لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-11, 09:25 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" قالوا في البداية أنهم سيمنعون عني الطعام حتى أخبرهم بما يريدون , إلا أنهم تأكدوا بعد عدة أيام , أنني لا أعرف شيئ , أعتقد أنهم نقبوا في المناجم القديمة بأنفسهم ولاحظوا خلوّها من الزمرد , ثم جاء قائدهم لرؤيتي , فأخبرني أنه سيدعني أغادر المكان , فأرتحت الى حد أوشكت فيه على البكاء , إلا أنه قال يجب علي أن أكتب رسالة ما , فظننت أنها تعهد مني بعدم أقامة دعوى ضدهم , أذا ما وصلت سالما الى الأماكن المأهولة , إلا أنها لم تكن كذلك ,بل كانت موجهة الى جدي طالبا فيها فدية لأطلاق سراحي".
" فدية؟".
ونظرت اليه بذعر , وقالت :
" مارك لهذا السبب أنا هنا جدنا مريض جدا وأصيب بنوبة قلبية خطرة , لهذا طلب مني البحث عنك".
" ولكن كيف عرف أنني هنا؟".
ومسح مارك عينيه بيديه القذرتين.
" رآك صديق له تناول العشاء مع عائلة أرفاليز , في بوغوتا".
" آه , نعم".
وأبتسم لأول مرة أبتسامته المعتادة.
" كان ذلك للأحتفال بعيد ميلاد أيزابيل , كم يبدو الحدث قديما الآن يا سوزان, لم أعلم من قبل أن أشياء كهذه تحدث حقيقة.
وأمسك بيدها بأحكام.
وأرتجفت سوزان خوفا متذكرة الصور في صندوق ماريا – الآب الفخور , الصبي المبتسم ذو العينين السوداوين....
" أنك لا تعرف غير نصف الحقيقة , هل كتبت الرسالة؟".
هز رأسه نفيا .
" الحمد لله , كان من الممكن أن تقتل جدنا".
" أذا لم أكتب الرسالة فسنقتل سوية , وكان صوته خاليا من العواطف حيث منحوني فرصة التفكير حتى الغد لأنفذ ما طلبوه مني , لهذا يجب أن تتركي المكان بسرعة لأستدعاء النجدة , حيث أظن أنه حتى في هذه المنطقة النائية لا بد من وجود من يشرف على تطبيق القانون والنظام".
وأرتفع صوته بشكل لا أرادي.
" سنكون على ما يرام , هناك الرجل المرافق لي وسيعرف كيف يتصرف".
" أين هو؟".
ونظر وراءها.
" حسنا , لست متأكدة , لكن.......".
" هل أنت متأكدة أنه ليس واحدا منهم؟".
فدفعها اليأس في صوته الى الأرتجاف , وكان الجواب البسيط هو لأنني أحبه , ولا أظن أنني قادرة على حب شخص يتصرف بطريقة لا أنسانية إلا أنها لم تحاول نطق الكلمات بل أنحنت وقبّلت جبينه المحموم.
" سأذهب الآن , حاول خداعهم , عدهم بأي شيء".
اوقفت لأن وجه مارك ساده الشحوب .
" عصفور آخر في شبكتي , والعصفور جميل هذه المرة".
قال الرجل الواقف خلفها , ونطق الجملة الأخيرة بطريقة دفعتها للأرتعاش خوفا , فواصلت مسك يد مارك والتحديق في القادم الجديد , لم تستطع تخمين عمره خاصة لشعره الطويل وشاربه الكث.
وضع الرجل المصباح على الكرسي المكسور قبل أن يخطو بأتجاه سوزان ثم أمسك بذقنها بين يديه متفحصا ملامحها من جميع الزوايا .
" عصفور جميل جدا , ولكن , كيف جئت هنا ؟ وماذا تريدين ؟".
" جئت لوحدي باحث عن أخي".
" حسنا جدا , أنني معجب بمعنوياتك , ربما كان يجب أن تكوني الرجل بدلا من الشخص المجاور , مع ذلك يجب ألا تكذبي , من جاء معك؟".
وشدّت أصابعه على ذقنها الى حد ظنت فيه أنه سيحطم فكّها , أرادت البكاء لشدة الألم فضغطت بأسنانها على شفتيها مخافة الصراخ , حينئذ سمعت صوتا آخر يقول:
" أعرف كيف جاءت الى هنا يا سنيور , وسأخبرك كل شيء".
كان صوتا تعرفه سوزان جيدا , كما أدركت سبب نيرة الأنتصار فيه.
أطلق معذّبها سراحها وقال بلطف:
" تحدث أذن , أيها الرجل الضئيل".
ولمعت عينا كارلوس بالكراهية قائلا:
" أنها الأنكليزية التي حدثتك عنها , يا سنيور رودريغو , أنها أمرأة فاتاس دي ميندوزا ".
منتديات ليلاس
أحست سوزان بالأرض تهتز تحتها حين ذكر كارلوس أسم رودريغو , ثم سمعته يضحك قائلا:
" أجلسي , يجب أن نبدي أهتماما خاصا بأمرأة ميندوزا , وكيف حال السيد فاتاس الشاب ؟ تحول مؤخرا الى أزعاج دائم لي بسبب عطشه الشديد للأنتقام , يبدو أنه يلومني لحدث سيء أصاب عائلته منذ زمن بعيد , والجيش بدوره يواصل مطاردتي منذ ذلك الحين , أردت التحدث معه بشأن ذلك وها هي الفرصة سانحة الآن , أين هو أيتها الصغيرة؟".
" أنه ليس هنا , أذ تعاركنا وتركني".
نظر اليها رودريغو فترة ثم تنهّد بعمق وهز رأسه :
" أنك لا تقولين الحقيقة سنيوريتا , وأنا لا أحب الكذابين , لو كنت رجلا عصبيا لعاقبتك كما عاقبت حبيبك الوسيم منذ سنوات عدة".
رأى أنكماشها خوفا فأبتسم مواصلا حديثه:
" دعينا لا نتحدث عن هذه الأشياء , على الأقل أنني لم أعاقبه بطريقة تؤثر على علاقته بالنساء".
رأى الدم يرتفع الى خديها بينما تململ مارك في مكانه وأختفى كارلوس من الغرفة , الأمر الذي أسعدها قليلا.
" سنتوجه الى باحة ابناء حيث نعد نارا كبيرة , وسندعو حبيبك لمصاحبتنا".
" أنك تضيّع وقتك إنه لن يأتي ".
مد يده وربّت على خصلة من شعرها الأشقر الطويل.
" أظن أنه سيأتي , لو كنت مكانه لجئت راكضا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-07-11, 10:32 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مضى خارجا وأغلق الباب خلفه , فجلست على حافة السرير , فطالبها مارك بتوضيح ما حدث:
" ماذا حدث ؟ من هو فاتاس دي ميندوزا ؟".
" أنه الرجل الذي أخبرتك عنه وافقني الى هنا".
فضحك معلّقا بعصبية :
" ونسيت أن تخبريني أنه عشيقك؟".
" لم أنس , لأنني لست عشيقته , ثم متى بدأت ممارسة مهنتك كحارس أخلاقي ؟".
" آسف".
" لا تأسف , كنت آمل الحصول على حمايتك لفترة ما , ذلك أيضا , يبدو حديثا قديما الآن".
" أعتقد أن كل رجال أميركا اللاتينية متشابهون , حيث لا يسمح لهن بمس شعور فتياتهم قبل الزواج , أخبرني ميغيل أن أحدهم أستلم جائزة من ملكة للجمال فقبّل خدّها فكاد والدها الغاضب أن يقتله فليس من الغرابة أن يظنوا أن السائحات لعبة سهلة".
" لا أعتقد أن لدينا الوقت الكافي لمحادثة كهذه , في ظرفنا الحالي ".
" كلا , هل سيساعدنا دي ميندوزا ؟".
ونظر اليهها بسرعة .
" لا أدري".
وأشارت بيدها عجزا , ثم أضافت:
" أولا أنه لا يعرف مكاني لأنه طلب مني البقاء في مكان معين وأنتظاره".
" من المؤسف أنك لم تصغي لطلبه , أنا آسف يا سوزان , إلا أنك لا تستطيعين أنكار خطورة وضعنا , وكان في الأمكان تفادي جزء منه لو أنك بقيت في مكانك".
" نعم , نعم أدرك ما تقوله".
ثم أحنت رأسها وبدأت البكاء مطلقة تنهيدات عميقة بدت وكأنها أختزلتها منذ فترة طويلة.
" آه سوزان".
وتحرك مارك محيطا إياها بذراعيه...
" آه أنا آسف , لم أعن ما قلته , هل جرحت مشاعرك؟".
" كلا , أتركني لوحدي قليلا".
" لا بد أنه ذلك الرجل , أليس كذلك ؟ هل هو ميندوزا ؟ متى تعرفت عليه؟".
" لا أدري".
ومسحت عينيها بمنديل عثرت عليه قربه.
" إلا أنك تستطيع عد ذلك بالساعات , والأيام فقط".
لم يجبها , بل أحست بعدم رضاه , الأمر الذي كان في أمكانها تقديره , لأن مارك عرفها كفتاة باردة في علاقتها مع الرجال .
" لا بد أنه شخص مختلف , أنني متشوق للقائه".
" أرجو غير ذلك , أرجو أن يمتطيجواده ويبتعد , هل سمعت ما قاله رودريغو ؟ أنه لا يستطيع الأنتظار لألقاء القبض عليه , لأنه قتل والده منذ سنوات وشوّه وجه ميندوزا , وهو يرغب الآن بأتمام ما بدأه".
" ماذا عنا ؟ الدلائل لا تشير الى أننا سنحظى بمعاملة أفضل من روميو الكولومبي , أظن أن رودريغو سيصر على كتابة رسالة الفدية".
" إلا أننا لا نستطيع , لأن جدنا مريض جدا ومثل هذا الطلب سيقتله".
" وأعتقد أن أختفاءنا سوية , عن وجه سطح الأرض سيساعد على تحسين صحته؟".
توقف عن حديثه ناظرا اليها , إلا أنه سرعان ما أدرك خطأ ما تلفّظ به.
" آسف جدا , أنني غير متمالك لقواي في الفترة الأخيرة وخاصة الأسبوعين الأخيرين , أذ بقيت مطروحا على هذا السرير بشكل متواصل لا أستطيع التفكير بشكل صحيح الآن".
" أعرف يا مارك , هل جئت باحثا عن ديابلو؟".
" نعم, هناك العديد من القصص عنها , ففكرت أن لها أساسا في الواقع , هل تتصورين يا سوزان أي ثروة كبيرة تستطيعين القول عليها بمجرد الأستحواذ على حجرة خضراء تستطيعين حملها في راحة يدك؟".
" نعم , أستطيع تخيّل ذلك , كم أتمنى لو أن ميغيل أرفاليز أغلق فمه ! مارك.... ألا تفهم بأنها لو كانت موجودة لعثر عليها منذ سنوات , ولكانت جزئا من آلاف خواتم الخطبة الملبوسة الآن ثم ألم تعلم أن جزءا من القصة يشير الى لعنة ديابلو؟".
" كلا , إنها مجرد خرافة ".
" أذا كان الأمر صحيحا , فلم أنت في هذا الوضع الرهيب الآن؟".
" لا تكوني غبية , أنني لم أعثر على أي زمردة كبيرة أو صغيرة".
" لكنك نقّبت وربما كان كافيا لأغضاب الرموز القديمة ".
نظر بأتجاه الباب .
" أرى أنهم أتموا أعداد النار".
وفرح لتغيير الموضوع.
أستدارت سوزان ونظرت الى لهيب النار , ثم أنفتح الباب ودخل رودريغو .
" حان الوقت يا سنيوريتا".
تراجع ودخل أثنان من رجاله , فتح أحدهم قفل القيد وأزال السلسلة عن ساق مارك بينما ساعده الآخر على النهوض , لم يستطع الوقوف فسحباه خارج الغرفة صارخا من الألم , لم تطلق سوزان أحتجاجها بل حافظت على هدوئها , حين ألتقت عيناهما صدفة بدا وكأنها أستطاعت رؤية رجل قاس لا يؤثر فيه تعذيب الآخرين , فلم ترغب بأهدار كرامتها بالتوسل اليه , ورأت كارلوس واقفا في الخارج وبدا عليه مظهر الغريب عن البقية , ربما كان مجرد كخبر لهم وزاد أحتقارها له , متذكّرة تطوّعه لأخبارهم ما يعرفه عنها.
وقف رودريغو في منتصف الباحة:
" ميندوزا!".
نادى بأعلى صوته فاتاس دي ميندوزا , وتلا صراخه تردد الصدى في صمت الليل.
" فتاتك الجميلة معنا أيها الرفيق , أذا أردت رؤيتها سالمة كما كانت آخر مرة , تعال الى هنا".
لم يسمع أحدهم صوتا وشبكت سوزان يديها الى حد آلمها , واصلت في هدوء , المرة بعد الأخرى طالبة من الله ألا يدعه يلبي النداء".
" فاتاس!".
صرخ رودريغو مرة أخرى ولاحظت في الظلمة توتر عضلات وجهه مما دل على غضبه الشديد وأضاف:
" هذه فرصتك الأخيرة , وفرصة حبيبتك الأخيرة أيضا , سأعد حتى العشرة وسأسلّمها لرجالي ليتسلوا بها".
" لا تصرخ يا رودريغو".
فجأة ظهر ميندوزا قرب حلقة ضوء النار وقبعته تغطي جبينه.
" قد أكون نصف أعمى , شكرا لجهودك الطيبة , إلا أنني لست أصما".
" ميندوزا ! كلا".
همست سوزان بل ربما قالت الكلمات في قلبها أذ لم يلتفت أحد اليها , حتى أنه لم ينظر اليها وهو يتقدم الى الأمام".
" ها نحن نلتقي ثانية".
وتنفس رودريغو بعمق متأملا طول ميندوزا الفارع.
" لقاء طالما أشتقنا اليه".
قال فاتاس بأدب , فبدأ رودريغو الضحك معلقا:
" ولكن ليس في ظروف كهذه , أذا خطر لك غير ذلك , أليس كذلك؟".
" ها قد حصلت علي , وهذا ما أردت منذ زمن بعيد , لكن الرجل والمرأة لا علاقة لهما بالموضوع وأنت لا تريدهما".
" كلا ؟ ربما ما تقوله صحيح , قد أترك لهم حرية الذهاب ولكن مقابل سعر عال كما تعلم".
" كارلوس يهوى الفتاة فهل تستطيع تقديم عرض أفضل؟".
" ربما , ماذا تريد ؟".
أجاب ميندوزا برزانة.
" ماذا أطلب من سيد لينوس الشاب ؟ طائرته الخاصة تنقلني حيثما شئت ؟ أو أحد قطعان الماشية ؟ أو عشرة ملاين بيزو؟".
بقي فاتاس ساكنا.
" كلا , سأطلب شيئا طلبته من قبل ومنذ وقت طويل , ربما ستكون أعقل من الشخص الآخر الذي رفض الأجابة , أعطني الخريطة , خارطة مكان شعلة ديابلو".
سمعت سوزان مارك يبتلع ريقه لأثارة الموقف , وجمدت في مكانها حين أستدار ميندوزا لينظر اليهما , كانت نظرته اليها ساخرة ومريرة ثم أنتقل بناظريه ليتفحص الشاب الواقف الى جوارها , وأدرك أن مارك أصغر منها عمرا وأنه لا بد أن يكون قريبا لها للشبه الشديد بينهما , ثم أستدار بأتجاه رودريغو :
" لا وجود لأي خارطة , تم نقل سر ديابلو من جيل لآخر في عائلتي بدون خط شيء على ورقة وذلك مت جعله سرا مأمونا".
" أي أمان ؟ وكيف أستفاد أفراد عائلتك من الزمرد أذن؟".
" لم يستفد أي فرد من أفراد عائلتي من منجم ديابلو , حيث أدركنا ومنذ قديم الزمان أن المكان خاص بالرموز القديمة , جدي الأعظم لم يرد تصديق الحكاية فمنح النقود لمجموعة مبشرين بنوا هذا الدير وحاولوا طرد الرموز القديمة خارج الوادي , وها أنت ترى بنفسك مدى نجاحهم".
" قصص لتخويف الأطفال".
دمدم رودريغو.
" لكنني لست خائفا وستريني غدا مكان منجم ديابلو , هذا هو السعر المطلوب لأطلاق سراح الأنكليزية".
" الفتاة وأخوها سوية".
وأدركت سوزان مدى توتره حين نطق الكلمات الأخيرة.
" نعم , نعم ولكنني ". وأبتسم مواصلا : " لن أدعك تذهب , كان علي قتلك قبل سنوات , إلا أنني قررت أن أكون رحيما , كان ذلك خطأ لن أكرره لأنك سببت لي الكثير من المتاعب , بعد غد , سأتخلص منك".
بدا ذهن ميندوزا منصرفا كلية الى أشعال واحدة من سكائره.
" كما ترغب".
علّق حين أنتبه الى صمت رودريغو.
" خذوه بعيدا".
أومأ رودريغو برأسه فخطا رجلان الى الأمام .
" ضعوه في الغرفة الأخيرة ولا داعي لتقييده , وأذا هرب أثناء الليل , فهو يعرف جيدا ما الذي سيحدث لفتاته في الصباح".
راقبتهم سوزان وهم يأخذونه بعيدا , ولم يحاول حتى النظر اليهما عند أبتعاده , أبتلعت ريقها متذكّرة خداعها له وعدم أطاعتها لأوامره خلال فترة لا تتعدى الأربعة وعشرين ساعة ومع ذلك ها هو يحاول جهده أن ينقذ حياتها وحياة أخيها , مضحيا بسر عائلته وبحياته أيضا ما لم تحدث معجزة ما.
" ضعوا الطيرين الصغيرين في غرفتين متجاورتين حيث يستطيعان ضرب الجدران بدل الحديث".
سارت سوزان متخطية الرجل القريب منها وخاطبت رودريغو:
" أريد طلب شيء منك".
" أطلبي ما تشائين".
وبدا الشك واضحا في عينيه السوداوين .
" قبت أن سلوكك الرحيم كان خطأ , حسنا , ها أنا أسألك أن ترتكب خطأ آخر , أرجو ألا تتركني في غرفة لوحدي , دعني أقضي ليلتي الأخيرة مع السنيور دي ميندوزا".
للحظة , حدّق رودريغو في وجهها غير مصدقلما سمعه ثم بدأ الضحك .
" أشعر بالمودة نحوك أيتها الأنكليزية , ليلة أخيرة لسيد لينوس , يتذكّرها قبل وفاته , أذهبي اليه وأخبريه أن يشكر رودريغو لذلك".
وتبعها الحارس الى الغرفة الأخيرة , بين همسات البقية وتغامزهم , فتح لها الباب فدخلت الغرفة ثم سمعت صوت عودة القفل الى مكانه , ثم كان هناك الصمت.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 16-07-11, 05:55 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- تسديد الدين



لم تكن الغرفة مظلمة تماما , بل مضاءة بفتيلة صغيرة , وقفت سوزان تنظر اليه وتذكرت دخولها الى غرفتها في فندق أسانكشن , منذ أيام فقط وكيف وجدته مسلتقيا على فراشها , ثم قاومت جاذبيته بكل الأساليب منذ بداية رحلتهما معا , لكنها هذه الليلة بلا سلاح , أدار رأسه ببطء ونظر نحوها ثم سألها:
" ماذا تريدين؟".
بلّلت شفتيها بحافة لسانها فلم تتوقع منه القفز وضمّها بين ذراعيه بعد ما حدث إلا أنها بالتأكيد لم تتوقع مثل هذا السؤال البارد.
" جئت لأبقى معك , أراد مني رودريغو أخبارك أنك مدين له بالشكر".
" لا أهتم بما يقوله رودريغو , وتستطيعين الذهاب معه أذا أردت وأحتفظي بشفقتك لنفسك".
" لست هنا بدافع الشفقة".
أجابت سوزان:
" بعرفانك للجميل أذن , أنك شفافة يا سوزان , هل تعلمين ذلك ؟ لا بد أنك تخيّلت أنني على وشك التضحية بحياتي من أجلك لذلك قررت أن تفعلي الشيء نفسه من أجلي".
" لا تكن سخيفا , أنت تعرف جيدا أنني أختلقت الحكاية وأن مارك أخي".
" أعرف جيدا ما كان سيحدث بيننا حين قررت مفاجأتي بكذبتك الصغيرة , ثم لا أدري لم تحاولين أقناعي , خاصة وأنك بددت وقتك كله في محاربتي , منذ لقائنا الأول , ما الذي دفعك الى تغيير رأيك ؟ هل هو رودريغو ؟ أم لأنه ذكر أنني مليونير ؟ هل تأملين أن أذكرك في وصيتي؟".
" أنك قاس".
دمدمت سوزان بصوت مرتجف .
" لست في حالة تسمح لي بالعطف , يبدو أنك على أستعداد للتنازل بسهولة , وعدتك الليلة الماضية أن أكون رقيقا معك , أما الليلة فلا أضمن شيئا , والآن أقرعي الباب وأخبري الحرس أنك غيرت رأيك".
" لن أفعل ذلك".
وسحبت سوزان صندوقا خشبيا فارغا من زاوية الغرفة وجلست عليه .
" لا تطلب مني الذهاب رجاء , لا أريد أن أقضي الليلة لوحدي".
وأنتظرت جوابه بيأس إلا أنه لم يجبها فواصلت الحديث بصوت منخفض .
" لم لا تريد بقائي".
أجاب بغضب بدا واضحا في وجهه الأسمر .
" إنك حمقاء صغيرة , ألا تفهمين شيئا ؟ أريدك منذ رأيتك لأول مرة في غرفة القمار , ألم أوضح لك مشاعري , بكل كلمة , نظة ولمسة؟".
" أذن لماذا؟".
ولم تستطع أتمام الجملة بل أشارت بيديها.
" هل يجب أن أوضح كل شيء؟".
وجلس على حافة السرير ضاغطا على الفراش الخفيف بكل قوته.
" لأنني لا أريد إعادتك الى بريطانيا وفي رأسك ذكريات مؤسفة ومؤلمة ".
سألت سوزان :
" هل تظن أنني سأستطيع نسيانك بسهولة؟".
" كل شيء ينسى بمرور الوقت , هل فهمت ما أقول؟".
" نعم , ولكن هل تظن أن رغباتك هي كل ما يجب أخذه بالأعتبار ؟ أنك تفترض محافظة رودريغو على وعده بأطلاق سراحي مع مارك يوم غد , ولكن هل تضمن ذلك؟".
" هذا صحيح , ولكنني فكرت بأنك لن تهملي التفكير في ذلك الجانب , والآن ما الذي تقترحينه؟".
" قد لا يكون واقعيا , ولكن ما هو الشيء الواقعي في حكايتنا كلها؟ أنها تبدو مثل كابوس يعرف الحالم بأنه يحلم إلا أنه لا يستطيع التخلص منه".
" مثل كابوس الليلة الماضية ؟".
أجاب ميندوزا .
" نعم وخلّصني منه , أيقظني مرة أخرى رجاء".
" سوزان , إنك تحاولين أغرائي , هل تعلمين الى أي حد ؟".
" ليس بما فيه الكفاية".
ثم وقفت دافعة الصندوق الى الخلف , فقال لها ميندوزا فجأة :
" يكفيني أن أنظر اليك , أشم رائحتك لأرغب بك الى الأبد ".
وخشن صوته وتكسر.....
" نعم إنه الفجر".
قال ميندوزا بهدوء , ولاحظت أنه أضاء المصباح وأستخدم الصندوق كمنضدة كتابة.
" ماذا تكتب؟".
" رسالة لأمي". وأغلق المظروف.
" ولكن كيف حصلت على القلم والورق؟".
" أعتقد أنها جزء من متاع أخيك , جلبها لي أحد رجال رودريغو في الليلة الماضية".
ثم تحرك من مكانه وعاد ليستلقي في السرير.
" لدي شيء أود منحك أياه أيتها الحبيبة".
أرادت الأبتسام إلا أنها أنتهت بتكشيرة مرتسمة على وجهها .
" لا بد أنك تمزح".
" ربما ولنحاول الأستمتاع بالنكتة , لكن دعينا نتحدث أولا , لا أحد يعلم ما الذي سيجلبه النهار لنا , لكن دعينا نفترض أن رودريغو سيفي بوعده ويطلق سراحكما أنت ومارك , ستجدين الخيل مربوطة في المكان الذي تركتك فيه يوم أمس , أبتعدا أكبر مسافة ممكنة وبأسرع وقت وما أن تصلا مركزا للشرطة , توقفا وبلّغا عما حدث , قولي أنني أطلب منهم مرافقتك الى بيتي قرب فيلاسنكو , هل تفهمين؟".
" نعم , لكن لم الى بيتك ميندوزا؟".
" لأنني أرجو منك أخذ رسالتي الى أمي".
منتديات ليلاس
ثم تناول الميدالية من حول عنقه ووضعها حول عنقها.
" هناك شيء آخر أود ذكره , سأحاول أقناع رودريغو أن يدعكما تغادران المكان قبل أن أريه المنجم , أما إذا رفض فستتعرضين للخطر وعليك حينئذ , إطاعة أوامري حرفيا , أذا قلت أركضي فركضي فورا , أذا قلت أنطرحي فأسقطي على الأرض فورا , وكذلك مارك".
" ميندوزا........".
وبدأت البكاء .
" لا داعي للكلام أكثر".
ثم أنحنى وعانقها وأضاف:
" تذكّري ما قله ولا تبكي يا حبيبتي , لأننا لم نخسر بعد , الحياة لا تزال حلوة وستكون أحلى قريبا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-07-11, 05:52 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت سوزان هادئة وبكامل ملابسها حين فتحت الباب , فيما أخفت رسالة ميندوزا في جزمتها وأحست بملمس الميدالية باردا وغريبا في صدرها حين أحكمت تزرير القميص لأخفائها.
سارت وحدها بكل كبرياء وبرودة فلاحظت بزوغ أشعة الشمس القوية , وكان أول شخص لاحظته هو مارك واقفا لوحده قرب بقايا النار الخامدة حاملا بيده كوبا من القهوة , سارت بأتجاهه وحين أقتربت منه أمسكت بذراعه قائلة :
" هل قيّدوك في الليلة الماضية؟".
" كلا".
وكان صوته غريبا , وكأنه صادر من شخص لا يرغب بالحديث اليها وغطت وجهه ملامح الغضب والخجل , فسألته بتحفظ :
" ما الذي تشربه ؟ هل هي قهوة؟".
" أنها قهوة قذرة".
وأعطاها الكوب لتشرب منه ما تبقى فيه.
" ألم يدعوك المحكوم عليه بمشاركته أفطاره الأخير ؟".
" نعم , قضيت الليلة الماضية في غرفة ميندوزا , هل الأمر مهم؟".
" مهم ؟ ألا يكفي سوء ما أنا فيه لتأتي أنت وتزيدي الطين بلة , بتخلّيك عن كل شيء أخلاقي من أجل رجل ينتمي الى أحدى عصابات ااسكولوجية؟".
وأبيضّ وجهها وشعرت كأنه صفعها بشدة على وجهها.
" كيف تجرؤ على قول ذلك؟".
سألت سوزان.
" كيف تجرأت أنت ؟ أنت تعلمين ما الذي سيحدث لجدنا لو أنه عرف بما حدث".
" الطريقة الوحيدة التي سيعرف من خلالها هي أنت , ثم تذكّر لا يزال علينا العودة الى أنكلترا أولا".
" كلا , لم أنس".
أجاب مارك وهو يحتي رأسه ناظرا الى التربة.
" عزيزي مارك يجب ألا نتعارك , خاصة في وقت عصيب كهذا".
" أعرف ذلك , ولكن لو أنك فقط سمعت ما كانوا يقولونه والنكات البذيئة , خاصة ذلك القميء كارلوس , وباللغة الأنكليزية كي أفهم ما يقولونه ".
" أنه أمر مزعج , ولكن تذكّر أن ميندوزا على وشك البوح بسر عائلته الذي مات من والده من أجله , لينقذنا".
" لم ينقذنا بعد".
أجاب مارك بكآبة وخوف فغفرت له سوزان ما قاله , كان صبيا مدللا منذ البداية لأنه كان الولد المنتظر , وساهمت هي بطريقتها الخاصة في الظهور بمظهر العبد له وأطاعة أوامره , إضافة الى تدليل الجد الآن , ها هو وحيد ومنعزل , بلا حماية يحاول توجيه الضربات لها بدلا من المعتدين عليه.
" لكنه سيفعل".
وأرادت بلفظها تلك الكلمات أن تعيد الطمأنينة الى نفسه إلا أنها أدركت مدى تفاؤلها حين تذكرت أن ميندوزا على وشك أن يفقد حياته فتلألأت الدموع في عينيها.
" آه يا ربي".
قل مارك ورمى بقية القهوة على الأر وسار مبتعدا عنها.
" هناك؟".
تساءل رودريغو بفارغ الصبر , وغطى العرق جسكه بتأثير الحرارة الشديدة , ولاحظت سوزان الواقفة الى جانبه تحرك عضلات وجهه.
" هل تحاول خداعي ؟ فتشنا هذا المكان من قبل , أنه خال إلا من الحيات والوطاويط".
" هل تشك في صدقي".
قال ميندوزا متحديا رودريغو.
" لقد عقدنا صفقة بيننا , وشعلة ديابلو موجودة في الكهف , ومد يدك أيها القمىء وستحصل عليها".
سخر متعمدا فأحست بدقات قلبها تتزايد وأدركت من أرتجاف يد مارك المربوط معها بحبل قصير , خوفه وتردده.
رفعت سوزان يدها لتسمح حبات العرق المتساقطة من جبينها , منذ الصباح لم يسر كل شيء على ما يرام حيث أصر رودريغو على مرافقتهما له ورفض أطلاق سراحهما , حتى حصوله على شعلة ديابلو , كانا رهينة لديه ولن يطلق سراحهما حتى يمسك الزمردة بيده , وتوقعت أعتراض ميندوزا ألا أنه تقبل الوضع بهزة من كتفيه وسار متجها نحوها , حيث وقفت ويدها مربوطة بيد مارك.
" حان وقت الوداع أذن".
قال جملته بصوت لم يدل عليه التأثير ثم بلا تردد أنحنى وعانقها لفترة طويلة تاركا أياها مرتجفة وضعيفة.
" تذكري.....".
ثم أبتعد عنها.
" أيها النذل".
دمدم مارك إ أنها أدركت أن كلمة ميندوزا الأخيرة لم تعن تذكره كمحب بل أن تتذكر أطاعة أوامره وتمنت لو تستطيع توضيح الأمر لمارك إلا أن وجود رجال رودريغو حولهما , حال بدون ذلك , فسارت الى جانب مارك خارج الدير متجهين الى الوادي.
وقبل أن ينفجر رودريغو معترضا بصراخه المعتاد قال لها مارك :
" ها هي لعبته ؟ لا شيء هنا حيث قمت بتمشيط هذه الأنفاق بنفسي شبرا شبرا".
ولأول مرة بدا رودريغو محتارا ولا يملك أي سيطرة على الموقف , وسمعت خلفها أصوات رجاله يتذمرون قلقين.
" ماذا حدث يا رودريغو ؟ هل تخيفك لعنة الزمرد؟".
" لا تحدثني عن الخوف , وحين سأتخلص منك سأعلمك معنى الخوف , وستزحف على ركبتيك طالبا الموت".
أرتعشت سوزان خوفا وتقلصت معدتها لقسوة الفكرة , إلا أن ميندوزا بقي هادئا بل وبدا عليه التمتع بالمحادثة.
" والآن عليك بتنفيذ الجزء الآخر من الصفقة , أطلق سراح الفتاة ومارك , دعهما يذهبان".
وأحست مرة أخرى بتردد رودريغو , ثم نظر إليها والى أخيها نظرة حيوانية تجلّت فيها القسوة بينما وقف ميندوزا جانبا.
" كلا , ليس الآن , لا أستطيع الوثوق بك أيها السيد النبيل , عليهما مرافقتنا داخل النفق كرهينة مقابل سلوكك وأخلاصك , حركة مخادعة منك وسأطلق الرصاص على أمرأتك ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 17-07-11, 10:04 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" فك قيدهما على الأقل , فالنفق ضيق جدا في بعض الأماكن الى حد لا يستطيع المرور فيه أكثر من شخص واحد ولن يستطيعا التحرك فيه مقيدين , ما لم ترغب في أنتظارهما زاحفين على ركبيتهما ".
تردد رودريغو لحظة والشك لا يفارقه إلا أنه أضطر الى توجيه الأمر لأحد رجاله فقام بفك الحبل فشعرت سوزان بالراحة والدم يجري بحرية في يدها , فركت يدها بأصابع يدها الأخرى وأذا كانت تفعل ذلك أحست بميندوزا ينظر اليها إلا أنه أدار رأسه فورا , لكنها رأت في نظراته السريعة تلك غضبا قاتلا لا حد له.
نظرت الى مارك لترى إذا كان لاحظ شيئا إلا أنه كان مشغولا بآلامه الخاصة , وبدا يافعا ووجهه شاحب فلمست يده مدركة بأن ميندوزا ورودريغو وصلا مدخل النفق , ووقف رجال رودريغو جانبا لمراقبة ما سيحدث.
" أفعل ما سيقوله لنا حالا , نفّذ أي شيء يقوله".
" لست دمية بين يديه".
منتديات ليلاس
همس بدوره غاضبا , لم تستطع مجادلته لأنهما بدورهما سارا نحو المدخل وأحنت رأسها لتدخل شاعرة بملمس السقف على رأسها.
كان النفق باردا ورطبا , رائحته خانقة , يشبه مدخل القبر , وأقشعرت سوزان متمنية لو أنها لم تفكر بذلك.
" أن المكان خطر جدا".
قال مارك وكأنه أستطاع قراءة أفكارها.
" حركة واحدة خاطئة أو حتى أطلاق صوت عال سيؤدي الى أنهيار المكان كله على رؤوسنا , آمل أن يكون ذلك المتعجرف مدركا لما يفعله".
ولم يكد يكمل جملته الأخيرة حتى سقط بعض الأحجار الصغيرة عند قدميها , وتعثرت سوزان بشيء صلب , عرفت بأنه فأس رميت على عجل , لماذا ؟ ربما خوفا , أجابت نفسها وأزدادت الظلمة حلكة حولهما كلّما تقدما أكثر داخل النفق , حمل رودريغو مصباحا يدويا قويا وكذلك أحد الرجلين المرافقين لهما , إلا أنهم لم يعثروا على الزمردة المشهورة في أي مكان , وأصبح التنفس عسيرا وتساءلت هل أنه مجرد أحساس بالخوف من ضيق المكان , أم أنه أنعدام الهواء النقي ؟ ثم وضعت يدها على حنجرتها.
" أين الزمرد؟".
كشّر رودريغو ناظرا الى ميندوزا بغضب وضوء مصباحه متسلط عليه.
" الكلب لا يخلّف غير الكلب , هل كذبت علي؟".
أجاب ميندوزا بهدوء :
" أخفض صوتك وإلا ستكون كلمتك الغاضبة التالية هي الأخيرة".
أجاب رودريغو :
" لا وجود للهواء هنا ".
" لماذا نضيّع أذن القليل الموجود , هل أنت على أستعداد لمواصلة السير؟".
" الى أين ؟ أن النفق مسدود وأعرف ذلك لأنني نقبت كل شبر فيه".
" كلا , ليس كل شبر فيه , أنك مخلوق أرضي يا رودريغو , على الأنسان أن يرفع رأسه أذا أراد مخاطبة السماء".
فوجه رودريغو ضوء مصباحه الى سقف الكهف فرأوا فتحة ضيقة بين الصخور , لا تكفي لمرور طفل , فكيف برجل ضخم كرودريغو.
" هناك ؟".
تساءل رودريغو متعجبا.
" نعم هناك".
أجاب ميندوزا ساخرا.
" تقدم أنت أولا ولتتبعك الفتاة".
توقفت سوزان غير مصدقة لما رأته إلا أن ميندوزا رفع نفسه الى أعلى وأختفى في الظلمة , ثم دفعها رودريغو بمسدسه , رفعها مارك الى الأعلى بينما مد ميندوزا يده ليجذبها نحوه.
منتديات ليلاس
لم يكن هناك أي ضوء إلا أن تألقا غريبا أنار الظلام , رمشت بعينيها , ثم أحست بيد ميندوزا تضغط على فمها ليمنعها من الصراخ , كانت الجمجمة الذهبية موضوعة على السطح الترابي منذ عدة قرون , وتألقت الزمردات التي ملأت تجويفي العينين بلهيب أخضر , كانت زمردات العينين مصقولة أما البققية فكانت في حالتها الطبيعية , مكومة في مكان واحد كرمز للتضحية والعطاء , ووضع ميندوزا ذراعيه حولها رافعا أياها مرة أخرى.
" أذهبي الى الأعلى , وبأقصى سرعة".
ووجدت نفسها في نفق آخر داخل الصخور , نفق لا يستطيع الأنسان التحرك فيه إلا زحفا على البطن ورغم ضيق المكان وسرعتها في الزحف أحست أن الهواء مختلف , وأنها قريبة من منقذ ما , وجذبتها نقاوة الهواء فكادت أن تفقد الوعي لشدة فرحها وزحفت أسرع وأسرع , ثم مدّت يدها بشكل لا إرادي الى الأعلى عند نهاية النفق.
أحست بشخص يمسك رسغيها ثم يجذبها الى الخارج ولم تستطع فتح عينيها لقوة أشعة الشمس ولتعودها على النظر في الظلام.
نظرت الى الوجه البرونزي المنحني عليها , وكذلك الى زيّه النظامي , كان وجهه وسيما ذو شارب صغير أسود.
" آسف لخشونتي سنيوريتا".
وساعدها على الوقوف على قدميها .
" أنا الكابتن لوبيز ربما ذكر ميندوزا أسمي أمامك".
" كلا".
كانت يداها تنزفان قليلا وتكسّرت أظافرها , لا بد أن منظرها كان مخيفا , مغطاة بالتراب وجزء من قميصها وبنطالها ممزق , وبدا كأن الكابتن أدرك سر ترددها فأشار الى أحد الجنود بمناولتها سترة الزي النظامي , فأرتدتها على عجل , وقدّم لها جندي آخر سيكارة فشكرته ثم أنتبهت الى أن المكان كله محاط بالجنود.
" ماذا حدث؟".
سألت سوزان كابتن لوبيز إلا أنه أشار طالبا منها الصمت , وساد الصمت حولها وتنصت الجميع لشيء لم تعرف ما هيته.
لم تشك أطلاقا أن ما سمعته كان صوت أطلاق مسدس تبع ذلك ضجة وأصوات مختلطة.
سمعت بعض الشتائم أطلقها كابتن لوبيز ثم تحرك بسرعة مبتعدا عنها , وزاد الأمر سوءا الأنهيار الذي تلا ذلك وأستمر وكأن أطنان الصخور تنهار بلا توقف تحت قدميها فسقطت على الأرض , مناديى بأسمه وكانت مستعدة لحفر الأرض بيديها العاريتين للوصول الى الرجل الذي أحبته , ودفع أزدياد الأنهيار الغبار الى علو مرتفع فلم يدع لها فرصة التوقف عن البكاء لحظة واحدة .
" ميندوزا".
وكررت أسمه عدة مرات برتابة مخيفة ويأس صور لها جسمه مكوّما تحت الصخور في ظلمة النفق.
وضغطت على شفتيها بقبضة يدها , كالأطفال , محاولة أيقاف نفسها عن الصراخ والبكاء , ومحاولة التحكم بمشاعر اليأس المسيطرة عليها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flame of diablo, حتى تموت الشفاه, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, سارا كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t163953.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 15-08-15 12:32 AM
ط­طھظ‰ طھظ…ظˆطھ ط§ظ„ط´ظپط§ظ‡ ط³ط§ط±ط§ ظƒط±ظٹظپظ† This thread Refback 06-08-14 02:21 AM


الساعة الآن 11:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية