محله الاضطراب والحيرة،واهتزت احاسيسها بشكل لم تعهده قبل في حياتها.
اتجهت الى حيث يقف ايدان المثير بقميصه وبنطاله الاسودين،وقد علتهما سترة فضفاضة من الكتان الاسود،وقدمت نفسها له بوقاحة قائلة:
-قد لاتعرف ذلك.
وتأرجح صوتها في مزيج من الاثارة ومايشبه الجنون واضافت:"لكنني الفتاة التي انتظرتها طوال حياتك".
تشدق ايدان قائلا:"انت هي حقا".
رفع حاجبيه الداكنين يتأملها وامعنت عيناه البنيتان النظر في كل جزء منها،ابتداء برأسها مرورا بثوبها حتى اخمص قدميها،واضاف قائلا:
"اتعلمين،قد تكونين على حق".
ثم قدم لها كوبا من العصير،والباقي كان من الماضي،الماضي الذي استحال طعمه مريرا في النهاية،واوصلها الى المهزلة التي جسدها يوم زفافها،فقط لو علمت...
غير ان الحقيقة هي انها لم تعرف قط ايدان وولف كما ينبغي.
ولكن الحب كما يقولون اعمى..وهذا الحب نفسه تحول الى كره بالغ الحدة اشعل النيران في نفسها.
قدم لها هذا الحقد السند والمؤازرة في الايام السوداء التي تلت،فاجبرها على النهوض من الفراش في الصباح حين كان جل ماتبغيه ان تحجب رأسها تحت الغطاء وتختبيء من الاعين.
كما منحها القوة والعزم لتجاهل النظرات المتأملة والتعليقات الهامسة عند ظهورها في القرية،لو انها استسلمت للألم لكان ايدان هو الرابح ولنجح في خطته التي اراد بها اذلالها.لكنها تفضل الموت على ان تدع ذلك يحصل.
ارغمت نفسها على متابعة الحياة بشكل طبيعي ونجحت المحاولة،وبدت قادرة على اقناع الناس بعدم اكتراثها.
سالت شقيقها :متى وصلت هذه الورود؟
-لقد سلمها كوغان عند الثانية بعد الظهر.
سألته مجددا:
-هل قالوا من ارسلها؟
|