لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-11, 02:27 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



تطلّعت دونا حولها في تلك الغرفة الساحرة , ونحو الفارس الأسود الذي يلمع تحت أشعة الشمس الجميلة..... وسخرت من فكرة الخوف من أدوني , أحسّت فجأة بأن ما يهمّها حقا هو البقاء في الفيللا طوال فترة عملها , نظرت اليه فبدا لها شابا وسيما لم يضر أحدا من قبل , سألته بهدوء:
" متى تريدني أن أكون جاهزة؟".
منتديات ليلاس
لمعت عيناه ببريق ساطع وقال لها بأرتياح ظاهر:
" أذا كنت مستعدة حوالي السابعة والنصف , فسوف نتمكن من تمضية وقت طويل معا , الى اللقاء أيتها الحبيبة ".
غادر الغرفة على الفور وعادت دونا الى عملها .....وهي ترفض حتى مجرد التفكير بمدى سلامة قرارها , ولكنها ذكّرت نفسها بأنها لن تجد فارسا يهب للدفاع عنها في تلك الطرقات الجبلية النائية , وأبتسمت......
هكذا تعتبر ريك لورديتي , الذي قد يكون أخطر بكثير من مئة أدوني معا , ما من أمرأة بمثل مركز سيرافينا تستخدم حارسا شخصيا لا يكون قادرا على أستخدام كافة أساليب العنف والقساوة مع الذين يحاولون إيذاءها , وتذكرت ما أخبرها إياه أدوني عن تمكّن ريك من أنقاذ سيرافينا بسلام , من أيدي عصابة من الأشرار........ حتى بعد أن تلقّى طعنة قوية في صدره , وأحست دونا بشيء يطعنها تحت ضلوعها , أنها لا شك غبية وسخيفة للغاية أذا كانت تعتقد بأن لرجل مثل لورديتي أي أهتمام حقيقي بفتاة مثلها , سيرافينا هي المرأة الوحيدة في حياته , ومن له أمرأة مثل سيرافينا الرائعة الجمال والذائعة الصيت وصاحبة الثروة الطائلة , لن يعير أي أهتمام يذكر لفتاة بريطانية أقل من عادية.
أدارت دونا آلة التسجيل وراحت تستمع بأنتباه بالغ للأحداث التي مرّت في حياة سيرافينا , عندما كانت سيرافينا فتاة صغيرة في صقلية , تصورت ريك يعيش حياة مماثلة , أنهما شخصان يعرفان مدى صعوبة الحياة في محيط يعمه الفقر والحرمات , ويتقبّله الجميع بأرادة قوية وشجاعة فاقة , أستغلت سيرافينا جمالها للأبتعاد عن الضجيج , والمجاعة والأزقة الوسخة , أما ريك , فقد أستخدم قوته وقساوته وكان رجلا يعرف كيف يشق طريقه عند حلول الظلام في أدغال المدن الكبرى , كان بالتأكيد عنيفا كبقية تلك المخلوقات التي تخرج من الشوارع المخيفة بحثا عن الضحية أو الطريدة .... أو الروح الضائعة , كان يختار العزلة في كثير من الأحيان ليقف كهذا التمثال الحجري البارد , الذي لا تتمكن حتى الشمس الساطعة من تدفئته.
هزّت دونا رأسها بقوة , وتمنت لو أن بأمكانها طرد هذا الرجل من أفكارها , بمثل السهولة التي طردت فيها وريث الممثلة الشهيرة..... عندما عرض عليها الزواج , وكأنه يطلب قطعة حلوى , ولكن ريك لورديتي لم يكن أبدا مثل أدوني , أنه رجل تحفل حياته بذكريات خلقت جروحا وآثارا لا يمكن أزالتها أو محوها , لا شك في أنه واجه في ماضيه بعض الأحداث الرهيبة التي حوّلته الى رجل قاس ودفنت في أعماقه جميع المشاعر الرقيقة والناعمة ..... حتى أختفت تماما وأصبح كتلك الصخرة في الحديقة , تحوّل حجرا قاسيا وباردا , ولن تعود الى عينيه أبدا تلك الشعلة الجميلة التي تجذب الفتاة اليه ليذيبها بحرارة نظراته .
وضعت دونا يدها على عينيها وكأنها تريد حجب رؤيته عنها , من المؤكد أنها متأثرة بشيء ما في الأجواء الأيطالية المثيرة , أنه يعجبها الى هذه الدرجة , لأنها لم تعرف في حياتها رجلا مثله , أنه ليس فارسا من القرون الوسطى يرتدي الدروع الواقية ويستل سيفه للدفاع عن المظلومين ...... بل هو قاتل محترف يهتم بأمرأة ثرية , بأكثر من ناحية ! قال أدوني أن ريك يدخل غرفة سيرافينا ويخرج منها بحرية تامة , ويجب أن تكون بريئة كطالبة كي تعتقد أنه يدخل غرفة نوم الممثلة الجذابة لمجرد البحث تحت سريرها أو في خزانتها عن مجرم محتمل !
شعرت بالأرتياح عندما فتح باب الغرفة ودخل الخادم الشاب وهو يحمل لها قهوة الصباح وبعض المأكولات الخفيفة , ولمّا شاهدت تفاحة كبيرة لذيذة لا تزال معلّقة بغصنها , أبتسمت وقالت:
" أوه , كم هي جميلة !".
" أرسلها اليك السيد".
قفز قلبها من مكانه وهي تعلّل النفس بأمل سخيف لا يمكن تصوره , سألته عمّن يكون ذلك السيد , فأجابها بأستغراب بأنه السيد نيري , تضايقت ضمنا ولكنها أبتسمت وطلبت منه أن يشكر السيد نيابة عنها , تضايقت لأن قلبها تصرّف على هذا النحو المزعج , مع أن عقلها قال لها أن أدوني هو الذي يعتبر الفتاحة كتفاحة ....... وأن في جعبته حركات ساحرة عديدة تهدف الى إضعاف مقاومتها.
حملت فنجان القهوة ووقفت أمام الباب الزجاجي الكبير , تتأمل عبر أغصان الشجرة التي تغطيها أزهار جميلة حمراء , ذلك الفارس الحجري الصامت , لم تتصوّر نفسها أبدا رومنطقية الى هذه الدرجة, إلا أنها بدأت تتصرف على هذا الشكل منذ مجيئها الى أيطاليا ...... كفتاة في قصة عاطفية تجد نفسها فجأة متعلقة بشخص غريب , دون أن تجد سببا لذلك...... شخص أسمر طويل القامة أزعجها وأثار أعجابها منذ اللحظة الأولى التي نظرت فيها الى عينيه القاسيتين , هل هي على خطأ أذا ظنت أنه نظر اليها , وكأنه يريد أمتلاكها مع أنه لن يتمكن أبدا من ذلك؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 02:46 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

روعة كتير حلوي

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 07:49 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


شعرت بألم حاد في قلبها ومسحت الدموع من عينيها وهي تقول:
( توقف عن ملاحقتي كالكابوس!".
وجدت نفسها فجأة في الحديقة وهي واقفة أمام الفارس الأسود , رأسه كان منحنيا بخوذته الحديدية الثقيلة , ويداه الممسكتان بالسيف جامدتين لا تتحركان , كانت العصافير وحدها تزقزق وتتحرك.... أما الفارس فقد ظل محتفظا بصمته وجموده , وتأهبه.
أعدت نفسها للسهرة المرتقبة وهي تشعر بتوتر خفيف , ربما كان عليها أن تكون أكثر حزما مع أدوني , وأن تجازف بحضور أمه فجأة ومشاهدتهما مها على أنفراد , ألا أن التبرج والتزين لتناول العشاء خارجا لم يكونا أمرا مزعجا حقا , وسرّها أن ترتدي ذلك الثوب الجميل لأول مرة منذ أبتياعه في باريس , وضحكت عندما تصورت نفسها فتاة بسيطة جاهلة تسمح لهؤلاء الأيطاليين الوسيمين بأخراجها عن برودتها الهادئة التي تفخر بها كثيرا , ما من أحد يمكنه القول أنها لا تبدو هادئة من حيث الشكل الخارجي , على الرغم من أن قلبها لم يعد متأكدا من نفسه وذاته.
أرتبكت عندما شاهدت أدوني ينتظرها أمام قاعة الجلوس ويبدو جذابا للغاية في سترته البيضاء الرسمية وسرواله الأسود الضيق , أقترب منها بسرعة وشدّ على يدها بقوة قائلا:
" كم أنت جميلة! أنت جذابة ورائعة , أيتها الحبيبة!".
" وأنت أيضا يا أدوني , تبدو جذابا ولا بأس بك على الأطلاق ! ".
أبتسمت عيناه قبل شفتيه وقال:
" شكرا , هكذا يجب أن يكون الوضع دائما ...... أن يكون الشخصان مناسبين لبعضهما , تصوري كم سيكون جميلا ورائعا أبننا , أيتها العزيزة".
" أسمع ! لا أريدك أن تبدأ ذلك ثانية !".
رفض أحتجاجها ضاحكا , ثم فتح باب القاعة وقال للشخصين الموجودين هناك:
" أننا ذاهبان".
كانت سيرافينا متمددة على كنبة وريك واقفا قرب النافذة , نظر اليها بعينين فاحصتين ثم وجّه نظرة سريعة الى أدوني , الذب قالت له أمه:
" لا تقد سيارتك وكأنك تشارك في السباق المقبل تعجبني دونا كثيرا كسكرتيرة ولا أنوي أبدا أن أفقدها , أنني أتساءل في الحقيقة عما أذا كان من الحكمة السماح لك بدعوتها هذه الليلة , أنها مخلوقة طيبة جدا لم تفسدها شرور الحياة , وكنت أعرف والدها وأعجب به , ولا أظن أنه كان سيوافق عليك , أيها الحبيب".
" سأحافظ على هذه الفتاة , يا سيرافينا , كما يحافظ ريك عليك! من المؤكد أنني لن أجد مثلا أعلى , أفضل من حارس أمي وفارسها!".
رفع ريك حاجبه الأسود ونفخ الدخان بقوة م أنفع الغاضب , ولكن سيرافينا نظرت اليه وسألته بغنج ودلال :
" هل أنت حقا هكذا , يا ريك؟".
حوّل نظره اليها , فضحكت بأغراء وكأن هناك نكتة لا يعرفها سواهما , ثم عادت لتقول لأبنها:
" لا يوجد مثل ريك سوى عدد قليل من الرجال , أيها الحبيب , ولكن لديك أنت طبيعة دافئة ومتلهفة , ويسرّني جدا أن أدلّلك وأغدق عليك المال بدون حساب , لأنني ذقت طعم الفقر والحرمان فترة طويلة في بداية عمري , كنت أتحرّق في صباي كي أحصل على جزء يسير مما هو متاح لك اليوم , أذهب , يا أدوني , وتمتّع بسهرتك , ولكن حاول أن تتصرف بلياقة وتهذيب مع هذه الفتاة الطيبة".
" طبعا , يا أمي".
أقترب منها وقبّلها على جبينها, وسمعت دونا الممثلة القديرة وهي تضحك بنعومة عندما كانت تداعب وجهه الذي يحمل شبها كبيرا لوجهها , وفجأة جذبتها العينان الحادتان بقوة , فلم تتمكن من مقاومتهما , نظرت دونا الى ذلك الرجل , الذي يبدو أن سيرافينا تقيّد جسمه وروحه بسلاسل من الحديد , وتساءلت عن سبب عدم زواجهما , هجرت سيرافينا زوجها منذ زمن طويل , ولكن الطلاق لم يعد مستحيلا في أيطاليا , فلماذا لا تطلّق زوجها وتتزوج ريك ؟ أنه بالتأكيد رفيقها ..... وهل يمكن لأي رجل يمضي هذا الوقت الطويل مع أمرأة جذابة ومثيرة مثلها بدون أي علاقة؟
كانت عيناه جامدتين وقاسيتين عندما ألتقت نظراتهما , ولكنه أخذ ينظر الى جسمها النحيل وكأنه يداعبها , فنظرت اليه بغضب ورجاء وكأنها تقول :
( أياك ! لا أريد أن أعرف ماذا تشعر سيرافينا عندما تضمها بين ذراعيك !).
شهقت عندما أمسك أدوني بذراعها وقال لها:
" تعالي , حان الوقت لذهابنا".
كان يداعب وجنتيها بنظرات الوله والهيام , ولكنها لم تشعر بشيء , خرجت معه من تلك الغرفة الكبيرة , ولكنها أحست بأنها تركت وراءها جزءا حيويا بالغ الأهمية من شخصيتها وذاتها , أنه جنون يثير الشفقة أن تتعلق برجل يخص أمرأة أخرى...... أمرأة متسلطة حادة الطباع ستغرز أظافرها في وجه الفتاة الغريبة , وتمزقه أربا أذا ضبطت ريك وهو يلمسها فعلا.
ولكن دونا كانت متأكدة من أنه أراد أن يلمسها بيديه وليس بنظراته فقط , لاحظت شحوبا في وجهه وعينيه عندما شاهد أدوني يمسك بذراعها , لا بد أن جسمها أرتعش قليلا وهي تفكر بذلك الرجل , لأن أدوني قال لها بأهتمام حقيقي قرب سيارته السريعة :
" لا تخافي من لورديتي ... أنا أعرف أنك خائفة منه يا دونا , لاحظتك كيف تنظرين اليه , لأنك ربما تشعرين بغرابة توعية هذا الرجل , أذا كنت تريدين الحقيقة بصراحة , فلا بد لي من القول أنه ثتل شخصا في حياته".
" أوه , لا !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 08:33 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظرت اليه بعينين حزينتين وكأنها تستجديه أن ينفي ذلك , ولكنه هز رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر اليها بجدية بالغة:
" حدث ذلك منذ زمن طويل أثناء عراك جرى على أحد أرصفة الموانىء وأنتهى بمقتل منافسه , وقع الرجل أرضا نتيجة لكمة قوية من ريك , فأرتطم رأسه بحجر وقتل على الفور , تم أعتقال لورديتي ومحاكمته بتهمة القتل , ومع أنه لم تثبت أدانته بالقتل الفعلي , إلا أن الجميع كانوا يعرفون أنه هو الذي بدأ العراك... وأن لديه دوافعه لقتل ذلك الرجل , يبدو أن الرجل كان عضوا في المافيا ومسؤولا عن مأساة لحقت بعائلة ريك.
" مأساة ؟ هل تعرف التفاصيل؟".
كانت تريد معرفة كل شيء يتعلق بماضيه وحياته , مع أن كلمة مأساة تحمل في طيّاتها أمورا محزنة وربما مخيفةة.
" قتلت والدته , كانت نحّاتة أميركية تعرّفت على شاب من صقلية أثناء زيارتها لتلك الجزيرة , وتزوجته خلال فترة قصيرة من ذلك اللقاء , كانا يملكان حقلا صغيرا يضم عددا قليلا من أشجار الزيتون , وعندما توفي زوجها بما وصف آنذاك بأنه حادث , ألقت اللوم على عصابة المافيا وقالت أن أفرادها قتلوه لأنه رفض دفع خوّة لمنظمتهم , وتوفيت هي أيضا لأنها لم تخف الأفصاح عن رأيها بالنسبة الى أولئك القتلة المجرمين , كان ريك شابا يافعا وأقسم بأنه سيجد القاتل وينتقم منه , وبالتالي , فما من أحد يشكك أبدا بأن ريك كان سيقتل ذلك الرجل بيديه لو لم يرتطم رأس القاتل بحجر ويلق مصرعه على الفور".
توقف أدوني لحظة طويلة ثم تابع حديثه قائلا:
" كما ترين يا دونا , فأنت لست الشخص الوحيد الذي يشعر بالتوتر أو الخوف منه , أن قساوتهالدفينة هذه هي التي تجعله كاملا في نظر أمي , لا توجد كلمات مهذبة لوصف أهميته بالنسبة اليها ألا بالقول أنه أساسي ولا غنى عنه".
وضع أدوني يده على وجه دونا البارد , ومضى الى القول:
" أنها قصة مذهلة , ولكن ما يقوّي شعور أمي بالأطمئنان الى أمنها وسلامتها , هو شهرة ريك بالقسوة والعنف , أما بالنسبة اليك , فأنني أؤكد لك أنك لست معرضة لأي خطر من جانبه , فطوال السنوات التي عرفته فيها , لم ينظر أبدا الى أي أمرأة سوى سيرافينا".
" وماذا يفعل عندما يذهب الى روما؟".
أنطلقت الكلمات من فمها بطريقة عفوية وهي تتذكر النظرات الملتهبة التي وجّهها اليها , والتي كانت ستشتعل وتحرقها لو أنها أقتربت منه ..... بعيدا عن عيني سيرافينا ومراقبتها المذهلة له , هزّ أدوني كتفيه وهو يفتح لها باب السيارة الفخمة , وقال:
" من يدري ؟ أنه شريك في أحد النوادي هناك , ولكن أذا كان يقابل نساء أخريات , وأذا كانت سيرافينا تعلم بذلك , فأنها لا تذكر هذا الأمر أطلاقا , ثقتها فيه , حسبما أعلم , واضحة ومطلقة , وهو , كما لاحظت أنت بنفسك , يكرّس لها حياته بصورة تامة , أذا ألتقى أفتراضا ببعض النساء بين الحين والآخر , فأنه سيمضي معهن بالتأكيد فترات عابرة تزول بسرعة بدون أن تترك أي أثر أو أهمية , لم يحدث مرة هنا أن همس أحد بأي أحتمال ضئيل لعدم أخلاصه لها , وأنا , من ناحيتي , أشك كثيرا في أن له قلبا يخفق تحت ضلوعه الحديدية".
جلست دونا في مقعدها حائرة صامتة , وبعد لحظات قصيرة , كان أدوني يطلق العنان لسيارته بعيدا عن الفيللا ... وسيرافينا .... ولوردياي!
كان يقود سيارته بمهارة مدهشة على تلك الطرقات الجبلية الملتوية , التي تؤدي الى الساحل , نظر اليها وقال لها باسما:
" ما يعجبني فيك كثيرا , أنك كعطر رائع لا يمكن للرجل أن ينساه بمجرد أن يشمه مرة , وما يثير دهشتي وأستغرابي , أنك لا تزالين عازبة وتتصرفين الى حد بعيد كعذراء خجولة , هل أحببت مرة أتخاذ حبيب بريطاني لك؟".
" أتعجب كثيرا لماذا يتصور الرجال الأجانب دائما أن الفتاة البريطانية .. متقدّمة عن غيرها في هذا المجال ! أقولها بصراحة ودون تردد , أن تصرف أغلبية فتياتنا مشابه لتصرفات الأيطاليات , ننتظر حتى نقع في الحب قبل أن نبدأ في توزيع خدماتنا هنا وهناك".
" أوه ! ما أروعك , يا دونا , عندما توزعين خدماتك علي!".
قال لها الجملة فيما كانت السيارة تقطع منعطفا قاسيا , وبدت كأنها معلقة بين السماء وصخور الشاطىء , أغمضت دونا عينيها خوفا وهلعا , ولم تفتحهما إلا بعد أن تأكدت أن السيارة لا تزال على الطريق , سألته بصوت مختنق:
" لماذا يقود الأيطاليون سياراتهم بمثل هذه السرعة وهذا التهور؟ ".
" ربما للتعويض عن أضطرارهم أتخاذ جانب الحيطة عندما يحاولون مغازلة فتاة تؤمن بالجدية والفضيلة".
" لماذا تصر يا أدوني , على قيادة سيارتك بمثل هذه السرعة الجنونية ؟ هل تريدني أن أسترحمك ؟ لن أتمتع بهذه النزهة ما لم تخفف السرعة الى درجة كبيرة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 10:13 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رد عليها مازحا:
" جبانة ! بعض النساء يعجبهن كثيرا السائق السريع".
" ولا أشك أبدا في أنك تتحدث عن خبرة طويلة في هذا المجال".
" هل بقلقك أن تكوني مع رجل تمتّع صراحة بمعاشرة الجنس الآخر ؟ هل تفضلين الرجال المتنسكين ؟".
" تعجبني الصحبة الجيدة , ولكنني لا أحب الرجال الذين لا يهمهم إلا حب الظهور".
" وهل تعتقدين أنني أفعل ذلك الآن , أيتها الحبيبة؟".
" أظنك تحاول أثبات شيء ما , ربما لنفسك قبل الآخرين , الرجل القوي ليس مضطرا على الأطلاق لأطلاق مهارته وقدرته".
" هل تقولين أنني لست رجلا قويا؟".
منتديات ليلاس
" أنك رجل مدلل جدا , يا أدوني , أنت شاب وسيم متأكد من محبة له ورغبتها القوية في ألا تراه محتاجا لأي شيء , ولكنك تعرف أنك تضيّع حياتك سدى , وفي مجالات كثيرة , لا يمكن للمرأة أبدا أن تحترم رجلا لم يحقق أي أنجاز سوى قدرته الفائقة على التحكم بسيارته السريعة , أو في مصاحبة فتيات النوادي الليلية .
" أذن أنت تفضلين دون كيشوت على دون خوان؟".
" دائما".
" أنت تبحثين عن فارس يحمل سيفا! فارس سخيف العقل يضع الشرف قبل كل شيء ! هل تأملين حقا في أيجاد شخص كهذا في عصرنا الحالي؟ أننا , يا عزيزتي , نعيش في عالم مادي أصبحت فيه المثل العليا عادات قديمة بالية ".
" أنه أمر محزن حقا , لا شك في أن الحياة كانت جميلة جدا عندما كان الرجال مستعدين للدفاع عن الشرف والكرامة , أخذني أبي مرة لمشاهدة تماثيل هؤلاء الفرسان , ولن أنسى أبدا تلك الكلمات التي حفرت على أحداها ...... الشجاعة هي روح الرجل , والشرف هو السيف اللامع الذي يحمله , أرادني أبي أن أعرف معنى التضحية , قال لي أنها آخذة في الزوال مع أنسان هذا العصر , وأنني عندما أجدها في شخص ما فعليّ أحترامه وتقديره".
ضحك أدوني وقال لها بمرح وأستغراب :
" أوه , يا لك من فتاة ! أنك تعتقدين حقا بأن مثل هذه الأمور , كالفروسية والتضحية والشجاعة لا تزال موجودة في عالمنا , رباه ! أنني متأخر جدا كي أحاول التطلّع قدما الى تحقيق مثل هذه الأحلام ".
" أعرف جيدا أننا نعيش في عالم يركّز فيه الناس كثيرا على الممتلكات االمادية , وعلى تحقيق النجاح المادي , بغض النظر عن مشاعر الآخرين وأحاسيسهم , ألا أن أسوأ أنواع الرجال في رأيي هو الثري الكبير الذي يستغل الناس الى درجة السحق والأذلال , ويبني لنفسه هالة من العبادة الشخصية , كيف يمكن لأي فتاة أن تصور أن طاغية كهذا سيحبها؟".
ضحك أدوني بسرور وقال:
" أنك تنيرين حياتي أكثر فأكثر , يا حكيمتي الصغيرة , كنت أتصور أن سكرتيرة سيرافينا ستكون فتاة حادة اللسان ولا تعرف شيئا في الحياة سوى عملها , كانت مفاجأة جميلة , بالنسبة الي , عندما رأيتك للمرة الأولى , ولم أصدّق أن حظي سيكون طيبا الى هذه الدرجة".
" ليس لحظك أي علاقة بمجيئي الى هنا , يا أدوني , أنت تعرف جيدا أن أمك لا توافق على قيام ..... صداقة.. ....بيننا".
" أنها تعتقد أنني سأحاول أستغلالك".
سألته بهدوء , فيما كان يوقف السيارة أمام المطعم:
" وهل هذا ما تنوي القيام به؟".
نظر اليها طويلا ثم أجابها بصراحة مذهلة:
" أنني لا أنام الليل لكثرة ما أفكر بك , أحلم بأن أكون معك ......بأن أضمك الى صدري, لم أعرف طوال حياتي فتاة مثلك , ذكية وذات شخصية قوية... ومع ذلك بريئة.....".
" أدوني! لم نعرف بعضنا إلا من فترة قصيرة جدا , وأنت لم تكف منذ البداية عن مغازلتي بسحرك المعهود , أوه , نعم , لديك جاذبية ساحرة.... وأنت تعرف ذلك , لا أظن أنني تعرفت في حياتي على رجل أكثر وسامة منك , ولكنك تعيش في محيط مخملي , وأنا أبدو لك مختلفة كثيرا عن النساء الأخريات اللواتي تعرّفت اليهن , ربما أحببت بعضهن بشكل أو بآخر , لكن عندما يزول البريق الجديد.....".
" لا أعتقد أنه سيزول".
وضع يده على شعرها وأضاف بنعومة:
" مثل سنابل القمح الحريرية تحت أشعة الشمس , ثمة أشياء كثيرة أريد منحها لك يا دونا , نفسي ........ قبل أي شيء آخر".
أحست دونا في صميمها أنها قد تتجاوب الليلة مع وسامة أدوني , ونظرات الوله في عينيه , والرقة والنعومة في كلماته , ولكنّها حذرت نفسها من أنها ستواجه الكثير من المتاعب معه , إن هي تجرأت على إظهار أي تجاوب مع جاذبيته الساحرة العاشقة , وهي لا تريد التورّط في علاقة لن ترضي أبدا طموحاتها الجدية الحقيقية في الحياة , قالت له بهدوء:
" أرجوك ! أنني جائعة جدا , هل يمكننا الدخول الآن؟".
" أنك تجلسين قربي ولكنك تحاولين الهرب مني , أنني أطمح الى تحقيق شيء ما يا دونا , وهو إذابة تحفّظك هذا وحملك على إيجاد الدفء والحنان بين ذراعي , أنت وحيدة ... كما أننا جميعا وحيدون داخل أنفسنا , ولكنني أعرف شيئا هاما عنك وهو أنك لا تجدينني ..... كريها , أليس كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
خاتم الانتقام, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, the loved and the feared, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية