لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-11, 02:25 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صرخت ثم تلاشت الصور لتجد نفسها جالسة في الفراش , في الغرفة الصغيرة ويدها تضغط بقوة على صدرها , كان في مستطاعها رؤية نفسها في المرآة الموضوعة في الجهة الثانية من الغرفة , قالت لنفسها كنت أحلم أذن.
شعرت بالأرتياح لأن ما حدث كان مجرد كابوس وليس صورا تعمدت أختلاقها , ثم ألتقطت ساعتها الذهبية من على المنضدة المجاورة للسرير , أكتشفت , لدهشتها الشديدة , أنها نامت أكثر من ساعتين.
نهضت من فراشها وأرتدت بنطالها البني مع قميص بني غامق , شعرت أنها بحاجة الى شد شعرها بدلا من تركه منسدلا على كتفيها , ألتقطت مشبكا وجدته في حقيبتها وربطت شعرها بأحكام , أحست أن هذه التسريحة تمنحها شكل أمرأة أعمال أكبر سنا من عمرها.
علقت حقيبتها الجلدية على كتفيها ونزلت الى الطابق الأرضي , كان المكان هادئا جدا فتوجهت الى الغرفة التي كان فيها الرجال , فتحت الباب , لم يكن هناك أحد , الطاولة مرتبة والكراسي موضوعة قرب الجدار.
شعرت سوزان بالغضب وظنت أنه أنتهز فرصة ذهابها الى غرفتها ليذهب في حال سبيله , وبعد أن أدرك أنها أفضل وسيلة للتخلص منها بدون الدخول معها في أي نقاش حول الموضوع.
" حسنا , ليذهب الى الجحيم , قد يكون أفضل دليل في المدينة , ألا أنه وبالتأكيد ليس الوحيد في أسانكشن".
وعدت نفسها ألا تدع هذا الحدث يؤثر على عزيمتها بل أقنعت نفسها بأنه ربما كان من الأفضل التخلص منه , خاصة بعد الحلم الذي رأته , أذا كان هذا تأثيره عليها بعد فترة قصيرة من معرفتها به , فما الذي سيحدث أذا ما قادها في رحلتها؟
أستدارت وغادرت الفندق , كان السوق مزدحما وفي زاوية من الساحة جلس عدد من الموسيقيين يعزفون لبعض المارة , طافت حول العربات وشاهدت الى جانب البطانيات الملونة القبعات المدورة التي أعتاد الهنود أرتداؤها.
فكرت بأنها ستحتاج قبعة أذا ما بدأت رحلتها ولكنها أرادت قبعة أعرض وأقل أرتفاعا من المعروضة للبيع , في عربات أخرى عرض الباعة الخضار والفاكهة مغطاة بمجموعة من حشرات المنطقة , مما دعا سوزان الى الأستدارة والتظاهر بالنظر الى شيء آخر مؤكدة لنفسها بأن الأحوال قد تكون أكثر بدائية في ديابلو.
كانت جائعة وفكرت بأنها قد تحصل على وجبة طعام في الفندق ألا أن صاحبه لم يذكر شيئا عن ذلك ذلك , أستطاعت أن تشم رائحة طعام في مكان ما , وربما كانت تتخيل ذلك , بعد لحظات عرفت الجواب , ففي نهاية السوق عثرت على ما يشبه مطبخا مفتوحا للجميع , لم يكن المظهر صحيا بالتأكيد , ألا أنها لم تكن في حالة تناقش فيها الأوضاع الصحية , خاصة وأن مظهر الدجاج المشوي لم يدع أمامها أي فرصة للتردد , فأشترت فخذ دجاجة وتجولت وهي تأكل , لاحظت أن الجميع يفعلون ذلك , مما دفعها الى الأقتناع بأنهم لم يموتوا جميعا من الأصابة بالجراثيم .
توقفت أمام عربة تباع فيها الأدوية الهندية , ذات الألوان الجذابة والمزينة بالتطريز اليدوي الجميل , حين سمعت صوتا خلفها يقول:
" سنيوريتا".
أستدارت ورأت رجلا قصيرا يرتدي بدلة بيضاء ضيقة , كان وجهه منتفخا ربما بتأثير شاربه الأسود الطويل , وواصل بحركة عصبية مسح جبينه بمنديله الملون.
" هل السنيوريتا بحاجة الى دليل؟ أنا دليل جيد وسآخذك الى أي مكان ترغبين فيه".
حدقت سوزان في وجهه بفرح , خاصة وأنه كان مختلفا عن دي ميندوزا , أنه قصير وسمين وليس في مظهره ما يجذب الأهتمام.
قالت:
" نعم أنا بحاجة الى دليل , ولكن كيف عرفت ذلك؟".
" أخبرني السنيور راميريز بذلك في الفندق".
" حسنا , أذن".
فكرت أن راميريز بذل جهده للتخلص منها في أسرع وقت ممكن.
أضافت قائلة:
" أريد الذهاب الى مكان يدعى ديابلو".
توقفت بعد أن نطقت بأسم المكان وتوقعت أنه سينظر اليها بأستغراب , ألا أن ذلك لم يحدث , بل كل ما قاله كان:
" نعم يا سنيوريتا , سأنفذ كل ما تريدين متى ترغبين ببدء الرحلة؟".
" غدا أذا أمكن".
أجابت ذلك وقد غلبتها الدهشة".
" سأعد كل شيء , هل تستطيع السنيوريتا ركوب الحصان؟".
" نعم , ولكنني فكرت بأستئجار سيارة جيب و...".
" كلا , لا تصلح سيارة الجيب للرحلة , الطريق وعرة , كما أننا قد نصادف أماكن حيث الحصان أفضل فيها من السيارة , أسمي كارلوس أرنالدز".
" حسنا جدا يا كارلوس".
لم تكن سوزان تريد مناقشته , أذ أنه يعرف المكان أحسن منها بكثير , سرت لأنها وجدت بنطلونا من الجينز بين ملابسها وتذكرت أنها رأت زوجا من الجزم الجلدية معروضا للبيع في أحدى العربات فتوجهت لشرائه.
حين عادت الى الفندق كانت مسرورة جدا , قد لا يكون كارلوس وسيما ألا أنه يبدو كفوءا , توجها بعد لقائهما الى أحد المقاهي حيث أتفقا على أجرته والنفقات التي سيصرفها لشراء المعدات الضرورية ولأستئجار الأحصنة اللازمة.
قلقت قليلا حين ناولته النقود لشراء المعدات وفكرت بأنه قد يأخذ النقود ويختفي , ألا أن مظهره وسلوكه أثبتا عكس ذلك , أكد لها بأنه سيشتري ما هو ضروري فقط وسيجلب بها الأيصالات اللازمة.
شربا الشاي معا وتمنيا لبعضهما رحلة سعيدة وناجحة.
لم تخبر سوزان كارلوس عن غرض الرحلة وفضلت أيهامه بأنها سائحة ترغب في أمتاع نفسها بأي طريقة كانت , وأعتقدت أن الوقت لم يحن بعد لأخباره الحقيقة وأنها ستحاول ذلك بعد أن تبدأ رحلتهما , شعرت أن في أمكانها أن تثق به.
مرة أخرى كان مكتب الأستقبال خاليا , ورغم أنها قرعت الجرس , ألا أنها لم تلق أي جواب.
بدلا من الأنتظار , مدّت يدها وتناولت مفتاح غرفتها من مشجب المكتب , وأذ صعدت الى غرفتها دهشت لسرعة حلول الظلام في الخارج فقد أنيرت المصابيح في الأسواق وتلاشى صوت الموسيقى تدريجيا.
بدت السماء مخملية في لونها النقي وألتف بعض الناس حول الفرقة الموسيقية مشكلين حلقة راقصة , توقفت سوزان وراقبتهم لفترة من الوقت ألا أنها شعرت أثناء ذلك , بوحدة غريبة , ساهم في ذلك أختلاف لون بشرتها وشعرها وتذكرت التحذيرات التي تلقتها أثناء وجودها في فندق بوغوتا عن مهاجمة بعض قطاع الطرق للسواح وكيفية وقوعهم طريدة سهلة تحت رحمتهم.
فتحت باب غرفتها ودخلت بعد أن أغلقتها بأحكام , أنتابها حالا الأحساس بأن شيئا ما حدث في غرفتها أثناء غيابها , شعرت بالخوف يشل مفاصلها , عرفت أن هناك شخصا آخر في الغرفة , دلت على ذلك رائحة السيكار وحركة بطيئة في الظلام.
تقلصت عضلات جسدها , أمسكت الجزمة بأحكام , قد لا يكون ذلك سلاحا فعّالا ألا أنه كان كل ما كانت تمتلكه في تلك اللحظة , شعرت أنها حتى لو صرخت فأن أحدا لن يسمعها.
سمعت الحركة مرة ثانية , تلاها أزيز نوابض السرير .
ترى هل تخيلت ذلك , وهل دخلت غرفة أخرى غير غرفتها؟
أذا كان الأمر كذلك , فأن كل ما تمنته هو أن يكون الموجودون في الغرفة نائمين وستحاول مغادرة الغرفة بكل هدوء.
تذكرت ملاحظات راميريز عن النساء الوحيدات , ترى هل أرتكبت خطأ كبيرا بمجيئها لوحدها؟
تلمست طريقها في الظلام لتحاول فتح الباب حين سمعت صوتا ساخرا جمّد الدم في عروقها.
" هل ستقفين هكذا في الظلمة طوال الليل؟".
ثم سمعت صوت ضغط زر المصباح المجاور للسرير , ووجدت سوزان نفسها وهي تحدق في وجه فاتاس دي ميندوزا!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-07-11, 03:10 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- الشبح





كان متمددا على سريرها , في وضع مريح , ويدخن سيكارا , سألت سوزان بألحاح:
" ما الذي تفعله هنا؟".
" يا لها من لهجة , ما الذي حدث للسيدة الهادئة التي ألتقيت بها منذ فترة قصيرة ؟".
فتحت الباب بقوة وصرخت:
" أخرج من هنا".
" يقول رجال بلدك أن للمرأة حقا في تغيير رأيها , أليس كذلك ؟ ثم هل يجب أن تتصرفي بطريقة معاكسة تماما , منذ ساعات كنت ترغبين بالحديث معي في خلوة وها أنا مستعد لذلك بينما تحاولين , الآن , التخلص مني , أن سلوكك غير ودي".
" كيف دخلت الغرفة , خاصة وأنني أغلقتها قبل مغادرتها؟".
" راميريز أعطاني المفتاح , بالطبع".
" آه , بالطبع".
أجابت بتهكم , وأضافت:
" لم يستدع الأمر أستغرابه بل أعطاك المفتاح لتستطيع دخول غرفة نوم أحد نزلاء فندقه".
أتسعت أبتسامته هو يجيبها:
" لا شيء يثير الأستغراب في هذه الظروف".
شعرت سوزان بالغضب يجتاحها , في أمكانها أن تغادر الغرفة وتتركه لوحده , كما في أمكانها مواجهة كل التحديات التي يواجهها بها , ألا أنها أحست بأنها مشلولة الأرادة والتفكير أمام هذا الرجل , فقد كانت معجبة به الى حد كبير , أخيرا نجحت في تمالك نفسها وفكرت ربما كان يتصرف بهذه الطريقة لأنه يظن بأنها بحاجة ماسة الى خدماته كدليل الى حد يجعلها ترضخ لكل طلباته.
منتديات ليلاس
حسنا , أنه على وشك مواجهة غلطة , ولكن ليس الآن , فربما تستطيع أرضاء غروره أولا لتهيؤه للمفاجأة الكبرى حين تخبره بأنها ليست مستعدة حتى للذهاب معه حتى الى نهاية الشارع.
" أنا مدينة لك بالأعتذار يا سنيور , ربما كان الأمر عكس ذلك , أنها المفاجأة أن أجدك في غرفتي , أعرف أنك ستتحدث معي فيما بعد , ألا أنني لم أتوقعك في هذا الوقت المتأخر".
ابتسمت وهي تلاحظ الدهشة على وجهه الأسمر , وفكرت سوزان وهي تواصل النظر اليه أنها ليست المفاجأة الوحيدة التي ستتلقاها هذه الليلة.
" هل أقلقك التأخير؟".
سألها وهو يلتقط سيجارة.
" كلا".
أجابت وهي تعرف أنها تكذب , ثم سحبت الكرسي الموضوع قرب طاولة الزينة , جلست على مبعدة من السرير , الأمر الذي دفعه الى الأبتسام من جديد , وقال:
" مع ذلك يا سنيوريتا , ليس هناك ما تخشينه , فكما أخبرتك أنا لست معروضا للبيع , كما أنني لا أرغب في شراء شيء أو الأستحواذ عليه بالقوة".
" كم هو رائع أن تحاول طمأنتي".
قالت سوزان بلطف.
لو كنت محلك لما شعرت بمثل هذا الأطمئنان , فلو قررت بأنني أريدك لا أعتقد بأنك ستعارضينني".
" هل تعتقد هذا فعلا؟".
" نعم يا سنيوريتا".
أجابها بهدوء ثم أضاف:
" أنا أعتذدت ذلك فعلا".
شعرت سوزان بالغضب في داخلها لهدوئه وثقته بنفسه , ألا أنها لم ترغب في أظهار غضبها كما أنها شعرت بالغضب للطريقة التي واصل فيها مراقبتها وخاصة تحديقه فيها , شعرت برغبة ملحة في تغطية نفسها , ألا أنها سيطرت على نفسها: فمثل هذا التصرف قد يكشف عن مخاوفها , الأمر الذي لم ترغب في الأعتراف به حتى لنفسها.
" كنت على وشك النسيان بأن لك رغبة خاصة مع الشقراوات , أليس كذلك ؟ لو كنت في محلك لما قلت....".
أطفأ سيجارته في المنفضة الموضوعة على الطاولة وقاطعها قائلا:
" يبدو أن راميريز لم يضيّع وقته".
شعرت سوزان بضجره من الحديث فأدركت أن الشقراء الأميركية كانت حدثا قديما وأن دي ميندوزا رجل لا يعيش على الذكريات.
تمطى بجسده بكسل جاذبا أنتباهها , أضاء المصباح الصغير قلادته الصغيرة .
" تحدث راميريز عنك أيضا , أخبرني أنك تريدين الذهاب الى ديابلو بحثا عن أخ لك؟".
" نعم".
قطب جبينه متسائلا:
" لم أنت في عجلة من أمرك , خاصة وأنه أخبرك عن دورية الجيش؟".
" أريد أن أعثر على مارك بنفسي ولا أرغب بتدخل أي شخص آخر".
أجابت سوزان وهي تسمع دقات قلبها المتسارعة.
كان يراقبها من جديد , ولم تدر لماذا أنتابها الأحساس بأنه يستطيع الرؤية بعين واحدة أكثر من أي أنسان آخر بعينيه الأثنتين.
" أنني أتساءل لماذا؟ ولا تعنيني الأجوبة الجاهزة, أخبريني يا سوزان هل لمارك علاقة ما بالكوايكرز؟".
" لا أفهم ما تعنيه".
منتديات ليلاس
أجابت وهي تعصر يديها بقوة.
" حقا؟ سأوضح الأمر لك أذن , كوايكرز هم مجموعة من حفاري المناجم اللاشرعيين : رجال ونساء وأطفال يبحثون عن لهيب الثروة الأخضر في قنوات تنهار عليهم , صخور تسحقهم وأنهار تغرقهم , أنهم , جميعا , يحلمون بثروة ستكون لهم وحدهم , ولكن هل تعرفين عدد من أنتهى منهم في شوارع بوغوتا مقتولا ضحية لما يملك؟ لذلك من الأفضل لك أن تخبريني الآن أذا ما كان مارك يبحث عن الزمرد في ديابلو".
" أخي يعمل كجيولوجي وهو في رحلة تنقيب خاصة".
قالت أخيرا.
" لا أعتقد أنه يبحث عن الزمرد , والسبب الوحيد الذي يدفعني للبحث عنه هو رغبة جدي المريض في رؤيته".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-07-11, 10:02 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فكرت سوزان : ربما كانت هناك مكافأة لمن يلقي القبض على مهربي الزمرد وربما كان دي ميندوزا أحد الباحثين عن هذه المكافآت , أذ من الواضح أنه لا يعتمد في معيشته على عمله كدليل فقط فقد أكتشفت من المبلغ الذي طلبه منها كارلوس , أنه غير كاف حتى لشراء قميص له فكيف يستطيع أذن توفير نفقاته وأختيار ملابسه الغالية , ما لم تكن هدية من زبائنه الذين رضى رغباتهم وطموحاتهم.
خاطبت سوزان نفسها بمرارة.
" جيولوجي؟ أنه أذن خبير في معرفة أماكن الزمرد".
" أعتقد ذلك".
أجابت سوزان وهي تتمنى أنتهاء المحادثة.
" وأختار حقل أبحاثه في ديابلو ؟ أنه أختيار غريب حقا".
" كان له صديق جيولوجي في الجامعة , وربما ذكر له أسم المنطقة وأقترح أجراء التنقيبات فيها".
" ربما كان الأمر كذلك , وهذا بالضبط ما يثير مخاوفي".
أرادت سوزان أن تنهي حديثهما عند هذا الحد , وشعرت بأنهماكهما في مسار لم تخطط له , ثم تذكرت أنه خاطبها بأسمها , فكيف عرف ذلك؟ أنها لم تذكر أسمها لأي شخص في المنطقة.
" كيف عرفت أسمي؟".
سألت فجأة غير مكترثة بأعتقاده أنها ربما تحاول تغيير موضوع حديثهما.
" بينما كنت في أنتظار عودتك , متعت نفسي بقراءة تفاصيل جواز سفرك الموجود هنا بجانب سريرك , حيث وجدت المعلومات مسلية والصورة , صورتك , جميلة , لكنني بحثت عبثا تحت بند ( العلامات الفارقة ) عن أشياء تميّزك".
لم تستطع سوزان الأجابة , أذ أحست بأنها تحولت الى قطعة حجرية.
" أحسست أنك أنزعجت لتأخري مع أنني جئت الى غرفتك في وقت مبكر مستخدما المفتاح الأحتياط للغرفة , كنت نائمة بهدوء , وبشكل جميل الى حد أنني لم أستطع أيقاظك".
لم تكن غرف المسرح والكواليس الخلفية خصوصية بل مشتركة لجميع العاملين في المسرح حيث يغير الممثلون ملابسهم, لم تكن سوزان فتاة تخجل من تغيير ملابسها أمام الآخرين عند الضرورة وتلافيا للتأخي في آداء دورها , ولكن حساسها بأنها كانت معرضة للمراقبة وهي نائمة في سريرها , دفعها للشعور بخجل لم تحس بمثله من قبل.
" شكرا لأنك لم توقظني على الأقل , الآن أرجو أن تصغي لطلبي وتغادر الغرفةحالا".
" يبدو أنك نسيت يا سنيوريتا حاجتك اليّ".
هزت رأسها ببطء وأحست بلذة الأنتصار وهي تجيبه:
" شكرا , كلا لست بحاجة الى خدماتك حيث قمت بأجراء الترتيبات الضرورية بدونك".
نهضت واقفة وقال:
" أنك لست الدليل الوحيد في أسانكشن يا سنيور دي ميندوزا , وفي هذه الظروف أشعر بالأمان أكثر مع شخص آخر , والآن أرجو أن تغادر غرفتي حالا وأن تختفي عن ناظري الى الأبد".
وقف ساكنا فجأة , وأدركت أنها أستطاعت السيطرة على الموقف وشعرت بفرحة كبيرة تجتاحها , ها هو السنيور دي ميندوزا القوي الشخصية , وصاحب الجاذبية الطاغية يجد من يرفضه أخيرا , أنه في وضع لا يحسد عليه.
تقدم نحوها ببطء وأحست بغضبه في كل خطوة خطاها نحوها , طلبت منه مغادرة الغرفة ألا أنها أحست بالحاجة الى الهرب والأبتعاد عنه أذ ظهر من حركاته أنه سيطالبها بالأعتذار لكبريائه المجروحة ولم ترغب هي في معرفة ما يريده , أمسك بذراعها , تماسكت لتخفي صرخة الألم التي أنطلقت من فمها.
" من هو الرجل الذي أستأجرته؟".
سأل بهدوء متعمد , وقال:
" أخبريني".
" أتركني , أنك تؤلم ذراعي".
" وسأفعل أكثر أذا لم تخبريني بما أريد , من هو الذي أستأجرته ليأخذك الى ديابلو؟".
" لن أخبرك بأي شيء؟".
علمت سوزان بأن قبضته ستترك بعض العلامات على ذراعها وشعرت بأنها ستكره تلك العلامات كذكرى في الأيام المقبلة.
" أذا كان ما تفعله , تعبيرا عن قوتك , فالأمر كله لا يهمني لأنني لا أستجيب عادة للعنف".
" ما هو الشيء الذي تستجيبين له أذن؟".
سألها وهو يجذبها نحوه , أرادت التراجع لتحمي نفسها ألا أنها فقدت توازنها , كان لذراعيه قوة قضبان السجن.
وكانت الكلمات الأخيرة له وهو يغادر غرفتها:
" عزيزتي , ذات يوم قد تتعلمين كيف تكونين أمرأة".
لم تكن الخيول التي أستأجرها كارلوس للرحلة جميلة ألا أنها كانت قوية , وهذا هو المهم في أختياره لها لرحلة في منطقة وعرة.
أبتدأت الرحلة عند الفجر وبمرور الوقت أحست بالتعب يسري في أماكن من جسدها , ألا أن تفكيرها في نهاية الرحلة واساها قليلا أضافة ألى أته أنساها الأضطراب العاطفي الذي تعرضت اليه في الليلة الماضية, حيث لم تستطع النوم جيدا ونهضت في الصباح متثاقلة ومتعبة , توقعت أن يسألها راميريز بعض الأسئلة حين توجهت لدفع الحساب , ألا أنه لم يعلق بأي شيء , لا على مغادرتها ولا على أختيارها دليلا لرحلتها , رغبت في تأنيبه لأعطائه مفتاح غرفتها الى ميندوزا , ألا أنها فضّلت الصمت وتجنّب أثارة المتاعب.
حذّرها كارلوس ألا تجلب ألا ما هو ضروري , وهكذا أختارت بنطالها الجينز مع سترة تتناسب معه , ووضعت كل شيء آخر في جيب السرج بينما تركت بقية أمتعتها في الفندق لتأخذها عند عودتها من الرحلة , وحين أخبرت راميريز عن نيتها , أبتسم بصمت وهز كتفيه أشارة لعدم أقتناعه بعودتها من الرحلة أطلاقا , فشعرت بالخوف ينتابها من جديد رغم حرارة الجو.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-07-11, 10:28 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان الجو حارا وأزدادت حرارته كلما تقدم النهار , وواصلا سيرهما في منحدرات أسكانشن وأبتعدا تدريجيا عن الطريق المعبّد الى دروب ترابية تتبّعا فيها آثار أقدام من سبقهما , الأمر الذي دعا الى أطمئنانها على الأقل.
هكذا كانت سوزان تفكر في بداية الرحلة.
تمنت أنتهاء الرحلة قريبا ولقاء مارك قبل أن تتحول الرحلة الى كابوس لا تستطيع مقاومته , تساءلت عن المسافة الباقية , ولم تكن ماهرة في حساب ما قطعاه من مسافة حتى الآن , زاد الأمر سوءا تغييرهما الأتجاه في كل ساعة , ألا أن كارلوس بدا واثقا من نفسه ومدركا لكل خطوة أتخذها , ثم أنه وفى بوعده بصدد التموينات وأعطاء الأيصالات بالأشياء والمعدات التي أشتراها للرحلة وهكذا لم يكن أمامها غير الوثوق به في الطريق الذي أختار سلوكه رغم أحساسها بقلق غريب ينتابها كلما نظرت اليه , ومنذ بدء الرحلة , ولم يفارقها تماما مثل الأحساس بألم أسنان بسيط ينكد على الأنسان يومه.
بقيت تنظر خلفها مراقبة كارلوس في كل خطوة , رغم أدراكها لسخافة مت نفعله ثم قررت أن مصدر أحساسها هو ما حدث لها مع دي ميندوزا في الليلة الماضية.
منتديات ليلاس
توقفا في موقع قريب من شلال صغير يصب في بركة تبعد عنه قليلا , أستراحا هناك ورويا عطش الخيول , أوقد كارلوس النار ليعد الغداء المكون من علبة خضار وعلبة حلوى الرز , وأذ ألقت نظرة خاطفة على بقية المعلبات , علمت سوزان أن وجبات الطعام المقبلة ستكون شبيهة بالحالية وأنها ستعاني , بعد ذلك , طوال حياتها من سوء الهضم.
كارلوس أخبرها حين ناقشت الرحلة معه في البداية , أنهما سيلجأت الى تناول ما هو متوفر في الطبيعة , الأمر الذي أراحها قليلا , ونظرتحولها للتأكد من خلة المكان من الأفاعي السامة , أقشعر جسمها خوفا.
كانت القهوة قوية بعض الشيء لسوزان , وحين شربتها كلها أنطرحت جانبا مستخدمة سترتها الزرقاء كمخدة , محدقة في زرقة السماء والجبال المرتفعة , ذات القمم الشامخة والقريبة من الغيوم وبدا المكان جميلا مثل المشاهد الخيالية وحايات الأطفال برغم بروز الألوان الداكنة في بعض الصخور المظللة بصخور أخرى.
واصل أحد النسور دورانه في السماء , أنه أحد جوارح الأنديز المشهورة , فرأت سوزان , ذات مرة , أن لجناحيه قوة يستطيع بها دفع الحصان وراكبه من على حافة طريق , لم تستطع تذكر أي حكاية لطيفة عن البراري ومرتفعات المنطقة , كل ما تعرف عنها يتضمن القتل والموت.
شعرت بالراحة عند عودتها الى ظهر حصانها , خاصة بعد تزايد حرارة الجو ورطوبته , بدأت الصخور بالأختفاء ليظهر عدد من الأشجار على جانبي الطريق أضافة الى النباتت الشوكية المكونة حاجزا طبيعيا , سرّت لأنهما تفاديا أجتيازها.
أزداد عدد الحشرات وزاد الأمر سوءا ضيق الطريق الى حد لم يكن فيه مجال لمرور الخيول , مما أضطرهما الى سحبهما.
قالت سوزان:
" لا بد أن هناك طريقا أفضل للوصول الى ديابلو؟".
شعرت بالخوف من صمت وسكون المكان , وغدا صوت أيقاع حوافر الخيل وأنفاسها الثقيلة ثم الأصوات المفاجئة لبعض الطيور والحيوانات المخيفة بسرعة , لم يكن هناك أحد سواهما طوال الطريق وكان عزاؤها الوحيد في أن كارلوس غدا متعبا مثلها حيث أنحنى بجسده على الحصان , نائما , وواصل جسده التأرجح الى اليمين واليسار عاكسا حركات الحصان , وتمنت لو أنها أصرت على أستخدام طريقة أخرى للنقل حتى لو تطلب الأمر قضاء فترة أطول.
حركت كتفيها فشعرت بالعرق , تتطلعت بشوق للوصول اى المكان الملائم لقضاء ليلتهما فيه , أملت , رغم من سمعت عن الشروط الصحية لهذه الأماكن , توفر حنفية وماء يكفيان لأخذ حمام مناسب , ولم تدرك قبل هذه الرحلة كم هي رائعة تلك الأشياء اليومية الصغيرة التي يستخدمها الأنسان , عادة , حتى يحرم منها ذات يوم.
منتديات ليلاس
رغم مواصلتهما السير لم يلح في الأفق ما يشير الى أقترابهما من أي مكان مأهول , وأحست بالقلق ينتابها , أذ شعرت يوجود من يراقبهما ثم توصلت الى الأقتناع بوجود حيوانات مختفية بين الأحراش وأن لا سبيل لوجود أنسان هناك , كانت متعبة جدا بعد قضاء اليوم بأكمله وهي تمتطي الحصان , بأستثناء توقفهما في فترة الغداء أضافة الى أنها لم تنم الليلة السابقة لبدءرحلتهما , ألا يكفي أنها موجودة في منطقة وحشية لتتذكر أيضا الذكرى المرة الليلة الماضية؟
وجدت نفسها تتذكر دي ميندوزا , لا بد أن المرأة السبقة , العائدة من أميركا لتقضي معه فترة قصيرة , لم تكن الوحيدة التي قامت بذلك , وراقبت نفسها وهي تتمادى في الغيرة ثم هزت رأسها لتبعد الأفكار التي لم تكن في حاجة اليها في تلك الآونة.
لم ترغب بالضحك , بل أرادت نسيان الذكرى ونسيان فاتاس دي ميندوزا وأبعاد صورته عن حياتها كلها خاصة وهي تمر بالمصاعب الحاليّة , وحيث لديها ما يكفي من المتاعب , أنها لا تعرف كيف هي صحة جدها خاصة وأنها لم تسمع أي شيء منذ مغادرتها بوغوتا , ثم أن هناك أحتمال عودة مارك الى بريطانيا بعد سفرها أضافة الى الأحتمال الأسوأ وهو قيامها بالرحلة كلها وتحمل مصاعبها وأكتشافها أن مارك لم يأت الى ديابلو ولم يفكر بالبحث عن الزمرد أو تعقب أيا من الأساطير التي سمعت عنها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-07-11, 11:32 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لا بد أن الناس الذين أطلقوا على عالم المسرح لقب الغابة , لم يشاهدوا أبدا الغابة الحقيقية , خاطبت سوزان نفسها.
كان الوقت متأخرا وبدأت درجة الحرارة بالأنخفاض , خاصة بعد مغيب الشمس , ألتفتت سوزان حولها باحثة عما يشير الى وجود أي شكل من أشكال الحياة , وأذ حل الظلام قبل وصولهم الى المكان المنتظر , كان عليهم قضاء ليلتهم في العراء , وهذا ما دفع سوزان الى حالة من الأنهيار العصبي , سمعت عن بعد صوتا مألوفا , صوت المياه الجارية , أنحنت لتصغي بطريقة أفضل وكذلك فعل كارلوس مخاطبا أياها لأول مرة منذ ساعات , ألا أنها لم تسمع ما قاله بل أكتفت بالأيماءة والموافقة على ما قال حتى بدون أن تفهم ذلك.
بدا على وجهه الأرتياح , ربما أخبرها عن أقترابهما من ملجأ يقضيان ليلتهما فيه مكان تغتسل فيه وتشرب الماء وأخيرا لتأكل , قد يوجد بعض السكان هناك حيث يستطيعان تناول بعض الطعام المطبوخ , تماشيا مع أفكارها , نكزت حصانها بقوة لتدفعه للسير بسرعة ومتابعة حصان كارلوس.
أصبحت الأحراش أقل كثافة , أرتفعت معنوياتها وأحس الحصان بذلك , فتحرك بسرعة أكبر , ها هي نهاية اليوم الأول , المتعب , قريبة , كل ذلك جعل خيبتها أعمق حين عثروا على مصدر الصوت , جدول ضحل مجراه يشير الى منبع بعيد , كان ذلك كل ما عثرا عليه , لا شيء آخر لا ملجأ ولا ناس ولا طعام , نظرت سوزان حولها فوجدت كارلوس مترجلا عن حصانه ويريد مساعدتها لتحصل على بعض الراحة, سألت سوزان بألحاح:
" ما هو هذا المكان؟".
" أنه مجرد مكان وسنبقى الليلة هنا , فقد أصبح الظلام شديدا".
حاول جهده أن يطمئن مخاوفها.
" هنا؟".
سألت سوزان وكان رعبها شديدا الى حد لم تستطع معه أخفاءه.
" لكنك قلت أن هناك أماكن تقدم فيها بعض الخدمات , ولا أرى أي شيء يشبه ذلك هنا".
أجاب كارلوس بشكل غير ودي:
" نعم , هناك مثل تلك الأماكن , ولكن يتطلب الوصول اليها أمرا طويلا , ما نحتاجه الآن , هو النار وسنقضي الليلة في خيمة جلبتها معي".
" خيمة؟".
سألت سوزان ولم تتذكر أنهما تحدثا عن خيمة من قبل , لا بد أنها صغيرة ما دام كارلوس قد وضعها طوال الوقت على صهوة حصانه.
أنتابها أحساس بالغثيان حتى تخيلت نفسها تشارك كارلوس خيمة واحدة , مهما كان حجم هذه الخيمة في هذه البرية الموحشة.
قالت:
" رغم متاعب السفر أفضل مواصلة السير على البقاء في بقعة موحشة كهذه".
" لسوء الحظ يا سنيوريتا , لن نستطيع ذلك , ويتطلب الأمر قضاء الليلة كلها سائرين لنصل الى أقرب مكان مأهول".
ولأن معارضتها لم تنفعها , قررت سوزان أن تتظاهر بالهدوء وألا تدع كارلوس يحس بمخاوفها , ثم أن كارلوس لم يحاول حتى الآن أيذاءها , ففكرت أن مخاوفها مجرد أوهام , ومن الأفضل التصرف بشكل طبيعي معه , أن ما يخيفها هو المكان , الظلمة , المياه الضحلة وصوتها البطيء , ولم تتصور أن كارلوس القميء يستطيع أيذاءها , وقررت أن الخطأ وقع حين لم تناقش معه تفاصيل الرحلة وضرورة العثور على مارك بأسرع وقت ممكن , فلا مجال هنا لتلك الأسباب , لكي تلوم كارلوس على أصراره في الحصول على بعض الراحة.
قال كارلوس:
" أنه مكان جيد يا سنيوريتا ومن الأفضل أن نبقى هنا , سأحضّر النار".
ثم أضاف مبتسما:
" في أستطاعتك قضاء الليلة لوحدك في الخيمة".
تصرف كارلوس بدقة كعادته , فخلال فترة قصيرة نصب الخيمة لها ثم هيأ النار ووضع قدرا مملوء بالماء عليها.
شعرت سوزان بالبرد فأعطاها كارلوس بطانية لفتها حول كتفيها وواصلت شرب قهوتها , كان للنار تأثير ساحر كاد أن يدفعها للنوم ألا أنها حاولت جهدها البقاء مستيقظة , وفكرت أن من واجبها على الأقل مساعدته في أعداد العشاء , أرادت أن تسأل كارلوس عن مكانهم بالضبط وأتجاههم وما بقي للوصول الى ديابلو , ألا أن تعبهاالشديد حال دون ذلك كله.
تمنت وجود شخص تشاركه الحديث عما جرى لها خلال الأيام الأخيرة , رحلتها والمصاعب التي تعرضت لها وحتى مخاوفها وشكوكها , ألا أنها لم تكن راغبة في مشاركة كارلوس أي نوع من أنواع الحديث والمجاملة , وتصورت وجهه المثير للسخرية وهي تقص عليه مشاعرها , ففضلت الصمت على ذلك.
كانت سوزان غارقة في أفكارها الى حد أنها لم تشعر بتحركه من مكانه وأقترابه منها , فأفترضت أنه يريد سؤالها عما أذا كانت تريد مزيدا من القهوة , فمدّت يدها لتعطيه الكوب , ألا أنه ركل الكوب فتناثرت القطرات الباقية منها على البطانية , حدقت فيه وأدركت للمرة الأولى سبب أحساسها بالقلق , وجّه اليها نظرات شهوانية.
بعد ذلك قضت بعض الوقت تتقاتل معه وتمنعه من تحقيق نواياه السيئة , وفجأة سمعت صوت ضربات شديدة , فتحت عينيها ورأت كارلوس وقد أنطرح على الأرض رغم مواصلته التنفس بصعوبة.
لم تصدق ما حدث , ففي االظلمة , بدا حصان وفارسه , برزا من عالم منسي , حفر باللون الأسود , رأت بندقية الفارس منخفضة حين ترجل عن حصائه سائرا بأتجاهها.
عرفته سوزان حالا , كان ذلك فاتاس دي ميندوزا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flame of diablo, حتى تموت الشفاه, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارا كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t163953.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 15-08-15 12:32 AM
ط­طھظ‰ طھظ…ظˆطھ ط§ظ„ط´ظپط§ظ‡ ط³ط§ط±ط§ ظƒط±ظٹظپظ† This thread Refback 06-08-14 02:21 AM


الساعة الآن 11:21 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية