كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
11-تبحث عن سؤال
-ايدان؟
اطلت اينديا برأسها من وراء الباب لتنظر الى المكتبه ،هناك كان المكان الذي يعتزل فيه ايدان هذه الايام.
وجدته جالسا الى المكتب الكبير ولكنه كان خاليا من كومة الاوراق السميكة المعتادة،كان هناك في المقابل مغلف كبير واحد ابيض اللون يكتب ايدان عليه،وتوقفت يداه عند سماع صوتها.
-سنغادر الآن الى المستشفى،لنحضر والدي.
-انا لااتوقع ان يستغرق المر اكثر من ساعة،او ماشابه.
-حسنا.
كان كلامه مقتضبا،لكن ايدان عاد ليستدرك قائلا:
-آه اينديا...
اقترب من طاولة المكتب ليلتقط المغلف ويسلمه لها،وقال:
-اتعطين هذا لوالدك؟
-لوالدي؟
ارتبكت ملامحها وعبرت الغرفة ببطء واخذت المغلف،فازداد تجهم وجهها حين احست بسماكته وقالت:
-ماهذا؟
-مجرد شيء سيعرف كيف يتصرف به.
-لكن لماذا الآن؟
شعرت بانقباض مفاجيء جعل قلبها يعتصر بشكل مؤلم،واطبقت اصابعها على الورق الابيض الذ كانت تمسك به،هل كان هذا ممكنا؟هل بامكان ايدان ان يون بهذه القسوة؟
-انه على وشك الخروج من المستشفى،وهو حقا ليس بحال..
تلاشى صوتها امام الشرر المتطاير من عينيه والنفور الحانق من الافكار التي لم تتمكن من التعبير عنها بالكلمات-ياالهي!ايتها الاميرة،هل تظنين حقا اني قادر على فعل ذلك؟
وبحركة عنيفة دفع رسيه الى الوراء وانتصب واقفا على قدميه ،ثم استدار مبتعدا واتجه نحو النافذه.
-هل تصدقين حقا اني قد استغل رجلا مريضا..؟
لم يكن بحاجة الى ان يكمل جملته ففي تلك اللحظة قبل ان يستدير مبتعدا عنها،رأت اينديا مشاعره التي ظهرت على وجهه بشل لم تساورها معه اي شكوك:
-لاايدان،انا آسفة.
-ايدان.
الآن فقط ادركت انها اشتاقت الى رؤية وجهه والى عناقه ورقته.
ولأنه منذ اربعة ايام تجنبها وابتعد عنها،باتت تحس الان بالفراغ التام والضياع الشديد الذين يعصران قلبها الما.
قالت ثابته:"انا آسفة".
ثم اجفلت الى الوراء حين ارتد على نفسه وزمجر غاضبا.
-بالله عليك اينديا اخرجي من هنا خذي تلك الرسالة واعطها لوالدك واتركيني بسلام!
تجمد لسانها في فمها فباتت عاجزة عن التلفظ بأي جواب،لكن لم يكن هناك في الواقع اي شيء لتقوله.
وضعت الرسالة في جيب السترة وارتدت متجهه نحو الباب..كانت يدها على الباب حين تتكلم ايدان فجأة من جديد:"اينديا".
كان صوته مختلفا كل الاختلاف وبدا تلفظه لاسممها بالغ الرقة بشكل غريب:
-نعم؟
-اعتني بنفسك.
القى بكلماته اليها ورماها بلا مبالاة آلمتها .
-سأعود قبل ان يتسنى لك الوقت الكافي لتشتاق الي.
اجابها بشكل مبهم:
-هذا مستحيل،وداعا ايتها الاميرة.
لقد تم صرفها،لكن نوعا من الشك المتردد ومن الشعور بالانزعاج جعلاها تقف في تردد وحيرة.
نظر اليها ايدان بحدة حين بقيت دون حراك،وعلا وجهه عبوس واستياء جعلاه يقطب جبينه وقال:"قلت وداعا اينديا".
كانت نبرته مهددة بالعقاب ان لم تطعه،وتابع قائلا:
-ولاتنسي ان تعطي هذه الرسالة لوالدك.
لم يكن لديها خيار اخر سوى المغادرة فاسرعت الى السيارة حيث كانت والدتها وشقيقها في انتظارها.
حدثت نفسها بحزم انها كانت تتخيل الاشياء،ايدان حساس؟مستحيل!لاشيء يستطيع اختراق ذلك الدرع من الثقة بالنفس الذي كان يرتديه بسهولة.
لماذا هي اذن عاجزة عن طرد صورة وجهه من ذهنها ؟لماذا يسكن افكارها بنوع من التأنيب واللوم اللذين يثيران اعصابها ويجعلانها عاجزة عن التركيز؟
لم تتذكر الا حين كانو يهمون بالخروج من جناح المستشفى فقالت:
-آه،ابي كدت انسى..هذا لك.
علت وجهه دهشة وتساؤل:
-انا لاأفهم.
خرجت الكلمات منه بصعوبة واضاف:
-لماذا يقوم ايدان وولف ..؟
قطع كلامه وهو يهز رأسه بارتباك وحيرة فتدخلت ماريون بسرعة قائلة:
-كان ايدان يقيم معنا.
واضافت:
لقد تصالحوا هو واينديا.
-الهذا السبب..؟
فسالته اينديا بألحاح بعد ان ارتفعت عينا والدها الى وجهها:"مالأمر ياأبي؟".
مالذي فعله ايدان؟
-المنزل ..كل شيء لقد قام بالتنازل عن كل ماادين له به.
-قام ب..
لم تصدق اينديا ماسمعته فتناولت الرسالة وراحت عيناها تطيران فوق الاسطر.
التنازل عن كل الديون..المنزل الريفي تعود ملكيته ل آل مارشتت..كل التحسينات وعمليات الترميم هدية لهم من ايدان.
-ايدان....
كيف يعقل ان يكون بهدذا الكرم..كانت والدتها تراقبها عن كثب ورأت التبدل الواضح في ملامح وجهها فقالت بتفهم غريزي:
-اينديا ان كان عليك القيام بأمر فلا تقلقي ستنقلنا سيارة الاسعاف الى البيت.
رمقتها اينديا بنظرة امتنان كبير.
-علي ان اذهب ! ابي انا اسفة..لكن الامر هام،قد يكون اهم شيء في حياتي.
لم تسمع الكلمات التي وجهها اليها والدها وهي تفتح الباب على عجلة.
قادت سيارتها مثل سائقي سيارات السباق،وطوال الوقت كانت تدعو الله ان تكون مخطئة والا يدل تصرف ايدان على مافكرت فيه،لكنها حين بلغت الطريق الفرعية اضرت لتخفيف سرعتها الى درجة كبيرة وراء عربة نقل كانت تسير بسرعة بطيئة ،فدمدمت بغضب :"آه،ياالهي هيا !هيا!وكانت اصابعها تضرب بشكل متواصل على المقود ثم هدأت حركتها المهتاجة وتجمدت فجأة حين رأت سيارة مألوفة جدا تمر على الممر الداخلي للطريق الفرعية.
-ايدان!
منتديات ليلاس
انها قادرة على التعرف الى خطوط سيارته الملساء الداكنة في اي مكان..
وهذا الممر يؤدي الى المنعطف باتجاه الطريق السريعة!
اذن فقد اصابت في تخمينها،كان ايدان عائدا الى لندن.دون ان يقدم اي تفسير،ماذا ستفعل الآن اذن؟
لن تدعه يذهب دون مواجهه.كان هذا امرا اكيدا !ولم تعرف مالذي كان يدور في فكره حين كتب تلك الرساله الى والدها والطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك هي مصارحته وجها لوجه.
التفت بسيارتها بسرعة الى الممر نفسه وضغطت بقدمها على دواسة الوقود،ربما تستطيع اللحاق به وحمله على التوقف قبل ان يبلغ الطريق السريعة.
ظهرت اخيرا سيارة الجاغوار امامها ،ويبدو ان ايدان لم يلحظ وجودها على اثره،ان كان لاحظ ذلك فانه يتصرف حسبما هو متوقع،كأنه يزيد من سرعته مثلا بغية الهرب منها،بل كان في المقابل ولدهشتها يخفف سرعته.
-ماذا الآن؟
كان يستدير الآن الى اين..؟ثم تجلى لها البواب حين توقفت السيارة الرمادية خارج مبنى مألوف الى حد مؤلم ،اوقف ايدان سيارته خارج الكنيسة المحلية،المكان الذي كان يفترض به واينديا ان يتزوجا فيه السنة الماضية .
ترقرقت الدموع فجأة في عينيها وراح قلبها يخفق في شكل صارخ جعل يديها تتعلقان بالمقود بقوة،بانتظار مرور لحظة الانفعال.ايعقل ان هذا يحدث فعلا؟
راقبت ايدان وهو يترجل من السيارة وانتظرت حتى شق طريقه الى اعلى الممر الخارجي،ثم تسللت بسيارتها ووقفتها خلف سيارته،لم يكن قد رأها ولم يدرك وجودها حتى..لكنها مع ذلك وجدت نفسها تلحق به مسرعة خشية ان يهرب منها.
كان ايدان يقف بصمت بقامته الطويلة الداكنة وبنطاله وقميصه الاسودين اللذين ارتداهما هذا الصباح مديرا لها ظهره وكان شيئا ما في ووضعية كتفيه وانحناءة رأسه معبرا بشدة وهذا ماجعلها تتقدم نحوه بخطوتين سريعتين.
-ايدان؟
لم يكن في صوتها سوى نحيب خفيف لم يكد يكون مسموعا،لكنه سمعه واستدار على نفسه على الفور،للحظة فقط لمحت على ملامحه المنحوته تعابير الدهشة والمفاجأة،وشيء اخر،لكن وجهه عاد مرة اخرى لذاك الدرع لكي يحمي به ماظهر من تعابير.
-ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟.
-لحقت بك من الممر الفرعي،كان علي ان اتكلم معك.
-ليس لدينا مانقوله.
-آه بلى لدينا مانقوله،اوه على الاقل،ان لم يكن لديك ماتقوله لي فلدي انا الكثير من الأسئلة التي اطرحها عليك،مثلا اين كنت ذاهبا "ايدان"هل كنت في طريقك الى لندن؟
كررت الاسئلة التي كانت تتأجج في رأسها واحدا تلو الاخر.
-هل كنت مغادرا"ايدان"هل هذا صحيح؟
لم يجبها بل ظل ملتزم بالصمت بعناد ،وكانت ملامحه مرسومة بتلك الخطوط القاسية الصلبة،لكنه لم يتمكن من اخفاء بريق خاطف عكس بعض المشاعر المرتبكة في عينيه فكان ذلك ماأعطى اينديا جوابها.
-هذا صحيح؟لكن لماذا؟
-فكرت في ان ذلك هو الافضل.
-الافضل لمن ايدان؟لك ام لي؟
-لكلينا ،يجب ان لانكون معا قط،كان يجب ان ادرك منذ البدء ان احدنا لايناسب الاخر..واننا سنمزق انفسنا اشلاء.
لم يكن عليك اللحاق بي انديا لااريدك هنا،اريدك ان تظلي بعيدة جدا عني،اخرجي من حياتي ..هل هذا مفهوم؟
قالت بضعف:"آه نعم !افهم تماما".
-جيد الان بعد ان انتهينا من توضيح ذلك،اعلمك باني ذاهب وبأنني لا اريد ان تلحقي بي.
مشى مبتعدا عنها ,,لم يكن ايدان يريدها لم يردها قط،كانت تخادع نفسها فحسب طوال الوقت.
*********************
كانت كلماته واضحة كل الوضوح لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر اليه،وفي تلك اللحظة تغير شيء ما.
-ايدان انتظر!
بلغه صوتها وهو يضع يده على الباب،فتوقف على الفور،لكنه لم يلتفت،بل وقف منتظرا وقد ابقى رأسه ملتفتا عنها بعناد.
-لدي بعض الاسئلة اطرحها عليك،وبعد ان تجيب لن احاول منعك من الرحيل،لكني بحاجة الى الصدق التام منكنان تقل الحقيقة فسأقابلك بالمثل.
قالت:
-لقد اعطيت رسالتك لوالدي،لم فعلت ذلك ايدان،مالذي جعلك تتنازل عن ديونك بهذا الشكل ؟
-استطيع تحمل الخسارة.
قلت اني اريد الصدق ايدان لن تصل الى اي مكان ان لم تتصرف بشكل سوي.
-وهل لنا اي مكان تصل اليه؟
-لست ادري كل مااعرفه ان مامن فرصة لدينا قط ان لم تحاول حتى،لقد قلت ان احدنا لم يعرف الاخر حق المعرفة من قبل..
اضافت:
-الا يجعلك ذلك ترغب في المحاولة بجهد اكبر هذه المرة؟
-ليس بالضرورة.
-قلت لك اني لاارهن على الفرص الخاسرة.
-اوليس لهذا اي فرصة على الاطلاق؟
-بالطبع لا،كان ذلك واضحا منذ البدء،لقد كنت اعمى البصيرة فلم ار ذلك،كنت غبيا لمحاولة احياء علاقتنا في حين انه لم يكن هناك شيء لأعادته الى الحياة،كنت مخطئا حتى في عودتي الى ويستبوري ،كان علي ان اعرف ان البحث عنك...
-البحث عني؟لكنك قلت انك جئت لرؤية والدي،وانك اردت استيفاء ديونه لااكثر.
تابعت قائلة:
-ان الرجال امثالك لايأتون بأنفسهم لجمع اموالهم،فلديك موظفون يقومون بذلك عنك،كان بأمكانك البقاء بأناقة في لندن وتسليم ذلك كله الى احد مرؤوسيك الكفؤين..
-اردت المنزل الريفي.
اخبرتها نبرة جديدة في صوته ان ايدان لم يكن قد بدأ بالتقهقر،فأنه بالتأكيد اصبح في حال اختل فيها ميزان الامور لصالحها.
-آه نعم اردت المنزل الى حد انك انفقت ثروة على كل تلك التحسينات وسلمته فالنهاية لوالدي.
عادت اليها ثقتها بنفسها فجأة وقالت:
-اذن قل لي هل هذا تصرف رجل اعمال غليظ القلب،يتمتع بتلك السمعة التي حرصت على اكتسابها خلال سنوات وسنوات؟هل هذا من الاشياء التي قد يقوم بها لون وولف؟
ارتفع راسه اخيرا وكانت عيناه تقدحان الشرر:
-تعلمين اني كرهت دائما هذا اللقب اللعين.
-لماذا؟لأنه ليس انت؟
قد ابدوا انا من الخارج اما الداخل..
رددت اينديا الكلمة الأخيرة لتحثة على مواصلة الكلام..الداخل؟.
فانفجر ايدان قائلا:
-في الداخل احمق لعين متيم بحب امرأة لاتبادله الحب!هذا بالتأكيد ليس من الاشياء التي يفترض بلون وولف القيام بها!
ثم نظر الى وجه اينديا في جو من الصمت المشدود الذي تبع كلامه،وارتسمت على شفتيه ابتسامة ملتوية ساخرة،وهز كتفيه ببرود قائلا:
-حسنا لقد قلت انك تريدين الصدق
-انا..
عجزت اينديا عن التفكير في كلمة تقولها ،كانت متهمكة في محاولة استيعاب الوقع الذي احدثته كلماته،هل قال متيم بالحب؟
-حسنا،بما اني وصلت الى هذا الحد فقد اروي لك كذلك القصة كاملة.
كان الاستفزاز في نبرة ايدان غير منسجم مع النظرة التي سكنت عينيه.
-وقعت في حبك منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها حين اقتربت مني في تلك السهرة.
-لكن..الذي قلته..الرهان..
-لم ادرك انك كنت المرأة التي مانت تصيح عاليا,,ليس في البدء.
ادركت ذلك مع الوقت،لكني كنت قد اغرمت بك،حاولت ان اقنع نفسي باني سأعلمك درسا ليس الا،وبأني سأتلاعب بك فترة طويلة،ومن ثم اتركك لتسقطي بقوة من ارتفاع شاهق،ولكني ادركت اني لااستطيع فعل ذلك،وعندما طلبت مني الزواج تمسكت بذلك وبقوة.
-لكي تعود وتقذفها في وجهي يوم زفافنا؟
-اينديا لقد قلت لك..كنت عازما على الزواج بك،اردت الزواج بك،ولم اكن اعرف مشاعرك نحوي.
-لم اعبر عنها قط اليس كذلك؟لكني قلت نعم للزواج.
-آه نعم..وكنت اعرف السبب..اردتني لأنني ثري..وانا رضيت بذلك،ولكن في الكنيسة حين نظرت اليك عدت الى رشدي حقا.وعرفت مالذي كنت انوي القيام به.
قاطعته بقلق:
وماكان ذلك؟
-كنت احاول تقيدك وسجنك في زواج لايرتكز حقا على الحب.وقررت فك اسرك؟
-لقد فعلت اكثر من ذلك.
-اعرف ذلك؟
كان صوته بالغ الرقة واضاف:
-لكني لم اعرف ماافعل غير ذلك،كان علي التأكد من ابقائك بعيدة عني فلو لحقت بي لما قدرت على تحمل ذلك،ولو رايتك ثانية لما تمكنت من مقاومتك،لذا كان علي انهاء الامر كليا.
-ايدان..لقد نسيت امرا واحدا بالغ الاهمية.
-ماهو؟
-والداك لم يحب احدهما الاخر قط..انهما لم يعرفا ماهو الحب الحقيقي..كما نعرفه نحن.
اصبح ايدان ساكنا شاحب الوجه وسألها بصوت اجش:"نحن".
هذا صحيح.
اقتربت اينجيا منه مادة له يدها وقالت:
-الا تعرف؟انا احبك ايضا.
لوظل متراجعا الى الوراء اكثر من ذلك لانهارت رباطة جاشها ،لكن ايدان قطع بعد لحظة المسافة التي تفصلهما بسرعة،واخذها بين ذراعية وسحقها على صدره.
كان عناقه هو كل ماحلمت به في حياتها،ففيه كل الشوق والألم اللذين الما بهما في السنة الماضية،لكنه ايضا حمل الامل الجديد والهوى الذي يتبادلاه،واهم من ذلك كله ،احتضن عناقه الحب الذي عرفت الآن انه يشعر به.
مر وقت طويل،طويل جدا قبل ان يرفع رأسه ممسكا بها بقوة واتجه بها بلطف الى احد المقاعد الخشبية واجلسها الى جانبه ثم قال:
-هل هذا حقيقي؟
كان صوته المنخفض مرتجف واضاف:"اصحيح حقا انك تحبيني؟لم اتصورك تقولين هذا".
-لقد سمعتني جيدا،انا احبك ايدان من كل قلبي/وارجو منك ان تصدقني في ان مالك لايعنيني ،سأحبك لوكنت فقيرا،انت هو كل مايهمني.
-بالرغم من كل ما,,
اسكتته اينديا بلمسة رقيقة من اصابعها على فمه ثم اخذت منه عناقا اخر طويلا ملتهبا.
-كنت اعمى البصر كليا.لااعرف لماذا لم ار ذلك.
-ربما يكون السبب هو الوضع الذي كان عليه والدك ،لم تكن تعلم مالذي تبحث عنه،وبالطبع انا لم اساعدك في ذلك بسبب ذلك الرهان السخيف.
-توصلت الى بعض الافتراضات المشوهة نتيجة لهذا ،حكمت عليك مستندة الى دليل ناقص،لهذا صدقت والدك انك تريدين اتفاقا سابقا للزواج.
-كان عليك ان تكلمني في هذا.
-اعرف صدقيني،انا اعرف لكن الحقيقة هي اني لم اجرؤ على ذلك.كنت خائفا ان فعلت من ان تفصحي لي بأنك لاتحبيني وبأنك اردتي مالي فقط،ولقد بدا هذا حينها يتلائم مع طبعك.
- لماذا وضعت تلك الشروط على الاتقاق ؟لماذا قمت بتجميده لمدة سنة؟
-لأني كنت لاازال عازما على الزواج بك ،كنت اريدك مهما يكن الامر،كان لدي امل هقيم في انك ستصبحين قريبا ثريه بحيث
لاتحتاجين الى زوج ثري،واكون بذلك قد ازلت عامل المال من المعادلة،املت في ان استغل تلك السنة لأعرفك عن كثب بالفعل،واجعلك تقعين في حبي ان حالفني الحظ،حتى اذا ماتحقق ذلك تبقين معي.
-وهذه المرة؟لماذا عدت؟
بحثا عنك حولت البقاء بعيدا لكني لم استطع العيش دونك.لكنك رفضت ان تكون لك اي صلة بي..ومن يستطيع القاء اللوم عليك؟لم اعرف كيف اصل اليك،لذا حين استحق تسديد ديون والدك تعلقت بالفرصة التي قدمها لي ذلك.
-لم تكن قط ستطالب والدي بتسديد ديونه.
رأت ايدان يحرك رأسه بنفي شديد وقال:
-حدثت نفسي بان استخدم هذه الديون لأمسك به تحت سيطرتي..لكن الحقيقة كانت انها اعطتني عذرا لكي اعود،لأراك،اردت رؤية والدك لأحاول تسوية الامور بيننا ،لكني حين اكتشفت انني اصبحت قانونيا مالك المنزل ،بدا لي ان القدر كان يلعب في صالحي،كانت تلك الطريقة الوحيدة الممكنة لأبقى في حياتك مدة كافية لتسوية الأمور.
مرت يده القوية عبر شعره الاملس البراق في حركة عبرت ببلاغة عن المشاعر التي كانت تغمره.
-ومن ثم حين ادركت كم كنت حقا صادقة وصريحة..اينديا"حبيبتي"اناآسف جدا..
-لاتكن آسفا.
واضافت:
-تصرف والدي بشكل سيء جدا،مستغلا اياك بهذه الطريقة،ومتدخلا في حياتنا،اتظن ان بامكانك ان تغفر له يوما؟
-ان كنت تحبيني ،استطيع فعل اي شيء،انه عائلتك،وانت تحبينه،لذا فاني لاجلك سأضع الماضي خلفنا،اتساءل فقط ان كان هو..
قاطعته اينديا بسرعة:
-لاداعي لتقلق حين اتيت بحثا عن كنت متأكدة من ان والدي حرز الى اين انا ذاهبة ووافق على ذلك،انا واثقة انه مستعد لأبلاغك انه ارتكب بعض الاخطاء المروعة،وانه سيكون ممتنا لاعطائه فرصة ثانية لأصلاح الامور.
-سألاقيه اذن في منتصف الطريق.
-ايدان..
-انا مستعد لفعل اي شيء لأجلك حبيبتي اريد قضاء ماتبقى من حياتي في اسعادك،بالمناسبة..تعالي معي.
-اين..؟
جرها خارج صف المقاعد اسفل الدرجات حيث وقفا معا منذ سنة خلت واستدار نحوها وشد على يدها وقال:
-اينديا يبدو ان هذا المكان الأنسب لاسألك ذلك:"اتقبلين الزواج بي؟"
-نعم بالتأكيد لايمكن ان يكون جواب غير ذلك.
-آه ياالهي اينديا تعالي الى هنا وعانقيني.
فارتمت تلقائيا بين ذراعيه مرة اخرى شعرت بانسحاقها تحت وطاة ذراعيه فقد امسك بها بشدة لم تترك لها اي امل في النجاة،ولكنها لم ترد النجاة فهنا هو المكان الذي تنتمي اليه والذي ستقضي ماتبقى من مستقبلها.
دمدم ايدان:
-آه ياالهي اينديا!ان ماتجعليني اشعر به لايتلائم قط مع مكان وجودنا فأفكاري لاتتناسب ابدا مع الكنيسة.
حدقت اينديا ببراءة في وجهه بعينين زمرديتين واسعتين فلاحظت البريق في عينيه واللون الذي صبغ وجنتيه فقالت:
-لن يطول صبرك فقريبا نصبح زوجين.
-نعم ايتها الساحرة الصغيرة!ستتم اجراءات الزواج في اقرب فرصو ممكنة.
تشابكت اصابعهما بقوة وسارا يدا بيد مبتعدين عن الماضي نحو مستقبل زاه يملؤه الحب.
تمـــــــ بحمدالله ــــــــــــت
تحياتي تمــــــــــــارااا
|