كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
هز راسه باقتضاب ، فعادت الى مكتبها لتجلس لحظات وهى قابضة بشدة على يديها تحاول استنشاق الهواء . اجل سيد هارتوبل ، لا سيد هارتوبل ، ثلاثة اكياس مملوءة سيد هارتوبل ... كان بامكانه ان يملى عليها ما يريد ، فثمة ساعة كاملة قبل ان يجرى المقابلة الاولى . صرت على اسنانها ، ثم اتصلت بقسم الطباعة لترسل اليهم حصتهم من مطبوعات اليوم 0
تقدم اليوم على المنوال الذى اصبح روتينا منذ وصول بيرس هارتوبل . مرت سلسلة متواصلة من الشباب تمر بالمكتب الرئيسى وعلى وجوههم القلق وكانوا يخرجون بتعابير مختلفة تتراوح بين الراحة والسخط ... وكان يتلقى السيد هارتوبل مكالمات بعيدة المدى معظمها من الارجنتين ومن الكويت ، وكل منها تكمل تقدم برنامج اليوم ... واخيرا بدا الاجتماع المقرر فى الساعة الثانية ، فى الثالثة والربع . وانتهى فى الخامسة والنصف . حيث قال بيرس وتعبير خبيث يلمع فى عينيه : حسنا ... هل انت مستعدة للبدء بتسجيل البريد حالا سيدة دراغونر ؟
جعلت جوليا صوتها بلا طعم قدر المستطاع : اجل سيد هارتوبل 0
كان قلمها يطير بلا توقف فوق صفحات دفترها اثناء الاجتماع الذى دام ساعتين . والان ترى من كثرة الرسائل المكدسة ان من المحتمل ان يستمر رئيسها بالاملاء ساعة اخرى على اقل تقدير . الخنزير القذر !...
احضرت قلما جديدا واوراقا اخرى ، وسرعان ما غرقت فى عالم التقديرات والارقام والارقام والاتفاقات المختلفة . وعندما حلت الساعة السابعة وكادت تشعر بان عقلها توقف عن العمل قال : اظن ان علينا انهاء عملنا اليوم سيدة دراغونر 0
-اجل سيد هارتوبل ... عمت مساء 0
منتديات ليلاس
-لحظة من فضلك ، عودى الى الجلوس 0
جلس مستريحا فى مقعده الجلدى الوثير ، يقلب قلم حبر بين اصابعه ، ينظر اليها نظرة زرقاء متحفظة ... وانتظرت 0
-الا تقلب هذه الساعات غير المنتظمة من العمل ترتيباتك المنزلية راسا على عقب سيدة دراغونر ؟
هيات نفسها للخروج : ابدا 0
-ادرك اننى اهملتك فى الاسبوعين الماضيين ... اعتقد ان والدى كان يصطحبك للعشاء حين تتاخرين فى العمل ويبدو ان زوجك كان سعيدا بهذا ربما تسمحين لى بالامتياز ذاته هذا المساء ... وهاك الهاتف ان احتجت للاتصال بالمنزل لشرح الموقف 0
كانت عيناه تاسران عينيها بتحد فردت جوليا نظرته بكراهية بارزة : سيد هارتوبل ، انت تعرف والدك اكثر مما اعرفه انا ... وانا واثقة ، انك تعرف ميزته الخاصة فى المرح ، اما التفاصيل الدقيقة التى كان يهتم بها بشان دعوات العشاء فكانت تاتى فى موقعها ... وحين كانت تواجهنا مثل هذه المواقف ، كانت امك تصر على ان انضم اليهما فى المنزل للعشاء ، لاننى برايها ساكون متعبة بحيث لن اقوى على تحضير الطعام لنفسى . ويجب ان تعرف اكثر من غيرك ، انها الطف الناس فهى كانت تشعر بالقلق عندما اشاطرهما الطعام 0
ساد صمت غريب بعد توقف جوليا عن الكلام لتكبح الشعلة المتقدة من الغضب التى كانت تهدد بالانسلال من بين يديها 0
-اما بالنسبة لزوجى سيد هارتوبل فهو لسبب ماساوى ليس فى مركز الموافقة او الاعتراض ، فقد مات منذ ست سنوات 0
شعرت بارهاق شديد واستولى عليها غضب بارد فلم تشعر الا بالدموع تنحدر على وجنتيها فهبت من مكانها واقفة وارتدت عن غير وعى الى الباب فلم تر تعبير وجه بيرس الذى وثب عن كرسيه . وفيما كانت تبحث عن مقبض الباب ، احست بيده على ذراعها . فنظرت نظرة ذات معنى الى يده التى سرعان ما ابعدها 0
-سيدة دارغونر ... جوليا ... ارجوك ... لا تبكى 0
كان صوته لاول مرة منذ وصوله خاليا من البرودة فاصيبت جوليا بالدهشة : ابكى ؟ ظننت اننى نسيت كيف يكون البكاء ... وما بكائى الا من جراء الغضب والتعب .
|