ذهبت الى غرفة نومها وأستلقت على سريرها , يمكنها دائما أن تتظاهر بوجود صداع قوي أو أن معدتها تؤلمها , إلا أن ذلك سيبدو رضوخا لرغبات ريك .... لرجل لا يحق له أن يحاول توجيه حياتها بشكل أو بآخر , أذا كان أدوني مدللا ومعتادا على حياة المجون والفوضى , فأن نصف اللوم يقع على كاهل ريك , لم يحاول أبدا ثني سيرافينا عن الرضوخ لمشيئة إبنها ورغباته , وتغطية كافة نفقاته وديونه , إنها تحب إبنها كثيرا وترى في وجهه الوسيم أنعكاسا لجمالها المميز.
ودقت ساعة الحائط , أنها السابعة تماما ! لم يبق لديها إلا نصف ساعة فقط كي تستحم وترتدي ثيابها , أذا كانت ستذهب معه , أرتبكت وترددت ....... لأنها تعرف ماذا سيحدث لأدوني في تلك الحفلة أذا ذهب بمفرده , سينتهي به الأمر الى خسارة أموال طائلة وتمضية بقية الليل بصحبة أمرأة تخون زوجها معه , لم تكن لديها أي أوهام بالنسبة الى أدوني , ولكنها تعلم أنه تحسن كثيرا منذ أن بدأت تخرج معه , أنه يعجبها , بالرغم من عدم قدرتها على التظاهر بأنه ريك , اللعنة على ريك ! لماذا يتدخل في كل شيء ... في أفكارها , ومشاعرها , وحتى في قلبها ! أرادت أن تتحداه وتذهب مع أدوني الى حفلة اليخت.
خرجت من الحمام بسرعة وتوجهت الى غرفتها عبر الممر الصغير , شهقت بصوت مرتفع عندما وجدت نفسها ترتطم برجل طويل القامة , تعثرت قدماها , فأمسكها بيدين قويتين بدتا وكأنهما ترفعانها عن الأرض , وقفت مذهولة بين ذراعيه , فيما كان يتأمل وجهها وملامحها بعناية بالغة , كان قلبها يخفق بقوة وكأنه يريد الأفلات من جسمها والألتحاق بجسم الرجل االذي يعذبه ويؤلمه , قال لها بصوت خافت:
" هل تعرفين مذا أحب أن أفعل لك؟".
لم تكن بحاجة للرد عليه , لأنها قرأت الجواب في عينيه الجميلتين القاسيتين , شاهدت تلك الشعلة الخفيفة في نظراته , عندما سمعته يجيب نفسه قائلا:
" أحب أن أحبسك في برج وأتولى حمايتك , كيلا يتمكن أحد من ألحاق الأذى بك , دخلت نصيحتي في أذن وخرجت من الأخرى , أليس كذلك؟ أنت ذاهبة الآن الى هذه الحفلة وتبدين نشيطة وبريئة كطفل صغير أخرج لتوه من حمام ساخن".
" لماذا تعارض حفلة اليخت بمثل هذا الأصرار؟".
كان لا بد لها من أن توجه اليه هذا السؤال , لأنها لم تكن المرة الأولى التي يشاهدها فيها وهي خارجة في سهرة مع أدوني , أجابها بهدوء:
" يملك هذا اليخت رجل لا أحبه كثيرا , فقد أدوني معه أطوالا طائلة , وأنا أعرف أن الرجل يغض كثيرا في لعبه , أدوني خبيث مع النساء , ويحب اللهو والعبث الى درجة كبيرة , ولكن لديه بعض الفضائل ومنها أنه يكره الغشاشين , كما أكرههم أنا , لم يكتشف بعد بنفسه أن صاحب اليخت يغش في اللعب , وسوف تحدث مشاكل كبيرة عندما يفضح أمره".
" أذن , فذهابي معه عامل مشجع , أنه يتصرف بشكل طبيعي عندما أكون معه".
أمسك برأسها وأحناه الى الوراء كي ينظر الى عينيها بهيمنة وتسلط , وسألها:
" وكيف يتصرف عندما تكونان على أنفراد؟".
" أفضل منك".
كان عليها أن تدافع عن نفسها , وبدا أن أفضل وسيلة لذلك تكمن في مواجهته , عقد حاجبيه , ثم هاجم مشاعرها فجأة وراح يعبث بعواطفها بعنف , شعرت بأن رجليها لم تعودا قادرتين على حملها , أبعدها عنه بعد لحظات وجيزة ثم قال لها بحدة , بعدما أستعاد أنفاسه:
" تمتعي بسهرتك , الأرجح أنك ستكونين معه أكثر أمانا مما لو كنت معي!".
ركضت دونا الى غرفتها وأقفلت الباب من الداخل وهي تلهث خوفا.... سمعت عن هذا النوع من الأحاسيس الغامضة , التي كثيرا ما تكون قوية جدا بين شخصين لا يحق لهما أن يشعرا بها , كان ريك يريدها ....... رأت ذلك في عينيه القويتين , أرادت من صميم قلبها أن يكون شعور ريك على هذا الشكل ...... وكانت تعرف أن هذه العواطف قد تؤدي الى كارثة.منتديات ليلاس
أنتهت من أرتداء ثيابها , ولكنها لم تسيطر بعد تماما على أعصابها أو عواطفها , لم تقدر على تناسي ما شعرت به عندما عانقها .... أو تناسي رد فعله القاسي الى حد ما , لأنها أضطرت لصده .... أو تناسي الكلمات القاسية التي وجهتها له , لأنها لم تجرؤ أن تكون ناعمة ورقيقة معه , كيف يمكنها أن تكون رقيقة معه , بدون أن تحصل مضاعفات لن تتمكن من مواجهتها؟
نزلت دونا من غرفتها وهي تأمل في أن يكون أدوني قبّل أمه وتمتى لهاليلة سعيدة , لأنها لم تكن راغبة في دخول قاعة الجلوس ..... ومواجهة ريك , وما أن وصلت الى أسفل السلم , حتى سمعت أدوني يصرخ من الداخل بصوت غاضب مرتفع:
" من أنت لتسمح لنفسك بالتدخل في الشؤون المالية ؟ أنت تقبض أجرك لتكون الرجل الذي يهابه الجميع , والشخص الذي يتبع سيرافينا كظلها ويعيش حياة البذخ والثرا على حسابها ! ولكن أريدك أن تتذكر دائما , يا لورديتي , أنك لست إلا مجرد أجير في هذا البيت ولن أسمح لك بتاتا بالتدخل في شؤوني".