لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-11, 11:52 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد تبادل كلمات الترحيب العادية , أنتقل أرفاليز الى الموضوع الأساسي مباشرة:
" آسف لأننا لا نستطيع أخبارك شيئا جديدا عن أخيك , كل ما نعرفه هو أنه توجه عائدا الى بريطانيا".
ثم نظر الى سوزان في عطف وقال:
" صدقيني , أتمنى لو أستطعت مساعدتك , ألا أن مارك بقي هنا فترة قصيرة ثم غادرنا , زيارته كانت أقصر مما توقعنا وتمنينا , لأنه علم بذهاب ميغيل الى كارتاغينا".
" ألم يخبر مارك أحدا عن رغبته البقاء في كولومبيا؟".
" كلا , أثناء بقائه معنا , زار مع ميغيل أماكن عدة , أعتقد أنه شاهد ما يكفي في كولومبيا".
فكرت سوزان بضرورة العودة الى بريطانيا والأعتراف بفشلها ولكن ما الذي سيحدث لجدها؟ لا بد أن تفي بالوعد الذي قطعته على نفسها.
" ما رأيك في البقاء معنا لأيام يا سينيوريتا؟ نحن على أستعداد للترحيب بأخت ماركوز في بيتنا".
" ولكنني لا أستطيع البقاء فترة أطول , يكفي ما سببته من متاعب حتى الآن".
ثم تذكرت التاكسي الذي ينتظرها في الخارج , ضحك أرفاليز وأخبرها أنه دفع الأجرة كما أنه أتصل بالفندق ليطمئنهم.
منتديات ليلاس
حين أبتسمت سوزان لما ذكره عن قلق أصحاب الفنادق , قال أرفاليز :
" ألا تصدقين ذلك ؟ تذكري أنك في كولومبيا وليس في بريطانيا , في تاريخنا أحداث دموية وبعض الأحداث جرت مؤخرا , أعتقد أنه من الأفضل لك البقاء معنا وفي صحبة زوجتي وابنتي الى أن توصل الى معلومات أكثر عن ماركوز".
كانت لهجته حاسمة , فكرت سوزان أنها اللهجة ذاتها التي يستخدمها عادة أذا ما أسدى نصيحة غير مرغوبة الى أحد المتاجرين معه.
" حسم الأمر أذن".
نهض أرفاليز عن كرسيه , ثم قال :
" أستريحي يا سينيوريتا , وسنقوم بالترتيبات اللازمة , أما الآن فأن دولوريس ستجلب لك بعض الحساء".
حيّاها ثم غادر الغرفة تتبعه أيزابيل وقد أرتسم على وجهها يدل على تفكير وأنشغال.
كان الحساء لذيذا , أستغربت سوزان لشهيتها برغم مرور وقت قصير على تخلصها من آلام التقيؤ ,وحين سمعت أحدهم يطرق الباب , ظنت أنها دولوريس قادمة لتأخذ صينية الطعام , لكنها دهشت لرؤية أيزابيل بديلا منها.
أبدت أيزابيل أعجابها للسرعة التي أستعادت فيها سوزان صحتها , ثم جلست على الكرسي المجاور في وضع يدل على توترها وقلقها.
" هل كل شيء على ما يرام".
سألت سوزان مقاطعة تعداد أيزابيل للمتاحف والأماكن الممكنة زيارتها أثناء وجودها ي بوغوتا.
تساقطت دموع أيزابيل فجأة وهي تجيب:
" كلا , لا أدري ماذا أريد أن أقول".
" أخبريني أرجوك , وأعد بأنني لن أخبر أحدا ما ستقولين , هل تعرفين أين ذهب أخي؟".
" ربما , هذا كل ما أستطيع قوله , أنا على وشك أخبارك بشيء مخجل , أنني أحب أخي كثيرا لكنه أناني ولا يرغب في صحبتي , خاصة أذا جاء الى البيت مع أحد أصدقائه فأنه يأخذه مباشرة الى غرفته بعيدا عن الجميع , ولكنني لوجود باب يفصل بين غرفته وغرفتي , أستطيع سماع محادثاتهم وتعليقاتهم".
أحمر وجه أيزابيل بعد هذا الأعتراف ثم أكملت حديثها:
" أنني أشعر بالخجل لذلك الآن , لكنني أعتدت الضحك على ذلك من قبل لأعتقادي بأنني أشارك أخي مع أصدقائه أسرارهم".
" سمعت أذن حديثا خاصا بين بمارك وميغيل , أليس كذلك؟".
" نعم , وأدركت أن والدي سيغضب أذا علم بذلك حيث تحدث ميغيل عن أشياء محرمة".
" أشياء محرمة؟".
" الزمرد! حيث أن مناجم الزمرد في كولومبيا هي من أشهر المناجم في العالم وهي مصدر الثروة الوطنية للبلد , ولكن الأمر يتحول الى خسارة كبيرة أذا تم تهريب الزمرد خارج البلد , هل تفهمين ما أعني؟".
" تهريب؟ هل تعنين أن مارك وميغيل كانا يتحدثان عن تهريب الزمرد الى الخارج؟".
" نعم , وفهمت من حديث ميغيل أنه غالبا يقوم بذلك , أذا عرف والدي بالأمر فأنه سيغضب كثيرا لأن القانون بالنسبة الى والدي هو كل شيء وسيعتقد أن ميغيل بسلوكه هذا أساء الى كرامة العائلة".
" هل تعنين أن ميغيل أقترح على مارك العمل كمهرب؟".
" كلا , بدا وكأنه يحذره حيث أن عددا من الأشخاص مات بسبب الزمرد أنه عمل خطير , وأخبره بأنه يظن أن سلوكه جنوني ولكن ماركوز أجابه قائلا:( لن تظنني مجنونا أذا عدت ومعي لهيب ديابلو)".
سألت سوزان :
" ما هو لهيب ديابلو".
" أنها أسطورة سمعتها حين كنت طفلة , يقال أن في مكان ما في التلال الشمالية يوجد منجم يحوي من الزمرد ما يساوي الملايين , ويقال أيضا أن أي أنسان لم يعثر على هذا المنجم منذ أيام الدواردو , أي منذ عهد الأنسان الذهبي أثناء أعتاد تزيين نفسه بزمرد ديابلو".
" ديابلو , أذن , أسم مكان ما؟".
" نعم , وسمي كذلك لأنه مكان الشيطان , الكثيرون يبحثون عن منجم ديابلو والشعلة الخضراء المحترقة ألا أنهم لا يعودون , يقول والدي أن السبب بسيط فهو مكان خطر حيث الأرض زلقة والأنهار ذات تيارات خطيرة وهناك أسماك صغيرة بالملايين تستطيع ألتهام حصان وراكبه قبل أن يلفظ الراكب كلمة أخيرة , كما أن هناك نمورا قاتلة وثعابين كثيرة , أضافة الى كل هذا , هناك رجال أشرار , قد يكون كل هذا صحيحا ولكن التفسير الآخر للأسطورة هو حراسة المنجم من قبل رموز غامضة".
منتديات ليلاس
ورغم كل ما حاولت سوزان التظاهر به من رباطة جأش , فأن رعشة خوف سرت في جسمها كله , كان من السهل القول أن ما ذكرته أيزابيل مجرد هراء لو أنها سمعت ذلك في بريطانيا , ولكن , في هذه المنطقة النائية وحيث الكل يعتقد بالأساطير لم يكن سهلا عليها تجاهل خطورة ما أقدم عليه شقيقها.
سألت سوزان:
" وأنت تعتقدين أن مارك ذهب الى ذلك المكان المخيف؟".
" في البداية ظننت أنه أهمل الفكرة لأن أخي نصحه كثيرا , أما لدى سماعي ما قلت عن عدم عودته الى بريطانيا , فأظن بأنه نفذ ما تحدث عنه , كما أعتقد بأنه أخبر ميغيل عن عودته الى بريطانيا ليريحه وكي لا يدفعه للشعور بالندم لأنه أخبره بالأسطورة , أعتقد أنه لم يتبادر الى ذهن ميغيل أن مارك سيصدقها".
" مارك جيولوجي ولا بد أنه يعتقد , أذا كان المنجم موجودا , فمن المحتمل أن يعثر عليه".
ثم خاطبت نفسها قائلة:
" هذا أذا لم يمت قبل ذلك , غرقا أو قتلا أو سقوطا من حافة جبل , ألم تقرأي في مكان ما عن وجود عصابات تهاجم المارة في الطريق المهجورة؟".
" ما الذي ستفعلينه سنيوريتا؟".
" لا أدري".
قالت سوزان في عجز ثم أضافت:
" أنه ليس لدينا ما يثبت ذهاب مارك أو الجهة التي توجه اليها برغم أحتمال ذهابه الى المنجم".
صمتت سوزان لحظة لتتذكر كلماته التي وجّهها الى الجد:
" أذا عدت ذات يوم فأنني سأكون غنيا وسيكون لدي من النقود ما يكفي لجعلك تبتلع كل كلمة تلفظت بها , لن أعود ما لم أحصل على ذلك؟".
لا بد أن مارك ومن خلال ميغيل عرف بوجود منجم الزمرد الذي سيحقق أمانيه , ومن خلاله أيضا عرف كيفية تهريب الزمرد أذا عثر عليه , أنها تعرف عناد مارك وتعرف أيضا أن ذلك صفة متوارثة في العائلة.
أبتسمت سوزان لتطمئن أيزابيل , ثم قالت:
" علي أن أعود الآن الى بريطانيا , أذ لا فائدة من بقائي , وفي أي حال , ربما عاد مارك الى هناك وما نتحدث عنه الآن هو مجرد وهم , كما أنني سأبلغ السلطات المحلية عن أختفاء مارك كي تبحث عنه , عدا هذا , لا أعتقد أن في أمكاني القيام بأي شيء آخر".
وافقتها أيزابيل ولكن سوزان كادت أن تضعف وتخبرها بحقيقة نيّتها في التوجه بنفسها , صباح اليوم التالي الى ديابلو , لكنها تحكمت في مشاعرها خاصة وهي تعلم مقدار خوف أيزابيل من والدها , الأمر الذي يدفعها للبوح بما ستقدم عليه.
أقنعت سوزان نفسها أن ما تفعله هو الشيء الصحيح , وذلك لتجنب عائلة أرفاليز القلق عليها وعلى أخيها , لكنها كانت مقتنعة في أعماقها أن هذا ليس الحقيقة كلها وأنها هي الأخرى تحمل عناد العائلة المتوارث بين عواطفها.
أنا ذاهبة الى ديابلو , أسرّت لنفسها , حتى لو تطلّب الأمر مواجهة الشيطان نفسه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:37 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- يتحرك في الظلام



أستدار الباص بسرعة كادت أن تدفع سوزان عن مقعدها , ألا أنها سيطرت على نفسها , وكبحت رغبتها في الصراخ , لاحظت أن الركاب معتادون على منعطفات الطريق , حيث واصلت أمرأة هندية تغذية طفلها بدون أن تتأثر بما جرى , نظرت سوزان الى تمثال العذراء الصغير والمثبت أمام السائق , كما لاحظت أن الركاب والسائق يرسمون أشارة الصليب على صدورهم كلما أنحرف الباص أو كلما أقتربوا من منحدر خطير وشعرت بالتعاطف معهم , ألا أنها لم تستطع منع نفسها من التمني أن يحاول السائق السيطرة على المقود بيديه الأثنتين.
أدركت الآن لماذا حدّق كاتب الفندق , برعب , في وجهها حين سألته عن الباص , وكيف نصحها بأستئجار سيارة بدلا من ذلك , ألا أنها لم تستمع لنصيحته مفضلة أستخدام وسيلة عامة للنقل وحريصة في الوقت نفسه على عدم تبذير نقودها , أرادت في البداية أستئجار سيارة لتقودها بنفسها ألا أن مشاهدتها لسلوك سائقي السيارات جعلها تدرك صواب أختيارها الأخير.
كانت النافذة المجاورة لمقعدها مغطاة بالغبار ألا أنها لم تتضايق بل شعرت بالأرتياح لأن ذلك منعها من مشاهدة بعض الوديان العميقة والمثيرة للخوف , أضافة الى الأفاعي المنتشرة في الطرق.
أي رحلة هذه؟ أنها جنون مطلق , ما الذي تفعله هنا , في باص يقوده سائق نصف مجنون ,ويحتل مقاعده ركاب يحملون أعدادا من الدجاج والعنزات ؟ تذكرت نظرات الرعب في عيني كاتب أستقبال الفندق حين طلبت منه أن يدلها الى الباص المسافر الى ديابلو , وأكثر الطرق سهولة , حاول جهده أن يثنيها عن عزمها محاولا أقناعها بأن تلك المنطقة لا تصلح لزيارة السيدات , ثم حاول أقناعها بأستئجار سيارة خاصة حيث ستكون على الأقل , تحت حماية سائق السيارة , ألا أن الملاحظة الأخيرة وما فيها من أشارة الى ضعف المرأة جعلها ترفض الأقتراح .
" في أستطاعتي الأهتمام بنفسي , شكرا سنيور".
أجابت سوزان بوضوح وبرود.
كانت لحظة سادها التوتر ألا أنه أقتنع بأنها مجنونة , ورأت ذلك الأقتناع مرتسما على وجهه حين أستدار ليتحدث مع زائر آخر , وها هي الآن توافقه على فكرته حيث أنها لم تجلس من قبل في مقعد غير مريح كهذا وتخيّلت أن الباص تنقصه النوابض والمعدات الأخرى , قررت بأنها أذا ما قدّر لها أتمام الرحلة فأنها ستكون بالتأكيد مقعدة نتيجة الأهتزاز الذي تعرضت له.
أقنعت سوزان عائلة أرفاليز بوجوب عودتها الى بريطانيا للبحث عن مارك هناك , فشعرت أيزابيل بخيبة أمل لأنها لم تبق معهم لأيام أخرى , ألا أن سوزان لمست نبرة الأرتياح في صوتي السيد والسيدة أرفاليز لقرارها بالسفر , لعلها كانت تتخيل ذلك خاصة وأنهم كانوا يرغبون في بقائها معهم فترة قصيرة من الوقت , ألا أنها لا تستطيع نسيان ضيافتهم وكرمهم أتجاهها.
أحاطت سوزان شعرها الطويل الأشقر بمنديل ملون , وضعت نظارات شمسية كبيرة غطت نصف وجهها , ألا أن هذا كله لم يمنع بقية الركاب من مراقبتها وخاصة لأختلاف بشرتها البيضاء عنهم , وأيقنت من نظراتهم أن قلة من السواح يأتون الى هذه الجهة من البلاد وخاصة النساء منهم.
تساءلت عما أذا كان مارك قد سلك الطريق نفسها قبلها , وحاولت ألقاء بعض الأسئلة على السائق قبل بدء الرحلة , ألا أنه نظر اليها بتذمر جعلها تتوقف عن الكلام.
بدا وكأن الباص ينحدر ببطء ,مما دفع سوزان الى النظر خلال النافذة , فرأت مجموعة أبنية مما دفعها الى الأعتقاد بأنهم وصلوا الى أسانكيثين , لم تر سوزان أي أختلاف بينها وبين بقية التجمعات السكنية الصغيرة التي مروا بها من قبل , أستخدم سائق الباص مزماره ليبعد بعض الأطفال والكبار عن وسط الشارع ثم أستدار بأتجاه ساحة كبيرة.
كانت الساحة مختلفة حيث بذل المعنيون بعض الجهد لطلاء الجدران وأنشاء سوق محلي , لا بد أن السوق هو الموقف النهائي لبيع الدجاج والعنزات , حيث ترجل أصحابها هناك.
واصل الباص , بعد ذلك , مساره ليتوقف أمام بناية أدركت سوزان فيما بعد أنها فندق أسانكشن الوحيد , نظرت الى جدرانه القديمة والى طلاّئها المتساقط , فكرت بأنها منحت الخيار لما أختارت هذا المكان للمبيت ولو لليلة واحدة , ولكن أي خيار أمامها الآن ؟ ثم أن هناك أحتمالا بأن مارك قضى بعض الوقت فيه سيمنحها فرصة لمعرفة أخبار أكثر عنه.
كان مكتب الأستقبال خاليا فوضعت حقيبة ملابسها الصغيرة جانبا وأنتظرت قليلا قبل أن تقرع الجرس الموضوع على المكتب , ما أن فعلت ذلك حتى سمعت صوت ضحك عال ينطلق من مكان قريب ما جعلها تشعر بخوف غريب.
( أتمنى لو أشاركهم سماع النكتة).
قالت سوزان لنفسها ببطء , حينئذ فتح الباب الواثع خلف المكتب وتوقف لوهلة وألقى ملاحظة أخيرة باللغة الأسبانية مما دفع الموجودين في الغرفة الى الضحك من جديد , أحس بوجود سوزان خلفه فتغيّر التعبير الضاحك على وجهه الى دهشة وصاح:
" سنيورتا".
كانت لهجته مؤدبة ألا أن سوزان شعرت بالحرج لنظراته المتفحصة والدّالة على عدم الأرتياح لوجودها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 04:52 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سحبت كتاب تعليم اللغة الأسبانية وحاولت أفهامه رغبتها في قضاء ليلة في الفندق , ألا أن قال:
" أنني أتكلم بعض الأنكليزية , هل أنت أنكليزية؟".
" نعم".
شعرت بالراحة لأنها لم تضطر لأستخدام كتابها المعقد.
" أنني أحاول تعقّب أنكليزي آخر , أنه أخي".
أضافت بسرعة لدافع لم تفهمه تماما.
" هل قدم هذا الأخ , الى أسانكشن؟".
قال الرجل وراقبها بصمت.
" لست متأكدة , أظن ذلك".
تردد الرجل قليلا ثم جذب سجل أسماء نزلاء الفندق ووضعه أمامها.
" أنظري بنفسك يا سنيوريتا ليس هناك أي أنكليزي عداك".
تفحصت سوزان قائمة الأسماء معتقدة بأن مارك ربما لجأ الى تغيير أسمه , ألا أنها ظنت بأنه لن يغير توقيعه , تفحصت ذلك أيضا ولم تجد أي كتابة مماثلة لخط يد أخيها مما دفعها للأحساس بالمرض لشدة يأسها.
" لا يأتي السواح الى هذه المنطقة عادة يا سنيوريتا".
كان على وشك مغادرة المكتب حين سألته:
" هل أستطيع حجز غرفة لليلة واحدة ؟ كما أنني بحاجة الى دليل , أريد أن أستأجر دليلا أذا أمكن".
" سنيوريتا , أنني لا أسمح ببقاء نسوة وحيدات في فندقي".
شعرت سوزان بضعف لم تشعر بمثله من قبل في حياتها , ألا أنها حاولت أستجماع شجاعتها فقالت:
" بما أن هذا هو الفندق الوحيد فأنني أرجو أن تستثنيني من قاعدتك لهذه الليلة ألا أذا أستطعت أن توفر لي دليلا في الحال".
" وأين تريدين أن يأخذك الدليل؟ هذا أذا أفترضنا وجود مثل هذا الشخص".
" أريد الذهاب الى ديابلو".
قالت بسرعة.
وكما لو أنها صفعت الرجل فجأة وبقوة , تراجع الى الوراء بسرعة وبدا كأن فكه السفلي قد تحركت من مكانها.
منتديات ليلاس
" هذا مستحيل يا سنيورتيا , أين عائلتك ومن هم أصدقاؤك الذين وافقوك على هذه المغامرة المجنونة؟".
قطبت سوزان جبينها وغادرها كل حس بالواقع , ولكن قد يكون هذا بسبب التأثير الذي كان دافعه تراكم الأحداث التي جرت لها في الأيام الأخيرة , ألا أنها قررت أن تواصل القيام بدورها الذي بدا أسهل من محاولة أقناع الآخرين بصحة ما تقوم به.
كانت خائفة ومذعورة ألا أنها لم تظهر أي جانب من مشاعرها .
" أنه أمر جيد أن تبدي قلقك يا سنيور , ألا أنه أمر غير ضوري , فأنا قادرة على الأهتمام بنفسي كما أنني لست بحاجة لأحكامك بصدد أفعالي وخياراتي".
لم تقل الكثير ألا أنها أملت أن تكون كلماتها قد أثرت , ففي موقف كهذا فأن عليها أن تزن كلماتها بدقة وحذر.
نظرت الى صاحب الفندق وشعرت بأنه لم يعد واثقا من نفسه بل بدا مترددا كأنه أدرك بأنه يتحدث مع فتاة مختلفة وأحس بشيء جديد في حديثه معها , أرادت سوزان أن تبتسم لتلك الأفكار ألا أنها أدركت خطأ ذلك وعمقت التعبير الهادىء على وجهها .
" لا بد من وجود شخص يعرف هذه المنطقة جيدا , لا يتوجب عليك الشعور بالمسؤولية أتجاه ما أقوم به , عرفني به فقط وسأتكفل أنا بالباقي".
نظر اليها الرجل لفترة ثم هز كتفيه:
" هناك رجل يعرف المنطقة , أنه فاتاس دي ميندوزا , ولكن هل سيأخذك الى ديابلو ؟ أنها مسألة أخرى".
" هذه مشكلتي وسوف أتكفل بها , متى أستطيع الألتقاء به؟".
أستعادت قوتها وثقتها بنفسها بعد نجاحها في أقناع صاحب الفندق , وفكرت أن بأمكانها أقناع العالم كله بما تريد.
" فيما بعد يا سنيوريتا , سأخبره بطلبك أولا , أنه مشغول الآن".
نظر بأتجاه الغرفة حيث سمعت من قبل ضحك لبقية الرجال.
" أفضل رؤيته حالا , أنها مسألة ملحة وأنا لست مجرد سائحة بل قادمة للبحث عن أخي".
" وأنت تعتقدين أن أخيك توجه الى ديابلو؟ أذا كان الأمر صحيحا فأن لدي فكرة جيدة , ستمر من هنا دورية عسكرية غدا , أو بعد غد , فأذا تحدثت الى الكابتن لويز فأنه سيبحث عن أخيك".
صمتت سوزان للحظة وفكرت في ما قاله , ربما كان من الأفضل ترك مهمة البحث عن أخيها للجيش , ولكنها تذكرت ما قالته أيزابيل عن تهريب الزمرد , ماذا سيحدث أذا عثر الكابتن لوبيز على أخيها ومعه الزمرد؟ بلعت ريقها وقررت أن ترفض ذلك الأقتراح خاصة وأنها لم تكن تعرف العقوبة التي سيتعرض لها , ألا أنها خمنت عقوبة كبيرة وثقيلة , تذكرت بعض ما قرأته عن قسوة السجون الكولومبية , كما أن أعتقال مارك سيؤدي الى وفاة جدها.
منتديات ليلاس
عليها أذن , أن تتقبل فكرة البحث عن أخيها والعثور عليه بنفسها وبمساعدة الدليل , أملت أن يكون الدليل رجلا يعرف كيف يحافظ على السر أذا ما وجدا مارك وفي حوزته الزمرد.
" ليس لدي وقت كاف لأنتظار الجيش , ثم أنك غير متأكد من وقت وصولهم وقد يتأخرون , يجب أن ألتقي بهذا الدليل فورا , أذ يجب أجراء بعض الأستعدادات قبل التحرك مباشرة".
تركت حقيبتها الى جوار المكتب ثم خطت خطوات بأتجاه الباب ألا أنه بقي ساكنا في مكانه وخاطرت بالأستدارة الى الوراء وألقاء نظرة على وجهه الساكن بشكل غريب وشعرت بالرغبة في الضحك , كل ما عليها الآن فعله هو أقناع الدليل بأن يأخذها الى ديابلو , فتحت الباب وخطت الى داخل الغرفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:24 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أتقنت دورها كممثلة الى حد كبير حيث توقفت في اللحظة الملائمة في أنتظار نتائج ما فعلت , كان جو الغرفة مثقلا بالدخان ولم تستطع الرؤية في اللحظات الأولى ثم أكتشفت وجود ستة رجال يجلسون حول مائدة مستديرة موضوعة في وسط الغرفة ومغطاة بشرشف أخضر, شعرت سوزان بمرارة في حلقها , أذن هذه هي الصحبة التي تردد مالك الفندق في مغادرتها.
نظرت الى الرجال متفحصة أياهم , بدا الأستغراب واضحا على وجوه بعضهم والأستحسان على وجوه البعض الآخر , ألا أنها رأت الأستهزاء في وجه واحد تجاهلته أولا ثم تظرت اليه ثانية كما لو أنها لم تصدق ذلك الأنطباع في المرة الأولى.
كان أصغر من أصحابه , في الثلاثين من عمره على الأغلب , بعينين سوداوين وشعر أسود وبشرة داكنة , كالبقية , لوجهه ملامح صقر عنيف , وزاد من تأثير حدة ملامحه الربطة السوداء التي غطت عينه اليسرى.
نهض الرجل القريب من الباب عن كرسيه وتقدم اليها مبتسما:
" أقتربي , تعالي , هل ترغبين في صحبتنا!".
نطق تلك الكلمات بلهجة أميركية , تغامز البقية فيما بينهم وتحدثوا بالأسبانية وبدأوا الضحك من جديد.
ألا أن رجلا أعور لم يشاركهم الضحك , نظرت اليه سوزان مرى أخرى , كان يرتدي ملابس سوداء , قميصه مفتوح وظهر صدره القوي , رن في رأسها صوت أيزابيل وهي تقول :
( قطاع طرق , رجال أشرار).
شعرت أن البقية مسالمون , ربما كانوا مشاكسين , ألا أنهم أساسا أناس مسالمون , أمام الرجل صاحب الربطة الذي بدا مختلفا , أقتنعت بأنه أحد قطاع الطرق وتخيلته , في القرون الماضية , مرتديا ملابس من مخمل أسود , حاملا في يده سيفه الملطّخ بدماء الهنود المسالمين , ولا شيء يمنعه من تحقيق حلمه , في أستطاعتها تخيّله على سطح سفينة قراصنة تجوب البحار بحثا عن الذهب.
" هل تريدين أن تشربي شيئا؟".
سأل الرجل الواقف قرب الباب.
أبتسمت بأدب وهي ترفض أي شيء يقدم اليها , فكرت أنه قد يكون دي ميندوزا الذي تبحث عنه.
أبتسمت مرة أخرى ولكن بشكل مختلف هذه المرة محافظة على المسافة الفاصلة بينها وبينهم , عدا الرجل صاحب الربطة السوداء , الذي تجاهلها منذ البداية.
ترى ما الذي يفعله هنا ؟ أنه يختلف عن البقية , من الواضح أنهم جميعا رجال أعمال محليون أجتمعوا لقضاء بعض الوقت سوية , ما عداه , لعله مقامر محترف؟ ربما , خاصة أذا كانوا يمارسون مثل هذه الأشياء في كولومبيا , أنتبهت الى كمية النقود الموضوعة أمامه على الطاولة , فكرت أنه لا بد يغش في اللعب , ثم أدركت سخافة أفكارها , ها هي واقفة هناك تتأمل رجلا غريبا وتضيّع وقتها الثمين.
" أريد أ ألتقي بفاتاس دي ميندوزا , وأود التحدث معه بشكل شخصي".
قالت في صوت واضح.
أنتظرت بضع لحظات وتوقعت الأجابة من أحد الرجال , ألا أن أيا منهم لم يتحرك من مكانه , شعرت بخوف يسري في أعماقها.
" أنه هنا , أليس كذلك؟".
أهتز صوتها قليلا , وكأنما أدركت صحة مخاوفها , كما أدركت صيغة الجواب الذي ستتلقاه , تمنت لو أنها على مبعدة مليوم ميل من هذا المكان , قال الرجل الواقف الى جوارها:
" ألا أستطيع الأحلال في محله سنيوريتا ؟ فاتاس أنك الفائز دائما".
نظرت عبر المائدة الى الرجل , رأته يلوي شفته السفلى تعبيرا عن الأستهزاء , لم يحاول في الوقت نفسه , تغيير وضعه المريح بل نظر اليها نظرة متطلعة أشعرتها بالحرج.
لا بد أن مالك الفندق رجل مجنون , فكرت سوزان , وألا لما أقترح أتخاذ هذا الرجل كدليل لها , كيف تصوّر أنها ستتبعه في مناطق مجهولة , كيف تتبع رجلا يبدو وكأنه مارس كافة الجرائم المعروفة؟
كان يقرأ أفكارها , أبتسم الرجل , فجأة ,عارضا أسنانه البيضاء , فكرت أنه رجل جميل ولا يمكنه , لذلك , أن يكون عنيفا مع المرأة .
وقف حينئذ , وبدا أطول من بقية الرجال في الغرفة , جسده مرن مرونة النمر , أرتدى حزاما عريضا في وسطه نجمة فضية وقلادة لم تظهر بوضوح لأختفائها في شعر صدره الكثيف.
تذكرت كيف صممت على العثور على أخيها حتى لو كلّفها مواجهة الشيطان , وأدركت أنها في مواجهته الآن وسرت في جسدها قشعريرة الخوف.
أتسعت أبتسامته وأدركت أنه أحس بردة فعلها وأنه يمتع نفسه الآن بمراقبتها , أجبرت نفسها عل الوقوف بسكون في مكانها حين أقترب منها وقال:
" أنا فاتاس دي ميندوزا , ماذا تريدين مني؟".
رغبت أن تجيب بأن المسألة كلها عبارة عن خطأ فادح , ألا أنها أدركت في الوقت نفسه أن هذا سيظهرها بمظهر أمرأة حمقاء أمام مجموعة رجال , وهذا ما لم ترغب فيه.
" أرغب في شراء خدماتك يا سنيور".
أدركت بعد أن نطقت تلك الكلمات , خطأ التعبير الذي أرتكبته ولكن بعد فوات الأوان , أجاب:
أنني أقدر طلبك ولكني لست معروضا للبيع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 08:25 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ضحك أثنان من الموجودين ألا أنه كان ضحكا عصبيا , لاحظت سوزان ذلك حتى من دون النظر اليهما , وشعرت بحرارة الأرتباك تسري في جسمها لأنها أضطرت أن تقول شيئا لم ترغب في قوله.
" لم أعن ذلك".
ورغم أرتباكها رفعت سوزان ونظرت اليه بأستقامة.
" أنني بحاجة الى دليل أعتمد عليه تماما , لقد أوصاني أحدهم بأستئجارك".
أحست مرة أخرى بالقلق يسود الغرفة.
" أنت دليل , أليس كذلك؟ أخبرني مالك الفندق".
" هل تحدثت مع راميريز ؟ أنه محق , أنني أعرف هذه المنطقة أحسن من أي رجل آخر , نصيحتي لك هي العودة الى بوغوتا والأنضمام الى أحدى الرحلات السياحية الجماعية , ذلك هو المكان الملائم للمرأة".
" كلا , أنتظر".
منتديات ليلاس
صرخت قبل أن تدرك ما الذي ستفعله ثم مست ذراعه قبل أن يتحرك مبتعدا , توقف ونظر اليها , فكرت :
( كيف يجرؤ على النظر اليّ بهذه الطريقة؟ صحيح أن لهجته أفضل من البقية , ألا أنه مجرد دليل , وعليه أن يتقن عمله ليعيش).
" من الأفضل أن نناقش هذا الموضوع بشكل خاص , أنني مستعدة لدفع المبلغ الذي تطلبه أذا كان هذا ما يقلقك".
" ليس هذا ما يقلقني".
أجاب ووجهه خال من أي تعبير , ثم أضاف:
" أنك سيدة عنيدة , من ناحية أخرى لا يتوجب عليك عرضالدفع ما لم تعرفي السعر المطلوب منك أولا".
" سيكون هذا جزءا من النقاش وأرجو أن تحدثني به".
أصغت لنفسها وهي تتحدث بلهجة ضعيفة لم تسمعها من قبل , ولم يكن ذلك جزءا من مخططها.
" وهل تظنين أن قوة أقناعك ستكون فعالة أكثر أذا كنا وحدنا؟".
سألها وضحك من رأى أحمرار وجهها من الخجل:
" حسنا , سنتحدث أذا كنت تعتقدين أن ذلك سيغير الأمور , ولكن فيما بعد".
رفع يده ثم ربت عل كتفها بطريقة دفعتها الى الأنكماش كما لو أنها تلقت صفعة , أستدارت وغادرت الغرفة وصفقت الباب خلفها بأصرار وهي تسمع ضحكات الرجال خلفها.
كان مكتب الأستقبال خاليا ألا أنها سمعت أصواتا خلال باب الغرفة المقابلة , نصف المفتوحة , كانت غرفة كبيرة ذات مجموعة من المناضد ووجدت فيها راميريز وهو يجفف بعض الصحون والأقداح.
ظهر مندهشا لرؤيتها ولم تعرف نوع الأستقبال الذي ستلقاه – ترى هل أصغى الى ما جرى في الغرفة الأخرى من حديث ونقاش؟ سأل راميريز مباشرة:
" هل عقدت صفقتك يا سنيوريتا؟".
" ليس تماما".
أجابت بلطف , ثم أضافت:
" سنناقش الأمر فيما بعد , أعتقد أنني مضطرة للبقاء هنا بعض الوقت".
نظر اليها للحظات , ربما كان يسأل نفسه عن سبب عدم عودتها الى بوغوتا معترفة بفشلها.
" هل قال السنيور ميندوزا أنه سيتحدث معك فيما بعد؟".
" نعم , أن أوضحنا بعض الأمور المعلقة , بدا وكأن لديه فكرة غريبة عن سبب أهتمامي بخدماته ومعلوماته , أنه واثق تماما من قابليته الخاصة".
أضافت بلهجة محايدة , ألا أنها أدركت أن ما قالته خال من الصحة وأن ميندوزا لم يكن رجلا متوهما قدر ما كان واثقا من نفسه.
" أن لميندوزا أسبابه الخاصة , كانت هناك أمرأة أميركية جاءت مع زوجها لمشاهدة هذه البلاد , ثم عادت بعد ذلك لوحدها لتذهب مع فاتاس الى تلال وقد قضيا فترة طويلة معا , كان شعرها أشقر مثل شعرك يا سنيوريتا".
" أؤكد لك أن هذا التشابه هو الوحيد بيننا , هل أستطيع الآن , أن أرى غرفتي , أشعر بالتعب الشديد وأنا بحاجة ماسة الى الراحة".
" نعم يا سنيوريتا".
لم تكن الغرفة كبيرة , بل نظيفة والفراش مغطى ببطانيات هندية ذات ألوان بهيجة وناعمة , تذكرت سوزان أنهم كانوا يبيعون بعض البطانيات الشبيهة في السوق القريب من الفندق وكيف أنها رغبت في شراء واحدة ألا أنها أجّلت الأمر.
منتديات ليلاس
كل ما أرادته هو الأسترخاء في الفراش ونسيان رحلة الباص , توجهت أولا الى الحمام الموجود في نهاية الممر , أخذت حماما وأزالت عن جسدها التراب والتعب , شعرت بالراحة وهي تعود الى الغرفة لترتدي ملابس نظيفة بعد أن أغلقت الباب والشبابيك لتتخلص من الضجة في الخارج , أخيرا تمددت على السرير.
رغم تعبها الشديد , لم تستطع سوزان النوم حيث واصلت صور مشتتة أجتياح ذهنها : أشجار تحيط بنهر وظلمة الجبال خلفه , رجل يرتدي ملابس سوداء ويمتطي صهوة جواد ظهر وكأنه جزء منه , ثم أمرأة شقراء واقفة بين الأشجار تمد ذراعيها الى الأمام حيث أنحنى الرجل ورفعها من ذراعيها وشعرها يحيط به.
تقلبت سوزان في فراشها بقلق محاولة التخلص من تلك الصور , ألا أن الحصان واصل أقترابه منها حتى أستطاعت أخيرا رؤية ملامح الفارس , وراقبت المرأة الشقراء وهي ترفع ذراعيها محاولة جذبه اليها.
مدت سوزان يدها لتحاول منعهما لأنها لم تكن ترغب أن ترى كل ذلك , ألا أن حركتها أستدعت أنتباه الفارس , فنظر بأتجاهها وكذلك المرأة الشقراء , رأت سوزان أن الوجه الذي أستدار نحوها والمغطى بخصلات من الشعر الأشقر كان وجهها هي.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flame of diablo, حتى تموت الشفاه, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارا كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t163953.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 15-08-15 12:32 AM
ط­طھظ‰ طھظ…ظˆطھ ط§ظ„ط´ظپط§ظ‡ ط³ط§ط±ط§ ظƒط±ظٹظپظ† This thread Refback 06-08-14 02:21 AM


الساعة الآن 10:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية